....
استيقظ كل من مايكل و هيلين مبكرا ، هذا اخر يوم لهم فى هذا المكان ، سوف يعودون إلى أرض الوطن و معهم فرد جديد .. !!
لم يعرفوا بعد اسم الفتاة ، فهى لا تجيد لغتهم و لا هم يفهمون كلامها الذى لم تقل منه سوى همسات قليلة و تمتمات غير مفهومة .. فكرت هيلين فى هذا الأمر !!
كيف ستتحدث إليها و كيف ستفهمها ؟!
انها حقا مشكلة ؟!
...
جهزوا أمتعتهم و استعدوا للانصراف ، كان السيد ريتشارد و زوجته آن مغادرين معهم أيضا ، لقد كانا ينويان قضاء المزيد من الوقت هنا و لكن مرض السيد ريتشارد فجأة و لم يتحمل الأجواء الحارة فقرروا العودة إلى البلاد ،
نزل كل من مايكل و هيلين ثم حيا كل منهم السيد ريتشارد و زوجته ثم نظر مايكل لهيلين و قال لها :
عزيزتى هلا جلبتى تلك الفتاة ، لكى نرحل .
السيد ريتشارد : اى فتاة !!
مايكل : أنها فتاة من الهنود الحمر ، جلبتها لهيلين فهى تريد خادمة لها .
السيدة آن بابتسامة صفراء : و هل ينقصكى خادمات يا هيلين !
هيلين بابتسامة مماثلة : نعم ينقصنى فانا لدى خادمة بيضاء و أخرى سمراء ، لما لا يكون لدى واحدة حمراء ، ثم ضحكت هيلين باعتبار أن ما قالته مزاح لطيف
السيدة آن : و هل نتعامل مع هؤلاء البشر باعتبارهم مجرد ألوان ؟!!!!
نظر السيد ريتشارد لزوجته و قال : اوه عزيزتى ، ليس وقته ، هيا بنا سوف نتأخر
ركب كل من السيد ريتشارد و زوجته العربة ثم ركب مايكل معهم و انتظرا هيلين إلى أن تأتى بالفتاة لتركب معهم و يرحلوا ، كان مايكل شاردا !!
كم يتمنى أن يراها ، و يرى ماذا ارتدت ؟
كيف ستبدو عليها الملابس الحديثة ؟!
بالتأكيد سوف تكون جميلة ....
لم تمر دقيقة حتى ظهرت هيلين و خلفها الفتاة ،
كانت ترتدى ثوب ابيض بسيط جدا و تركت شعرها منسدل ، نظر لها مايكل نظرة طويلة ، لقد كان على حق .
بالرغم من بساطة ملابسها و عدم تكلفها الا أنها بدت أجمل بكثير من نساء انجلترا اللاتى يذهبن إلى الحفلات الفاخرة و يرتدون الملابس و المجوهرات الغالية .
كانت الفتاة خائفة ، تنظر للأرض ، لم ترد أن تلتقى عينيها بأحد ، كانت تهاب ما تراه من أشياء جديدة ،
لقد كانت أول مرة ترى بها اشياء حديثة كالعربات و المبانى العالية و الادوات الحديثة !!!
لم تكن تعلم إلى اين هى ذاهبة و لم تستطع أن تسأل ، فآثرت الصمت و تنفيذ الأوامر التى بالكاد تفهمها .
اشارت لها هيلين لكى تركب العربة التى تحمل الأمتعة فلم تتحرك و لكن هيلين قد شدتها بعنف و هى ممسكة فستان الفتاة بأناملها ناظرة لها نظرة تأفف و دفعتها نحو العربة العالية بعنف فسقطت الفتاة على ارضية العربة و هى خائفة من هذا الشئ التى هى جالسة فيه ، لم يرى مايكل ما فعلته هيلين بالفتاة
و لكنه رأى هيلين قادمة ناحيتهم و ركبت العربة فاطمأن أن الفتاة ركبت هى الأخرى .
استدار مايكل ناحية العربة الأخرى و نظر لها فوجدها مزعورة ، يبدو أنها خائفة من العربة !!!
، شعرت بأن هناك من يراقبها ، فرفعت نظرها ثم ما أن رأته هو ادارت وجهها للجانب الآخر ، ركب الجميع و انطلقت العربتان إلى الميناء .
...
Hallona Pov
ترى أين هم ذاهبون ؟ ، انا لا افهم شئ ..
أنا أخشى كل شئ ، أخشى المجهول ، أخشى تلك اللغة الغير مفهومة التى يتحدثون بها ، أخشى كل الأشياء الغريبة التى أراها ، ما هذا الشئ الذى أجلس فيه و يتحرك بسرعة شديدة ، هل هذا سحر ام ماذا ؟!
-- يا اللهى متى سأنتهى من هذا الوضع
: لن تنتهى هالونا ، سيستمر هذا الوضع للأبد
-- لا ، سوف يأتي اليوم الذى اتخلص فيه من هذا الوضع ، و أعود لقبيلتى
: لن تعودى هالونا ، لن تريهم مرة أخرى
-- بلا سأعود
: إذا عدت ، لن تجديهم ، سيكونون كلهم ميتين
-- لا مستحيل
: إذا سأظل هكذا ، مسلوبة الحرية و الإرادة
-- سبيلك الوحيد للحرية هو الانتقام
الانتقام ...
ظلت هالونا فى صراع مع نفسها طوال الطريق ، كانت تتمسك بسور العربة جيدا تخشى أن تقع ، فهى تخشى هذا الشئ الذى تجلس فيه و يسير بسرعة جنونية !!!
أما فى العربة الأخرى ،،،،
فكانوا يتحدثون عنها **
السيد ريتشارد : من أين أتيت بتلك الفتاة يا مايكل ؟
مايكل بلؤم متذكرا ما فعله بهارى :
لقد وجدتها عند هارى دان ، حين أتممت صفقتى معه و جدت لديه أسرى من قبيلتها و هى بينهم فجلبتها حتى أهديها لزوجتى العزيزة .
نظرت له هيلين مبتسمة ثم أمسكت يده ،
امسك مايكل يدها و قربها من فمه ليقبلها ثم بابتسامة صفراء ابعد يدها و و ضعها إلى جانبها .
السيد ريتشارد : و لكن تبدو عليها الكآبة !!
السيدة آن : لا ريتشارد ، يبدو عليها الحزن
هيلين : بل يبدو عليها القبح و البلاهة
مايكل ناظرا لهيلين : غبية !!
هيلين : عذرا
تحمحم مايكل ثم قال : اقصد الفتاة غبية ، فهى لا تفهم الأوامر و لكن مع الوقت ستعتاد الأمر و تفهم
السيدة آن : و كيف ستفهم الأوامر و هى لم تسمع لغتنا فى حياتها قط !!!
هيلين : اوه أنها مشكلة حقا ، و انا بالتأكيد لن أضيع وقتى الثمين فى تعليم تلك الغبية شئ ، فكرت هيلين قليلا ثم قالت : و لكن ماذا لو تعاملت معها كالكلاب ، فالكلاب لا تفهم لغتنا و لكنها تخضع للأوامر ، اذا سوف اتعامل معها على هذا النحو .. قالت هذا و هى تبتسم بفخر على فكرتها العظيمة تلك ..
السيدة آن : انا حقا لا أصدق ما اسمع !
حاول السيد ريتشارد تغيير الموضوع ، فقال : لم تقل لى مايكل كيف حال السيد آرثر و زوجته چين !
تذكر مايكل ما حدث بالفندق مع چين و قال :
اها ، أنهما بخير ، لم التقى معهم سوى مرة واحدة فقط عندما اتينا
هيلين بصوت منخفض و هى تنظر لمايكل : ماذا !! هل ذهبت هناك وحدك و جلست مع تلك الشمطاء چين .
نظر لها مايكل نظرة قاتلة ، فابتلعت ريقها ثم قالت بصوت عال : لما لم تأخذنى معك ، كنت أود زيارة السيدة چين بشدة
رد عليها مايكل من بين أسنانه : المررة القادمة
....
بعد مرور فترة من الزمن ، وصلوا للميناء و نزلوا من العربة ، أمروا العمال بالميناء بأخذ الأمتعة و وضعها بالسفينة ،
ثم اتجهت هيلين للعربة التى بها الفتاة و قالت بصوت عال :
هيا انزلى
لم تتحرك الفتاة من مكانها فقد كانت خائفة ، ظلت هيلين تصرخ بها حتى لفتت انتباه الجميع ،
نظرت السيدة آن للفتاة بحزن و شفقة ، أما مايكل فتوجه للعربة التى بها الفتاة ، و قال لهيلين بصوت منخفض يملؤه الغيظ :
ألا يكفيكى ما قلتيه بالعربة ، تريدين أن تفتعلى المشاكل الأن ، اذهبى هيلين أنا سأجعلها تنزل .
خافت هيلين من نظرات مايكل ، يبدو أنها ارتكبت حماقتين فى وقت قصير ، فهى تعلم جيدا أن مايكل يهتم بمظهره و مظهر زوجته ، فهو يهيئ نفسه لكى يتسلل إلى الطبقة الارستقراطية و عليه هو و هيلين أن يلتزما بقواعد الاتيكيت و الرقى ، هذا ما اعتقدته هيلين !!!
ذهبت هيلين من أمامه و اتجهت وراء السيد ريتشارد و زوجته اللذان بدورهما اتجهها للسفينة !!
اما مايكل نظر للفتاة ، فوجدها تراجعت للخلف و هى خائفة و لا تريد للنزول ،
نظر لها مطولا ثم
تحدث معها بصوت منخفض : ع الرغم من أنك بصقتى بوجهى و لكن سوف أسامحك !!
لو احد غيرك فعل هذا لقتلته على الفور ، انا افهم انك لا تفهمى شئ مما اقول و هذا أكثر ما يسعدنى !!!
و لكنى متأكد انك زكية و فطنة و ......
ثم تنهد و قال : و جميلة .... ، ليس كما تقول تلك الغبية هيلين .
أراد مايكل أن يطمأنها حتى تنزل من العربة ، فمد يده لها و أومأ برأسه يشجعها على النزول ،
ترددت الفتاة اول الأمر و لكنها لم تجد مفر من النزول فوقفت و تشبثت جيدا بسور العربة ثم اقتربت من حافة السيارة حيث كان مايكل يقف ،
ظلت حائرة لا تدرى كيف تنزل ، فأمسكت بحديد العربة جيدا ، و همت بالنزول و لكنها تعثرت فجأة و كادت تقع و لكنها وجدت مايكل يحملها و يمنعها من السقوط ، فى تلك اللحظة التقت عيناه بعينيها
شعر و أن الزمن توقف فجأة ، نظر لها مطولا و لكنها اشاحت وجها بعيدا عنه و حركت يديها راغبة فى الابتعاد عنه ، فانزلها مايكل ثم قال : هيا تعالى معى و سار
لم تتحرك الفتاة و شعر بذلك فاستدار لها ثم أشار لها بمعنى اتبعينى ،،،
تنهدت الفتاة ثم سارت خلفه ، لم تكن تدرى اين هم و لكنها لمحت البحر و رأت اجسام كبيرة يخرج منها أبخرة تشبه أبخرة البركان تبدو تقريبا مثل القوارب البسطية المصنوعة من الخشب التى تستخدمها القبيلة ، و لكنها اكبر بكثير !!!
أين هم ذاهبون ؟!
..
الخوف كل الخوف أن يركبوا ذلك الشئ الكبير و يرحلون بعيدا !!!
...
يتبع