(2/2)
.
.
.
👁
.
.
.
'واحد, اثنان, ثلاثة, خمسة, ستة, اه هناك أربعة وسبعة!' عدّ كيونقسو لنفسه حين دخل غرفة ألعاب أطفاله, عائدًا من اجتماع مع رسول من دراكون. كان ابناؤه السبعة منتشرين في جميع أنحاء الغرفة متعددة الأغراض ويعملون على واجباتهم التي أعطيت لهم في فصولهم.
جونميون في الثالثة عشر من عمره الآن وكان يساعد سيجين وشيان, البالغان من العمر عشر سنوات, في دروس رسم الخرائط. كان جوهيوك طفلهم الخامس, ست سنوات, يجلس بمفرده في الزاوية ربما يعمل على دروس الرياضيات. شيون كانت ابنتهم البالغة من العمر ثلاث سنوات ولا تزال حرة من قيود الدراسة, تلوّن باصبعها على لوحة بدلًا من ذلك مع اللون الأحمر والأصفر يزيّنون وجنتيها. كانت جويون تجلس على مقعد هزاز مع جونيونق الطفل في حضنها, مربية الأطفال تجلس بجوارها في حال أسقطته.
قهقه كيونقسو على منظر ابنته الكبرى مع طفله الأصغر. هي وجونيونق يتشاركان نفس عيد الميلاد وتبلغ من العمر ثمانِ سنوات, مهووسة بألعاب التظاهر والأطفال. لطالما حملت جويون معها دمى وحيوانات محشوة وعندما ظهر طفلٌ في عيد ميلادها قامت سريعًا بامتلاكه كالمفضّل لها.
كيونقسو ممتن حقًا لمساعدتها. دائمًا تتطوع لحمل جونيونق أو تغيير ملابس الطفل وهو وجونق إن كانوا مسرورين لرؤيتها تطور جانبها المراعي. كان من الصعب لجويون أن تكبر مع ثلاث إخوة كبار وثم أخ آخر بعدها ايضًا. شيون لم تأتِ إلا بعدما أصبحت جويون بالخامسة من عمرها لكن الأختان لم تقضيا الكثير من الوقت معًا أثناء طفولة شيون. نتيجة لكونها محاطة بالعديد من الأخوة, كانت جويون صريحة وعنيفة. يعشق كيونقسو النار في عينيها, سعيدٌ لأن ابنته ستكون قادرة على الدفاع عن نفسها في هذا العالم الكبير.
"بابا!" جوهيوك أبعد عينيه عن كتابه وصرخ عندما لاحظ وجوده. بقية الأطفال نظروا للأعلى وكان هناك صراخ 'بابا!' من جميعهم. شيون مسحت يديها على ثوبها قبل أن تركض باتجاهه مع ساقيها الصغيرتان. انحنى كيونقسو ليمسكها بسهولة ويحملها, يدفن وجهه في عنقها ويشمّ رائحة شعرها المجعد. كالعادة رائحتها مثل الفراولة, بفضل الصابون الذي صنعه جونق إن خصيصًا لها.
"مرحبًا أميرتي," أخبرها, يضعها ضد وركه. "ما الذي فعلتيه اليوم؟"
"رسمت أزهارًا!" رفعت يديها لتظهر له اللون الأحمر, الأصفر والأخضر في جميع أنحاء راحة يديها. "الأزهار جميلة!"
مثل جميع إخوتها, شيون تملك عينيه الواسعة لكنها أخذت أنف وشفتين كيم. هي ايضًا تملك شعر مجعد, والذي يكون مختلفًا تمامًا عن الاستقامة الطبيعية لبقية إخوتها. بحثوا كيونقسو وجونق إن في بعض الصور العائلية القديمة واكتشفوا أن جدة كيونقسو لديها نفس نوع الشعر. شيون بالتأكيد جميلة وكيونقسو يعشق ابنته الصغرى كثيرًا.
انها مختلفة جدًا عن جويون, ليّنة وهادئة ولكن لطيفة جدًا. بينما تكون جويون عادةً طفلة جيدة, إلا أنها لن تتردد ابدًا بمواجهة أي شخص يخطئ معها. شيون في الجهة الأخرى تبقى بعيدًا عن المتاعب ولا تعرف ما تفعله عدى البكاء إذا شخصٌ تصرف بوقاحة معها. جويون تحب الخارج ايضًا وليست خائفة من القفز على أخوانها وركوب الخيل. بينما شيون خائفة من اللعب العنيف والحيوانات الضخمة وقد بكت بأول مرة كيونقسو وجونق إن جعلوها تضع قدميها العاريتين على الرمل.
جونق إن انهار بشكل دراميّ لأن أحد اطفاله لا يهتم بالبحر. حتى هذا اليوم, شيون لا تزال ترتدي أحذية بكل مرة يكونون فيها على الشاطئ ولا تحب اللعب بالرمال ايضًا, قائلة بأنه قذر. بينما يبنون الأطفال الآخرين قلعة رملية والسباحة في البحر, شيون دائمًا تكون ضد كيونقسو أسفل المظلة.
"هل يمكنني رؤية لوحتك؟" كيونقسو سألها, يضع قبلة ضد وجنتها الملطخة بالألوان قبل أن ينزلها.
"لم أنتهي بعد!" أخبرته, تضرب يديها معًا.
"انتهي منها اذًا ونادي بابا عندما تنتهين," اخبرها. شيون اومأت وركضت إلى لوحتها, تغمس اصابعها في علبة زرقاء هذه المرة. مشى كيونقسو إلى جويون وجونيونق للاطمئنان على أصغر اطفاله.
"بابا انه متعب," جويون أخبرته, تهز اخيها الصغير ذهابًا وايابًا. "سأحاول جعله ينام."
"هل تحملينه لأنه متعب أم تحملينه لأنك لا تريدين إنهاء ذلك الكتاب الذي تم اعطاءه لك؟" جويون تكره القراءة. يمكنكم اعطاءها كل مسائل الرياضيات في العالم وستكون طفلة سعيدة لكن اعطوها كتاب مليء بالفصول وستكون نهاية العالم.
"لا أريد قراءته," تحدثت مع وجهٍ مستاء حين تم القبض عليها. "إنه ممل وليس هناك صور!"
"الكلمات تخلق الصورة," ذكّرها كيونقسو, ينقر رأسها بخفة, "عليكِ فقط تخيلها."
"ألا يمكنني فقط سؤال سيجين وشيان عما يتحدث عنه الكتاب؟" سألت. "أنا بالفعل وصلت إلى المنتصف, أريد فقط معرفة النهاية."
"تعلمين أن أبيك سيكون مستاء جدًا منك إذا لم تكمليه بنفسك," ذكّرها كيونقسو. كانت تتجاهل دروس الأدب لفترة, وقد جلس جونق إن معها قبل بضعة أيام ليتحدث عن أهمية الكتب والأدب.
"أبي سيكون مستاء مني," اومأت جويون.
"هل تريدين من أبيك أن يستاء منك؟" سأل كيونقسو.
"كلا," هزت رأسها. "أريد أن يكون أبي سعيدًا!"
"حسنًا," أومأ كيونقسو. "يمكنكِ إعطائي الطفل والذهاب للقراءة عند النافذة. عندما تنتهين من ستين صفحة يمكننا أخذ استراحة لسرقة شيءٌ ما من المطبخ," غمز كيونقسو لها, يعلم أنها تحب أي شيء مع سكر. الخبازين قد بدأوا في مجموعة جديدة من الكوكيز ايضًا, يختبرون وصفة لحفلة عيد ميلاد هيرين القادمة. اشتم رائحتهم وهو في طريقه لأطفاله.
"حسنًا," استسلمت, تمد يدها لتعطيه جونيونق. "سأذهب للقراءة. لكن عليك إخبار أبي أنني قرأت اليوم!"
"سأخبره عزيزتي," ضحك كيونقسو وقبّل جبينها قبل أن تركض لتجلس على حافة النافذة مع كتابها. شاهد حين فتحته وعقدت حاجبيها بينما تحاول ايجاد أين توقفت. بعد ثواني, استرخت وأصبحت تقرأ الصفحة ببطء. أخرج كيونقسو تنهيدة مرتاحة. كان من الصعب دائمًا جعلها تبدأ لكن بمجرد أن تقرأ, جويون ستكون بخير.
نظر نحو ذراعيه ووجد جونيونق يحدق به, إحدى عينيه بلون القهوة والأخرى باللون العسلي البرتقالي. لا يزال على جونيونق إظهار ماهية نعمته وكيونقسو قلق لاكتشاف ذلك لكن سعيدًا ايضًا أن طفله الأصغر يكبر بصحة.
بمجرد ما فتح جونيونق عينيه, كيونقسو وجونق إن لم يكونا متأكدين ما إذا كان منعوم لأن البني والبرتقالي يتشابهان تقريبًا, فقط مختلفتين قليلًا لكن مع مرور الأيام, أصبح البرتقالي بارزًا أكثر. كيونقسو كان قلقًا لأن جونميون أخيرًا كبر بما يكفي ليفهم احتياطات السلامة واتباعها فعليًا, ولا يعلم إذا بإمكانه المرور بكل ذلك التوتر مجددًا إذا كانت نعمة جونيونق قوية جدًا.
من بين كل أبنائه, كان الطفل الذي يبلغ من العمر ثمانية أشهر بالتأكيد طفله الأكثر تهذيبًا. كان من الصعب التعامل مع جونميون مع نوبات غضبه المائية و التوأم دائمًا يضاعفون المشكلة. كانت جويون طفلة جيدة أيضًا لكنها بكت بالتأكيد أكثر مما يفعل جونيونق. عندما كان جوهيوك طفلًا كان يمرض احيانًا و يعاني من العديد من المشاكل مع اضطراب في المعدة والتهابات الأذن. ثم شيون كانت طفلة من الصعب إرضاءها, تريد فقط من كيونقسو أن يمسكها وتبكي كلما حاول أي شخص آخر الاقتراب منها. لم تكن حتى تحب جونق إن إلى أن دخلت سن الثانية وتلك كانت مشكلة احتاجوا إلى حلها.
"أيها الطفل," رفع جونيونق وقبّل أنفه, "هل اشتقت لبابا؟" ابتسم الطفل بشكل عريض, اثنان من أسنانه يخرجان من لثته ومدّ يده للمس وجه كيونقسو. "إخوتك مشغولون جدًا," تمتم كيونقسو. ثرثر جونيونق شيئًا وتظاهر كيونقسو بفهمه, يومئ رأسه بحماس.
"في احدى الأيام, ستتعلم مثلهم تمامًا وسيكون لديك الكثير من الناس لمساعدتك! ستكون محظوظًا للغاية," نقر كيونقسو وجنته السمينة. "لديك الكثير من الناس الذين يحبونك ويريدون حمايتك," كونه الأصغر, من المؤكد أن جونيونق هو أكثر شخص مدلل. لقد ورث جبلًا من الألعاب والكتب و هناك دائمًا من يلعب معه أو يمسك به.
قرر كيونقسو رؤية بقية أطفاله, حمل جونيونق بين ذراعيه ومشى إلى جوهيوك الذي يجلس ضد رف الكتب مع كتاب الرياضيات في يديه. جلس كيونقسو بجانبه وألقى نظرة خاطفة على صفحته. كان جوهيوك يملك خط كتابة جميل بالنسبة لعمره, أفضل بكثير من خربشات الدجاج الذين ينتجونها شيان وسيجين. كان جوهيوك أيضًا طفلهم الوحيد الذي لديه شفاه على شكل قلب مثل كيونقسو. جونق إن كان أكثر شخص متحمس حيال ذلك عندما ولد جوهيوك وحتى يومنا هذا ما زال يضايق الجميع أن جوهيوك أجمل طفلٍ له.
"هل تفهم ذلك؟" سأل كيونقسو. وضع جوهيوك رأسه ضد كتف كيونقسو واومأ برأسه. أحبّ كيونقسو جميع أطفاله ولكن لديه بقعة لينة مختلفة لكل واحدٍ منهم.
كان جوهيوك شخصًا يحمل أيضًا و الابن الأكثر حساسية. حيث نشأ جونميون كولي عهد ومثقل بالمسؤوليات في وقت مبكر من الحياة لإعداده للعرش, تم رعاية جوهيوك وحمايته من حقائق الحياة القاسية. كان طفلًا مريض جدًا و كيونقسو قلقَ عليه طوال فترة طفولته. عندما اضطر كيونقسو للعودة إلى دراكون لمدة خمسة أشهر, كان قد اتخذ قرارًا صعبًا باصطحاب جوهيوك و شيون معه. تمنى لو كان بإمكانه أخذ الستة جميعهم في ذلك الوقت, لكن كان ذلك مستحيلًا بالنظر إلى الظروف التي كانوا فيها.
جوهيوك اعتاد أن يكون خجولًا جدًا. يبكي عندما يتم اجباره على استقبال شخصٍ غريب و يتشبث بكلٍ من كيونقسو وجونق إن. إذا لم يكن بين ذراعي كيونقسو, فسيكون في حضن جونق إن, ولم تكن هناك ليلة حيث لم يكن ينام مع والديه في السنوات الثلاث الأولى من حياته. حتى عندما كان كيونقسو حاملًا بشيون, ظل جوهيوك ينام بجانبه وجونق إن, ساقيه تلتف بلطف حول معدة كيونقسو المستديرة.
كانوا يتوقعون أن يكون جوهيوك غيورًا جدًا من المولود الجديد وتوقعوا نوبات الغضب. تم تدريب جونميون على التعامل مع شقيقه الصغير, وبدا أن جوهيوك يجد الراحة معه أيضًا بسبب طبيعته الحاملة, لكن اتضح ليس هناك ما يدعو للقلق على الإطلاق. عندما التقى جوهيوك بشيون لأول مرة, حاول التسلق إلى حضن كيونقسو ولكن جونق إن امسكه بدلًا من ذلك. حظوا بأكثر حديث جديّ يناسب طفلهم البالغ من العمر ثلاث سنوات في ذلك الوقت, لكن بدا أن جوهيوك فهم كلماتهم ومنذ ذلك الحين اصبح دائمًا لطيف جدًا مع شيون. لقد كان الاثنان فقط في دراكون مع كيونقسو أيضًا, لذا تطورت علاقتهما الأخوية بشكل جيد جدًا. تذهب شيون إلى جوهيوك أولًا كلما احتاجت إلى مساعدة في شيءٍ ما و جوهيوك دائمًا ينتبه على أخته الصغيرة.
"أبيك سيأخذك معه إلى إيوس," تحدث كيونقسو, يمد يده ليبعثر شعره بلطف. كان جونيونق يمتص إبهامه وجعد جوهيوك أنفه على المنظر.
"أستطيع الذهاب إلى إيوس مجددًا؟" سأل ابنه ذو الست سنوات, عينيه تلمعان.
"ستغادرون خلال يومين," أومأ كيونقسو. جونق إن قد أخذ جوهيوك إلى إيوس مرةً عندما كان في الرابعة من عمره و قابل إبن تشانيول وبيكهيون, الأمير تشانقووك. الولدان كانوا في نفس العمر و اندمجوا بسرعة كبيرة.
تشانقووك السبب الذي جعل جوهيوك يتعلم كيفية الكتابة بسرعة لأن الأميران أرادا إرسال رسائل لبعضهما حتى يبقون على اتصال. عندما يذهب جونق إن إلى إيوس بدون جوهيوك, فهو سيعود مع هدايا من تشانقووك وقصة حول كيف أمير إيوس مستاء أن أفضل صديقٍ له لم يأتِ.
أجرت المملكتان محادثات أن تشانقووك و جوهيوك ربما سيصبحان ثنائي عندما يكبرون لأن علاقتهم بالفعل قوية جدًا الآن. رفض جونق إن تمامًا الموافقة على خطوبة مبكرة رغم ذلك. لقد علق في واحدة طوال الثمانية عشر عامًا الأولى من حياته وجعلته يائسًا. لا يريد نفس المصير لجوهيوك. يعتقد جونق إن أنه عندما يحين الوقت, يجب أن يكون جوهيوك وجميع أبنائه قادرين على اتخاذ قراراتهم الخاصة.
"أحتاج العثور على هدية لتشانقووك اذًا," لوى جوهيوك شفتيه بينما يفكر. مد جونيونق يده ونقر شفتين شقيقه بخفه وضحك كيونقسو بينما يسحب جونيونق إلى الخلف. آخر مرة, جلب تشانقووك لجوهيوك زهرة فريدة من نوعها على قلادة من الفضة. سمع تشانقووك أن جونق إن و كيونقسو قد مروا من خلال حدائق الورود عبر قصر إيوس لذلك حصل على وردة فضية صنعت خصيصًا لجوهيوك. الأمير الشاب اصبح يرتديها طوال الوقت وحتى الآن يستطيع كيونقسو رؤيتها تلمع حول رقبة ابنه.
"جوهيوك أنا متأكد من أن ذهابك إلى إيوس ستكون هدية لتشانقووك بالفعل," ابتسم كيونقسو, "ولكن أنا وأبيك يمكننا مساعدتك في التفكير لاحقًا. سأتحقق من التوأم وجونميون حسنًا؟"
"حسنًا بابا," هز جوهيوك رأسه, مدّ ذراعيه لإعطاء كيونقسو عناق سريع. قبّل كيونقسو جبينه قبل أن يقف ويسير نحو أولاده الثلاثة الأكبر سنًا. بدا جونميون ضجرًا بينما يشاهد سيجين و شيان يعملان على خرائطهما وجلس كيونقسو على مقعد بجانبهما وأعطى جونيونق إلى جونميون. أخذ ولي العهد بكل سرور أخاه الأصغر بين ذراعيه وبدأ يلعب معه, يدغدغ معدة جونيونق ويجعله يندلع في نوبة ضحك. كبر جونميون ليكون جيدًا جدًا مع الأطفال أيضًا. هذه نتيجة وجود ستة أشقاء أصغر منه.
"كم عدد الخرائط التي قدمها لكم البروفيسور كانق هذه المرة؟" سأل كيونقسو التوأم بينما يشاهدهم يلوّنون في قسمٍ من الخريطة.
"الكثير," اشتكى شيان حين التقط قلم تلوين آخر. "أكره القيام بالخرائط. هناك الكثير من الحفظ."
"أنا أحبهم," أجاب سيجين, يخرج لسانه بينما يقارن خريطته بالنسخة التي في الكتاب. "إنه لأمرٍ رائع رؤية الكثير من الأماكن المختلفة دون زيارتهم فعليًا. هل تعلم أن زوجة العم تيك تأتي من كل هذا الطريق إلى هنا," أشار إلى مملكة بعيدة عبر المحيط. "من الجنون أنها عبرت البحر لتتزوج العم تيك."
"الخرائط جيدة لكم," أجاب جونميون مع جونيونق في حضنه. "إذا كنتم ستصبحون قادة للجيش في يومٍ ما, فأنتم بحاجة إلى معرفة الإتجاهات وما الذي تواجهونه."
"سيجين يمكنه أن يقلق بشأن هذه الأشياء," عبس شيان. "يمكنني أن أكون مسؤولًا عن كل القتال," نفخ صدره بفخر. مع جونميون كولي للعهد, سيجين وشيان مقدرّان ليكونا قادة عسكريين عندما يكبران. كان ريمي يتدرب ليكون رئيسًا لقواته البحرية و لدى جونقسوك موهبة رائعة في الطب مثل والده ووالدته. تمنى كيونقسو سرًا رغم ذلك أن أطفاله لن يضطروا أبدًا إلى استخدام تدريبهم. إذا لم يرَ كل الأولاد لمحة عن الحرب في حياتهم, فكيونقسو سيكون الأسعد حينها.
على مر السنين, كبر التوأم إلى شخصياتهم الخاصة. والمثير للدهشة أن سيجين قد كبر ليكون الأخ العالم, يعتمد على الكتب والمعرفة. إذا لديه مخاوف بشأن شيءٍ ما, فإنه عادةً ما يتشاور مع كيونقسو أو جونق إن حول هذا الموضوع, ويمكنهما إجراء محادثات لطيفة حول كل الأمور.
شيان من الناحية الأخرى بالتأكيد أكثر عفوية. لديه أفكار مجنونة وأحلام كبيرة و الأمر متروك لجونميون حتى يعيده للواقع في بعض الأحيان. شيان بالتأكيد طفلهم الأكثر موهبةً في القسم الجسدي. متميز في جميع دروسه التدريبية وحتى تمت مقارنته بجونق إن حين كان صغير الذي يمتلك فائدة نعمته.
مظهرهم الوسيم وتربيتهم اعطتهم كل فرصة ليصبحوا اشقياء متعجرفين, لكن لا يزال التوأم يتمتعان بقلوب نقية للغاية وكان كيونقسو فخورًا بذلك. يأمل أن يستمروا في النمو ليصبحوا رجالًا جيدين.
بينما اتخذت شخصياتهم واهتماماتهم انقسامًا صغيرًا في الطريق, مظهرهم تغير عن بعضهم البعض قليلًا الآن. للوهلة الأولى, لا يزال بإمكان المرء بالتأكيد القول أنهما توأم وقد يستغرق الأمر بضعة اجتماعات لتمييزهما عن بعضهما, لكنهما بالتأكيد يتمتعان بسمات مختلفة الآن. كان شيان يشبه جونق إن أكثر, أنفه أكثر حدة وفكه نحيل. سيجين يملك أنف كيونقسو, فكه أيضًا في الجانب المربع. لم يكن يتمتع بنعومة ملامح كيونقسو الحاملة رغم ذلك لذلك كان يشبه تايوون أحيانًا.
"أخبرني أبي أنه ذاهب إلى إيوس," تحدث جونميون لكيونقسو بينما يلعب بأيدي جونيونق.
"سيأخذ جوهيوك معه," أكد كيونقسو حين نظر إلى جونميون. كان ولي العهد في المراحل الأولى من سن البلوغ, وجنتيه مستديرة قليلًا وجسده ممتلئ في أماكن عدة رغم تمارين السباحة المستمرة. كان جونميون أمير وسيم للغاية, يملك بشرة شاحبة وشعره أسود اللون. قد احتفظ بعيناه الكبيرة والصافية طوال طفولته وما زالوا يحملون براءتهم.
على عكس ملامحه الناعمة, جونميون يمكنه أن يكون جادًا عندما يريد ذلك. كبر ليكون شخص يحب المثالية وزعيم بطبيعته. كان أيضًا عنيدًا كالجحيم, وهذه سمة كان يجب عليهم اكتشافها عندما كان طفلًا. عرف جونق إن أنه سيكون ملكًا عظيمًا في المستقبل.
"أنا حقًا أتساءل كيف يقضي تشانقووك أيامه بدون جوهيوك," تحدث جونميون بسخرية. "لدى جوهيوك الكثير من الناس لإبقائه مستمتع ومشغول ولكن تشانقووك المسكين لا يزال طفلًا وحيدًا. قصر إيوس كبير للغاية وربما لا يوجد أي أطفال آخرين هناك."
"في آخر مرة رأيت فيها الملك بيكهيون أخبرني أنهم يحاولون من أجل طفلٍ آخر," ضحك كيونقسو. "كانوا مشغولين فقط بإعادة إعمار المملكة بأكملها. كان تشانقووك طفل غير مقصود."
"أنا غيور," اعترف جونميون بينما يلقي نظرة خاطفة نحو جوهيوك الذي يعبث مع عقده و يراجع ورقة العمل خاصته. "لدى جوهيوك بالفعل شخص قد يعطيه كل الحياة وهو فقط في السادسة من عمره. أنا أكبر منه بمرتين ولم أُعجب بأي شخص حتى الآن."
"لا تقلق بشأن الحب," أمسك كيونقسو وجنته. "سيأتي في يومٍ ما. عليك فقط ان تتحلى بالصبر."
"جميع الأمراء الآخرين هنا يجلبون لي الملل," اشتكى جونميون. "ربما يجب أن أكون مثل العم تيك وأجد نصفي الآخر في يابسة مختلفة."
لم يستطع كيونقسو إخبار جونميون أن قلب العم تيك ينتمي حقًا إلى شخصٍ آخر. كان تيك وتايوون يقومان بعمل جيد في تجنب بعضهما البعض على مدار الأربعة عشر عامًا الماضية.
"إذا قمت بذلك, فذلك الشخص سيأتي إلى هنا," تحدث كيونقسو. "لا يمكنني رؤية ابني الأكبر الثمين يبتعد عني."
"لا أريد الإبتعاد عن نيريوس أيضًا," ابتسم جونميون. كان ولي العهد يحب المملكة بقدر امتداد عمق البحر.
"بغض النظر عما يحدث رغم ذلك جونميون," أخذ كيونقسو يده وضغطها بشدة. وضع جونيونق يده الصغيرة فوقهم وابتسم بشكل عريض. "اريدك أن تكون سعيدًا فقط. أريدك أن تكون مع شخصٍ يجعلك سعيدًا للغاية."
كافح كيونقسو لمدة ثمانية عشر عامًا لإيجاد السعادة, وقد عاش الآن أربعة عشر عامًا من حياة مباركة. لم يستطع الانتظار لتلك السنوات الأربع عشرة لتتفوق على تلك الثمانية عشر عامًا الفظيعة حتى يتمكن أخيرًا من القول أنه كان سعيدًا معظم حياته.
يعلم أن جونميون سوف يمر بكفاحه في المستقبل. سيكون مصيره. إنه مكتوب في النجوم ومحفور بالحجر أن جونميون سيواجه عقبات أمام حياته. لم يكن بإمكان كيونقسو إلا الأمل أن يكون ابنه قوي وأن هناك شخصٌ سيكون بجانبه لدعمه طوال تلك الأوقات العصيبة.
.
.
.
👁
.
.
.
شجرة العائلة
كيونقسو - جونق إن: جونميون (13), شيان (10), سيجين (10), جويون (8), جوهيوك (6), شيون (3), جونيونق (1).
جيسو - اونوو: راهي, ريمي.
يونهوا - سونوو: جونقسوك, هيرين.
بيكهيون - تشانيول: تشانقووك.
تيك - لين: جونقداي, جونقيول, جونقوون.
جييون - تايوون: سونقوان, سونقهيون.