الحلقة الثامنة والعشرون

5.6K 85 4
                                    


اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.



الحلقة الثامنة والعشرون


فتحت عينيها ببطء شديد وهي تشعر بحالة من الضعف والوهن تسيطر على كل جسدها نظرت حولها بضياع لا تعرف اين هي ؟او ماذا حدث لها لكنها انتبهت على اصوات حولها لرجل وامرأة يبدو انهم فرحين من امر ما فهمست :
_انا فين ؟وايه اللي جابني هنا ؟
احمد وهو يقبل عليها ليقبل راسها بابتسامة لا تنم الا عن مدى سعادته بعودتها له من جديد :
_حمد الله على سلامتك يا قلبي
فرجعت مها للخلف بذعر محاولة الابتعاد عنه هامسة :
_انت مين ؟وعايز مني ايه ؟
وكانت الصدمة التي كادت تودي بعقله وقلبه معا وهنا تحدثت نجلاء :
_مها ركزي يا حبيبتي ...ده جوزك
مها بضياع شطر قلب احمد نصفين :
_جوزي !...مها !..مين مها انا مش فاكرة حاجة ؟
انتفض جسده كمن لامسه صاعق كهربي واصابته حالة من الضعف جعلته فقد القدرة على الوقوف فاتجه لاقرب مقعد والقى بجسده عليه وامامه نجلاء تحاول التحدث مع تلك المذعورة لمحاولة تهدئتها ولكنه سبح بعقله للبعيد محدثا نفسه (لقد عشت عمري كله احلم بالحلم المستحيل انها تكون لي ...وعندما اكرمني ربي والمعجزة حصلت رفضت امي سعادتي وشنقت كل احلامي وحولت حياتي لسلسلة لا حصر لها من الصراعات حتى جبرتني على زيجة غير واضحة المعالم ...أي حياة تلك التي اعيشها ؟أكثير علي ان اشعر ولو قليلا بالسعادة ؟أما من حل لنهاية كل ذلك ؟ياترى ما الابتلاء القادم لقلبي ؟أم تراه يتوقف عن النبض وينتهي ....)
توقف عن حديثه الهامس هذا مع نفسه عندما شعر ببعض الالام بجانب صدره فعرف ان جسده على وشك ان يخذله هو الاخر ويتخلى عنه فمسد جانب صدره محاولا تخفيف الالم بابتسامة مشبعة بكل انواع القهر وهو يسخر من نفسه هامسا (حتى انت ايها الجسد تنوي اخضاعي ...حتى انت ....)
لكنه انتبه من شروده البائس هذا على صرخة نجلاء به ان يساعدها في تثبيت مها والتى زادت حدة صرخاتها والتي تطلب فيها منهم الابتعاد عنها فنسي في لمح البصر المه وجسده وكل شيء واندفع لمها محاولا تثبيتها من كتفيها حتى حقنتها نجلاء بالمهدئ وخارت قواها فتركها وخرج من الغرفة هو نجلاء
في الخارج كان يجلس خائفا متوترا يدعو الله من قلبه ان ينجيها وطفلها وتعود له سالمة فهي امانه اخيه والتي لم يستطع حمايتها فكل ما تعرضت له كان بسببه ولا ينكر مسؤليته عما حدث لكنه توقف عن دعائه عندما لاحظ خروج احمد ونجلاء من الغرفة وجلوس احمد على اقرب مقعد باهمال مرجعا راسه للخلف مغمضا عينيه وهو يمسد جانب صدره بينما ملامح نجلاء لا توحي باي خير على الاطلاق
ابراهيم بريبة :
_طمنوني ...اخبارها ايه ؟فاقت ؟
نجلاء بضيق :
_انا مش فاهمة ......الحمد لله عدت مرحلة الخطر ....وهي والجنين بخير لكن انا مش فاهمة ليه مش فاكرة حاجة؟؟
ابراهيم بصدمة :
_ايه ؟!! يعني ايه مش فاكرة حاجة ؟
احمد وهو على حالة :
_ده مرض نفسي مالوش علاقة بحالتها الجسدية ...مها عقلها الباطن رافض فكرة اني خدعتها واتجوزت عشان كدة ضغط على عقلها لينسى كل شيء في حياتها
ابراهيم :
_والحل يا بني ؟
فتح احمد عيناه واعتدل في جلسته :
_واحدة واحدة يا بابا هنفكرها بكل شيء ....ويمكن ده يكون افضل ليها ولينا لحد ما تعدي مرحلة الحمل وتولد بالسلامة
نجلاء بغضب لم تستطع كبحه فهي تعتبر مها اختها التي لم تنجبها امها وترى مدى الظلم الذي يقع عليها حتى من اقرب الناس لها وهذا غير توصية فاطمة المستمرة لها بان تكون بجانبها باستمرا ر فاندفعت :
