ثيزيري رواية بوليسية بطلها ال...

By SidHa6

1.5K 126 17

رواية مستقاة من إحدى تحريات المفتش بوعلام بطاش يستيقظ المفتش بطاش في يوم شديد البرودة اثر موجة برد تكسو ال... More

الباب الأول : في صبيحة يوم بارد
الباب الثاني: رحلة القطار الكارثية!
.الباب الرابع : شم نسيم البحر على الكورنيش
الباب الخامس : علاقة سلامية مضطربة
الباب السادس: كيف سقط بطاش بين فكي كماشة!
الباب السابع: عشاء مع جثتين حيتين!
!الباب الثامن : وليلة إزعاج فوق كل هذا
الباب التاسع :ما خشي وقوعه... وقع!
الباب العاشر: لغز الشقراء، والمنقبة والمحروق الكبير !
الباب الحادي عشر : التحليل
الباب الثاني عشر: ثيزيزي ... الهدف المنشود !
الباب الثالث عشر: تغير مسار الخوف و منه تغير مسار الموت ايضا !
الباب الرابع عشر: يتلاعب ببطاش بجريمة ثانية !
الباب الخامس عشر: بطاش يستجوب سي كالام
الباب السادس عشر: استجواب لالة حسنة مدرار
الباب السابع عشر: استجواب رابح مديوني
الباب الثامن عشر: استجواب jean Marie Le Guerreque
الباب التاسع عشر: إيلودي لوغيريك Elodi Leguerreque
الباب العشرين: استجواب كريستوفانو كالابري
الباب الواحد والعشرين: استجواب كونسويلو خيميناز لوخيا
الباب الثاني والعشرين: رسالة من الماوراء
الباب الثالث والعشرين: جثة مغمورة تحت الثلج !
الباب الرابع والعشرين: استجواب Linda Haart
الباب الخامس والعشرين: استجواب لالا فريحة إغمراسن
الباب السادس والعشرون: استجواب عبد الرحمن سرايدي
فك الحبكة

!الباب الثالث: النوبة يجمع الإخوة الأعداء

93 8 0
By SidHa6


  


1



نزل بوعلام من القطار وسط فوضى عارمة من طرف المسافرين... الفندق الذي سَيَقصده على مَقرُبة من المحطة، السير على الأقدام أقصد وسيلة وأحسن للصحة للوصول اليه.


لم تكن الرحلة مريحة، طالت كثيرا، مُراده الوحيد الآن، بعد هذا الجهد المضني، الوصول إلى النوبة والراحة، ولكن قبل هذا عليه إسكات الجوع الذي يقهره.


توقف القطار ما يُقارب الخمس والأربعين دقيقة في محطة لا يعلم اسمها، وحين انطلق كان يسير بسرعة بطيئة جدا، لم يُوضح أحد من المراقبين سبب ذلك... ولم يُقدَم للمسافرين أيَ اعتذار... ولا حتى ابتسامة يُطيب بها الخاطر بسبب التأخر الفظيع المُتراكم على المُسافرين... هدا الحادث كان يجتره بطاش طول طريقه نحو الفندق ; انزعاجه كان واضحا من طريقة تكلمه مع نفسه...



*******



الآن....إنه أمام النوبة، هندسته العجائبية تجلب الأبصار إليه، كان مبنيا كقصر من قصور والت ديزني walt disney في واجهته برجان فوقهما قرميد قرمزي باستثنائه كان كل المبنى يغزوه البياض.... الفندق متواجد قرب محول اجتنابي لطريق يؤدي إلى وسط المدينة، مكان منعزل لكن استراتيجي.


دفع الباب ودخل الصالون... أخيرا الدفء استقبله عامل في الفندق، ورحب به... إنه عامل جديد من دون شك، لم يتعرف على بطاش.



لم يتغير شيء منذ أن بدأ المفتش يرتاد هذا المكان، نفس الصور في حائط الفندق لوهران القديمة، وأخرى لشخصيات مرموقة، قد أقامت في النوبة، ابتسم أمام صورته، معلقة أمام بعض الوزراء... غريب لم تعلق إلا حديثا... " علق بطاش في قرارة نفسه ، شد انتباهه صور أخرى لنجوم الغناء الجزائريين وبعض الرياضيين...


حدَق في الصالون بأرائكه الكبيرة والمصنوعة من السكاي... الاستقبال تحت الأدراج، تبادل كلمات ترحيب من نادل... أخيرا وجه مألوف... لقد تعرفا على بعضهما تبادلا كلمات لطف وترحيب


_ أنا الآن في وسطى... في مخبئي ! " قالها بطاش


كانت الحسرة بادية على وجه بوعلام، لان هجرته نحو هذه المدينة سببها مناخها الذي يستثنيها من البرد، تبسم وترك العنان لمحاورة مع نفسه : "وهران حزينة...وأمير الذي كان يمازحني، حين كان يقول أنني ذاهب لأحتفل بعيد النويل Noel في إحدى الحانات...". تبسَم.


أكمل إسداله لأفكاره المتسلسلة: "...هذه الأماكن، هي مقصد، يحلم به كل من يريد الاحتفال بمناسبة أو من دون مناسبة، وهم راضون أن يسلب منهم مالهم في ما يسمى كباريهات... تلك الاماكن تعج بمظاهر الرذيلة... مشروبات كحولية، موسيقى بدون آلات، نساء، وحتى مراهقات سهلات المنال ترتدن هذه الأماكن... المجون والزنى هي الديانة الوحيدة في قاع جهنم هذا، من كان يرتاد هذه الأماكن، كان يرسل رسالة للناس أجمع أنه كان في المكان الصح مع الناس الصح، هذه الأماكن تشبه القاذورات والأوساخ التي تجذب الذباب، مراحيض تتلقى ثخاء المجتمع... هؤلاء الأشخاص من عهد ما قبل الحضارات الاولى... حين يلتقون في هذه الأماكن يكشفون عن وجههم الحقيقي وعن قبحه المقرف...



2



أوَل ارتياد لبطاش لهذا الفندق، كان بطلب من أحد أصدقائه، الذي توسط بينه وبين مالك النوبة المكنى بسي شريف حدبي، إذ أنه آن ذاك لم يأت ليعبر عن سخطه ضد بلڤا، بل طُلبَ منه أن يحل معضلة كبيرة، قضية سرقة كانت تحرج الجميع، وتطعن في سمعة الفندق. كعادته استطاع بطاش أن يجد الجاني، وأصبح يملك منذ ذلك اليوم احترام وامتنان سي شريف حدبي ... صحيح أنه قبل ثمنا لأتعابه، لأنه تكفل بالقضية خارج إطار دائرته، منذ ذلك اليوم، كلما حل بالفندق، كان يرفض كل امتياز يقدم إليه قد يأسره ويجعله يقدم مقابلا، لذلك حين ينزل في النوبة، كان يدفع فواتيره، والتي كان يعلم أنها تخفف، وكأنه يقول " لقد دفعت نظير إقامتي، لم يكن ذلك مجانا. إن كنت مدينا لكم بشيء، قدَموا لي فواتير وسأدفع".



3



عاد بطاش إلى عالمنا بعد شروذه...ابتسم وهو واقف أمام مكتب الأستقبال، فطيمة مستقبلة النوبة، رفعت رأسها وتعرَفت عليه، رحبت به بوجه تعتليه الفرحة :


-" سي بطاش ! لقد تشاجرت مرة أخرى مع مسؤولك السلمي أليس كذلك؟" تبسمت


سمح لنفسه بمصافحتها، تبادلا ضحكات، لاحظ بطاش أنَ شعره مازال أطول من شعرها، الذي كان من المستحيل تصنيف لونه أو إيجاده في أي كاتالوغ (catalogue)، واكمل تفحصه لشكل فطيمة... لم يتغير شكلها بتاتا، لقد مرت شهور منذ آخر زيارة له إلى هذا المكان... وهاهي دائما تلبس نفس الطقم الأسود الدي كانت ترتديه آخر مرة تواجد فيها في الفندق.


