( اعادة كتابه وتعديل ) Royal...

By ooh_kyuna

600K 15.8K 18.4K

كُن على اشدِ اليقينِ انكَ لستَ سوى حشرةٍ وضيعه استطيعُ دهسها بقدمي متى ما اريدُ سيهون . ‎Cover by:ELMyeon Ka... More

1- بـلا نسـل
2- مُـوَشّح بَـالسـَوادِ
3- جحرِ الافـعى
4- إنكِـشاف السِـر
5- الوقوع في المصـيده
6- عزيـزي
8- جريمةً بحقِ المكتشفِ
9- مَـغـفِـره ؟
10- البحث عن مَهـرب
11- مُنتَّهك
12- بِشكل مجهول
13- وحــش
14- غـزاله
15- آخذِ الدور
16 - إفتـراء

7- رشفةً من سمِ الشيطان

16K 990 1.4K
By ooh_kyuna





كان كل شيئ هادئ
كل شيئ غريب
كل شيئ موحش

لقد مر اسبوع منذُ جنازةِ الماركيز ديفيد
اسبوع غير مصدق لما قد جرى
ذلك اليوم الذي انتشر به الخبر

هل كانت انتحار ام قتل
لا يمكن للماركيز قتل نفسه
لم يكن يحتاج شيئ ، كان يعيش في نعيم ازلي
لما عليه انهاء حياته ولأي سبب ؟

لم يكن انتحار بالطبع
ولكن من يفعل شيئ مثل هذا
الماركيزه ؟
كاي ؟
شخص اخر ؟

من يكون ....

شعر سيهون بصداع ، كان نخير هيلين قد ايقظهُ من افكاره
حدق الى المهرةِ الصغيره ... اخر هدايا الماركيز له واهمها .

داعب شعرها بلطف وابتسم
" اسف هيلين ... يجب ان اغادر هذا المكان ! "

لا ينكر انهُ صنع اعجاب صغير للماركيز ، بعد هذه الفتره ، لم يضره الرجل بشيئ وقام بتدليله ، لذلك فقدانه سبب جرح صغير له .

مع اخذه لنفس عميق فكر ، يمكنه مغادرة القصر ، يمكن السكن مع شقيقته ، لقد اخبرته مسبقاً ان زوجها يحتاج الى مساعد ، يمكنه بدأ تعلم حرفةً جديده ، بدء مستقبله بعيد عن هذه القلعةِ المشؤومةِ .

" لذلك .. هذا وداعنا "

قبلها قبل رحيله ومسح على شعرها الناعم ، بعد مغادرته للأسطبل توجه الى القلعةِ ، حيث قابل كبيرةِ الخدم الجديده ، كانت تصغر مادلين عمراً ، ولكن عيناها كانت حاده ووجهها بارد ، هل يمكن ان تكون هذه مواصفات المطلوبه للعمل .

" لا تزال تملك عدةِ ايام اخرى قبل انتهاء عقدك ، لو انهيته الان لن تستلم مستحقاتك لهذه الشهر "

-" لا بأس لا اريدها "

رفعت حاجبها وهي تعاينه مع شيئ مِن التعجب " حسناً اذا ، وقع هنا من فضلِكَ "

كان يملك اغراض قليله في غرفة اقامته بالقلعةِ لذلك توجه لألتِقاطهم ، الا ان هيئةِ احدى الحراس التي قاطعته جعلتهُ يتوقف .















حسناً اخر شيئ اراد سيهون زيارته قبل مغادرتهِ للقلعةِ ، هو جناح الماركيز الصغير ، حسناً لم يعد صغير بعد وفاةِ والده ، ولكنها الطبيعه بوجود الماركيز الاب ، حتى مع بلوغ ابنه الثلاثين عاماً سيبقى لقبه الماركيز الصغير .

الان رحل ديفيد ، وكاي اخذ اللقب ، واسم العائلةِ الاكبر ، نعم كاي ! يقف بكل برود وشموخ امامه ، كانت ملابسهُ خاصةً بالصيد ، كان يتحرك في جناحه ويسكب النبيذ من البار الصغير الموجود .

