|١٣| والأقربون بالمعروف.

Start from the beginning
                                    

دفعتُ نرمين بعيدًا عن طريقي بمللٍ ودخلتُ دورة المياه، تجردتُ من ثيابي وقررتُ أخذ حمامٍ دافئ، لعلّ المياه تُنسيني ما حدث اليوم.

لمْ ألبث دقائق حتى سمعتُ طرقًا على باب الشقة، أغلقتُ صنبور المياه ريثما أستمع لمَن بالخارج.

كان صوت عمي والد خالد يتحدث بغضبٍ، ثم سمعتُ والدي هو الآخر يتحدث بغضبٍ واستمر حديثهما بكلامٍ غير مفهومٍ، حتى انتفضتُ حينما سمعتُ صوت تكسيرٍ قوي وكأن شيئًا زجاجيًا كبيرًا سقط أرضًا تلاه صوت صراخ عمي القوي.

ماذا يحدث؟

خرجتُ من حوض الاستحمام أبحث حولي عن ثيابي.

وسحقًا للأرانب، تذكرتُ للتو أنني لم أحضر ثيابًا أخرى معي لدورة المياه.

انتفضتُ ثانيةً بذعرٍ حينما وصلني صوت صراخ والدتي القوي وبرفقته صوت بكاء شقيقتي الصغرى.

رباه! أهي حربّ بالخارج؟ ما الذي يحدث هنا؟

كنتُ متوترةً وأصوات الصراخ تعلو حتى لففتُ المنشفة حول جسدي وفتحتُ باب دورة المياه نصف فتحةٍ أنظر للممر بالخارج، وجدتُ ابنة عمي تقف إلى جانب شقيقتيّ نوران ونداء ببداية الممر المؤدي للصالة الداخلية حيثما يأتي صوت الصراخ والتعنيف. فخرجتُ من دورة المياه أشير لهن ليحضرن لي ثيابًا أو يخبرنني ماذا يحدث!

انتبهت نوران لصوتي أخيرًا وسط هذا الصراخ وبدتْ ملامحها متوترةً، ولكن عينيها اتسعتا بصدمةٍ حينما نظرت لي وأشارت بكفها للخلف.

خلفي؟

أوه لا!

التفتتُ خلفي سريعًا لألعن تحت أنفاسي حينما وجدتُه يقف خلفي ممسكًا علبة الإسعافات الأولية بيده وبجانبه شقيقه الأصغر أمير.

أجل.. إنه خالد.

وأنا أمامه بمنشفة الحمام.

أمامهما.

خالد وأمير شقيقه الأصغر، وكلاهما ينظران لي بذهولٍ. رغم ابتسامة أمير الغبية مثله ولكنّ نظري تلقائيًا ذهب لخالد.

حتى استوعب عقلي الرائع الموقف أخيرًا وتحركتُ لداخل دورة المياه ثانيةً مغلقةً الباب بقوةٍ.

وقفتُ بالداخل أتنفس باهتياجٍ وأنظر للباب بصدمةٍ، رغم أنني لم أكمل دقيقةً واقفةً أمامه بهذا المظهر شبه عارية، ولكنني شعرتُ بها سنةً حينما لمحتُ نظراته لي.

وأخيرًا علمتُ كيف تكون نظرات الرغبة التي أقرأها دائمًا بقصص الواتباد.

سحقًا لكل الحيوانات!

ولكن.. حسنًا سأبكي، ما مدى سوء حظي ليحدث موقفٌ كهذا معي؟

أعني.. المنشفة كانت قصيرة لمنتصف فخذيّ ولم أكن ألفها جيدًا حتى! لاااا شرفيييي!

مذكرات مراهقة (الكتاب الأول).✔️Where stories live. Discover now