الفصــل السادس عشر
فريســة للمـاضـي
ــــــــــــــــــــــــ
استدار ناظرًا حوله باحثًا عنها ، تقدم نحو الداخل بحذر ويعلو ثغره ابتسامة مراوغة ، ولج الغرفة بهدوء حذر ثم سمع صــوت خرير الماء وأيقن انها بداخل المرحاض ، أخذ زين نفسًا عميقًا متأهبًا للدخول عليهـا وزفره دفعة واحدة بتأني ، ثم شرع في فتح الباب عليها وتقدم خطوة وجدها راقدة بالمغطس "حوض الإستحمام " ومغمضة العينين ، ولكنها استشعرت وجود شخص ما وفتحتهما مضطربة وبادرت بالنظر للباب ، وجدته محدقًا بهــا ويمرر بصره عليها متأملاً جسدها رغم تغطية الماء له بعـض الشيئ ، اِصْطَكّ جسدها وهي تنظر إليها وأبتلعت ريقها متوتره من دخوله المُباغت عليها ، تقدم منها بخطوات متهادية وحدق فيها بأعين تواقه لرؤية المزيد ، لا إراديًا مد يده جانبًا ملتقطًا تلك المنشفة ولم يزيح انظاره من عليها ، وقف قبالة المغطس فاردًا المنشفة بيـن ذراعيه ، وتفهمت ما يريده ونهضت امامه ، قام بلفها حولها وهو يقربها من أحضانه بشغف جارف واله لها ، لم تبدي ضيقها او رفضها حتي خطت بقدميها لتخرج منه ، رفعها عاليًا وهمس في أذنها بنبرة هائمــة :
- وحشتينــي ....عاوزگـ .
تسارعت أنفاسها من كلماته المقتضبة الموحيــة ، فسار بها متجهاً للخارج ومازالت انفاسها تلفح وجهه إثر تطويقها لعنقه واستنادها برأسها علي كتفيــه ؛ وضعها زين بهــدوء يعكس ثورة مشاعره المتأججة التي أختزنها لها في الفترة الماضية .
رقد بجانبها وهو يتطلع لعينيهـا بحب سافر علي طلعته المتيمة بهـا والقي عليها العديد من القبلات الحارة التي اخرجت إشتياقه لها ، وقام بنزع المنشفة وألقاها ارضًا متمنيًا قربها منه وليغرق بها في بحر حبهما .........
_____________________
وقف للخادمة بالمرصاد وحدق فيها بتعابير كالحة من هيئتها المخيفة كما يخال له ، بينما توترت الخادمة من ملازمته لها وهي تطعم الصبي ، رمقها حسام باشمئزاز لم يبخل في إظهاره وهو يحدق بها وهتف بانزعاج :
- براحة علي الواد ، وحاولي تخبي وشك دا ليخاف منك ويتصرع واحنا مش ناقصين .
الخادمة باستنكار ونبرة ممتعضة :
- ليه كده يا بيه ، انا من ساعه ما جيت وانت قارش ملحتي .
عبس حسام بوجهه وهتف بتقزز :
- قارش ايه يا اختي ، ايه الكلام السوقي ده .
الخادمة بصوت أجش :
- سوقي ايه با بيه ،انا اسكندرانيه زيك ، ولا خلاص ، الفلوس بتخلي الواحد يتريق علي خلق الله .
حسام بسخط :
- هو انتي اصلا لو معاكي فلوس ، شكلك ده هيتغير ، دا انا احلي منك .
ولجت مريم عليهم وتحدثت مستفهمة :
- انتو بتتخانقوا ولا أيه ؟ .
زفر حسام بقوة ، بينما ردت نعيمة بانزعاج :
- البيه يا هانم مش طايقني من ساعة ما جيت ، وواقفلي زي ما انتي شايفه كده .
مريم ناظره لحسام :
- فيه ايه يا حسام ، ايه اللي مش عاجبك في شغلها ، دي بتهتم بابني ومخليه بالها من البيت في غيابي .
حسام مبررًا بامتعاض :
- دي ممكن تخوف الولد ، وانا ابني بيحب يشوف الحاجات الحلوة .
مريم بنبرة ساخطه وهي تنظر اليه مضيقه عينيها :
- هو برضه اللي بيحب يشوف الحاجات الحلوة يا حس .
حسام بتوتر : قصدك ايه يا مريم ..
