في قبضة الإمبراطور

Oleh mayarabdallah1

1.4M 49.3K 6.2K

Top #1 in jealous Top #1 in Passion الجزء الأول من سلسلة لعنة رجال لا يستطيع الرجل اختراق محراب المرأة سو... Lebih Banyak

مشهد
مشهد ٢
مشهد ٣
الـمـقدمـة
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الحادى والثلاثون والأخير
نضال & فرح
الخاتمة

الفصل السابع

26.3K 997 68
Oleh mayarabdallah1

الأحداث ما زالت غامضة ؟!

لكن بدأت تمسك طرف الخيط

استمر يا عزيزي .. فالحقائق والأسرار مهما طال اخفاؤها ففي يوم

ستتجلي تلك الحقائق وصدقًا لن تعجبك

ستتمني أنك لو لم تكتشفها

ربما تكون مصائبك اقل بكثير وأهون مما في الشخصيات التي تلعب بكل إصرار وضراوة لاثبات كفائتها على المسرح الخشبي

لا تتعجل بالنهاية

فالنهاية ستأتي لا محالة

استرخي واستمتعي معي ... سنسلط الضوء على شخصية مليئة بالأسرار .

تنهدت شيراز براحة ما إن أخذت وعد من ولدها ... ابنها الذي تراه في السادسة عشر رغم انه سنوات قليلة وسيصبح علي مشارف الأربعين .. من يصدق ذلك ابنها سراج سيعود بعد أن اعطته صورة كاملة لما تفعله أرمله اخيه .. أرمله اخيه التي تنهش كل من يقترب من عمل شركة العائلة .. زوجها واعضاء مجلس الادارة تشيد بعملها الكفء لكنها هي تعلم انها في يوم ستقلب تلك الطاولة وسيظهر وجهها الحقيقي ...

نظرت الى زوجها و عيناها لامعتين بظفر .. الصياد حصد على حصة كبيرة من الغنائم وسيتطلب احتفالا ، تمتمت بصوت ناعم أمومي

- ماشي يا حبيبي وانا في انتظارك

أغلقت المكالمة لتلتفت الي زوجها الذي يتصفح بكل برود الجرائد ، لكنه التقط تلك النظرة من عيناها ليغمغم بجمود

-جاي

لم يكن يسألها

لأنه يعلم خلال تلك الاشهر المنصرمة قضتها في النواح والتوسل الأمومي الذي تجيده .. ترغب في عودته قبل انتهاء عدة زوجة ابنها ضياء ، ترغب في عودته حتى يتم وضع النقاط على الحروف .. نظرت شيراز نحوه وكادت أن تلقي بأي تحفة ثمينة علي رأسه ، هو لا يشعر بالخطر اطلاقا لكن هي تشعر

اسرار تلك الغامضة التي تقضي بين أربعة جدران تعمل بكل نشاط في العمل ومساعدتها ترسل الأوراق الهامة إليها ... رغبت في استمالة سكرتيرتها وكسبها في صفها لكن تلك الخبيثة تعلم خططها واصبحا الان يلعبان على المكشوف

نظرت الى تاريخ اليوم والعد التنازلي للعدة على وشك الانتهاء .. تنهدت بحرقة

- اتأخر انه يجي

ردت على الفور

- يجي في نص المعركة احسن ما يجي في آخرها

طوي الجريدة والقاها على المنضدة المستديرة امامه وقال بنبرة ذات مغزى

- غريمك مش سهل يا شيراز

زوجها هو الآخر شعر بتغير اسرار .. جيد انه شعر بذلك ولا ستكون هي المجنونة الوحيدة في المنزل

- الايام هي اللي هتثبت ده

حدقت بعيناها إلى الجدار .. غمغمت بصوت هامس

- الايام جايه ما بينا يا اسرار ويا انا يا انتي

من خلف الجدار كانت واقفة ببرود .. استمعت بالصدفة الي صوتها الهادر عبر الهاتف ، ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيها

- الايام هي اللي هتوضح يا حماتي

*************

الموسيقى هي التي تجعلها تعود إلى حقيقتها

روحها التي ما زالت تثأر وتعربد طالبة بالتحرر من الدرك الذي سقطت فيه

تتذكر كل يوم ملامح قرصانها الغائب .. غموضه وصمته يشغل حيزا في عقلها الذي لا يتوقف عن التفكير

لولا تلقيها رسالة تهديد من الماضي الذي يجري خلف اظلالها طالبا شيئا ليس من حقه

مفتاح حريتها يطلبه بكل جفاء وهي ليست ساذجة للعودة إلى العذاب مرة أخرى

لكن هو جاءها صدفة .. وجودها هنا لغاية أسرتها في نفسها لكنها ستبلغه بها في يوم.

اليوم تشعر انه يقترب والباحثون خلفها سيصلون في أي وقت الي عقر دارها

الشيء الذي يبقيها على قيد الحياة هو الذي بحوزتها ... وهي ستحارب بأسنانها و تنهش لحم من يقترب إلى محيطها

أفاقت من دوامتها العاصفة إلى وجوه النساء الثريات المدللات .. انها تمقتهم بشدة وتمقت أفعالهم وحديثهم عن المجوهرات والاحتفالات .. اللعنة شادية محقة ان النساء من الطبقة المخملية يمتلكن عقلا فارغا ويعشن في فقاعة منعزلة عن الجميع .

صفقت بيديها وهي تنظر الى المرآة العاكسة الي وجوههن المجهدة .. لتهتف بصوت ناعم

-ممتاز جدا .. اهم حاجه نظام الاكل في مواعيده بدون اي لخبطة ... اشوفكم في الـ class اللي جاي

زفرت بحرارة وهي تمسح حبات العرق المتصفدة على جبينها وتأملت بهدوء جسدها النحيل وشعرها الأسود القصير الذي رغم تعجب تلك الفتيات اللاتي يتغنين بطول شعورهن الا انها لقت مديحا علي تصفيفة شعرها بل وجرأتها التي جعلتها تقص شعرها بذلك الطول ...

رهف لم تعاود الظهور وهذا يقلقها

قلقة من كل ما خططت له يذهب في مهب الريح .. التفت إلي صوت تعلمه جيدا يصيح بصخب

-الصراحة عندك حق انك تيجي هنا

انشرحت أساريرها وهي تنظر الي ابنة خالها الأخرى بشحمها ولحمها امامها وخصلات شعرها يتراقص بمرح خلف ظهرها لتتقدم نحوها محتضنه اياها قائلة بتعجب

- جيجي !! ، انتي بتعملي ايه هنا ؟

غمزت جيهان بمكر انثوي واكتسب بشرتها البيضاء سمار محبب لترفع بنظارتها الشمسية قائلة

- صاحب المكان طلب يقابلني

سحبتها الى احد الاركان لتجلسان على المقعد .. عبست فريال قائلة

- القرصان !!

نظرت جيهان الي الصالة الرياضية وكونها جلبت معداتها من آخر البلاد يعني أنها ستمكث ولفترة طويلة ، عبست بتهجم

- بس مكنتش اعرف انك جدية للدرجة دي يا فيري ... افتكرت مدة بسيطة وهترجعي

ابتسامة شاردة احتلت معالم فريال وهي تقول بنعومة

- المكان يستاهل

قرصتها جيهان بخفة قائلة بمكر انثوي وعيناها تتلألأ بالآلاف من النجوم

- وصاحب المكان بردو

تنهيدة حارة كبحتها في شفتيها .. رباااه القرصان من هو ؟!

إن فعل كل هذا من أجل شقيقته ... ماذا عن حبيبته ؟!

تسللت ابتسامة ماكرة علي شفتيها الي ركن خبيث ظنت انها قضت عليه سابقا لكن هذا المكان يؤثر فيها سلبا وإيجابا

سلب أن قناعها الزائف يتصدع ... وايجابا لانها لاول مرة منذ سنوات الهجرة تشعر بالأمان والدفء الذي تنشده

مؤكد القرصان حينما يسقط في فخ الحب بقيدوه سيصبح عاشقًا مجنونًا .. من المؤكد سينال نجمة من السماء ليقدمها إلى معشوقته .

رفعت بعينها إلى جيهان ... لطالما تكره هذا من صغرها، جيهان رغم انها لا تتحدث معها كثيرا الا انها الوحيدة التي تستطيع أن تؤمن اسرارها ... وكيف تنسى انها من استطاعت ان تنقذها منه ..من ماضيها الأسود.

ابتسمت بلطف وهي تربت علي فخذها

- من اول ما بدأتي تشتهري يا جيجي محدش عارف يجيبك ولا يعرف مكانك

حتما ستجلب شادية .. اللعنة فريال تعود إلى طبيعتها هنا وتتصرف بأريحية شديدة ، مقابلتها لـ وقاص

هو رجل قليل الكلام لكن رجل افعال

رجل لن تستطيع مقابلته مرتان .. هيئته تبعث الوقار والخشية .. خشية من ماذا لا تعلم

لكن في وجوده تشعر انك متحفز ... متحفز لنشب عراك معه وحتما هو في النهاية الفائز.

رجل يبدو معتزا جدا بشرقيته وأهل منزله وهذا لا تجده كثيرا في فئته من الطبقة المهتمة بالمظاهر

استدعاها لانها بطريقة غير واضحة أنقذت ما تم انقاذه لشقيقته

أنقذت شقيقته وهو بهدوءه الذي يستفزها حاول سبر اغوارها

لكنها كحصن منيع لم تتفوه بشيء من الممكن أن تخسر حياتها هي الأخرى

يوجد العديد من المتربصين الذين ينتظروا أن تظهر لينقضوا عليها

أطلت جيهان النظر الي اظافرها المطلية بلون خوخي لتقول

- هتلاقيني دايما على الإنستجرام يا بيبي ... انتي عارفة اني من أشهر البنات علي السوشيال ميديا

تملك الملايين من المتابعين على جميع التواصل الاجتماعي .. ربما لأنها مثابرة .. مغامرة .. جريئة .. تحب استكشاف الأدغال وخفاياها .. التعرف على القبائل الهمجية .. تتوغل إلى مناطق وعرة.. تسافر مع فريقها إلى أي بقعة في العالم تثير بها غريزة الاستكشاف .. والاهم مسابقاتها الخطرة في سباق الدراجات النارية .

هي ببساطة النقيض لاختها شادية

ضيقت عيناها نحو جيهان لتقول بنبرة ذات مغزى

- ظاهريا بس يا جيجي .. بس مش كل الناس تعرف انك بمعلوماتك تودي ناس في داهية

عدلت من ياقة قميصها و نفضت تراب وهمي على سترتها السوداء الجلدية القصيرة لترد

- من دوني كنتي مش هتعرفتي تمسكي علي ال***** زلة

انقلب تعابير وجه فريال إلى 180 درجة ، عادت تلك الجامدة مرة اخري التي قابلتها مذ عادت للسفر .. ربتت على فخذ فريال وهمست بصوت هاديء

- انسيه

ياليتها تستطيع نسيانه .. انه كالمرض الخبيث الذي ينخر في العظام .. لا تستطيع نسيانه لانه يظهر كشبح في اي ركن هاديء .. يذكرها بخبث انه ما زال معلقا في جزء بائس من عقلها ... استمعت إلى نبرة جيهان الممتعضة

- بعد ارتباطك انتي وشادية قررت اني افضل اني ابقي single

مالت فريال براسها وهي تعبس بتساؤل

-فين الوسيم ؟!

