الفصل التاسع عشر والأخير.
وضعت يدها تحت وجنتيها قائله :
- ها يلا احكي
عقدت حاجبيها وتصنعت الاستغراب وقالت :
-احكي عن ايه ؟
سميره بغيظ :
- بت بطلي استعباط انتي بقالك اسبوع بتهربي مني ، ايه اللي خلاكي توافقي علي سيف يا غاده ومن غير كدب
حمحمت هي تنظر اليها و تقول بهدوء :
- حاضر اسمعي يا ستي
* فلاش باك
زينب :
- لا الكلام اللي هقوله مش هينفع علي التليفون ممكن نتقابل في اي مكانه تختاريه انت
غاده باستغراب :
-حاضر في كافيه في ... ممكن نتقابل فيه ونتكلم براحتنا
ابتسمت زينب قائله :
- تمام هاجي في الميعاد بالظبط يوم الخميس
يوم الخميس ،
جلست غاده امامها قائله :
- اسفه علي التاخير بس غصب عني الطريق كان زحمه
زينب بامتنان :
- ولايهمك يا حبيبتي الهم انك جيتي
تنهدت و هي تنظر اليها بابتسامة :
- طالما قولتلك يبقي لازم اوفي بوعدي واجي اتفضلي
لتتحدث زينب بهدوء منتهدة :
- ماشي ممكن قبل اي حاجه تسمعني للاخر وبلاش تقاطعيني لحد ما اتكلم واخلاص كلامي
هزت راسها بايجاب لتتحدث زينب :
- سيف ابني من حوالي شهرين كده عمل حادثه، للاسف فقد رجله و رجله التانيه لسه بيتعالج منها عشان يقدر يمشي من تاني عليها ، سيف يبقي ابني الصغير ، ابوه مات وهو عند خمس سنين ، و ادهم كان عنده وقتها 12 سنه كان شاف ابوه و حنيته معاه ، انما سيف يا حبيبي مش فاكر خالص ملامح باباه ، انا بقولك الكلام ده ليه ، عشان من هنا وانا ابتدات ادلع في سيف وكل طلباته مجابه ، كان اي حاجه يعوزها اقوله حاضر ، حتى لما طلب يسافر بره وافقت على طول ، رغم ان ادهم طلب يسافر قبله بس انا رفضت ، و سفرت سيف بداله ، كان علشان يدرس بره ، يا ريت حتي رجع بشهاده ، هو كان كده على طول يعدي السنه في سنتين في الدراسة، وانا كل اللي باعمله اطبطب اقوله معلش ، ولما ادهم كان يزعق ولا يضايقه في حاجه ، كنت ارفض وازعق في ادهم على طول ، انا كمان ظلمت ادهم بسبب ان جيت عليا بسبب اخوه
كانت غاده تستمع اليها باهتمام وبتاثر ، اكملت زينب :
- بس دلوقتي خلاص ، سيف اتغير وندم اوي علي كل حاجه عملها زمان ، انتي عارفه اللي سيف عمله في سميره زمان صح
هزت راسها بايجاب بتردد في صمت ، استردت قائله بحزن :
- كنت حاسه بكده ، انا بترجاك يا غاده و عشمانا فيك خير ونفسي مترفضيش ، انك تكوني السبب في تغيير سيف معايا
حمحمت غاده قائله :
- مش فاهمه ازاي
تنهدت بضيق و هي تقول :
- عارفه ان بيشيلك الهم معايا ، بس غصب عني مش لاقيه حد غيرك قدامي ، تعرفي انا في نفس اليوم اللي فكرت اجوز في سيف شوفتك بالصدفه عند سميره ، حاسيت انها اشاره من عند ربنا ليا، انا كل اللي عاوزاه منك توافق على جوازك من سيف ، بس لازم تكوني عارفه قبل ما تتجوزي ، انك هتتعبي معاه قوي ، لانه في مرحله صعبه اوي بس صدقيني بعد كده انا متاكدة انه هيجي يوم و يحبك
نظرت لها بتراقب قائله :
- انتي الاول عندك مشكله انك تتجوزي واحد رجله مقطوعه والتانيه فيها مشاكل و احتمال ميرجعيش يقف عليها من تاني
هزت راسها بنفي و هي تنظر اليها زفرت بارتياح كبير و هي تقول :
- طب قولتي ايه يا غاده واقفي تتجوزي سيف والله لو رفضتي مش هضايق ده حقك يا بنتي انا مش هبقي انانيه
هزت راسها مع ابتسامة هادئة تزين ثغرها :
-طب ممكن تديني وقت افكر واشوف اذا كنت هقدر علي المسؤوليه دي ولا لا
* نهايه الفلاش باك
تنهدت بهدوء و هي تقول :
- وبعد يومين قعدت افكر كتير ، لحد ما وصلت للقرار اني موافقه على الجواز ، اتصلت بيها وقلت لها ، وهي على طول جت و طلبتني من عمي
نظرت لها و هي تقول متسائلة :
- ليه يا غاده ؟!
