_Part 3_

504 34 159
                                    










إختلطت أنفاسهما الدّافئة بِبعضها
وانعدمتْ المسافة أيضًا لِيهمس
بِصوتٍ عميقٍ كالجحِيم ،يبدُو
مُستمتِعًا بعض الشّيء

"أنا لا أُؤمنُ بِالصُّدف مرّتيْنِ يا
هِنْدري... فمالذّي تفعله هنا؟"

إبْتلع هِنْدري ريقه ينظر لِسوْداتَا
الآخر التّي تبدُو مُستهزئة به


وضع يديه فوق صدره دافِعًا إيّاه بِخشونة لِيسْتقِيم رامِقًا إيّاه بِحدّة ،بينما الآخر لا يزال يحمل نفس الإِبتسامة السّاخرة على شفاهه
الشّقيّة


أخذ هِنْدري نفسًا عمِيقًا و اقْترب
بِخطواته نحو الأسمر الجالس بِهدوءٍ

لِيرفع سبّابته واضِعًا ملامح حادّة
و يقول بِنبرة تمِيلُ لِلتّهدِيد بِوضوح


"إسمعنِي يا هذا !! لا أعلم منْ أنت أوْ
منْ تكُون ،لكنّنِي لا أُرِيد أنْ أرى
وجهك أمامِي مرّة أخرى ! و إنْ
حصل و فعلت صدّقنِي س.. "


لمْ يستطع الإكمال فرصاصة ما إخترقت الاّفتة
الحديديّة لِلمقهى بِجانب رأسه بِبعض الصّنتيمترات..

رمش هِنْدري ينظر لِلذّي أمامه و هو يبدُو
مصدُومًا أكثر منه ، الطّنِين بِرأسه
يتزايدُ فاللاّفتة أصدرت صوتًا قويًّا
عند إرتطام الرّصاصة بها

فرّق شفتاه يشعُر بِالدُّوار لِيرفع عسليّتاه بِخمول و يلمح ذلك المُقنّع المُسلّح أمامِ باب المقهى
يُصوِّبُ سلاحه عليه مرّة أخرى

عقد حاجباه لا يعلم لِما يشعر بِتباطئ
العالم حوله ،كأنّه بِبُعدٍ آخر

أغمض عيناه و ارْتخت قدماه لِيسقط... لكنّ
جسده لمْ يرتطم بِالأرض، فلقدْ منعتْ
يديْن مُعضّلتان بِإحاطتها له ذلك...


"هلْ يجِبُ عليّ حقًّا القِيام بِهذا ! "


"إنْ كُنت تُرِيد أنْ أُذكّركَ بِموْقعِك سأفعل !! "


إستفاق لِتوّه يسْتمع لِهذه المُحادثة الحادّة

🅿️iRaTeS's   HeLLWhere stories live. Discover now