معنى القارئ و المثقف في المجتمع و معناه اذا احتكمنا للعقل.

26 5 0
                                    


ان كلمة قارئ و مثقف مستعملة بشكل ساذج في مجتمعنا، اذ يعتمد فهم اغلب الناس لهما من نضرتهم المأخوذة من المحيط الخارجي اليها هذا فيما يخص كلمة مثقف اذ لدينا، في المجتمع العراقي؛ المثقف: هو من يمتلك منزلاً جميلا و نقود و اسلوب جميل بالكلام و التعامل..الخ من هذه الماديات و الاتيكيتيات!، و هذا يعتبر خطأ ساذج...ان هذه النضرة في اغلب الظن تعود الى الفكر القِبلي السائد في مجتمعنا الذي يعلي من شأن المظهر و 'التظاهر' و الفخامة ،و يغفل بشكل تام عن القيم الحقيقية للاشياء، بالتالي بالنضرة القبلية المثقف هو من لديه منزل فخم..سيارة فخمة..التعامل الجميل و الاسلوب..(الاسلوب الذي هو في الحقيقة ليس سوى ظاهرة لازدواج الشخصية..).
و هنالك نضرة اخرى عن المثقف و هي انه من يعرف الكثير بالفسلفة، لدينا ان هذه الاشياء مثل الكفر، لا داعي لها و لا فائدة منها لذا يتم تجاهل المثقف و التقليل من شائنه فضلاً عن انها تشعرهم بالنقص...

ان المثقف بالمعنى الاشمل و الاعم هو من يبحث عن المعرفة و يحبها ليجد من خلالها ذاته و نفسه ثم قد يختص في شيء معين كان الاقرب الى نفسه لكن على الرغم من ذلك يستمر بالبحث و الاكتشاف عن مواضيع اخرى، و هنا احب ان اذكر ان كلما كان الشخص ذا اطلاع على مواضيع كثير بقدر يبدو كانه مختص بهذا الموضوع كلما اصبحت تسمية شخص موسوعي تلائمه.

اما فيما يخص كلمة قارئ ففهمها يعود الى الفكرة الخيالية التي تقول بأن الكتب "فخمة" و ان الشخص القارئ دوما ما يكون غامض ،وقعه في النفس مبهر.. فضلاً عن الصورة التي نحصل عليها من الآخرين في طفولتنا، قد صدف وان سمعت يوما كلاماً مشابهاً لٍــــ(فلان يقرأ ،او فلان لديه الكثير من الكتب)_و دوماً ما يكون اسلوب نطق هذه الجمل يوحي بان هذا رأئع و غريب و عظيم ،خطر؛
وان هذه النضرة ايضا تعتبر النضرة التي تكونت جراء المجتمع..
لكن بمعنى دقيق و مدروس ،ان كلمة قارئ تدل على هاوي للكتب و القرائة وليس بالضرورة ان يكون باحثاً عن المعرفة و الاستكاشف ،انه فقط يحب هذا..مجرد شخص عادي يقرأ لان ذلك يمتعه و هنا لعمري فرق شاسع بين القارئ و المثقف !.
بالتالي و بطريقةٍ مثيرة للشفقة؛
يُقَلَل من شأن ان تكون مثقفاً ،ولكن لا بأس بأن تكون قارئاً فهذا جميل!(و هنا احب ان اوضح ان موضوع ان تكون قارئاً فقط ايضاً ليس باليسير اذ تبقى معرضاً و بكثرة للاستهزاء و التقليل من ما تحب، لذا حين ذكرت انه لا بأس بأن تكون قارئاً فهذا جميل، عنيت انه بالرغم من انك قد تحصل على هذه الجملة اللطيفة من شخص ما إلا انك ايضا ستحصل على عكسها من نفس الشخص و هذا هو الازدواج الذي ذكرته،
ان المثقف و القارئ في مجتمعنا يشتركان في هذه المعاناة، إلا ان المثقف مُاهجم بصورة اقسى بطريقةٍ ما لكنه ايضاً جيد في التعامل مع هذه الازدواجية و هذا ما يختلف بينه و بين القارئ، القارئ بالاغلب يعاني بشدة ولا يعرف كيف يصل الى الحل ،وقد يرى انه لا يوجد..).
بعض الاشخاص لا يكتشون هذا ابداً، و البعض الاخر يرتقون من كونهم هواة قراءة الى باحثين عن المعرفة...

ليس المقصود بهذا المقال التقليل من شأن القارئ، بل توضيح قدره بادق صورة توصلت اليها...

ايات عبد الرزاق.
٢١.٣.٤

قبس من نورWhere stories live. Discover now