ما احلل تقرأ دون فوت و كومنت💙
.
.
.
-هل انا احلم؟
تمتمت كراستونا بتلك الكلمات و هي تسير في ارجاء منزل جمال.
-لا اصدق ان ذلك الرجل يعيش في منزل كهذا!
اكملت مسيرها و هي تتلمس الجدار باصابع يديها.
جذب انتباهها لوحة فنية تتوسط جدار الغرفة لامرأة غير واضحة الملامح ترتدي عقدا زمرديا.
تأملت كراستونا العقد و انجذبت لها، تلمست صورة العقد باصابعها.
-هل تستهويك الزمرد؟
سمعت صوته الرجولي من خلفها. استدارت ناحيته لتلاقي عيناه و ابتسامة جذابة تزين ثغره.
-هل هذا ما يسمونه؟
أجابت كراستونا بأعجاب.
تقدم جمال ناحيتها و قال و هو يناظر اللوحة: الزمرد حجر استثنائي، بلونه و بكل ما فيه، غالي الثمن.
-لكني لا ارى النساء في الخارج يرتدينها.
قالت كراستونا بتساؤل.
-تقصدين في الغابة؟
قال جمال ساخرا. عقدت كراستونا حاجبيها منزعجة من سخريته و صمتت. اشاحت وجهها عنه.
ابتسم جمال عليها و قال: حجر الزمرد نادر جدا، لا سيما النقي منه. كما ان النساء غالبا ما ينجذبن للالماس و الذهب اكثر من غيرها.
نظر اليها فوجد علامات الاهتمام بادية على وجهها. اقترب منها حتى اخذت انفاسه تلفح وجهها، همس في أذنها: انهن لا يشبهنك يا زمردتي.
احمرت وجنتيها خجلا. ابتسم برضا و ابتعد عنها.
-هيا لدينا عمل لنقوم به.
قال ذلك ثم رحل تاركا تلك الحسناء و قد هزت كيانها و تمرد قلبها تحت ثأثير عنفوانيته.
.
.
.
وقفت رتاج في منتصف صالونها تشاهد زبائنها يتلقون اقصى درجات العناية من قبل موظفاتها. و في هذا الأثناء دخل مالك المكان.
نظرت اليه رتاج مستغربة، فقد سبق و ان دفع جلال له الأيجار اذن لما هو هنا الان؟
-اهلا انسة رتاج.
-ما سبب حضورك المفاجئ؟ سبق و ان دفعت لك الايجار.
ابتسم المالك و قال: أتيت لأعلمك انك تدينين بالايجار لهذا الشهر للمالك الجديد.
-ماذا تقصد بالمالك الجديد؟
سألت رتاج باستغراب.
ضحك الرجل و قال: ذلك الرجل الذي دفع ايجارك قد اشترى ملكية المكان مني، و اخبرني ان ابلغك تحياته و اقول لك: ان مالك صالونك يريد الأجرة بحلول الغد.
حدقت به رتاج بفاه مشدوهة غير مصدقة لأي حد ممكن ان يصل اليه جلال لكي يزعجها!
-وايضا قال انه لا يهمه نوع العملة التي تدفعين له بها، المهم ان تكون مثيرة و ذات قيمة.
غمز الرجل لها في اخر كلامه ثم خرج من المتجر ضاحكا.
صرخت رتاج من خلفه قائلة: قل لذاك الأحمق انني سأدفع له نقدا و في الوقت المحدد.
احكمت قبضتها و صرخت بغضب جعلت كل من في الصالون يحدق بها باستغراب.
تنفست الصعداء و حدثت نفسها قائلة: اهدئي يا رتاج، لا تدعيه يزعجك و يعكر صفو مزاجك، سأتدبر الأمر ، اجل استطيع ان اتدبر المال.
ابتسمت و قالت للزبائن: اعتذر منكم على الازعاج.
ثم غادرت المكان.
بينما جلال يشاهدها من خلال الكاميرا الذي قام بتركيبها في صالونها.
ابتسم بهدوء و قال: بدأت لعبتنا يا صغيرتي، ستأتين الي لا محالة، لن تتمكني من تدبر هذا المبلغ في فترة قصيرة كهذا، و حينها سأهينك كما فعلتي معي، لست انا من يهان.
.
.
.
حملق كريم بهانا ببلاهة. لا يفقه شيئا مما سمعه لتو.
هل فعلتها فعلا؟ هل خانته مالكة قلبه؟ هل استطاعت فعلها بكل بساطة؟
-ماذا تقصدين؟
قال كريم بصوت ضعيف خرجت منه دون رغبته.
نظرت هانا اليه بعينان متحديان و قالت باصرار: انت تعرف جيدا ما قصدته.
انفعل كريم و بغمضة عين واحدة امسك بذراعيها يضغط عليها بقوة و صرخ: هل خنتيني يا هانا؟ هل تجرأتي و سمحتي لغيري بأن يملكك؟
-هذه لا تدعى خيانة يا كريم! انت لا حق لك علي! لقد تطلقنا ألا تتذكر؟
صرخت هانا في وجهه.
شعر كريم بأنه يفقد صوابه و كأن الدنيا اصبحت تدور من حوله. شعر بمزيج من الغضب و الانكسار و الحزن و العتاب تتجمع في صدره.
يخاف، اجل يخاف ان يكون ما تقوله حقيقة، و يخاف اكثر ان يجن فيؤذيها فيؤذي بذلك الجنين الذي في بطنها.
لكن ماذا ان لم يكن هذا الجنين له؟ ماذا ان كانت لغيره؟
لا! ستنهار السماء و تجف البحار قبل ان تنجب هانا طفلا لغيره!
امسك بمعصمها و لواها بغضب و قال و هو يشد على اسنانه: انا احذرك يا هانا، ان اكتشفت انك تقولين الحقيقة، وانك حقا قد كنت مع احدهم، فصدقيني سواء ان كان هذا الجنين ابني ام لا فسأقتله، و سأجعل حياتك جحيما.
-لن تلمس شعرة واحدة من ابني! هذا ابني انا يا كريم! لن اسمح لك بأن تؤذيه و تتلاعب به كما فعلت معي!
ابعدت يده عنها بعد ان رخ قبضته ثم قالت بتهديد: والان اخرج من هنا قبل ان اتصل بالشرطة.
-ستندمين على كل هذا يا هانا.
قال كريم مهددا.
-لا اظن اني قد اندم على شيء اكثر من ندمي على زواجي منك!
اهانته، سحقت على رجولته، و آلمته! اجل لقد ألمته بشدة لدرجة انه و لأول مرة لم يستطع ان يرد عليها. حدق بها بعينان لم تفهم ما بهما.
ابتسم ابتسامة مصطنعة و ادار وجهه و خرج.
ما ان اغلق الباب حتى جلست هانا على سريرها تبكي بحرقة.
-اسفة يا صغيري، اسفة لأنني اضطررت ان اكذب على والدك. اعرف أنني جرحت كبرياؤه و تركت ندبة لا اظنها ستشفى، لكن كان علي ان افعل ما بيدي لكي احميك. لو تأكد كريم أنك ابنه سيأخذني عنوة و يحبسني عنده الى ان تلد، ثم لا اعرف ماذا سيفعل بي بعدها، لكني اعرف انه سيربيك على ان تكون مثله، و لا اريد منك ان تكون كذلك.
رفعت رأسها و الدموع تغطي وجنتيها.
-علي ان اسافر، علي ان اغادر هذه الدولة قبل ان يكشف الحقيقة.
قامت من مكانها و مسحت دموعها و قالت باصرار: اجل هذا ما علي فعله. سأغادر.
حملت حقيبتها و غادرت المستشفى متجهة الى اصدقائها.
.
.
.
كلماتها تتردد في اذنيه.
لا يصدق انها قد تفعل امرا كهذا. مهما حدث بينهم فهي ابدا لم تخنه، و لو حتى بقبلة.
ليست خيانة تقول، انها طليقته كما تقول، لكن على الرغم من حقيقة هذا الأمر الا ان ذلك لا يسمح لها بأن تنام مع غيره و ان تكون لغيره و ان تبني عائلة مع شخص اخر سواه.
مسألة الطلاق هذه ما هي الا شجار اخر، لا تعني انهم منفصلين. الاتصال بينهم ابدي و روحيهم معلقتان ببعضهما، هذا النوع من الارتباط لا يكسره الطلاق و لا اي ورقة قانونية، هذا الارتباط لا يكسره الا الموت.
شعر بقلبه يحترق و احس بشيء رطب على خده. مسح الدمعة السائرة على خده و قال بابتسامة منكسرة و هو ينظر الى اثارها على اصبعه: أهذه دمعة؟ هل انا ابكي؟ هل استطاعت تلك الحمقاء ان تبكيني؟ كيف استطاعت ذلك؟
شغل محرك السيارة و انطلق مسرعا متجها الى اللامكان، تاركا ليديه القيادة و السماح لها بالذهاب اينما ارادت. فلا طاقة له على التفكير.
-اكرهك يا هانا! اكرهك يا كابوسي اللذيذ! كيف تقولين لي هذا الكلام؟ انا كريم الذي احببتيه و تزوجتيه. لا اصدق انك قد تخونيني!
توقف في منتصف الطريق و ضرب مقود السيارة بقوة بكلتا يديه ثم رد رأسه الى الخلف يمسح وجهه براحة كفيه.
-انا متعب جدا. كل شيء يتعبني. كيف تكونين انتي ايضا مصدر تعبي؟ انتي التي يجب ان تكوني راحتي و اماني و بدلا عن ذلك انتي كابوس اعيشه كل يوم. حبك كابوس.
ضحك ضحكة خافتة ثم اكمل: و الأسخف من كل هذا هو اني ادرك جيدا انه لو اتيحت لي الفرصة للرجوع في الزمن الى تلك النقطة التي التقيت بك فيها و احببتك فيها لقررت ان احياها مرة اخرى و اقع في حبك من جديد.
ابتسم بخفوت.
مد يده اسفل المقعد الجانبي و اخرج مسدسا. تلمسها باصابعه و سرعان ما تبدلت ملامحه الى غضب.
-تبا لك ان كنتي تعتقدين اني سأدعك تعيشين مع احد غيري و تحملين طفلا غير طفلي! فلتلعنني السماء ان سمحت بذلك! سأقتل طفلك و اقتلك ثم اقتل نفسي!
ادار مقود السيارة و قد عزم على اتخاذ هذه الخطوة الشنيعة، فهل سيتمكن من قتل مالكة قلبه؟
.
.
.
.
.
انتهت
رأيكم بالبارت؟
تقييمكم لها من عشرة