_عندك حق ..دي افضل فرصة ليك انك تمثل عليها دور الزوج العاشق المخلص ...مش كدة يا دكتور ؟
احمد بغضب :
_انت ازاي تكلميني بالاسلوب ده ؟
نجلاء :
_بكلمك ازاي يا حضرة ؟....اسمع انا لا يمكن اشارك في الجريمة دي ..عن اذنك يا عمي
وتركتهم غاضبة وهي تلعن ذلك الاحمد بداخلها الذي لن يتوانى عن قتل مها بالبطئ
اما ابراهيم فجلس هو الاخر بجانب ابنه هامسا بقلة حيلة :
_وبعدين يا احمد ؟...هنعمل ايه ؟
احمد بتصميم :
_هناخد مها من هنا وانا هتابعها بنفسي في البيت ولو حصلت هاخد اجازة من شغلي واتفرغ ليها
ثم اردف بقلق :
_بس مش عارف ماما هتوافق ولالاء ؟وهيكون رد فعلها ايه ؟
_ابراهيم بغضب فيكفيه انها السبب في كل كوارثهم التي ما عاد ابراهيم يلاحق عليها :
_مش بمزاجها ...ومتقلقش منها عشان انا المرة دي اللي هقف ليها ....قوم جهز مراتك على ما اروح ادفع الحساب واجهز العربية
وبالفعل دخل احمد لمها جهزها وحملها بين يديه ضمها لصدره محاولا اطفاء النيران المشتعلة بذلك القلب البائس الذي هوى في عشقها فكان سبب كل نكباتها ...خرج لوالده الذي اسرع بالسيارة لمنزلهم وفي داخله هو الاخر دعاء صامت ان تمرر رقية تلك الايام على خير لانه ما عاد في جعبته أي نوع من انواع الصبر عليها
وبمجرد ان وصلوا حملها احمد لغرفته دون ادنى كلمة مع والدته فهو لا يملك الطاقة الكافية الان لمناقشة امه والتي تجبره فيها على ما تريده مستغلة حبه لها وخوفه على صحتها ...وصمته هذا اثار توجس رقية فاندفعت محاولة اللحاق به لمحادثته وفهم ما يحدث حولها ولكنها قبل ان تصعد درجة واحدة وجدت من يجذبها من يدها ليمنعها من الصعود فرجعت ووقفت امامه لتسمع ما يقول
ابراهيم بضيق :
_اسمعي يا رقية ...مها رجعت بس هي دلوقتي غير الاول هي دلوقتي مش فاكرة أي حاجة عن أي حد لا احنا ولا جوزها ولا حتى اسمها ....
رقية بسخرية :
_والله ....والمطلوب مني اعمل ايه ؟اشتغلها ممرضة ؟
ابراهيم بغضب انتفض جسدها على اثره :
_لا حضرتك المطلوب منك انك تبعدي عنها نهائي ...يعني لو مشفتكيش يبقى افضل بكتير ..انت فاهمة ...
رقية محاولا ادعاء القوة :
_يا سلام ...يعني ...
ابراهيم هادرا بقوة :
_ولا كلمة ...انا لسة محسبتكيش على اللي عملتيه ولو كنت فاكرة اني نسيت تبقي غلطانة بس انا بفكر في الاهم دلوقتي وهقولهالك تاني ...الحساب يجمع يا رقية
وتركها وذهب لغرفة ادهم المقيم فيها حاليا وهو يفكر كم هو يحتاجه الان معه ؟فهو العقل والضمير لتلك العائلة التي توالت ازماتها واختفت سعادتها برحيله فهو كان دوما (قلب الرفاعي)
********************************************
تحرك بسيارته مبتعدا وهو داخله بركان من الغضب اذا اخرجه سيدمر المكان كله قاد سيارته قليلا ثم توقف فجأة وهو يضرب على مقود السيارة بقوة وغضب عدة مرات صارخا :
_ليه كدة ؟ ...ليييه ....بس انا مش هسكت وقسما بربي لو كنت ورا اللي حصل يا سلمى لاوريكي مين هو ادهم الرفاعي
واخرج هاتفه بغضب واجرى المكالمة وانتظر قليلا حتى اتاه الرد فاسرع قائلا بحدة :
_لو سمحت يا عمي انا اتفقت مع حضرتك امبارح اني هقابل هدى النهاردة وحضرتك وافقت صح ؟
عبد العزيز بقلق :
_ايوة يا بني حصل وانا كلمت الدادة بتاعة هدى تجهزهالك عشان تقضوا اليوم في الجنينة انت عارف انني برة البلد
ادهم بغضب :
_جميل جدا ...طب حضرتك تقدر تقولي يعني ايه اروح والاقي رجالة بسلاح هناك في وشي ويمنعوني اقابلها؟اقدر اعرف ده معناه ايه ؟
عبد العزيز هامسا لنفسه (عملتيها ياسلمى )
ادهم صارخا :
_الوو ياعمي من فضلك رد عليا
عبد العزيز محاولا تهدئته :
_اهدى يابني وانا هتصرف اديني دقيقتين بس وهرد عليك
وانهى عبد العزيز المكالمة وهو يتوعد لسلمى ان كانت وراء ما حدث لانها بذلك قللت من احترامه امام ادهم وهذا ما لم يتوانى عنه وفي تلك اللحظة كان ادهم يتوعدها هو الاخر وكلاهما لا يعرفان انها في احلك لحظات حياتها الان ....
سارع عبد العزيز بمحاولة الاتصال بها ولكنها لا ترد اتصل على رجاله المكلفين بحماية الفيلا في غيابه ولكن احد لا يرد بما زاد قلقه وتوجسه اضعاف فاغلق الهاتف ووقف قليلا ليفكر حين ناداه الجمع المحتشد في احدى القرى المجاورة لقريته لحل احدى مشكلات الثأر بين اكبر عائلتين هناك فكان هو والمأمور وعدد من كبار المنيا يحضرون لحل النزاع لكنه استأذن منهم في دقيقتين ليرد على ادهم والان زاد قلقه فأين الجميع ؟
قليلا وعلي صوت رنين هاتفه فاسرع باستقبال المكالمة والتي لم تكن سوى من المربية الخاصة بهدى
كريمة هامسة :
_الحقنا ياسيدي ....فيه ناس هجمت على الفيلا وضربوا الرجالة تحت واخدو الست سلمى من اوضتها وانا والست هدى مستخبيين في اوضة اللعب بتاعتها
عبد العزيز بصراخ :
_انت بتقولي ايه ؟ازاي وفين باقي الرجالة ؟
كريمة هامسة :
_الناس دول كتير قوي ياسيدي وحبسوا كل رجالة جنابك في المخزن اللي ورا الفيلا و.....
لم تكمل باقي همسها وانقطع الاتصال كما انقطع انفاس عبد العزيز وهو يتخيل ماذا سيفعلوه بسلمى ومن هؤلاء اصلا ولم يشعر بنفسه الا وهو يعاود الاتصال بادهم الذي رد عليه سريعا ولكنه لم يعطه الفرصة لينطق حيث صرخ فيه :
_الحقني يا ادهم ...فيه رجالة هجمت على الفيلا ...سلمى وهدى تحت اديهم
ادهم بغضب وهو يعاود الانطلاق بالسيارة للفيلا مرة اخرى :
_يعني ايه ورجالتك فين يا عمي ؟؟؟
عبد العزيز وهو ينطلق هو الاخر بسيارته غير مهتم بمن ينادي عليه ممن حوله :
_ضربوهم وحبسوهم ...ادهم عشان خاطري انا قدامي مش اقل من نص ساعة وهكون هناك اسبقني وحاول تشغلهم على ما اجي
ثم اردف برجاء :
_ادهم ...سلمى وهدى امانه في رقبتك
ادهم بنيران اشتعلت بصدره :
_اطمن طول ما فيا نفس مش هسمح لحد انه يلمس شعرة منهم
عبد العزيز :
_اسمعني متحاولش تدخل من الباب الرئيسي لف حوالين الفيلا فيه مدخل تاني للجنينة محدش منهم هيقدر يقربله عشان عنتر مربوط هناك وعنتر عرفك مش هيأذيك ادخل من هناك ومن نفس الناحية ادخل للفيلا من باب المطبخ وخد عنتر معاك وهو كفيل باي حد منهم يقابلك
ادهم :
_حاضر متقلقش ان شاء الله خير
وانهى الاتصال عندما وصل للمكان فترك السيارة بعيدا عن الفيلا بمسافة وركض هو من الناحية الاخرى التي اخبره بها عبد العزيز وهناك دخل الجنينة بحذر شديد وفعلا نتيجة لعب هدى الدائم معه ومعها كلبها الكبير عنتر تعرف عليه فلم يصدر منه أي صوت وهنا اتجه اليه ادهم وفك وثاقه واتجه به لباب المطبخ الخارجي وتفاجأ عندما دخل بأحد الرجال هناك والذي عندما هم بضرب ادهم تكفل به عنتر واجلسه مكانه دون حراك خوفا على عمره عندما شاهد اسنانه الحادة
اما ادهم فخرج من المطبخ بحذر شديد وهناك شاهد ما جمد الدم بعروقه فلم يستطع حتى التحرك ولو سم واحد فلقد وجد ...................................
ترى ماذا وجد ادهم صدمه هكذا ؟
ومن سينقذ سلمى ام هدى ؟
وما ردة فعل مها عندما تستيقظ لتجد نفسها في منزل الشخص الذي خافت منه ؟
وهل ستصمت رقية وتمررها ؟
انتظروني في الحلقات القادمة باذن الله

قلب الرفاعيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن