الحلقة العاشرة
أسرع يوسف للطبيب مرة أخرى من أجل الإطمئنان على عنيدته الجميلة ...لحظة أ أصبحت عنيدته ؟كيف حدث هذا ؟ومتى تعلق قلبه بها ؟
أخرجه من شروده خروج الطبيب من غرفتها هاتفا بانفعال :
_يا جماعة أنا قلت ضغطها نزل جدا ومحتاجة تستنى معانا هنا لبكرا
يوسف بضيق :
_كانت مصممة تخرج يا دكتور ولما وقفت داخت ووقعت كده
الطبيب بهدوء :
_طيب اهدى متقلقش ان شاء الله تخلص المحلول وهتكون كويسة
وانتظر يوسف على أحر من الجمر وفي داخله شعور جارف نحوها يريد صفعها بقوة لتستمع اليه ثم يحتضنها داخل جنبات صدره ويصالحها
مر ما يقارب الساعة حتى استيقظت ياسمين من غفوتها فوجدت الطبيب بجانبها :
_آه ...إيه اللي حصل ؟؟
الطبيب بابتسامة عابثة :
_ولا حاجة بس خوفتي خطيبك عليكي
ياسمين بدهشة :
_مين ؟؟؟ خطيبي مين ؟أنا .....
يوسف مقاطعا :
_خلاص يا ياسمين اهدي ...كلها ساعتين ثلاثة وتخرجي ...اصبري شوية بقى
الطبيب :
_بالظبط كده ان شاء الله بكرا الصبح هعدي عليكي نقيس الضغط ونشوف ...الف سلامة
واتبع الطبيب كلامه بمغادرته للغرفة تاركا ياسمين في حالة من التعجب ومنة في توتر وقلق ويوسف متوجسا من ردة فعلها على كذبته
ياسمين ببلاهة :
_مين خطيبي ؟...أنا مش فاهمة حاجة
يوسف بتوجس :
_معلش أنا أسف ..أنا اضطريت أقول اني خطيبك عشان أطمن عليكي
ياسمين بصدمة :
_نعم ؟!!!!!انت بتقول إيه ؟
منة :
_معلش يا ياسمين حصل خير
ياسمين بغضب :
_حصل خير....حصل خير ازاي ..اتفضل يا أستاذ لو سمحت وعيب قوي كدة
يوسف :
_أنا بس كنت ....
ياسمين بانفعال مقاطعة اياه :
_لو سمحت اتفضل وكتر خيرك قوي لحد كدة
فشعر يوسف بالإحراج فخرج من الغرفة سريعا في حين نظرت منة اليها معاتبة :
_ليه كده يا ياسمين ...احرجتيه
ياسمين بضيق :
_هو ايه اللي ليه كدة ؟؟ده بيقول خطيبي يا منة ...افرضي أدهم لا أحمد عرفوا هتبقى مصيبة
منة بهدوء :
_هو مكنش يقصد والله أي حاجة وحشة دا من قلقه عليكي بس
ياسمين بتعب :
_خلاص بقى انسيه ...قوليلي أخبار عمو إيه ؟
منة :
_الحمد لله الضغط بدأ يظبط الدكتور طمني عليه ....أنا هبات معاكي هنا وبكرا ان شاء الله هطلع له
فوافقتها ياسمين الرأي ثم غاصت في أحلامها من إرهاقها اللامحدود لتستيقظ على صوت يدغدغ أحلامها بقوله العظيم (الصلاة خير من النوم ) فاقت ياسمين وانتفضت جالسة لدقائق حتى تستوعب أين هي وما أتى بها إلى هنا حتى تذكرت فنادت على منة حتى أيقظتها
منة بقلق :
_مالك يا ياسمين ؟انت تعبانة
ياسمين بهدوء :
_لا الحمد لله بخير متقلقيش ...أنا أسفة اني صحيتك كده ...بس سمعت صوت الفجر وكنت عاوزة أصلي
منة :
_طيب قومي اتوضي على ما اروح اطمن على بابا وارجع اصلي معاكي
ياسمين :
_طيب روحي اطمني على عمو ..وانا هتوضى وهسأل حد عن اتجاه القبلة على ما تيجي
فوافقتها منة وخرجت لوالدها بهدوء بينما توضأت ياسمين وخرجت لتسأل عن اتجاه القبلة ولكنها أثناء خروجها تعثرت واصطدمت بالباب مما أحدث صوت عالي أفزعت على أثره ذلك المتقوقع على أحد المقاعد أمام غرفتها فهب واقفا من غفوته القليلة مندفعا اليها
يوسف بلهفة :
_في إيه مالك ؟انت تعبانة ؟...طيب أنادي للدكتور ؟
ياسمين ذاهلة لا تصدق أنه مازال هنا حتى بعد أسلوبها الجامد معه بالأمس فلم ترد بحرف تنظر له بدهشة فقط
يوسف :
_اتكلمي أرجوكي ...طب أدخلي ارتاحي وانا هجيب الدكتور وآجي بسرعة
وبالفعل اسرع يوسف لغرفة الطبيب بينما عادت ياسمين لغرفتها وجلست على فراشها تفكر
ليه استنى ؟حتى بعد ما أحرجته امبارح لسه بردوا قاعد ؟؟؟ياترى عاوز مني إيه يايوسف ؟
طرقات على الباب اخرجتها من شرودها فسمحت لهم ليدخل الطبيب ومعه يوسف قلقا متلهفا للإطمئنان عليها
الطبيب بعملية :
_خير يا آنسة ...في إيه
واتبع حديثه بجذب يدها ليقيس لها النبض ثم شرع في قياس الضغط
ياسمين :
_أنا ...
