هل الظلام دامس، أم أنها قد أصيبت بالعمى؟ ... سمِعَت خطواتًا بعيدة قادمةً من السطح، مكتومة، مختلطة بصوت المطر الذي يضرب على أوراق الأشجار اليابسة على الأرض وبِرك الطين الصغيرة. ثم شعرت بقبضتيّ الفتى تحاوطانها، أنّت بألم شديد، كان كل جزء في جسدها يصرخ، لدرجة أن البكاء كان متعلقًا في حنجرتها دون أن تستطيع إفلاته، كان ذلك مؤلمًا أكثر من قدر تحملها. أخذ الفتى يزحف.. يزحف ويزحف، كان تنفسه عميقًا ومرتجفًا، سمعت صوت رُكبتيه يحتكان بالأرضية الطينية، لا شيء آخر.. كل شيء مظلم.. صوت الرعد ثانيةً.. إن صوته يتردد بين أضلاع صدرها، يهُز عظامها.. صوت الخطوات مرةً أخرى، صوت صياح رجل.. دقّات قلب الفتى تتعالى مرةً أخرى، إنه خائف.. "لا- لا تُصدري أي صوتٍ مهما حدث، وإلا عثروا علينا" بدأ الهلع يتزايد، إنها تشعر بالبرد الشديد، جسدها الضئيل المصاب يرتعد، برد... بردٌ شديد.. شعرت بيدٍ تحاوط فمها، تضغط عليه بشدّة.. المكان مظلم، الظلام لا يُطاق.. لا تستطيع التنفّس من الظلمة والبرد.. "أصمتِ، لا تصدري صوتًا.." ----- بعد انتهاء الحرب السحرية الأولى، وفي منتصف الثمانينات تحديدًا، تتشكّل علاقة متينة بين أصغر معلمي هوجورتس (سيڤروس سنايب) ومجموعة من طلابه ذوي القدرات الغريبة.
9 parts