في قبضة الإمبراطور

By mayarabdallah1

1.4M 49.3K 6.2K

Top #1 in jealous Top #1 in Passion الجزء الأول من سلسلة لعنة رجال لا يستطيع الرجل اختراق محراب المرأة سو... More

مشهد
مشهد ٢
مشهد ٣
الـمـقدمـة
الفصل الأول
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الحادى والثلاثون والأخير
نضال & فرح
الخاتمة

الفصل الثاني

60.9K 1.7K 208
By mayarabdallah1


هل تجد المرأة الراحة في عدم وجود رجل يؤنسها

كذبت النساء حينما قلن ان الحياة أفضل بدون الرجال ..

أتعلمون ماهي المرأة ؟

كائن مليء بالعواطف ، ترغب دائما في سماع رجل يمدح في صفاتها ويتغزل في مفاتنها ويقبل يديها علي كل فعل صغيرة ،

امرأة دائما يجعلها هي صاحبة القرار لكن حين وقت التنفيذ يتم الأمر على قراره هو .

دلك نضال عنقه وهو يميل برأسه يسارًا ويمينًا ، ليدس المفتاح في عقب الباب، دلف بهدوء وانار الاضاءة الخافتة و ارتمي علي الأريكة متطلبًا الراحة .. ربما لو استمر الجلوس في تجمع عائلته سيقتل أحدهم او البائسة تنتحر كما المرة السابقة !!

أرخى رأسه وأغمض جفنيه لثواني يقتبس هدوء ذلك المنزل ، لا يود سماع اي صوت .. يكفيه ما بداخله من نيران علي وشك ان تلتهم من يقترب منه ، فتح جفنيه ليقع عينيه عليها

كما هي

ناعمة .. وجميلة في جميع حالاتها

عيناها يوجد بهما الذعر والترقب من الاقتراب لمساحته

والجسد مرتجف من أقل خطأ

تمتمت فرح بخشية

- نضال

عبث بخصلات شعره وقام بتفحصها من رأسها لأخمص قدميها ، لاحت شبه ابتسامة ساخرة على شفتيه لينقبض قلبها من ابتسامته وهتف

- ايه معاكي زبون ولا ايه ؟

سارعت فرح نافية وهي تجلس على مقعد في مقابلته هامسة بصوت مرتجف

- لا

وصوت ضربات قلبها يصم أذنيها ، هي غير متوقعة حضوره .. يأتيها في نهاية الأسبوع ثم يقضي باقي لياليه مع نساء اخريات .. لقد كان اتفاقا بينهما

تريدين المال عليك الخضوع لقراراتي

لا وجود للحب لأنه كذبه كبيرة

لا تتعلقي بي لأنك الخاسرة الوحيدة

وكلما ارضيتينِ كلما أزدت لك من البقشيش !

وهي ...!!

لا تستطيع حتى الاعتراض

ربما كل شيء هنا في بدايته لامع وجذاب ولكن إلقاء الضوء بكثرة على العين تصاب بالعمى ، ربما هي في أشد حاجة للمال لكنها حتى الآن ليست بائسة ، ربما ما أخذه منها الكثير وما يساوي حياتها لكن بالنسبة له أقل شيء .. أيام أخري وسيتركها هذا هو نضال حينما لاقته أول مرة لكن ... مستحيل أن تقع في حبه

قامت فرح من مجلسها وهي تعرض بهدوء

- تحب اجبلك حاجه تشربها

اخرج لفافة تبغ وهو يشعلها بهدوء ،مخرجًا سحبًا بيضاء كثيفة ثم انقشع ذلك الدخان شيئًا فشيء حتى ما عاد يراه

من هو ؟

هو رجل يثير فضول امرأة

يسمح لها بالاقتراب لكن لا تكن انانية، فضولية ، جشعة

ولكن هو يستطيع الاختراق كل الخطوط ، بلمسة .. تذوق الشهد ..ثم النبذ

نظر نضال اليها بطرف عينيه وصاح بجفاء

- مش عايز

انها تتلاعب مع النيران وما أدراك اللعب مع النيران ، عادت تجلس في مكانها منتظرة امره القادم .. رفعت عيناها لتقابل عيناه الداكنة .. مشتعلة بالغضب وشيء آخر لم تكن تريده أن يحدث الآن .. ليست مؤهلة نفسيًا وجسديًا لتنفيذ طلبه

- اخبار الشغل ايه ؟

هتف بها وهو يجول بعينيه عما ترتديه بعيون غير راضية ، غير مستمتعة عما ترتديه من منامة لا يظهر انشًا من جسدها ، هزت رأسها وتمتمت

- تمام

- والمرتب مكفيكي انتي وعيلتك

عادت تهز رأسها مرة اخرى

- الحمدلله

سحق عقب سيجارته في المنفضة وعاد بنظره إليها ، يخبرها بحديث صامت ما ينتويه ، هتف بصوت خاوي

- انتي عارفة اخرة علاقتنا ايه

ازدردت فرح ريقها بتوتر ورفعت تنظر بعينيها الشاردتين كـ عين الغزال إلي السقف هامسة

- عارفة

والخطأ هنا لا يصح ارتكابه والا عليك الدفع لذلك الخطأ، شهقت حينما سحق ذقنها بخشونة يقتحم عيناها المذعورة قائلا بصوت اجش

- لما اكلمك عينك تبقى في عينيا

والأعين تقابلت

وما بداخله ظهر جليًا على عيناه

وهي لم تعد صاحبة القرار

لقد امتلكها منذ تلك الليلة

وصارت ملك يمينه

جال بعينيه علي عيناها الساكنة وصاح محذرًا

- اوعك يا فرح اوعي في يوم الاقيكي اتعلقتي بيا .. لانك هتخسري كتير اوي

وشفتيها تمتمت بجمود

- عارفة

ربت على وجنتها وهو يهتف بابتسامة متهكمة

- Good girl , عايزك تبسطيني الليله دي

وعيناه تبوح بما يرغب به رجل لامرأة مثلها

هو بمثابة ذئب يحاصر الفريسة

يستدرجها ببطء ويخدرها

طاقته المنبعثة بمثابة الاستدراج

واللمعة في عينيه هي بمثابة التخدير

والخاسر هو سقوط الفريسة.

*********

ضوء الشمس يأكلها.. هي أكثر سوادًا.. الشمس لم يعد يطهر إثمها، حجبت الشمس عن عيناها بكف يدها وطالبته بالرحيل

ترحب بالظلام لأنه مثلها

لأن معظم الخطايا تقام فيه وهي قامت بأكبر خطيئة

السواد لأنه لا يظهر الندوب بل يسترها ويحميها

انتفضت رهف من مضجعها باحثة كالمجنونة عن ضالتها ، فتحت الخزانة وأخرجت جرعة إدمانها التي كانت تنتشيها بشهوة ، ألقته ارضًا وهي تتذكر من حرضها على جلبه .. تهاوت علي الأرض وهي تغلق جفنيها تبحث في ذاكرتها المعطوبة عن بداية الحكاية ..!!

- نادية

صاحت بها بيأس وهي تخرج احلام واماني من عقل صديقتها المخبولة الي ارض الواقع ، لا تعلم إلى متى ستكف عن التلصص واستراق النظر إلى الشباب الوسيمين في الجامعة .. صاحت نادية بتأفف وما زالت تخرج قلوبًا من عيناها على المهلك أمامها

- يوووه يا رهف سيبيني اركز مع لهطة القشطة ده

تأكل الفضول في نفسها لتسترق نظرة علي ذلك الشاب الذي سلب لب عقل صديقتها .. شهقت بصدمة وهي تعلم ذلك الشاب العابث لتقرصها من ذراعها موبخة

- والله ملقتش في الكلية دي غيره

وصديقتها علي غمامة وردية محلقة في الأفق .. بين الواقع والخيال والحالة ميؤوسة منها ، تنهدت نادية قائلة

- اووف جمال ايه وحلاوة ايه وطعامة ايه .. ياخي ياريتني كنت انا

ثم التفتت الى صديقتها وهي ترد بحالميه

- تعرفي الروايات بتخليني اعيش في عالم منعزل عن الدنيا مفيش غيرك انتِ وبطل احلامك .. تحبي ابعتلك

وهي رهف الغانم .. ذات الحسب والنسب لا تعبأ كليًا بتلك الروايات السخيفة لطالما أصدرت والدتها فرمانا بمنع تلك الأشياء السخيفة التي تفسد العقل وهي صدقتها ، تمتمت بصراحة

- لا ، كفاية عليا الميوزك آخر الليل ، انتي عارفة اني مينفعش اسهر ماما مانعة الكلام ده

انفجرت نادية ضاحكة بيأس على تلك الفتاة البائسة الصغيرة .. انها مثل عروس الماريونيت ومالكتها هي والدتها ، ربتت على كتفها وصاحت ساخرة

- بنت ماما بصحيح انا مش عارفة امتي تتجرأي ويكون ليكي شخصية بدل ما هي ممشياكي زي ما هي عايزة

عبس وجهها وصاحت بتحذير

- نادية

يبدو انها اخترقت بعض الحدود لكن لا يضر، اقتربت منها محاولة استمالتها

- انا يا هبلة عايزة مصلحتك .. بصي هبعتلك روايات لوز اللوز واقريهم وقت فراغك

رأت في عينيها ذلك العصفور الذي يود الخروج من عشه الذهبي .. كـ تردد التقي في أول زلة له وإستسلامه لما يوسوس به نفسه .

نظرت نادية بظفر وسحبتها قائلة

- تمام يلا بينا

تلك كانت السقطة الأولى والسقطات الأخري

أرسلت بحياتها للجحيم

**********

قد يصبح الرجل المتمرد أو الثائر بطلاً شعبياً يحترمه الناس، لكن المرأة الثائرة المتمردة تبدو للناس شاذة غير طبيعية أو ناقصة الأنوثة.

وهي شبه إمراه كما سمعت من سيدات محدودات الفكر .. ذات عقل صلد و نافذة ضبابية، من قال ان المرأة تناصر إمراه مثلها والرجل يناصر رجلا مثله.. لولا السياسة لما عبأ الرجل بالمرأة.. ولا المرأة بحاميها كما تلقب ، لا يوجد رجل يدعي حامي ، المرأة تستطيع حماية نفسها من عدو ومتربص ومتحرش .

نظرت فريال برضا تام إلى قصة شعرها الجديدة قبل عودتها والي ثوبها ثم سحبت هاتفها وهبطت الدرج متوجهة الي طاولة الطعام

ألقت قبلة في الهواء لشادية التي صعقت من بشاشتها الغير معهودة منذ ليلة أمس.. وكان شبح فريال القديم تلبس جسدها ذلك الصباح !!

سارعت بمعانقة خالها الذي ربت على ظهرها قائلاً

- نورتي يا حبيبتي .. البيت بيتك

- شكرا يا خالو

ابتسامة ممتنة وزعتها عليهما لتأخذ مقعدًا لها ، والفرد الغائب لم يحضر حتى الآن .. تساءلت

- اومال فين جيهان ؟

جاء الرد بصوت مشاكس

- جيجي بعد اذنك

نظر الأب بعبوس وصاح بلهجة حادة

- جيهان

زفرت جيهان بيأس وهي تتخذ مقعدها

- يوووه انت عارف ان انا بتعصب من الكلمة دي .. اسمي جيجي اسهل والطف بكتير من جيهان

التقطت جيهان شرائح الخيار وهي تتناوله بنهم .. ضيقت عينيها بتساؤل للزائرة

- مزة العيلة اللي عملت make over يجنن جت بعد طول غياب ، اقدر افهم سبب الزيارة الحلوة دي

زجرتها شادية بعيناها لتنظر نحوها بعدم إهتمام .. وعادت بنظراتها الي فريال بأهتمام التي هزت كتفيها بلا مبالاة

- قررت استقر هنا

- وشغلك والصالة  ؟

بنفس البرود اجابت

- فضيت كل حاجه هناك .. نقدر نقول هبدأ من اول وجديد

التفتت بعيناها الي خالها وقالت

- كل حاجه جاهزة

هز معتصم راسه بعدم اقتناع

- جاهزة زي ما طلبتي بس انا مش عارف انتي ناويه علي ايه

القت بنظراتها علي ابنتى خالها ثم اجابت بغمزة عابثة ، هى قدمت لعائلة الغانم خصيصا

- كل خير

********

جافى النوم عينيه

والجسد ما زال يستعر بنيران الغضب والعجز

والنار لن تخمد إلا بأخذ ثأره

وهو أعلن الحرب

و يا ويله من خطي ساحته

عقله سابحًا في اميرته رهف و جسده حاضرًا فى اجتماع عقيم .. مشروعات وإنجازات تمت بدونه وخسائر عليه أن يحلها ، انتبه على صوت مهندس المشروع

- زي ما قولت لحضرتك .. المشروع ده أرباحه مضمونة ومتقلقش من الارض اطلاقا لأن كل شيء تحت السيطرة يا فندم

ألقي نظرة متمعنة على الأرض المفترض إقامة المشروع عليها ورفع عيناه متسائلاً

- وبالنسبة للأراضي الخاصة بالملاك اتعاملتوا معاها ازاي ؟

أجاب المحامي بثبات

- متقلقش يا استاذ وقاص البيوت عوضناها بشقق من مجموعتنا

رفع عيناه متهكمًا وقال

- عايز تقنعني انهم سابوا ارضهم وبيوتهم مقابل شقة في المدينة بسهولة

تبادل الرجلين نظرات يحوي الكثير من المعاني ليعيد المحامي نظرته الي رب عمله قائلاً

- احنا اقنعناهم

- اقنعتوهم ولا اجبرتوهم

أجاب المحامي بسلاسة وهو يتحاشى النظر الى عيني رب عمله

- كل شيء تم بالتراضي يا استاذ وقاص واللي رفض فى الاول وافق مقابل مبلغ مادي يقدر يكون بيه مشروع

والصمت أصبح موحش في تلك الغرفة

والقلق سري في عروق الرجلين

الترقب والانتظار هما ما يمتلكونه

والرد النهائي منه هو

اراح وقاص رأسه على مقعده وهتف بجمود

- طيب بما ان كل حاجه جاهزة ايه المشكلة

ازدرد ريق المسمى بأحمد والقي نظرة ذات مغزى للمحامي .. ليهتف المحامي

- قصر الشواف

ضيق وقاص عيناه متسائلاً

- قصر مين ؟

- قصر عيلة الشواف قصر قديم يرجع لجدود العيلة .. المالكة هي الحفيدة واخر خبر وصلني انها برا مصر

دق بأنامله على سطح المكتب وقال

- اتواصلتوا مع حد من عيلتها هنا

هز احمد راسه وقال

- حصل ومنتظرين ردها

وصمت آخر كاد يزهق انفاسهم

وملامحه الآدمية انمحت

تفصد العرق من جبينهما و اصبح الجو خانقًا من نظرته الثاقبة

قام وقاص من مجلسه وهو يهتف بسخرية

- طيب يا سادة واضح ان احنا بنهرج هنا

هتف أحمد خشية أن يضيع عمله وتوليه المشروع

- يا فندم

القي نظرة إلى المحامي وقال

- يومين والاقيك قولت Done ، تمام

تنفس احمد الصعداء وابتسامه مهزوزة زينت ثغره ليهتف المحامي

- تمام حضرتك

واستدار مغادرًا وبقي الاثنان في غرفة الإجتماع يفكران كيف يحصلون على الموافقة من الحفيدة خلال يومين .

**********

مسدت أسرار عنقها بعد ساعات طويلة قضتها في الأرشيف وغرفة الاجتماعات مع الموظفين لينتهي بها الأمر مرتميه على الأريكة الجلدية المزعجة مصدرة أصوات في كل حركة تفعلها .. نظرت بكآبة إلى ألوان الحائط الرمادية .. حتمًا كل شيء يحتاج الي لمستها الخاصة .

تولي منصب كبير علي عاتقها ولأول مرة شيء يستحق النظر اليه كـ صفقة وعليها أن تكون الرابحة .. والمنصب اخذته كـ تحدي من حماتها التي تراها مجرد وقحة ذات لسان سليط فقط ، والآن هي اخذت منصب ابنها من عمله وقريبًا الأملاك وستنظر إلى دموع حماتها بتشفي .

رفعت رأسها إلى السكرتيرة وقالت

- تغريد اظن كده الشغل تمام

هزت تغريد رأسها وهتفت بعملية

- تمام يا فندم

لقد جعلت السكرتيرة تعمل لساعتين إضافيتين .. اغمضت أسرار جفنيها وقالت

- طب روحي انتي بقي علي بيتك

ظهر التردد على ملامح تغريد

- لكن

صاحت بنبرة لا تقبل النقاش

- تغريد قلت روحي على بيتك

وعادت تغلق جفنيها متطلبة الراحة لفترة قصيرة .. لكن منذ متى تأتي الراحة ..دق رنين مزعج من هاتفها لتصيح بعصبية

- شوفي مين اللي بيرن

امسكت تغريد هاتفها ونظرت الي المتصل لتهتف

- من المستشفي

انتفضت من مضجعها وهي تسحب الهاتف من يدي تغريد لترد

- ايوا

تجمدت مقلتيها من النبأ الذي لم تتوقع أن يأتي ذلك اليوم وتحديدًا تلك الليلة .. انهت الاتصال ثم التفت بهدوء مبادرة الي تغريد

- انا ماشية حالا .. اقفلي المكتب وخلي بالك من الملفات المهمة

حاولت تغريد ان تستفسر من الأمر

- ان شاء الله خير يا فندم

والرد لم يكن سوي إغلاق الباب... !!

هرولت بشدة إلى الطابق لكي تكذب خبر ما سمعته من العاملة .. توقفت وهي تلتقط هواءً حينما رأت حماتها منهارة ارضًا

- ابني

جذبت خصلاتها جزعًا وعيونها معلقة على الطبيب المرتسم على وجهه إمارات الاسف .. سمعت حماتها تهتف بامل للطبيب

- طمني

التقط الطبيب انفاسه وصاح بلهجة هادئة

- للاسف مقدرناش ننقذه .. حالته حرجة زي ما وضحتلك وللاسف منجدش منها

جحظت عيناها ووقفت ثابته بلا حركة وخفت اصوات الضجيج الصادرة من حولها حتي أحست بأصوات انفاسها الثقيلة .. تشعر بأحدهم يجذبها بقوة صائحًا

- انت السبب منك لله .. اشوف اليوم اللي قلبك يتقهر على حد غالي عندك

ضيقت عيناها بوحشية وهي تزيحها عنها و لسانها عجز عن التحدث للوهلة الاولي .. اسرعت مغادرة وطرقات حذائها يكاد يصم صدى أصوات حماتها المسمومة

- اشوف فيكي يوم يا ظالمة .. اشوف فيكي يوم ، حسبي الله ونعم الوكيل .. حسبي الله ونعم الوكيل

خرجت من المشفى متوجهه الى سيارتها وهي تنظر الى الجميع بعدائية .. انفجرت صارخة وهي تركل بقدميها علي اطارات السيارة بعنف .. لم تعبأ بنظرات الجميع المتوجسة والأخرى المذعورة ، والذي لم يكن في حسبانها صوت انكسار كعب حذائها من ثورانها .. خمدت ثورتها والتفتت تجلس على مقعد السائق ورقم واحد هاتفته في تلك اللحظة

- نضال .. عايزاك

**********

استجاب نضال لندائها فورًا وهو الآن في موقعها المفضل أمام النيل .. وحيدة لكن قوية .. ليست منكسرة بل شامخة كما عاهدها .. ترعب باقل نظرة من يقترب منها ، وعيناها حكاية أخرى

عينان مليئتان بالبرود والأسرار .. واحذر فإن لها مخالب !!

اقترب منها قائلاً

- انتي كويسة ؟

رفعت أسرار عينيها اليه وقالت

- انا كويسة

لا يجرؤ على الاقتراب من محيطها وهي لم تسمح له بعد .. لطالما هو يخترق الخطوط الحمراء لأي إمراة تقع عيناه عليها إلا هي .. هي الاستثناء لجميع قواعده .

والتصريح اتي من عيناها .. جذبها الى احضانه وهو يحتضنها معطيًا إياها بعضًا من السلام و راحة لمعركتها .. غمغم نضال بصوت أجش

- محتاجه اي حاجه ؟

هزت أسرار رأسها نافية

- لا شكرا .. كنت فى شغل ؟

- لا

تنفست بحرية وهي تنظر الي النيل بشرود ، لتعود النظر إليه بنبرة متوعدة

- بكرا الصبح هرجع ..مش هسيبها شيراز يا انا يا هى

ستنتقم من حماتها وستجعلها تتذوق كل انواع العذاب وستتمنى الموت ولن تطيله ابدًا .

******

جسد مترنح

والعقل في أقصى حالات السعادة المؤقتة

ربما لو اخبروها أن الخمر سيجعل ذاكرتها لن تعود ابدًا لأدمنته

لكنها تتذكر .. حتى الآن تتذكر كل شيء

هو .. نضال بقوته وعنفوانه وتلك الطاقة المنبعثة منه

رضخت لأنه طلب

لم تأتي مرحلة الأمر لأنها ببساطة سلمت له مقاليدها

خلعت مارية حذائها الجلدي وألقته على الأرضية وتابعت بـ ترنحها إلى غرفة نومها ، مدندنة بسعادة حظيت بها لفترة قصيرة قبل أن تسبح فى ذاكرتها باحثة عنه .

- واضح ان شغلك الجديد عجبك

شهقت من الصوت الغاضب من خلفها لتستدير بأعين ناعسة لصاحبة الصوت ، هللت بمرح وهي تسحب شقيقتها فى عناق

- سيا ؟! انتي بتعملي ايه هنا ؟

و المدعوة بـ سيا وقفت متخشبة وهي تراقب انهيارها المزري في الضحك .. همست ساخرة

- جاية اشوف بتهببي ايه في حياتك ديه

تأففت مارية من تحكم شقيقتها وهي تجلس على الفراش قائلة

- بصي انا مصدعة ومش عايزة احكي في اي حاجه

- انتي سكرانة

ووضع الجملة هنا لم يكن سؤالاً ..!!

جذبتها بقوة من مرفقيها لتصبح في مواجهتها ، انفجرت مارية ضاحكة وهي تهتف بهذي

- شربت كاسين .. تلاته ، الصراحة مش فاكرة بس مش كتير

اتسعت عيناها وظهر لهيب من النار لتلطم وجنتها قائلة بعنف

- لأ ده انتي لازم تفوقي

ارتمت مارية علي اثرها ساقطة في الفراش .. لدقيقتين ظلت بلا حراك .. مما أثار القلق في سريرتها ، اقتربت منها لتجدها تنتحب في صمت .. امالت بعينيها نحو عيني شقيقتها وهمست بصوت واهن

- مش عايزة افوق سيبيني لو لفترة انسي انا مين يا آسيا.. انا قرفانة من نفسي اووي وقرفانة من كل الناس وقرفانة من حياتي يا شيخة نفسي اموت دلوقتي .. قوليلي جمالي عمل فيا ايه ده انا كل يوم اصحي واتمني واقول يا ريتني ما كنت حلوة واكون تحت عيون الرجالة القذرة ..و جسمي كان يا ريتني كنت تخينة علشان اتجنب تحرش من يد خنازير

سحبتها آسيا إلى أحضانها وضمتها بقوة .. آسفه على حال شقيقتها المتدهورة ، لطالما خشيت عليها من تهورها وقراراتها المتعجلة لكن يصل بها الحال وهي تدفن نفسها حية !! لن تسمح لها

تمتمت بألم

- مارية

انفجرت مارية في بكاء مرير وهي تتشبث في حضن شقيقتها لتغمغم

- ويا ريتني ما كنت عرفته ولا قابلته

تشبثت آسيا ذراعيها بقوة .. لو تخبرها اسمه فقط ... اسمه ، نظرت الى عيناها بجدية وقالت

- انتي لو تقوليلي هو مين يا مارية احلفلك بحياتي عمره ما هيتهني بحياته

هالها تلك النظرة من شقيقتها

نظرة الموت والتوعد

مسحت دموعها بكف يدها وصاحت بنبرة خاوية

- هو داء يا آسيا .. مش هاسيبك الا وانتي راضخة .. عارفة يعني ايه راضخة

صرخت آسيا في وجهها بهدر

- مارياااا

وهى تقوقعت حول نفسها مرددة بهذى

- هيسمع أنينك ومش هيسيبك .. هيحس بنشوة وهو بيشوف النظرة اللي في عينيك، عارفة ايه هي النظرة .. نظرة التوسل

لترفع بعينيها الى عيني شقيقتها التى تخشبت لثواني ، تفهم معاني كلماتها ، زادت من شراستها وهي تنظر الي شقيقتها بألم .. تخبرها أنها من ستثأر بحق شقيقتها وحق جميع نساء اللاتى آلمهن

- هيندم يا مارية .. هيندم

استدارت تغادر غرفتها بأمل معرفة ذلك السفاح .. سفاح قلوب النساء .. لتتصنم حينما استمعت إلى هذيها

- انتي اللي هتندمي يا آسيا

وكأنها لا تعلم دائرة الثأر لافرار منه سوي بقتل صاحبها اولا ..

لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي ، نظرت الى اختها وبنبرة مستهزئة ردت

- يبقي انتي متعرفيش اختك لسه 

يتبع ..

نوووووت مهم للقارئات ..

نكهة الرواية في اول الفصول غامضة شوية .. فـ لو من محبي الغموض اتمني الرحلة تعجبك 💙

Continue Reading

You'll Also Like

419K 9.5K 24
أعتقدت أنه سيء الطباع كجميع من مثله.. لكنها صدمت من أفعاله الذكورية.. نظراته الحنونة.. كلماته العابثة... فأصبحت هائمة به كروحًا ثانية بها.. .
222K 11K 37
لعمري أن العمر دونك كارثة و أن حياتي كل حياتي دون عينيك مجرد حادثة
16.3K 1.1K 35
#حسناء_أنارت_دربي #شيماء_عبد_الله هي فتاة عادية تتميز بشجاعتها وتمردها على كلام والديها، تفعل ما تريد ولا تهتم لأحد، فهل ستظل على حالها أم ستتغير ف...
3.2K 194 14
دارين مذيعه شابه تصطدم برجل الأعمال غيث الرجل الواثق من نفسه، يعيش في عالم مليء بالنجاح والثراء، في البداية، تشتعل بينهما كراهية شديدة، تبدو كالنار ا...