كعادته، وفي لطباعه الخجولة مع النساء، حاول أن يقيم معها حوارا مفهوما وخال من التكلف:


- "نعم مرة أخرى... كنت أكرر في قرارة نفسي -وأنا استقل قطار النحس ذلك- العبارة التالية، أن جوهرة الغرب ستكون محمية من البرد بمناخها، لكن ألاحظ العكس، عندكم أيضا تصطك الأسنان، ليس من عاداتكم يا ناس وهران الترحيب بضيوفكم بهذه البرودة... حين وصلت إلى الشلف، قلت في قرارة نفسي، ربما سيتراجع احساسي بالبرد، ويا لمفجأتي! كانت الهضاب العليا الغربية تفترش بساطا أبيض، لقد كانت بانوراما خلابة... بالنسبة لي كان شيئا صعب تصوره... المهم أن السماء جادت ببركاتها، أنا على علم أن الماء مشكل في الغرب، هذا الثلج وتلك الأمطار ستحوَل إلى ماء ينساب في الحنفيات".


دون أن تحدق نحوه ردَت عليه فطيمة "سي حدبي حجز لك الغرفة التي كنت معتادا أن تقيم فيها، لعلمنا أنك ترتاح فيها أفضل من غيرها، لم تكن تلبية طلبك ممكنة في الكثير من المرات، لكن هذا شيء ممكن تحقيقه اليوم... فقط أريد معرفة كم من يوم ستشرفنا بحضورك"


أخذت فطيمة مفاتيح من رف وراءها، ومدت يدها نحو بطاش، وبابتسامة عريضة قالت "الغرفة اثنتا عشر".


- " لا أدري كم سأمكث... كالعادة أظن... ما يكفي من الوقت لكي أستسيغ عذاب بلڤا". ثم اخرج زفيرا


-" ليعنك الله يا سيدي... أعلم أن مهنة الشرطي تخلو تماما من الراحة".


- "أنا مفتش يا فطيمة... إذا كررت هذه الغلطة مرة اخرى، فسأكون مجبرا على اعتقالك..."


تبادلا ضحكة، ثم استسمحت بلطف من بطاش، لتتفرغ إلى أعمالها، صعد بطاش بضع درجات من السلم، اصدر بطنه صوت اعتصار... تلمسه بيده... بطاش كان منهكا... الطوى لا يحتمل، استدار نحوها :"فطيمة المطعم مغلق في هذه الساعة، وبرواني مسؤول المطعم، لن يتفضل بفتحه اسثنائيا لي أليس كذلك؟


- "آه ! لقد أفسدت مفاجأتنا... لقد خصصنا لك وجبة باردة، لأننا لم نكن نعلم وقت وصولك، إنها هديتنا للترحاب بك، وحتى إذا رفضتها بكل قوة وإصرار، فأنت مجبر على قبولها، الهدايا لا ترد... "


غمز لها بطاش وهو يحاول إخفاء إحراجه... ثمَ توجه بخطى متثاقلة نحو المصعد وهو يكلم نفسه "... حدبي يرسل لي وجبة طعام، وكمفاجأة فوق كل هذا..." عبس بطاش "...يطلب أن يعلم شخصيا بحضوري... تحجز الغرفة المحبذة لي والتي كانوا في العديد من المرات يلتمسون الأعذار لعدم استطاعتهم توفيرها لي ! هناك عمل يلوح في الأفق... ولكن لماذا أخذ هذه التعرجات... لماذا لا يدخل شريف حدبي إلى صلب الموضوع... هذا يجعلني أجزم أن هذا التصرف مرتبط بشيء غير سار... ربما شيء خطير سيحدث... علي توخي الحيطة والحذر...".


أمام المصعد، ضغط بشيء من العلنف على زر عنيد حتى انتصب أمامه )عراض ( ابتسم وسلم عليه "... صورة نمطية لحارس شخصي، يحمي رجلا قصيرا وعريض الجسد وجهه مخفي في شال، على رأسه قبعة البيرى berret ... يتلاعب بغليون بين اصابعه... كل جسده متشح بالأسود، دخل الثلاثة المصعد الذي أصبح ضيقا بهم.


في الطابق الثاني، وهو ممسك بحقيبته وبحركة سريعة بسبابته، فتح مغلاقها، تبعثرت حاجياته وملابسه أرضا. اخترع لنفسه حجة ليسبقه الرجلان... اللذان دخلا الرواق... نفسه الذي توجد به غرفة بوعلام الذي بقي نظره مشدودا إلى ما سيقومان به وهو يجمع ملابسه بطريقة فوضوية، دون أن تنفصل عيناه عنهما...



