الحلقة الثامنة والثلاثون

6.1K 102 1
                                    



الحلقة الثامنة والثلاثون
مرحلة جديدة بدأت على جميع أبطالنا فا ابراهيم واحمد وياسمين ومها بدأت مرحلة جديدة من حياتهم تخلو من رقية التي اختفت منذ ذلك اليوم وباءت كل محاولاتهم بالبحث عنها بالفشل الذريع حتى ابراهيم الذي ذهب بنفسه للمنصورة باحثا عنها هناك سواء عند بيتهم القديم او عند بيت والديها ولكنه لم يجد لها أي اثر بما احزن قلبه على فراقها صحيح انه في لحظة تهور كان على وشك طلاقها ولكنه كان يكفيه انيعلم انها بخير وابنائها معها لكن الان لا يعرف عنها أي شيء فقد رحلت ولا اثر لها
اما ادهم فعاد للمنيا مع عائلته الصغيرة ..رجع ليعيش في شقته ولكنه كان دائم الزيارة لهدى وسلمى والتي قضا معهما اسعد ايام حياته بمرح هدى المعتاد والجانب الاخر لنمرته التي لم يعرفه احد وهو طفولتها والتي اكتشف انها اكثر طفولة من ابنتها وهذا ما جعله يشعر انه اب لطفلتين وليست واحدة ابدا وكأن الله عوضهم جميعا ببعض ..
*********************
في ذلك اليوم تحديدا كان ادهم يجلس على احد المقاعد بالحديقة بفيلا عبد العزيز وامامه كانت سلمى تضحك على تعبيرات وجهه وهو يحاول اقناعها بتقديم موعد الزفاف وهي ترفض ضاحكة حتى انها حاولت استفزازه وهي تخبره ببرود انه لن يحدث قبل عامين على الاقل لتجد ملامحه تغيرت فورا وقبل ان تنطق كان يهدر بها مصطنع الجدية :
_عارفة ياسلمى لو قلتي كدة تاني انا هخطفك حالا ومش مهم نعمل فرح وابوكي موافق ايه رايك
سلمى بضيق :
_طيب سنة واحدة
ادهم وهو يهم بالوقوف :
_شكلك مفكراني بهزر ..حالا ياحبيبتي هثبتلك
فاندفعت تمسك يده تجبره على الجلوس هاتفة :
_طب خلاص 6شهور ومش هقلل يوم انا بقولك اهو
ادهم ضاحكا :
_حبيبتي انا لو ضغط شوية كمان ممكن اخليه النهاردة بالليل
سلمى بضيق :
_ادهم متخلنيش اعند عليك وانت عارفني لما بقلب
ادهم ضاحكا :
_اه طبعا عارف فاكرة اول مرة شوفتك كنت عاملة زي البركان والله كنت خايف لتنفجري
فنظرت له عابسةوهمست :
_انا بركان يا ادهم ...
فهمس :
_واحلى بركان في حياتي سلمى انا ....
قاطعه ركض هدى تجاههم تلهث هاتفة بخوف :
_بابا خبيني ..جدو هيضربني
ادهم ضاما لها :
_متخافيش ياحبيبتي ...اهدي وفهميني هيضربك ليه
هدى :
_عشان ...دخلت .اوضته ...ولعبت بورقه
سلمى بضيق :
_بردو يا هدى هو انا مش قولتلك متدخليش اوضة جدو تاني
هدى :
_اخر مرة يا ماما ...بس متخليش جدو يضربني
ادهم :
_محدش هيضربك متخافيش بس لازم تعتذري لجدو حالا
عبد العزيز بغضب :
_البنت دي لازم تنضرب ...الورق كله عملته مراكب
سلمى متجهه اليه :
_خلاص يا بابا حقك عليا هي معدتش هتكررها
عبد العزيز بتصميم :
_لاء يعني لاء ... هتضرب يعني هتضرب
ادهم متوجها له ومخفيا هدى خلفه :
_ياعمي عشان خاطري انا
عبد العزيز :
_لاء يعني لاء
ادهم بحزن :
_طيب هي فعلا غلطت بس ممكن بعد اذنك انا اللي هضربها
وعندما التفت لها ركضت هدى لاخر الحديقة مختبئة خلف احد الاشجار فركض ادهم خلفها ولم يمر سوى عدة ثواني وسمع عبد العزيز وسلمى صياحها وتأوهاتها العالية وهو يهدر بها صارخا بعنف وهنا نظرت سلمى لعبد العزيز برعب هاتفة :
_بابا ده هيموتها من الضرب
عبد العزيز :
_الحقيه يابنتي قبل ماتموت في ايده
فركضت سلمى لمكانهم خلف تلك الشجرة العملاقة لتجده جالسا ارضا بجانب هدى وهو يضحك معها ثم يتحدث صارخا معنفا لها بصوت عالي فتضحك هدى وهي تكتم ضحكتها بيدها ثم تصرخ بصوت عالي كمن نالت ضرب مبرح ثم هتف بها ادهم :
_هدى يالا على جدو اعتذري له عن اللي حصل ومعدش يكرر تاني والا والله هزعل منك ومش هاجي هنا تاني
هدى وهي تحتضن عنقه :
_حاضر ...خلاص اسفة مش هعمل كدة تاني
واسرعت تركض نحو جدها ووقف ادهم والتفت ليعود فوجد سلمى امامه هاتفة به :
_هو ده العقاب ؟
ادهم :
_دي طفلة مينفعش تضرب حرام
سلمى :
_بس هي غلطت
ادهم :
_تمام معاكي يبقى تتعاقب بس مش بالضرب يعني مثلا نحرمها من خروجة ..من اكلة بتحبها ..من لعبة مميزة عندها ...فهماني
سلمى :
_تصدق انا فكرتك فعلا بتضربها
ادهم بمكر مدعيا الحزن :
_ياااه ...هو انا في نظرك وحش قوي كدة
سلمى سريعا :
_لا والله ما اقصد ..انا ..انا اسفة
ادهم مقتربا منها هامسا :
_اومال انت شيفاني ازاي ؟
سلمى بتوتر وهي ترجع للخلف :
_انت ..انت انسان محترم و...
فاعتقل ادهم خصرها حتى يمنع هروبها ثم همس بجانب شفاهها :
_وايه كمان
سلمى وقد تاهت في عينيه وانفاسه التي تضرب وجهها :
_ها ...
ادهم بهيام امتلك قلبها هامسا :
_بحبك يا سلمى
توترت اكثر وقد اوشك قلبها على الخروج من مكانه من فرط انفعاله فحاولت الهرب ولكنه لم يسمح لها فقد وقعت اسيرة بين يدي العاشق المتيم فاطبق على شفتيها بشفتيه جاذبا اياها اكثر لتضع عفويا يديها على صدره فترتجف اصابعها من ملمس ذلك الشيء الذي يهدر كمضخة عظمي بين ضلوعه وانفصل العاشقان عن الكون ولكنهما اجفلا عندما سمعا صياح عبد العزيز مناديا عليهما فابتعدا يلهثان ينظران لبعضهما نظرات كانت اقوى واعنف من كل كلمات العشق على وجه البسيطة
وعادا لمكان عبد العزيز واصابعهما المتشابكة اكبردليل على تشابك قلبيهما وهذا بالطبع لم يخف على عبد العزيز والذي حمد الله ان ساعده على الاطمئنان على سلمى من نوائب الدهر طالما معها رجل عاشق كا ادهم ولا يعلم ان نوائب الدهر كانت تستعد لتسدد لهما قذائفها الملتهبة

قلب الرفاعيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن