في قبضة الإمبراطور

By mayarabdallah1

1.4M 49.2K 6.2K

Top #1 in jealous Top #1 in Passion الجزء الأول من سلسلة لعنة رجال لا يستطيع الرجل اختراق محراب المرأة سو... More

مشهد
مشهد ٢
مشهد ٣
الـمـقدمـة
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الحادى والثلاثون والأخير
نضال & فرح
الخاتمة

الفصل العاشر

23.7K 1K 124
By mayarabdallah1

توقف وقاص أمام منزل فريال والهدوء الساكن يلف المكان ، حدق وقاص في الاضاءة الخافتة الصادرة من الغرفة العلوية ، وتساءل من هي فريال الشواف ؟

امرأة تثير به شيئان

إما اسقاطها من برجعها العاجي أو ابقاؤها فيه

هي ببساطة تربكه وتثير به نوازع الحماية الذكورية ... رغما عن انفها هي امرأة تستنجد به وهو دائما ملبي لنداء الحماية والعون ... عيناها البنية تصرخ دائما للنجاة لكنه مكبل بالالاف الخيوط .

والسؤال يطرح نفسه ....

- يا تري ايه العلاقة بين عزيز وعيلة الجوهري ؟

......................

أما عنها ...

فهي مقيدة بأغلال لعنته ... لا تستطيع الفكاك منه .. أفرض حصاره عليها حتي ما عادت تستطيع الخلاص منه ... شعرت بمن يخنق عليها مجري التنفس في نومها ، فتحت عيناها بنعاس لتقابل ظل اسود ضخم ودوي قلبها هلعًا حينما استمعت الي نبرته المتوحشة

- افتكرتي اني مش هعرف اجيبك

اتسعت عيناها البنية هلعا وتراقصت دقات قلبها جزعا وهي تشعر بشلل في اطرافها الاربعة وأزداد من اختناقها حتي استحال وجهها للحمرة المتقدة ، همست بثقل وهي تحاول حث يديها للحركة لتنفلت منه

- عزيز ؟

اقترب ذلك الظل الضخم يقتحم عيناها المذعورة لينتشي الأحساس بالسادية في داخله .. انتفخت أوداجه غرورا قائلاً وهي يقبل شفتيها الشاحبتين بقبلة دامية كادت ان تخنقها

- ايوا عزيز يا فريال ... فين اللي خبتيه؟

خف قبضته وهو يلامس جسدها بحسية مقززة هابطا برأسه دامغا عنقها بملكيته .. ليتهز بدنها خوفًا عزيز هنا ... تلك المرة لا تحلم .. وما ان شعرت بتمزق منامتها بشق طولي حتي اتسعت عيناها ونيران مستعرة تخرج من مقلتيها وهي تزيح يديه صائحة

- مش معايا حاجه

رأت ذلك الجنون في عيناه ... ذلك الجنون قبل ان يمارس ساديته عليها بكل اجحاف وتقزز ... تلك السادية اللعينة المخبأة خلف اطار انيق وثياب باهظة الثمن ... امسك خصلات شعرها القصيرة وشدها بعنف المها وهي تجر خلفه كذبيحة ... ألقاها بكل قسوة علي الحائط وصاح بجنون وهو يري مفاتنها المخبئة خلف صدريتها

- فين يا فريال السي دي

اغمضت جفنيها بأرهاق ... كلا لن تعود لتلك الأيام مرة سابقة .. تحاملت علي ساقيها منفضة عنها رداء الذل قائلة بجمود

- مش معايا حاجه

قلص المسافات التي بينهما وهي ينظر اليها بجنون والي صدريتها اللعينة قبل ان تمد يده يتنزع منها الصدرية لتغلق عيناها والحيوان يستبيح النظر الي شيء لم يكن له ...

الخضوع والاهانة وذكريات قديمة مرت عليها من العذاب الجسدي والنفسي معه جعلها ضعيفه مستسلمة امامه فقط .. .وضعت يديها علي صدرها وهي تستمع الي صوته الغاضب

- هعرف اجيبه كويس ... واللي بتتحامي فيه مش هيقدر يعملي حاجه

تلك المرة نظرت الي الارضية وصوته ورائحته الخانقة اختفت من محيطها ... نظرت الي المراة وهي تنظر الي مجرد علامات مقززة وشمت جسدها ... تراخت ذراعيها وهي تنظر الي ما خلفه ... صرخت بأعلي صوتها وهي تمسك بزجاجة العطر ترميها بقوة علي المراة صائحة بوعيل

- ليه يا ربي كدا ؟

............

انتفض وقاص ما إن استمع الي اصوات خافته تصدر من تلك الشرفة اللعينة .. خشي ان يكون مجرد مكالمة تجريها في منتصف الليل .... وما ان استمع الي البكاء المذبوح حتي شد قامته وسارع بأقتحام منزلها .... لكن عينان شديدتان السواد لم تجفل عن دخول الرجل لمنزل زوجته !!

صوت الصراخ كاد يصم اذنيه وهو يتذكر الصراخ الشبيه بصراخ شقيقته .... ما ان وصل لباب غرفتها حتي تخشب جسده من هول ما رآه ... أغمض جفنيه وهو لا يصدق حالتها تشبه حالة رهف ، اقترب منها وقد غامت عيناه بالشراسة البدائية ... هو هنا ولم يحميها ، انتقلت عيناه الي جيدها المحفور بعلامات رجل وما ان اخفض بصره حتي اشاح رأسه شاتمًا بعنف وهو يخلع سترته ويغطيها به ...

