Good Graces // Kaisoo Fanfic

By theywontknow

256K 20K 10.6K

في عالم حيث أولئك الذين يملكون عينان مختلفتيّ اللون منعومين بهدية مميزة, كيونقسو اكتسب القدرة على القتل بيديه... More

مقدمة.
القاتل.
المقاتل.
بدأت الرحلة.
حديث حميميّ.
مشاعر خاطئة.
قصر إيوس.
لعبة الملكة المفضلة.
في أمان وعافية.
التغيير.
آثار ما بعد الحادثة.
القصر الصيفي.
تريتوجونيا.
حزم زرقاء.
وحش.
غبار.
أنا آسف.
نيريوس.
أحضره.
عبء.
أنا وأنت.
إلى جانبك.
معك.
مثالي جدًا.
حماية.
دراكون.
في الزنزانات.
المصير.
مخيم.
العودة إلى نيريوس.
تعافي.
الملكة.
تفهم.
الناجي.
الخاتمة.
Bonus One (100K!!)
Bonus Two

فاصل: أكثر من مجرد لون أزرق.

11K 600 287
By theywontknow

التشابتر المفروض ما يكون بهالطول بت انجوي😔💞

.

.

.

👁

.

.

.

أزرق. هذا هو أول ما رآه جونق إن عندما استدار الدخيل وقام بلعنه. حتى مع البرج المضاء بشكل ضعيف في قلعة آريان, كانت عين الرجل الآخر الزرقاء فاتنة حيث جعلت جونق إن يبتلع بسرعة.

قد رأى آخرين من قبل مع عيون زرقاء ولكن لا أحد منهم يقارن مع هذه. كانت بأكثر لون أزرق فريد من نوعه قد شاهده من قبل, لون ناعم لكن شديد الوضوح بينما يحدق به. تذكر جونق إن البحر, الهدوء والصمت لكن الجمال المتهور عندما تأتي العاصفة.

"أنت هو," تلعثم بغير تصديق. يبدو أنه ذلك القاتل الذي سمع عنه. لم يسبق له الإلتقاء بأي شخص مثل هالته القوية.

حاول قراءة أي أفكار قادمة من الرجل الآخر ولكن لا شيء. هذا كان غريبًا. الرجل الآخر لم يكن يفكر في أي شيء عنه. الأمير القاسي كان لا يزال يقف هناك ويحدق بجونق إن.

"أنت الأمير المنعوم بـ—" حاول أن يؤكد ولكن لم تستطع الانتهاء من حديثه لأن كان هناك فجأة اتصال قدم ضد صدره.

لم يستطع الحصول على وقت للتفكير في أي شيء لأن سرعان ما أرسل قبضة نحو فكّ الرجل الآخر لكنه فوّتها بعدة ملليمترات.

استمروا بالقتال لبعض الوقت ووجد جونق إن نفسه يحصل على معظم الهجمات. عادةً ما يمكنه قراءة الخطوة التالية لخصمه قبل قيامه بها, لكنه لم يحصل على أي إشارات من هذا الرجل. لا شيء مطلقًا. كيف من الممكن ألا يفكر فيه الأمير الدراكوني مطلقًا؟ هل هذا جزء من نعمته؟ هل هو جيد لتلك الدرجة في القتل حيث أنه لا يهتم بمن يقاتله؟

بارهاق, وجد جونق إن نفسه محاصر تحت أرجل الأمير الآخر, وأغلق عينيه.

يا إلهي, سيموت. لم تكن هناك طريقة أخرى تمكنه من محاربة هذا الرجل, إنه ماهر جدًا. لا يحب جونق إن التباهي, لكنه دائمًا يعتبر نفسه أحد أفضل المقاتلين أيضًا. وبفضل نعمته لديه الأفضلية دائمًا لكنه لم يحصل على شيء من هذا الرجل.

في الواقع, للمرة الأولى كان وحيدًا في رأسه. لا أحد آخر يملأ أفكاره. أخذ نفسًا عميق وقلبه نبض كالمجنون.

لم يكن مستعدًا للموت. من المؤكد أنه ليس مستعدًا للزواج, ولكن لم يكن من المفترض أن يؤدي ذهابه لإنقاذ عمه هيتشول إلى مهمة الموت.

انتظر جونق إن الضربة الأخيرة, لكن مر وقتٌ طويل و لا يزال يتنفس. ما الذي ينتظره؟ لماذا لا يستطيع إنهاء الأمر الآن؟ ولأنه كان فضوليًا فيما يقوم به الدخيل, فتح جونق إن عيناه ببطء, ورأى أن الأمير الآخر يرفع كفه.

واو لقد انتهى الأمر حقًا. سيموت الليلة لكنه سيموت كرجلٍ بشرف. لن يكون جبانًا. حدق بالأمير ووجد نفسه مرة أخرى يغرق في بركة صغيرة من اللون الأزرق الناعم.

كيف يمكن لشخصٍ ما أن يكون جميلًا هكذا؟ سقطت اليد فجأة وشعر جونق إن بذرة صغيرة من الأمل تنبت في قلبه.

ربما لن يموت.

حدق الاثنان في بعضهما لوقتٍ أكثر وبدأ جونق إن يشعر بالحرج. هذا كان اجتماعهم الرسمي الأول و كـ أمراء, يجب عليهم تقديم أنفسهم لبعض.

فتح فمه ليقول اسمه ولكن كانت هناك قرصة صغيرة ضد عنقه ووجد نفسه يفقد الوعي.

.

.

.

👁

.

.

.

سار أمير قارئ الأفكار عبر الغابة حتى سمع الهدير الناعم للنهر وتوجه نحوه. سيكون السفر أسهل إذا اتبع الماء. وبينما استمر في السفر, استطاع رؤية شخصٌ ما يستلقي بالقرب من مجرى النهر.

بدا أنه نائم وسار جونق إن بفضول نحو الشخص. ماذا لو كان ميتًا؟ هل على جونق إن دفنه؟ اقترب ببطء, نصف خائف من ما قد يجده, ولكنه بعد ذلك رأى الحصان مربوطًا بالشجرة واسترخى قليلًا. الحصان بدا في مزاج جيد لذلك فكر جونق إن بأن المالك كان فقط يأخذ قسط من الراحة.

نظر جونق إن إلى الفتى النائم وتعرف فورًا على وجه الأمير الدراكوني من الليلة الماضية. الإضاءة كانت فظيعة ليلة أمس لكن جونق إن لا يمكنه أن يخطئ الاستدارة الناعمة لوجهه والأنف اللطيف. ما الذي يفعله هنا بدلًا من البقاء مع فريقه من الحراس؟ جونق إن انحنى للأسفل نحو الفتى لفحصه.

كان يتنفس ببطء شديد ولكن ربما ذلك بسبب أنه نائم. بدا هادئ جدًا وهو نائم,​​ضعيف و بريء. لم يكن بوسع جونق إن ايقاف نفسه من لمس وجنته بظهر يده. كانت ناعمة ونضرة. لم يبدو هذا الأمير وكأنه قادر على إيذاء أي شيء.

في غضون ثانية تم دفعه على ظهره, وجفل حين اصطدم رأسه بصخرة. عندما فتح عينيه مرة أخرى كان يحدق في الأزرق—لا لحظة هل كانت رمادية قليلًا؟ واو هذا جميل. لم يرَ هذا المزيج من قبل. حاول جونق إن قراءة الفتى حتى يرى ما الذي يفكر فيه، ولكن لا شيء. كيف يكون ذلك ممكن؟

"علينا التوقف عن الاجتماع بهذه الطريقة," ضحك جونق إن, يقرر كسر الجليد أولًا. استقر الأمير الدراكوني على معدته مجددًا, ووجد جونق إن أنه ذو وزن مريح جدًا, ليس ثقيل جدًا ولا خفيف جدًا. ما هو اسمه مجددًا؟ كان جونق إن قد سمع عنه عدة مرات ولكن في الوقت الحالي لم يستطع تذكره. سيونقسو؟ ميونقسو؟ شيئًا من هذا القبيل.

"أنت حارس الآريان," بدا أن الأمير الآخر قد تعرّف عليه. "لماذا تبعتني؟" بدأت أظافره تضغط في ذراعيه, لكن جونق إن لم يهتم بذلك.

"أنا لست آرياني!" دافع عن نفسه. إنه لا يشبه هؤلاء الشماليين الأنانيين. في الواقع, يظن أنه النموذج المثالي لما يبدون عليه شعب نيريوس النيريانيين, طويل, عضلات, شعرٌ غامق وبشرة سمراء رائعة.

"لماذا تبعتني؟" الدراكوني ضرب ذراعيه ضد الصخور. حسناً, لقد بدأ يؤلمه ذلك قليلًا. لماذا لا يستطيع جونق إن قراءته؟ لا يزال يحصل على صفر من الإشارات منه. هل من الممكن أن الأمير لم يفكر فيه على الإطلاق؟

"كيف أعرف بأنك لم تتبعني؟" أزعجه جونق إن بابتسامة صغيرة, ورأى ما إذا يمكنه الحصول على أي استجابة ذهنية منه. كان من المضحك مشاهدة الأمير الصغير يغضب. لكن مرت بضع ثوان ورغم أن عقل جونق إن لا يزال مليئًا بأفكاره الخاصة, إلا أنه استشعر التوتر المتدفق من الأمير الأصغر. ابتسامته اختفت ببطء من وجهه. ربما لم يكن هذا وضعٌ جيد بعد كل شيء.

"لم أتبعك أنا أقسم," بدأ الحديث, "كنت في طريقي إلى المنزل ورأيتك تستلقي هنا. أردت فقط التأكد بأنك لا زلت على قيد الحياة."

"حاولت قتلي الليلة الماضية," أخبره الفتى الآخر. عينا جونق إن كادت تخرج من مكانها. إذا ذاكرته كانت صحيحة فقد حدث العكس.

"كلا بل أنت من حاول قتلي," ذكرّه جونق إن.

"لقد قطعت الحبل خاصتي أولًا," رد الأمير.

"في دفاعي لم أكن أملك أي فكرة عن هويتك حتى استدرت, أعتقدت أنك كنت تحاول إيذاء عمي." أخبره جونق إن.

"عمك؟" رد الدراكوني.

"عمي هيتشول," أوضح جونق إن, "تم اختطافه من قبل ملك آريس ولقد أُرسلت لإنقاذه. تنكرت كحارس حتى يمكنني إخراجه ولكن بعد ذلك دخلت أنت وفريقك. ظننتك تحاول إيذاءه."

"كنا نحاول إنقاذه," كان الرد الذي حصل عليه جونق إن. "يملك عمل غير منتهي مع عمي." شخر جونق إن بعدم تصديق.

"تعني ملك دراكون؟" ضحك على كيونقسو. "أنت لن تنقذه حقًا, بل ترسله من جحيمٍ لآخر."

"أنا فقط أحاول القيام بعملي," رد الرجل الآخر. "لا يهمني ما قد يحدث للناس بعد ذلك." أصبح المكان هادئًا للحظة, وأدرك جونق إن أخيرًا أنه لا يستطيع الشعور بذراعيه.

"هل يمكنك اطلاق سراحي؟" سأل وهو يتحرك قليلًا. "أنا متأكد كلتا ذراعي لا يملكون دوران دموي بهذه النقطة."

"كيف أعرف أنك لن تهاجمني؟" سأل الأمير بحذر. أراد جونق إن أن يضحك مرة أخرى. لم يكن من الواضح حتى الآن أن الدراكوني الشخص الأقوى هنا. لم يستطع جونق إن قراءته على الإطلاق. هل نعمته تتلاشى؟ هل حدث شيءٌ ما له أثناء فقدانه لوعيه؟

"أوه ستكون من الحماقة مهاجمتك." أخبره جونق إن, "لا أريد أن أكون على فراش الموت بوقتٍ قريب." فكر الأمير في ذلك وأخيرًا ابتعد عنه. وقف جونق إن ونفض الغبار عن بنطاله, يلعن بخفه تحت أنفاسه.

عندما انتهى من تنظيف نفسه, نظر إلى الأمير الآخر وتعرّف على النظرة التي يرسلها له. ابتسامة صغيرة ظهرت على وجهه. يعرف جونق إن تلك النظرة المركزة. لطالما يحصل عليها في كثير من الأحيان بسبب وجهه الوسيم, وعادةً ما تأتي مع نفس الفكرة.

"تعتقد بأنني مثير," نطق بصوت عالٍ وشاهد بدهشة حين تجعد وجه الرجل الآخر بصدمة بسبب القبض عليه ثم الانزعاج فورًا.

"كلا," عبس الأمير الصغير, يعقد ذراعيه ضد صدره. جونق إن قد قبض عليه وكان نصف يتوقع منه أن يضرب قدمه على الأرض أيضًا. هذا ما تفعله راهي عندما لا تجري الأمور على طريقتها.

"لا جدوى بالكذب علي," ضايقه جونق إن, يقترب أكثر. كان من الغريب سماع صوته فقط في رأسه ولم يكن متأكدًا مما إذا أحبّ ذلك أم لا.

"لا أعتقد أنك مثير," أدار الأمير الآخر رأسه إلى الجانب حتى لا تتقابل عيونهم. كان بوسع جونق إن رؤية لونٌ وردي خافت يرتفع نحو عنقه, وابتسم بشكل أوسع.

"بل تفعل," كرر حين وقف أخيرًا أمام الأمير القصير. الدراكوني يصل إلى كتفه. أمسك ذقنه وأدار وجهه بلطف بحيث أصبحوا ينظرون إلى بعضهم البعض.

أوه يا إلهي إنه يحدق في تلك العين الزرقاء مجددًا. لماذا هي جميلة جدًا؟ كانت العيون المنعومة جميلة ولكن هذا اللون الأزرق مجرد شيء مختلف تمامًا لجونق إن. "أنا أقرأ الأفكار," همس بصوتٍ منخفض. ربما لأنهم اقتربوا من بعضهم أكثر وكان المكان هادئ جدًا, لذا يمكنه أخيرًا سماع أفكار الرجل الآخر. لكن لا شيء حدث. لا يزال لا يسمع شيئًا. "يمكنني سماع أيًا ما يفكر به رأسك الجميل وأعرف أنك تعتقد بأني لطيف," كذب. تم دفعه على الفور بقسوة كبيرة و الأمير الآخر سار بعيدًا عنه نحو حصانه.

"مهلًا! انتظر!" نادى جونق إن من خلفه. لماذا لا يستطيع سماع هذا الفتى؟ لقد بدأ يشعر بالقليل من الإحباط الآن.

"دعني وشأني," صرخ الأمير عليه, يرسل حصاة مباشرةً إلى النهر حيث تخطته ثماني مرات قبل الغرق. أمسك جونق إن يده ولكن هذا كان خطأٌ كبير لأن الآن تم لويّ ذراعه بالكامل بطريقة لم يعرف أنها ممكنة. سحب ذراعه بسرعة وبدأ يفركها.

"كنت فقط ألعب معك," في أقل من 24 ساعة, هذا الأمير الآخر قد عامله بطريقة قاسية أكثر مما تم معاملته من قبل تقريبًا.

"إذًا أنت لا تقرأ الأفكار؟" كان هناك القليل من الأمل في صوت الأمير الآخر.

"أوه, أنا أفعل," تحدث جونق إن. "لكنني لا أستطيع سوى سماع الأشياء التي يفكرون بها الناس عني," تورّد الأمير الصغير إلى اللون الوردي مجددًا, وعرف جونق إن أنه قبض عليه مرة أخرى.

"أرايت أنت تعتقد بأني لطيف," قام بمضايقته مجددًا, يفرك وجنة الأمير الأصغر بين الطبقتين الخشنتين من أصابعه.

"أوقف ذلك," تذمر الرجل الصغير, يحرك وجهه بعيدًا.

"أوقف ماذا؟" سأل جونق إن, يتظاهر بالبراءة. لم يكن يعرف لماذا من المضحك إزعاج الذكر الآخر لكنه كان ممتعًا. الدراكوني يغضب بسرعة وجونق إن يعتقد أنه لطيف. لم يكن هناك جواب لذلك ضغط جونق إن وسأل سؤالًا آخر.

"أين هم بقية رجالك؟" سأل, ينظر حوله. يبدو أنه فقط مع حصانه.

"تركتهم," أجاب. "هذا لا يعني بأني لا أستطيع قتلك لوحدي," تحدث بتحذير بعد ذلك. كان جونق إن لا يزال يحاول جاهدًا تذكر اسمه.

كان يعلم أنه من عائلة دو ولكن دو ماذا؟ دو ميونغسو؟ دو كيونقسو؟ دو كيونقسو! هذا صحيح إنه الأمير كيونقسو, ابن شقيق الملك الدراكوني. شعر أنه من الجيد مطابقة اسم لوجه أخيرًا.

"ثق بي أعرف أنك تستطيع قتلي. أنت كدت تفعل ذلك بالليلة الماضية," ذكّر كيونقسو مرة أخرى. "شكرًا على عدم القيام بذلك."