تهجمت ملامح جيهان للجمود وردت بنبرة لامبالية

- وسيم وراه شغل كتير وعايزة اقولك بيقنع شادية انها  تغني .. الغبية هتشتهر في يوم وليلة على السوشال ميديا

قدمت لها الحل على طبق من الفضة وهي تقول

- معاكي فيديوهات ليها وهي بتغني

التمعت تلك الفكرة برأسها سرعان ما خفت البريق لتقول باستسلام

- لا بلاش .. مش هتسيبني

عضت فريال شفتها السفلى وهي تعلم ان غدا فيديوهاتها ستنتشر على كافة التواصل الاجتماعي .. من يصدق ان خلف الوجه الحسن عقل داهية كبيرة ، ستستفيد الحكومة منها كثيرا والمقابل كسب أعداء كثر وينتهي الحال بها مقتولة لكن ما تفعله هو عين الصواب .

تذكرت تذمرات شادية من تدخل وتحكم الحارس في معظم شؤونها لتقول

- والحارس؟!

اقتربت جيهان هامسة

- اري ان فيه نيران

أقرت فريال قائلة

- شادية عايزة اللي يديها على دماغها

- وانتي عايزة ايه ؟

تساءلت جيهان بصوت ناعم لترد فريال بصوت واثق

- القرصان

انفجرت جيهان في الضحك قائلة باستمتاع

- هنيئا لك به يا فيري

ثم ما عادت ملامحها للعبوس وقالت

- المستفز اللي اسمه نزار .. اول مرة اعرف ان ليه مطعم هنا ... مش بينزل من زوري وانا بشوفه بيحوم حوالين شادية

اتقصد الوسيم السوري ؟

التفتت إلي جيهان وقالت

- شامة ريحة غيرة يا جيهان

هزت رأسها نافية وهي تقوم من مجلسها قائلة

- اطلاقا ... عموما انا همشي عشان الحق السباق

تغار جيهان من اختها لانها رغم اختلاف طباعهما و هيئتهما الا ان شادية تسقط الرجال الذين يحبون أن ينهلوا من نبع البراءة التي بها على عكس جيهان التي تريد من يلجم افعالها المتهورة .. زفرت فريال بيأس حتما ستكون أيام ملتهبة إن رأت رجلين يحومان حول ابنتي خالها .

***********

جرس الفرن انبئها بنضج العجين .. التقطت منشفة وهي تخرج الكب الكيك من الفرن والرائحة داعبت بذاكرتها لأول وآخر مرة صنعت الكب الكيك لماجد بمناسبة عيد مولده ... وقتها كانت اقرب اصدقاءه كما يقول وهي تعتبره كصديق تائه يبحث عن ضالته

نادية صديقة عمرها من الاعدادية ... غياب والديها إلى بلدة خليجية للعمل وتركوها في منزل الجدة ترعاها وتلبي احتياجاتها .. توفت جدتها حينما كانت في الصف الثالث الثانوي ومرت بعدها بمرحلة بائسة ومحطمة حتي السنة الأولي من الجامعة .. وبعدها تغيرت .. معاملتها وجرأتها التي اصبحت مخيفة احيانا وملابسها التي اصبحت في طريقها للتحرر ، اصرت كثيرا لمعرفة ما بها والأمر ينتهي إلى حائط سد.

تأملت القطعة الاولي التي زينتها بقطع الكيوي التي تحبها نادية ... لتتذكر هجوم نادية الحاد ولأول مرة ومن اجل من .... من أجل رجل !!!

-ايه علاقتك مع ماجد

صاحت بها نادية بحدة وملامح وجهها الناضرة كساها الإجهاد وسواد اسفل جفينها جعلها تهلع بشدة ، تمتمت بصدق

- مفيش اي علاقة يا نادية وانتي عارفة كده كويس

كانت متوترة ... وخائفة ... يداها ترتعش بشدة حتي وضعت كوبي القهوة علي الطاولة ، التفتت الى رهف وقالت بصوت اجش

- رهف مش انا اللي تضحكي عليها بكلمتين

ابتسمت رهف وهي تقترب تحتضنها قائلة بنعومة

- اطمني انا معنديش اي حاجه من ناحيته ... ولو حسيت بأي حاجه منه هبعده

هدأتها ببساطة .. اعطتها المخدر الذي ترغبه .. مخدر تضطر أن تتجرعه علّ سلوكها الحاد يخف .. لا تعلم لماذا ماجد ترغبه بكل استماته وضراوة .. تري نظرات ماجد نحوها اللامبالية .. لما هي تتعذب طالبة وصاله وهو لا يعبأ بها حرفيا !!

اهذا الحب بكل حالاته البائسة .. اهي بائسة ليعطيها الفتات !!

هزت نادية راسها قائلة

- تمام

ثم اتسعت ابتسامتها بشكل مخيف ومذعر ... عيناها تحدق الي كوبي القهوة وكأنها طوق نجاتها لتقول

- عموما جبتلك القهوة من ايدي

ببساطة وحسن نية تناولت القهوة التي تجلبها دائما معها ... لطالما تشعر بتغير المذاق بين قهوة نادية وقهوة التي تعدها احدي الخادمات في المنزل ...لكنها نفضت كل شيء وهي ترتشف القهوة قائلة بامتنان

- تعبتك يا نادية

ردت نادية ببساطة وهي ترتشف قهوتها

- لا تعب ولا حاجه

سكنت ملامح نادية وهي تستفسر عن حالتها

- لسه اخوكي مجاش من السفر

هزت رأسها نافية وهمست بضجر

-بيقول انه وراه شغل مهم

- واخوكي التاني ؟

عبست ملامح رهف وهي لأول مرة تلتقط ذلك التلهف من نادية في صوتها وحركاتها المريبة لتقول

- نضال !! .. ده الوحيد اللي معرفش هو بيعمل ايه .. خناقات كتير بتحصل بينه وبين بابا لكن ميقدرش يستغني عنه هو برده عمود من عمدان الاساس في عيلة الغانم

هزت نادية راسها بعلامة غير مفهومة ثم التفتت إلى تجمهر بعض الشباب حول الفتاة اللامعة لتقول وعيناها محدقة الي الفتاة التي تختال بسيرها

- مش ديه جيجي ؟!

رفعت رهف بصرها والقت نظرة عابرة اليها وقالت بلامبالاة

- جيهان .. غريبة انها بتيجي الجامعة افتكرتها مشغولة بسفرها و شغلها علي السوشيال ميديا

صاحت نادية بحنق وهي تعصر بيدها الكوب البلاستيكي حتى انزلق القهوة الساخنة على يدها ولم تشعر بحرارته علي يدها كونها تشتعل من الداخل

- بجد مش عارفة لمت شباب الجامعة حواليها ازاي .. بجد متستحقش كل ده هي انسانه مغرورة

صاحت رهف بصوت قوي تنهرها بصوت حاد

- ناديااا

انتبهت علي القهوة المنسكبة علي يدها لتنزع يدها عن الكوب وهي تخرج محرم ورقي قائلة

- بفضفض معاكي

هزت رهف راسها وسحبت اوراقها و كشكولها وقالت

- عموما لو هتبطلي نميمة قوليلي علشان ورانا محاضرة .. وشكرا علي القهوة

في الوقت الحالي ...

نظرت إلى يدها التي تلطخت بالشوكولا و صوت زعيق يهدر بقوة خلفها ... الصوت الهادر يزداد قوته ووضوحا لتلتفت خلفها هامسة بنعومة الي وقاص الذي عاد من عمله وصوته القلق الذي يحتضن روحها

- رهف

رسمت ابتسامة باهتة علي وجهها قائلة

- وقاص

نظر الي يديها وقال بنبرة متسلية وعيناه مازالت تحدق نحوها برعب

- بتعملي ايه؟

طمئنته بعيناها وهي تتذكر ذلك الوعد الذي قطعته أمام نفسها ذلك الصباح ... ابتسمت بنعومة وحنين

- فاكر قبل ما تسافر كنت عملت كب كيك ليك .. انا حاسة اني مش لاقيه حاجه اعملها قولت ادخل المطبخ

شمر عن ساعديه وتقدم نحوها قائلا

- خليني اساعدك

عبست وتهجمت ملامحها وهي تنهره بشدة

- ابدا استني لحد ما اخلص

ذكرى قديمة تعبث في مخيلتهما معا وهما يستعيدا الذكرى بنفس الكلام والأفعال لكن المكان هو المختلف ... وقتها كان وقاص عائدا من عمله وهي تعلمت من الطاهية وصفة الكب كيك وقررت ان تصنعها له وراها هو حينما عاد رآها مليئة بالعجين من رأسها حتى أخمص قدميها .. صوت ضحكاته ما زال لها صدي في أذنيها حتي الآن.

رفع وقاص يديه مستسلما وبدي للحظة مرتاحا .. مسترخي بشدة

- هبص من بعيد

التفت الي الكب كيك التي تزينها وصاحت تنهره كأم

- عيني علي كل حاجه هعرف لو اكلت ايه من ورايا

كان يراقب شغفها وهي تزين قطعته .. وكأنها تضع قطعة من روحها في تلك القطعة

كان يظن ان المطبخ مجرد هوس ... لكن هذا الهوس تحول إلى هواية وإتقان وهو يراقب يداها التي تعمل بدقة وحرفية ادهشته ،التفتت اليه وهي تقدم قطعته هامسة بنعومة

- اتفضل .. زي ما بتحبها شوكليت بتدوب من أول قضمة

نظر اليها للحظات يحتضن عيناها بدفء قبل ان يقضم اول قطعه في فمه .. يتذوقها بتلكؤ

المرة الأولى التي تذوقها كان استبدلت السكر بالملح

وكانت متحجرة ومحروقة لكنه أكلها كلها

اكل جميع القطع التي صنعتها له .. لكن تلك المرة

أغمض جفنيه وهو يتأوه باستمتاع هشة كما يحبها وانفجار الشوكولا في فمه جعلته يعود الي مراهقته

فتح عيناه وغامت عيناه البلورتين وهمس بصوت اجش

- لذيذة ... ايه رأيك افتحلك مطبخ وتبدعي فيه

شهقت بسعادة وهي تكبح دموعها لتهمس بصوت هادئ

- لا صعب انا محتاجه اتعلم لسه ... عموما في وصفات كتير هجربها وانا هنا

اقترب يقبل جبهتها قائلا

- مش لازم تقعدي هنا في البيت ... فيه اماكن كتير برا حلوة ممكن تستمتعي بيها

علمت طلب شقيقها لتخرج من المنزل وترى الاماكن التي لم تلحق ان تراها وكله بسبب تلك المرأة بشعرها القصير .. هزت رأسها وصاحت بهدوء

- اكيد

****************

يحب جدا مراقبة الدخان الأبيض الذي يخرج من سيجارته

ليت كل المشاكل التي تأتيه اليه ركضا تتطاير كما يتطاير الدخان في الهواء

تختفي حتى لا يعد لها أثر ظاهري علي مرأي بصره ...

أرخى رأسه على مسند مقعده وعقله يتذكر مقابلته بالباشا صباح اليوم...

صاح الباشا كما يحب أن يلقبه قائلاً

-انت عارف بعد القضية اللي اترفعت عليك .. سمعتنا وسط السوق عاملة ازاي

ما زال في مكانه يحدق بشرود إلى نقطة في الفراغ .. اتسم الصمت للحظات قبل أن يرد بسخرية

- اعتقد انك اخر شخص تتكلم عن الموضوع ده يا باشا

زفر بحدة وقال بصوت جهوري

- دي مشكلتك لوحدك وانا هسحب ايدي من الموضوع .. عايزك تخلص من الموضوع ده بدون شوشرة

رفع نضال عيناه الي الباشا ، هو الوحيد في تلك العائلة الذي لم يرث زرقة عيونهم بل اكتسب لون عينيه من والدته .. حك ذقنه بطرف سبابته وقال

- اللي يشوفك كده ويسمع كلامك ميشوفكش وانت وقت ثورة شبابك بتعمل ايه ؟

عقد الباشا من حاجبيه وصاح موبخا

- ولد

ابتسامة ساخرة زينت شفتي نضال وهو يقول بنبرة ذات مغزى

- الولد كبر وبقي نسخة زيك بالضبط .. وفر كلامك ونصايحك لابنك التاني

رمقه الباشا باستخفاف وقال

- مش عايز اي مشاكل في الشغل

هز راسه بدون معنى وقال بصوت متهكم

- عمر ما كان فيه مشاكل في الشغل وقت ما استلمته

جلسس الباشا علي المقعد وقال بصوت ذات مغزى

- المحامي بلغني انك انكرت بوجودها والمحكمة قررت تعمل فحص DNA ، انت ممكن ....

انتفض نضال وهو يلتفت اليه صائحا بشراسة

- عايزني اعمل زي ما عملت يا باشا .. العب في نتيجة التحليل زي ما انكرت وجودي

ارتفع صوت الباشا وصاح هادرا بأسمه

- نضال

خبط نضال بكفه علي سطح مكتبه وضاقت عيناه بشراسة وهو يصيح

- مش هكرر نفس الغلط اللي كررته انسي

انتفض الباشا من مقعده قائلا

- انت مجنون انت عارف عملتك ديه ممكن تعمل ايه

رمق الباشا لثواني ... يعلمه انه لايريد ان يكرر نفس خطئه  لكنه سعي لذلك .. سعي ان يسير في نفس طريق الاب ، صاح بنبرة جامدة

- كان ساعتها عندك زوجة وطفلين بتربيهم .. انا معنديش حد اخبي عليه افعالي .. رغم اننا متشابهين يا باشا لكن فيه بينا اختلاف

رمقه الباشا للحظات لوهله رأي نظرة الصدمة في عينيه قبل ان تقسو عيناه وهو يغادر مكتبه محركا ذراعه بلا مبالاة

- براحتك

نعم هو يسير على راحته ... دعس عقب سيجارته في المطفأة والتفت يدلف الي غرفة النوم ليقابله فرح بملامحها الناعمة المفزعة لرؤيته قبل ان تهمس بهدوء

- نضال .. انا همشي

وخطت بسيرها إلى الباب للمغادرة ليوقفها بصوته الجامد

- رايحة فين ؟

التفتت اليه تحدق نحوه بتعجب .. سرعان ما ردت ببساطة مريبة لها

-البيت

وضع كفيه في جيب بنطاله وقال بجفاء

- الايام الجاية مش هطلبك كتير متقلقيش على الحساب

مرارة كالحنظل ابتلعتها بصعوبة ... يذكرها بعيناه .. بصوته ... بأفعاله أنها ما زالت عاهرة ... عاهرة باسم زوجه

اسدلت اهدابها تحاول ان تبتلع تلك الغصة التي كادت ان تخنقها لتهمس بصوت متحشرج

- تمام

هز رأسه وصاح بلا مبالاة

- اتفضلي

سارعت بمغادرة المنزل وهي تمتم بحرقة ودموعها تهبط باريحية

- ايامك قربت تنتهي

*******************

ستقص بدايتها ....

وكيف وقعت في مصيدته ؟

البداية لم تكن البداية

والنهاية ستكون أول بدايتها

هي لم تعلم أأسمها هو المشكلة أم هو نصيبها ؟!

ام فرحها مؤجل لوقت معلوم ؟!

هي لم تقابله بل لم تتطلع اليه ... كانت هي منشغلة في عملها الذي يسحب راحتها

نادلة بسيطة ذات ملامح ناعمة وجميلة وهذا الشئ الوحيد الشفيع لها لتستمر في عملها

من قال ان الطبقة المخملية حيث يوجد الأخلاق والمروءة بل هو على النقيض

لمساتهم المتحرشة تطعن انوثتها .. هي تعبت من العمل لكن المال هو الذي تحتاجه لعلاج والدها وتأمين حياتها

ربتت على تنورتها السوداء الضيقة ومالت تدلك بأناملها على نحرها ... التفتت إلى صديقتها التي قالت بصوت هادئ

-فيه مسؤولين كبار يا فرح .. اي غلطة مش هقدر اطلب من المدير انه يعديها زي المرة اللي فاتت

المرة السابقة حينما تحرش بها احد ابن المسؤلين الكبار ... المدير لم يستطيع سوي ان يلقي تحذير اليها بسبب ان والده يمتلك نفوذا كبيرة منعه من أخذ حقها .. زحفت الدموع زحفا وهي تتخذ طريقا للخروج ، عضت شفتيها وهي تهمس بصوت جاف

- متقلقيش

بلعت صديقتها ريقها بتوتر .. لتربت على كتفها وقالت بصوت مشجع تدب في أوردتها

- بالتوفيق

امسكت الصينية الموجهة إلى الطاولة المهمة .. هي كانت تقترب منه دون ان تعلم

عقلها كان سابح في مشاكلها وهو من بين الرجال في الطاولة رآها

جذبته بنظراتها الحزينة وسحنة وجهها الجامدة

جسدها الذي يتمايل بطبيعة انثوية رغم ملامس عملها ... كانت مختلفة عن النادلات في المطعم

اقتربت تضع طبق طعامه لتميل بجذعها واضعه الطبق امامه ... الاقتراب بينهما هو أدركه وهي كانت باردة .. بل غير عابئة تماما بما يحدث في الطاولة والنظرات التي تعري جسدها

نظرة ... نظرة واحدة واحدة ارضتها له وتجمدت مقلتيها وهي تري نظراته التي تحاول الوصول لشيء بها .. عادت بنظراتها الي الزبائن تري نظرة الرضي في وجههم لتبتسم بعملية متمتمة

- بالهنا

وعاد عقلها يعود إلى مشاكلها وهو بقي محدقا نحوها بشيء عجيب يراقبها تنتقل في أرجاء المكان بخفة وتترك اثرا بنغمات حذاء كعبها ... ضيق نضال عيناه وهو يرى شاب متهور يقترب منها وهي حاملة صينية مشروبات تحملها لطاولة ومن شرودها اصطدمت ليشيح بوجهه عنها يستمع إلى الصراخ من الشاب

- انتي عامية مش تشوفي قدامك

للحظات لا تعلم كيف حدث ... هي مجرد ثانية شردت فيها دون ان تراه .. بدت وحيدة مرتعبة والعيون مسلطة بطريقة مخيفة نحوها لتهمس بصوت مرتبك

- انا .. انا بجد اسفه

رفعت عينيها لتنظر الى ذلك الشاب ... انه نفسه الذي تحرش بها وهي امتنعت عنه ، ابتسامة خبيثة تسللت ثغره وهو ما زال يصيح بصوت حاد

- اعمل ايه بأسفك ده .. فين المدير

اقتربت صديقتها تتمسك بكف فرح والتفت اليه تكاد تكتم غيظها منه ... ذلك العابث حتما لن يتركها تلك المرة ، غمغمت بصوت ناعم

- بنعتذر جدا يا فندم .. اتفضل معانا نقدر نصلح المشكلة

هدر زاعقا بحدة اجفلت فرح

- نصلح ايه ... فين المدير هنا .. انا سكت مرة علي الموضوع ده

قدم المدير ينظر اليها بنظرة ذات مغزي قبل ان يلتفت لزبونه قائلا

- اتفضل يا فندم

والجملة التي انتظرتها جاءت

لقد فاز ذلك الغر عليها والمدير أصدر حكمه

- انتي مطرودة يا انسه فرح

بكل بساطة لمت متعلقاتها بهدوء شديد تكاد تحسد عليه ... وصوت صديقتها تهمس بنبرة معتذرة

- انا اسفه يا فرح والله حاولت كتييير

وضعت الثياب في المغسلة لتعدل هندام ثيابها البسيطة قائلة

- مش مشكلة

غمغمت الصديقة بصوت مشجع

- متقلقيش عندي معارف كتير هقدر ادورلك علي شغل في مكان تاني

ردت فرح بتعبير ساخر

- انا اكتفيت اني اشتغل هنا وفي الحالة دي

المعاملة هنا ليست آدمية بالمرة ولا ترغبها النفس السليمة ... الشيء الوحيد هو الذي يهدم ذاتها هي كرامتها التي جاهدت في المحافظة عليها ... تسرب صوت صديقتها بين زخم افكارها

- انا اسفه والله يا فرح

وانطلقت هي مغادرة من الباب المخصص للعمال .. وعيناها شاردة بتمعن شديد إلى الطريق الهادئ .. اقتربت عند بداية الطريق .. تحديدا عند المحطة لتستقل حافلة الي منزلها ، تهادي علي مسامعها صوت صديقتها وهي تهرول بقوة تمنعها من الصعود للحافلة

- فرح

عبست ملامحها بعبوس وتساؤل وهي تري ابتهاج ملامح صديقتها

- خدي الكارت ده

عبست بشدة وهي تطرق بنظرها الى الكارت وكأنه مصباح علاء الدين .. رفعت عيناها المتسائلين لتقول صديقتها

- واحد عارض عليكي وظيفة

ردت بسخرية ... تعلم حالات مشابه لتلك حينما كانت تعمل في المطعم ، حينما يمتلك الرجل نقودا يظن نفسه انه قارون !!

- وظيفة ؟

هزت صديقتها بملامح مبتهجة وهي تنظر للاسم الذي يلمع في الكارت دلالة على سطوة صاحبه

- ليه فندق كبير ومعروف .. عارض عليكي الوظيفة .. انتي تروحي هناك وتديلهم الكارت بتاعه ووظيفتك هتلاقيها مستنياكي

ظهر الانهاك والتعب على ملامح رهف وقالت

- انتي متأكدة؟!

رفعت صديقتها عيناها نحوها وعلمت ما يجول في ذهنها ... هي نفسها لم تصدق ما حدث منذ قليل حينما أتى رجل ببذلة سوداء يبدو انه حارس شخصي لاحد الزبائن يغمغم بصوته الاجش بكلمات مختصرة لرب عمله عن عرض مساعدة للتي فقدت عملها ... كانت ستثور في وجهه وتعنفه وقد تعرضت هي الأخرى لحالات مشابهه لتلك لكن ما ان حطت عيناها على الاسم حتى هدأت واستكانت ... اسمه لا يوجد عليه غبار رغم كثرة الشائعات لكنها من النوع الذي لم يبدي اهتماما لتسلم اذنها من الالسان التي تنهش في لحم الإنسان .

- انا عمري بعتلك شغل مشبوه يا فرح

امسكت فرح الكارت وبتردد همست اسمه وحاجبيها ينعقد بعبوس

- نضال الغانم

هو الداء والدواء

هو السم والعسل

هو الذي رغم تناقضاته الا انها استطاعت ان تظل ثابتة على أرضه المهتزة !!

***************

سارت الهوينا وهي تتفحص بشرود الى الطبيعة التي اصطنعها وقاص ..

برغم كل شيء الا انها لم يفت عليها أنه بات غامضا

غامضا بشكل أثار حيرتها وهي تقارنه بالمراهق المشاكس الذي يشتعل حيوية حينما كانت صغيرته .. هي فقط مسألة وقت وستأتي امرأة في حياته وستقلب كيانه وحينها سـ ... ينسيها !!

لا لن يفعلها هو ابدا !! هي ستغار فقط لكنها ستتمني سعادته ، عضت باطن خدها وهي تتسلح بأسلحة الثبات والقوة من اجلها واجله ... قاطعها خيال امامها يسد عليها الطريق لترفع بعيناها إلى صاحبة الخيال التي ابتسمت بنعومة

-صباح الخير

وأول المواجهة ستبدأ هنا

تلك المرأة التي تعلم عنها كل شيء تقريبا ... وهي لا ... شمخت برأسها وردت بثبات

- صباح النور

داعب الهواء وجه فريال لتتزين شفتيها ابتسامة خلابة وهي تقول

- الجو النهاردة حلو مش كده

لن تخدعها بالحديث المعسول ابدا

اقتربت بثبات ظاهري وقلبها يختض بعنف تحاول بطريقة بائسة .. مشفقة ، تعمقت النظر الى عينا تلك المرأة الداكنتين لتقول

- انتي تعرفيني من فين ؟

اعجبت فريال بثباتها الظاهري وردت بهدوء

- اعرف عنك كتير يا رهف

عبست ملامح رهف وقلبها يصدر طنينا في اذنيها لتستدير مبتعدة عنها حتى علا صوت فريال الهاديء

- متهربيش مني .. هتفضلي تهربي لحد امتي يا رهف .. من ذكريات عمرها ما هتمشي من عقلك ولا من كوابيس بتأنس وحدتك

شهقت رهف وهي تلمس بكفها على موضع قلبها .. استدارت ترمقها بقلق لتتدمر حصونها وهي تقول

- انتي ..

اقتربت فريال وهي تهمس ببساطة

- فريال ... اسمي فريال .. استنيتك كتير ومجيتيش صالتي .. تعالي في يوم صدقيني هيعجبك

ثم مالت لاذنها تهمس بصوت ناعم

- متستسلميش لاحلام وذكريات خلاص انتهت .. دوامة الماضي هتبلعك وصدقيني كل الناس بتتحرك وانتي لسه في مكانك ومحدش هيبقي حواليكي .. كل اللي معاكي دلوقتي مع العمر هينشغلوا وهتبقي انتي قاعدة في اوضة صحية وهيزروكي كل اسبوع لكن مع المشاغل هتبقي مرة كل شهر وبعدين مرة كل سنة

كيف قرأت افكارها ... كيف هي لتلك الدرجة مكشوفة أمامها ... معراة وهي بلا حول ولا قوة ... ارتعشت شفتيها وهمست بصوت مختنق

- انتي عرفتي ازاي

ربتت على ذراعها مؤازرة وداعمة في آن واحد

- مش غلطة انك تدوري على شخص يساعدك .. عارفة ان اقرب الناس خذلوكي بس الحياة كده دروس و لازم نتعلمها

نكست رهف رأسها وخذلتها دموعها أمامها .. امام المرأة التي تعلمها بطريقة مثيرة للذعر

لكنها تلمست بها شيء امن ... ان تعطيها مفتاح الأمان لتهذر بصوت مرتجف وجسدها يختض من الم الذكريات التي تمر أمام نصب عينيها

- اقرب الناس ليا باعوني .. اقرب الناس من ضمنهم نـ..

قاطعتها فريال وهي تبتسم بلطف

- رهف .. هستناكي تيجي الصالة بتاعتي بكرا

لا تعلم فريال كيف

ولكنها شعرت ان غدًا ستأتي رهف

وستبدأ فريال بوضع البيادق في اماكنها الصحيحة !!

*************

الغد هو النتيجة لاختبار الذي اقرته المحكمة حال نكران الأب ابوته لشمس

رغم انها الجانب الأضعف في تلك اللعبة لكن القوانين في صفها

القانون في صف الأم في حالتها البائسة ... تعلم انها ارتكبت خطئا جسيما أنها لاذت بالفرار حالما اكتشفت انها حامل منه ... هربت لانها تعلم ان من شروط عقدهما زواجهما للمتعة .. للمتعة الخالصة ، دون تعقيدات او عبئ لأحد الطرفين.

لكنها غبية لتجازف بالأمر ... لتكتشف ببساطة انه تركها حالما رأي لعبة جديدة يستطيع ان يحركها بخيوطه كيفما شاء .

يوم ان اخذت شمس للمشفى لإجراء التحليل لا تعمل لما اتصلت بماهر

هو رغم كل شيء ... الحامي ... هو المعوض عن اشياء كثيرة في حياتها

لكنها تستغله بكل حقارة وكل ذلك لانه يحمل مشاعر لا ينكر اخفاؤها.

