|الفصل الثاني و العشرون|

Start from the beginning
                                    

_________________________________________________________
_______

" أشعر بالسعادة لأن خالتي قد عادت،  هي توأمة والدتي ووجودها بجانبي يحسسني بأنني مع أمي هي حقا إمرأة رائعة ومحبة، عاشت سنوات طويلة في الخارج مع زوجها و أولادها لكن للأسف توفي زوجها قبل خمسة سنوات رغم ذلك لم ترد العودة لكن من أجلي هذه المرة قد عادت، الكل بجانبي ويحاولون إسعادي لكنني لا أستحق هذه السعادة"
قرنت السيدة كريمة حاجبيها لجملة ألماس الأخيرة لقد لاحظت بعض التغييرات السلبية بها ربما منذ لقاءها السابق
كانت حزينة نعم لكنها الآن تراها يائسة لدرجة مقلقة لذلك سألتها بجدية تامة تضم كفيها مع بعض
" ألماس ماهي أسوء ذكرياتك مع حسام؟ "
وكأنها صفعتها بقوة على وجهها بدل سؤالها، شحب وجه ألماس وجحظت عيناها
"كلها سيئة كلها لكن ذلك اليوم كان كارثة كارثة جسده بارد وعيناه مغمضة كلااااااااااا"
نطفت بكلمات مبعثرة غير مفهومة لكن سرعان ماصرخت بقوة تغلق أذنيها مع بعض
نهضت السيدة كريمة سريعا من مكانها متقدمة منها تحاول تهدئتها لكن ألماس واصلت الصراخ
فتح الباب بعنف يليه دخول الممرضة تحمل إبرة مهدئ بين يديها فهي متعودة على هذه الحالات فالكثير من المرضى ينهارون أثناء جلسة العلاج
ثبتت السيدة كريمة جسد ألماس لتغرز الممرضة الإبرة بذراعها وبعض القليل من الوقت بدأ جسد ألماس يهدأ حتى أغمضت عيناها بإستسلام
زفرت السيدة كريمة بهدوء تريح جسدها على الكرسي الجلدي بوضعية مريحة وعيناها تتفرس ملامحها الناعمة المسالمة وبداخلها سؤال واحد تريد إجابته
"ياترى ماهي المأساة التي عاشتها ألماس مع حسام طوال الثلاث سنوات؟ "
_________________________________________________________
____
|مركز الشرطة|

بقاعة الإجتماعات يجلس رئيس المركز المدعو بالسيد فكرت بمقدمة الطاولة على يمينه آسر ويساره إياد وباقي أفراد الفريق بالمقاعد المتبقية
علي عيناه مثبتة على اللابتوب أمامه وأصابعه تمر بسرعة و إحترافية فوق لوحة المفاتيح بينما يتحدث بجدية
" لقد دققت في كاميرات المراقبة من المدرسة إلى الشارع حيث وجدنا رانيا وبالفعل توصلت لدليل مهم"
وأنهى حديثه بالضغط على أحد الأزرار ليفتح الفيديو أمام الشاشة الضخمة ليتسنى للجميع رؤيته بوضوح
الفيديو كان عبارة عن لقطات لشارع المدرسة حيث الطلاب يخرجون من البوابة الضخمة
لحظات حتى خرجت رانيا برفقة صديقتها فاطمة يضحكون بصخب مع بعض
وقفت الفتاتان بجانب بعض يتحدثون للحظات ثم إفترقا كل واحدة ذهبت في طريقها
" من هذا؟ "،تساءل إياد بإستفهام وعيناه مثبتة على رجل يبدو في أواخر العشرينات يلحق برانيا وهي غير منتبهة له
"هذا الرجل يلحق برانيا منذ خروجها من المدرسة وهذه ليست المرة الأولى، فقد لاحظت في الكاميرات بأنه يتعقبها منذ أسبوع"
حك آسر ذقنه بتفكير ثم نطق بهدوء
" هل تستطيع تكبير الصورة"،أومأ له علي ليكبر الصورة بإتجاه الرجل حتى توضحت ملامحه
" أين تكملة الفيديو؟ "،سأل السيد فكرت بإستفهام ليرد علي بأسف
" للأسف هذا ما نمتلك فالأحياء التي تمر بها رانيا لايوجد كاميرات مراقبة، هنا تنقطع الصورة لدينا"
أشار على لقطة عندما تدخل رانيا بأحد الشوراع والرجل مازال خلفها
"آسر إياد أريد هذا الرجل سريعا، فهو المشتبه به الوحيد "،تحدث بصرامة ليومأ كل من إياد و آسر
" ماذا حدث بأمر الإفادات؟ "،رد عليه إياد بصوت جدي خالي من مزاحه المعتاد فهو في وقت العمل يصبح شخصا آخر
" تحدثت مع فاطمة بنفسي لكن لم نتوصل لنتيجة فهي قد أكدت لي بأن رانيا لا تمتلك علاقات مع الشباب وحتى عائلتها لا تعلم بشيئ "
أومأ له ثم إلتفت لآسر ينتظر ما سيقوله
"لقد فتشنا غرفة رانيا لكن لايوجد بها أي شيء غريب وقد أخذنا اللابتوب خاصتها من الممكن ان نجد شيئا به"
"علي اللابوتوب مهمتك"،أومأ علي بجدية لينهض  السيد فكرت متحدثا بهدوء وعيناه تمر على كل فرد من فريقه
"علينا أن نسرع شباب فالوقت ليس بصالحنا فهناك قاتل طليق في الأرجاء"
____________________________________________________________
______
|قصر عائلة الجبالي|

|ندوب إمرأة| Where stories live. Discover now