هتفت مريم مغتاظة بنفاذ صبر :
- مقصدش حاجة ، واخر كلام محدش هياخد باله من ابني غير نعيمة .
حسام صارًا أسنانه بغيظ :
- انتي حره ، بس ذنب الواد في رقبتك لما يطلع متعقد من البنات بسببها .
مريم بتأفف :
-أنا ورايا جروب لازم اروح اشوفه ، ومش فاضيه لكلامك ده
حسام بفضول ونبرة متلهفة :
- هتروحي ليه ؟! ..
ردت مريم بجدية :
- لازم اروح أشوف نظامهم ايه النهاردة ، لو حابين يعملو جولة في المدينة او كدة ، أدلهم علي أماكن كويسة ..
تسائل حسام بضيق : هتغيبي ؟..
ردت نافيه وهي تتفرس حقيبة يدها :
- لا مش هغيب ياحسام ، انا هسألهم واشوف البروجرام بتاعهم وكده ، علشان يحسوا باهتمامنا .
تنهد حسام بعمق وقال بقلة حيلة :
- طيب يا مريم ، متتأخريش علشان معزومين عند باباكي........
______________________
جلست متقَبَّضه في ذلك المقعد وترمقه باغتياظ جلي لإهانته المقصودة لها ، وأبت المجئ بمفردها ، ولذلك أصطحبت أخيها معها خوفًا من بطشه بها وحتمًا ستشتعل المعارك بينهما ، لم تتخلي ديما عن نظراتها المغتاظة في ظل انه يقابلها بالتشفي والثقة ، جلس أمير واضعًا ساقًا فوق الأخري وعلي وجهه ابتسامة مغترة لتنفيذ تهديده لها وقدومها عنوة لمقر سكنه الجديد ؛ كتم ماجد ضحكته من رؤية افعالهم الصبيانية ، ولكنه استشعر ضيق اخته فهم بالحديث بنبرة متسائلة :
- ايه اللي عملته دا يا أمير ؟ ، ينفع تجيب مراتك ليك عن طريق القسم .
رد امير مبررًا بانزعاج :
- واللهي هي اللي أجبرتني علي ده ، هي مبتسمعش كلامي وكمان بتعاندني ، زي ما يكون انا واحد غريب مش جوزها ، استأنف وهو يحدجها بانتصار :
- ومكنش قدامي غير الطريقة دي علشان اجيبها لحد عندي .
نظرت له ديما وكادت ان تنفجر فيه فقد طفح الكيل وتدخلت في الحديث معترضة بضيق :
- انت ازاي تجيبني بالطريقة المهينة دي ، انت ناسي انا مين وابقي ايه ، وناسي اني حامل ومحتاجة مكان نضيف أقعد فيه ، تابعت وهي تشير حولها باهتياج :
- مش المكان المعفن ده اللي عاوزني أعيش فيه .
نظر أمير حوله مدعي الامبالاة وهو يمرر بصره علي اثاث المنزل الشبه بالي ورد ببلاهة أستفزتها :
- ماله البيت ، دا كل حاجه فيه تحفة فنية ، ثم وجه بصره لمزهرية ما يكسوها الغبار وأمسكها بيده واردف وهو يسعل :
- كح كح ، انتي عارفه دي بكام ، كح كح ، دي بخمسة جنية بحالهم .
لم يصمد ماجد كثيرا حتي كركر ضاحكًا وزمجر بين بطنه وصدره غير متمالكًا لنفسه ، وسط نظرات ديما المتذمرة والمغتاظة مما تري ، وعلي النقيض أمير جلس مسيطرًا علي ضحكاته ورسم الامبالاة والبلاهة ليثير حنقها ، فهتفت هي بغيظ محدثه اخيها الغير مبالي بغضبها :
- انت مبسوط يا ماجد وهو عايز يقعد أختك في المكان البيئة ده
سيطر ماجد علي ضحكته رغمًا عنه مراعي لشعور أخته ، ووجه بصره لأمير قائلاً بلوم زائف :
- ايه يا أمير الكلام ده ، مش شايف ان المكان مش حلو .
غمز له أمير ورد بنبرة ذات مغزي ليتفهمها هو :
- سيبني يا ماجد أعيش مع مراتي ، وانا فاهم انا بعمل ايه .
زم ماجد شفتيه مفكرًا للحظات في حديثه ورد بقلة حيلة زائفة وهو يرفع كتفيه :
- خلاص يا أمير اللي تشوفه .
فغرت ديما فاهها في صدمة جلية وهتفت محتجة :
- يعني ايه اللي يشوفه ، هو انا هعيش في الزباله دي .
أمير باعتراض زائف :
- زباله ايه ، دا احسن مكان في أسكندريه ، دا من ١٠٠ سنه ، يعني آثار .
ديما متأففه بحنق :
- دا انت مستفز .
نهض ماجد وحدثها بجدية زائفة :
- خلي بالك من جوزك وبيتك ، انا همشي علشان عندي شغل مهم .
نهضت هي الأخري وهتفت بحزن :
- هتسيبه يبهدلني يا ماجد .
ماجد بنفاذ صبر :
- لا مش هيبهدلك ، دا جوزك وابو ابنك ، ولازم تسمعي كلامه .
ثم هدج للخارج وسط دهشتها التي تغيرت للإنزعاج عندما هتف الأخر من خلفها :
- هتفضلي واقفه كده كتير ، أنا جعان ، أعمليلي أكل......
_____________________
غطت جسدها بالملائه وهي تنظر له بأعين شبه مجفلة ، ولم يتخلي زين عن قبلاته الهادئة علي وجهها ، ثم ابتعد عنها قائلاً بحب :
- كنتي واحشاني قوي ، شهر بعيده عني ، لما كنت هتجنن .
ردت بصوت هادئ و متحشرج :
- الدكتور اللي قال مش دلوقتي .
زين وهو يمرر أصابعه علي وجنتها بلطف :
- بس انتي كويسه ، وكل حاجه تمام .
نور بابتسامة خجلة ، هتفت بتوتر :
- قوم بقي ، مش خدت اللي انتي عايزه ، عمي مستنينا.
زين بضيق زائف :
- ايه اللي انا عايزه دي ، انا مكنتش واحشك ولا إيه .
نور بنبرة مراوغة : مش عارفه .
زين بصدمة ممزوجة بالغيظ :
- نعم !....مش عارفه ايه .
نور بضحك :
- زعلت يا حبيبي ، انا بهزر معاك ، انت علي طول بتوحشني .
زين مبتسمًا هتف بنبرة خبيثة :
- طيب يلا علشان هنروح لبابا ، نفسي نكون سوا في اوضتنا ، فكراها .
ابتسمت بخجل وردت :
- فكراها ، تابعت مستفهمة :
- احنا هنقعد هناك علي طول ، ولا هنرجع هنا تاني .
زين بحيرة :
- انا مش عارف ، لما أطمن علي بابا ، انتي عارفه انه لسه زعلان ، وانا بحاول اخرجه من الجو ده .
نور بتفهم :
- طيب خلاص ، انا جهزت كل حاجه .
نهض ليرتدي ملابسه وحدثها بنبرة موحية :
- طيب قومي بقي علشان أوضتنا وحشتني .........
______________________
وصلت للفندق الماكث فيه الوفد الأجنبي الأمريكي وتقدمت للداخل وأستعلمت انهم بالمطعم المفتوح بالفندق ، أتجهت مريم صوبه ولم تنتبه للذي يسير خلفها بأعين ثاقبة ؛ أسرع ماجد في خطواته كي يلتحق بها ووصل لها قائلاً :
- مساء الخير يا مريم .
مريم منتبه بتعجب :
- مــاجـــد !!..
ماجد بابتسامة هادئـة :
- حلو اسمي وانتي بتقوليه .
ضغطت مريم علي شفتيها مبديه انزعاجها من تطاوله الزائد وغير مبالي كونها ملكا لغيره ، كتمت هي ضيقها وحدثته بجدية:
- ماجد انا دلوقتي ست متجوزة ، وطريقة كلامك ونظراتك دي غير مقبولة بالمرة .
ماجد مبررًا بنبرة عاشقة استحقرتها مريم :
- أعمل ايه يا مريم ، لسه مش ناسي حبي ليكي .
أغمضت عينيها لوهله متفهمه انه من النوع المتملك ، غير تصرفاته الوقحة التي دائمًا ما يفعلها حين كانا يدرسا سويًا وقد اصابت في حدسها قديمًا عندما قررت ألا ترتبط به وردت عليه لتمحي تفكيره هذا وإيقافه عند حده :
- ماجد انت لازم تعرف ان انا وحسام متجوزين عن حب ، وحياتنا كويسة وبينا ولد ، فعيب قوي لما تتكلم معايا بالطريقة دي ، او انك تفتكرني من البنات اللي كنت تعرفهم .
ماجد بنبرة معتاظة وتقاسيم متجهمة ، هتف باستفزاز :
- اتجوزتي واحد بيشتغل عندكوا ، انتي فين وهو فين و...
قاطعته بحدة :
- لو سمحت يا ماجد ، انا لحد دلوقتي بتكلم بأدب ، حسام جوزي راجل قوي ، ويقدر يعملي كل حاجه ، ويعيشني في المستوي اللي يريحني .
تغيرت تعابيره للغضب ، وقطع حديثهم إثنان من الوفد الأجنبي يتبادلان الحرب الكلامية الشرسة ، فانتبه الإثنان لهما وهتفت مريم وهي تنظر إليهم :
- دا اتنين من الجروب ، يا تري فيه ايه.....
_______________________
جلست معه علي تلك الأريكة المريحة في ردهه الشقة التي تطل علي البحر إلي حد ما يتناقشان بجدية حول ما حدث بينها وبين زوجة الضابط ، وتشدقت رودي بنبرة متوجسة :
- دا باين عليها بتفهم في شغل السنتر قوي ، انا كنت واقفه قدامها هموت من الخوف وهي بتسألني علي الورق والأجهزة اللي هتيجي قريب .
قال سامي بنبرة خبيثة :
- متديهاش فرصة تقرا حاجة ، اديها الورق في الوقت اللي هتمضي فيه ، خلينا نخلص بقي ، البضاعة يومين وتوصل .
رودي بطاعة :
- هحاول علي قد ما اقدر ، مع انها مش مدياني فرصة .
دلفت هايدي من المرحاض لاففه جسدها بالمنشفة وسارت متجهه لغرفتها ويبدو عليها الإغراء ، فتسمر سامي وهو يحدجها بنظرات راغبة ، فاغتاظت رودي منها وعنفتها بقسوة :
- انتي ازاي تخرجي كده قدامنا ، فيه واحدة محترمة تطلع قدام واحد لابسه كدة .
وقفت هايدي وهي ترسم الخجل الزائف علي طلعتها وردت منكسه رأسها بندم زائف :
- أعمل ايه ، اصل مافيش حمام في أوضتي .
رودي بنبرة منزعجة :
- ومتلبسيش هدومك في الحمام ليه ، ولا انتي قاصدة تطلعي كده قدامنا .
صمتت هايدي وتدخل سامي وحدثها بضيق :
- سيبيها يا رودي ، هتعمل ايه يعني ، وبعدين محصلش حاجه لكل ده ، تلاقيها نسيت تاخد هدومها .
رودي بامتعاض جم :
- محصلش حاجه ازاي وانت عينيك هتطلع عليها ومش عامل حساب لوجودي .
سامي بتوتر :
- ايه الكلام دا يا رودي ، دي بنت خالتي ، يعني زي أختي .
رودي بسخط : اختك ! ، ما هو باين ..
سامي وهو يزدرد ريقه محدثًا هايدي :
- روحي انتي يا هـ...يا ناديــن البسي هدومك .
سارت هايدي لغرفتها لترتدي ملابسها وعلي وجهها إبتسامة مغترة لعوب وهي تسير متغنجة بجسدها وسط نظرات رودي الحانقة التي تود الفتك بها وهمست من بين أسنانها :
- أمتي بقي تنكشحي من هنا...........
______________________
كانت المشادة الكلامية عنيفة ، حيث تدخل ماجد ومريم ببراعة لفضها ببعض الكلمات المهدئة التي يجيدوها في تلك المواقف ، ولكنهم لم يجدوا السبيل لإقصاء النظرات الغاضبة التي يتبادلاها الإثنان سويًا ، وهتفت مريم بنبرة جادة :
- لو سمحتوا فهمونا فيه ايه ، وجهت بصرها لمايكل وتابعت وهي تسأله :
- فيه ايه يا مستر مايكل ؟ .
مايكل وهو يرمق كريستين بحنق :
- هي من بدأت معي الشجار ، دائمًا ما تثير استفزازي .
ردت كريستين وهي تهتاج داخليًا منه :
- انت من بدأ ، وتختلق المشاكل بيننا .
وزعت مريم انظارها عليهم غير متفهمه سبب الخناق بينهم ، ولاحظها ماجد ورد بهمس علي سؤالها الذي يدور في ذهنها :
- اصلهم اصدقاء يا مريم ، وبينهم علاقة وكدة ، ودايمًا بيتخانقوا
مريم متنحنحة بتوتر وهي تستفهم :
- هما مش متجوزين يعني .
ماجد نافيًا بنظرات خبيثة :
- لا لسه ، هما أصدقاء لسه ، زي المتجوزين ، اجانب بقي ، تابع متذكرًا شيئًا ما ويلمح به :
- وعادي يعني لما الواحد يعرف واحدة ، المهم مندخلش بينهم ، ونسيب الناس في حالها .
لم تعطي لحديثه المقصود أهمية حيث تفهمت الموقف وحدثتهم بتعقل :
- مشاكلكم الشخصية لازم تكون بينكم ، مش قدام الناس كده .
لم تدري مريم بزوجها الذي اتي هو الآخر ولم يتحمل رؤية الواقف بجانبها معها ، وأشتعلت غِيرته عندما اقترب من زوجته ويهمس لها ببعض الكلمات ، فتقدم في خطواته وهو يحدجه بغضب جلي ، رآه ماجد وادار رأسه متأففا من وجوده ، وحدثته مريم باستغراب :
- حســـام !...انتي جيت ليه ؟!.
حسام وهو ينظر لها بضيق :
- يعني ايه جيت ليه ، جيت علشان أخدك .
مريم بتوتر : طيب يلا يا حسام نمشي .
اراد مايكل ان يلقن كريستين درسًا ، فاستوقف مريم وحدثها ليثير حنقها ويشعل الغِيره بداخلها :
- اريد منك ان تبلغي سلامي لــ Mrs Nour الجميلة .
مريم بتعجب : نـــور !!..
مايكل مؤكــدًا : نعم ، لقد تشرفت بالتعرف عليها .
نظر له حسام بعبوس ، بينما ردت مريم بتــردد :
- هبلغها ان شاء الله .
ثم امسك حسام يدها وسحبها خلفه ، وتعقبهم ماجد بغضب ثم ذهب هو الآخر وهو يشتغل غيظًا وغضبًا..
بينما تركهم الجميع ، انتصب مايكل في وقفته ورمقها بثقه ، وتوعدت كريستين له :
- Ok , Michael...You will see..What i will do ?
( اوكي مايكل ...ستري ماذا سأفعل ؟).........
______________________
نظر بتقاسيم مشمئزة للطبق الموضوع أمامه ، ثم وجه بصره إليها وأردف وهو يشير بإصبعه علي الطبق بتقزز :
- ايه القرف ده ؟!.
ديما محاولة الثبات :
- دا أكل ، دا انا تعبت علي ما عملته .
امير باستنكار :
- هو فين الأكل ده ، كل دا في المطبخ وعامله اللي مش عارف اسمه ايه ده .
ديما متلعثمه ببلاهة علي محياها :
- دا نيجرسكو .
امير شاهقًا بعدم تصديق :
- ايه ! ، دا نجرسكو ، علي أساس مكلتوش قبل كده ومعرفش شكله .
ديما بتذمر وهي تزفر بقوة :
- دوق الأول ، الشكل بيختلف ، بس الطعم هو نفسه ان شاء الله
تأفف امير وشرع في تناول الطعام وهو ممتعض الهيئة ، وضع قطعة في فمه وتشنجت تعابيره فجأة من طعم الأكل المقزز ، ولم يتحمل بلعه حتي هرع للحمام ليفرغ الطعام بداخله ، فتتبعته ديما وهي تصفق بيدها فرحًا وهتفت بسعادة :
- ولسه يا بيبي ، استحمل بقي......
_______________________
حمل البواب الحقائب وصعد بها إلي غرفتهم القديمة ، وفرح فاضل لقدومهم قائلاً :
- انا فرحان قوي يا زين انك هترجع تقعد معايا هنا .
زين بابتسامة عذبة :
- يا حبيبي يا بابا ...انا لو اعرف ان حضرتك هتتبسط بوجودنا كنا قعدنا هنا من زمان .
ربت فاضل علي ذراعه بحنان ابوي ، وتقدمت ساره بتقاعس للترحيب بهم ، واردفت بابتسامة مصطنعة :
- حمد الله علي السلامة .
نور وهي تحتضنها :
- الله يسلمك يا ساره ، هنشوف بعض علي طول .
ساره بفرحة زائفة : ايوه هنقعد علي طول مع بعض .
فاطمه متدخله :
- طيب يلا بقي علشان تغيروا هدومكوا ، انا جهزت الغدا وزمان حسام ومريم علي وصول .
