الحلقة الحادية عشر

6.4K 100 1
                                    


الحلقة الحادية عشر

لقد طفح الكيل ...حقا لقد طفح الكيل
هكذا فكرت رقية وهي تستمع لمبررات إإبراهيم في عدم رجوعهم كل تلك الفترة لتهتف بعدها صارخة بغضب :
_يعني وبعدين بقى ...انت هتستقر عندك يا إبراهيم ؟مينقعش كدة بقى

إبراهيم بهدوء :
_ما قلتلك يارقية مها كانت تعبانة ومكنش ينفع نسيبها لوحدها

رقية بغضب :
_وأخرتها ايه بقى أنا حاسة انك مخبي عليا حاجة

إبراهيم بتوتر :
_وهخبي عليكي ايه بس ....هي الظروف اللي حكمانا كلنا بس

رقية زافرة بضيق :
_خلاص ماشي قدامك لاخر الاسبوع ده ..لان بصراحة عملالك مفاجأة يوم الجمعة الجاية ولازم تكون موجود انت وأحمد

إبراهيم بقلق :
_خير يا رقية مفاجأة ايه دي ؟

رقية بسعادة :
_مفاجأة انا عارفة هتفرحك قوي بس انت حاول تيجي في الميعاد اوعي تتأخر ..يالا مع السلامة دلوقتي

فأنهي إبراهيم الاتصال والتفت لأبنائه الجالسون حوله وهويبدو عليه التوتر والقلق

أدهم بقلق :
_مالك يا بابا في إيه ؟

إبراهيم بقلق هو الاخر :
_مش مطمن يابني حاسس ان امك بتدبر لمصيبة جديدة

أحمد باهتمام وقلق هو الاخر :
_ليه يا بابا بتقول كدة ؟هي قالتلك ايه ؟

إبراهيم :
_بتقول محضرة لينا مفاجأة أنا وانت يوم الجمعة ..وعايزانا هناك في الميعاد

فانتفض أدهم واقفا ليهدر بانفعال :
_لا كدة كتير ..والله حرام بقى أنا زهقت

أحمد محاولا تهدئته :
_اهدى يا أدهم في إيه مالك ؟ ايه اللي حصل

أدهم بغضب :
_انت مش سامع بابا قال ايه ؟

إبراهيم :
_اهدي يا بني واقعد وفهمني في ايه ...انا مش فاهم منك حاجة

أدهم محاولا تمالك اعصابه :
_يا بابا ماما محضرة عروسة لأحمد ..والمفاجأة هتروحوا هتلاقوا العروسة وأهلها معزومين عندنا زي ما عملت معايا وبدل أدهم وزيزي هيبقى أحمد ومش عارف مين

أحمد بشحوب :
_تصدق صح ..أنا كدة فهمت ماما مستعجلة على رجوعنا ليه

إبراهيم واقفا بذعر :
_دي تبقى مصيبة وبعدين ...هنحلها ازاي دي ..دبروني يا ولاد ...امكم بجنانها وتسرعها هتوقعنا في كارثة ....دي كانت قايلة انها عاوزة تجوزك بنت اللواء جمال الرشيدي

أدهم بجدية :
_يبقى مفيش غير حل واحد

أحمد بلهفة :
_الحقني بيه يا أدهم ..اتكلم

كاد أدهم يتحدث لكن قاطعه هاتفه الذي واصل الرنين فأخذه وفتح الخط مجيبا :
_السلام عليكم ورحمة الله

الشخص الاخر :
_وعليكم السلام ورحمة الله
ازيك يا دكتور أدهم

أدهم بفرحة :
_مش معقول ...انت !!انت رجعت امتى من السفر

الشخص :
_رجعت النهاردة بس انا محتاجك في حاجة مهمة جدا ..في مصيبة هتقع لو متدخلتش ولحقتها بسرعة

أدهم بخوف :
_يا ساتر ياارب مصيبة ايه دي ؟؟؟اتكلم

الشخص :
_مش هينفع في التليفون لازم اشوفك ضروري

أدهم بتوتر :
_بس انا مش في القاهرة انا ....

الشخص مقاطعا :
_عارف انك في المنيا وانا قدام بيتك افتحلي الباب

فأغلق أدهم هاتفه واسرع ليفتح الباب بتعجب ليدخل منه ذلك الشخص والذي ما ان راه أدهم حتى أسرع بعناقه :
_ازيك يايوسف وحشني والله

يوسف وهو يضمه هو الاخر :
_الحمد لله يا دكتور وانت كمان وحشتني قوياخبارك ايه ؟

ادهم بسعادة :
_الحمد لله تمام ..اتفضل ادخل والله وليك وحشة يا راجل

يوسف مبتسما :
_القلوب عند بعضها وانا .....

وما كاد يوسف يظهر مع أدهم لمن في الداخل حتى اندفع اليه أحمد ليوجه له لكمة قوية في وجهه اسقطته ارضا وحاول ان يجهز عليه ليقتله وهو يهتف بغضب :
_وليك عين تيجي لحد هنا يا حيوان

أدهم وهو يحول بينهما بجسده محاولا دفع أخيه بعيدا عن يوسف :
_استنى يا أحمد ...يوسف مظلوم والله ...أنا عارف كل حاجة ...استنى يا اخي انا هفهمك

ليظهر إبراهيم هاتفا بغضب وقوة :
_ايه اللي بيحصل هنا ده ؟...انت مين ؟

يوسف وهو يحاول مسح دماء أنفه :
_حضرتك أنا جاي امنع مصيبة هتنهي على شركتك ..أرجوك اسمعني الاول وبعد كدة أعمل فيا اللي انت عاوزه

أدهم جاذبا اياه :
_ادخل يا يوسف ..انا اسف والله معلش حقك عليا انا

يوسف بهدوء :
_حصل خير يا دكتور ..حصل خير

وجلسوا جميعا إبراهيم المتوجس مما سيسمعه خوفا على شركته وأحمد الذي كان على أهبة الاستعداد للانقضاض على يوسف وازهاق روحه بين ثانية واخرى وأدهم المتحفز امام اخيه ليدافع عن يوسف عند أي بادرة حركة من أحمد

يوسف شارحا كل جوانب الموضوع لإبراهيم :
_حضرتك أنا يوسف الجندي ووالدي عبد الرحمن الجندي صاحي شركة aun))للتوريدات مقرها كان في أمريكا من 4 شهور تقريبا اتعرضت على والدي صفقة روديس وطبعا لأنها صفقة بالملايين ومضمونة والدي وافق ومضي الصفقة واتحولت الملايين لدخان بمجرد ما الصفقة اتمضت ....واللي عرفناه بعدها ان اصحابها نصابين عالميين ومطلوبين من الانتربول وطبعا اخدوا السيولة كلها واتعرضت الشركة للانهيار واعلن البنك افلاس والدي ...وده الخبر اللي وصل لوالدي للاسف وهو في طريقه للشركة(قلب الرفاعي بقلمي لميس عبد الوهاب ) فا اصيب بأزمة قلبية شديدة لما سمع الخبر وهو سايق فا العربية اتقلبت بيه وانتهت الحادثة دي بان اصبح والدي مقعد على كرسي متحرك ولاني انا ابنه الوحيد كان لازم اسافر واحاول انقذ ما يمكن انقاذه وبفضل الله قدرت على اد ما اقدر اني اقلل حجم الخساير ...صحيح صفيت كل حاجة هناك بس الحمد لله قضا أخف من قضا .....

المهم حضرتك الصفقة دي اتعرضت على شركتك والانسة ياسمين على وشك الموافقة عليها ...أرجوك حاول تلحقها

إبراهيم وهو يقف بذهول :
_مستحيل ...دا انا أروح فيها ...الحقني يا أحمد

أدهم مهدئا :
_اهدى يا بابا ان شاء الله هنلحق ونوقف الصفقة دي ...ارجوك اهدى

أحمد بغيظ :
_وانت ملحقتش ياسمين ليه وقولتلها يا يوسف بدل اللفة دي ؟؟

يوسف بحزن :
_حاولت يا دكتور وطردتني من الشركة

إبراهيم ملتفتا اليه بعد ان انهى كوب الماء الذي اعطاه له أدهم :
_نعم !!!طردتك ليه ؟ليه عملت كدة ؟ ...حد يفهمني

أدهم :
_اهدى يا بابا أرجوك وأنا هفهم حضرتك كل حاجة ...بس اتصل بيها أول قبل ما تمضي

إبراهيم بضيق :
_لا مش هينفع خلاص لازم كلنا نرجع ...ودلوقتي حالا

أدهم :
_أحمد خلي مها تجهز وانا كمان هتصل بالمستشفى واعمل اجازة وهاجي معاكم

يوسف بحرج :
_طب استأذن أنا ...بعد اذنكم

أحمد مقاطعا :
_على فين يا يوسف احنا هنرجع كلنا مع بعض ولا انت لسة زعلان مني ....عموما حقك عليا أنا اسف والله مكنتش اعرف بظروفك دي سامحني

يوسف بابتسامة باهتة :
_لا ابدا يا دكتور أحمد ....أنا اللي اسف كان لازم اتصل بس والله كل شيء حصل بسرعة كبيرة وكنت قلقان قوي على بابا ...يالا حصل خير

إبراهيم بحيرة :
_أنا مش فاهم حاجة ...حد يفهمني انتوا تعرفوا الاستاذ يوسف منين ؟

أحمد بعد ان اعلم مها بتجهيز كل حقائبهم للسفر :
_انا هفهمك يا بابا كل حاجة بس واحنا في الطريق

في حين اجرى أدهم عدة اتصالات بزملائه لتجديد اجازته كما اتصل بماما فاطمة يعلمها بسفره وانه لن يتأخر عليها
وسافروا جميعا واستقل يوسف مع أدهم سيارته بينما استقل إبراهيم ومها سيارة أحمد والذي قص على والده كل حكاية يوسف معهم ورغبته في الارتباط بياسمين وانه على خلق وكل ما يعرفوه عنه حتى اختفاؤه والذي كان السبب في تبدل حال ياسمين واسبابه التي شرحها هو بنفسه لهم

************************

تعالت الزغاريط والفرحة العارمة لدى البعض كما تعالى الصياح الغاضب لدى البعض الاخر وانقلبت ساحة المحكمة لعراك بالالفاظ بين كلا الطرفين بعد اعلان القاضي حكمه العادل في خلع أحد الازواج والذي لم يكن سوى الحاج عبد الله السيوفي أحد أكابر محافظة اسوان وتخليص زوجته الشابة وردة من تسلطه وعنفه الجسدي الذي كان يمارسه عليها بتلذذ دون مراعاة لحالتها حتى قاربت على الموت بين يديه في احد ليالي ساديته الى ان منحها الله الخلاص على يد ......سلمى عبد العزيز

وردة بامتنان :
_ربنا يخليكي يا استاذة سلمى ويكرمك وما يوقعك في ضيقة قادر يا كريم

سلمى بابتسامة انتصار :
_الحمد لله يا وردة انك خلصتي منه ....كدا بقى ولا يقدر يعملك حاجة ولو حاول بس يتعرضلك اتصلي بيا وانا هاجي اربيه من اول وجديد

مروة محامية مع سلمى وصديقتها :
_خلاص يا سلمى يا لا بينا بقى من هنا ...انا تعبت من القضية دي وما صدقت انها خلصت

عبد الله بغضب جامح :
_طلقتيها يا أستاذة ...خدتي حقها مني ....طب والله ماسيبك غير لما ادفعك الثمن غالي قوي ...ما هو مش الحاج عبد الله السيوفي اللي تقف قدامه واحدة ست

سلمى بتحدي وقوة :
_لا ..أنا واقفة قدامك أهو واللي في وسعك اعمله ..واعلى ما في خيلك اركبه

عبد الله ممسكا بذراعها يكاد يعتصره بغضب :
_انت بتتحديني بقى على كدا ؟

سلمى وهي تجذب ذراعها بعنف هاتفة بغضب جامح :
_ابعد ايدك عني يا حيوان ...والله ألبسك قضية دلوقتي حالا تقضي بقية حياتك في السجن

مروة وهي تجذب سلمى بعيدا :
_خلاص يا سلمى خلينا نمشي من هنا بقى وسيبك منه

عبد الله وأحد اصدقائه يجذبه بعيدا عنها :
_الايام بينا يا استاذة ....وانا بقى هوريكي مين هو عبد الله السيوفي على حق

وردة ببكاء وحسرة :
_حقك عليا يا استاذة سلمى انا السبب يقطعني ياريتني ما اتكلمت ولا ...

