مضت عدة ساعات و أشرقت شمس يوم جديد, ارتدت سيلينا ملابس المدرسة و أسدلت شعرها الأسود الطويل على كتفيها
توجهت مباشرة نحو الباب وهي تقول باختصار : انا ذاهبة امي ولا تقلقي علي سأتناول شيئا في الخارج
كانت السيدة غوميز تجلس على طاولة الفطور اوقفتها بحدة : لا تنس ما تحدثنا عنه الليلة الماضية
توقفت سيلينا عند الباب و نظرت اليها بارتعاب لتجيبها بلفظ رقيق : لن أنس, وداعا
غادرت المنزل لتسير في الطريق وهي تفكر مع نفسها : امي محقة المنحة هي الشيء المميز الوحيد الذي أملكه و لقد خاطرت بها من اجل هاري, انه لا ينظر الي حتى لقد كنت حمقاء عندما ظننت انه قد يحبني فشخص مثله من المستحيل ان يخلص لفتاة واحدة يجب ان انزعه من رأسي و اركز فقط على دراستي
أخذت نفسا عمیقا و إستقلت باص المدرسة
في هذه اللحظة أوقف هاري سیارته الحمراء الفیراري في فناء المدرسة و توجه نحو فصله بهدوء ، کان یسیر نحو فصله بکل ثقة تتبعه نظرات معجباته من الفتیات وفي الرواق أتی إلیه کونور مسرعا یحدثه بقلق : هاري لقد قضي علینا السیدة میغان إستدعت فریق خاص لیعثر علی العنکبوت و
أوقفه هاري بحدة : إخرس ولا کلمة
نظر حوله لیتأکد أن لا أحد ینظر إلیه ثم جذب کونور من معصمه بإتجاه الحمام، کان فیه طالب واحد یقوم بغسل یدیه لیحدثه هاري بعصبیة : أخرج من هنا
تنهد الطالب بیأس و غادر دون قول کلمة فلا أحد یستطیع إعتراض هاري بینما جاستن فلقد نظر في الفراغ بعدم إستیعاب وهو یقف داخل أحد المراحیض
نظر هاري بغضب لکونور و حدثه بعصبیة : ما سیقضي علینا هو لسانك الثرثار لا أحد یعلم أننا نحن من أحضرنا ذلك العنکبوت السام حتی إنرعثروا علیه لا یستطیعون إثبات شیء علینا
إتسعت عیون جاستن بصدمة بینما کونور أجابه بحدة : انا لم أحضر شيء ولا علاقة لي بالأمر أنت من أحضرت العنکبوتین لقتل مایلي ، تم الإمساك بأحدهما و المشکلة أن الأخر حر طلیق
إتسعت عیون جاستن بصدمة لیحدث نفسه بقلق : هذا یعني أن هناك عنکبوت سام أخر حر في المدرسة وهو یتصرف بلا مبالاة ، یا له من سافل حقیر
هاري بجدیة : قلت لك ملیون مرة أني لم أقصد قتلها أردت فقط إخافتها لأني أعرف أنها تعاني من فوبیا الحشرات ولا أحد یعلم هذا السر غیري أنا و أنت و العنکبوت ، من المٶکد أن العنکبوت لن یتکلم و انا لن أورط نفسي لذا لا أحتاج إلا إلی صمتك لذا توقف عن القلق بهذا الشأن
کونور ببداهة : أنت محق العنکبوت لن یتکلم ولا أحد یستطیع إثبات شيء ضدنا حسنا سألتزم الصمت نعم یمکنني فعل ذلك
أدار ظهره و غادر الحمام قائلاً بثقة : لا أحد یستطیع إثبات شيء ضدي أساسا أنا لم أفعل شيء لا حاجة لخوفي
زفر هاري بإنزعاج وهو ینظر في الباب الذي غادر منه کونور لیحدث الفراغ بحدة : یا له من جبان سیقضي علي إن فتح فمه بکلمة یجب أن أفعل شیئاً أضمن به صمته
في تلك اللحظة خرج جاستن من المرحاض یسأله بحدة : هل ستطلب عنکبوتا ساما أخر لتضمن به صمته أم ستستدعي حیوانا مفترس ؟
إستدار هاري بسرعة نحو مصدر الصوت و حینها إتسعت عیونه بصدمة عندما رأی جاستن أمامه لیسأله بحدة : مالذي تفعله هنا ؟
جاستن بإستهزاء : هذا حمام عام مالذي قد أفعله برأیك ؟
إبتسم بسخریة بینما هاري أجابه بغضب : لکن ما فعلته هو التجسس علي ، لا تعلم أن هذا قد یکلفك حیاتك یا لك من غبي
جاستن بحدة : ولم قد یکلفني حیاتي ؟ لست مسٶولا عن غبائك الذي یجعلك تناقش أسرارك القذرة في حمام عام
هاري بهدوء مستفز مقتربا من جاستن بکل هدوء : للأسف ستدفع ثمن هذا الغباء
إبتسم بمکر بینما جاستن بقي واقفا مکانه محافظا علی نظراته الحادة و حینها أتی طالبین فتوقف هاري لیحدثه في أذنه بهمس حاد : لم ینته الأمر هنا ، لقد وضعتك في رأسي و سینتهي الأمر بکارثة
أدار له ظهره و غادر الحمام بخطوات ثابتة و سریعة بینما جاستن بقي مکانه یتبعه بنظراته الحادة
في هذه الأثناء توقف الباص في محطة الحافلات القریبة من مدرسة دالتون لتنزل سیلینا و تتابع سیرا علی الأقدام ، کانت تسیر بکل هدوء و حینها مرت بجانبها سیارة مرسیدس بیضاء یقودها سائق بملابس بیضاء وفي المقعد الخلفي تجلس مایلي
رأت سیلینا فطلبت من السائق إیقاف السیارة بجانبها ، أنزلت بلور النافذة و حدثتها ببداهة : سیلینا إصعدي معي لأوصلك فنحن متجهین إلی نفس المکان
سیلینا بحدة : لا داع لقد وصلت تقریبا و أنا أحب المشي في الصباح
تابعت طریقها بکل ثقة بینما مایلي نظرت للسائق و حدثته بجدیة : یمکنك الذهاب الأن سأتابع السیر معها
حملت حقیبتها و نزلت بسرعة لترکض مسافة قصیرة حتی وصلت لسیلینا لتسیر بجانبها وهي تقول بجدیة : أحتاج للتحدث معکي بأمر مهم
سیلینا بحدة دون أن تنظر لها أو أن تتوقف عن السیر : لا أرید التحدث معك
مایلي بجدیة : إنه بشأن هاري
سیلینا بحزم : و خاصة بشأن هاري
توقفت مایلي عن السیر و لفتها إلیها من ذراعها لتقول بصرامة : سأقول ما عندي و أنتي مضطرة لسماعي
سحبت سیلینا ذراعها بقوة من قبضة مایلي و أجابتها بحدة : لست مضطرة لسماع شيء خاصة عندما تقولینه أنتي فأنتي لا تتفوهین إلا بالکذب
تنهدت مایلي و قالت بهدوء : أعلم أنکي تحبین هاري منذ وقت طویل ولا یمکنکي تصدیق أي شيء ضده لکني کنت في هذه المرحلة من قبل و إحتجت کثیرا لهذه النصیحة ، لو أخبرني أحدهم حقیقته منذ البدایة لما تألمت کثیرا عندما ترکني ، ربما ما کنت لأصدق حینها أي کلمة ضده لکن علی الأقل ما کنت لأحبه إلی تلك الدرجة
تسمرت سیلینا مکانها تنظر لها بإستغراب دون قول کلمة لتضیف مایلي بجدیة : أنا لا أسع خلف هاري لأني مازلت أحبه بل لأنني أکرهه، و أعلم أنکي سعیدة معه الأن لکن کل هذه السعادة مٶقتة و ستتألمین کثیرا عندما یتركك
إتسمت ملامح سیلینا بالحزن دون قول کلمة لتردف مایلي بجدیة : لا أقصد إفساد سعادتك او تدمیر علاقتك بهاري کي یکون لي أنا فقط لا ارید أن یفعل لکي ما فعله لي ، تعلمین ما یقال عنه ، مراهق قذر و هذه هي حقیقته لا یحترم أي فتاة ولا تهمه إلا نزواته الأنانیة ، أنا أخطط للإنتقام منه کي لا یتجرأ علی خداع أي فتاة في المستقبل سیکون رائعا لو ساعدتني لکن إن أردتي أن تکوني ضحیته الجدیدة فلا بأس سأنتقم منه بمفردي و سأجعله عبرة لکل الأوغاد أمثاله
سیلینا بحدة : ما أدراني أنکي لا تحاولین خداعي ؟
إبتسمت مایلي بهدوء و أجابتها بثقة : طبعا لن تصدقي أي کلمة ضده خاصة أنکي لا تملکین هاتفا ، إذهبي إلی مقهی الأنترنت و تفقدي موقع فضائح الأغنیاء ستجدینها کلها تتحدث عن قذارات هاري صدقیني هو لا یحبك أنتي فقط ضحیة جدیدة بالنسبة له، لازال الوقت مبکرا و یمکنکي إیقافه عند حده إن غیرتي رأیك تعلمین أین تجدیني
تجاوزتها بثقة لتسیر مبتعدة عنها بینما سیلینا بقیت متسمرة مکانها تنظر في الفراغ بصدمة
________________Sheitana23________