غاده باستغراب :
- ليه ايه ؟!
تنهدت سميره قائله بحيره :
- ليه وافقتي ، غاده انا عارفاكي كويس ، مش يعني انك خايفه من كلام الناس انك لسه ما اتجوزتيش لحد دلوقتي ، لا بالعكس دي اخر حاجه ممكن تفكري فيها ، وسيف انا متاكده موقفك منه و الي كان هيعمله فيكي ، وانك كرهه علي حسب ما فهمت لما كنت بحكليك عنه و عن اللي عمله معايا ، يبقي ليه فجاه الاقيك اتجوزتي ومن غير ما تعرفيني كمان ، ايه اللي في دماغك بالظبط يا غاده
هزت راسـها و هي تهتف بحيره :
- هتصدقني لو قولتلك اني انا كمان مش عارفه اتجوزته ليه ، يمكن عشان صعبت عليا والدته وهي عماله تتحايل عليا و تترجاني اني اوفق ، او يمكن عشان صعب عليا سيف كمان لما والدته فضلت تحكي لي حالته بقت عامله ازاي من ساعه الحادثه وانه ندم على كل حاجه عملها زمان ، مش عارفه وفقت ليه بجد ، انا اصلا ما حستش بنفسي غير وانا باتكلم في التليفون واقول لها انا موافقه ، يمكن حبيت اغير له حياته ، بس مش انتقام زي ما انتي فاكره ولا هو
لتهتف باستغراب مستنكرة حديثها:
- في ايه يا غاده انت ناقص تقولي بتحبيه
لتهتف سريعا :
- لا لا لا مش بحبه
ثم سالتها غاده بتراقب قائله :
- هو انتي زعلتي مني عشان ما رضيتش اقولك على موضوع الجواز
نظرت اليها سميره لتقول بهدوء :
- عشان كده خبيتي عليا
اومات براسها بالايجاب بقلق ، لتقول سميره :
- لا يا غاده ريحي نفسك ، انا ولا بفكر في الموضوع من اصلا ، مش هضحك عليكي واقول نسيت كل حاجه خلاص بس انا دلوقتي باحاول انسى
ابتسمت غاده قائله في فرح :
- بجد يا سميره
هزت راسها بالايجاب سريعا و هي تقول بابتسامة:
-ايوه يا غاده نسيت عشان اكتشفت اني عشان
اعيش المستقبل اللي جاي لازم انسي الماضي كله بحلوه و مره
لتزفر بارتياح هي ، لتقول سميره متسائلة لتغير الموضوع :
- قولي انتي بقى عامله ايه مع سيف
غاده بضيق :
- زفت !!
عقدت حاجبيها باستغراب وقالت :
- ليه كده ؟!
