|الفصل الثلاثون|

Start from the beginning
                                    

إبتسمت بحزن وإرتجفت شفتيها لكنها نهرت نفسها لن تبكي بعد الآن خصوصاً بسبب عديم الرجولة ذاك
" أبي أمي اليوم كان أول يوم عمل لي، لقد إتفقت مع السيد أسد الجبالي على تصميم ملابس تناسب أحذيته وسنقوم بعرض أزياء معا، نعم أمي إنه هو نفسه قدوتي في التصميم ،أبي لا داعي للقلق إنه إنسان محترم ولن يمسني بأذى "،تذكرت قبل ساعات عندما وقعت مغمى عليها بعد رسالته المشؤومة تلك
فتحت عيناها في مكتبه وبجانبها طبيب ما يعاينها بإهتمام شديد، أما أسد كان واقف بجانبها يتأملها بقلق أفلت من رماديتيه اللامعة
لم يسألها أي شيء وتركها على راحتها حتى أنه سمح لها بالمغادرة باكراً كي ترتاح قليلاً لينهي الأمر ببعثها مع سائقه الخاص رغم رفضها لكنها وأخيرا وجدت شخصا أعند منها
وهاهي الآن بجانب أعز شخصان بقلبها تفضفض لهما عما تمر به من أمور جيدة
" كلنا بخير يا أعز ما أملك، ريماس على بُعد خطوة من تحقيق أسعد أحلامها فأدهم قد تقدم للزواج منها وهي ستوافق لكنها ستفقده صوابه قليلا لذلك لا داعي لقلقك أبي فإبنتك المجنونة ستقوم بالواجب، حسنا حسنا أمي لاداعي لغضبك منا فلقد نسيت بأن أدهم كان مدللك
أما أخي آسر لا يوجد جديد في حياته غير العمل لكنني متأكدة بأنه عن قريب سيجد المرأة التي تجعله يدمنها بدل العمل وهناك أيضا مشاغبتي الصغيرة ملك حفيدتكما وهي حقا مشاغبة لكنها أجمل طفلة في العالم تكبر يوما بعد يوم لقد أتمت السنة منذ فترة قصيرة وخالتي قد عادت للوطن يا أمي مع ولديها لقد إلتم شملنا ، وياليتكم كنتم هنا"
كانت تحاول التحدث بمرح لكن نبرتها خانتها في الأخير لتخرج متألمة ودمعة خائنة نزلت رغما عنها تكوي قلبها قبل وجنتها
" أحاول أن أبقى قوية لكن الحياة قاسية جدا يا أمي قاسية وعديمة ضمير و موجعة جداً جداً "،إنتحبت ببكاء متألم سامحة للحظة الضعف بهزيمتها وقد نكست وعدها لنفسها بعدم البكاء
لقد إشتاقت لهما كثيرا، الحياة بدونهما صعبة و موجعة تشعر بأن هناك فراغ عميق بروحك ومهما فعلت لن تستطيع ملئه، خسارة الوالدين لا يعادلها أي ألم آخر
إستمرت بالبكاء لوقت طويل علّ البكاء يريحها قليلاً وبالفعل شعرت بالقليل من الراحة لتلقي نظرة هادئة على القبرين أمامها تلقي وداعها بصوت خافت
" إلى اللقاء أبي امي، أراكما لاحقاً "،إستقامت بتثاقل من مكانها تنفض آثار التراب عن تنورتها ثم إلتفتت مغادرة المقبرة بعدما أفرغت ما بقلبها.
_____________________________________________________
____

تنهدت أسيل بإحباط بعدما فقدت أملها بأيجاد هاتفها بحثت في حقيبة ظهرها وبجيوب سترتها الجلدية لكن لم تجده
هي تتذكر بأنها أحضرته معها من المنزل، زمت شفتيها بتفكير لتتوسع عيناها بإدراك ماإن تذكرت بأنها بآخر مرة تفقدت الساعة بهاتفها كان في سيارة ذاك الفهد وهناك ربما وقع منها ولم تلاحظ ذلك
ستتصل برقمها لاحقا لأنها الآن مشغولة بالنظر لإبن عمتها إياد الجالس أمامها بأحد المطاعم
كانا قد إتفقنا سابقا باللقاء معا لأن هناك موضوع مهم يريد التحدث به معها
حاولت تناسي موضوع هاتفها في الوقت الحاضر وركرت معه لتسأله بفضول شديد
" إذن ماهذا الموضوع المهم إياد؟! "،حك إياد لحيته بهدوء وعينيه العسلية مثبتة على إبنة خاله الفضولية
أراد إخبارها عن سيدرا وقراره بخصوص علاقتهما
هو لم يحصل علئ أشقاء لذلك إعتبر أسيل كواحدة وأراد إطلاعها على تفاصيل حياته مثلما فعل دوما
" هناك فتاة بحياتي "،رفعت أسيل حاجبها في وجهه بتفاجئ لكن سرعان ماردت عليه بسخرية
" و مالجديد في هذا هناك دائما فتيات في حياتك إياد"
قلب عيناه من سخريتها ليرد بسخط
" هذه المرة مختلفة فأنا جديا أفكر بالزواج منها "
أومأت ببساطة لكن سرعان ما تجمدت في مكانها تنظر له بأعين متوسعة من الصدمة
راقب ملامح الصدمة على وجهها الجميل بإستمتاع وتسلية
" أنت إياد شاهين تريد الزواج؟! "،نطقتها ببطء شديد كأنها تقنع نفسها ليومأ لها ببساطة
عقدت أسيل حاجبيها بتشوش تتأمل إياد بأعين ثاقبة كانت شاهدة على نزواته العابثة وهو كان ضد فكرة الزواج منذ وعى على الدنيا لكن مالذي حدث وغيّر رأيه بهذا الشكل ؟!
هناك لمعة بعيناه والإبتسامة لا تفارق شفتيه، إبن عمتها بطبعه مرح لكنه يبدو أكثر إنشراح وإشراق
" هل وقعت بالحب إياد؟ "،سألته عن سهو لتتوسع إبتسامته أكثر يجيبها بصدق يشع من عينيه العسلية الساحرة
" أجل لقد وقعت بالحب أسيل ومع أجمل النساء بالكون"
بسطت ذراعيها فوق الطاولة ترمقه بتفاجئ من إعترافه بالحب
إياد إبن عمتها اللعوب وقع بالحب ويفكر بالزواج لا بد أنها نهاية الكون
زفر بسخط من نظراتها المتعجبة ليمد كفه ويقرص وجنتها بعنف جاعلا إياها تتآوه بألم
" لعين"،شتمته بغيض ترميه بنظرات غاضبة بينما تفرك وجنتها تقلل الألم
" على الرحب و السعة صغيرتي "،رد عليها كأنها شكرته ولم تشتمه
قلبت وجهها للجهة الثانية لتسقط عيناها على وجه مؤلوف
|فهد الجبالي|
ذلك الوسيم الذي إصطدم بها صباحا يجلس بالطاولة القريبة منها مع بعض الرجال ذوي البذلات الرسمية ومن ملامحه الصرامة يبدو في إجتماع عمل
وهاهي الفرصة أتت لقدميها فإذا هاتفها وقع بسيارته ستسأله لكن يبدو مشغولا لذلك لن تزعجه
لذلك أبعدت نظراتها عنه تردها لإياد المنشغل بهاتفه ومن إبتسامته الجانبية يبدو أنه يتحدث مع حبيبة القلب
فكرت بخبث في داخلها لكن فضولها غلب عليها تريد التعرف على المرأة التي إستطاعت كسب قلب إبن عمتها اللعوب
لكنها الآن جائعة لذلك بدأت بتناول غداءها الذي حضر منذ مدة.

|ندوب إمرأة| Where stories live. Discover now