عيناه رغم كل شيء بسخريتهما واللامبالاة الا انها لا تقدر على كتمان مشاعره الجياشة نحوها رغم عيوبها ونقصها ...

كانت ببساطة تستطيع ان تتزوج بماهر في الخارج وتنسب الأبوة لشمس

لكنها هزت رأسها رافضة لتسجله بأسمها هي ... لكن تلك الليلة يوم انهيارها في المشفى

خشت من مكيدة يصنعها نضال او عائلته .. اتصلت به واعطته الاشارة الخضراء وانتهي الامر ...

رنين جرس باب منزلها جعلها تبتسم ... ماهر اتي ولم يخذلها ... جرت وهي تنتبه لمنامتها الحريرية القصيرة كاشفة بسخاء عن منحنيات انوثتها المهلكة لأي رجل يملك دماء حارة .. فتحت الباب وقلبها يخفق بأثارة وثانية تبدلت ملامحها وهي تهمس بصوت مفاجئ

-نضال !!

كان مسترخيا جدا وهو يتسند بذراعه علي الحائط واهدابه ترتفع من اخمص قدميها العاريتين إلى منابت رأسها ، ملامحه الغير المقروءة جعل قلبها ينتفض هلعا بين جنبات صدرها وهي تواجه وجها لوجه

وجهه الحقيقي الغير المتصنع ... خافيا غضبه خلف ظلال عيناه الحالكتين وهو يغمغم بنبرة ساخرة

-مفاجأه مش كده ؟!

تقدم خطوة لتعود هي عدة خطوات للخلف بتعثر ... رباااه أنها ما زالت كما هي لم تتغير ، اتسعت حدقتا عينيها حينما رأته يتقدم بهدوء يغلق باب الشقة .

هي وهو بمفردهما مثل الايام الخوالي لكن الفارق أعوام وطفلة في المنتصف

طفلة تقف حجر عثرة في طريقه

استعادت رباطة جأشها وهي تراقب وقفته المسترخية ونظراته الغامضة يستر غضبه لتقول

-انت بتعمل ايه هنا ؟

انفلتت ضحكة خشنة منه ليمر بطرف إبهامه على طرف شفته وقال بنبرة هازئة

-بعمل ايه ؟ سؤال غريب موجه ليا يا ماريا

بالكاد حاربت ان تقف بثبات حينما نطق اسمها بشيء من الحسية والحميمة وكأنها ما زالت خليلته لتقول بنبرة مختنقة

-الناس هنا عارفة اني عايشة لوحدي يا نضال ووجودك هنا هيبوظ سمعتي

اقترب نحوها وأزال المسافة الفاصلة بينهما ليشرف عليها بطوله الفارع وضخامة جسده مقارنة بجسدها ليقول بنبرة

-اخر حاجه تتكلمي عنه يا ماريا هو الاخلاق ..انتي اخر واحدة تتكلم عنه

ما زال يسخر ويستهزأ منها

خرجت وحوشها من مكمنها لتظهر من عيناها المغويتين غضبا لم يراه قبلا وهي تصيح في وجهه هادرة

- اخرس خاالص

مال يراقب بتدقيق الي انفاسها الثائرة ليهمس بصوت ساخر

- حبيبك جاي من آخر البلاد علشان يشوفك

تشنج جسدها وهي تستمع تلك النبرة المخيفة المحذرة

يحذرها من التوغل إلى عمق غاباته مرة أخري كي لا تضل

همست بصوت خافت

- ماهر

هز رأسه وهو يجيبها بسخرية شديدة

- ايوا حبيب القلب

لحظات ليعود الثبات بدلا من القلق ... الصلابة بدلا من الذعر لتقول

- هتعمل معاه ايه ؟

ربت علي وجنتها يلمس نعومة جلدها قبل ان تشيح بوجهها عنه بشيء من القرف وهي تسمعه يغمغم بغموض

- قرصة ودن علشان ميتجرأش يبص لحاجه مش بتاعته

صرخت هادرة في وجهه

- بس انا مش ملكك

رد بثبات ظاهري

- أي حاجه ملكتها يا ماريا بيفضل طول عمره ليا

تجلدت .. تجلدت وهي تصنع الانتفاضة للمرة الاولي بكل عزيمة

جاءت متأخرة لكن ان يأتي متأخرا افضل من الأ يأتي !!

وقبل أن تجيبه وهي تجابهه بنفس اسلحتها التي يستخدمها في معركتها

تهاونت

تعثرت

تراجعت حينما استمعت الي صوت ماهر الثائر الواقف عند مقدمة المنزل وهيئته لا تبشر بالخير اطلاقا

سيحدث معركة وستنتهي بموت أحدهما

صرخ ماهر بصوت كاد أن يحيي الموتى من قبورهم وهو يتقدم بهياج نحو نضال

-انت بتعمل ايه هنا يا حقير !

يتبع ...

Lanjutkan Membaca

Kamu Akan Menyukai Ini

302K 14K 42
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
764 140 6
يقودنا القدر حيث نسير بخطى في دروب الحياة الواسعة نلتقي باشخاص نعتبرهم في البداية اغراب عن حياتنا البسيطة ليحتلوا القلب وتتحول نبضاته تتسارع لتدغدغ ا...
280K 14.1K 26
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
3.2M 25.9K 10
Top Highest Ranked #1 IN Romance Top Highest Ranked #1 IN Jealous هو رجل غربي من الطراز الأولى أما عنها فـ هي إمرأة شرقية .. أضداد مختلفة ولكن م...