نظرت اليها و هي تقول بامتعاض :
- البيه مش عاوزاني انزل اشتغل
* فلاش باك
استيقظ سيف من غفيته ليفاجأ بغاده امامه رفع حاجبه لاعلي ينظر اليها و هي تبدل ملابسها ليقول بغضب :
- و الهانم بتلبس و رايحه فين على الصبح كده
شهقت غاده بخضه وهي تقول :
- بسم الله الرحمن الرحيم خضتني ، مش تتنحنح علي الصبح كده
جز علي اسنانه بغيظ مكتوم وقال بسخرية :
-سلامتك يا اختي من الخضه ، انا سالتك رايحه فين جاوبي علي طول
اجابت و هي تقول بهدوء :
- رايحه الشغل
اعتدل في جلسته بعصبية شديدة :
- نعم !! بتقولي رايحه فين ، شغل ايه ده ، اللي رايحه من غير تاخدي اذن جوزك ولا تعرفيه ، ايه متجوزه طرطور
نظرت له باستغراب من عصبيه و قالت :
- في ايه انت مالك متعصب لي ، انا ما اقصدش كده اكيد ، بس انا فكرتك تعرف عشان ده كان شرطي انى بعد الجواز هكمل شغل برضه
ليقول بعنف :
- شرط ايه يا ام شرط ، هي الهانم كمان بتحط شروط للجواز ، طب انا مش موافق وما فيش نزول من غير اذني بعد كده ، وحكايه الشغل دي تنسيها خالص
اخذت نفس عميق قائله :
-سيف هو مش عند وخلاص ، انا الشغل ده بالنسبه لي مهم قوي ، ومش هينفع اقعد بعد اللي عملته عشان اوصل ليه دلوقتي ، ده شركه انا واصحابي عملنها مش هينفع فجاه كده اسيب الشغل ده مش لعب عيال
صاح بعصبية مفرطه :
- قولت مافيش شغل ، مش جوز الست انا عشان استني كل يوم جنابك تيجي و تديني المصروف ، واياكي يا غاده اعرف انك رحتي من ورايا
* نهايه الفلاش باك
غاده بغيظ :
- هو ده اللي حصل و البيه مش راضي انزل اشتغل
سميره تطيب خاطرها :
- معلش يا غاده ، ممكن الظروف اللي هو فيها مخلياه حساس اوي
غاده بضيق :
- ربنا يهدي ، وانت عامله ايه مع ادهم
ابتسمت سميره وقالت بسعادة :
- لا الحمد لله اتصالحنا
*فلاش باك
استيقظت سميره من غفوتها فتحت عينها ببطئ لتري نفسها تنام براحة علي صدر ادهم تحاوط جذعه العلوي العاري اسفل الغطاء بيدها ، ابتسمت بتلقائية علي السعاده التي رجعت اليها بعد ان افتقدتها من جديد ، رفعت راسها تنظر اليه بخجل و حب وهي تحاول الخروج من بين ايديه براحه حتي لا يستيقظ ، و لكنه حاوطها مرة اخري يجذبها اليه اكثر لتعتليه بجذعها العلوي فتح عينه يلاعب حاجبيه بمشاكسة و مكر و هو يقول :
- كنت رايحة فين ؟!