"لم أقتلك لأنني أردت ذلك," أخبره كيونقسو, "لم أكن أملك الوقت الكافي. اعتبر نفسك محظوظًا."

"إذًا إلى أين سوف تتجه بما أنك تركت كل رجالك؟" تساءل جونق إن, يدفع يديه إلى جيوبه.

"لا أعلم," أجاب كيونقسو. "وحتى لو كنت أعرف, فهذا ليس من شأنك."

"ألا يريد الملك عودتك؟" استمر في طرح الأسئلة متجاهلاً نبرة كيونقسو المنفعلة.

"ألا يفترض عليك العودة للمنزل؟" رد كيونقسو.

"علي العثور على عمي أولًا," أخبر كيونقسو. "لا يمكنني العودة للمنزل بدونه."

  "حسنًا, لا يمكنني العودة للمنزل بدون عمك أيضاً!" انفجر كيونقسو عليه بصوت عالٍ. شعر جونق إن بالتفاجئ قليلًا. كان يحاول فقط أن يكون ودودًا مع الأمير الآخر. لم يكن يعرف لماذا الدراكوني يتعامل معه هكذا. وهذا لا يساعده أكثر لعدم قدرته على قراءته, بدأ الأمر يخيفه بأنه لا يستطيع قراءته.

"هل تريد العثور عليه معًا؟" تجرأ على السؤال بهدوء. ربما إذا أمضوا مزيدًا من الوقت معًا, فسيبدأ في القدرة على الشعور بأفكار كيونقسو. تذمر كيونقسو و جونق إن شعر بأنه احمق فجأة.

بدأ الأمير الدراكوني بالابتعاد لكن جونق إن لم يستطع أن يسمح له بالرحيل. ليس بدون معرفة سبب عدم قدرته على قراءة أفكاره.

"انتظر!" أوقفه جونق إن. "أعرف إلى أين سيأخذونه الآريان!"

"لا أهتم حقًا," أجاب كيونقسو واستعد لصعود حصانه.

"إذًا سوف تعود لعمك بدون شيء؟" سأل جونق إن. توقف كيونقسو للحظة.

"قد لا أكون من حول هذه المنطقة لكني أعرف ما يستطيع عمك فعله," نبرة صوته الخفيفة تصبح أكثر جدية. مملكة دراكون كانت مملكة لطيفة نوعًا ما مع انخفاض معدلات الوفيات ونوعية معيشة كريمة. بدا بأن الملك يحب شعبه, لكنه لم يكن كذلك بالنسبة للغرباء. ومن المعروف أن ملك دراكون لا يرحم على الإطلاق تجاه غير الدراكونيين. "جميعنا سمعنا قصص عن ما فعله للناس, ولا يمكنني سوى التخيل حول ما فعله بك. أعرف مكان عمي وأحتاج مساعدتك للوصول إليه."

"هذا لا يساعدني على الإطلاق," أشار كيونقسو.

"يمكنك أخذه بعدما أتأكد من أنه بخير," وعد جونق إن. أراد فقط معرفة ما هو الخطأ في نعمته. لن يكون رفيق السفر نصف سيئ أيضًا. كان وحيدًا إلى حدٍ ما خلال رحلته الأولى إلى آريس.

"كيف أعرف أنك لا تكذب عليّ؟" سأل كيونقسو.

"لن أكذب عليك," أجاب جونق إن وهو ينظر إليه مباشرةً في العيون, يحاول معرفة ما إذا تغير أي شيء بنعمته. لا شيء حتى الآن.

"حسنًا," وافق كيوتقسو. "سأساعدك وأنت ستساعدني. لكن إذا حصل أي شيء يبدو خاطئًا بالنسبة لي, الأمر سينتهي وأنت قد تكون ميتًا."

"هذه فرصة أرغب في أخذها." أكد جونق إن.

"لكنك سوف تسير حتى نصل إلى المدينة القادمة," تحدث كيونقسو, يصعد ظهر الحصان.

"انتظر," قال جونق إن للمرة الأخيرة.

"ماذا الآن؟" سأل كيونقسو, يبدو أكثر إنزعاجًا من قبل.

"أنا جونق إن," قدم نفسه ومدّ يده. كيونقسو حدّق به قبل مصافحته.

"أنا—" بدأ بتقديم نفسه.

"الأمير كيونقسو," انهى جونق إن حديثه بابتسامة. "أنا بالفعل أعرف ذلك."

.

.

.

👁

.

.

.

لم يكن جونق إن أحمقًا, خاصة لأنه يستطيع قراءة العقول وكان يعرف أن هذه السيدة تحاول خداعه. كان غاضبٌ جدًا حين تظاهرت المرأة بالجهل والبراءة, ثم شعر بلمسة ناعمة على كتفه واستدرار ليجد كيونقسو يبدو قلقًا.

مع توجيه كيونقسو وكلماته الهادئة, دفعوا الفاتورة, ورغم أن جونق إن لم يكن راضيًا عن ذلك, كان يعلم أن كيونقسو محق. لا يحتاجون جلب المزيد من الانتباه إليهم, خاصةً مع ما كان يدور في ذهن السيدة.

كانت تريد التبليغ عن كيونقسو للقصر وتجمع المكافئة. كانت مستعدة لبيع حياة إنسان بريء وذلك جعل جونق إن غاضب للغاية. سوف يحمي كيونقسو مهما حدث. يعلم أن الفتى الآخر يستطيع حماية نفسه, لكن جونق إن أراد فعل ذلك أيضًا.

أستيقظ في منتصف الليل على صوت بابه وهو يُفتح. في البداية ظنّ أنه كيونقسو. ربما لم يتمكن الأمير الآخر من النوم وأراد الحديث. ربما أراد أن يحتضنه. لن يمانع جونق إن القليل من الاحتضان. لقد مر وقت طويل جدًا منذ أن حظى بشخصٍ دافئ بجواره.

هذه الخطوات كانت سريعة جدًا وثقيلة لتكون خاصة كيونقسو رغم ذلك. قبل أن يعرف ما الذي يحدث كان هناك شيءٌ يلتف حول فمه وقبضة على ذراعيه وساقيه.

صاح وضرب في جميع الأنحاء محاولًا الهروب. انزلقت إحدى ذراعيه واستخدمها لإرسال لكمة نحو أحد وجوه الرجال. كان كل شيء يدور في عقله يتألف من كلماتٍ بذيئة, لكنه لم يهتم بذلك كثيرًا.

هل كانوا يحاولون أخذ كيونقسو أيضًا؟ ما الذي يفعله الفتى الآخر الآن؟ ذراعه وساقه الأخرى تحرروا وأمسك أحد الرجال ولف ذراعه خلف ظهره. تم ركل ظهر ركبته من قبل شخصٍ آخر وشعر بنفسه ينهار على الأرض.

سرعان ما كانت ذراعيه مقيّدة خلف ظهره, وعدّ ربما أربعة أو خمسة من الرجال يمسكون به قبل أن يتم جره من الغرفة إلى أسفل الدرج.

صراخه كان مكتومًا من قبل الكمامة لكنّه نظر إلى باب كيونقسو المغلق وارتاح لأن لم يحدث له شيء. واصل جونق إن بالتحرك والضرب أثناء قيادته للخارج, لكن كان هناك الكثير من الأشخاص الذين يمسكون به. يا إلهي كيونقسو سيستيقظ بمفرده وفي حيرة. ما الذي يفترض عليه فعله الآن؟

ملكة إيوس كانت أكثر عاهرة مجنونة قد قابلها جونق إن على الإطلاق. عيناها كانت تلمعان و شفتيها الحمراء ترتفع لابتسامة حادة بينما تحدق به وهي تمسك بسوط جلد في يديها.

كان قد جُرد من قميصه وحذاءه, معلق بمعصميه على منصة في وسط غرفة مزينة بشكل غريب. كان ظهره يلذعه من الضربات التي حصل عليعا بالفعل, لكن من المستحيل أن يستسلم أمامها. لقد تم تدريبه بشكل أفضل من هذا. العرق كان يقطر على وجهه ويمكنه الشعور بالدماء تنساب على ظهره لكنه تحمل الألم.

"هل أنت متأكد من أنك لا تريد النوم معي؟" عبست الملكة وأرسلت له نظرة حزينة. جونق إن أراد أن يستفرغ. لم يكن هذا لطيفًا على الإطلاق.

"كلا," تمتم من خلال أسنانه. لم يكن يائسًا لتلك الدرجة حتى يذهب للفراش مع العاهرة النفسية.

من قراءة جونق إن وجد أنها تحب الرجال الأصغر سنًا, لا سيما أولئك المنعومين. كانت منجذبة للغاية نحو عينه الذهبية وأرادته أن يكون ملكها, لكنها لم ترد أن يكون الأمر مجبورًا. أرادت منه أن يريدها أيضًا. لكنه لن يفعل أبدًا.

"حقًا عزيزي؟" ، سألت, صوتها عالي بشكل مقزز بينما تنزع رداءها وتكشف عن ثدييها, كبيرة ومستديرة. بدت مزيفة رغم ذلك لأنهم موضوعين بشكل عالي وغير طبيعي وأراد جونق إن الاختناق. لم يرغب في النوم مع هذه الامرأة أراد فقط الرحيل. كيف من المفترض أن يخرج نفسه من هنا؟ أين هو كيونقسو؟ هل الرجل الآخر غاضب؟ هل غادر العاصمة بالفعل؟ هل يشعر كيونقسو بالقلق عليه؟

عرف جونق إن أن الملكة غاضبة وتفقد صبرها معه. غطّت نفسها مرة أخرى وسارت إلى ظهره وجلدته ثلاث مرات بقوة. أمسك أنينه المتألم وضغط على أسنانه.

"إنه لا يستسلم," تذمرت الملكة لأحد خدامها. "لماذا لا يستسلم؟ يجب أن يكون واقع في الحب معي بالفعل!"

"جلالتك," خاطبها الخادم, "من تقارير الشهود يبدو أن الفتى لديه بالفعل شخص يحبه."

"ماذا؟" أجابت الملكة, معجبة بالمعلومات الجديدة. جونق إن أبقى آذانه مفتوحة. ما الذي يقصدونه؟

"لقد شوهد وهو يسافر مع حامل ذكر الليلة الماضية ويبدو أن الاثنين مقربّان للغاية," تابع الخادم. "استنتج أنهم ثنائي." أوه تبًا إنهم يتحدثون عن كيونقسو.

"حامل ذكر," سألت الملكة, من الواضح أنها مهتمة للغاية الآن.

"نعم جلالتي, سمعت أنه صغير وجميل جدًا," أجاب الخادم.

"أحضره لي," طالبت بابتسامة عريضة على وجهها. أومأ الخادم وغادر الغرفة.

"هل هذا صحيح؟" اقتربت الملكة منه بابتسامة. "لديك شخصٌ تحبه؟" صمت جونق إن. لن يعطيها سعادة مشاهدته يستسلم. وضعت أصبعها على ظهره الأحمر بدمه وقربّته في فمها قبل أن تمصه بصرامة.

"حلو," أثنت عليه. "أتساءل كيف طعم دم الذكر الحامل," قالت بصوت عالِ. "لم أجرب من قبل ولكن أعتقد أن اليوم أتى." شعر جونق إن بالغضب يبدأ بالغليان في معدته. لن تضع يدها على كيونقسو. جونق إن لن يسمح لها بذلك. وكيونقسو لن يفعل كذلك.  الفتى الآخر يمكنه الهروب إذا وجدوه.

"إنه على الأرجح ليس أجمل مني," واصلت الحديث. "أنا أجملهم جميعًا. ربما أنت أعمى جدًا لرؤية جمالي الآن ولكن عندما نقف جنبًا إلى جنب سوف تدرك كل عيوبه و ثم ستختارني. يمكننا بعدها أن نلعب معه مثلما لعبت معك," رفعت سوطها في الهواء. "من يدري ربما قد تستمتع بدم الحامل أيضًا."

"أنتي مريضة جدًا," لم يستطع جونق إن تحملها وتحدث.

"سوف تختارني في النهاية," ضيقت عينيها على انفجاره. "سأجعلك تختارني بارادتك. إذا لم تفعل ذلك, فحاملك الصغير الثمين سيصبح حيواني الأليف وسألعب وألعب معه حتى يكون على حافة الموت, ثم سأعيده إلى الحياة وسيحدث ذلك مرارًا وتكرارًا حتى يتوسل إليك مع فمه الصغير المثير للشفقة لتختارني."

"إذا لمسته فسأقتلك واللعنة." أخبرها جونق إن. لن يسمح لكيونقسو بالتورط في هذه الفوضى. على الرغم من أنه منعوم, إلا أنه يعلم أن الملكة تمتلك خدعًا, ولن تتردد في استخدامها لإخضاع كيونقسو.

"إذًا أخضع إلي," عرضت بقوة.

"كلا للجحيم." رد جونق إن عليها. أمسكت بسوطها وجونق إن ضغط على أسنانه مرة أخرى.

بعد ساعات, كان منهكًا وجافًا, وكان ظهره مخدر كالجحيم رغم أنه كان لزجًا بالعرق والدم.

ذراعيه متورمة بشدة بسبب رفعها فوق رأسه طوال اليوم, لكنه لم يستسلم بعد. أخيرًا فقدت الملكة صبرها وتركته بمفردة, ليست في مزاج النظر إلى وجهه 'الوسيم' بعد الآن والسلام الوحيد الذي حصل عليه هو أن كيونقسو لم يتم العثور عليه بعد.

نصف تمنى أن يكون الرجل الآخر خارج إيوس في الوقت الحالي, لكنه تمنى أيضًا أن كيونقسو بقى وكان يبحث عنه. لكن جونق إن شكّ بعض الشيء حول الخيار الثاني. لا يعلم كيونقسو أنه قد تم اختطافه. ربما استيقظ الأمير الآخر وكان غاضب لكون جونق إن مفقودًا.

يحتاج التفكير في خطة هروب سريعة لأنه إذا بقي هنا لفترة أطول قد يموت حقًا. إذا دخلت الملكة في المرة القادمة, سوف يفعلها. سيقول نعم للنوم معها وعندما يحصل على الفرصة سوف يهرب. هذه هي الطريقة الوحيدة التي سيخرج بها من هذه الحبال. أنزل رأسه إلى أسفل, كتفيه تتدلى بينما ذراعيه مستقيمة. فجأة فُتح الباب وجونق إن شاهد كيونقسو يدخل من خلال الأبواب.

"علمت أنك ستأتي وتنقذني," ابتسم جونق إن في وجهه من خلال خصلات شعره الرطبة وشعر بالراحة لأن كيونقسو لم يتم القبض عليه وأنه هنا من أجله. قام كيونقسو بتفتيش الحراس لإيجاد المفاتيح وعندما وجدهم ركض إلى جونق إن لفك العقدة الضيقة التي تمسك معصميه والتخلص من الحبال. انزلق جونق إن إلى الأمام وانحنى ضد الرجل الأقصر.

"هل افتقدتني؟" سأل, يسمح للراحة بملأ جسمه. لم يكن لديه أي قوة لإمساك نفسه و كيونقسو فقط شعر أنه مألوف جدًا. سخر كيونقسو ودفعه بعيدًا. خمّن أنه من المبكر جدًا مضايقته, لكنه لم يستطع ايقاف نفسه. لا يعرف كم كان كيونقسو قلقٌ عليه لكن ظنّ أنه كان كثيرًا.

"أنت الأحمق الذي تم اختطافه," ذكرّه كيونقسو. "كدت أتركك ولا آتي إليك."

"لكنك فعلت," ابتسم بشكل واسع في وجهه, يحاول بذل قصارى جهده للوقوف بنفسه.

"علينا الذهاب," أخبره كيونقسو. "قد يظهر المزيد من الحراس في أي وقت ولا أعرف كم أنا جيد في حماية شخص بينما أقتل الجميع. هل تستطيع الركض؟"

"سأتمكن من ذلك," أكد له جونق إن ولكن لا يصدق نفسه. "سيؤلمني مثل اللعنة غدًا لكن هذا لا شيء مقارنةً بما فعلته بي تلك الملكة المجنونة." لا شيء يقارن بآلام الجَلد.

"حسنًا," أومأ كيونقسو, "علينا النزول من الدرج الأصفر وإلى حديقة الورود. عندما نصل إلى نهاية الحائط الأبيض علينا القفز حسنًا؟ ستكون قفزة من طابقين ولكننا سنسقط في البركة. سوف نسبح لخارجها ونحو الغابة ثم نشف طريقنا إلى القصر الصيفي."

"يبدو جيدًا كابتن," أجاب جونق إن رغم أن كل شيء يدور في رأسه. عليه فقط اتباع كيونقسو. كيونقسو سوف يحميه. والآن بعدما أصبح يدعم قوته, أدرك مدى تأثره بتعرضه للاختطاف والتعذيب. شعر بالإغماء والدوار وكانت أطرافه مثل الهلام لكنه يعلم أن يجب عليه الاستمرار.

.

.

.

👁

.

.

.

"هل تؤمن بالحب؟" سأل الرجل الأطول فجأة, يتوقف. أراد أن يعرف رأي كيونقسو في الحب. لكن كيونقسو واصل السير واضطر جونق إن اللحاق به.

"أعتقد أني أفعل," تحدث بعد تفكير. "أحب تايوون وقد أحببت مربياتي."

"ليس هذا النوع من الحب," هز جونق إن رأسه, شعره البني الناعم يسقط على عينيه. "الحب الرومانسي." فكر كيونقسو أكثر قليلاً قبل أن يقدم إجابته.

"نعم," تحدث بشكل مدهش. "لأن والدايّ أحبوا بعضهم بما يكفي ليجلبوني إلى هذا العالم, ثم ماتوا معًا. أيضا تايوون لن يتزوج أي أميرة وبقي يسافر ويبحث عن 'المختارة' وهذه المرة على الأرجح قد وجدها. وإذا لم يكن هيونشيك أحمق لعينٌ, ربما كنت سأهرب معه وأتزوجه."

"من هو هيونشيك؟" سأل جونق إن بصوتٍ مبحوح ومنخفض. لم يسمع عن هذا الرجل من قبل وكيونقسو كان سيتزوجه؟ إلى أي مدى كان الشخص الذي أمسك قلب كيونقسو مميزًا, وهذا عمل يبدو مستحيلًا؟

"ابن الطباخ," أخبره كيونقسو. "كنا نتواعد منذ ما يقارب الثلاث سنوات, لكن كل ذلك تحول إلى أمرٌ سيء عندما قرر أنني لا أستحق البقاء معه. لكن في ذلك الوقت, إذا طلب مني الهروب معه كنت سأفعل."

"حسنًا أنت تهرب معي الآن," مازحه جونق إن لتخفيف المزاج الكئيب. لم يقصد أن يجعل كيونقسو يتذكر ذكريات حزينة. إنه يستحق أفضل من ابن الطباخ ذاك. يحتاج كيونقسو إلى شخص يمكنه الاعتماد عليه. شخص يملأه ويحتضنه مع كل الحب الذي يفتقده في حياته. "ولا أستطيع التفكير بأي شخص آخر يمكنه مساعدتي في إنقاذ عمي المجنون."

عندما كانا نائمين في تلك الليلة, استيقظ جونق إن بسبب الضوضاء التي تصدر من جانب كيونقسو. استدار وعبر عيونه الضبابية رأى يد كيونقسو ملفوفة حول وسطه, الهزات والأنين يخرج من شفتيه.

"هي," نادى بخشونة, النعاس لا يزال يملأ صوته. "هل أنت بخير؟" سأل جونق إن وهو يقترب أكثر من كيونقسو. الفتى الصغير هز رأسه, ذراعيه مثبتة حول معدته.

لم يكن جونق إن يعرف ما الذي عليه فعله. هناك شيءٌ خاطئ جدًا مع كيونقسو لكنه لم يكن متأكد ما هو. لم يكن تسممًا غذائيًا ولا يبدو أنه مريض.

هل كانت مشكلة للحاملين الذكور؟ هل يعاني من تغيير؟ كان قد قرأ عنه فقط لفترة قصيرة من الكتب المدرسية خلال أيام دراسته, لكنه يعرف أنه شبيه جدًا بالدورة الشهرية.

لديهم تشنجات سيئة ومتضخمة بشكل لا يصدق. والدته قد علمته طرق لتدليك التشنجات عندما كان صغيرًا. لقد كان طفلًا يتعلق سريعًا ويريد دائمًا البقاء مع أمه وأخواته وقررت أن تجعل وقته مفيدًا و تعلمه بعض الأشياء المنزلية أيضًا.

أخرج كيونقسو أنين مؤلم وعرف أنه لا يستطيع الجلوس والسماح للفتى الآخر بالمعاناة من الألم.

انحنى إلى الأمام ولفّ ذراعيه حول وسط كيونقسو ليسحب الأمير الأقصر ضد جسمه. كان كيونقسو مليء بالعرق البارد ولكن جونق إن تجاهل الالتصاق وبدلًا حرك ذراعيه حتى أصبحت أحداهم على معدته والأخرى تحت قميصه.

اندهش بعض الشيء عندما اكتشف أن كيونقسو لم يكن مسطحًا تمامًا بعد الآن, وكان هناك بعض الانتفاخ. شعر بوجهه يحترق لملامسة كيونقسو بشكل حميمي, لكن الفتى الأقصر أخرج شهقة أخرى ونسي المشاعر الغريبة وبدأ بتدليك عضلات كيونقسو الضيقة.

اليد الموضوعة على صدر كيونقسو ضغطت بخبرة والثدي الناعم انتفخ في قوة كفه. الأنين الذي أخرجه كيونقسو ذهب مباشرةً إلى معدته. يا إلهي لم يكن هذا ما يريد حصوله في الليل. مع كل قوته الذهنية, أبعد إثارته حتى يستمر في التركيز على جعل كيونقسو يشعر بتحسن.

ولكي يقترب من الرجل الآخر أكثر, أراحَ جونق إن رأسه في عنق كيونقسو, وعندما استنشق, ملأته رائحة كيونقسو. رائحة الرجل الآخر بالتأكيد كانت رائحة من العرق ولكن هناك حلاوة مدمنة فيها وجونق إن وجد نفسه يقترب أكثر منه.

قد قرأ عن هذا من قبل. هذه كانت المحاولة الأخيرة للجسم الحامل الذكر في الحصول على طفل بداخله قبل أن يطهر جسده بنفسه.

كان من الجنون مدى فعالية هذا العمل لأن عقل جونق إن أصبح مجنونًا. إحدى يديه وُضعت بحماية على معدة كيونقسو السفلية حيث ينمو الجنين إذا كان هناك طفل, ثم أصابعه تتبعت وضغطت أحدى الثديين.

أنين كيونقسو وتأوهاته لم يساعدانه أيضًا, وجونق إن قاوم بكل قدرته كيلا ينتصب ضد الأمير الأقصر. للمرة الأولى منذ أن التقيا, كان جونق إن سعيدًا لأنه لا يستطيع قراءة عقل كيونقسو.

شعر بحلمات كيونقسو تبدأ في الانتصاب عندما احدى يديه لمستهم, وسرعان ما تراجع وعاد إلى فرك التورم تحت ثدييه. كيونقسو لا يزال مشدودًا بعض الشيء في أحضانه ولم يكن يريد عبور حدوده هذا إذا لم يعبرها بعد.

بعد فترة, من يعرف كم مر من الوقت؟ شعر جونق إن بأن كيونقسو استرخى تمامًا ضده, يصبح جسده ليّن ويذوب ضد خاصته حتى لم يكن هناك أي مساحة بينهما.

كان جونق إن يتنفس ببطء وهدوء حتى لا ينتصب ويفزع كيونقسو. الصرخات والأنين توقفت وببطء تحوّلت إلى تنهدات صغيرة ناعمة. خفف جونق إن من الضغط على يديه وأصابعه حتى يمسح بسلاسة على جلد كيونقسو الناعم المرن.

لم يدفعه الأمير الأقصر بعيدًا, لذلك أبقاه جونق إن بالقرب منه ليبقى دافئًا من عرقه, ولإستنشاق المزيد من رائحة كيونقسو. ذابت الحلاوة المدمنة إلى شيء مهدئ يقارنه جونق إن بالفانيلا الدافئة. لم يستطع إيقاف نفسه من ضغط أنفه على الجزء الخلفي من عنق كيونقسو وأغلق عينيه.

هذا الشعور لطيف, كيونقسو يتناسب بين ذراعيه ويديه تفرك وتجري بلطف في جميع أنحاء كيونقسو. أراد فعل هذا مرة أخرى. أراد إحتضان ولمس كيونقسو مجددًا. ما الذي أدخل نفسه به هذه المرة؟

عندما تعبوا أنفسهم من المشي في ذلك اليوم واستقروا في الليل, جونق إن شاهد كيونقسو يلتفّ حول نفسه ويخرج أنين صغير. لم يضيع أي وقت وضغط نفسه فورًا ضد ظهر الآخر, يديه تنزلق تحت قميصه وتستريح على الجزء السفلي من المعدة والصدر. بدون كلمة بين الاثنين, بدأ جونق إن بالعمل على إرخاء عضلات كيونقسو الضيقة مرة أخرى.

بغض النظر عن مدى استمراره في تدليك كيونقسو, الرجل الأقصر استمر بالبكاء بصوتٍ عالي وبألم مع مرور كل دقيقة, وشعر جونق إن بقلبه يتحطم عند رؤيته للدموع تبلل وجنتين كيونقسو الخوخ. كان يحاول تثبيت كيونقسو لكنه استدار بحيث أصبحوا يواجهون بعضهم البعض, وأرخى رأسه المشتعل ضد كتف جونق إن العاري.

"إنه مؤلم," شهق بألم. يد جونق إن لفّت حول ظهره الصغير وسحبته أقرب إليه. أراحَ يده الأخرى على معدة كيونقسو المسطحة والمشدودة مرة أخرى ويمكنه الشعور بكم كانت دافئة بشكل غير طبيعي. يا إلهي يبدو أن التقلصات تؤلم مثل الجحيم.

"سوف يختفي الألم قريبًا," تمتم جونق إن ضد شعر الأمير المتعرق, يستنشق الرائحة المدمنة مرة أخرى. "سوف يتوقف قريبًا." لم يجيب كيونقسو بالكلمات, وبدلًا من ذلك أخرج تأوهًا طويل ومؤلم.

منذ أن جونق إن لم يتمكن من فعل أي شيء حيال معدة كيونقسو, أعاد انتباهه إلى صدر الأمير ووضع يده على البشرة الرقيقة. كانت ليّنة جدًا ضد خشونة كفه, وهسهس كيونقسو على اللمسة الحساسة لكنه ضغط جسده ضد يد جونق إن. وبدون أي خجل على الإطلاق, أخرج كيونقسو أنين سعيد عندما فركت يد جونق إن حلمته الصلبة قبل تدليك البشرة الناعمة المحيطة بها.

الطريقة الوحيدة لإبعاد الألم كانت المتعة, وجونق إن سيعطي كيونقسو ذلك إذا استطاع. حاول قصارى جهده ألا ينتصب مجددًا بينما يستمر كيونقسو بإصدار الأنين طوال الليل.

مع مرور الليل, همس جونق إن كلمات مريحة لكيونقسو بينما يصبح كل تشنج أخفّ من الأخير و صدره ليّن ومرن في أيدي جونق إن الكبيرة.

"أنت تقوم بعملٍ جيد," حاول أن يشجعه بهدوء. "أنت شجاع وقوي للغاية."

"كيونقسو," كرر اسمه مرارًا وتكرارًا فقط ليجعل الفتى الآخر يعرف أنه موجود من أجله ولن يذهب إلى أي مكان. لا يستطيع أحدٌ منهما الرؤية في الليل لكن ثديين كيونقسو كانت باللون الورديّ الفاتح بسبب ضغط جونق إن عليهم.

الأمير الدراكوني غطّ بالنوم مجددًا بينما لفّ جونق إن ذراعيه حوله بشكل آمن.

رأس كيونقسو كان موضوع بشكل مريح ضد رقبة جونق إن, ذراعيه تستلقي أمام صدر الأمير الأطول, أنفاسه العميقة ترتفع وتنخفض ضد جلد جونق إن العاري وساقيهما يتشابكون حتى تتناسب أجسادهم بشكل جيد.

لم يستطع جونق إن النوم, وزن كيونقسو ضده يجعله مشغولًا بأفكاره.

لا يستطيع تذكر كونه بهذه الحميمية مع أي شخصٍ آخر من قبل. نعم, قد نام مع أشخاص آخرين من قبل لكنه لم يمسكهم بهذه الطريقة, قريبون جدًا منه. لم يكن يريد أبدًا حمايتهم هكذا, يبعدهم من كل الألم غير المستحق في العالم.

تحرك كيونقسو قليلا في حضنه وجونق إن اقترب منه, يضع طرف أنفه على جبين كيونقسو. كان يحدق في الطريقة التي تستلقي بها رموشه الطويلة على طرف عظام وجنتيه والفراغ في وجهه أثناء نومه.

كيونقسو كان يستلقي هناك, لا يوجد تعبير على وجهه اطلاقًا, لكن جونق إن ما زال يظن أنه خاطف للأنفاس.

في أول مرة التقوا فيها, عين كيونقسو الزرقاء قد فتنته, أما الآن فكل شيء عن الرجل الأقصر يدفعه إلى الجنون.

خاصةً فمه, يا إلهي شفتيه على شكل قلب! لم يسبق لجونق إن رؤية ذلك من قبل لكنه يناسب كيونقسو بشكل جيد. أراد تقبيله. أراد احتضانه هكذا إلى الأبد. إنه معجب بكيونقسو وليس خائفًا من الاعتراف بذلك لنفسه. إنه معجب بالأمير الآخر حقًا ويعتبره أكثر من مجرد صديق. أراد أن يكون معه بطريقة رومانسية.

أحبّ جونق إن كل شيء عن كيونقسو, لطفه, ولاءه, ضعفه, قوته. حتى أنه يحب غضب كيونقسو. كان من اللطيف جدًا مشاهدة كيونقسو يعبس ويتورّد بخجل. لم ينجذب إلى شخصٍ آخر من قبل بكل جسده وعقله.

لكن هل من الممكن أن يعجب به الأمير الآخر؟ يعتقد جونجن أنه ربما يحدث ذلك. كان كيونقسو يثق به بما يكفي الآن ليغفو على صدره العاري.

الرجل الآخر أنقذه في إيوس وساعده على استعادة صحته. ربما يجب عليه التوقف عن اغاظته كثيرا الآن. كيونقسو لا يحب الأمر عندما يلعب جونق إن معه بالرغم من أنه يكون لطيفًا.

عندما استيقظ جونق إن في صباح اليوم التالي, كيونقسو قد ابتعد عن ذراعيه وجلس لدى النار. كانت هناك رائحة طبخ الطيور في الهواء وفرك النعاس من عينيه.

"من أجل الليلة الماضية," بدأ كيونقسو بتردد عندما نظر إلى جونق إن, "شكرًا لك مجددًا." أومأ جونق إن له, شعره الفوضوي يتحرك مع رأسه.

"لقد أخبرتك بالفعل لا بأس," تثاؤب. سيفعل ذلك لكيونقسو مرارًا وتكرارًا.

"جلبت لنا الإفطار," أشار كيونقسو بشكل محرج نحو الطير. "لا أتذكر ما إذا أكلت بالأمس."

"أكلت بعض التوت هنا وهناك," أخبره جونق إن وهو يقترب أكثر من النار.

كان هواء الصباح لا يزال باردًا وقد بقي بلا قميص لأربعة أيام. لكن حرارة جسد كيونقسو أبقته دافئًا خلال الليلتين الماضيتين.

أراد الذهاب واحتضان كيونقسو لكنه سيتجاوز حدوده.

بعد الإفطار, بدأ روتينهم في المشي مجددًا, هذه المرة يسيران جنبًا إلى جنب.

بدأ جونق إن يروي القصص مرة أخرى, وشاهد كيونقسو يستمع, يتأكد من مراقبة أي علامة على الألم.

أتى الليل ومرةً ​​أخرى ضغط جونق إن نفسه ضد كيونقسو, يديه الرقيقة تستقر ضد بشرة الأمير الشاحبة والناعمة. ضغط فمه على مؤخرة رأس كيونقسو, وهذه قبلة سريّة بينما يفرك دوائر الخفيفة على الجانب السفلي من صدر الأمير الأقصر.

لم يخرج كيونقسو الكثير من الضجيج باستثناء تنهيدة مسترخية, لكنه لم يدفع جونق إن بعيدًا, لذا استمر جونق إن في لمسه بثبات ثم بهدوء.

تشنجاته على الأرجح تقلصت كثيرًا حتى الآن. بوقتٍ قريب لن يكون لديه أي سبب لينام جونق إن بالقرب منه. لا يريد أن ينتهي هذا بعد. أراد احتضان كيونقسو.

في الليلة التالية, عندما اقترب منه جونق إن, شعر كيونقسو بالتوتر وتدحرج بعيدًا. هل يتألم مجددًا بشكل سيئ؟ اقترب أكثر لفحص الأمير الآخر لكن تم مقاطعته فجأة.

"أنا—" صوت كيونقسو الواضح صدع في هواء الليل البارد. "لا أحتاج لمساعدتك بعد الآن" أخبر جونق إن. "إنتهى أمر الألم. لا أحتاجك بعد الآن."

لم يجيب جونق إن لوقت طويل حيث يحاول استيعاب كلمات كيونقسو المباشرة.

بالطبع سوف ينتهي الأمر في نهاية المطاف لكنه لم يتوقع أنه في الواقع سيؤذيه كثيرًا. ظنّ أنه ربما شعر كيونقسو بشيءٍ صغير تجاهه أيضًا.

لا يحتضنون الناس بعضهم البعض ويلمسون بعضهم من دون أن يتطور شيء بينهم. ولكن مرة أخرى هذا كيونقسو وهو عكس أي شخص آخر في العالم.

"حسنًا," أجاب بصوتٍ ضيق. لن يدفع كيونقسو. إذا من المقدر لهم ذلك فالرجل الآخر سيأتي له بشكل طبيعي. عليه فقط أن يكون صبورًا وينتظر.

.

.

.

👁

.

.

.

"أريد التحدث لبيكهيون," سأل كيونقسو فجأة.

"إنه في غرفته," تحدث جونق إن, يغلق الكتاب ويضعه جانبًا. "لا يزال يشعر بالذنب حول موضوع الاختناق كله."

"لنذهب ونزوره," تحدث كيونقسو. "سيشعر بالتحسن عندما يعرف أنني بخير."

"متأكد أنك بخير؟" سأل جونق إن وأنفه يتجعد. كيونقسو قد استراح لبضعة أيام فقط. ماذا لو أُغمي عليه مرة أخرى إذا بقي واقفًا لفترة طويلة؟

"أنا لست طفلًا جونق إن," أخبره كيونقسو. "بل أنت الطفل بيننا."

"أعتقد أن هذا صحيح," فكر جونق إن في اختلاف العمر بينهما بسنة واحدة. نهض كيونقسو من السرير بكل طاقته حيث خاف جونق إن وكاد يمسكه. وازن ذراع الفتى الآخر بيده وأوقفه.

"أنا بخير, جونق إن," كيونقسو طمأنه مع حملقه. "أنت تميل إلى نسيان من أكون وما هي نعمتي."

"أنني أنسى," اعترف جونق إن بتفاجئ. "أجد نفسي قلقًا عليك عندما أعرف أنه لا يجب علي ذلك. أنت آخر شخص يجب أن أقلق بشأنه." كيونقسو لم يكن بحاجة إلى أمير ساحر. في الحقيقة لا يحتاج جونق إن حقًا.

طرق جونق إن على الباب في أقصى نهاية الممر, و كيونقسو نقر قدميه ضد الأرضية بينما ينتظران بيكهيون. الباب فُتح وبدلًا من بيكهيون, كانت امرأة كبيرة في السن التي أجابت.

تعرفت على جونق إن, الذي زار السيد بيكهيون العابس عدة مرات بينما كان كيونقسو نائمًا.

"لديك ضيوف," نادت الفتى الذي يجلس أمام الموقد مع كتاب في حضنه.

"ارسليهم بعيدًا," تحدث بيكهيون من مكانه, لا يستدير حتى لمعرفة من عند الباب. نظرت السيدة إليهم باعتذار وتفاجئ جونق إن عندما سار كيونقسو إلى الداخل مباشرةً نحو الفتى الذي يختبئ.

شاهده جونق إن حين أمسك بيكهيون بكتفيه وجعله يقف حتى ينظر إلى عينيه. اييوو يالا اللطافة. بيكهيون أطول قليلًا من كيونقسو ولكن بخلاف ذلك كلاهما كانوا قصيران.

كان على وشك السير للانضمام اليهم عندما كيونقسو سحب بيكهيون فجأة بالقرب منه وقام بتقبيله على شفتيه.

ما الذي يجري بحق الرب؟ لماذا يقبله كيونقسو؟ شعر جونق إن بمعدته تتقلب والهواء في صدره يرتفع بشكل غير مريح عندما ملأته الغيرة.

أراد تقبيل كيونقسو منذ أيام, والآن بيكهيون يفعل. هذا لا يبدو منطقيًا على الاطلاق في ذهنه.

توقف الأمير بتصلب هناك بينما يشاهد بيكهيون و كيونقسو يقبلان بعضهما أمامه.

شفتيهما الناعمة تتحركان ضد بعضهما البعض, وجونق إن أراد مزيقهما. لم يعجبه هذا الشيء أبدًا. إذا رأى لسانًا, فسوف يسير على الفور ويفرقهما.

عندما تراجعوا أخيرًا, اتخذ بيكهيون خطوة للخلف ولمست أصابعه شفتيه. استدار كيونقسو وقابل عيون جونق إن. يعرف الرجل الأطول أنه كان يحملق نحوهم لكنه حاول قراءة عقل كيونقسو. هل تغير أي شيء بينهما حتى الآن؟

لم يحصل على أي إشارات من بيكهيون, وربما كان الرجل الآخر محتارًا من قبلة كيونقسو حتى يفكر فيه. نظر كيونقسو بعيدًا وشعر جونق إن بشيء غير المرغوب فيه ينبت داخله.

"هذه كانت من تشانيول," تحدث كيونقسو. "قال إنه يحبك."

"لقد قبلته؟" سأل بيكهيون بعدم تصديق, نظرة جديدة من الصدمة تحل محل القديمة. كيونقسو و تشانيول قبّلوا بعضهما أيضًا؟ ما اللعنة؟ هل الجميع استطاع تقبيل كيونقسو بالفعل وهو لم يفعل؟

"بل هو من قبلني," صححّ كيونقسو.

"لقد قبّلك؟" سأل جونق إن بينما يشق طريقه عبر الغرفة ويقف بجانبهما. كان غاضبًا وشد قبضتيه معًا ليمنعهم من الاهتزاز. لم يكن يعرف سبب شعوره القوي نحو هذا الأمر لكنه يفعل. يا إلهي القلب والعواطف أشياءٌ معقدة. "لقد تركت هذا الجزء عندما كنت تسرد خطة هروبنا."

"لقد كانت من أجل بيكهيون," أوضح كيونقسو أكثر, "بالإضافة إلى ذلك, لقد كان تفصيلاً بسيط لا يتعلق بإنقاذك. لم يكن عليك أن تعرف ذلك." بدا غير مهتم حيال ذلك, وجونق إن شعر بالتقلب يكبر أكثر.

"قبل أن تنقذني من الملكة بدقائق, كنت تقبّل شفتين فتى قد عرفته لعدة ساعات," أكدّ جونق إن مع عبوس على وجهه. يعلم أنه يتصرف بشكل غير عقلاني, لكنه لم يستطع ايقاف نفسه. كيونقسو مهم بالنسبة إليه, وظنّ أنه ربما مهم للرجل الآخر أيضًا, ولكن حاليًا لم يبدو الأمر كذلك.

"أنا لا أفهم لماذا هذا أمرٌ مهم جدًا," جادل كيونقسو. "لا أرى لما يجب عليك أن تهتم." لأنني معجب بك! صرخ جونق إن في رأسه. أراد أن يكون الشخص الوحيد القادر على تقبيل كيونقسو.

"أنت محق, أنا لا أهتم," تراجع جونق إن, وشعر بالألم. لماذا يتصرف مثل المراهق؟ لا يهم. لم يعد الأمر مهمًا لأن الضرر قد حدث. جونق إن على الأرجح واقع بحب كيونقسو لكن الرجل الآخر مشغول في تقبيل الفتيان الآخرين.لا بأس. حقًا. كلا لم يكن كذلك. "تحدثوا عن محبوبكم تشانيول وأنا سأذهب للركض أو فعل شيءٌ ما," تمتم قبل أن يبدو فاشلًا أكثر. يحتاج إلى الابتعاد قبل فعل شيئ يندم عليه.

غادر جونق إن الغرفة وسار بخفة حتى أصبح في الخارج.

الوقت في منتصف النهار وكانت الشمس مشرقة في القصر الصيفي ولكنها لم تفعل شيئًا لرفع مزاج جونق إن. انطلق راكضًا ووجد طريق صغير في الجزء الخلفي من القصر إلى الغابة المجاورة.

جونق إن ركض حتى يوضح عقله, لا يركز على أي شيء سوى نبضات قلبه والأرض تحت قدميه. مشهد الغابة أمامه جلب له بعض الراحة. لقد ذكّره بالوقت الذي كان فيه هو كيونقسو لوحدهما بدون أي شخص آخر في العالم.

توقف جونق إن عندما وصل إلى نهاية الطريق واستند ضد شجرة وحاول تنظيم أنفاسه, يشعر بالعرق يلتصق على قميصه وينزلق ضد ظهره. جروحه من الجَلد شُفيت الآن وسوف تتقشر بشكل طبيعي في الأيام القليلة القادمة, وتمنى أن تكون هناك ندبات قليلة فقط.

انزلق إلى مؤخرته وسحب ركبتيه نحو صدره لدفن رأسه في ركبتيه. شعر جونق إن بالحزن واليأس فجأة. استغرق الأمر منه أسابيع لكي يجعل كيونقسو ينفتح له واقترابهم الجسدي لم يحدث إلا بسبب تغيير كيونقسو. من ناحية أخرى, كيونقسو بالفعل قبّل شخصين مختلفين رغم معرفته لهما بأقل من يوم.

ما الذي يجعله هذا؟ لماذا يبدو كيونقسو ضده تمامًا؟ حاول بكل جهده في هذه الأيام القليلة الماضية حتى يهتم بالأمير الصغير ويظهر له المودة. وتتم مقابلته غالبًا بالحيرة أو سلوك غير مهتم. لم يكن جونق إن يمانع ذلك لأنه لا يزال معجب وربما يحبّ الفتى الآخر.

الأمر يصبح محبطًا رغم ذلك لأن بغض النظر عما يفعله للآخر يشعر أنه لم يكن كافيًا. ربما كيونقسو لن يعجب به أبدًا...لكن جونق إن لن يسمح بحدوث ذلك.

كيونقسو سوف يقع بحبه وسيعيشون بسعادة بعد ذلك. لا يهم كم من الوقت سيستغرق الأمر. إذا كان عليه أن يتبع كيونقسو إلى دراكون فليكن إذًا.

.

.

.

👁

.

.

.

بعدما بحث كثيرًا عن مكان كيونقسو بعد اختطافه وعرف من خلال امرأة في بيت الدعارة, اقترب أخيرًا من المخزن, كانت الشمس قد غربت لتوها, آثار مزيج اللون البرتقالي الفاتح في السماء المظلمة.

كان هناك العديد من الرجال يقفون أمام المبنى ولاحظ جونق إن الرجل الذي أخذ كيونقسو. حسنًا, لقد حصل على المكان الصحيح. كل ما عليه فعله هو التخلص من هؤلاء اللعناء ثم الذهاب لكيونقسو.

بمجرد أن يخرج الأمير من هنا, لا يريد جونق إن البقاء في هذه المملكة لوقتٍ أطول.

كان من السهل هزيمة الرجال الواقفين عند الباب. قدرته على قراءة العقول مع غضبه جعلوه عديم الرحمة وكان سيقضي المزيد من الوقت في ضرب هؤلاء الرجال, لكن كيونقسو يحتاجه.

اقتحم المستودع بسرعة ووجد نفسه يقف على قمة بعض السلالم المعدنية. ما شاهده قد أذهله. لم يكن كيونقسو يحتاج إليه بعد كل شيء.

الأمير الآخر قد تعامل بالفعل مع الموقف, يضرب الرئيس على الأرضية وجلس فوقه. أنزل جونق إن عينيه لكنه لا يزال يسمع صرخات الرئيس المريضة, يتوسل لكيونقسو حتى يتوقف. ثم صدع صوت كسر حاد وصمتٌ بعد ذلك. عندها فقط نظر جونق إن إلى كيونقسو.

ظهر الأمير الآخر كان يواجه الدرج لكنه كان هادئ جدًا. دعا جونق إن اسمه, يريد التأكد من أنه بخير وعيونهم تقابلت للحظة.

اللون الأزرق في عين كيونقسو يبدو بأنه يلازم جونق إن, وعرف أن هناك خطأٌ ما.

فجأة انحنى كيونقسو إلى الأمام و صوت القيء ملأ الصمت. تراجع كيونقسو مرة أخرى وجونق إن نادى اسمه مجددًا قبل أن يهرع إليه.

ركع بجانب جسد كيونقسو المهزوز متجاهلًا الجثة بجانبه وسحبه إلى ذراعيه. رأس كيونقسو وجد مكانًا ضد أحد أكتاف جونق إن, وبدأ الأمير الصغير في البكاء, لا يزال جسمه متوتر ويرتعش بدون سيطرة.

شعر جونق إن بشيء ينكسر في داخله عندما بدأت الدموع الرطبة تلطخ قميصه وقلبه. كان كيونقسو يتألم وشعر بأنه عديم الفائدة. لا بد أنه كان خائف جدًا. يعرف أن كيونقسو يضع هذا القناع القاسي ويمكنه التعامل مع الأمر لكن مع ذلك, هذه لم تكن تجربة سهلة. كيونقسو لديه مشاعر ويمكنه أن يعاني أيضًا.

"لا بأس," حاول جونق إن تهدأته, يلفّ يده حول ظهره ويهمس في أذنه. "أنت بخيرٍ الآن. لن يؤذيك بعد الآن, لا أحد سيؤذيك بعد الآن."

لن أدع أي شخص يؤذيك. أنا أحبك كثيرًا كيونقسو. سأموت قبل أن أسمح لأي شخص بإيذائك مرة أخرى. دعني أحبك. سوف أحبك بشكلٍ صحيح أنا أقسم كيونقسو فقط دعني أفعل ذلك. فقط انفتح لي بالكامل.

مكثوا هكذا لبضع دقائق أخرى بينما يحاول كيونقسو تهدئة نفسه. كان الأمير الشمالي لا يزال يعاني من مشاكل في تنظيم تنفسه, حازوقة تصعد من حينٍ لآخر.

حاول الابتعاد عن جونق إن, لكن الأمير الجنوبي لم يدع ذلك يحدث, بل سحب كيونقسو أقرب إليه أكثر وفرك ظهره مرة أخرى. لن يسمح لكيونقسو بالتعامل مع هذا وحده. أراد أن يعرف الأمير الآخر أنهم سيتعاملون مع الأمر معًا. مهما يحدث, سيحرص جونق إن على أن يكونا معًا.

.

.

.

👁

.

.

.

عندما وصلوا إلى القرية الصغيرة, ربطوا خيولهم في عمود وبدأوا في البحث عن مكان لتناول الطعام فيه.

كل ما استطاعوا العثور عليه ويناسب ميزانيتهم ​​كان متجر كيمباب الصغير في زاوية الطريق. المتجر كان مزدحمًا ويبدو أنه المفضل للمدينة, وقف الاثنان بهدوء بينما يبدأون حشد الغداء في التحرك. جونق إن حاول التفكير في أي شيء للتحدث عنه وسيؤدي في الواقع إلى محادثة و ليس مجرد جوابٌ واحد. مع ذلك لم يستطع التفكير في أي شيء وأتى دوره في النهاية.

طلب جونق إن لفائف الكيمباب بلحم البقر بينما أراد كيونقسو لفّة من التونة ولفّة من الحبار حار. تم اعطائهم رقم من أجل طلبهم وجلسوا بشكل محرج لدى احدى المقاعد ضد الجدار.

كان جونق إن على وشك أن يسأل كيونقسو عن الأطعمة المفضلة لديه عندما قاطعه فتح الباب.

"من الذي يمتلك الخيول في الخارج؟" سأل أحدهم.

"هل هناك مشكلة؟" سأل جونق إن عندما وقف. انهم يمتلكون خيلان بالخارج.

"أحدهم يقوم بمضغ الحبل ويبدو أنه على وشك قطعه," أخبره الرجل. في لحظة التصقوا جونق إن و كيونقسو ضد نافذة المتجر وراقبوا حيث حصان جونق إن قضم بقايا حبله وركض عبر الشارع. كان حصان كيونقسو يجلس ويراقب بغير اهتمام بينما يهرب رفيقه.

"تبًا," لعن جونق إن وهو يشق طريقه إلى الباب الأمامي. بالطبع هذا سيحدث له. "كيونقسو ابقى هنا واحصل على طلبنا. سوف أعود سريعًا." غادر جونق إن المحل وبدأ في مطاردة حصانه الذي كان بالفعل في منتصف طريقه إلى نهاية الشارع.

رأى بعض الرجال ما يحاول القيام به وساعدوه بسرعة أيضًا, يشكلون نصف دائرة حول الحصان. توقف جونق إن للتنفس ومسح عرقه قبل الاقتراب ببطء من حصانه.

بدت وكأنها تلعب معه, تنحني إلى الأرض وتلوح برأسها. يعرف جونق إن أنها لن تهرب منه رغم ذلك. عندما كان قريبًا بما يكفي, وضع كفًا على رقبتها وفركها قليلًا. استرخت تحت لمسته وأمسك حبلها فقط للتأكد من أنه يمسكها جيدًا. ثم عاد إلى حيث مكان حصان كيونقسو وكان هناك شخص لطيف بما يكفي ليعطيه بعض الحبال الجديدة حتى يربط ظهرها.

"أردتي الحصول على بعض المتعة اليوم, هاه؟" سألها بينما يستمر في فركها. كان حصان كيونقسو يقف الآن وجونق إن مد يده الأخرى ليفركها أيضًا. في هذه اللحظة, اقترب منه عدد قليل من الفتيات وتوقف جونق إن عن فرك الخيول.

"هل يمكنني مساعدتكم بشيء؟" سأل.

"أوه فقط أردنا قول كم كنت رائعًا وأنت تطارد حصانك," تحدثت احدى الفتيات, وغمزت بشكل مفرط قليلًا. أوه جونق إن يعرف أي
لعبة يلعبونها لكنه لن يلعب. إنه يملك كيونقسو الآن, أو كما يحب الاعتقاد أنه يملك كيونقسو. أو كيونقسو يملكه. هذه طريقة أفضل لتفسير الأمر.

"شكرًا لك," أجاب بأدب.

"أرى أنك قابلت ابنتي وصديقاتها," الرجل الذي أعطاه الحبل عاد وأعطاه كوبًا من الماء. تبًا الآن عليه أن يلعب لأن الأب هنا.

"نعم," أجاب. "سيدات جميلات جدًا." كانت هناك قهقهة وجونق إن أجبر الابتسامة على وجهه. تبادلا أطراف الحديث بعض الشيء وأخبره جونق إن أنه متوجه نحو بانديموس. قد كذب وقال أنه من آريس وجميعهم بدوا معجبون به لأنه 'شمالي غامض'.

لمسوا ذراعيه, وأخبروه كم يبدو متعرقًا, لكن جونق إن لم يتمكن من الابتعاد لأن والد الفتاة كان يقف هناك مع ابتسامة فخورة على وجهه.

كل تلك السنوات من الابتسامات المزيفة والضحك من حفلات والديه استفاد منهم كثيرًا هنا.

يا إلهي, تمنى ألا يكونوا يخططون سرًا للزواج الآن. بالفعل لديه زواج اجباري ولا يحتاج إلى آخر.

"لم أجرب ركوب حصان من قبل," أخبرته الفتاة. "هل يمكنني صعود خاصتك؟" لعقت شفتيها وتجاهل جونق إن تلميحاتها. وصل ليدها لكنها سريعًا وضعت يده على خصرها بدلًا من ذلك.

شد جونق إن على أسنانه وحمل خصرها حتى يرفعها على حصانه. صنعت أمرٌ كبير من ارتفاعها عن الأرض ولكن بعد ذلك أمسكت رأسه وقبّلته بين حواجبها. جونق إن كان متفاجئ وبعض الشيء يشعر بالاشمئزاز, لكن بعد ذلك ألقى نظرة على حملقة أبيها وزيّف ضحكته قبل أن يقبّل ظهر يدها.

ساعدها على الخروج من الحصان بعد بضع دقائق, وفي النهاية تمكن من الابتعاد عن المجموعة الصغيرة. وتمنى أن كيونقسو لم ينتظر طويلًا من أجله.

عندما دخل إلى المتجر, كان تقريبًا فارغ لأن الغداء قد انتهى ولكن كيونقسو لم يكن موجودًا.

معدته تقلبت من ذلك. سيفقد عقله إذا تم اختطاف كيونقسو مرة أخرى. اقترب جونق إن من المنضدة وسأل عما إذا كان قد تم استدعاء رقمهم بعد. ولدهشته, تم أخذ نصف الطلب فقط. أخبرته السيدة أن كيونقسو قد غادر بالفعل.

نوع مختلف من التقلب استقر في معدته الآن. لماذا غادر كيونقسو بدونه؟ ما الذي يجري معه الآن؟

أراد جونق إن الصراخ من كم كان الأمر محبطًا خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية.

لقد كان لطيف ومراعي تجاه كيونقسو, لكن الأمير الآخر قد غادر للتو وفعل ما يريده. ألا يهتم كيونقسو بمشاعره على الإطلاق؟ ماذا لو ضاع كيونقسو أو أُصيب ولم يكن جونق إن موجودًا؟ يعرف جونق إن أنه لا يجب عليه القلق بشأن كيونقسو, لكن عندما يكون الرجل الآخر غير مستقر عاطفيًا, لا يستطيع إيقاف نفسه من الشعور أنه يحتاج أن يكون بجانبه طوال الوقت.

جونق إن واقع بحب الفنى الآخر, لكن الأمر صعب عندما يتصرف كيونقسو هكذا. تصرفه البارد والمتحفظ قد دامَ طويلًا, وجونق إن بدأ يقلق على صحة كيونقسو العاطفية.

شكر السيدة على لفاّته ثم توجه إلى الخارج للعثور على كيونقسو. سار في الشارع ونظر داخل كل متجر لكن الأمير الآخر لم يكن موجودًا في أيًا منها. حتى أنه ذهب إلى الشوارع التالية لكن كيونقسو مفقود.

سأل كل شخص إذا قد رأوا كيونقسو ولكن لا أحد تعرّف على وصفه إطلاقًا. لم يكن يعرف ما عليه فعله, عاد جونق إن إلى خيولهم معتقدًا أن كيونقسو قد عاد الآن. لسوء الحظ, لم يكن الرجل الأقصر موجودًا هناك, وبدأ جونق إن يتحرك ذهابًا وإيابًا, يفكر في خطة.

بعد بضع دقائق, رأى أخيرًا الرجل الآخر يقترب منه دون اهتمام أو ذنب في العالم, وشعر أنه قد ينفجر.

"أين كنت؟" صرخ جونق إن عليه. "لقد بحثت عنك في كل مكان ولم أتمكن من العثور عليك. لا يمكنك الذهاب هكذا بحق الرب كيونقسو," أخبره جونق إن بغضب.

"ذهبت للحصول على كوب من الشايّ اللعين," أجاب كيونقسو بغضب. "لا عليك أن تكون منزعجًا حيال ذلك." جوابه جعل جونق إن أكثر غضبًا لأن كيونقسو لم يكن يهتم على الإطلاق. جونق إن كان يهتم به كثيرًا لكنه لم يعطه فرصة واحدة.

"أعتقد لدي الحق في أن أكون منزعج," رد عليه جونق إن. "لا تتحدث إلي طوال اليوم اللعين ثم أعطيك ظهري وفجأة تختفي هكذا فقط. لدينا جدول علينا الحفاظ عليه كيونقسو. لا يزال عمي محتجزًا, ونحن قريبان جدًا من الوصول إليه, لكنك هناك تفعل ما تريده تمامًا وأنت فقط تجلب لي الإحباط الملعون عندما تكون حولي أحيانًا." كان يلهث بعدما انتهى من تذمره الصغير, وشعوره بالذنب استقر فورًا في قلبه. لم يكن يقصد أن ينفجر بشدة على كيونقسو, لكن الأمور بقيت تكبر في داخله أيضًا.

"لا يهم," قال كيونقسو وهو يفرك حصانه قبل أن يصعدها. "لننتهي من هذا الشيء الآن. أنا تعبت من ذلك." شعر جونق إن بالذنب يتبدد عند عودة تصرفات كيونقسو. إذا يتصرف الرجل الآخر بهذه الطريقة فهو سيفعل ذلك أيضًا.

"نعم وأنا أيضًا," أجاب جونق إن وصعد حصانه. هذه المرة كان هو الذي انطلق أولًا وكيونقسو تُرك وراءه في غباره.

أراد الفوز بهذه اللعبة ضد كيونقسو ولو لمرة واحدة. لكنه لم يشعر بالفوز حقًا مع عدم وجود كيونقسو معه.

.

.

.

👁

.

.

.

"ما الذي يجعلك مبتسمًا الآن؟" تساءل جونق إن, يحاول جعل نبرته خفيفة حتى يعرف كيونقسو أنه في مزاج جيد أيضًا.

"كنت أفكر بهيونشيك," أجاب كيونقسو. شعر جونق إن بمزاجه يسوء عند ذكر اسم حبيب كيونقسو السابق. إذًا لم يكن هو الذي جعل كيونقسو سعيدًا مجددًا, فقد كان ذلك الوغد الذي تركه. "وكيف سيكونوا أطفاله لطيفين في المستقبل."

"هل ستعود إليه؟" تساءل جونق إن فجأة. يحتاج معرفة ما إذا كيونقسو لا يزال يكنّ مشاعر للرجل الآخر. يحتاج معرفة ما إذا لديه فرصة على الإطلاق.

توقف كيونقسو وتجمد على السؤال و جونق إن عرف الجواب بالفعل. كيونقسو لا يزال يحب هيونشيك. أراد أن يحصل على أطفال الرجل. بعدما يتركه كيونقسو, سيعود إلى دراكون ويسرق قلب هيونشيك مرة أخرى.

لم يتمكن جونق إن من التحكم في تعابير وجهه وعرف أنه بدا غاضبٌ الآن.

"انسى أنني قلت أي شيء," تحدث في محاولة للحفاظ على هدوئه قبل أن يلتقط سرعته ويذهب إلى الأمام مجددًا.

تحطم قلبه بينما يركض حصانه عبر الطريق. ليس لديه أي فرصة مع كيونقسو. لقد كان هيونشيك طوال الوقت. كيونقسو على الأرجح عرف عن مشاعر جونق إن تجاهه. لقد كان واضحٌ تمامًا في الأيام الماضية مع كم كان يريد احتضان كيونقسو ولمسه. ربما سئم كيونقسو من ذلك وأراد من جونق إن معرفة أنه لا يوجد بينهما شيء.

كان مصدوم ومنذهل جدًا لدرجة أنه لم يستطع حتى البكاء. كيونقسو لا يحبه.

عندما كانوا على بُعد ساعة من البلدة التي سوف يستريحون قبل الوصول إلى حدود بانديموس, توقف جونق إن لانتظار كيونقسو. لم يقابلوا أعين بعضهما. لم يرغب جونق إن في أن يرى كيونقسو العار والخجل في عينيه. كان يعتقد حقًا أن كيونقسو وقع بحبه.

"أنا آسف," تحدث كيونقسو بضعف.

"هذا ليس خطأك," أجاب جونق إن. ليس خطأك أنك لست معجبًا بيّ.

"أنا آسف أيضًا," قاطعه جونق إن. أنا آسف لجعلك غير مرتاح مع مشاعري.

"لا بأس," استنشق كيونقسو, يرفع رأسه إلى الأعلى وينظر مباشرةً لعيون جونق إن. "هذا ليس خطأك أيضًا." ضحك. "سأكون بخير. لا داعي للقلق." سيكون بخير مع هيونشيك.

"أنا—" تردد جونق إن. "لا أريد أن يغيّر هذا شيئًا بيننا." حتى لو عاد كيونقسو إلى هيونشيك, لا زال جونق إن يرغب في أن يكونوا أصدقاء. لايعتقد أنه يستطيع فعل ذلك, ألا يكون على اتصال مع كيونقسو. مجرد رسالة كل شهر ستكون جيدة بما يكفي له.

"لن يغير شيئًا," هز كيونقسو رأسه. لم يكن بوسع جونق إن إلا تمني أن الأمور لن تتغير, لكنه يشعر بها. الأمور تغيرت بالفعل بينهما.

وصلوا أخيرًا إلى النزل بعدما غابت الشمس. طلب كيونقسو غرفتين منفصلتين و جونق إن فقط شاهد بهدوء ولم يعترض.

كيونقسو يحتاج إلى بعض الوقت بعيدًا عنه. الأمور أصبحت غير مريحة الآن.

مع شعوره بالوحدة, جلس جونق إن على طاولة مليئة بالمسافرين الصغار الآخرين. كان يحتاج إلى نوع من التفاعل البشري لإبقائه عاقلًا وربما يخدع ذهنه ليعتقد أنه بخير. نجح الأمر في البداية. تصرف جونق إن مثل شاب عادي وشعر أن من الجيد الضحك مع الآخرين وشرب بعض البيرة. حتى أنه تمكن من نسيان كيونقسو حتى لمح الأمير الآخر يهرب إلى غرفته مع وعاء صغير من الحساء.

جونق إن عبس بحزن على ذلك. كيونقسو لن يشعر بالشبع من ذلك فقط. هل الفتى الآخر لم يكن جائعًا؟ هل معدته تؤلمه؟ بدأ جونق إن بالقلق عليه وكاد أن يقف ويذهب إلى غرفة كيونقسو لكنه تذكر مكانه ووضعه. لم يعد شخصًا يريد كيونقسو الاعتماد عليه. الفتى جعل ذلك واضح جدًا خلال الساعات القليلة الماضية.

بعد الدردشة مع الأشخاص الجدد لفترة, قرر جونق إن قد حان الوقت للذهاب إلى النوم. غدًا سيكون آخر رحلة لهم حتى بانديموس وليس لديه فكرة عمن أو ما سيحدث هناك.

الناس الذين كانوا معه قرروا إنهاء الليلة أيضًا وجميعًا توجهوا نحو الدرج وإلى غرفهم.

استلقى جونق إن على سريره ودفن رأسه في البطانية هناك. كان يومٌ طويل وقبل أن يعرف, كان يبكي. قام بكتم صوته في قبضته والبطانية ولم يزعج نفسه عناء مسح الدموع. الأمير لم يعرف أبدًا أن تحطم القلب يؤلم هكذا.

لقد كسر قلوبًا من قبل لأنه أمير, لكنه لا يعتقد أن أيًا منهم قد تألموا كما يفعل حاليًا. تلك الفتيات الأخريات لم يحبونه حقًا. لا يعرفونه حتى. لكنه يحب كيونقسو.

لقد أحبّ ذلك الرجل بكل قلبه. يريد كل ما في كيونقسو, الغموض, الحزن, الشك في النفس, الدفء, الابتسامات, الحب, واللمسات الناعمة. لقد أراد كل هذا, لكن كيونقسو لم يرغب في إعطائه ذلك.

.

.

.

👁

.

.

.

بعد ساعتين وصلوا إلى مفترق طرق. أخذ جونق إن الطريق الأيمن كما يفعل دائمًا. كانوا قريبون من نيريوس ويمكنه الشعور بالإثارة تملأه. في الحقيقه لقد افتقد الوطن عندما أصبح قريب جدًا منه. لم يكن يتطلع إلى رؤية جييون ولكنه بالتأكيد افتقد والديه وشقيقاته. عندها فكرّ بكيونقسو وقلبه تردد.

أوقف حصانه واستمع للخطوات خلفه لكن لم يكن هناك شيء. استدار بسرعة كبيرة لدرجة أن حصانه تفاجئ لكنه لم يهتم لأن كيونقسو كان يأخذ الاتجاه الآخر. كبونقسو يبتعد عنه ولم يستطع جعل ذلك يحدث.

"إلى أين تذهب؟" نادى بصوتٍ عال. أوقف كيونقسو حصانه وحدق جونق إن في وجهه, يحاول حفظ وجهه في ذاكرته في حال كانت هذه المرة الأخيرة التي يروا بعضهم.

"الوطن," أجاب كيونقسو ببساطة بعد توقف قصير.

"لا تذهب," تحدث جونق إن وهو يحدق في أعين كيونقسو. لا تتركني بعد.

"أقصد," أوضح, "تعال إلى نيريوس واسترح قبل العودة إلى دراكون. تستطيع عائلتي اعطائك بعض المال وحصان جديد وطعام. هناك أيضًا طريق مختصر إلى مملكتك من بلدنا سيوفر لك المال والوقت. سوف تصل خلال يوم بدلًا من ثلاثة أيام," جونق إن سيشعر براحة أكبر إذا استراح كيونقسو في مكانه. لقد كان عذرًا أيضًا حتى يبقى مع الفتى الآخر لبضعة أيام أخرى لكنه كان أكثر قلقًا على سلامة كيونقسو.

"أوه فقط تعال معنا يا فتى," كسر هيتشول الصمت. "سأعطيك مال عمك أيضًا. هذا سيجعله يبتعد عني وعنك لفترة."

"حسنًا," وافق كيونقسو على العرض. شعر جونق إن بكتفيه يرتفعون قليلًا. لقد حصل على بضعة أيام أخرى مع كيونقسو والآن هذا كل ما يهم.

أخذ منهم الأمر يومًا ونصف حتى وصلوا إلى نيريوس وكيونقسو قضى معظم الرحلة في صمت, في حين يتعامل جونق إن مع عمه من حين لآخر ويتذمر بلا جدوى.

أراد الانفجار ولكن يعلم أنه لم يكن من الأدب لذلك تحمل. حتى عندما لا يتحدث العم هيتشول بصوت عالٍ فهو يرسل لذهن جونق إن أفكارًا وأصبح الأمر أكثر من اللازم.

جونق إن إنه فتى جميل. إنه أجمل كثيرًا من تلك الفتاة التي تملكها في الوطن. أنت معجب به أليس كذلك؟ إنه شخصٌ رائع وستكون أحمق إذا سمحت له بالذهاب.

"عمي هيتشول من فضلك!" انفجر جونق إن أخيرًا على تلك الفكرة.

"هل يمكنك ترك رأسي لدقيقة؟" تابع جونق إن, يشعر بالإرهاق الذهني يرتفع. "هذه الرحلة استنزفت ما يكفي مني ولمدة دقيقة واحدة أريد أفكاري فقط في رأسي!"

"أوه أنا آسف يا صغير," اعتذر هيتشول مع نظرة مخلصة على وجهه. "لم أدرك أنني كنت أزعجك لهذه الدرجة."

"فقط أوقف ذلك," أجاب جونق إن بإرهاق. "أنا فقط أريد العودة للمنزل." لا يريد أن يتم تذكيره بأن كيونقسو في النهاية سيذهب. لم يكن مستعدًا لذلك بعد.

.

.

.

👁
.

.

.

"حسنًا, يبدو أنكم تتفقان جيدًا," علق الملك اتجاه كيونقسو والأمير تيك.  جونق إن عبس على ذلك. لم يرد من والده أن يلعب دور الخطّاب لحب حياته و الأمير الآخر.

"الأمير كيونقسو مليء بالمعرفة ومضحك جلالتك." أخبره الأمير تيك. "أنا سعيد جدًا لأننا دخلنا هذه المملكة الجميلة في نفس الوقت." شعر جونق إن بعبوس وجهه ينمو أكثر. كان أمير ألوديا متحدث سلس أيضًا. أفكار الأمير تيك لم تملأ رأسه ولو مرة واحدة طوال العشاء لذا يبدو أنه مركز جدًا على كيونقسو.

شعر جونق إن بمعدته تبدأ في الغليان. ما الذي يفكر فيه تيك عن كيونقسو؟ ما الذي يفكر فيه كيونقسو عن تيك؟

"إنه لشرف حقًا أن أحظى بكما هنا," أجاب الملك. "آمل أن تحافظوا على هذه الصداقة وتمتد إلى ابني, الأمير جونق إن." فوجئ جونق إن على ذكر والده له. والده أراد منه أن يكون في هذه المجموعة أيضًا لأسباب تحالفية.

نظر جونق إن في نفس اللحظة التي نظر فيها كيونقسو أيضًا, وللمرة الأولى منذ فترة, حدقوا ببعضهما البعض. جونق إن حاول جاهدًا هذه المرة لقراءة كيونقسو ولكن مجددًا لا شيء. هذا هو الشيء الوحيد الذي لم يتغير بينهما.

لم يستطع من أبعاد نظرته عن كيونقسو. لقد افتقد الرجل الآخر كثيرًا, لكن هذا لم يكن كافيًا له. رغم أنه لا يستطيع قراءة الأمير الآخر, هو عادةً يعرف ما يشعر به من خلال عينيه. هذه المرة, لم يعرف جونق إن أي شيء على الإطلاق. لم يتمكن من تحديد ما يشعر به كيونقسو أو يفكر به أبدًا. كيونقسو نظر بعيدًا أولًا وجونق إن أسقط كتفيه.

"أمير تيك," تحدث الملك مرة أخرى, "لما لا تخبرنا ما هي نعمتك؟ جميعنا نعرف ما الذي يستطيع فعله الأمير كيونقسو وابني يقرأ الأفكار. سيكون من المثير للاهتمام الكشف عن نعمتك في هذه الطاولة الملكية." شخر جونق إن حين أمير الجزيرة عدّل جلسته ورفع كتفيه, ابتسامة كبيرة تنتشر على وجهه. نعمته على الأرجح ليست مميزة وهو فقط يتفاخر.

"أنا عمليًا مخلد," كشف الأمير تيك. الطاولة كانت هادئة لثواني بينما يحاولون الفهم. جونق إن لا يعرف ما عليه التفكير به. الخلود؟ هذا ليس له أي معنى.

"من الصعب جدًا قتلي," استمر الأمير تايك بالتحدث. "عندما كان عمري سنتان سقطت بالخطأ في نبعٍ حار وأنا أحاول إمساك الهوت دوق خاصتي بعدما سقط لكنني لم أغرق. سموه الحظ أو نعمتي ولكن كانت هناك العديد من الحوادث التي لم أكن لأخرج منها حيًا لكن ها أنا هنا."

"هذا صحيح," والد جونق إن أكّد. "لقد رأيتهم يسقطون صخور بحجم العجلات عليه وقد تمكن بطريقة ما من رفعهم فوق رأسه قبل أن يسحقونه. من الممكن أن تكون نعمته قوة أو خلود, لكنها مدهشة حقًا. لا أستطيع إلا التخيل بأنه سيموت في عمرٍ كبير ولا مأساة أخرى. هو ماهر جدًا في القتال أيضًا. سيكون الأمير تايك ملكًا جيد لألوديا عندما يحين الوقت." جونق إن دحرج عينيه على هذا. إنه على الأرجح ماهر في القتال مثل تيك. الأمير الآخر فقط يمتلك الحظ بجانبه. لم تكن نعمة يفخر بها.

طلبت الملكة المزيد من الامثلة وذكر تيك العديد من القصص. كانت هناك مرة عندما ركض في قرية محترقة لإنقاذ طفلين محاصرين تحت كوخ منهار. كان يعمل على ساحل الجزيرة, ينقذ السفن المقلوبة والسباحين الغارقين. كانت هناك مرة أيضًا عندما كان يلعب الكرة مع الفتيان الذين يتدربون وشجرة قديمة قد انكسرت للنصف وسقطت. تيك الذي كان في الجانب الآخر ركض وأمسك الشجرة قبل أن تتمكن من سحق الفتى الصغير. الطاولة بأكملها كانوا في اندهاش من نعمة الأمير تيك.

جونق إن أراد التقي. كانت مملكته مهووسة جدًا بالنعمات وسماع خاصة تيك بدأ يزعجه.

كان غاضبٌ لأن كيونقسو بدا أيضًا في حالة ذهول من الأمير الآخر. فمه مفتوح قليلاً, و عيناه واسعتان بإعجاب بينما تحدقان في تيك الذي استمر في شرح كل مغامراته بنعمته. كيونقسو لم ينظر إليه أبدًا بهذا التعبير من قبل. جونق إن يستطيع الشعور بفمه يشتد ويتحرك بينما يحدق في كيونقسو وما زال تيك مستمرًا حول كيف لا يمكن قتله أبدًا.

"هل يمكن أن يقتله كيونقسو؟" سأل قبل أن يتمكن من إيقاف نفسه. السؤال الغريب قد جعل جميع من في الطاولة صامت. رأى جونق إن كيف انكمش كيونقسو و بدا مصدوم قليلًا وشعر أنه لعين بالكامل. أراد ركل نفسه. هذا سبب أن كيونقسو ليس معجبًا به. إنه شخص فظيع. كان يعرف كيف يشعر كيونقسو عن نعمته لكنه كان شخصًا فظيع. والديه وأخواته وبخّوه في رأسه فورًا.

"لا يمكنه ذلك," أكد الأمير تايك مع نوع جديد من الثقة في صوته, عيناه تلتقيان مباشرةً بخاصة جونق إن. ضيّق جونق إن عينيه على الأمير الآخر وحدقوا ببعضهم بشكل مكثف لبضع لحظات. فكّر الأمير تيك بأنه وقح ومتهور. وافق جونق إن بندم على ذلك لكنه لا يزال يعتقد أن تيك مزيف. "ربما أنا الشخص الوحيد الذي لا يستطيع الأمير كيونقسو قتله. سنكون معًا مدى الحياة."

أبعد جونق إن عيناه عند هذا الحديث. كان تيك الشخص الوحيد الذي لا يستطيع كيونقسو قتله. تقلبت معدته ويمكنه الشعور بها تتحرك بشكل غير مريح داخله. فكرة أن كيونقسو يقضي حياته مع شخص غيره لم تستقر جيدًا معه. لم يرد من كيونقسو وتيك البقاء معًا. كيونقسو يمكنه أن يكون مع أي شخص آخر لكن ليس مع الأمير تيك أو هيونشيك. سيكون من الأفضل لو يكون كيونقسو معه ولكن لا يبدو بأن هذا سيحدث أبدًا.

"حسنًا لا يمكننا الانتظار لنرى كيف ستتطور علاقتكما مع الوقت," ابتسم والد جونق إن على حديث تيك. "أحب الطريقة التي يتفقان بها الملوك الشباب بشكل جيد." لا يستطيع جونق إن التصديق أن والده يضع زواجٌ محتمل أمامه. لن يجعل هذا يحدث, ليس في الوقت الذي يحاول فيه تخطي كيونقسو.

"لا أصدقه," تحدث جونق إن فجأة, عيناه تركزان على وجه تيك. "مستحيل أن يكون مخلد."

"لكني كذلك," أجاب تيك بثبات. لم يكن يفكر في أفكار لطيفة, لكن جونق إن لا يهتم لأن مشاعره تجاه أمير الجزيرة لم تكن لطيفة أيضًا.

"اثبت ذلك," تحداه جونق إن. تيك مزيف. عليه أن يكون مزيفًا لأن من المستحيل أن يكون الإنسان خالدًا.

"سأفعل," رد تيك بسرعة.

"غدًا," أكمل تيك. "أود القتال مع الأمير كيونقسو. إذا مت غدًا فالأمير جونق إن محق, وأنا لست مخلد. لكن سوف أثبت أنه مخطأ. لا تتساهل معي غدًا," استدار نحو كيونقسو بابتسامة صغيرة. "سأعرف ذلك إذا فعلت." أراد جونق إن لكم تلك الابتسامة على وجهه مباشرةً. ربما يجب أن يكون الشخص الذي يتقاتل مع تيك حتى يتمكن من ضرب ذلك الرجل.

"يبدو أننا نملك حدث نتطلع إليه غدًا," أعلن الملك. "سأجعل رجالي يعدون كل شيء نحتاجه. لا أستطيع الانتظار لرؤية النتيجة."

انتهى العشاء بعد ذلك, و جونق إن وقف من مقعده بغضب. راقب بينما يتم قيادة كيونقسو والأمير تيك والأميرة جينجو إلى غرفهم. رأى تيك يلمس ذراع كيونقسو برفق وقد تعب من ذلك. يريد التحدث مع تيك قليلًا.

دخل تيك غرفته أولًا وكان ذلك عندما بدأ جونق إن في الاقتراب من كيونقسو. لم يكن يعرف ما الذي سيقوله أو يفعله, لكن جسده شعر وكأنه اشتعل بالنار, وكان يحتاج أن يكون بالقرب من كيونقسو. يحتاج فقط بضع دقائق ليكون مع الفتى الآخر.

وقفوا وجهًا لوجه وشعر جونق إن بكل الضغط يختفي من مجرد التحديق في وجه كيونقسو. كيف أصبح الأمير الآخر بهذا الجمال في الوقت الذي ابتعد عنه؟ حمامٌ لطيف وبعض الراحة يفعلان عجائب حقًا.

"تصبح على خير... أمير جونق إن," تحدث كيونقسو أولًا بتردد. شخر جونق إن على هذا. منذ متى كانوا رسميين تجاه بعضهم البعض؟ ذلك دمر مزاجه تمامًا. لم يكن من المفترض أن تتغير الأمور بينهما. لم يرغب جونق إن الأناني في تغيير أي شيء لكنه يعلم لا مفر من ذلك.

"أمير جونق إن؟" سخر. إنه يتصرف بوقاحة مجددًا و يعرف ذلك. يعرف أنه وغد.

"لما لم تخبرني أنك أمير؟" سأل كيونقسو.

"هل كان ذلك سيحدث فرقًا؟" سأل جونق إن, صوته ضيق ومظلم. هل سيقع كيونقسو في حبه إذا كان أميرًا من البداية؟ ربما, لأن يبدو بأنه وقع للأمير تيك.

"أعتقد أنه لم يكن ليحدث فرقًا," أجاب كيونقسو. قلب جونق إن ضغط بألم. إذًا لن يكون هناك فرق. كيونقسو لم يكن مهتم به أبدًا.

"يبدو أنك أنت والأمير تيك صديقان جيدان," قال جونق إن. يكره الأمير تيك. لم يحظى بمحادثة لفظية مناسبة مع الآخر الملكي لكنه يكرهه.

"إنه أمير لطيف جدًا—" أجاب كيونقسو.

"لقد تخطيت الأمر بسرعة," قاطعه جونق إن. "لم أعرف أنك ذلك النوع من الناس." قبل أيام فقط, كان كيونقسو يحلم حول وجود أطفال هيونشيك والآن إنه يتعلق بتيك رغم أنهم بالكاد يعرفون بعضهم. لما لا يمكن أن يكون هو؟ لا يهتم جونق إن إذا لم يحبه كيونقسو حقًا ولكن يمكنهم أن يكونوا معًا صحيح؟ سيكون لدى جونق إن ما يكفي من الحب لكليهما.

"لا أفهم لماذا تتصرف هكذا," تحدث كيونقسو بعد بعض الصمت. "قلت أنك لا تريد من علاقتنا أن تغيير لكنك الشخص الذي يتصرف بطريقة غير طبيعية."

"لا أفهم ما الذي تفعله," رد جونق إن بقسوة. لماذا قرر كيونقسو المجيء معه إلى نيريوس؟ إذا أحبّ هيونشيك بذلك القدر كان يجب عليه العودة إلى دراكون. لماذا يغازل تيك الآن؟ هل يحاول قيادة جونق إن للجنون؟ "لا أفهم سبب وجودك هنا حتى."

"أنت من أخبرتني أن آتي إلى نيريوس," صرخ كيونقسو بصوت عال.

"أعلم," رد جونق إن وحاول مقابلة أعين كيونقسو لكنه رفض إجراء اتصال بصري معه. بإمكانه معرفة أن أمير دراكون بدأ يشعر بالإحباط معه. أراد الحصول على فرصة أخرى مع كيونقسو في نيريوس لكن تيك أتى ودمر كل شيء.

"إذًا ما الدي تريد مني فعله؟" همس كيونقسو. أراد من كيونقسو الإعجاب به. أراد من كيونقسو البقاء معه إلى الأبد. وأيضًا أراد من الأمير تايك أن يرحل إلى جزيرته.

"لا أعلم," همس جونق إن بدلاً من ذلك, صوته يتصدع في المنتصف. "لا أعلم حقًا كيونقسو." ثم استدار وسار بعيدًا.

فوق كل شيء آخر, فقط أراد من كيونقسو أن يكون سعيدًا. لكنه لا يعرف ما إذا بإمكانه مشاهدة هذه السعادة تأتي من شخص آخر.

.

.

.

👁

.

.

.

في اليوم التالي وجد جونق إن نفسه في المدرجات مع جييون بجانبه. لكنه بالكاد ينتبه لها لأن كيونقسو سيكون في الحلبة مع تيك وحب حياته يبدو صغير جدًا مقارنةً بأمير الجزيرة.

جونق إن قد رأى قدرات كيونقسو و يعرف أن أمير دراكون يمكنه التعامل مع الأمر, لكنه لا يزال قلقًا. ماذا لو أصيب كيونقسو؟ جونق إن سيقتل تيك بنفسه إذا حدث أي شيء لكيونقسو. هذه كانت فكرة غبية. لا يصدق جونق إن أنه من اقترحها. كان يجب عليه فقط إغلاق فمه الغبي الليلة الماضية.

"أود أن أرحب بالأمير كيونقسو والأمير تيك في مملكتنا الساحلية," أعلن والده وهو يشير إلى الأميران اللذان يقفان مقابل بعضهما. "كلاهما موهوبان بنعمٍ رائعة, وإنه لشرفٍ أن نراهم يتنازعون اليوم. نحن هنا لإثبات أو بطلان أن الأمير تيك منعوم بالخلود. ومن المعروف أن الأمير كيونغسو موهوب بشكل استثنائي في القتل," جونق إن لم يفوّت كيف جفل كيونقسو على اختيار الكلمة, "وسيكون تحديًا صعبًا للأمير تيك. أنا أفترض أن نهاية المعركة لا تحتاج للشرح. يمكن أن يدخل منافسينا الحلبة الآن." كان هناك تصفيق صغير عند نهاية المقدمة لم يشارك فيه جونق إن. ركز عينيه على كيونقسو حين دخل الأمير الصغير الحلبة.

تبادلوا الأميران بعض الكلمات ولم يستطع جونق إن سماعهم. يمكنه الشعور بالغيرة تملأه مرة أخرى و أمسك قبضته بإحكام. الاثنان على وشك قتال بعضهما البعض ولكنهما ما زالا يبدوان ودودين جدًا.

"يمكنكم البدء!" أعلن الملك بحماس يملأ صوته. شاهد جونق إن حين بدأ الأميران يدوران حول الحلبة. ربما تيك أضخم لكن كيونقسو أسرع وجونق إن يعرف ذلك.

بدأت الفقاعات تنمو في معدته حيث زاد الترقب للمعركة. لم يكن متحمسًا بل متوتر بشأن النتيجة.

بجانبه جييون, يديها تلتف حول ذراعيه وتضغط باحكام. لم تكن تتحمل العنف والدم. لكن اكتشف جونق إن أنها جاءت فقط لأنها أرادت أن تبدو قوية في عينيه. يعرف أنها تعرف أنه ليس واقعٌ بحبها لكنها تحاول بذل قصارى جهدها. للأسف أن جهدها لن يكون كافيًا, فقط مثلما جهده ليس كافيًا لكيونقسو.

هاجم تيك أولًا وتجمد الحشد خلف جونق إن بينما تجنب كيونقسو الضربة وهاجمه. شعر جونق إن بالفخر يملأه لكن سرعان ما توتر مجددًا حين تم صنع مجموعة من الركلات والضربات بين الاثنين. ثم تم ضرب كيونقسو مباشرةً في المعدة وجونق إن وجد نفسه يقف, على استعداد للقفز نحو الحلبة. لكن كيونقسو أرسل قبضة بالمقابل وبدأوا الناس ينظرون إلى جونق إن و ينتبهون له لذلك عاد للجلوس بتردد.

كفّيه كانوا يتصببون عرقًا رغم ذلك و ساقه اليمنى ظلت تتحرك للأعلى والأسفل بشكل محموم.

بدأ كيونقسو يتباطئ ولم يعرف جونق إن السبب في ذلك. يعلم أن أمير دراكون يمتلك قدرة على التحمل أكثر من هذه. لقد بقيوا يركضون لساعات بعيدًا عن ملكة إيوس المجنونة. لماذا لا يقاتل كيونقسو بقوة؟ ضربهُ تيك في الفك وجونق إن انحنى للأمام بغضب. كان يعلم أن وجهه يغلي باللون الأحمر الآن وملابسه تلتصق ضده من العرق.

فوّت كيونقسو ضربة ثانية وتم مهاجمته مباشرةً نحو قناته الهضمية. رأى جونق إن كيف تلوى بألم قبل أن يُضرب على جانب ضلوعه. تنفس جونق إن أصبح غير منتظم تمامًا الآن, يريد شق طريقه للذهاب إلى تلك الحلبة حتى ينقذ كيونقسو. تيك أحمقٌ بالكامل, من المفترض أن يتوقف الآن لكنه لا يزال يضرب كيونقسو.

مع ذلك, سحبت جييون ذراعه واستدار لينفجرعليها لكن لاحظ كيف وجهها كان شاحب. تبًا, إنها ليست في حالة جيدة وأرادت منه الاعتناء بها.

أراد جونق إن شدّ شعره والصراخ. لماذا أتت في المقام الأول إذًا؟ لم يكن يريد أن يكون مسؤولًا عنها.

هدأ الحشد مرة أخرى وجونق إن أعاد انتباهه إلى الحلبة. كان كيونقسو غير دقيق بشكل بطيء الآن بينما يحاول ضرب تيك وسرعان ما نجح الأمير الآخر في تثبيت كيونقسو على الأرض, صدره يفرك ضد الأرضية الترابية.

جونق إن سيقتل تيك لمجرد وضعه يده على كيونقسو. سيتأكد أن يدفع أمير الجزيرة ثمن إيذاء كيونقسو بشكل سيء.

رأى جونق إن قبضة تيك تتوجه نحو ظهر كيونقسو لكنه لم يكن يتوقع أن ينقلب الرجل الأقصر. صراخه علق في حنجرته وبقية الحشد أصبحوا صامتين حين انهار جسم كيونقسو في مكانه قبل أن يرتفع بضعف مجددًا.

كل شيء حول جونق إن كان ضبابيًا ولم يعد بإمكانه سماع أي شخص. كل ما يراه هو كيونقسو يكافح من أجل الجلوس قبل السقوط على ركبتيه. يحتاج الذهاب إليه. كيونقسو يحتاجه لكن ساقيه كانتا ثابتتان ورفضا التحرك.

كان الأمر كما لو أن روحه خرجت من جسده, و الآن تشاهد كل شيء. أدار كيونقسو رأسه وعيونهم تقابلت وجونق إن شعر بجسده يحترق. بدا كيونقسو متعب جدًا ومتألم، ولم يرد جونق إن أي شيء سوى سحبه بين ذراعيه وأخذه بعيدًا عن الجميع لكن جسده لم يتحرك. شعر أنه ثقيل جدًا, ومصاب بالصدمة أيضًا ليفعل أي شيء.

بدأ كيونقسو يتأرجح إلى الخلف وانحنى تيك لمساعدته, لكن الأمير الأقصر أمسك بياقة قميصه وسحب كل منهما بقوة لم يتعرف عليها جونق إن. ما الذي يحدث؟ تم ضرب تيك مباشرةً في الأنف والدم تدفق من الضربة.

على ما يبدو أن هذا أقصى ما تتحمله جييون لأنها انحنت إلى الأمام وغطت فمها بيديها. صوتها وهي تحاول مقاومة الغثيان جلب انتباه والدته.

"جونق إن أخرج جييون من هنا," دفعته معها. "أنت لا تريدها أن تكون مريضة هنا." جونق إن لا يريد التحرك. أراد الذهاب إلى كيونقسو. كيونقسو يحتاجه الآن. إنه يحتاج كيونقسو الآن.

"بنيّ," سأل والده. أبعد عيناه بألم عن كيونغسو وتيك وشاهد كيف والده بدا جديّ وشديد.

جونق إن لم يكن لديه خيار وسرعان ما خرج من المدرجات مع جييون خلفه. لم يتمكن من الرجوع إلى الحلقة بسبب مجموعة من حراس جييون الشخصيين الذين أحاطوا بهم وقادوهم إلى القصر.

أراد جونق إن لكمَ شيئًا, أي شيء. كيونقسو لم يكن نفسه الطبيعية الآن. إنه يتصرف بنفس الطريقة التي فعلها في المستودع وعلى جونق إن أن يكون هناك لتهدئته.

بدلًا من ذلك كان في حمام جييون, بفرك ظهرها بدون صبر بينما تتقيء وجبة الإفطار في المرحاض. شعرت بالاشمئزاز و الإحراج والخجل, لكن جونق إن لم يقل شيئًا.

تمنى أنها ستسرع في الأمر حتى يتمكن من العودة والاعتناء بكيونقسو. لم يذهب القلق من صدره أبدًا وعرف أنه لن يختفي حتى يتأكد أن كيونقسو بخير.

عندما استلقت جييون أخيرًا في فراشها واستراحت, خرج جونق إن من غرفتها وتوجه مباشرةً إلى الحلبة. في طريقه هناك قابل يونهوا التي كانت توازن مجموعة من الأشياء على صينية فضية.

"لمن هؤلاء؟" سأل وهو يلهث, يحدق في الإبر والمراهم والمقويات. تمنى بشدة أن تيك من يحتاج إلى كل تلك الأشياء.

"الأمير كيونقسو," أجابت أخته بنبرة حزينة. "المسكين فقد وعيه." اتسعت عيون جونق إن وأذنيه فُتحوا جيدًا على ذلك.

"أين هو؟" سأل بسرعة. "أحتاج رؤيته. من معه الآن؟ ماذا حدث بعدما غادرت؟" اعتقدت أخته أنه من الغريب طرحه لكل تلك الأسئلة لكنها أجابت على أي حال.

"كان يخنق تيك," بدأت يونهوا, "لكنه توقف ثم فقد وعيه بعد ذلك بوقتٍ قصير. نبضات قلبه غير منتظمة الآن من الضربة التي تلقاها لذلك أحضرت له أشياء للسيطرة عليه. لديه بعض الجروح والكدمات التي سوف تستغرق بعض الوقت للشفاء أيضًا. طلبت من أحدى الخادمات صنع مرهم له. سونوو معه الآن, لذا لا داعي للقلق," أخبرته بهدوء. جونق إن يستطيع التنفس قليلًا على ذلك.

شقيقهُ في القانون يكون طبيبًا عظيم وأخته مذهلة أيضًا. إذا كيونقسو في أيديهم فلا داعي له للقلق كثيرًا.

"ألا تشعر بالفضول حيال الأمير تيك؟" سألته وجونق إن سخر.

"أنا لا أهتم لما حدث لذلك الوغد," تذمر. يونهوا كتمت ضحكتها ونادته بالطفولي في عقلها لكنه لم يهتم.

"أين هو؟" سألها, يشير إلى كيونقسو مرة أخرى. "هل يمكنني الذهاب لرؤيته؟"

"إنه يستريح في العيادة," أخبرته يونهوا. "سونوو لا يسمح بأي زوار حاليًا حتى يصبح أكثر استقرارًا."

          "أنا استثناء," قال جونق إن ويسير نحو العيادة. أراد أن يكون هناك عندما يستيقظ كيونقسو.

"كلا كلا," قامت يونهوا في موازنة الصينية بيد واحدة واستخدام الأخرى لسحبه من قميصه. "الأمراء لا يحصلون على استثناءات عندما يكونوا شقيقاتهم مسؤولين عن المرضى." عبس جونق إن نحوها.

"سآتي إليك لك أولًا عندما يكون أكثر استقرارًا," وعدته.

"ستأتي إلي أولًا صحيح؟" سألها جونق إن.

"نعم سوف تكون الأول," أومأت يونهوا.

"أنا أثق بك," ذكرها.

"نيني هل أكذب عليك؟" سألت. قرأها بسرعة ووجد أنها لم تكن تكذب وابتسم.

"شكرًا لك," قال.

"اذهب للبحث عن راهي أو شيءٌ ما," أخبرته. "تلك الشقية تتحدث عنك طوال الوقت عندما تذهب," أومأ جونق إن وذهبوا في طرق منفصلة.

وجد ابنة أخته وابن اخته في غرفة اللعب مع مربية الأطفال. كانت راهي ترسم باصبعها على لوحة و ابن أخته للتو تعلم الزحف لذلك كان يتجول, ويحشو ألعاب مختلفة في فمه.

عندما رأته راهي كادت تقفز عليه. سحبته إلى لوحتها وشاهدها لفترة من الوقت بينما ترسم شمسًا أرجوانية وعشب أزرق وطيور صفراء.

شعر جونق إن بشدّ في أسفل سرواله ونظر إلى الأسفل ليرى ابن أخته جالساً عند قدميه, قبضته في فمه. جونق إن ضحك على مظهره وحمل الطفل ليضعه في حضنه.

قررت راهي لعب حفلة شاي, وجلس الفتيان بطاعة أمامها بينما تسكب لهما الشاي في الأكواب وتقدم لهم كعك السكر على أطباق صغيرة.

كانت ابنة أخته عبارة طفلة ضئيلة مشاكسة  لكن ابن أخيه كان مطيع وهادئًا للغاية. تمامًا مثل جونق إن, يفضل تناول الطعام والنوم على كل شيء تقريبًا. وأعتقد أن من المدهش خروج طفلان مختلفان تمامًا من نفس الوالدان.

عندما تم اخراجهم من أجل وقت النوم, ويونهوا لم تأتي لتأخذه بعد, وجد جونق إن نفسه يتجول في المكتبة.

خلال الساعات الثلاث التالية, جلس لوحده أمام المحفوظات وقرأ مدونات ورسائل النعم المميزة. أراد معرفة المزيد عن كيفية عمل نعمة كيونقسو.

كان يعتقد أنها لم تكن القتل حقًا وأراد الوصول إلى نهاية الموضوع.

على ما يبدو هناك تاريخ صغير من الناس الذين يقرأون العقول مثله. البعض منهم أصبحوا فنانين وكثير منهم ماتوا لأنهم لم يستطيعوا تحمل كل الأفكار. لكن جونق إن على ما يبدو أول ملكي يكون قارئ للأفكار وكان أيضًا أول شخص لا يكون قادرًا على قراءة شخصٌ آخر.

لم يتم حجبه من قبل أي شخص مثلما فعل كيونقسو له. شقيقته جيسو لم تستطع الشعور به, وهذا ما أضاف التعقيد لنعمة كيونقسو. قرأ لساعاتٍ وساعات عن النعم الأخرى لكنه لم يستطع العثور على أي شيء يتعلق بخاصة كيونقسو.

يمكن لبعض الناس السيطرة على النار والماء. وآخرون يرون لمحات صغيرة من المستقبل. لكن لم يكن لدى أي أحد قوة ومهارة كيونقسو. جونق إن لم يلحظ أنه غط بالنوم فجأة على أحد أرفف الكتب. واستيقظ من قبل يونهوا التي كانت تهزه.

"جونق إن," لوحت بيدها في وجهه. "لقد أخذت وقتٌ طويل وأنا أحاول ايجادك. أنت نادر ما تدخل إلى المكتبة."

"ما الذي تريدينه؟" جونق إن تمتم, واستدار إلى جانبه وأراح رأسه مجددًا. في حضنه كتاب أزرق قد وجده بين المحفوظات. كان يملك مجموعة من الرسائل والمقالات من دراكون. جونق إن قد أخذه في حالة أراد أي نصائح حول مغازلة دراكون التي يمكنه استخدامها مع كيونقسو.

"الأمير كيونقسو مستقر الآن," أخبرته. هذا كل ما تطلبه الأمر لايقاظ جونق إن الذي وقف على قدميه بسرعة و التقط الكتاب الذي سقط منه قبل أن يخرج من المكتبة ونحو العيادة.

كانت المكتبة والعيادة على جانبان مختلفان تمامًا للقلعة, ولعن جونق إن نفسه لإبتعاده عن كيونقسو هكذا.

عندما اقترب من باب العيادة, لاحظ أنه مفتوح قليلًا. نظر للداخل و لانزعاجه, عثر على الأمير تيك جالس بجوار سرير كيونقسو, رأسه مدفون في البطانية. الأمير الآخر كان نائم.

تحركت عيون جونق إن إلى كيونقسو. حب حياته لا يزال فاقدًا للوعي أيضًا وكان يبدو ضعيف وصغير على ذلك السرير الصغير. هناك لمسة على كتفه واستدار ليجد يونهوا.

"لقد قلتي بأنكِ سوف تأتين إلي أولًا!" تذمر جونق إن وأشار إلى تيك.

"لم استطع إيجادك نيني," أخبرته. "قابلت الأمير تيك وسألني لذا كان علي إخباره."

"تخلصي منه," طلب جونق إن. أراد أن يكون مع كيونقسو.

"جونق إن تعرف أنني لا أستطيع فعل ذلك," وبخته يونهوا لفظيًا ولكن أيضًا في ذهنه. "إنه مريض أيضًا."

"حسنًا سأعود عندما يذهب," قال جونق إن بمزاجية, يستدير ويخرج من الغرفة. الأحمق تيك, دائمًا في طريقه.

في كل مرة حاول جونق إن العودة لرؤية كيونقسو, سيكون تيك في الممرات يتجول ومزاج جونق إن سيستاء ويبتعد.

لم يرغب في مقابلة كيونقسو مع مزاج سيء لأن ذلك لن ينتهي جيدًا على الإطلاق. لماذا ذلك الأمير مصرّ على كيونقسو؟ إنهم يعرفون بعضهم لمدة يوم, لكنهم بالفعل يتصرفون وكأنهم أصدقاء منذ الطفولة ولم يفترقوا من قبل.

ذلك جعل جونق إن محبط للغاية وركل حائط غرفة نومه. لن ليحصل على فرصة ثانية مع وجود تيك هنا.

.

.

.

👁

.

.

.

"ما هي مشكلتك؟" سأل تيك فجأة. استدار جونق إن إليه مع عبوس عميق على وجهه. لم يكن يخفي حقيقة أنه يكره تيك.

"أنا لست الشخص الذي يملك مشكلة," رد جونق إن بقوة. تيك هو الشخص الذي يتصرف مثل الملاك الحارس لكيونقسو.

"لا أفهم لماذا تشعر بالانزعاج ومزاجيّ جدًا, لكن لا تلقي ذلك على كيونقسو. لقد كان يومًا صعب له بما يكفي دون استمرارك في التعامل بقسوة نحو الشخص الذي يبهج الجميع," رد تيك مجددًا.

"ابتعد عن كيونقسو," حذره جونق إن. "أنت لست جيدًا له."

"لا يمكنك قول ذلك لي," أخبره تيك.

"كدت تقتله اليوم," رفع جونق إن صوته. "لم أكن لأدعك تفلت من العقاب إذا قتلته."

"لم أحاول قتله عمدًا," دافع تيك عن نفسه.

"لا زلت قد أذيته." تحدث جونق إن.

"تتصرف وكأنك لم تؤذيه," ضرب تيك على وتر حساس. تفاجئ جونق إن بالهجوم و هذا جعل تيك يضحك.

"أرى ذلك," اقترب تيك من جونق إن. كانا على نفس الارتفاع والحجم, لذلك لم يشعر جونق إن بالخوف لكنه لم يستطع تخويف الآخر أيضًا.

"أرى كيف يتجنبك ويجفل عندما تكون حوله. إنه لا يتحدث عنك وهو غير مرتاح هنا," استمر تيك في الكلام, "لقد فعلت شيئًا له أثناء رحلتكم. لقد جرحته بطريقةٍ ما ومازلت تأذيه." لم يعرف جونق إن كيف يرد على ذلك وترك تيك الغرفة, راضي بشدة عن فوزه.

أصبح أمير نيريوس بمفرده الآن وعليه الاعتراف بذلك. لقد أذى كيونقسو كثيرًا. كان قاسي وأناني ويعرف أن تحت ذلك السطح البارد, كان كيونقسو حساس و قد بكى على الأرجح.

جونق إن شعر أنه مروع مجددًا وانهار على كرسي الذي كان يجلس كيونقسو عليه. كان بارد الآن ولم يقدم له أي راحة لكنه جلس هناك لفترة من الوقت.

أخيرًا, فتح كتابه وتفاجئ من سقوط رسالة على الأرض. كانت باللون الأصفر وفتحها جونق إن برفق. أول شيء قرأه هو التاريخ ويبدو أن تم كتابتها بعد يوم من يوم مولده.

بينما استمر في قراءة الرسالة, بدأت الأمور تصبح منطقية في رأسه. ترك معرفته الجديدة يستوعبها عقله لفترة قبل أن يذهب للعثور على والده. يحتاج جونق إن إلى إلغاء زواجه. كيونقسو يستحق كل العناء له. لقد كان يستحق كل شيء لدرجة مخاطرة والديه بحياتهم.

لقد ماتوا عائلة دو لأنهم أحبوا ابنهم كثيرًا, لكن ذلك ترك كيونقسو فارغٌ ولا يشعر بالثقة. مع ذلك, جونق إن موجود هنا الآن و أحبّ كيونقسو كثيرًا جدًا. لا مزيد من الهروب واللعب, سيواجه كيونقسو ويخبره عن مشاعره. إذا تم رفضه, فقد تم رفضه و عليه فقط التعامل مع مشاعره بنفسه.

كان هناك احتمال ضئيل أن يراه كيونقسو كخيار ويعطيه فرصة. إذا أعطاه كيونقسو الفرصة, فإن جونق إن سيظهر أنه أفضل من تيك و هيونشيك. سيعطي كيونقسو العالم بأكمله وأكثر إذا طلب الرجل الآخر ذلك. كان على استعداد لإثبات ذلك الآن.

رغم أن مستوى ثقته قد ارتفع وأصبح أعلى من الأيام الماضية, لا يزال هناك احتمال مزعج في الجزء الخلفي من عقله أن كيونقسو لن يعطيه فرصة. إذا الرجل الآخر يكن له مشاعر أفلاطونية, فسيتعيّن على جونق إن تركه يذهب ولا يعلم الأمير إذا كان مستعدًا لذلك. عليه فعلها حتى لو لم يرد ذلك. كيونقسو يستحق أن يكون سعيدًا أيضًا. لم يكن أمير دراكون يحتاج جونق إن يسحبه إلى الأسفل.

جونق إن تجول عبر القاعات حتى وجد والده يجلس في غرفة صغيرة مقابل العيادة. كان مكان غريب للاسترخاء, لكنه يعلم أن في بعض الأحيان والده يحتاج الابتعاد عن غرفته ومكاتبه العادية لإبعاد التوتر والعمل.

قرع الباب بخفة قبل الدخول والجلوس على المقعد الفخم مقابل المكتب الذي يجلس والده خلفه. التاج الثقيل لم يكن على رأس الملك, بل مستلقي فوق الطاولة.

"جونق إن, بنيّ, فقط الشخص الذي أردت رؤيته الليلة," تحدث والده مع ابتسامة دافئة. لم يكن لديهم الوقت للجلوس والتحدث منذ عودته.

"لدي شيء مهم للغاية أريد التحدث عنه معك," تحدث جونق إن, يشعر بالتوتر فجأة حول كيف سيستقبل والده الخبر. لم يرد تخييب ظن الرجل, لكنه بحاجة إلى القيام بذلك بغض النظر عن مدى خوفه من النتيجة.

"حسنًا, تستطيع اخباري ابنيّ," حثه الملك على الاستمرار.

"الأمر يتعلق بزواجي من الأميرة جييون," تحدث جونق إن بخفه. "أود مناقشة خطط زفافي معك الليلة والدي," انهى حديثه.

"عظيم," بدا الملك مسرورًا. "هذا أيضًا ما أردت مناقشته معك." لم يتوقع أن يكون لدى والده بالفعل خطط له.

"أنا—" جونق إن بدأ, يراقب وجه والده المترقب, "لا أريد إكمال هذا الزفاف," قالها أخيرًا. "لا أريد تزوج الأميرة جييون." وجه والده أصبح فارغًا على ذلك ثم اتكأ ضد كرسيه, ذراعيه تعقد فوق صدره.

"ولما لا؟" سأل. "جييون شابة جميلة وكنت مخطوبًا لها منذ الرابعة. كلاكما تتفقان جيدًا أيضًا. لا أرى السبب وراء رغبتك في ايقاف حفل الزفاف."

"أريد الزواج بشخصٍ آخر أبي," أخبره جونق إن بصوت بطيء وعميق. "هناك شخص آخر أود قضاء طوال حياتي معه."

"حسنًا من هو؟" سأل والده.

"إنهم لا يبادلوني الحب بعد," ابتلع جونق إن. "لكنني سأحاول قصارى جهدي للحصول على حبهم. لا أريد فقدان هذه الفرصة أبي. لا أستطيع تزوج جييون والسماح لهم بالذهاب. أحتاج معرفة ما إذا الأمور ستنجح بيننا."

"جونق إن من هو؟" سأل والده مرة أخرى, بقوة أكبر هذه المرة.

"إنه الأمير كيونقسو," رد جونق إن بهدوء. "لقد وقعت في الحب معه لدرجة أنني أريد الزواج منه." أصبح المكان هادئ في الغرفة وبدأ جونق إن يخشى ردة فعل والده. نظر إلى الأعلى و الرجل الأكبر سنا لا يزال لديه نظرة فارغة على وجهه.

"أبي؟" سأل بحذر.

"الأمير كيونقسو؟" أجاب الملك للتأكيد.

"أجل," أومأ جونق إن, "إنه أروع شخص قابلته في حياتي وأريد فقط أن أكون معه."

"قلت أنه لا يحبك؟" سأل الملك. نظر جونق إن الأسفل محرجًا من هذا.

"لا يفعل," أكد الأمير بأسف.

"وكيف تعرف هذا؟" ضغط الملك عليه. "هل سمعتها منه؟"

"لا أستطيع قراءته," أخبره جونق إن. "جيسو لا تستطيع الشعور به أيضًا. أعتقد أن الأمر يتعلق بنعمته. إنه يحجبنا بطريقةٍ ما لحماية نفسه."

"كيف عرفت إذًا أنه لا يحبك؟" تابع الملك.

"إنه يظهر الكثير من المودة لتيك أكثر مما يفعل لي," رد جونق إن بمرارة. "يتجنبني طوال الوقت, وبالكاد يمكنني النظر في عينيه قبل أن يبتعد. لم يكن الأمر هكذا دائمًا. لقد أصبحنا أصدقاء مقربين أثناء رحلتنا لكن عندما جعلت مشاعري واضحة, بدأ في الابتعاد. أعتقد أنه غير مرتاح لمشاعري."

"هل سبق لك الاعتراف له؟" سأل الملك فجأة.

"كانت نواياي وأفعالي واضحة معه," أجاب جونق إن.

"لكن هل كان ذلك كلامًا لفظيًا؟" جونق إن توقف وفكر في هذا الأمر. كان قد لمّح دائمًا لكيونقسو أنه يحبه لكنه لا يتذكر أنه جلس وأخبر كيونقسو. ردة فعله على ما يبدو قد أحبطت والده.

"يا بني," تحدث الملك وهو يتنهد. "قد تكون أفعالك واضحة, لكن كيونقسو ليس شخصًا عادي. قد لا يعرف حتى عن مشاعرك."

"لكنني احتضنته في كثيرٍ من الليالي!" تحدث جونق إن. "اعتنيت به بطريقة يفعلها المحبّون فقط!"

"أمير دراكون لم يكبر وهو محاط بالبهجة والحب," ذكره والده. "لا يعرف الفرق بين اللمسة الأفلاطونية واللمسة الرومانسية. قد يكون فسر محاولات حبك على أنها التصرف بلطف."

"لماذا يتجنبني إذًا؟" سأل جونق إن. "لماذا يريد العودة إلى الوطن لهذه الدرجة؟"

"من الممكن أن الأمير كيونقسو يعاني من الحنين إلى الوطن," قال الملك, "أو أنه مشوش حول مشاعره ويحتاج إلى وقت للتعامل معها. بنيّ, أنت معتاد على معرفة كل شيء عن كل شخص بسهولة, لكن مع كيونقسو, الأمر مختلف. عليك بذل جهد للحصول عليه. لا يمكنك قراءته لذلك لا تعلم. الطريقة الوحيدة لمعرفة ذلك هي التحدث إليه."

"إنه لا يبقى في نفس الغرفة معي حتى," تحدث جونق إن بشكل منزعج.

"قم بعمل نزهة غدًا على الشاطئ," اقترح والده. "أنا متأكد أن الفتى لم ير شاطئ من قبل و سيكون على استعداد للذهاب معك. من المفترض أن يكون الطقس لطيفًا غدًا. سيكون المكان المثالي بالنسبة لكما لإصلاح كل شيء."

"هل أنت تسمح لي بإلغاء خطبتي ومطاردة الأمير كيونقسو؟" سأل جونق إن بأعين متسعة.

"أريدك أن تكون سعيداً يا بنيّ," انحنى الملك ليضع يد جونق إن في خاصته. ضحك لأن أياديهم أصبحت بنفس الحجم الآن. كبر طفله الصغير بشكل جيد. "الأمير كيونقسو جيد, وشاب ملكي أيضًا وإذا نجحت الأمور, فسيكون الأمر جيدًا للمملكتين. سوف تستاء الأميرة جييون لكن من البداية لن تكون سعيدة مع كونك تشتاق إلى حبٍ مفقود."

"ما الذي علي فعله إذا لم يردني كيونقسو؟" سأل جونق إن, خوفه الأكبر يزحف إلى أفكاره.

"ستحترم مشاعره وتدعه يرحل," أخبره والده. "لكن لا تقلق جونق إن. لدي شعور بأن الأمير كيونقسو سيعطيك فرصة. أنت فقط بحاجة إلى التحلي بالصبر وفهم وضعه."

"هل كنت على مقربة من عائلة دو؟" سأل جونق إن فجأة. أخرج الرسالة من جيبه وسلمها إلى أبيه. نظر الملك إليها قبل أن يلمس الحبر الباهت.

"كنا جميعًا أصدقاء جيدين منذ زمن بعيد," تحدث باشتياق. "لكن بدأت الأمور بيننا تتوقف عندما تزوجنا جميعًا وأخذ الملك دراكون الحالي السلطة. كنت أنا وأمك مشغولين بتعلم كيفية إدارة مملكة وتربية أخواتك, ووالدان كيونقسو كانا يحاولان الحصول على موافقة زواجهما. شقيق يونوو لم  يرده أن يتزوج جنديًا, ولا حتى شخصًا مرموق. لكن بعد ذلك حمل يونوو وتم الإعلان عن حفل الزفاف. كانوا سعداء, يونوو و جايهيون. كانوا يملكون بعضهم والحب وطفل ثمين في الطريق. أنا وأمك زرنا كيونقسو بعد بضعة أشهر من ولادته." أخبره والده.

"يونوو و جايهيون أحبوه كثيرًا. دراكون لا تزال باردة حتى في أوائل الربيع, لذلك كان دائمًا مغطى بالبطانيات الأكثر دفئًا ووجنتيه كانوا دائمًا باللون الأحمر من المدفأة والقبلات التي يضعها يونوو. لم تظهر عينه الزرقاء في ذلك الوقت, ولكن يونوو كان دائمًا قلق عن ما ستكون نعمة كيونقسو. كان يتمنى ويصلي أن طفله سيحصل على شيء مثل الطهي أو الغناء ولكن بالطبع لم يكتشف ذلك أبدًا. وقعت والدتك في حب الطفل كيونقسو ذلك الوقت. كان سعيد وبدين ومختلف جدًا عن أخواتك. لقد أصيبت بحمى الأطفال وقررت أنها تريد التجربة من أجل إبن ولذلك ولدت أنت. كانوا سيأتون لرؤيتك عندما وقع الحادث," تحدث الملك, نظرة الاشتياق في عينيه تتحول حزينة بعض الشيء.

"ماتوا يونوو وجايهيون وعاد كيونقسو إلى قصر دراكون تحت رعاية عمته وعمه. كانت ميسون ملكة وشخصٌ رائع وأنا متأكد أنها أحبّت كيونقسو كثيرًا أيضًا لكنني سمعت أنها ماتت من مرض عندما كان لا يزال هو وتايوون صغيران. ثم بدأت قصص كشف نعمته تنتشر والباقي أنا متأكد من أنك تعرفه بالفعل." أومأ جونق إن. كان يعلم الكثير عن الجحيم الموجود فيه كيونقسو.

"هذا مضحك," ضحك والده فجأة. "في رسائلنا كنا نمزح أنه ربما أنت وكيونقسو سوف تقعان في حب بعضكما وتتزوجان عندما تكبران. يبدو أن ذلك سيكون صحيحًا."

"إذًا هل حصلت على موافقتك؟" أراد جونق إن التأكيد لمرة أخيرة.

"إذهب إليه بنيّ," ابتسم والده. جونق إن ابتسم بشكل عريض نحوه. شعر بقلبه يصبح ثابت الآن لأنه حصل على دعم والده الكامل. كل ما بقي هو كيونقسو الآن. كل شيء متروك له.

استيقظ جونق إن بسبب يونهوا مرة أخرى. نظر إلى أبواب الشرفة الزجاجية ووجد أن الشمس بالكاد بدأت ترتفع. يونهوا كانت تتحدث بسرعة, يديها تطير في اتجاهات مختلفة, لكن جونق إن ناعس للغاية ليفهم أي شيء.

"كيونقسو مفقود," هذا ما استطاع أخيرًا تجميعه وهز رأسه في صدمة, محاولًا الاستيقاظ بسرعة.

"ما الذي تقصدينه؟" سأل شقيقته, الاستسلام يستقر في صدره مرة أخرى.

"لم يكن في العيادة هذا الصباح عندما ذهبت لأتفقده ولم أعثر عليه في أي مكان آخر," أوضحت بخوف, "بحثت إحدى خادماته في غرفته ووجدت أن أشياءه اختفت. حصانه مفقود من الاسطبلات أيضًا," جونق إن قد قفز من الفراش وارتدى قميص جديد قبل حذائه.

لا يمكنه السماح لكيونقسو بالذهاب بعد. لم يكن يتمتع بصحة كافية ليغادر بعد. وجونق إن لم يتحدث معه حتى الآن.

"سألحق به." أخبرها جونق إن. سيكون أحمقٌ إذا ترك كيونقسو يذهب بسهولة.

"جونق إن أنت لا تعرف حتى إلى أين ذهب," تحدثت يونهوا بينما تتبعه لخارج غرفته.

"إنه ذاهب إلى دراكون," أجاب. إنه المكان الوحيد الذي سيذهب إليه كيونقسو. "لا أستطيع السماح له بالرحيل بعد. اخبري فتيان الاسطبل بالتجهيز لي."

في أقل من ساعة كان جونق إن فوق حصانه, ينظر نحو فتيان الاسطبل الذين أنزلوا رؤوسهم.

كلهم اعترفوا بمساعدة كيونقسو على الفرار الليلة الماضية وكان جونق إن غاضب منهم لكنه تفهم الأمر أيضًا. من الصعب قول لا للملكيين, وخاصةً ملكيّ ذو نعمة.

لديه بعض وجبات الطعام معبأة في كيسه لكنه لا يخطط لتناول الطعام حتى يصل إلى كيونقسو. سيذهب طوال الطريق إلى دراكون إذا ذلك يعني إيجاد كيونقسو مرة أخرى.

إذا لم يكن كيونقسو هناك فسيقوم بالبحث في كل مملكة حتى يجد الأمير الآخر. كيونقسو يحتاج أن يعرف مشاعر جونق إن الحقيقية حتى لو لم يكن مستعدًا لقبولها. كيونقسو يحتاج معرفة أن جونق إن يحبه وأنه سيستمر بحبه حتى نهاية العالم.

.

.

.

👁

.

.

.

Continue Reading

You'll Also Like

10.1K 544 8
{مترجمه} لم يسبق لـ دو كيونغسو أن واعد من قبل ، ولم يُظهر جسده لشخص آخر ، ولم يسبق له حتى أن قبل أي شخص من قبل، يجد الطفل الأكثر براءة وعملًا دؤوبًا...
255K 15K 23
" لقد عُهِدت روحَك لي وحدي فـهل تظُن بأني قد أضُر نجمًا وهاجًا كـإياك قد اِنتظرته طويلًا ؟ ، أغمِض عينيك و دع نفسَك لي، إجعلني أُزهِرُك مُجددًا و أبع...
48.3K 2.8K 30
" ايتها الروح القاسية صوت بكائك يختنق بداخل قلبك فاتركي الدموع ترتاح وتقصد انفاسها "💔 🖤SEKAI 🖤 التوب كاي البوتوم سيهون 🖤 الغلاف من تصميم @ooh_h...
6.3M 282K 38
رواية نظيفة 100% لايغركم غلاف او اسم ( رومنسية كثير و فراشات ) جنيرالٌ مخدرمٌ أنتَ أوقعتنِي بينَ سلاسلِ عشقكَ الأبدية و أنا مجردُ أنثى عذراء سقيتُ...