فقاطعتها سلمى بهدوء :
_خلاص ياوردة حصل خير ...بس لازم تتعلمي تبقي قوية ومتخافيش غير من ربنا بس فاهمة

مروة بنفاذ صبر :
_والله أنا جبت أخري ...هتيجي يا سلمى ولا أمشي أنا ؟

سلمى :
_خلاص انا جيت يالا بينا

********************

دلفت سلمى ومروة لغرفتهما في أحد فنادق محافظة أسوان حيث يقيم معهما اثنتين من المحاميات رشا وسحر

رشا :
_طمنوني عملتوا ايه ؟

مروة بمرح :
_تمام يا فندم خلعنا الراجل وجبنا حق الست وردة تالت ومتلت

سحر بغناء وهي ترقص بالملعقة كأنها العصا (رقص صعيدي ) :
_والله وعملوها الستات وجابوا الرجالة الارض

فانفجر الاربعة ضاحكين على سحر وغنائها
مروة بجدية :
_اسمعوا احنا لازم نمشي من هنا الراجل النهاردة هدد سلمى وبصراحة أنا خايفة منه

سلمى بلا مبالاة :
_لا متقلقيش دي اسمها حلاوة روح من اللي جراله بيحاول يداري على كرامته اللي انا بعترتها في المحكمة

رشا بقلق :
_لا يا سلمى طالما هددك يبقى لازم نعمله محضر بعدم التعرض

سحر مكملة :
_ولازم هدى تمشي من هنا ...بصراحة انا خايفة عليها قوي البنت صغيرة قوي على البهدلة دي

سلمى بحزن :
_مش هقدر ابعد عنها

رشا :
_معلش يا سلمى بس هنا فيه خطر عليها لازم ترجع لجدها

مروة :

_احنا كدا كدا لازم كلنا نرجع احنا خلصنا القضايااللي عندنا هنا يبقى لازم كلنا نرجع

سحر :
_والمرة الجاية عندنا فين ؟؟

رشا :
_الدور على محافظة اسيوط عندنا هناك تقريبا 6قضايا ...انا شايفة اننا نرجع كلناالمنيا نرتاح اسبوع كدة وبعدين نسافر اسيوط ايه رايكم ؟
وافق الجميع على اقتراح رشا وذهبت كل منهن لتجمع اغراضها

سلمى بحنان لا يظهر الا في حضرة هذا الملاك البرئ :
_هدهد يا لا حبيبتي اصحي عشان مسافرين

هدي بنوم وهي تفرك عينيها :
_ماما انا تعبت بقى عاوزة اروح لجدو

سلمى بحزن :
_يعني عاوزة تبعدي عني يا هدى

هدى ببراءة :
_لا يا ماما بس انا زهقت كل يوم بقعد لوحدي كتير وببقى خايفة انا عاوزة انا وانتنقعد مع جدو بقى

سلمى وهي تقبلها على وجنتها :
_خلاص ياقلبي قومي عشان هنسافر لجدو في المنيا

هدى بفرحة وهي تقفز فرحة على الفراش :
_بجد يا ماما

سلمى وهي تحتضنها :
_بجد ياروح ماما

وسافروا جميعا للمنيا للراحة اسبوع ثم العودة لجولاتهم

هل سيستطيع إبراهيم النجاة بشركته من الافلاس ؟
مارد فعل ابراهيم على يوسف وعلاقته بياسمين ؟
مارد فعل ياسمين على يوسف عند المواجهة معه امام اخويها ووالدها ؟
هل ستنجو سلمى من بطش عبد الله ؟
وما رد فعل والدها الحاج عبد العزيز؟
وما هي طبيعة جولاتها في المحافظات ؟

تابعوني في الحلقات القادمة باذن الله

قلب الرفاعيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن