نجمة و تَعليق بين الفقرات لُطفاً 🍒.
-
الساعةُ قد قاربتْ الثامنةَ والنصفِ مساءً، هواءٌ باردٌ يخيمُ على الأجواءِ فيما بعضُ النجومِ قد زينتْ السماءَ الحالكةِ بنورها، القمرُ معتمٌ تماماً ويبدو كما لو أنّه قد خاصمَ رفيقاته وتخلى عنْ مهمتهِ لليوم.
اطفئ تايهيونغ محركَ السيارةِ بعد أنْ وصلَ إلى وجهتهِ، وجهَ بصرهُ نحو النائمِ في المقعدِ بجانبهِ بفمٍ مفتوح، قهقه على مظهرهِ اللطيف وحركهُ قليلاً في سبيل إيقاظهِ "صغيري، لقد وصلنا" تمتمَ بهدوءٍ جاعلاً من المعني يرفرفُ بجفنيهِ بإنزعاج.
لقد كانَ يومُ عملٍ طويل وشاق للغايةِ بالنسبةِ للأصغر على العكسِ من تايهيونغ الذي يشعرُ بالغبطةِ والسعادةِ لإصلاحهم سوءَ الفهمِ بينهما، فهو كانَ يعاني حقاً.
مددَ جونغكوك ذراعيهِ فيما أصدرَ أصواتً لطيفة إثرَ نومهِ الطويل، ابتسمَ تايهيونغ لهُ ثُمّ التفتَ ليترجلَ من السيارةِ ليتبعهُ الأصغر بعدَ عدةِ لحظات، كُلّ هذا كانَ يحدثُ تحتَ أنظارِ ذلكَ الرجلِ الذي كانَ يتتبعهم منذُ لحظةِ خروجهما من الشركةِ.
"أجل سيدي هو يعيشُ رفقةَ رجلٍ آخر" أردفَ ذو البزةِ السوداء للذي يحادثهُ على الطرفِ الآخر من الهاتف "أُحصل على رقمِ الشقة ثُمّ يمكنكَ المغادرة" أمرَ بصوتهِ الثخين لينفذَ المعني على الفور، حيثُ أنّه قد أنهى المكالمةِ وترجلَ لأجل أن يتبعَ الثُنائي الغافلانِ عنهُ تماماً.
أدارَ تايهيونغ مِقبضَ البابِ ليبتعدَ سامحاً للأصغر بالدخولِ أولاً ثُم تبعهُ هو الآخر، تنهدَ جونغكوك بثقلٍ قبلَ أنْ يخلعَ كُلٌّ منهما حذائهُ ثُمّ تبعت ذلكَ سترتيهما.
"هل أُعدّ العشاء؟" سألَ جونغكوك بعدَ أنْ أشعل إنارةَ المنزلِ فيما إلتفتَ قاصداً المطبخ "جونغكوك" ندهَ تايهيونغ جاذباً معصمَ الأصغرِ ليدفعهُ نحوَ الجدارِ بخفةٍ، كفهُ اليُمنى كانتْ قد حاوطت خاصرةَ الآخر أما عن اليُسرى فقد تسللت للعبثِ بخصلاتِ شعرهِ الفحمي.
"ما الذي تُحاول فعلهُ تاي؟" سألَ جونغكوك بنبرةٍ متوترة بعد أنْ طال تحديقُ الأكبر بهِ والذي كانَ مأسوراً بلمعةِ عيني الآخر التي عُكست عليها إنارةُ المنزلِ الخافتة "عينيكَ؛ قطعةُ السعادةِ خاصتي" تمتمَ تايهيونغ ثُمّ اقتربَ ليُقبل مقلتا الأصغر الذي إبتسمَ وأغمضَ عيناهُ بخدرٍ حيثُ كانَ يميلُ برأسهِ تزامناً مع لمساتِ تايهيونغ له.
"أنفكَ للتقبيل وللشعور برقةِ الوجود" استرسلَ تايهيونغ بصوتهِ الثخين متلمساً أنفَ الأصغر جاعلاً منه يقشعرُ لذلكَ ثُمّ طبعَ قُبلةً رقيقةً هُناك، إبتعدَ قليلاً ليحدقَ بالآخرِ مُجدداً "عندما أنظر إليكَ تبدو لي الدُنيا وكأنها مكانٌ أجملُ بكثيرٍ مما أراه" أكملَ بنبرةٍ صادقةٍ فيما جونغكوك قد ابتسمَ لهُ بدفء.
"أنتَ تُجيدُ بعثرةَ كياني بشكلٍ جيدٍ للغايةِ تايهيونغ" أردفَ جونغكوك ولم يَكن من تايهيونغ إلا أنْ يبتسم ويدفنَ رأسه في عنقِ الآخر مستنشقاً عبيرهُ الآخاذ.
لحظاتٌ حتى تمردتْ كفُ تايهيونغ نحوَ فخذِ الأصغر أما ذراعهُ الحرة فقد جذبت جسدهُ النحيل للأعلى مُجبراً جونغكوك على محاوطةِ عنقهِ بقوةٍ فيما قدماهُ قد التفت حولَ خصرِ تايهيونغ "ما الذي تفعلهُ، أنزلني تاي" انتحبَ الأصغر إلا أنّ المعني قد حركَ رأسهُ نافياً، فيما قد دفعَ جسدهُ نحوَ الحائط ممركزاً القليلَ من ثقلهِ عليه.
"قبلني أولاً، كما فعلتَ ذلكَ اليوم في الشركة" أردفَ بنبرةٍ وقحةٍ بعضَ الشيء فيما غمزَ للآخر بخبث، جونغكوك احمرّ بشراسةٍ إثرَ ذلكَ وبعثرَ بصرهُ في الأنحاءِ متجنباً النظر لتايهيونغ "لنْ أفعل" قالَ بعد أنْ أشاحَ بوجههِ بعيداً "بربكَ كوكي، إفعل ذلكَ لأجلي" انتحبَ الأسمر مسبباً قهقةَ الصغير.
حدقَ جونغكوك بعينيهِ اللامعةَ عدةَ لحظاتٍ ثُمّ انحنى آخذاً شفتاهُ بقبلةٍ ساخنة، كما لو أنّها قد حملتْ دفء قصصِ العُشاقِ جميعُها، بادلهُ تايهيونغ بشغفٍ فيما أحكمَ القبضَ على فخذيهِ وبدأ بالسيرِ بإتجاهِ غرفةِ الجلوس، ارتطما بالعديد من الأشياءِ إثر إنشغالهما بشفاهِ بعضهما إلى أنْ وصلا حيثُ الأريكة السوداء.
وضع الأصغر فوقها برفقٍ ليعتليهِ، ركبتهُ قد توسطت الفراغَ الكامن بينَ ساقيّ جونغكوك بينما استمرَ بتقبيلهِ بنشوةٍ عارمة.
أنّ جونغكوك بألم عندما قضمَ تايهيونغ شفتهُ السُفلية ليضعَ كفهُ على صدرِ الأكبر دافعاً إياهُ بخفةٍ "لما أنتَ جامحٌ هكذا؟" تذمرَ جونغكوك فيما مسحَ بإبهامهِ فوق شفتهِ المنتفخةِ "لأنني اشتقتُ لك" أجابَ تايهيونغ بنبرةٍ حانيةٍ، هو شعرَ بالذنب لإيذاءهِ للأصغر.
حدقَ جونغكوك بملامحِ الأكبر المُبعثر ورغم الإضاءةِ الخافتة للغرفةِ هو استطاعَ رؤيةَ اللمعةِ الكامنةِ في حدقتي تايهيونغ، اعتدلَ في جلستهِ ليبتعدَ الآخر عنهُ حيثُ اتخذَ من طرفِ الأريكيةِ مقعداً لهُ فيما جونغكوك كانَ قد زحفَ ليتوسدَ حضنَ تايهيونغ والذي اعتلت نظراتُ الفضول ملامحَ وجههُ.
"اريدُ صنعَ علامةٍ لك" أردفَ جونغكوك فيما مررَ أطرافَ أصابعهِ ببطء فوقَ عنقِ الآخر، زفرَ تايهيونغ بثقلٍ إثرَ لمساتِ الأصغر الدافئة "افعل ما تشاء، ملاكي" قالَ بعد أنْ أعادَ رأسهُ للخلفِ سامحاً لجونغكوك بفعلِ ما يرغبُ به.
ابتسمَ بسعادةٍ ليقتربَ من عنقِ الآخر مُطَبِقاً ما قامَ بهِ تايهيونغ في تلكَ الليلة، هو طبعَ قُبلاً لطيفةً ومتفرقة فوقَ رقبةِ تايهيونغ تزامناً مع فكةِ لأزرارِ قميص الأكبرِ الأولى، تايهيونغَ كانَ يغمضُ عيناهُ بخدرٍ بينما يمسك بخصرِ الآخر بخفة.
عدةُ لحظاتٍ حتى بدأ جونغكوك بإمتصاصِ ترقوةِ الأكبرِ البارزةِ مُخلفاً أصواتاً دبقة، "آه كوك!" تأوهَ تايهيونغ بعمقٍ عندما شعرَ بأسنانِ الأصغر تقضمُ جلدَ بشرتهِ العاري، طبعَ جونغكوك قُبلةً أخيرة ثُم ابتعدَ ليتفحصَ ما قامتْ شفتاهُ بصنعهِ بينما يبتسمُ برضى، لقد كانتْ علامةً حمراء صغيرة زينت بشرةَ تايهيونغ السمراء.
"هل نُعد العشاءَ الآن؟ إنني جائع" قالَ بعد أن استقامَ من حِجر الأكبر الذي ابتسمَ و أومئ.
.
.
بدايةُ قصةِ الحُب تحملُ شعوراً مليئاً بالدفء والرقةِ كما لو أنّك تحملُ مولوداً جديداً، عارياً بينَ ذراعيك، اذ أنّك تغتبطُ لكُل بادرةٍ منهُ، كلماتهُ، حركاتهُ، جسدهُ، وكُل شيءٍ فيهِ يُبهجك، الحُب يبددُ كل جوانب شخصيتك المُنفرة ويغسلكَ من الداخلِ حيثُ تغدو نظيفاً كُلياً.
يُمكننا القولُ بأنّ جيمين كانَ يشعرُ بكل هذهِ الأحساس رفقةَ نامجون، هوَ حفظَ جميع تفاصيل الأكبر بعنايةٍ فائقة، استمعَ بسعادةٍ لحديثهِ الذي تمحورَ حول العملِ ولا شيءَ آخر غيرهُ.
كانَ شارداً بملامحِ نامجون الذي استمرَ بتناولِ الطعامِ المتموضعِ أمامهُ فيما يتحدثُ عن أمورٍ عدةِ لم يَعي جيمين منها شيئاً
"ما رأيكَ أن نتحدثَ عن أنفُسنا نامجون-شي" قطعَ جيمين حديثَ الأكبر الذي حدقَ بهِ بعدمِ فهم "أنا حقاً أُريد التَعرف عليك" استرسلَ ذو القامةِ القصيرة جاعلاً من المعني يحدقُ بهِ بفضول "أنا معجبٌ بك" أكملَ حديثهُ ليوجهَ بصرهُ للأكبر في محاولةٍ لقراءةِ معالمِ وجهه إلا أنّ محاولتهُ قد باءت بالفَشل.
"أنا أعتذر، رُبما قد تسرعتُ قليلاً" استدركَ جيمين الأمرَ قبلَ أنْ يُخفضَ رأسهُ بخيبةٍ "لا بأس، كنتُ متفاجئاً فحسب" أردفَ نامجون بحرجٍ بينما يخدشُ مؤخرةَ عنقهِ، ابتسمَ جيمين بوسع إثرَ ذلك.
"اذاً أنتَ لا تُمانع بأنْ أكنّ لكَ المشاعر؟" سألَ جيمين فيما حدقَ في الأكبر بفضولٍ منتظراً اجابتهُ، نامجون في هذهِ اللحظةِ كان قد استرجعَ حديثَ جيهيو السابقِ بأكملهِ، ووجدَ أنّها على حق، هو لا يُمكنه أنْ يستنزفَ مشاعرهُ لأجلِ حُبٍّ من طرفٍ واحد.
"في الواقعِ أنا أجدكَ لطيفاً بعضَ الشيء" أردفَ نامجون بقليلٍ من الحرج جاعلاً من الأصغر يبتسمُ بسعادةٍ غامرة "حقاً؟ يُمكنني أنْ أبدو لطيفاً كالقططِ تماماً لأجلك" قالَ بحماسٍ مما جعلَ نامجون يقهقهُ بخفةٍ.
أنهى كلاهما الوجبةَ بهدوءٍ لم يخلو من شقاوةِ جيمين والتي بدت مضحكةً للأكبر، دفعَ نامجون الحِساب بعد أن تجادلَ مع الصغير على ذلكَ إلا أنّه قد انتصرَ في النهاية، استقلَ كلاهما سيارةَ الأكبر والذي أصرَ على إيصالِ جيمين إلى منزله، كونه أرادَ التصرفَ كرجلٍ نبيل.
نصفُ ساعةٍ مضتْ ليتوقفَ نامجون أمامَ أحد المنازلِ الفاخرة، بعدَ كُل شيء جيمين شخصٌ فاحشُ الثراءِ رُغمَ صغرِ سنهِ، هو ولدَ بملعقةٍ من الذهبِ في فمهِ حيثُ كانَ الوريثَ الوحيد لشركاتِ السيد بارك للإستثمار.
ترجلَ كلاهما من السيارةِ، ليتقدمَ جيمين ناحيةَ الأكبر بإبتسامةٍ واسعةٍ قد زينت مُحياه "شكراً لكَ موني" أردفَ بهدوء ثُمّ رفعَ قدماهُ طابعاً قبلةً لطيفةً على وجنةِ الأكبر المُتجمد بلا حراكٍ وبأعينٍ متسعه.
غادرَ جيمين المكانَ بخطواتٍ سريعةٍ إثرَ شعورهِ بالخجل من تصرفه، أما عن نامجون فهو كانَ يحدقُ في الفراغِ بينما يتلمسُ وجنته المُحمرة "موني" تمتمَ مردداً اللقب الذي أطلقهُ عليهِ الأصغر منذُ لحظات.
نفى برأسهِ ليتداركَ الأمر حيثُ التفتَ عائداً للسيارة بينما لم يستطع منعَ نفسهِ من الإبتسام.
-
⏪⏹⏩
كوكو النمنم 😣💞
مشاعركم♥؟ برأيكم مين الشخص اللي كان براقب التايكوك؟ 🙄
إلى اللقاء سكاكر 🍑.