____رواية لهيب حب أشعله كره____
___بقلمي لينا___
مر يوم آخر بعد تلك الحادثة ...
نتجه إلى مطعم راقي جدا ... نجده جالسا ينتظر هناك يرتدي بذلة سوداء .. وسيم كالعادة. . نرى على ملامحه الشرود ... كيف سيصارحها .. ؟ إنه معجب بها .. لكنه لا يعرف إن كان يحبها حقا أم لا ..!! لكن يريد أن ينسى الماضي .. لربما إذا أقدم على هذه الخطوة سينسى ... ربما !
رآها تدلف من الباب مرتديتا حجابا طويلا وردي اللون و طرحة من نفس اللون .. وجهها المضيئ يغلبه الحياء .. إنها فتاة الأحلام كيف لايرغب بها !؟ ..
ابتسم ابتسامة هادئة و نهض .. رأته هي فاتجهت نحوه تعلو وجهها ابتسامة خجولة ... مد يده لكي يصافحها ..
_أسفه يا محمد مش بسلم ..
_و لا يهمك اتفضلي ..
جلست مقابلة له ثم أردفت :
_م..ممكن تتكلم بسرعة ع..عشان غ..غلط اقعد مع واحد غريب
_أنا عارف يا ليلى و أنا جبتك هنا لموضوع مهم .. بس نشرب حاجه الأول و بعدين نتكلم .....
نادى للنادل و طلب قهوة له و عصير لها ...
__________________________________________
نرى سيارة فخمة تسير على الطريق السريع .. تعلو منها الأغاني ... و صاحبها يصفر بفمه و يدندن تارة ... يرى في مرآة السيارة و يمشط شعره بيده معجبا بوسامته ... وقف أمام محل للورود نزل اشترى ورودا حمراء جميلة جدا تمتلك لمسة الرقي ... عاد إلى سيارته و بعد لحظات نجده يوقف سيارته مرة أخرى أمام البحر ... هناك فتاة يتطاير شعرها مع نسمات الهواء .. تولينا ضهرها .. تقدم منها و احتضنها من الخلف
_حبيبة قلبي
استدارت هي و وضعت يديها حول عنقه
_كيمو حبيبي وحشتني
_و انتي أكتر يا حبي ... تعالي يا حبيبتي
أمسكها من يديها و اتجه إلى سيارته .. أخرج علبة دائرية و ورد أحمر
_الللله دي ليا انا !؟
_أيوه يا عمري ليكي ...
عانقته بسعادة و هي تقفز ... ثم قالت له بدلع :
_طب يا حبيبي انا نفسي نروح على السيما
_من عيني يلا ...
لكن قطعهم صوت من الخلف :
_آه يا واطي يا خاين .. جايبلها ورد و علبة شيكولاطة و كمان رايحين على السيما .. ما لسه كنا فيها البارح و لا نسيت يا زباله
استدار لها و قد انعقد لسانه من الصدمه ....
_هيام !!!
تقدمت منه و صفعته بقوة :
_اسمي هنا يا واطي يا عرة الرجاله ... ثم نظرت للفتاة التي كانت مصدومة بدورها
_مسكينة يا عنيه تلقيكي انجريتي بكلمتين من الواطي ده ...
نظرت له الأخرى و هتفت :
_ايه اللي بتقولو البنت دي يا كريم
_متصدقيهاش يا حنان
لتصفعه هي الأخرى :
_اسمي هيام يا واطي .. و بزقت في وجهه و رحلت
نظرت له هنا باستحقار... ثم مدت يدها و أخذت علبة الشيكولاطة :
_هات دي يا حمار زباله بصحيح .... و رحلت
بقي هو مصدوما .. ثم وضع يده على خده يتحسسه بألم :
_دنا أمي دعيا عليا بصحيح ... ايه النحس ده موزتين طارو ورا بعض يا بختك يا كريم يا بختتتتك .... صعد لسيارته ... و أقلع
_منه لله اللي كان السبب منه لله ... انا ..انا اتلطش بالألم مرتين و يتاخد مني الشيكولاطة .. انا ؟؟
رن هاتفه ففتح الخط و هو يضع سماعة البلوتوت
_ايه يا كيمو أخبار المزة ايه ؟
_مزة ايه يخربيتك .. قعدت تقر تقر لغاية متلطشت بالألم مرتين منك لله يا عمر منك لله ... آه يا ني يا ختيييي
_ايه مالك يا اختشي افشوكي و لا ايه ؟
_ياريت جات على كده
_امال مالك ايه اللي حصل ؟؟
_الزفته هنا و لا مش عارف اسمها ايه البنت اللي تعرفت عليها الأسبوع اللي فات فاكر ؟
_آه مالها ؟
_قفشتني مع حنان يووووه قصدي هيام اللي اتعرفت عليها البارح لما وصلت هنا لبيتها ....
_يا لهووووي اظاهر انك اتبهدلت آخر بهدله
_اسكت .. ده هي سمعتني كلام مايعلم بيه غير ربنا .. و لطشتني بالألم ... قوم بقى ايه هيام عامله زيها
_ههههههههه و تلاقيك اتلغبطت فالأسماء زي عادتك
_آه و الله ... و ياريت جات على كده دي اخدت مني علبة الشيكولاطه تصدق
_و الله بنت أصيله بصحيح
_لا و الله طب اقفل يا زفت
_ههههههه حاضر
_اوبااااا
_ايه ؟
_ مزة انما ايه
_يخربيت ام دماغك يا عم ..... و اغلق الخط
_يا عم غور ... ثم اخذ ينظر إلى الفتاة حتى سمع صوت صراخ ... فأوقف السيارة بسرعة ....
__________________________________________
كانت جالسة على مكتبها منشغلة في بعض الأعمال ليدق مكتبها :
_ادخل
دخل عسكري و أدى التحية العسكرية :
_فيه متهم برا
_دخله ... يا عسكري
_أيوه يا فندم
_الضابط ريان فين ؟
_مش باين من البارح
_طيب
خرج و أدخل المتهم :
_اخرج انت
_حاضر .. قدم التحية و خرج
نظرت هي إلى ذلك الرجل الذي تظهر عليه الوحشية و تفوح منه رائحة كريهة .. علامات الإجرام بادية على وجهه بوضوح
نظرت إلى أوراقه المتناثرة أمامها
_عمران جابر ... سبع جرايم سرقة غير الخناقات الجميلة اللي كل مرة تعملها ... و اعتداءات الله الله و كام مرة يمسكوك سكران و متلبس لا و كمان كل مرة تغلط فالكلام .. دنتا ناوي تعيش عندنا و لا ايه
_حضرتك انا المرادي بريئ
_لا و الله بريئ ؟.. المرادي حالة اغتصاب و المتهمة جات متقطعة هنا يعني هتكدب علينا ؟
_آه و الله بتكدب و الله انا بريئ
_و ايه اللي يثبت ؟
_بصي يا فندم انا كل مرة بعترف و بقول الحق .. و انتي اكتر واحدة عارفة انا بسرق ليه عشان عيلتي .. عشان مفيش حد رضي يشغلني و انا بنتقم منهم و بسرقهم .. عشان اخواتي يدرسوا عشان أجيب دوا لأمي و عشان أخلي أختي مرتاحه مش محتاجه حاجه .. و لما تجيبوني هنا بعترف و ارجع الأموال لناسها و سعات بستلف و أدفع الكفالة و سعات بقضي فترة العقوبة فليه اغتصب واحدة .. انا آه بلطجي و سكير كمان مش بقول اني إمام بس عندي أخت و عندي أم بخاف يتعمل فيهم زي مابعمل مع بنات الناس ... و بصراحة البنت دي كنت خاطبها بس بسبب ظروفي فسخت الخطوبة .. و اتخطبت هي مرة تانية و مشيت غلط و خسرت شرفها و هي عايزة ترمي بلاها عليا عشان عارفه أن مفيش حد هيصدقني .. بصي حضرتك انا مستعد أقضي فترة العقوبة بس و حيات أغلى حاجه عندك يا فندم أمي و اخواتي ساعديهم
_متخفش يا عمران .. هثبت برائتك و لو محصلش هشيل أمك و أخواتك فعيني .. انا مصدقاك ..
_ربنا يسعدك يا فندم ربنا ما يحرمك من حاجه إن شاء الله ... مش هنسالك جميلك ده و انا رقبتي سداده
_كلك رجولة يا عمران ... يا عسكري
دخل العسكري :
_تمام يا فندم
_بص كويس تخده على الحجز و تخلي بالك منه أي حاجه يعوزها تقولي و إياك تغلطو معاه فاهم
_حاضر يا فندم ... و خرجوا
_الدنيا دي بتظلم ناس كتير ... الحمد الله على كل شيئ
بعد لحظات سمعت صوت صراخ .. ثم دخل رجلين و كان أحد العساكر ممسكنا بهما
_سيبني انا بعرف امشي لوحدي سيب بقولك ... ثم اندهش لما نظر أمامه
_انتي !!!!
_ههههه ايه الصدفه دي
_ب..بتعملي ايه هنا ؟
_مش قولتلك اني ظابط يا حيلتها ... فيه ايه و جايبه كده ليه يا عسكري
تقدم منها الرجل الثاني :
_بصي يا فندم انا كنت راكن عربيتي و الأفندي ده دخل فيها و مش راضي يديني الثمن كله
كريم :
_ليه يعني عربيتك ديه شريها من سوق الخرده و طالب فيها كل الثمن ده انت اتجننت ؟؟
_آه عشان انا معنديش استعداد أخسر عربيتي عشان حضرتك مستهتر
_و انا بقولك مش هدفع اكتر
ضربت هي على مكتبها بقوة صارخة :
_اخرسوووووااااا ... لما تكونو قدام الضابط أسيل تخرسواا سامعيييين ... توجهت نحو كريم و أمسكته من ياقته و دفعته ليسقط أرضا
_عسكري تاخد ده على الحجز
_لا لا لا حجز ايه ابوس إيدك انا مستعد ادفع خلاص .... قطع كلامه حينما سمعوا صوت إطلاق النيران يدوي بكل مكان ......
__________________________________________
يدخل إلى تلك القاعة الواسعة بهيبته المعتادة رافعا رأسه ... طوله الفارع و جسده الرياضي تعلو وجهه ابتسامته الماكرة المعتادة ..... نجد بتلك القاعة رجلين و امرأة يبدوا أنهم من بلد آخر ...
جلس هو مقابل لهم ....
تحدث الرجل الأول بالإنجليزية و هو يمد يده :
_مرحبا سيد هيثم انا فرانك
نظر الآخر لساعة يده و أجابه بصوت قاتم :
_ليس لدي الوقت سيد فرانك ارجوا ان تسرعوا
حمحم الآخر باحراج مردفا :
_ح..حسنا هذا جاك و هذه مادلين .. نحن بصراحة نود أن نعقد صفقة معك لتغطي لنا الشحنة القادمة من إنجلترا إلى هنا و انت طبعا من ستكون رابحا بهذه الصفقة
وضع يده تحت ذقنه يحكها بتفكير :
_أظن أنك سمعت عني يا فرانك !
_طبعا طبعا و من لا يعرف ملك السوق
_اذن انت تعرف عدم حاجتي للعبة الأطفال هذه
مادلين و هي تقف و تتقدم منه :
_سيد هيثم لماذا انت شديد لهذه الدرجه هذه مجرد صفقة سيكسب كلانا منها .. ثم أردفت و هي تميل إليه
أعدك ..
أجابها بابتسامة ماكرة :
_أرى شعرة بيضاء ظاهرة من شعر رأسك سيدة مادلين .. شهقت و هي تعتدل و تتلمس شعرها
أكمل هو ساخرا :
_في المرة القادمة اعتني بنفسك جيدا قبل أن تقفي أمام رجل وسيم تحاولين إغرائه .... ههههههههه
ثم نهض و خرج ...
مادلين :
_انه وقح جدا ماذا سنفعل معه ؟
جاك :
_مستحيل ان نتعامل معه
_هيا يا رفاق أظننتم أن الشيطان سيقبل بسهولة ؟... ابتسم بمكر .... لكني لن أستسلم ....
__________________________________________
أخذت تدلك رقبتها و هي تتألم ... ثم استرخت على كرسيها و تنهدت بتعب :
_إزاهر أن محمد بيعمل كده عن قصد ... ده سيبلي كل الشغل من الصبح .. بيرجع الأيام عليا يعني .. ماشي يا محمد لما تيجي بس هوريك انت و الزفته التانية كمان ....
لملمت أشياءها و خرجت من مكتبها و نزلت بصحبة حرسها .. تمشي بعلو وسط عمالها ... إلا أن قاطعها صوت طفل صغير :
_طنط يا طنط
نظرت للأسفل لتجده طفل صغير ذو عينين زرقاوتين ... كان يشبه الملائكة ... قبلته و هتفت :
_أيوه يا حلو
_انتي حووة أووي (حلوة اويي)
_ميرسي يا حبيبي و انت أحلى
_بس ييه متكبرة و وحشه (ليه متكبرة ..)
_انا !! مين قالك الكلام ده ؟
_مامي بتيجي من الشغل تعبانه و يما تزعق مع بابي بتقوييو انك كده و يازم تخيص الشغي
_فادي يا فادي ... شهقت و جاءت ركضا
أمه
_أ..أسفه يا فندم ه..هو صغير ميعرفش
_ههه و لا يهمك .. ثم انحنت و قبلته ... انا مش كده يا حبيبي و عشان خاطر عيونك مامي هديلها إيجازه تريح شوية
_ييييييي ميرسي يا طنط
الأم :
_أ..أنا..
_مفيش داعي للكلام روحي ريحي الأسبوع ده و بعدين ارجعي
_شكرا يا فندم
خرجت رغد من الشركة ... فتحت باب سيارتها لتركب لكن قطعها صوت من الخلف
_رغد !!!!
استدارت لتجده واقفا يستند على الحائط بطوله المهيب و هيكله العريض .. مربعا يديه ينظر إليها بثقة ....
_.......!!!!!!