غيرة نارية

Start from the beginning
                                    

زمت شفتيها قائلة ببراءة ليست من طباعها (هناك طرق أكثر أناقة من ذلك للمصالحة)

ضحك بخفة قائلاً (ماذا تريدين يامستغلة؟)

بدت كقطة وديعة وهي تقول (أن تصحبني لنأكل طعاماً صينياً مثلاً)

أرجع رأسه للخلف ضاحكاً بيأس (ياإلهي!.. لا فائدة منكِ أبداً)

ألحت عليه بطريقة طفولية (رجاءً يا حبيبي لا تكسر بخاطري)

أومأ موافقاً على مضض قائلاً بمرح زائف (لتنكسر رقبة من يكسر خاطرك ياقمر الأقمار) ..تهللت هوليا كثيراً بينما هو أدار مُحرك السيارة ليصطحبها إلى أحد المطاعم المشهورة في إسطنبول والتي تقدم الأكلات الآسيوية وهو لا يستطيع فهم سر حبها العجيب لتلك الأشياء الغريبة .. لكنه سيفعل مابوسعه حتى يعطيها فرصة خوفاً من أن يظلمها ولو لزم الأمر بعض التنازل من جانبه سيتنازل .. يكفيه أن ينام مرتاح الضمير وليذهب الحب أدراج الرياح..

***********

اختارت هوليا طاولة في ركن هادئ .. بعيد عن الأنظار بينما جلس آركان قبالتها ممسكاً بقائمة الطعام.. يحاول فك شفرة أسامي الأصناف الكثيرة المتراصة فوق بعضها.. ورغم إجادته اللغة الإنجليزية إلا أنه لم يفهم كلمة من المكتوب سوى كلمة (سوشي) وكل معلوماته عن تلك الأكلة أنها كرات من الأرز ملفوفة بالسمك النيئ وبعض الطحالب البحرية.. نظر إليها بقلة حيلة ثم أغلق القائمة قائلاً (أنا لم أفهم شيئاً)

ردت عليه بحماس (دعني أختار لك).. أشارت للنادل الذي كان ينتظر قرارهم قائلة (نريد طبقين ساشيمي لحم الأخطبوط وشرائح التاتاكي مع مخلل الزنجبيل وحساء إشيغوني)

دون النادل طلباتها في دفتره يسألها بتهذيب (هل تريدين صلصة الواسبي حارة؟)

_ (أجل ومعها مشروب هوانج چو).. أنهت حديثها بابتسامة منمقة ثم نظرت لآركان الذي يتابع مايحدث بغباء شديد قائلة (الطعام هنا رائع سيعجبك كثيراً)

حرّك رأسه لأعلى وأسفل قائلاً باستسلام (أهم شئ أن يكون حلال غير ذلك شكليات)

_ (اطمئن.. إنها مجرد مأكولات بحرية ونبيذ الأرز الصيني)

= (النبيذ فيه كحول يا هوليا وهذا حرام)

(جرّبه من أجلي) .. قالتها بدلال لكنه رفض بطريقة لطيفة (أنا لا أتناول أي مشروبات كحولية أولاً لأنني أصلي وثانياً لأنها ضارة .. معذرةً ياحبيبتي لن أستطيع) .. برمت شفتيها باعتراض ولم ترد ثم أشاحت بوجهها بعيداً عنه فأمسك بكفها قائلاً (لاتغضبي مني.. أريدك اليوم سعيدة.. رجاءً)

ابتسمت بمجاملة قائلة (حسناً).. وبعد دقائق قليلة أتى النادل بالطعام ليضعه أمامهما.. شعر آركان بعدم الإرتياح خاصةً للطبق الرئيسي والذي كان عبارة عن كرات أرز ملفوفة بشرائح لحم الإخطبوط النيئ.. الأمر مقزز جداً ومعدته بدأت تأن بالغثيان.. أمسك بالعيدان يفركهما ببعضهما فقالت له رافعة حاجبيها (آركان.. تلك الحركة عيب هنا وتعتبر إهانة للمطعم وتشكيك في نظافته)

ساحل أسكودار (مكتملة)Where stories live. Discover now