في الخارج....
ترجل حسام من السيارة بهدوء ظاهري متعمدًا عدم إختلاق المشاكل بينهم ، ولكن مريم اغزت في خطوتها نحوه وأمسكت ذراعه قائله :
- فيه حاجه مضيقاك ولا ايه ؟ .
رد باقتضاب : مافيش ..
مريم بعدم تصديق :
- طيب ، تابعت بجدية :
- بس انا عايزاك متبقاش علي طول كده ، اي حاجه تضايقك وتأثر فيك ، الكلام دا بيجيب مشاكل يا حسام .
حسام متنهدًا بهدوء :
- خلاص يا مريم ، يلا ندخل علشان زمانهم مستنين ......
____________________
وقف في شرفة غرفته يتحدث عبر هاتفه النقال ، ثم انهي معها الإتصال بعدما وعدها برؤيته لها اليوم ، دلف وليد غرفة نومه وجد ميرا في إنتظاره علي غير عادتها منذ فترة ، ومرتديه لثوب نوم مغري ، ثم اقتربت منه وطوقت عنقه وهمست بدلال سحره:
- كنت بتكلم مين يا حبيبي ؟..
مرر بصره عليها وتسائل بعدم تصديق :
- مين اللي واقفه قدامي دي ؟ .
ميرا بدلال افتقده منها :
- مراتك ، هكون مين يعني .
وليد بنظرات مشتاقة :
- وكان فين كل دا ، دا انا كنت نسيت اني متجوز .
ميرا بحب بائن :
- اصل انت وحشتيني ، وحسيت اني مقصره معاك .
وليد وهو يقربها منه بشوق :
-دا انتي اللي وحشتيني قوي يا حبيبتي .
ثم دنا منها واضعًا بعض القبلات المتلهفة واستدار بها وطرحها علي الفراش ، واردفت هي بمياعة :
- بس انت كنت بتقول انك خارج .
وليد بنظرات راغبة وهو يدنو منها :
- خارح ايه ، انا مش رايح في حتة ..
ثم اخرج تمنيه الدفين بداخله لها ، وروي مشاعره التي افتقدها منها ........
_______________________
جلس الجميع حول مائده الطعام في جو أسري افتقده فاضل ، وشرعوا في تناول الطعام بهدوء ، وهتفت السيدة فاطمه بفرحة:
- النهاردة اجمل يوم مر علينا ، يا ريت نتجمع علي طول كده .
مريم متمنية بقلة حيلة :
- يا ريت ، بس الشغل بيبقي واخد كل وقتنا .
حسام باقتراح :
- نبقي نتجمع كل جمعة سوا ، بيبقي مافيش شغل .
فاضل بحماس غير معهود منذ توفت اخته :
- يا ريت يا ولاد ، متعرفوش ببقي مبسوط بلمتكوا دي ازاي ، خصوصًا سلمي ، وحشتني قوي .
مريم وهي تربت علي معصمة بحنان :
- هي كان نفسها تيجي ، بس الحمل يا بابا هو اللي مانعها ، وكمان بقت بتشتغل .
فاضل بنبرة حنونة : ربنا يقومها بالسلامة .
فاطمه باستنكار :
- مالوش لازمه الشغل دا ، انا من رأيي الواحدة تشتغل في بيتها وبس .
حسام مؤكدًا ما تفوهت به والدته :
- عندك حق يا ماما ، عين العقل والله .
مريم باعتراض وهي تنظر إليه :
- يعني إيه الكلام ده ، انت بتعترض علي عمل المرأة .
حسام بضيق :
- ولا بعترض ولا حاجة ، دي وجه نظر .
تدخل زين متسائلاً : عملتي ايه يا مريم مع الجروب ؟.
مريم مطمأنه إياه :
- اطمن يا زين ، كل حاجة تمام ، تابعت بلا مبالاة :
- بس كان فيه مشكلة بسيطة كدة واتحلت الحمد لله .
زين مستفهمًا : مشكله ايه دي ؟.
مريم بتأفف :
- اتنين من الجروب ، واحد وصاحبته كانوا بيتخانقوا .
حسام متذكرًا:
- ايوه ، كان الراجل اسمه مايكل ، نور تعرفه ، لانه سأل عليها .
وجه زين بصره لنور وسألها :
- مين مايكل دا يا نور اللي بيسأل عليكي ؟...................
________________
_____________
________