كست الحمرة وجنتيها و دفنت وجهها في عنقه بخجل شديد هامسا :
- كنت رايحه اخذ دوش
ابتسم ليقبل راسها نظر اليها و هو يقول بمكر :
-طب كويس حتى نخده مع بعض
شهقت و كادت ان تبتعد مرة اخري لكنه شدد علي قبضته علي خصرها حتي لا تتحرك لتهمس هي بتوسل :
- ادهم عشان خاطري سيبني ايه اللي انت بتقوله ده
استمعت الي صوت ضحكته الرجولية تصدح عاليا و هو يقول مداعبا لها :
- في ايه مش انت حامل و تعبانه ، عاوز اساعدك يا حبيبتي
لتهمس بتوسل :
- ادهم عشان خطري سيبني البنات زمانهم صحيوا
ليجيب هو بمغزي اخر :
- يعني لو سبتك هترجع ثاني لي حضني مش هتبعدي ثاني
نظرت له وابتسمت بحب :
- انا مش هابعد عنك ثاني اللي في حاله واحده الموت
سحبها و ضمها اكثر بلهفة وهو يضع يده علي فمها :
- بعد الشر عليكي يا سميره متجبيش سيرة الموت تاني عشان خاطري ، انا من غيرك ما كنتش عايش اساس ، انا مش عارف ازاى كنت هاعيش من غيرك لو كنا سيبنا بعض لقدر الله
لتقول ببساطه :
-بس احنا ما سيبناش بعض ، و هنرجع زي زمان واحسن كمان
تنظر اليه ليهمس امام شفتيها :
- تفتكري
لتقبل وجنته بنعومة و هي تهمس :
- اكيد
ضيق عينه و هو بتسال بخبث :
- انت قد الحركه دي
هزت راسـها بالايجاب لتقول موكده :
- هههه اكيد
عقد حاجبيه مبتسم وهو يجذبها اليه بمكر :
- لا طالما اكيد يبقي انا لازم اتاكد بنفسي
* نهايه الفلاش باك
ابتسمت غاده بسعادة :
- ربنا يخليكم لبعض يا حبيبتي ، فرحت اوي انكم رجعتوا لبعض
تنهدت سميره قائله وهي تبادلها الابتسامه :
- يا رب ، و يهديه سيف و يخليكم لبعض انتم كمان
***
في المستشفى ،نظرت غاده الي ساعه يديها لتقول بملل :
-الدكتور اتاخر اوي
سيف ببرود :
- ما حدش قالك تاجي ، طالما بتزهقي كده
نظر ادهم له بضيق ، لتقول وهي تجز علي اسنانها بغيظ :
-انا مقصدش كده ، بسال عادي اتاخر ليه ؟!
ادهم بابتسامة :
- خلاص يا جماعه ما حصلش حاجه ، اهو وصل اهو
الدكتور باسف :
- اسف على التاخير ، يلا بينا نبدا
كان سيف مع الدكتور يقف لمساعدة اخيه حتي يحرك رجله ليستطيع المشي
دق هاتف ادهم ليستاذن من غاده بان يذهب ليرد، لتقول له :
- تمام روح انت ، وانا اخلي بالي من سيف
بعد رحيل ادهم ، نظرت غاده اليه بذهول وهي ترى الممرضه تقف امام شبه تعانقه لتساعده علي المشي ، لتاتي لهم مسرعا وتقول بغضب :
-وده اسمه ايه ده ان شاء الله
ممرضه ببرود :
- في حاجه حضرتك
- ايو في عيني ، اللي انتي في حضنه ده يبقى
جوزي ، وبعدين فين الدكتور مش هو اللي كان بيساعده من شويه
لترد عليها باستفزاز وهي ما زالت تلف يدها حول خصر سيف :
- الدكتور راح يجيب حاجه ، وقاللي اخلي بالي من المريض ، و انا اهو بخلي بالي منه
رفعت حاجبها لاعلي و هي تنظر اليها بغضب قائلة :
- يا سلام
سيف بتعب :
- خلاص يا غاده محصلش حاجه لكل ده
ابتسمت الممرضه بانتصار ، احتدت عينها
بغضب و هي تهتف بهدوء مصتنع :
- طب خلي عندك يا حبيبتي ،ده جوزي وانا اولي بيه
الممرضه بابتسامة مكر :
- بس هو ماطلبش منك حاجه ، شكله مرتاح معايا
غاده بعصبية :
- بت انتي ، انا حايشة نفسي عليكي بالعافيه ، متخلنيش اعملها معاكي
هز راسه بملل و هو يقول بهدوء :
-خلاص انتم هتتخانقوا ، اتفضلي حضرتك ، مراتي هتاخذ بالها مني
لم تنظر غاده رد الممرضه لتسحب يدها بقوه و تبعدها بعنف و تاخذ هي مكانها امامه حتي كاد ان يقع سيف من شده شد غاده
تاوهت الممرضه بوجع لتقول بضيق شديد :
- ااه ما تحسبي ، بتشدي جاموسه
لفت غاده يدها حول خصر سيف لتساعده علي الوقوف وهي تقول ببرود :
- والله يا حبيبتي انت ادرى بشد ايه
جزت الممرضه علي اسنانها بغيظ و رحلت ، ليقول هو :
- ما بالراحه صحيح كنت هقع
ضمت شفتيها بضيق لتقول بغضب :
- معلش اصل ايدي مش حنينه زيها
انفجرت سيف بالضحك عليها ، لتقول هي بغضب:
- انت بتضحك على ايه
قال سيف وسط ضحكته :
- اصل شكلك كان نكته وانتي بتزقي الممرضه ، ده انتي فجاه اتحولتي كنتي هتاكليها
صاحت بغضب :
- دي بارده ، عاجبك قوي منظرها وهي ماسكه فيك كده
تطلع هو فجاه ليتنبه يدها تحاوط جسده بقوه خوف ان يقع ، و اقتربها منه بشكل ملحوظ ،
وانفاسه اللاهثه امام وجنتيها هو ينظر الي عينها
ابتلعت ريقها بتوتر هي من الوضع لتغمض عينها تلقائيا :
- هو الدكتور راح فين
مرر سيف سبابته علي عينها ووجنتيها و شفتيها ضرب ارنبة انفها بسبابته بخفة ليقول :
-مش قالتلك راح يجيب حاجه
تفتح عينها بضيق و احراج من الوضع :
- اه شكلك مركز في كلامها قوي
نظر الي عينها كيف وهو يتعمق بها بشكل غريب لاول مرة يري ملامحها ، ليقول بهمس :
- صح مركز اوي
لا تفهم معني كلامه و ما الذي يفعله ، هذه النظرة بعينه لاول مره تراها لها، تنحنحت بحرج و هي تحاول الابتعاد عنه قائلة بهدوء :
- انا هاروح اشوف ادهم
جذبها من يدها لتظل محلها و دفن وجهه بعنقها و هو ينفي براسه قائلة بهمس :
- انتي مجنونه انت لو مشيت انا هقع
ابتلعت ريقها بصعوبة و خجل وهي تحس بانفاسه اللاهثه تحوط عنقها :
- يعني ايه هفضل كده
حاوط خصرها يقربها منه هو الاخري ليقول باستمتاع ومكر :
- مش انت اللي مشيتي الممرضه ، استلمي بقى، هنفضل كده لحد ما احد يدخل يساعدني و ابعد عنك
اغمضت عينها بشدة و تلعن نفسها من الموقف الذي اوقعت نفسها فيه :
- انت بتقول ايه ، لو حد دخل شافني كده هتبقى مصيبه
لتكمل بتوسل :
- سيف عشان خاطري ابعد وسيبني اسعدك تقعد قبل ما حد يجي
رفع راسه فوق عنقها نظر اليها و هو يمرر اصابع يده الاخري علي رقبتها ليهمس هو امام
شفتيها :
- تؤ انا مرتاح كده
ابتسم وهو يقترب منها حتي يقبل ثغرها ، لتغمض عينها بعنف و تقول :
- سيييبف
لم يرد عليها و زاد تقربه لها امام شفتيها وقبل ان يصل لها دخل ادهم ليعتذر عن التاخير ليتفاجاه بهم علي هذا الوضع ، اشاح وجهه مسرعا و هو يقول حمحم :
- احم سيف انا جيت
ابتعد هو عنها مسرعا كانه تفاجا بما كان سوف يفعله ، لتصرخ غاده بفزع وهي تقع علي سيف و قد اختل التوزان ، ليهرول ادهم اليهم حتي يساعدهم
***
كان بداخل عياده الدكتور يجلس ادهم وهو يحاول منع نفسه من الضحك وهي يرى سيف و غاده كلا منهم يفرك يده بتوتر من الخجل و كل منهم ينظر بعيد عن الاخر
