الأخير، مِسك الخِتام ( خير حصاد التربية الصالحة )

3.7K 359 429
                                    

كان يحيى جالساً بغرفته، يمسك بيديه هاتفه يُشاهد ذلك الفيديو بتركيز، ليقوم بإغلاقه بعدما انتهى، حتى تنهد بعمق وهو يضع يديه على قدميه مُتأهباً للنهوض أثناء تفكيره بذلك الشيء الذي جعله يشعر بالتوتر أكثر، حتى حسم أمره الذي لا مفر منه، ليذهب نحو غرفة جنة، قام بفتح الباب برفق، حتى وجدها جالسة على فراشها تقوم بوضع المناكير، نظر لها يحيى قليلاً، ليقترب منها بعدما لاحظته جنة، لتعتدل في جلستها سريعاً تقوم بعرض أصابعها أمام وجهه وكأنها تطلب رأيه بذلك اللون الذي قامت بوضعه، لينظر يحيى إلى أصابعها، حتى إبتسم ليعود بنظره إليها وهو يُحادثها بلغة الإشارة قائلاً بنبرته المُحبة التي لا تخرج بذلك الشكل إلا معها هي فقط:

-" جميل اللون دة في صوابعك، وهيبقى كمان حلو على لون الفستان".

أومأت جنة برأسها بتأكيد وهي تبتسم بإتساع بعدما عادت بنظرها إلى أصابعها تُطالع مظهرهم، ليتنهد يحيى وهو ينظر لها بعدما تلاشت إبتسامته، مُحاولاً بدأ حديثه الذي لا يعلم إلى الآن كيف سيقوم ببدأه، ولكنه يعلم بأن ذلك واجب عليه فعله، ليبتلع ريقه مُحاولاً الهدوء، حتى قام بوضع يده على كتفها ليلفت نظرها إليه، لترفع جنة رأسها تنظر له، حتى تحدث بلغة الإشارة قائلاً بنبرة هادئة:

-" ممكن أتكلم معاكي شوية؟".

عقدت جنة حاجبيها، لتومىء برأسها بتأكيد، ليبتلع يحيى ريقه مرة أخرى وهو يُحاول تشجيع نفسه لكي يتحدث معها بذلك الأمر، حتى بدأ بالفعل التحدث معها بنبرة هادئة لينة للغاية، سلسة تُسهل عليها الفهم أثر ذلك الفيديو الذي كان يُشاهده، والذي لولاه لم يكُن ليتحدث بذلك الشكل:

-" بصي يا جنة، البنات كل شوية بتكبر، زيهم زي الولاد، بنكون الأول أطفال، والبنات بعدين يكبروا شوية يبقوا آنسات، بيكبروا واحدة واحدة، وبيبدأ جسمهم يكبر، وبيبدأ يجيلهم حاجة كل شهر، لازم تيجي لكل بنت، بتقعد بس خمس أيام في الشهر الواحد".

أومأ لها يحيى برأسه وكأنه يؤكد على فهمها للحديث ام لا، لتومىء جنة برأسها وهي تُراقب إشارته إليها بتركيز، ليستكمل يحيى حديثه بنبرة بدأ الحرج والتوتر يتلاشى منها أثناء قوله بنبرته الهادئة:

-" الحاجة دي اسمها الدورة الشهرية، وزي ما قولتلك لازم هتيجي لكل بنت، علشان كدة هي خلاص جاتلك، وكدة أنتِ بقيتي آنسة.. ومبقيتيش طفلة أو صغيرة، مش أنتِ كنتي عايزة تكبري؟".

أومأت جنة برأسها وهي توزع نظراتها نحو مخارج حروفه وحركات يده، ليتحدث يحيى قائلاً بإبتسامة بسيطة ونبرة لينة:

-" خلاص أنتِ كدة كبرتي، بس البنات الكبيرة في حاجات لازم يعملوها علشان هما خلاص كبروا، وحرام ميعملوهاش علشان مبقوش صغيرين، يعني مثلاً زي الحجاب".

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 15 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

عُمارة آل نجم.Where stories live. Discover now