رفعت عيناها ما إن شعرت بذراعين حانيتين تهدأ قلبها الملكوم ... رغم عيناه التي تصرخ بالثأر لكن التمست به دفئا لم تشعره قبلا .. احاطت يدها علي وجنته وهمست بنجدة

- وقاااص

استندت عليه وهي تعود معه للفراش لتضم سترته بقوة عليها ... وهو يكاد يموج ويعصف غضبًا ... يقسم انه لن ينفلت منه ومن بطشه ، يحاول قدر الاماكن التحاشي من النظر لشعرها المشعث وشفتيها الداميتين ليهمس بصوت دافئ

- مين اللي عمل كده؟

سالت الدموع من مآقيها وهي تدس بجسدها بين ذراعيه .... انفجرت في البكاء حينما شعرت بذراعيه تحيطها من كل جانب ، لتمهس بنبرة مجهدة

-انا تعبت ... بعده عني

لقد سئمت من كل شئ ... ضعفها وقلة حيلتها امامه ، يخبرها ببرود انها لم تتغير .. استمعت الي صوته الامر

- فريال

رفعت عيناها الي عيناه الملبدة بالغيوم لتهمس اسمه

- عزيز رجع

وتم وضع عزيز الي القائمة السوداء .

*********

- ها ؟

تساءلت بها رهف وهي تكاد تفرك يديها من التوتر ... انه ثالث يوم علي التوالي تفشل ما تصنعه ... كادت تشعر انها ستخنقه من عنقه وتريحه من البشرية ... ذلك الرجل ذو النبرة الشامية التي تجعل رواد المطعم نساءً أكثرهم في المرحلة المراهقة متهافتين عليه ... تستعجب تحوله اللطيف خارج اسوار المطبخ وما ان يدلف حتي يتحول لغضب الليل .

اغمضت جفنيها بيأس حينما استمعت الي صوته الجاف بعد تذوقه القضمه الاول

لتالت مره مو مضبوط-

تم وضع ذلك الرجل في لائحة تحت عداد الموتي ... نظرت الي المدعوة بيسان التي علمت انها سورية الاصل تنظر اليها بتشفي شديد قبل ان تغادر وتنتبه الي عملها ... نظرت الي الجميع المنشغل في عمله لتقع عيناها علي عيناه الخضراء الراكدة لتهمس بأحباط

-يعني انا كده فشلت

اومأ براسه ببرود .. وتلك النقطة انفجرت في بكاء طفلة صغيرة منعتها والدتها من الحلوي ... بكاء مخزي لسنها وأمامه وهو يتملل في وقفته قبل ان تسمعه يشتم شتيمة لا تعلم معناها .. ووجدت صوته الحاني ينساب علي مسامع اذنيها المرهفة

-ليش عم تبكي ؟

لما عليه ان يتحدث بتلك النبرة اللعنة ... ليعود الي نبرته الحازمة الباردة تلك بدلا من نبرته الناعمة التي تجعل فتيات المطعم يكادون يقذفون عليه بالقبلات والأحضان الحارة ... زاد بكاءها وهي تلعن تفكيرها المنحرف لتنظر الي عيناه هامسة بصوت مخجل

-عشان فشلت ... كل حاجه ادخلها افشل فيها

هز رأسه يائسا وتقزز ما ان ابصر انها تمسح دموعها بيدها ... ابتعد لعدة مسافات وصاح بصوت امر لايخفي عليه تقززه

-اهدي وماتبكي.. عشر دقايق استراحه وبترجعي مره تانيه

استجابت له وهي تزجر نفسها علي طفولتها ومنظرها المخزي امامه ... تعلم تقززه وقرفه من عدم النظافة سارعت بتبديل قميصها ومريولها لاخر نظيف ودلفت الي الحمام تهدأ من روعها قبل ان تعود اليه لتجده ينظر الي طبقها بتدقيق جعلها تفكر ساخرة من منظورته العجيبة

ما ان ابصرها تتقدم اليه سألها ببرود تمقته

-احسن ؟

حسنا تعترف بروده وجفاءه افضل بكثير من تلك النبرة الناعمة .... ردت بجفاء

-احسن

عقد ساعديه علي صدره وهو يقول بصوت رخيم

-كل شيف هون مر بمراحل اسوأ بكتير منك ...الطبخ مو مجرد اكلة لنسد جوعنا .. الطبخ فن واجب نقدسه .. كل مرحلة فاشلة لطبق مو معنا انو نحنامو قد المستوي لأ مرة عن مره بنتعلم خطوة وبنصلح الغلطة اللي قبلها

هزت رأسها لتسمعه يقول

-تعي شايفة الشيف اللي هنيك

عبست وهي تنظر الي يديه التي تشير الي رجلا يطير بالعجين في السقف ثم يعود بها الي الرخام لتهمس

-ايوا

غمغم بهدوء

-الشيف هادول اختبار ألو كان الرز ... الرز كان تحضيره سهل ياترى كل مره رح يطلع بنفس الكفاءه

ضيقت عيناها بعبوس شديد وهمست بعدم فهم

-مش فاهمه ؟ تقصد انه فشل

تري عيناه التي ازدادت قتامة لكنه فسر ببرود

-فيه انواع للرز وبيختلف من واحد للثاني حسب كمية المي اللي عايزا ... انت ك شيف واجب انك تعرف من النظرة للرز محتاج قديش مي ليستوي

"نعم ياروح والدتك الغالية" هتفت بها سرا وهي تبتسم ببلاهة .. جعل نزار يستشاط غضبا من غباءها ليصيح بعنف

-ايديك مهزوزة يا انسة رهف محتاجه تظبيط في التقطيع ... لان التساوي في تقطيع البيتنجان والبطاطا رح يخلي عميلة السوا للصنية وحده غير شكلها الجمالي

"يا راجل مش تقول كده " هتفت بها سرا ولا تستجرأ ان تقولها امامه لتهتف بوداعة

-تمام فهمت يا شيف

تنهد زافرا بحرارة وهو يستعجب من كمية صبره علي تلك الفتاة .. رباااه لما وافق علي طلب شادية من الأساس كان يجب ان يتأكد انها خبيرة وليست فتاة لعبة مدللة اعجبها شيء يدعي بالمطبخ .. لكنه سيبذل قصاري جهده إن لم تفلح سيطردها شر طريدة منها ... قال بوجوم

-بقية اليوم إجازه ألك بكرا ان شاء الله بشوف الطبق

انشرحت أساريرها وصاحت بمرح

-شكر يا شيف

حالة ميؤسة منها تأكد من ذلك ... صاح محذرا

-اهم شيء المواعيد متتأخري

ادت التحية العسكرية صائحة بمرح وهي تنزع مريولها

-ابدا شيف

ثم ذهبت الي غرفة تبديل ملابس النساء لتجد هنادي وهي ترفع يديها بمرح

- مش قولتلك انه طيب

عدلت قميصها القطني وخصلات شعرها قبل تلقي قبلة في الهواء

- عندي اجازة هروح الحق اضبط الطبق

تمنت لها هنادي الحظ قائلة

-بالتوفيق يا رهف

*********

نظرت شادية الي حالتها ساخرة ... ها هي تقف في القاعة التي سيزف بها طليقها ... خطيبته اللعينة تلك ستقتلها .. تتدخل في اشياء تخص عملها بحجة انها تطمئن ، اللعينة تقسم انها ستقلع خصلات شعرها الزائفة ... الحية القذرة تلقي كلمات سامة علي علاقتها السابقة بطليقها بحجة الاطمئنان .. تحمد اليوم هو يوم الزفاف والا وجدتها تقف علي رأسها طوال ذلك اليوم الذي لا ينتهي .

ارجعت خصلاتها السوداء للخلف وهي تلمس قماش الكرسي الناعم لتصيح بصوت عملي

- ضبط الكراسي يا محمود في اماكنها من فضلك

انتبه محمود نحوها ثم ترك ما بيديه ليقول بنبرة هادئة

- تمام يا استاذة

القاعة تضج بالعمال لانهاء اللمسات الاخيرة وكم تتمني احتراق الفستان حينما تمر في ذلك الممر الطويل الذي سيشتعل برذاذ ناري ... انتبهت علي وجود زينة متدلية بغير سواها لتسارع بأخذ السلم وتصعد عليه وهي ترفع بقامتها لاعتداله غير منتبه لأنحسار قمصيها القصير ليبرز خصرها وبطنها ... استمعت الي صوت اجش اثار رعبها

- نزلي دراعك

تشبثت بالسلم بقوة كي تحافظ علي اتزانها واغمضت جفنيها وهي تعد للعشرة قبل ان تنفجر به صارخة

- نعم

صاح معنفا بخشونة

- بقولك نزلي دارعك جسمك مكشوف

مالت بجزعها وصاحت بحدة

-وانت مالك انت يا بني ادم

زمجر بوحشية وهو يتذكر حينما دلف للقاعة نظرات الشباب نحوها ونحو خصرها العاري .... الوقحة لا تستحي ابدا

- من واجبي الحفاظ عليكي وواضح انك مش واخدة بالك من ان فيه فوق 20 راجل في القاعة وكلهم بيبصوا علي عرض الاغراء اللي بتقدميه

نظرت الي ارجاء القاعة والي الشباب الذين يشاهدون تلك المسرحة الهزلية ... زفرت بحدة وهي تترفع عن شكره قائلة

- انت ... انت تجاوزت حدودك

رمقها من رأسها لأخمص قدميها حينما هبطت بساقيها الي الارض ليقول بتهكم

- عارف حدودي كويس يا استاذة الدور عليكي انتي

هزت رأسها بلا مبالاة

- اوووف مستفز

غمغم ببرود

- انا في الخدمة دايما

كادت ان تلقي عليه سبابا لاذعا لكن نداء خبيث صدر من خلفها قائلا

- استاذة شادية

وهل يوجد غيره .. عريس الغفلة ام يصح ان نقول طليقها ... دارت علي عقبيها وهي تعقد ساعديها علي صدرها صائحة بنفاذ صبر

- اهلا يا استاذ معاذ اتفضل حضرتك

رمق معاذ الجثة الضخمة التي تحميها ليقول

- ممكن نكون لوحدنا شوية

هزت كتفيها ببرود

- زي ما حضرتك شايف ... ورايا شغل حضرتك والمفروض يخلص علي العصر علشان قاعة حضرتك تكون جاهزة

اطبق شفتيه للحظات قبل ان يقول

- انا مكنتش اعرف انك ماسكة الشركة ، انا سيبت نجوي تمسك المواضيع دي

جاء معتذرا علي تصرفات عروسه الحمقاء .. مررت يديها علي خصلات شعرها صائحة بعصبية

- وشايفني مثلا ميته من العياط أو مقهورة أو بقطع في شراييني يا معاذ

اتسعت عيناه دهشة وقال نافيا

- لا مش القصد

قاطعته وهي ترفع كفها في وجهه بوقاحة

- كويس ... علاقتنا السابقة مش هضر شغلي متقلقش ولا علاقتك بالهانم واضح انها عارفة كويس من قبل ما تيجي انك طليقي .. والصراحة الست معذورة بردو عايزة تعرف ان كان فيه بينا كلام او لأ ... ما انا في الاول وفي الاخر طليقتك اللي بتجهز قاعة فرحك علي الانسة المحترمة

احتقن اذنيه وصاح مبررا

-شادية انا

صاحت منهية تلك المهزلة التي طالت لاسابيع كثيرة

- حركات العيال دي بتاع خطيبتك انا مش فايقالها ... هيكون ده اخر تعامل بيني وبين عيلتك وعيلتها

كاد ان يتحدث لكن تلك الهيئة الضخمة التي تحميها من الخلف جعلته يحتفظ بباقي العبارات في فمه ... اقترب احدي العمال منهم خشية ان يلاقي غضب رئيسته ليقول

- استاذة

زعقت في وجهه بعنف هو الاخر قائلة

-ايه؟ ... قولي ان الفندق بيولع واهو نستريح

ازدرد ريق الشاب وهو يجيب

- فيه واحد منتظر حضرتك برا القاعة

سكنت ملامحها للحظات وهي تستعيد وجهها العملي البارد لتقول

- اسمه ايه ؟

اجاب وهو يتفحص الحارس الشخصي الضخم الذي يجعله يرتعب كلما مر بجوارها

- ماهر

ابتسامة ناعمة زينت ثغرها وهي تسارع بالخروج من القاعة لتراه واقفا بشحمه ولحمه امامها .... أخيها عاد من السفر ... سارعت بارتماء نفسها بين ذراعيه اللذين استقبلانها بكل شوق وترحيب .

*****************

تلك المرة تدخل الي الشقة بأسم زوجته شرعا وقانونا ... تلك المرة اختلفت رؤيتها للاشياء ، رغم علمها ان نضال لا يفعل ذلك دون مصلحة لكن كونه اختارها هي بين جميع النساء من الطبقة المخملية فهذا يعني الكثير انه يعطيها شيء مميز عن باقي النساء ..

وقفت عند منتصف الردهة وهي لا تعلم اتذهب الي الصالون ام الي غرفة النوم متطلبا حقوقه ... وجدته يعلم ارتباكها ليميل بشفتيه طابعا قبلة ناعمة علي عنقها مدغدغا بها مشاعر عديدة وأولها هي الخجل الغير مبرر ... همس بنبرة ناعمة

-مبروك يا مراتي

رفعت عيناها الضارعتين لتقابل عيناه العميقتين ... عيناها تستنجدانه بصمت ، وهو قبل دعوتها وهو يسحبها بقوة الي ذراعيه وهي تشهق من فعلته التي لم يقدم عليها سابقا ، وقبل ان يتسنح لها فرصة للرد وجدت شفتيه عانقت شفتيها بشغف لم تراه قبلا ولم تتعلمه علي ذراعيه سابقا ... زاد عناقه جموحا وهو يتركها مسلوبة الانفاس لتشهق بعنف هامسة بلهاث حاد

- نضال

انفاسهما ممتزجة بطريقة تبدو اكثر حميمية عن السابق .... تلك المرة جعلت قلبها يشارك ذلك العناق المسلوب الانفاس ليمس شفتيها بابهامه وهو يلمسه بحسية جعل جسدها ينفجر بالعديد من الانفجارات الانثوية ... تكاد الارض تميد بها وساقيها تحولت الي ساقين معكرونة حينما همس

- نعم

تقسم ان هذا كثير عليها ... همست بصوت مثخن بالعاطفة

-عايزنا نوصل لايه بجوازنا

نظر الي عيناها وكان يعلم انها تخبئ ذلك الحب خلف قناعات وهمية .. ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيه وقال

- تؤتؤ يا بيبي اسمها عايز اوصل ايه انا بجوازي منك

اسدلت اهدابها وهي الساذجة علمت اي لعبة دخلتها بقدميها .. رفعت عيناها وغمغمت بأختناق

- توصل لايه؟

نظر لعيناها الجميلتين ليلمس خصلات شعرها الناعمة بأصابعه ليقول بصوت بارد

- شمس

اتسعت عيناها بجزع وقبضة باردة اعتصرت قلبها لتنظر اليه ببهوت قائلة

- شمس مين؟

ابتعد عنها وهو يشعل سيجاره ليأخذ نفسا عميقا قبل ان يطلقه في الهواء قائلا

- ايه يا بيبي مش معقول انك مقريتيش الاخبار عني بقيت علي سيرة كل الناس

ذلك الخبر الذي جعلت اسهم شركته تنخفض حينما كان علي وشك ان يحصل علي صفقة جديدة لكن يبدو من الاخبار انه لم ينالها والشركة رفضت المشاركة معه ..بللت شفتيها بتوتر

-علشان فضحتك ؟

نظر الي الدخان المتطاير في الهواء وهو يغمغم ببرود

-مش فارق معايا كلام الناس ... لكن توصل لشغلي ده خط احمر

قست عيناه بشرر ناري جعلها تكتم شهقتها بقبضة يدها لتهمس بجزع

- وتاخد بنتها من حضنها ؟

هز رأسه بلامبالاة وقال بجمود

- هي اللي اصرت انها تدخل معركة مش ليها

اقتربت منه تنفجر في وجهه بحدة ... اللعنة كيف يكون لها يد لتبعد أم عن طفلتها ... ماذا يخال نفسه فاعلا ؟!

- ازاي انت بالجبروت ده

اطفأ عقب سيجارته في المنفضدة لتشتعل عيناه بالسواد الجحيمي صائحا

-انا ... مجرد واحد بائس عايز يعيش ... الدنيا مدتنيش سعادة واحدة من اول ما جيت ، اب رفض يثبت ابوته ليا وكل ده لاني مجرد ابن من عشيقته ... عيلة رفضت تاخدني وتعتبرني من اهلها لحد الان

شحب وجهها وهطلت عيناها بالدموع لتسمعه يعلق ساخرا

-مالك مستغربة ليه ما كل الحاجات ديه هتلاقيها منشورة في اي جرنال او موقع

زاد هطول دموعها .. ربااااه اي حياة تعيسة عاشها هو .. هو مجرد منتقم بائس ، منفسه الوحيد ليحظي بالاهتمام هو عمله ، اقتربت منه تحيط كفيها في وجهه قائلة

- سعادتك هتيجي في يوم يا نضال

تعمق النظر الي عيناها ورد

- مش محتاج سعادة انا تكيفت علي كدا

تلك النظرة تعلمها جيدا

تلك النظرة التي تصمت بها عقلها

وتستجيب الي قلبها

تلك النظرة المتطلب منها ان تمنحه كل شيء

استجابت اليه بصمت وهو يسحبها الي عمق خبيث !!

*************

لم يفق من نومه سوي من رنين مُلح جعله يرد بصوت ناعس ليأتيه صوت ينفجر في البكاء المرير

-ماهر ارجوك انا محتجاك

لا يعلم كيف انتفض من الفراش بل وغير ملابسه ولا كيف انطلق بسيارته وفي دقائق قصيرة وصل الي مسكنها .... وهما الان عند المحامي الذي تكلف برفع قضية النسب ويبدو ان الامر لم ينتهي عند ذلك الحد كما توقع و بكاء مارية لا يقدم شيء ولا يؤخر سوي انه يزيد من قلبه حزنا وغما بسبب دموعها المريرة وملامح المحامي الغامضة جعلته يعلم ان هناك اشياء عظيمة لن تعجب قاسيته ابدا ...

ضيق عيناه و يعلم ان شمس هي الضحية في ذلك الحرب ليقول

- خير يا متر

خلع المحامي نظارته وشبك اصابعه قائلا بصوت مهني

- الاستاذ نضال رفع قضية حضانة

جزت مارية علي اسنانها لتنفجر صارخة في وجه المحامي

- مش هو كان رفض ابوته ليها .... رافع القضية ليه ؟

ضيق عيناه بيأس وهو يسحب يدي مارية يضمهم في كفيه ليستفسر الي المحامي قائلا

-طب مش القانون هنا يدي الحضانة للام

اومأ المحامي وقال بنبرة عملية

- مضبوط مع وجود سكن وعمل ثابت

صاحت مارية بلهفة وهي تمسح دموعها قائلة

- انا عندي سكن وعمل هيكون موجود

ضيق ماهر عيناه للمحامي ثم استفسر بوضوح

- هل فيه احتمالية انه يكسب

نفي المحامي قائلا

- حاليا لا مع الاوضاع اللي قالتها المدام مارية ... الحضانة حتي لو سقطت منها تقدر تتنقل لحد من عيلة الام لو كانت ام ام موجودة .... أو

عند تلك النقطة كادت مارية ان تفقد اعصابها من تلك الكلمة ... ليحثه ماهر ببرودة اعصاب

- أو ايه يا متر ؟

نظر الي الاوراق وقال بجمود

- هو مقدم للمحكمة انه عنده زوجة ومرتب ثابت ومسكن للطفلة

شحب وجه مارية ونظرت الي ماهر تخبره ان ينفي ذلك الهاجس ... هو لم يري الطفلة حتي الان ، كيف هو متأكد ان تلك الطفلة منه بل يريد أت يأخذها منها ... صاحت بصوت خاوي

- يعني هياخدها مني

ضمها ماهر وربت علي ظهرها قائلاً

- اهدي يا مارية

تنحنح المحامي قائلاً

- احنا هنمشي في الاجراءات وان شاء الله خير

.............................

دلفت الي شقتها بخواء شديد وهي تضم حضن طفلتها الي صدرها ... لن تترك طفلتها له ... علي جثتها سيكون علي جثتها ان لمس شعرة منها ... هي الوحيدة التي تصبرها عما يحدث لها .

وضعتها علي مهدها ثم التفت لتجده واقفا عند مدخل الباب ..اقتربت منه وهي تندس بين ذراعيه قائلة بنحيب

- هياخدها مني يا ماهر

يلعن قلبه الذي يستميل اليها رغم كل شيء ... رغم حبها لذلك النذل ... رغم عملها السابق .. رغم انانيتها ... الا انه يراها طفلة تجهل مفاتيح الحياة التي تعبث بها برعونة ..

شعر بجسدها يختض بين ذراعيه ودموعها تبلل قميصه ليضم جسدها بقوة معتصرا اياها بين ذراعيه ليسمعها تقول بصوت واهن

- ليه مكتوب عليا كده يا ماهر ... في الاول نفس غلط ماما بيتكرر عليا ... بابا اعجب بالامريكية ومشي علي الجو الجديد اللي عجبه ولما قرر يتجوزها اهله رفضوا ومنعوا منه الفلوس وقتها كانت ماما حامل في اسيا

يسب اسيا لعدة مرات التي استأمنته عليها ... معللة انها لا تستطيع في الوقت الراهن ان تكون بجوارها .. كان قادرا ان يطعن قلبه والذهاب لكنه اصبح مكبل بمسؤولية اختيه و تلك الخائنة الجميلة .. تمتم اسمها بهدوء

- مارية

رفعت عيناها المنتفختين من اثر البكاء لتهمس بألم

- وجيت انا بعد كدا وحالتنا كانت وحشة .. بابا حاول انه يستنجد حد من عيلته بس هما رفضوا دم عيلتهم يختلط بدم نجس زينا وكبير العيلة قرر انه يطلقها علشان نعيش حياة كريمة

سحبها معه الي الاريكة لتنساق خلفه ولم تشعر سوي ان تسقط بين ذراعيه لتتابع سرد حكايتها بألم

- بابا وافق ... بعد ما كان متمسك بماما طلقها واتجوز بنت عمه ... واحنا سابنا بدون حماية ، مشوفتهوش بعد كدا وكان فاكر ان الجد هيبعت فلوس لينا لكن مشوفناش قرش منه .. ماما اشتغلت في حانة زي ما حصلي الفلوس كانت كتير في سبيل للحياة لينا

صمتت للحظات وهي تتذكر اغبي قرار اتخذته في حياتها بأكمله ... عضت علي شفتها بندم قائلة بمرارة

- وبقيت مضيفة وليا مركز واسيا ليها شركة صغيرة ... لكن واضح ان الجد عنده حق ان دمنا بيجري في نجاسة

صاح بصوت حاد معنفا

- مارية

تمتمت بتوسل شديد

- متسبنيش يا ماهر ارجوك انت الوحيد اللي فضلت ليا

أي عذاب أكبر تضعه هي ... انها تزيد الوقود في النار ... تمتم بعذاب

- مارية

وجاءت القشة لتقسم ظهر البعير وهي تتابع بأستنجاء

- اوعدني انك مش هتسبني هموت والله

وجاء الوعد من شفتيه

- مش هسيبك

ولتزيد عذابه اندست في ذراعيه اكثر بحميمة وهي تضم ذراعيها حول عنقه هامسه بنعومة

- انت اماني يا ماهر

ولسانه يتمتم الرحمة يا إلهي ... سترديه قتيلا قريبا تلك الطفلة المغوية !!!

******************

حينما يدق جرس الخطر في أذنيك

دعه يأتي ولا تغلق أبوابك خوفًا

فالفارس من يستعد للحرب والجبان من يغلق ابوابه حتي يقاتلوه في عقر داره .

وهي إستعدت للحرب التي جاءت بأنذار لكنها تغافلت أن الخصم يجابهها قوة ومكرًا .

كانت تقطع حمام السباحة في منزلها جيئة وذهابًا عدة مرات حتي شعرت بإرهاق في عضلات ذراعيها لتنسحب متوجهه الي احدي الارائك ... جففت بالمنشفة جسدها المبلل لتشعر بالخادمة الذي جلبها وقاص منذ تلك الليلة التي أفصحت عن مشاعرها اليه ... شكرتها بلطف وهي تتناول شرب عصير البرتقال المنعش .

وحينما دارت علي عقبيها اصطدمت بهيئة تفوقها طولا وظله يبتلع جسدها ، رفعت عيناها اليه لتقع عيناها علي عينان احتارت في معرفة لونهما الاصلي ، ابتسمت بنعومة قائلة

- صباح الخير

ضم يديه في جيب بنطاله ونظر مدققا الي ثوب حمامها الاحمر الفاضح ليقول بدون مواربة

- قوليلي ايه علاقة طليقك بـ عيلة الجوهري

تنهدت وهي تضع كأس العصير في المنضدة الصغيرة القابعة بجوار الاريكة لتقول

- تفتكر ايه السبب للطلاق؟

غمغم بسخرية

- خلافات مثلا

اجابت بصراحة وهي تجلس علي الاريكة ليشرف عليها بطوله العظيم

- ومتقولش ليه انه بيتاجر في المخدارت

لاحظت عدم رده لتنفجر ضاحكة وهي تعلم ما الذي يفكر به .... ابن الطبقة المخملية لا يصدر عنه تلك التصرفات ...غمغمت ببساطة

- مش قولتلك انت عايز الراس الصغيرة وانا الكبيرة

مال بجذعه لينظر الي عيناها البنية ... بهما جمود وقسوة وعلم ان كل ذلك ما هو الا زجاج شفاف خادع .. سألها بجمود وهو يكاد ينبش اظافره في باطن يده

- وسبب الليلة ؟

تحولت عيناها القاسية تدريجيا الي سكون ثم تبلد لتهمس بصوت خاوي

- تار قديم بيني وبينه ... وهينتهي بموت حد فينا

ذلك الحقير بسبب معارفه استطاع ان يدخل الي القرية ... وكل ذلك بسبب والده العظيم الشريك في المشروع الضخم الذي لم يقدر علي تمويله بمفرده .. صاح بخشونة

- عايز منك ايه؟

هزت كتفيها وقالت بصراحة

- سي دي عليه فضايح

لا يصدق ما تقوله ... تلك المرأة كانت تبدو عاشقة ومتيمة في ثوبها الابيض الملائكي وشعرها الطويل كان يحاكي به شعرا ... صور زفافها القديمة كانت امرأة تضج حيوية وبراءة .. ما الذي فعله الرجل بها لكي يمتص منها حياتها ؟!!! اهي مجرد خيانة وتجارة ام ســــــادية يمارسها بجنون مثلما رأي تلك الليلة المشؤومة؟!! ... لا يصدق كيف اصبحت هي من ضمن اولوياته منذ ذلك اليوم .. والخادمة التي جلبها تخبره بتفاصيل حياتها اول بأول ... ولا يعلم كيف يحافظ علي ضبط النفس امامها تحديدا ... عبس متهكما

- لتجارته ؟

اجابت بجمود وقطرات الماء تهبط من خصلاتها القصيرة الي جيدها ثم تختفي بخبث بين طيات الثوب الأحمر بشيء من الجاذبية تستفز رجولته الحارة

- كل اللي نفسك فيه واللي ميخطرش علي بالك

صفق وهو يتمتم اعجابا

- احييكي علي صراحتك

رفعت رأسها لتنظر الي عيناه ... بهما وعدا خالصا وحماية قادر علي تقديمها ... وهي سأمت من الهروب من عزيز في كل مرة ، قالت بهدوء

- انت مُصر تشوفني اني غامضة ... لكن أنا أهو قدامك

- سبب قربك لرهف؟

تنهدت بحرارة وهي تجيب أسئلته بصبر

- مريت بنفس مرحلتها ومقدرتش أشوفها بالطريقة دي من غير ما اساعدها

هز رأسه وهو يجيب بسخرية لاذعة

- وكله بمساعدة الهاكر

لم يظهر عليها اي بوادر الصدمة بل ابتسمت و اتسعت ابتسامتها من الأذن للأذن وهي تقول

- واو أشهد بجواسيسك يا وقاص مكنتش اعرف أن الجواسيس بتوعك للدرجة دي وصلوا لطرف خيط

لا أحد يستطيع العبث معه .. تري ذلك تشهد لذكائه وتحليلاته حينما اجابها بعرجفة

- مجرد تفكير

لمعت عيناها بتقدير وقالت

- مش محتاج تتأكد مني يا وقاص

لا يعلم أتفعلها عمدا أم دون عمد وهو يجدها تمط الحرف الواو وتكسرها دونا عن باقي حروف اسمه .. وكأنها ... وكأنها تتذوق حروف اسمه ، جلس في مقابلها وقال بصراحة عاهدته منه

- وتفتكري اني هديكي نفس امان اللي طلباه

ضيقت عيناها بمكر قبل ان تستفز رجولته التي يفتخر ويعتز بها

- انت عندك شك في كدا ؟ .. انا واثقة فيك

اعطته المسكن ... أو المثبط لثورانه في ثلاث كلمات فقط ، ليقول

- تحالف أو جواز؟

ولصراحته الشديدة أجابته بصراحة أشد

- جواز

عندها انفجر ضاحكا وتمازج اللون الاخضر مع اللون الازرق الثلجي لتنبهر من المزيج بينهما بأنبهار ... أعيناه بهما لون اخضر ؟؟ وهي التي ظنت انهما باردتين !!

تمتم وهو يخفف من ضحكته

- صريحة لدرجة الوقاحة

أجابته بعملية شديدة

- وقاحة مني اني اعرض عليك الجواز ... عموما الاطراف كلها متساوية انت محتاج السي دي علشان تنهي مشكلة رهف وانا اخلص من عزيز واحنا نقدر نستفاد

اخر كلمتين غمزت بهما بوقاحة ... لينظر نحوها بجمود لثواني متأملا هطول الماء من خصلاتها القصيرة الي عنقها بل تجلس امامه بوقاحة شديدة بثوب السباحة دون ادني حياء ... سيحرص علي تغير كل ذلك وأولهم ذلك الثوب المستفز لأعصاب أي رجل حار الدماء مثله ، هتف بلهجة غريبة

- أي حاجه بتقع تحت ايديا عمري ما بسيبها الا لما تنتهي

تعلم تلك النبرة ... نبرة رجل لا يقبل بأي شيء ... إما ان تسلمه نفسها كلها قلبا وروحا وتفكيرا وجسدا أو لا شيء ... لطاما يصعب ارضاء رجال مثلهم وانتقائهم يجب ان يكون فريدا ... وهي تعلم انها فريدة من نوعها لتقترب منه هامسة

- يا كفني يا كفنك ، مش كدا ؟

اومأ قائلا

- بالضبط

تنفست الصعداأ واخيرا ظفرت ما قدمت من أجله ... إن كان حريتها ان تصبح ملكا لامبراطور مثله ... فيا مرحبا بالأسر وستقع في قبضته مرحبة به

التمعت عيناها لتعض علي شفتها السفلي قائلة

- وأنا موافقة

*******************

-هو انت فاكر انك لما تجبرني عليها هقولك سمعًا وطاعة

صاح بها سراج صارخًا بقوة .. يشتم الجميع ... لا يصدق ما تتفوه به والداه ووالدته وكل ذلك امام ارملة اخيه .. ارملة اخيه التي لا يظهر علي ملامحها شيئا سوي البرود .. لوهلة ظن انه يتخيل وربما تخفي حزنها كما رآها في عزاء اخيه لكن لا هي جامدة .. ذات وجه قاسي

صاحت والدته توبخه رغم الشيب الذي يغزو شعره وسنوات عمره التي ستتخطي الأربعون

- اتأدب يا ولد واعرف انت بتتكلم أبوك

التفت الي والدته وصاح بسخرية مبطنة

- ايه يا غالية للدرجة دي شايفاني معنديش قيمة .. تقوليلي روح اتجوز دي اتجوز .. روح طلقها اطلقها .. ايه للدرجة دي مش شيفاني راجل

صاح الوالد منهيا ذلك النقاش العقيم

-دي من مصلحة العيلة .. انت مش هتتجوز حد مش غريب .. انت هتتجوز فرد من العيلة مرات اخوك الله يرحمه

رمقها بشيء من الإزدراء وشيء من السخرية ... اللعنة انها باردة ... كيف احبها اخيه .. لقد كانت تستفزه فيما مضي بوجهها الجامد .. لقد كانت تجعله كالوتر المشدود ، صاح معترضًا

- وديه بالذات لأ

قام الوالد من مقعده وهو ينظر الي زوجته نظرة ذات مغزي قبل ان يقول لولده

-انا هسيبكم مع بعض ومش عايزة اشوف غير الموافقة

والده جن حتمًا

اللعنة ماذا حدث لهم ذلك الصباح ليتفوهوا بتلك الحماقة .. استمع الي صوت اغلاق الباب وبقي عيناه محدقة الي المرأة الباردة بشيء من السخرية

-للدرجة دي مسلمة نفسك عادي .. نسيتي جوزك ووافقتي علي طلبهم

نظرت الي طلاء اظافرها بشيء من الإهتمام قبل أن ترد بلا مبالاة وهي ترفع عيناها اليه بشيء من التحدي

-لأ يا استاذ .. انا بعمل اللي بمزاجي محدش يجبرني .. والاستاذة اللي بتشخط فيك زي العيل في ست سنين متقدرش تعمل كده معايا انا

انفجر في ضحك ساخر .. وهو يهز رأسه قائلاً

-يعني موافقة ؟

عقدت ذراعيها علي صدرها وهي ما زالت تتحداه .. تثير في داخله شيء من الغضب والثوران وكم يود أن ينزع ذلك القناع البارد من وجهها .. زحف الغضب إلي ملامح وجهه حينما قالت بنفس النبرة الجليدية

-والله كده كده مش هيفرق وجودك كتير في حياتي

جلس علي المقعد قبالتها واللعنة حتي هي مسها جني ، قال بغموض

-هتتجوزي اخو جوزك الميت عادي ؟

زفرت مجيبه

-عادي جدا

ألقي قنبلته في وجهها بجمود

-هتتجوزيني حتي لو قولتلك اني متجوز وتقبلي انك تكوني ضرة ؟!

للحظات خيل اليه انه رأي اهتزاز حدقتيها

خيل اليه انها نزعت قناع جمودها

خيل اليه .. وبات عقله يسبح في مدار يقوده للجنون والخرافات

اجابته .. والجواب صدمه

-حتي لو كنت انا الرابعة يا زوج المستقبل

اسند ذقنه علي قبضة يده ليرفع حاجبه بمكر وصاح بوقاحة

-جوازي مكتمل الشروط

عيناها الزرقاء الشاحبة جعلته يكاد يشد خصلات شعره جنونا ... اللعنة أيتزوج امرأة باردة عملية ، كيف تحملها اخيه ؟!

مطت شفتيها وتمتمت بالا مبالاة

- حقك

صدح سؤاله بأهتمام وهو يعلم انه لا جدوي من حديثه العقيم

- ايه سبب العداوة اللي بينكم ؟

قابلت عيناه الغامضة التي بها مكرا ودهاءا وملامحه البوهيمية المخالفة لملامح زوجها الراحل الاستقراطية

لطاما ضياء وسراج مخالفان دائما في ملامحهم وطباعهم

هما بمثابة

الثلج والنار

السكر والملح

صاحت بجمود

- لو قولتلك هتصدقني ولا هتصدقها

غمغم بالا مبالاة

- علي حسب اللي هتقوليه

تشدقت ابتسامة ساخرة وهي تنهض من مقعدها قائلة بعملية اثارت جنونه

- يبقي بلاش ... اختار امتي كتب الكتاب علشان اجهز

واستدارت مغادرة تاركه اياه في الغرفة بمفرده وقبل ان تخرج إلتفت نحوه ساخرة من زوجته المزعومة قائلة

- واه لو عايز تخلي مراتك تعيش هنا خليها تيجي ... متقلقش مش هقرب منها

أقسم في داخله ...أن اسرار الغانم حتما سيعلم ما تخبيء من اسرار

ليس اهتماما بعائلته لكن فضولا بمعرفة كيفية انجذاب شقيقه بأمراة مثلها

تلك الباردة يقسم ان سيحولها الي جمر متقد بين ذراعيه

حينما تصبح زوجته سيتأكد من انصهار جليدها وتشكيلها بين يديه

وهو لم يقسم في اي شيء والا أصر علي تأديتها علي اكمل وجه.

يتبع ....

Continue Reading

You'll Also Like

712 79 25
ملحوظة:*الرواية بتتعدل* تم البدأ فيها 26/7/2023. وانتهت 23/8/2023. انا اسمي اسيا وفي يوم من الايام خرجت من السكن بتاع الكلية وقررت اني اخرج اتمشى شوي...
5.9K 424 27
_ سنتزوج، احتاج لزوجه وطفل، و إنتِ تحتاجين لزوج، لذا لا أرى ضرر من ذلك. _ بالطبع هناك ضرر، انا لا أحبك وانت من نظراتك لي معظم الوقت لا تحبني أيضاً، ه...
418K 9.5K 24
أعتقدت أنه سيء الطباع كجميع من مثله.. لكنها صدمت من أفعاله الذكورية.. نظراته الحنونة.. كلماته العابثة... فأصبحت هائمة به كروحًا ثانية بها.. .
3.1K 191 14
دارين مذيعه شابه تصطدم برجل الأعمال غيث الرجل الواثق من نفسه، يعيش في عالم مليء بالنجاح والثراء، في البداية، تشتعل بينهما كراهية شديدة، تبدو كالنار ا...