ليقول الدكتور بابتسامة :
- لا عال ده احنا بقينا تمام اوي ، في تحسن كبير
سيف بامل :
- بجد يا دكتور
الدكتور :
- طبعا هو انا هضحك عليك يعني
ابتسمت غاده بسعادة قائله :
- يعني ممكن يقدر يمشي على رجله ثاني
الدكتور :
- اكيد طبعا ، بس البركه فيه بقي ، يشد حاله معنا وهو كمان جلستين يقدر يمشي
ادهم بابتسامة مشرقه :
- الحمدلله يارب
***
بعد اسبوع ،سحبت غاده ستاره النافذة ليسقط نور النهار داخل الغرفه ، ليتململ هو في نومه و يحاول ان يفتح عينه ببطء من اشعه الشمس ، نظر حوله بضيق ليجد غاده تقف ، ليقول بضيق :
- اقفلي الستاره يا غاده و اطلعي بره
حمحمت قائله بتردد :
- لا !! مش هاقفلها ، ممكن تقوم عاوز اتكلم معاك في موضوع
نفخ بضيق وهو يعتدل بجلسته ليتحدث :
-نعم !! اديني قومت عاوزه ايه
اقتربت اليه لتجلس بجانبه و هي تقول بهدوء :
-عاوزه انزل اشتغل
نظر اليها بحده ليقول بغضب :
- تاني هو انتي
لتقاطعه وهو تقول برجاء :
- يا سيف اسمعني للاخر ، ده انت المره دي هتبقى معايا وكل حاجه تبقي قدامك
عقد سيف حاجبيه باستغراب و هو يقول باستفسار :
- افندم هابقى معاكي ازاي
تنهدت غاده وهو تقول بتردد :
- انا قصدي يعني ايه رايك ، لو تنزل معايا الشغل ونشتغل مع بعض ، حتى بدل القعده اللي مزهقاك دي تعمل حاجه وتضيع بيها وقت
نظر سيف لها وقال متسائلا :
- ازاي ؟!
اكملت غاده قائلة :
- بص الشركه اللي انا باشتغل فيها لسه فاتحاه انا واصحابي اللي كانوا معايا في الجامعه ، هي لسه اصلا مش معروفه وبنبدا فيها ، انت هتروح معايا كل يوم نشتغل و نرجع مع بعض
تنفس بعُمق قائلا :
- واشتغل ازاي برجلي
ردت ببساطه :
- عادي ما فيش مشكله ، كل الشغل بنعمله و احنا قاعدين على المكاتب
صمت هو قليلا ليفكر ، لتقول سريعًا :
- شكلك وافقت ، صديقتي يا سيف ، هترتاح معنا
قوي
عقد حاجبيه بغيظ وقال :
- انا لسه ماوافقتش
ابتسمت وهي تنهض لتمسك يده قائله :
- بس سكت السكوت علامه الموافقة ، يلا بينا
سيف بسخرية :
- هو انا عروسه بتاخذي رايها ، وبعدين الساعه دلوقتي ثلاثه العصر ، شغل اي اللي هاروح دلوقتي
هزت كتفها بعدم مبالاه :
- عادي انا من صحاب الشركه و نروح في اي وقت ، بص تعالي وجرب و لو ما عجبكش امشي
نظر الي يدها الممسك بيده وقال بشرود :
-ماشي
***
كانت سميره تسير بهدوء في ممرات الجامعه وهي تحمل الكتب بين يدها ، لتسمع صوت نداء باسمها ، لتلتفت للخلف و تتفاجا بـ :
-دكتور احمد
ابتسم احمد بحنان وهو يتطلع اليها بحب قائلا:
-ازيك يا سميرة عامله ايه
هزت سميره راسـها بتوتر :
- تمام كويسه
لينظر اليها مطولا وهو يدقق في ملامحها بدقه
قائلا :
- بقالي كتير اوي مش بشوفك ، وحشتيني قوي يا سميره
تطلعت له بصدمه من جراته وقبل تنطق ، استمعت الي صوت خلفها تعرفه جيدا
ابتلعت ريقها بارتباك وهي ترى ملامحه لا تبشر بالخير و هتفت :
- ادهم
ادهم و هو ينظر اليه بحده قائلا بغضب :
- هي مين دي اللي وحشتك يا روح امك
** ** **
يتبع.