طرق صاحب القبعة باب الغرفة الحادية عشرة... قبالة غرفته... كان الحارس الشخصي يصدر ظلا في الرواق، لم يدر هل الرواق كان ضيقا ام أن جثة الحارس كانت بتلك الضخامة.... فتحت الغرفة، انتصب عند الباب رجل بلباس الإخوَة المسلمين، ضخم، سد لوحده الفتحة التي تركها الباب المفتوح، كان سمينا كث اللحية، نزع الطارق قبعته وأدخل في فمه الغليون... رُحبَ به بهذه العبارة... " سي بلڤاسم السلام عليكم، أدخل من فضلك" قبل الولوج، أرمق صاحب القبعة إلى بطاش وتبسم له، ثم أوصدت الباب،" الغوريلا" (الحارس الشخصي ) بقي منتصبا ككلب حراسة.


فتح بطاش باب غرفته بكثير من الصعوبة، يداه كانتا ترتجفان، أغلق الباب بعنف من ورائه، نزع معطفه... وأيضا سترته، كان يختنق، أحس بالحرارة تجتاحه، تخنقه، العرق يتصبب من جبينه يداه متعرقتان تنساب منهما قطرات كبيرة سقطت بعض منها على السجادة الصفراء للغرفة...


الغرفة كانت حقا مكيفة، لكن لم يكن هذا سبب موجة الحرارة التي اجتاحته، بل ارتفاع نسبة الأدرناليين في دمه هو السبب... انهار على سريره... ثم بعنف أقعد نفسه وهو يكاد يصرخ :


- "تبا كم من سنة مرت؟... 15 سنة... أنهم هم دون أدنى شك...


هرع إلى الحمام، غسل وجهه ونظر إلى المرآة. لقد هدأ قليلا وهو ينظر إلى نفسه ثم كلمها بصوت مسموع :


- سأضع كلتا يديَ في النار... إنهم هم من يريدون خدماتي، لكن لماذا...؟


فتح الحنفية وبلل قليلا قفاه... وواصل التكلم مع نفسه :


- "... أية قضية قذرة يريدون إقحامي فيها ؟ " كان ينظر في المرآة.


ثم أردف قائلا بعد سكوت طويل


"إحمن يا إلهي من كل شر يحوم فوق رأسي ! "


هدأ قليلا... ثم نظر إلى الأطباق الموضوعة أمامه.


- "يوجد من الأكل ما يكفي أربعة أشخاص، المالك، سي حدبي، يحتسب كل سنتيم يستثمره في هذا الفندق، وها هو ذا يضع تحت تصرفي هذه الأطباق الشهية... وفي الحمام جهاز لتجفيف الشعر، قنينات غسول الشعر وبالحجم الكبير، ومن علامات غالية الثمن، الحمام أكثر من نظيف... لا يوجد مجال للشك، حدبي لا يدفع شيئا من جيبه، إنهما هؤلاء الأُلعُبان من يحركان الخيوط، إنهما بحاجة لخدماتي... عليَ أن استعد لمواجهة الخطر...".



Continue Reading

You'll Also Like

13.5K 624 31
"تحكي عن قصة فتاة تحاول ان تخفي ضعفها بعدما دخلت امها في حالة غيبوبة ويأتي جدها الذي لم تراه مطلقا يعيش معها وتبدأ قصتهم معا في اللحظات الحزينة و ال...
5.4M 127K 66
سلامْ الله على العزيزٌ قلبيّ ! من الألم ، من الوجع ، من الإنشطار ! أما ذاكَ الذي طعنني غادراً وتسببَ لي بإنشطار روحي ، وجعل كياني مٌشتتً ما بين قل...
26.8K 1K 36
جميع الحقوق محفوظة 🌿 كل ما كتب هو من اجتهادي الشخصي وعند ملاحظة نقطة قمت بتقليدها وهي موجودة عند كاتب اخر يرجى تنبيهي🦋
1M 60.2K 62
من أرضِ الشجَرة الخبيثة تبدأ الحِكاية.. "العُقاب 13" بقلمي: زاي العَنبري. لا اُحلل اخذ الرواية ونشرها كاملة في الواتباد 🧡.