يوسف مقاطعا :
_مالها يا دكتور ..أرجوك طمني
ياسمين بهدوء :
_أنا كويسة مفيش حاجة ....انا بس ....
يوسف مقاطعا :
_انت تسكتي دلوقتي ...اتكلم يادكتور من فضلك
الطبيب بعد ان انهى فحصه :
_واضح جدا يا آنسة ان خطيبك بيحبك قوي ...اطمن يا أستاذ والله هي كويسة جدا وممكن كمان تخرج دلوقتي الحمد لله النبض تمام والضغط مظبوط
يوسف بارتياح :
_الحمد لله ..الحمد لله ...متشكر قوي يادكتور ...اتفضل حضرتك
وخرج الطبيب من غرفتها تاركا الاثنين في مواجهة حامية
ياسمين بضيق :
_بجد انت انسان مش طبيعي
يوسف بابتسامة :
_متشكر جدا دا بس من ذوقك
ياسمين بغضب :
_لا ومستفز كمان
يوسف :
_كتر خيرك والله
ياسمين بانفعال :
_انت ...انت
يوسف بهدوء :
_خلاص اهدي لتتعبي تاني واضطر انام على الكرسي ...بصراحة حاسس بظهري مقسوم نصين من النومة دي
ياسمين :
_ومين طلب منك تنام هنا
يوسف بجدية :
_مكنش ينفع اروح واسيبك ...قصدي اسيبكم انت وصاحبتك لوحدكم كدا
ياسمين بانفعال :
_اوعى تكون مفكر نفسك خطيبي بجد ...
يوسف بضيق :
_عارف والله انك حلم بعيد عن اني أحلم بيه ...بس كنت خايف عليكي ...على العموم خلاص الدكتور قال ممكن تخرجي خلينا نخرج وبعدين نتكلم
ياسمين بانفعال :
_وبعدين بقى هو انا مش هخلص منك يعني
يوسف بابتسامة :
_اكيد لا ..لازم اروحك واطمن انك في بيتك ..وبعدين تخلصي مني
ياسمين :
_والله ده ....
يوسف بابتسامة :
_عارف شيء لا يحتمل صح ؟
ياسمين وقد قاربت على ضربه لتخلصه من ابتسامته الباردة تلك التي تفقدها اعصابها :
_انت ازاي كده ..يا بني ادم انت أنا بقول ....
يوسف بنفس الابتسامة :
_بصي اشتمي من هنا لبكرا بردو مش هسيبك الا في بيتك ..لان انت مسؤليتي من دلوقتي لحد ما تروحي فقدامك حلين
إما تسكتي واروحك من سكات يا إما اعملي اللي انت عاوزاه وبردو هنفذ اللي انا عاوزو
ياسمين :
_لا حول ولا قوة الا بالله
يوسف :
_خلاص طالما موافقة ...اتفضلي قدامي يالا
ياسمين بابتسامة :
_بجد انسان مش طبيعي ..مجنون
يوسف ضاحكا :
_بعض مما عندكم
فضحكت ياسمين وانتظرت منة حتى عادت ومعها والدها وأوصلهم يوسف جميعا كل الى بيته
ومر يومان كان خلالهما يوسف بطل أحلام ياسمين شغل عقلها وتفكيرها فصارت شاردة معظم اوقاتها حتى ذلك اليوم في الصباح عندما(قلب الرفاعي بقلمي لميس عبد الوهاب ) وجدته أمامها في الجامعة فأرادت ان تبتعد عنه لكنه سد عليها الطريق محاولا الحديث معها لكنها نهرته بشدة وابتعدت على الفور
نهرها قلبها بشده واراد العودة اليه ولكنها قاومت رغبتها واصرت على فعل الصواب حتى وان كان ليس على هوا قلبها
مر يومان اخران وهي على حالها من الشرود الدائم حتى قاطع شرودها ذلك الصوت المحبب لقلبها هاتفا بها بمرح :
_صباح الخير يا سمسمتي
انتفضت فزعة وهي تلتفت اليه /:
_أدهم ؟؟ في ايه ؟ايه جابك الجامعة ؟
أدهم :
_اهدي بس شوية مفيش حاجة حبيت اقعد شوية مع اختي حبيبتي اللي مش بشوفها خالص في البيت
ياسمين بارتياح :
_الحمد لله معلش يا ادهم انت عارف الكورسات والمذاكرة وكدة بس تعرف أحلى مفاجأة والله
أدهم بخبث :
_لا لا المفاجأة اللي بجد وجود الاخ اللي وراكي
فالتفتت ياسمين لتنظر ورائها لتجد يوسف فتنتفض وترجع للخلف ليسندها أدهم :
_ايه مالك يا ياسمين انت كويسة ؟
ياسمين بارتباك :
_اه الحمد لله ..بس ...
يوسف :
_متقلقيش يا ياسمين انا اتكلمت مع الدكتور أدهم في كل حاجة
ياسمين بغضب :
_اتكلمت معاه في ايه ؟انت عاوز مني ايه بالظبط :
_أدهم بجدية :
_طب اهدي عشان ضغطك مينزلش وتعالي نتكلم في الكافتيريا
وأخذها أدهم للكافتيريا ومعهم يوسف
يوسف :
_اسمحلي يا دكتور أدهم اتكلم أنا الاول
بصي يا ياسمين أنا يوسف الجندي عندي 25سنة بحاول اأسس شغل خاص بيا هنا في القاهرة أنا والدي رجل أعمال كبيربس في أمريكا وأنا كنت هناك بس حبيت اشتغل هنا عشان كدة سبته ورجعت وطبعا هو رفض الخطوة دي فحرمني من فلوسه ..بس أنا قدرت اني افتح شركة باسمي هنا من فلوسي من ميراثي من والدتي الله يرحمها والحمد لله الشغل ماشي كويس
ياسمين :
_وانا مالي بكل ده ؟
أدهم بجدية :
_يوسف كلمني في رغبته انه عاوز يرتبط بيكي يا ياسمين وطبعا بابا لو عرف أكيد هيرفض عشان تعليمك عشان كدة أنا حبيت اتدخل شوفي لو فيه قبول من ناحيتك انا هفضل معاكم لحد ماتخلصي دراستك وانا اللي هفاتح بابا ...لكن لو انت رافضة يبقى تقولي من دلوقتي ليوسف
فنظر لها يوسف بتلهف وقلق بينما نظر لها أدهم بملامح مطمئنة نظرت لكليهما بتردد ولكنها حسمت أمرها في اخر المطاف بقولها هصلي استخارة وارد عليكم وكانت تلك نقطة انطلاق فرحة يوسف الذي تهللت أساريره وهو يتابع التعليمات التي فرضها عليه أدهم في معاملة ياسمين حتى يتخذوا الخطوة الرسمية في علاقتهما
ومنذ ذلك اليوم وصار يوسف هو حياتها وهي نبض قلبه ولكن لقائتهما كانت دوما في حضور أدهم المرح معهما حتى تعرض أدهم لمأساته التي جعلته انعزل عن الجميع حتى يوسف وياسمين وهذا ماقدره جدا يوسف واستمر على تتبع تعليماته حتى في عدم وجوده معهم
back
وتعود ياسمين من ذكرياتها المؤلمة :
_أد إيه كنت راجل محترم وملتزم بكلامك يا يوسف ....بس بعد كدة ظهرت على حقيقتك ولعبت بيا وبمشاعري واختفيت ...بس انا مش هسمحلك انك تكمل لعبتك دي ...ولو على قلبي انا هعرف ازاي أدفنه بالحيا
**************
مرت ثلاثة أيام دون جديد حتى ذلك اليوم عندما دلفت ريهام غرفة المكتب هاتفة بعملية :
_آنسة ياسمين ..فيه واحد برة عاوز يقابل حضرتك بخصوص صفقة روديس
ياسمين :
_واحد من شركتهم يعني
ريهام :
_مش عارفة يا فندم هو قالي كدة بس
ياسمين :
_طيب دخليه
خرجت ريهام وعادت ياسمين لمراجعة بعض الاوراق حتى توقفت عن القراءة والكلام بل والتنفس ايضا عندما ...
يوسف :
_وحشتيني يا ياسمين
فتركت الاوراق ورفعت نظرها اليه لتجد حبيبها وأول شخص دق أبواب قلبها لتفتح له على مصراعيها ليسكن بداخله ويتربع على عرشه ...انه هو ...يوسف
ياسمين بنبرة مهزوزة :
_ي..يو ....يوسف
يوسف بابتسامة وحب صافي يكاد يضيء عينيه الصافيتين :
_آه يا ياسمين أنا رجعت النهاردة وحشتيني قوي يا حبيبتي ازيك ياقلبي ؟؟؟
ياسمبن ببرود ظاهري :
_أنا كويسة جدا على فكرة ..بقيت سيدة أعمال قوية وليا شغلي ..يعني حياتي موقفتش ولا حاجة لو عاوز تطمن عليا ..
يوسف باحراج :
_أنا ...أنا عارف انك زعلانة مني ..بس والله العظيم لو تعرفي إيه اللي حصل هتعذريني وتسامحيني كمان
فقاطعته ياسمين بضحكة عالية مجلجلة :
_ههههههه ايه يا يوسف انت لسة جاي تكمل تمثيل ..ما خلاص يابني .....المسرحية خلصت والستاير نزلت ...اممممم بس تصدق الجمهور ما صقفش عارف ليه ؟؟؟اصل معجبتوش الرواية أصلها قصة خيانة ودي اتكررت كتييير قوي قبل كدة
يوسف بانفعال :
_انت بتقولي ايه ؟انت اتجننتي يا ياسمين ؟
ياسمين بغضب وهي تطرق بقوة على مكتبها :
_صوتك ميعلاش في مكتبي ...انت في مكتب ياسمين هانم الرفاعي المدير العام لشركات الرفاعي ..فاهم ولا لاء
يوسف محاولا كبت غضبه :
_ماشي ....ممكن يا سيادة المدير العام نتكلم شوية مع بعض
فعادت ياسمين لبرودها وهي تجلس خلف مكتبها واضعة قدم فوق الاخرى :
_والله انا معنديش وقت للمهاترات دي ..انا مشغولة جدا ..ممكن تبقى تعدي على السكرتارية وتاخد منهم ميعاد ...شرفت
فنظر لها يوسف بذهول قبل ان يتحرك ناحيتها ليجذبها من زراعها لتقف امامه :
_انت بتقوليلي انا الكلام ده يا ياسمين ؟
ياسمين بغضب :
_سيب ايدي ..اول واخر مرة تحط ايدك عليا فاهم ولا لاء ...واه انا بكلم سيادتك كده لو مش عاجبك اتفضل بره ومتورنيش وشك تاني
يوسف بقهر :
_بغض النظر عن قلة ذوقك ووقاحتك وظلمك بس انا هعمل حساب للدكتور أدهم وهقولك متمضيش صفقة روديس دي أصحابها نصابين ..انت داخلة فخ ه.....
ياسمين مقاطعة بغضب :
_لعبة جديدة دي يايوسف بس معلش بقى مش هتدخل عليا اصل انا خلاص عرفتك على حقيقتك ..فا متتعبش نفسك وياريت تخليك في حالك ...الزيارة انتهت مع السلامة
فنظر لها يوسف شزرا تمنى لو استطاع ان يصفعها بقوة لتفوق من هذا الوهم المسيطرعلى عقلها لكنه تمالك نفسه واتجه لباب الغرفة ولكن قبل خروجه التفت اليها هامسا :
_بكرا تندمي يا ياسمين
فتعالت ضحكات ياسمين تهكما وسخرية منه فخرج مندفعا من المكان وقلبه يعتصره الالم اما ياسمين فتحولت ضحكاتها بعد خروجه لسلسلة من الاهات وكثير من البكاء المرير على حب ضاع وانتهى
هل فعلا انتهى حب ياسمين ويوسف ؟
مالذي سيفعله يوسف ويكاد يصيب ياسمين بجلطة من غيظها منه ؟
ماحكاية صفقة روديس ؟
تابعوني في الحلقات القادمة باذن الله