مسابقة «أسوة» - ٢٠١٩

De ArabicSpring

89.2K 5.6K 9.7K

مسابقة أسوة هي فرصةٌ عليكَ اغتنامها لتترجم أحلامك إلى واقع، ولتنهض بالأدب العربي إلى حيث نجد العظماء... Mais

انتظرونا...
أسوة- يوم الانطلاقة
آلية التقييم
الفعالية الأولى- شعر وخاطرة
الفعالية الثانية - جمال الوصف
الفعالية الثالثة- المبدع
الفعالية الرابعة- الناقد
الفعالية الخامسة- المُصمم
الفعالية السادسة- اللغوي
الفعالية السابعة- الرّسام
الفعالية الثامنة- المُترجم
فصل خاص- كواليس تقييم أسوة
مسابقة خيار الجمهور
الفعالية التاسعة- المُلقي والمغني
الفعالية الأخيرة- المُحقّق
دعوة لحفلة صوتيّة
حل لغز المُحقق
جوائز ومراتب أسوة
إعلان الفائزين- القائمة الطويلة -1-
إعلان الفائزين- القائمة الطويلة -2-
إعلان الفائزين- القائمة الطويلة -3-
إعلان الفائزين- القائمة الطويلة -4-
إعلان الفائزين- القائمة الطويلة -5-
الفائز بخيار الجمهور
إعلان الفائزين- القائمة القصيرة -6-
إعلان الفائزين- القائمة القصيرة -5-
إعلان الفائزين- القائمة القصيرة -4-
إعلان الفائزين- القائمة القصيرة -3-
إعلان الفائزين- القائمة القصيرة -2-
الفائز بلقب أسوة 2019
الاختتام

إعلان الفائزين- القائمة الطويلة -6-

3K 136 227
De ArabicSpring

نرحّب بكم في آخر فصلٍ من استعراض نتائج القائمة الطويلة. متحمسون لمعرفة الروايات في القائمة القصيرة؟

  -بالمناسبة الفصل جاهز منذ مدة لكني انشغلت بتخطيط مفاجأة للفائز باللقب ونسيت أمره😁-

في كلّ مرةٍ يسألني البعض ذات السؤال تتملكني لهفة الإجابة؛ لماذا كل هذا التمسك بالربيع العربي؟

وليست إجابتي إلا سهلةٌ معقدة في آن واحد، كلمة واحدة تلخص مشاعر متصادمة هي "الانتماء"، أشعر بانتمائي لهذا المكان بكل جوارحي وأفكاري وأحاسيسي وكأنه عالمٌ منشطر عن هذا الذي نحياه، فيه تركيبة اجتماعية، ثقافية، سياسية وفكريّة عجيبة متنوعة.

أنتمي لهذه اللغة التي جمعتنا؛ اللغة العربية وأحبّ وقع الكلمات والحروف بها. أنتمي لهذه المجتمعات الشرقيّة ولي الفخر رغم الكثير من التحفظات أنني جزءٌ من هذه الأمة التي أثبتت صمودها ضد الطاغين والمستبدين.

نتمسك بهذا المشروع لأن لدينا غاية، غاية أسمى وأرقى من أن ندير ظهرنا لها وهي أهم وأغلى من أن نتجاهل كيانها وضرورتها...

نطمح لخلق ثورة، ثورة كما ثورات الربيع العربي سواء كنت مؤيدًا لها أم رافضًا، أما الفرق الجوهري هو أن ثورتنا فكريّة ثقافيّة، نُحارب الظلم بالعلم والأدب والمعرفة لا بإراقة الدماء.

ها هوَ الربيع العربي الحقيقي يتجّلى ولهذا نحنُ هنا، بفضلكم وبفضل دعمكم وعزيمتكم ❤

الربيع العربي هو ملاكٌ حارس وبين فائزي اليوم حارسٌ آخر، ننتقل الآن لنعرفكم به...

هل سيكون قادرًا على لعب دور الدرع والحارس؟ تخبطات الحب ولمسة الخيال الحائرة مع عالم الأميرات البعيد، يتجسد على هيئة الرواية الفائزة في القائمة الطويلة، رواية سنّمار درع لينور للكاتبة المبدعة tofy701

نقد الرواية :

"اسرق ما تشاء" من يعرف ملاكًا صغيرًا تخصصه السرقة والاستيلاء على جهد وممتلكات الآخرين؟  شيطان متنكر بقناع بابا نويل؛ أمر يجعلنا نغضب، نثور، نحد سكاكيننا استعدادًا لعمل فني بجسده؛ ولم تكد تصله حتى نقرأ باقي الجملة "طالما هي أمور حسية" فكبحنا أنفسنا، رضينا بالسرقة طالما هي للعيش، ليسرق طالما لن يؤذي أو يضر أحدًا.

كان الشعار كافيًا ليجذب القارئ حتى يبحر بين حروف هذه الرواية، وبالتالي مقدمة مثيرة للاهتمام والفضول، ابدعت بشدالقارئ نحوها لكونها غير تقليدية ولا روتينية مملة، تقدم القارئ منجذبًا نحو معرفة السبب في تعليم الطفل ذلك؛ نجد أنفسنا في ميتم قديم بسقف خشبي تتسلل المياه من خلاله ورائحة المكان من الداخل عفنة ورطبة؛ ميتم كهذا يمكننا تخيل كيف يعيش الأطفال فيه.

كل شيء بدا طبيعيًا من نهوض الأطفال وحصولهم على حساء رديء الطعم وجلوسهم لتناوله، حتى فتح الباب بقوة ورمي أحد الأطفال منه، والذي تم وصف نظراته بالحادة فتبديه كشخص شرير ومخيف!

سقوط الطفل أرضًا واستعداد بقية الأطفال لسماع ضربات السوط على ظهره، أوضح لنا أنها لم تكن المرة الأولى، وأنه متمرد حاول الهرب مرارًا؛ ثم يظهر لنا أن الطفل معتاد على معاقبته بشكل مبالغ به وأنه لم يقتصر على الضرب وحرمانه من الطعام؛ لمَ تتم معاملته خلاف البقية؟ ولمَ يتم عقابه بمبالغة وتصرفهم معه قمة في الحقارة؟ هل فقط لأنهم التقطوه وقد كان طفل بكاء للغاية ومزعج جدًا لدرجة جعلت الجميع يكرهه؟ لا سبب مقنع حقًا، فجميع الأطفال هكذا.

وبسبب تعاملهم هذا أدوا لنفور بقية الأطفال منه عدا ثلاثة منهم، لم يكن ذلك جيدًا لتلك الفتاة مما جعلها تلقي بكلماتها عليه حتى تبعد الأطفال عنه، ظاهريًا كان غير مهتم لكن حقيقة لا ريب بأنه انزعج.
كان من الواضح أن ما يحصل معه يحطمه فهو لم يرغب خسارة رفاقه المتبقون؛ بالنهاية يظل طفلًا في العاشرة فمن البديهي أن يتأثر ويحزن بسبب هذا، تعاملهم كان سببًا بتغير شخصية الصغير وزيادة عنفه وقوة تحمله رغم كونه طفل إلا أنه يتحمل ما لا يتحمله معظم الشباب، سردٌ توضح من خلال جانب آراش النفسي.

ثم نصل حيث انهار الميتم وهرب الجميع للقرية بحثًا عن مأوى فكانت الأولوية للأطفال الرضع ثم الصغار إلى آخره، في حين أن من بقي هما آراش وفتى بعمره، كيف تكون الأولوية من الصغر فيسقط آراش ورفيقه من الترتيب وصولًا للبالغين؟

وحين يجدان منزلًا يأوي أحدهما، تعرض آراش للخيانة من قبل الفتى الذي يرافقه؛ فيحصل هو على المنزل بينما آراش بقي في الخارج وحده؛ لم يكن الحقد والكره مقتصرًا على البالغين بل انتقل كالعدوى إلى الأطفال كذلك.

يجتمع من جديد كل من ينتمي للميتم وينتقلون بحثًا عن ميتم آخر، فيظهر لنا جانب من آراش جعله مميزًا عن البقية فهو يستمتع بأبسط الأمور طالما لا ترتبط بالمربيات فهذا يدل على نضجه وانعدام رغبات الطفولة الأنانية لديه.

ثم يشعر الطفل بالخيانة مجددًا لكن هذه المرة من قبل المربيات فهن يردن مقايضته للتجار مقابل إيصالهن، يجعلنا هذا نشارك آراش ذات التساؤل، إن كانوا يعتبرونه عبئًا ثقيلًا عليهم لمَ يعيدونه في كل مرة يحاول الهرب من الميتم؟ ألم يكن مصدر إزعاج لهم؟ ألم يكن لهربه أن يوفر عليهم الطعام؟

‎هذه المرة تمكن هو من الهرب ووصل للمدينة التجارية، ولأنه لم يجد طعامًا أو مكانًا يأويه سقط أرضًا بعد تعرضه للضرب نتيجة سرقته لقطعة من الخبز، لا يزال رغم هربه يتعرض للضرب بقسوة، أي حظ متفحم يملكه هذا الطفل؟

‎استيقظ على نداء رجل يبدو فقيرا من ملامحه لكنه مع ذلك بجسد صحي، يملك نظرات ثاقبة تدل على أنه متأهب لأي أمر يهدد حياته؛ وصف الكاتب جعل القارئ يشارك آراش الفضول والتفكير حول هذا الرجل وهويته.

‎كان الصغير مترددًا حول سؤال الرجل عن اسمه، لكن لم يكن للخوف مكان بعد مشاركة الرجل الحوار مع آراش وصولًا لقص الصغير قصته بالكامل على جيك، وأنه التقى برجال ساعدوه وعاملوه جيدًا حين كان ينتقل معهم بعربتهم؛ فاتضح للصغير أنه ومثلما هناك أشخاص سيئون هناك الجيد منهم.

‎تفرق الاثنان وبقي آراش يعمل هنا وهناك بأعمال تناسبه كدفع الصناديق وغيرها، خلاف قريته الصغيرة هو يجد العمل هنا فالمدينة كبيرة وبها أعمال كثيرة ومتنوعة.

قفزة زمانية بدت غامضة في بادئ الأمر للقارئ، ظهور سنمّار وانزعاج التجار من سرقاته دون رؤيته أو القبض عليه؛ عرف بكلمة سنمار التي يضعها مكان أي شيء يسرقه.

وما زاد من انزعاج التجار هو أمير المدينة التجارية، فهو لم يأمر رجال الشرطة بعد بالقبض على سنمار، فقط لأن سرقاته ليست في غاية الأهمية وأن هناك ما هو أهم؟ سرقة الأموال والمجوهرات والحلي والأحجار الكريمة، ألا تعد جريمة حتى لو كانت نادرًا ما يسرقها؟

فيظهر لنا شاب الثامنة عشر ولقاؤه مع الخباز وابنته وتلقيه معاملة حسنة ولطف بالغ الأدب، لكن الحقيقة الكامنة داخل الشاب أنه لا يزال حاقدًا على الرجل منذ صغره، إذ أنه رفض أن يعطي آراش قطعة من الخبز وهذا يرينا جانبًا واقعيًا ومنطقيًا من الشاب.

ثم يتوجه آراش مع غنيمته نحو الغابة وصولًل لمنزله بين الأشجار، ثم يخرج من مخبئه وعاء فخاري محكم الإغلاق بسدادة خشبية يحوي فراشتين نادرتين وينقلهما لزجاجتين منفصلتين مغلقتين كذلك؛ كيف للفراشتين أن تبقيا على قيد الحياة دون تنفس؟ لمَ لم تموتا بعد؟

بعد ذلك يتبين لنا أن بقية الغنيمة أمور لا يحتاجها آراش فيذهب لبيعها لبعض المدن البعيدة، يعبر طريق غير الطريق المؤدي للمدينة التجارية لأنه حذر من كشف هويته كسارق؛ لكن عملية البيع تحولت إلى نهب حين وجد عربة الفتاة أمامه والتي ظن أنه لن يلتقي بها مجددًا، عدا أن القدر ربطهما معًا بأحداث ومشاكل لم يكن يتخيلها.

حصل آراش على ما يكفيه ليعيش شهرًا من بيع الصندوق، وهذا يفسر سبب اختفاء سنمّار بين الحين والآخر؛ بدأ يومه بالتدريبات المعتادة لكنه لم يلبث حتى شعر بوجود من يقترب منه، وأخافه ليبتعد مسافة عنه؛ خمن أن المعني درع وإلا كان قد شعر به مبكرًا، واقتراب الدرع منه لم يكن عبثًا بل بدأت معه مرحلة جديدة من حياة آراش بعد أن قرر الدرع خطفه.

وبعد أن خطفه الدرع وجد نفسه في قصر فخم أمام أمير يطلب منه أن يكون درع لمعشوقته، أكرمه وضيفه وأحسن معاملته وتدريبه وتعليمه، ثم أوكل له مهمة تنكرية حيث يرافق معشوقته بصفته خادمه لمدينة أخرى، أعترض آراش كثيرًا فهو يفضل الحرية على أن يكون درعًا لأحد بناء على ما قاله معلمه له، مما يجعلنا نتساءل ألم يكن جيك معلم آراش درعًا في السابق؟ إذًا لمَ لا يريده أن يكون كذلك؟

لم تكن لينور موافقة على وجود آراش قربها، تتصرف معه بعلو وتكبر وتتجنبه، لكنها في لحظة ضعف تلين ولا تجد غيره شريك لشرب الشاي بحجة الملل... لينور تتمثل بالكنز الذي يتقاتل الأبطال عليه، تتمثل بشابة تمتلك كل مقومات الجمال بشخصية طفولية أنانية ومدللة.

لو فكرنا قليلًا، كيف للأمير ميرزا أن يأتمن درعًا مشردًا وسارقًا على معشوقته طوال الرحلة؟ بل كيف قبلت لينور أن يكون المشرد درعًا لها؟ حتى وإن عنى ذلك وجود درع يعني عدم الثقة ببلاد الأمير بروسبيرو وكسر السلام بين المدينتين.

تلك المعاهدة بين المدينتين مهمة لدى الأمير ميرزا من أجل مدينته، لكن من أجل معشوقته أيضًا هو سيغامر وسيرسل معها درعا غير رسمي ليحافظ على المعاهدة وليطمئن أن لينور بأمان؛ ومن هذا يتبين لنا أن ميرزا ليس مجرد أمير يخاف على عشيقته بل هو عاشق ومتيم بحب لينور، حنون بشخصية لطيفة.

انتهت أيام التدريب الثلاثة وكانت متعبة لآراش أكثر من تدريبات معلمه، بدأت الرحلة كما خطط لها الأمير ميرزا داخل العربة لينور ودرعها آراش بهيئة الخادم، دون وري يقودان العربة؛ كان الشاب يسترجع ذكرياته بينما لينور نائمة بعمق شديد، يظن القارئ هنا أن لينور مصابة بمرض ما، فمن الغريب أن تنام بعمق هكذا داخل العربة كما أنها فعلت هذا أيضًا حين هجم عليها قطاع الطرق قبل أيام.

بات آراش بالقرب من لينور كثيرًا، للحد الذي جعل من وجهه يحمر حين تقترب منه، ومن تسارع دقات قلبه، مشاعر لم يفهمها آراش مطلقًا، كما أنه قدم لها إحدى الفراشتين دون تردد، لتضيء دربها في الغابة؛ فتبين لنا أن المشاعر تقود المرء وترخي حذره، فالفراشتان كلفته سنتان حتى يحصل عليهما، أمر كهذا نادر يصعب التنازل عنه بسهولة.

يتضح لنا سبب نوم لينور العميق وهو أنها لا تحتمل حركة العربة واهتزازها فهي تسبب لها الغثيان، فيتبين لنا معرفة آراش بطريقة إزالة هذا الشعور فقد سبق وحصل له نتيجة الجوع والتدريبات الشاقة مما جعل معلمه يخبره بكيفية إزالتها.

ضميرها يمزق صدرها وشعور غير مريح يحيطها، دافعه صراع داخلي بينها وكبريائها، كيف لها أن تعامله بكل تلك الفظاظة وهو يعاملها بعكس ذلك؟ دور جيد لعبه الصراع الداخلي بها لعلها تغير من تعاملها معه؛ فعلى الرغم من طول لسانها وتسلطها فهي في النهاية ليست سوى شابة ضعيفة لا حول لها فمجرد دوار الحركة تسبب بانهاكها تمامًا، تصرفاتها الفظة ليست سوى لإخفاء ذلك.

أحاديث منوعة دارت بين آراش ولينور، وفضول يثار من قبل الفتاة لمعرفة المزيد عنه، نتج عنه بالمقابل معرفتنا بعلاقة الأمير ميرزا بلينور، كذلك بعض المعلومات عن أسرتها.

ليسأل آراش بسؤال آثار فضول القارئ، الاختيار بين بقاء من تحب على قيد الحياة لكنه قد رحل دون عودة أو أن يرحل إلى السماء، وكان جوابها نقيض لجوابه فهو يفضل أن يموت من يحبه على أن يكون بعيدًا عنه؛ يكمل القارئ وهو راغبًا بمعرفة سبب اختيار أراش للموت على البعد.

يظهر لنا من خلال لعبة الأسئلة مع لينور أن آراش لا يحب معلمه، ما الذي حدث خلال القفزة الزمنية ليكره آراش من دربه على مهارات الدرع؟ وما الذي جعل المدرب يختفي تاركًا خلفه فتى الميتم؟

يستغرب القارئ من مدرب آراش إذ يظهر لنا من حديث الفتى أنه مدرب غامض يتصرف بتصرفات غير مفهومة ويدربه بتدريبات قاسية؛ فيكمل القراءة على أمل أن يعرف المزيد من حياة آراش مع مدربه.

يظهر الانزعاج على القارئ بسبب تكرار الوصف والمبالغة به، وتكرار بعض الكلمات مثل كعكة القشدة في رحلة لمهرجان المدينة؛ على الكاتب أن يتجنب هذا التكرار فهو يصيب بالملل ويجعل القارئ يتجاوزها.

نرى أن الأحداث بدأت تظهر ميل آراش نحو لينور دون أن يدرك، مسح دموعها، إزاحة خصلاتها، مراقبتها طويلًا والخجل من ابتسامتها؛ حصلا على الكثير من المرح حتى شربا من عصير البرتقال أمامها، رغم تسلل نكهة غريبة إليه إلا أنهما واصلا شربه؛ ومن هذيان لينور بكلمات غير مفهومة يتضح لنا ولآراش ماذا كانت تلك النكهة.

لم يتأثر آراش لأنه معتاد على الشرب مع معلمه، ألا يفترض به أن يكون مدرك هوية تلك النكهة منذ البداية بما أنه معتاد على الشرب؟ وأيضًا ألا يجعل هذا من مدربه سيئًا؟ فكيف لطفل لم يبلغ سن الرشد أن يشرب؟

لا يزال يستوعب ما حوله ولكن ببطء، حمل لينور ليكمل مهمته ويعيدها حيث العربة، أخذ الشراب يؤثر على وظائف دماغه رغمًا عنه، نتج عنه استراق النظر إلى الفتاة النائمة بين ذراعيه، وقبل خطوات قليلة من العربة استسلم للأفكار الغريبة التي سيطرت على عقله.

يريدها دومًا بقربه ‎يسرقها كما يسرق دومًا، أن تكون من ممتلكاته كبقية مسروقاته، تجاوز العربة بعد تذكره لمسرحية رومانسية وتأثره بها.

وحين شعر بعقله بدأ يعود نتيجة لعطاس باغته، رأى أنه قد ابتعد عن العربة، شعر بالندم على ما كان قد فعله، ما كان قرار سرقتها إلا غباء منه، لأنه قرر أخذ ما هو ملك للأمير ميرزا بعد أن عامله جيدًا.

عندما قررت لينور الإجابة على سؤال آراش الذي تساءل عن سبب كونها عشيقة الأمير ميرزا وليست خطيبته، قررت أن تحكي له قصة عن نفسها ووصلت إلى الحد الذي تحدثت فيه عن السارقين، وتوضح مدى كرههها لهما؛ حديث لينور عنهما جعل آراش يمر بصراع داخلي فهو خجل من فعلته وليس نادمًا عليها في نفس الوقت، خجل لأنه لا يريد أن يبدو بصورة سيئة أمامها لأنه يحبها.

هذا سبب غيرته التي ظهرت وانزعاجه من تعامل الأمير مع لينور وهذا ما جعله أخيرًا يفهم مغزى كلام مدربه، حين أخبره ألا يسرق أمور معنوية لكن لينور سرقته أولًا ولا يمكنه رد السرقة لشخص يحبه كثيرًا؛ سرقت قلبه لكن لا يمكنه سرقة قلبها فالأمير سبقه وحصل عليه.

يظهر لنا منزل لينور الفارغ بعد وصول العربة للمدينة السياحية، فيتبين لنا أن والدها قام بشراء المنزل حتى يستريح به كلما زار المدينة التي يحبها.

وبعد تبادل في منزل لينور اتضح لنا سبب كرهها للسارقين، إذ أن السارق يسرق جهد والدها الذي تعب في صباه حتى يكون تاجرا معروفا.

يصل آراش لنقطة مهمة وهي أن لينور لا تعلم بكونه سارق لذا احتفظ بوجهة نظره التي تخالف وجهة نظرها بشأن السارق والتجار، فهو لا يريدها أن تحكم عليه بالسوء لأنها لن تفهمه مطلقًا.

لقاء الأمير بروسبيرو في الحفل مع لينور وآراش أوضح للقارئ مدى التوتر والانزعاج الناتج بينهم، وقد تبين لنا أن بروسبيرو تقدم لخطبة لينور من والدها وأن موافقة والدها على الدعوة من أجل أن تعطي لينور فرصة لبروسبيرو وتفكر بجدية.

كان لتصرفات لينور اللطيفة مع آراش مؤخرًا أثرا سلبيا على الشاب، إذ أنه بات منزعجا وغاضبا بسبب قرب الأمير بروسبيرو من لينور ومحاولاته ليكسب قلبها... شعر آراش بانعدام فرصته أمام الأمير خاصة مع جماله الأخاذ وملامحه الوسيمة رغم شخصيته عديمة المسؤولية والحمقاء بينما آراش بملامح عادية بالنقص وشخصية متمردة دائمة الشجار.

وبداية لموجة من الصراعات أتى الأمير بعد الانتهاء من الحفل يطلب من لينور أن تبيت الليلة في قصره بحجة أن الوقت تأخر؛ فتظهر لنا وجهة نظر آراش نحو الأمير بروسبير، في الحفلة كان لطيفا وعند الشرفة تحول إلى شرير ونهاية الحفل كان أحمقًا، شخصية متناقضة تثير تساؤلنا.

يظن القارئ أن غاية الأمير سلامة الفتاة ولم يتوقع ما يخطط له بروسبيرو؛ وبعد منتصف الليل يشعر آراش بالقلق على لينور من الأمير فيذهب لتفقدها، فيصل لها بعد مساعدة من كارما خادمة الأمير المطيعة هذا ما فهمناه؛ فتترك آراش مع سيدته وتغادر.

يمضي الوقت والأحاديث تدور بينهما وسرد تفاصيل عن الفراش المتوهج بالزهري المسمى بالعاشق، أثار فضولنا مع لينور عن سبب تسمية هذا الفراش بالعاشق وقبل أن نعرف ذلك، يتم الهجوم من قبل الخاطفين الذين تمكنوا من آراش وخطفوا لينور.

تتسلل لنا الأحداث حتى وصلنا لبداية الذروة مع خاطفها، حيث تبين لنا أنه لم يكن الخاطف الأول، كان بروسبيرو قد أمسك بالخاطفين وحين علم غايتهم ضاعف المال لهم لهدف واحد وهو أن يتم خطفها ويأتي هو بدور الفارس البطل وينقذها من قبضتهم؛ دليل على كون الأمير غير مسؤول ومغفل، فمن ذا الذي سيثق بالمجرمين؟

ثم يتبين لنا أن ما حدث لم يكن بالحسبان بالنسبة له، وحصل على غدر من الخاطفين الذين تبين هدفهم هو خطف لينور ونقلها بالسفينة وبيعها بطلب من الخاطف الأول؛ أجاد الكاد تسلل الأحداث مما زاد من حماسنا لمعرفة ما سيحدث، هل سينقذ لينور ويصحح خطأه؟ وإن حصل كيف ستكون ردة فعل لينور؟ والأهم من هو الخاطف الأول الذي أتفق مع اللصوص؟ تساؤلات عديدة أجوبتها بين سطور الرواية، نكمل القراءة بحثًا عن الأجوبة بكل شغف.

يظهر لنا أخيرًا أن الفراشتين ذات نفع حين استخدم الدرع إحداها لإيجاد لينور داخل الكهف، ولأنها كانت نادرة تسببت في تشتت تركيز الخاطفين مما سهل لآراش أن يهجم عليهم ويخرج لينور من أعماق الكهف.

بعد هرب آراش ولينور من الكهف يظهر لنا الكاتب صراع آراش الداخلي بإخفاء حقيقة الأمير بروسبيرو عن لينور، كل ما يهمه هو كيف يحميها منه؟ وأنه حين يلقاه سيلقنه درسًا على فعلته؛ لكن حين وجدهما بروسبيرو اتحد آراش معه ضد الخاطفون ترك رغبته في ضربه من أجل معشوقته التي خطفت قلبه قبل أن يخطفها المجرمون؛ هل عليه أن يثق بالأمير مجددًا ؟ وهل ستكون لينور بخير مع بروسبيرو؟ والسؤال الأهم أين هو درع الأمير بروسبيرو؟ ألا يفترض أن يملك واحدًا؟

يمضي آراش بحثًا لإيجاد وسيلة الخلاص، وفي أثناء بحثه يجد سفينة ظن أنها للقراصنة فقرر اقتحامها، ليقابل الرجل البدين زعيم العصابة وسمع اشاعات عن الأمير ميرزا، اشاعات تنص على أنه من أتفق على اختطافها؛ لم يكن آراش وحده من صدم بسبب ما قيل له عن أن الأمير ميرزا بل كان القارئ كذلك، كيف يكون الأمير اللطيف هو الخاطف الأول وهو من استأجر الخاطفون ليخطفوا معشوقته، ما غاية ميرزا من هذا؟ ليس جبان ليثبت لها أنه بطل، إذًا ما سبب فعلته ؟

يعود درع لينور بعد ظهور صاحب الشعر الطويل وأسره للأمير بروسبيرو ولينور في القلعة ويكشف لنا حقيقة الفراش العاشق، إذ أن كل درع يملك زوجين من فراش الڤيڤيلتري واحدة مع الدرع وأخرى مع الشخص الذي يجب عليه حمايته، فحين يريد الدرع إيجاد الشخص المحمي يطلق فراشته التي تقوده مباشرة لتوأم روحها الفراشة الأخرى، إضافة جميلة من الكاتب فلم تكن الفراشتان عشوائية أو ذات نفع بسيط.

بعد وصول آدم درع الأمير ميرزا إلى آراش ولينور، واجهه آراش بغية حماية لينور من ميرزا بناء على ما قاله الرجل البدين، نتج عنه شجار مع آدم وهروب آخر لآراش حاملًا معه لينور؛ كان يواجه حرب بداخله فلعبة الأمراء تلك أكبر منه، أوصل الكاتب شعور القلق والتوتر الذي يمر به آراش للقارئ؛ صراع داخلي يشتد فيه مع تأثير من صراع خارجي كل ذلك جعل المسكين آراش لا يستعمل عقله بحكمة.

شخصية جديدة تظهر لنا يصفها الكاتب بالحزم والقوة والقدرة على حل هذه الفوضى بسرعة ويسر، ظهور فيكتور بشخصية مختلفة عن شقيقه الأصغر بروسبيرو يبعث الراحة بداخل القارئ، وأخيرًا سنتمكن من معرفة من وراء هذه الفوضى، هل هو ميرزا أم بروسبيرو؟ صراع الأمراء لن يكون درع مثل آراش قادر على حلها، يجب أن يكون الأمير فيكتور، يتابع القارئ فيكتور وهو يقوم باستخراج المعلومات من زعيم العصابة.

بعد عودة الأمير فكتور وطلبه بالبحث عن الأمير بروسبيرو وميرزا خشية أن يختطف أحدهما ويهرب الأخر وطلب التعامل بصرامة مع ميرزا لو رفض وهذا ما جعل القارئ يوقن باحتمالية تورط ميرزا حقًا... عثر على بروسبيرو وما إن علم بقدوم أخيه وطلبه عودته حتى انتفضت أوصاله ذعرًا مما جعل القارئ يشك، لمَ هو يهابه لهذه الدرجة، ما نوع العلاقة بينهما، بل الأمير فيكتور على ثقة أنه قد يسبب كارثة فما الذي حدث في السابق ليوقن هكذا؟

بوجه مليء بامارات القلق بدا ميرزا، يود العودة دون التورط أكثر بالفوضى، كل تصرفاته تثير شك القارئ وتؤكد شيئًا فشيئًا تورطه في هذه الكوارث؛ ملامح شبه ميتة ملونة بكل تدرجات ألوان النزيف، ليس معتادًا على كل هذا الضغط النفسي والضياع وبالتأكيد على خليط المشاعر الحائرة هذه، لطالما كان طريقه مستقيمًا وكذلك مشاعره لكن ما يحصل الآن أبعد ما يكون عن الاستقامة، كل مرة يحاول إيجاد عذر لميرزا من أجل حب قلبه لينور أولًا ولنفسه ثانيًا لكن كل ما يحدث يزيده ثقة أنه متورط والصدمة التي جعلته يوقن في النهاية حين وجدوهم حراس الأمير فكتور وطلبوا أن يتبعونهم وبدل أن يصر على قلقه لحبيبته المخطوفة من قصرهم وهذا ما عقد عليه آراش آماله اتبعهم الأمير ميرزا دون الاعتراض طويلًا وهنا يأس آراش تمامًا مما جعل القارئ يتساءل عن خوف ميرزا أيضًا من فكتور، ما الذي يحدث بين هذه الدول؟

وصلوا للقصر وأول ما قام به فيكتور بعد رمقهم بنظرات غاضبة متجمدة هو اعتقال الكل بلا استثناء عدا لينور وخادماها ري ودون، صدمة كافية كانت لهم وللقارئ مع إنهيار لينور وانفجار آراش بالبكاء فقد حدث ما خشيه طويلًا، ما حذره منه مدربه طال الوقت؛ بكى لخسارته كل شيء، بكى وكـأنه ما عهد السلام يومًا، تمزق قلبه من شد الصراع الخارجي له تارة والداخلي تارة أخرى.

ظهرت الشخصية الأكثر غموضًا حتى الآن، مدرب آراش باسترجاع الأحداث من الماضي وسردها بما يسمى بالسرد المنقطع، تواجد هذا الاسترجاع في هذه الفقرة من القصة كانت اضافة ممتازة من الكاتب كما أنها أتت في وقتها لتشرح وتوضح الكثير من الأمور شبه المبهمة مع آراش ورعبه من السجن رغم أن في أحداث القصة حتى الآن لم يظهر للقارئ أن آراش دخل السجن من قبل.

ظهر المدرب جيك كشخصية صارمة جامدة، قاسية لا للرحمة معها مع قليل من التعاطف المخفي والذي رأيناه بفضل تعامله مع آراش، الصغير الذي تعلم السرقة منذ وقت ليس بالطويل، لم يدرك ما عقوبات السارق، فحين طبق إحدى سرقاته على شرطي صفعه معلمه بصفعة جعلت خلايا جسده تحترق لتنذر عن الإصابة، ردة فعل لا إرادية تحركت يد مدربه كعقاب على تهوره رغم تأنيب ضميره على صفعه بكل هذه القوة ولم تتم مسامحة آراش إلا بعد وعد على عدم دخول السجن مرة أخرى وفضول القارئ لا يزال لم يتشبع بإجابة.

لكن فضول آراش ما كان لينتظر كثيرًا، بعد تحذيرات عن السجن وتعذيبه جلس مدربه ليقص عليه قصة ترضي فضول الطرفين مع القليل من التشويق، ظهر أن مدرب آراش تمت خيانته بعد أن كان درعًا يقتصر عمله على الحماية وإنقاذ الأرواح، تم اجباره في النهاية على كسر عقيدة الدروع وقتل شخصًا رغم توسلاته للرأفة، فكأن الآلهة عاقبته بانتهاج طريق غير طريق الاستقامة الذي رسم له، فمن أجبره على القتل فضحه لدى الشرطة لأنه لم ينجز مهمة قتل أخرى بعد أن عذبه ضميره حد الجنون، سجن لسنوات طوال تعفنت روحه حتى كاد يتخلص منها.

وحيدًا وسط ظلام خانق وهواء ثقيل كأنه يتنفس الرمال، بصمت مطبق وفم مقفل، يتناول الطعام دون رغبة فقط للعيش كنوع من الغريزة، ككتلة لحم تأخذ مساحة من العالم دونما فائدة، تمنى أن يجد أي شيء ينهي به حياته يائسًا من نجاته حتى ظهر حارس كأنه الرحمة والصفح من الآلهة، كان كمؤنس ورفيق، كحامٍ ومعين، اوصل خبر نجاته لعائلته بعد أن ظنوا أنه مات، وفي النهاية كان السبب في خروجه من السجن لكن دوره انتهى أسرع مما تخيل القارئ وكان من المفضل إيجاد سبب آخر ليظهر مجددًا رغم ذلك العامل النفسي تم توضيحه ورسمه بكل كمال.

عودة للماضي حيث لقاء الأمير ميرزا بلينور أول مرة وإعجابها بشعره الفضي، ذكر الكاتب أنه ولد بشعر أسود ويجهل فقدانه لصبغة شعره وتحوله للأبيض بهذه السرعة وهو طفلًا، لم يوضح الكاتب هل هو بسبب مرض ما أو متلازمة ماري أنطوانيت.

بعد عدة أيام في السجن يقابل ميرزا الأمير فيكتور، كان ميرزا متمسكًا بموقفه وتحت ضغط فيكتور أنه الخاطف الأول غضب في وجهه وسرعان ما تلاشى غضبه حين رأى توقيعه على الورقتين، اتضح لنا أن الأمير ميرزا تم استغفاله؛ كيف سينقذ ميرزا نفسه؟ وكيف سيثبت براءته لفيكتور ولينور؟ وهل هو فعلًا بريء؟ إذًا كيف وصل توقيعه للمجرمين ؟ المزيد من الأسئلة في جعبة القارئ يكمل عله يجد الإجابات عليها 

من عرض الماضي مجددًا يتبين لنا أن ميرزا يفتقد للثقة بنفسه مما جعله عرضة للغيرة التي أشعل بريم فتيلها، ولأنه ذو سوابق بإنجاز المهام بطرق ملتوية لم يصعب عليه ذلك وكان واثقًا من نجاحه؛ يشعر القارئ بالخيبة وأن كلا الأميران مهما اختلفت أسبابهما إلا أنهما على ذات القارب، غير مسؤولين، تعرض لينور وآراش للخطر بسببها وانتشرت الفوضى بسبب لعبة الأمراء على كسب قلب الحسناء.

بعد اعتراف ميرزا أمام فيكتور وصدمته بمحاولة آراش لإحراق ما يثبت تواطؤه مع اللصوص، أعاده فيكتور حيث زنزانته وقرر استئناف التحقيق مع البقية كي يطمئن على لينور، كل ما كانت تفعله لينور هو تبرئة عشيقها وما جعلها تتوقف هو تلبية فيكتور لها وعرض توقيع ميرزا على الورقة كدليل ملموس أمامها؛ كان الحوار هنا عامل مساعد لتأجيج الصراع وقد أحسن الكاتب استغلاله.

يحين دور بروسبيرو أن يكون تحت رحمة فيكتور في التحقيق، ومما حدث لم يكن فيكتور منحازًا كونه شقيقه الأصغر بل كان صارمًا، عازمًا على إصلاح الأمور ومحاسبًا كل من له يد في هذه الفوضى؛ ويصل أخيرًا دور آراش اللغز الذي تكون أمام فيكتور، المعضلة التي ستبين صحة كل رواية وجهت له.

يأخذ فيكتور دورًا مهمًا في القصة وهو ربط كل الأحداث ببعضها من خلال التحقيق مع الجميع، موضحًا للقارئ أن آراش كان ضحية عواطفه، لم يكن آراش بريء بل كان مغفل حين نسي أهم وصايا مدربه، أن لا يكون درعًا فها هو يخسر حريته ونفسه أمام لعبة لا ينتمي لها، السؤال الذي نحاول معرفة إجابته، هل سيتعاطف فيكتور مع آراش مع أن شخصيته وتعامله مع شقيقه عكس ذلك؟ هل سيسمح له برؤية لينور؟

من حوار آراش ولينور تبين لنا عمر الفراشتين التقريبي، ومدى ارتباطهما ببعض، فحين كانت إحداهما بالكاد تتحرك من سوء معاملة العصابة لها كانت الأخرى يخفت بريقها؛ يتردد في ذهن القارئ هل ستنجو الفراشتان؟ هل سيتمكن آراش من إنقاذهما؟ وإن لم يفعل هل سيجد فراشتا الڤيڤيلتري مجددًا علمًا أن إيجادها يتطلب سنوات من البحث عنها؟

يظهر لنا تعاطف فيكتور مع لينور، تصرف يخالف طبيعته لكن الموقف كان كفيلًا بهذا التغير البسيط، إبقاء آراش ليبيت عند لينور كان لهدفين التعاطف وعدم خسارة رجل مهم كوالدها الذي يعود بالنفع لبلاده بالتجارة.

يحين الصباح ويصل والد لينور، ويحدث أن الأمير فيكتور لم يخبره بأي شيء عدا أن ابنته كادت أن تتعرض للخطف وتم إنقاذها، وبعد الكثير من الاعتذارات من فكتور أصفح عنهم والدها، وعند وصوله حيث لينور تعجب من وجود آراش مقيدًا بالسرير، انطلت حيلة آراش عليه حين قال أنه من قيد نفسه حماية للينور من نفسه وأن فيكتور معجب بشخصيته لذا سيبقى لبعض الوقت، وعندما أتى الحارسان أخرجاه وهو لا يزال مقيدا، والأمر الغريب أن والد لينور لم ينتبه على ذلك، ثغرة غفل عنها الكاتب ولم يوضح إن كانا الحارسان يسايران آراش صدفة في كذبته.

تتسلل الأحداث وينقل الوزير الذي حضر بديلًا عن الملك شاه كلًا من ميرزا ودرعه وسنمار معه للمدينة التجارية، جسد الكاتب شعور ميرزا بالفشل والإحباط وخشية ما سيفعل والداه به.

مضت الأيام وآراش مسجون ينتظر محاكمته على كونه سنمار ودرع غير قانوني، وأوضح الكاتب أن أطول مدة لسجناء معه هي 10 أيام بعدها إما أن يخرج أو يحاكم وينقل لسجن آخر، يراودنا سؤال وهو لمَ آراش الوحيد الذي تجاوز هذه المدة دون محاكمة؟ ما الغاية من ذلك؟

يخطط آراش للهروب من السجن وقبل تنفيذ الخطة يتم الإفراج عنه من قبل فاعل خير، أوصل الكاتب ما يشعر به آراش للحد الذي شعر به القارئ، كان يراقب بحذر خطة آراش للهرب والآن هو مصدوم مثل آراش أنه حصل على حريته فجأة، فيكمل لعله يتعرف على هوية فاعل الخير هذا وما هدفه.

تظهر لنا ولآراش هوية فاعل الخير وهو السيد آرماند والد لينور، وكان هدفه من إخراج آراش مكافأة لأنه أنقذ ابنته؛ يصاب القارئ ببعض من الخيبة إذ أنه رغب لو كان مدربه جيك أو الفتى الذي أنقذ وجعله يهرب، كان يرغب بالمزيد لهما بدل تهميش دورهما وإنهائه بسرعة، كان من الممكن أن تتحول القصة لطابع أفضل وأوسع بدل أن تكون قصة عن أميران يتشاجران على فتاة، من الواضح أنهما لن يحصلا عليها.

تستمر الأحداث فنرى انهيار ميرزا بعد قول الحقيقة للينور وذهابها، حزنها وشعورها بالخيبة في محلهما فغيرة الأمير صورت لها عدم ثقته بها؛ تمضي الأيام والأشهر وآراش يعمل في مجال التجارة ردًا لدين السيد آرماند وبعد انقطاع دام طوال هذه المدة بينه وبين لينور تظهر فجأة ومعها فراشتا الڤيڤيلتري.

نهاية مفتوحة فالقارئ لم يعلم هل الفراشتان لآراش؟ أم ليقيمهما حتى تهديهما لميرزا ؟ وليس هذا ما تركه الكاتب دون توضيح، فمصير الأمير بروسبيرو لا يزال مجهولًا، هل لا يزال في السجن؟ أم أن الأمير فيكتور سلك طريق الملك شاه في معاقبة الأمير؟

يأخذ الراوي مقعده بعيدًا عن شخصيات روايته، يروي أحداث قصته ويصف المكان وحياة الأبطال، يسرد بحيادية ما يصيبهم ولا انحياز له لأحدهم.

حبكة الرواية عقدت باحترافية، تنحدر بسلاسة دون توجهات في غير محلها، حبكة مركبة لعدة حكايات وشخصيات، لكن بفكرة قد تسمى بسيطة، كان يمكن تحويلها لفكرة مميزة مع اضافة ماضي شخصيات تم تهميشها وأخرى انتهى دورها قبل أوانه.

بسرد متقطع جلس الكاتب يخط روايته، عودة للماضي مرة وانتقال للحاضر أخرى لكن بطريقة محببة لم تشعر القارئ بالنفور من انقطاع السرد فجأة.

أحسن الكاتب توظيف عنصر الزمكان، فوضع أماكن مفتوحة تسبب الضياع مع أحداث هرب وضيقة لا مجال للحركة بها مع أحداث تتطلب السرعة والدقة فضلًا عن الزمان.

فكرة الرواية كانت مثيرة للاهتمام، جديدة بعض الشيء، حراس يملكون فراش يساعدهم في مهام الحماية، لكن ما ضر الفكرة هو الجانب الآخر منها، أميران يحاربان بعضهما لأجل الفتاة وارتكاب جرائم لإثبات الحب والشجاعة مع إهمال جانب شخصيات كان من الممكن أن تكسب الرواية جانب نفسي اجتماعي أجمل.

لغة الرواية كانت بشكل عام جيدة عدا بعض الأخطاء الناتجة عن السرعة وبعض الخلط المعتاد بين همزة القطع والوصل مثل: 

اجنحتها - أجنحتها

اخباره - إخباره

بعض الأخطاء النحوية مثل:

أعاد عينيه الجميلتان ... أعاد عينيه الجميلتين.

في النهاية، كان في قراءة هذه الرواية متعة فريدة من نوعها وحماس محبب مزيلًا ملل الواقع، ولكم نحن نشكر مشاركتك ونبارك لك فوزك، بالتوفيق لك.

فوز هذه الكاتبة بروايتين لهذا العام، لهوَ خيرُ دليلٍ على كفاءتها وجمالِ حروفها وأفكارها!

على متن الخيال وفي ضوضاء العوالم الخفيّة وأسرار الكون الدفينة تجدون الرواية الفائزة في القائمة الطويلة، رواية أدراستيا  للكاتبة الرائعة Icy__Queen

نقد الرواية:

في الخيال حياة نهرب إليها مع كل مرة نعجز عن عيش واقعنا، قد نحلّق في سمائه مع طائر العنقاء، أو نركض فوق أرضه فرارًا من المستذئبين ومصاصي الدماء، كما يمكننا أن نسبح مع السايرين والحوريات في محيطاته الخلابة، تمامًا مثلما حدث معنا أثناء قراءتنا هذه القصة وقد عشنا أجمل الذكريات بحلوها ومُرِّها.

بدأت الرواية بشكلٍ ممتاز، فقدمت لنا الكاتبة تمهيدًا مميزًا، وأضافت بعض المعلومات اللازمة حتى لا يصعب علينا فهم الأحداث اللاحقة، كما أن الكاتبة قد أضافت بعض التفسيرات في نهاية كل فصل وقد أبرز ذلك ذكاء الكاتبة ومعرفتها التي شملت كل فصيلة من المخلوقات الأسطورية التي ذُكرت في الرواية إضافة إلى مخلوقات من ابتكارها.

برزت قصة إمبراطورة القصاص (أدريستيا) والعقاب الذي أُنزل بها بسبب إنقاذها للايكان هجين -منشق عن جماعته- من مصير مُحتَم، وزواجها منه سرًا ثم إنجابها طفلًا منه.

أُرسلت (أدريستيا) إلى ممالك الليكان الأربعة بأمر من (زيوس) و(سيلين) كعقاب لهم على قتلهم توائمهم الروحية، وعليها تنفيذ الأوامر حتى يعيد الأباطرة ابنها الذي أخذوه بعد ولادته بدقائق وقتلهم والده.

تم تجريد (أدريستيا) من منصبها كإمبراطورة القصاص، وتغيير اسمها إلى (أدراستيا) وأُرسلت إلى الأرض حيث ممالك الليكان الأربع ومملكة الهجناء.

حلّت أدراستيا على هذه الممالك كالبلاء والدواء في الوقت ذاته، أرسلت لتعاقبهم ولكنها قررت أن تغيرهم إلى الأفضل دون أن تظهر ذلك.

حُبِكت الفكرة بتسلسلٍ مُنساب، وخيال رائع، وقد أُحكِمت بالواقعية الجميلة، تخللتها بعض الهفوات الصغيرة أكبرها كانت اللغة متمثلة بهمزتَي القطع والوصل مثل: (إحذر) والصحيح (احذر).
بالإضافة إلى الموضع الخاطئ لتنوين الفتح؛ فهو يوضع على الحرف الذي يسبق الألف وليس عليه كما في كلمة (واضحاً) والصحيح (واضحًا).
وبالنسبة لعلامات الترقيم فقد استخدم بعضها في غيره موضعه كالفاصلة والنقطة.
كما وجدت بعض الكلمات التي اختلطت بالعامية مثل: (تسبيب) والصحيح هو (التسبب) كما استُخدمت صيغة المذكر للإشارة إلى الأنثى -والعكس- في كثير من المواضع.
لعل إعادة التنقيح والاطلاع على كتب فرسان اللغة؛ يساعد في تجنب هذه الهفوات مستقبلًا.

وقد سُردت القصة على لسان الراوي العالم بكل شيء،  أُحسن الاختيار هنا لأنه أظهر الصورة كاملة على عكس ما كان سيحدث لو رُويت القصة على لسان إحدى الشخصيات، فقد كانت وجهة نظر محايدة عامة واسعة الرقعة تناسب البعد الخيالي وتنوّع الحال النفسية للشخوص، راوٍ عليم شاهد على صغائر ودقائق الحدث، راصد لها بتفاصيلها المطلوبة.

أطلّت الشخصيات -ذوات شخصية كروية- بأسلوب متألق، فبرزت جوانبها الثلاثة بالكامل -التكويني بجانبيه الخَلقي والخُلقي، والجانب النفسي، والاجتماعي-. 

كان للبطلة (أدراستيا) أسلوبًا وشخصية قويين، وهي ذات شعر أبيض وعينين بنفسيجيتين، استطاعت فرض نفسها على الملوك الأربعة (آلن، آلون، آدريك، آيدن) كلًّا منهم تميّز بشخصية مختلفة عن الآخر، وقد تمكنت الكاتبة من استغلال سردها ووصفها بشكل ممتاز، فكان كل شيء واضحًا ومحكمًا، ولكنها لم تُفلح في إظهار دواخل الشخصيات بما يكفي، رغم ذكرها لبعض التفاصيل كمشاعر الملوك أثناء موت توائمهم الروحية أمام أعينهم دون أن يرف لهم جفن حتى، فكان على العنصر النفسي أن يبزغ أكثر.

ظهرت شخصيات ثانوية أخرى -عدا الملوك الأربعة والأباطرة- منهم نوكس الملك المستقبلي لمملكة الهجناء، وقد قصّرت الكاتبة في حق شخصيته فلم تظهر الكثير عن مشاعره التي بدت مبهمة في بعض الأحيان، إذ لم يكن منطقيًا رد فعله في نهاية الرواية والتي ختمت بموت أدراستيا -على يد ابنها بطلبٍ منها- عقابًا لها على عدم تنفيذها لأوامر الأباطرة، فحتى وإن كان نوكس شخصية ثانوية، لا بد من أن تكون له جوانب وصراعات منطقية واضحة، وإن المشاعر لصراعات داخلية نفسية، تشعر بها الشخصيات الأساس في تكوين المتن الروائي، والثانوية منها، الضعيف، القوي، العاجز،... مهما كان النوع الذي يمثله والدور الذي يلعبه على الحلبة، خفوت مشاعره أو عدم وضوحها كان ركيزة لبعض من جمود الشخصية.

خلال الفصول الأخيرة ظهرت شخصية ابن أدراستيا بعد أن كبر في فترة قصيرة؛ لأنه يعيش حياة الأباطرة حيث يكبرون سريعًا حتى يصلوا إلى سن البلوغ فيتوقف عمرهم عند ذلك الحد، الابن (آركيت) كان ذو شخصية ثابتة ولم نعلم عنه الكثير من المعلومات ولكنها كانت كافية، رغم أننا كنّا نشعر بالفضول لمعرفة المزيد عنه.

وبرغم أن النهاية جاءت منطقية لسير الأحداث إلا أن رد فعل ابنها ونوكس كان غريبًا، وهو شعور ابنها أن نوكس كأخٍ له ومشاركتهما الحزن ذاته على موتها، رد فعل نوكس جاء دون تمهيد، كيف له أن يبكي عليها بحرقة، ومشاعره نحوها لم تظهر بالشكل الكافي أثناء الرواية؟ وهذا جعل شخصيته متغيرة كروية دورانية بشكل تسارعي جدًا، إذ لا بد أن تكون ثمة مراحل تدريجية لتمكين الشعور، وإن كانت الشخصية كتومة خارجيًا، فالكاتب عليم بدواخلها.

قد رافقنا التشويق طوال الرواية، وتسبب في ضخ الأدرنالين في عروقنا، وقد زاد صراع الشخصيات من الحماس، الذي كان خارجيًا أكثر منه داخليًا، وقد كان ذلك تقصيرًا سلب بعض النبض من أرواح الشخصيات، فقد كان يجب أن تبرز صراع البطلة الداخلي، فلم نشعر به بالشكل الكافي.

تقصير الكاتبة في حق صراع أبطالها كان بسبب نقص الحوار الداخلي الخاص بهم، أما الحوار الخارجي فقد كان ممتازًا دون زيادة أو نقصان.

كما تميّزت الكاتبة في تصميم الأماكن التي جرت فيها أحداث الرواية، وقد سخّرت وصفها لخدمة ذلك، وجعلتنا نعيش تلك الأماكن من قصور الممالك الخمسة وأعماق البحيرات المتجمدة وأماكن عيش السايرين وغيرها من الأماكن المغلقة والمفتوحة، ولكن لم تظهر الكاتبة الزمان الذي تجري به الأحداث، صحيح أنها أشارت للزمن هنا وهناك لكن دونما إعطائه حقه.

رواية تستحق الفوز بجدارة، فقد تميزت بفكرتها التي مزجت الواقع الذي يجري في عالمنا، والخيال الذي أحسنت الكاتبة في خلقه لتسرق قلوبنا وأنفاسنا خلال قراءتنا كلماتها.

سلمت أناملكِ أيتها المبدعة وهنيئًا لكِ الفوز، ونرجو لكِ مستقبلًا زاهرًا مليئًا بالنجاح.

°°•••°°•••°°
وأخيرًا نبارك للفائزتين ولفائزي كل القائمة الطويلة ونُبارك لأنفسنا وللأدب العربي بكم.

نرجو لكم دوام التألق❤
انتظرونا في فصل الغد

Continue lendo

Você também vai gostar

71.4K 4.1K 25
- لطالما كان بارداً ووقحاً ..... لكن عيناه كانت تخفي الكثير ...! - والأخر كان ظريفاً لكن أبتسامته تظهر الألغاز .....! ............ ...
1.5M 131K 55
تكاد تقسم بأنها سمعت صوت تحطم شيء ما داخلها.. ظنت بأن حياتها تسير بسلاسة، اكثر مما كانت تتمنى حتى.. ورغم انها كانت تشعر احياناً بأن هذا الروتين مملٌ...
38.7K 5.4K 31
إن أهم شيء عند تعاملكَ مع العالم الافتراضي أن تكون مدركاً تماماً لفكرة أنه افتراضي! "دعينا نعيش حتى الأبد، دعينا لا نغرق بفخ هذا العالم المشوه." الخي...
8.8K 402 20
إذا كنت مطالعا نشيطا على Wattpad ولك كاتبين مفضلين فيمكنك أن تجد معلومات وآراء صريحة لهم هنا وإن لم تجد فيمكنك أن تضع لي رابط حسابهم في تعليق ليتسنى...