" هل قاطعت عليك شيئاً مهماً ؟ "

لم يبدو على ماركيز التأثير الكبير بوفاةِ والدهُ ، كان يتصرف بالطبيعه التي التقاهُ بها ، بغطرسه وغرور ونظره ساخره ، ولكن عميقه ، تلك العينين الرماديتين ، كانت تجذب سيهون ، كانتا حادتين ، حادتين كـ الان ، ذئب ينظر الى صيده الغالي .

" سيهون ؟"
لا يريد ان يكون سيهون الصيد

" كلا .... ما الذي ناديتني من اجله "
على الرغم من ذلك سيهون لم يره منذُ الجنازةِ ، في الواقع لم يرغب في ملاقاةِ اي احد من عائلةِ الماركيز ، فـ تجنب الوضع قدرَّ الامكان .

" لسؤالك لماذا تريد المغادرةِ بشكل مفاجئ "

اقتربت خطوات كاي ناحيته ، وقدم اليه كأس من النبيذ ، تجمد سيهون للحظةً ... بالتأكيد سيعلم عن مغادرته ، اليس هو لورد القلعةِ الجديد ، ابتلع ريقه والتقط الكأس منهُ وقال بنبرةً منخفضه يخفي ضعفه بها
" هل يجب ان يكون هنالِكَ سبب ؟ "

" في الحقيقه لا لو لم يكن والدي قد تعرض للأغتيال "

" اعذرني " قاطعهُ سيهون معتذراً " ولكن هل انا على لائحةِ المشتبهِ بهم "

كان كاي لا يزال ينحني اليهِ ، بعدما سلمهُ الكأس ، ابتسم بتكلف مع مكر شديد في عيناهُ ، كان ينظر الى سيهون وكأنه ينظر الى روحه ، لقد اخاف ذلك قلبه ، فكرة ان يوقعه كاي والانتقام لأجل مادلين ، ثم فاجئه الضحك الصادر من الماركيز ، رفع حاجبه وشاهد كاي يتراجع " انا فقط احقق مع المقربين من والدي " ارتشف النبيذ من كأسه وغمغم وهو يتحرك بأتجاه الناذفةِ العملاقةِ الموجودةِ في جناحه " اريد فقط معرفةِ من تسبب في ذلك لوالدي العزيز " واعطى سيهون نظرةً جانبيه وغمغم " وانت يا سيهون ، كنت المفضلُ لديه هنا وكانت جميع اوقاته معك ... صحيح ؟"

لو يستطيع .... لو يستطيع فقط لكم تلك الابتسامةِ في وجهه
لما عليه ان يتحدث هكذا ، لما عليه ان يقلل من كرامته
مهما حدث معهم لم يتجاوزو الحد مطلقاً ، لقد هرب سيهون اراد النجاة في حياته ، لكن الماركيز ديفيد قد تعلق به ، ماعليه فعله كان سوى الخضوع !

لقد كان مجرد خادم في القصر ، وكان الاخر سيده
من سيطر على من ؟ ومن صاحب الذنب الاكبر ؟
والان من عليه تحمل المسؤوليه ؟

" لستُ انا من دس السمَّ للماركيز "

-" اوه ... اي متهم لن يعترف بالجريمه "

تلك الابتسامةِ لا تزال موجوده ، اراد سيهون اقتلاعها .

" حتى في ليلتها ، كنتُ في غرفتي ، ولم اقترب من جناحِ الماركيز طول فترةِ حضور الماركيزه ، لا املكُ اي ضغينةً تجاهه "

املك ضغينةٌ تجاهك فقط ، لو اردت قتل احدهم لبدأتُ بِكَ

" مع ذلك " عاد الماركيز يقترب منهُ " هذا لا يعني انك لم تتعاون مع احدهم " اراد سيهون الحديث  لكن الماركيز قد فاجئه عندما اخذ كأس النبيذ الممتلئ الذي كان يحمله ووجهه اليه ليشربه .

بدايةً سيهون كان على وشك الاعتراض ، لكن يد الماركيز قد وضعت الكأس على شفتيه ، كانت عيناهُ الماكره ثابته على وجهِ سيهون ، لم يكن هنالك ما يستطيع فعله سوى ارتشاف النبيذ .

كان طعمهُ مر لاذع ، كان النبيذ المُعتق يختلف عن البيرةِ الرخيصه التي يرتشفها في العاده ، جعله الماركيز يرتشف جميع محتوى الكأس ، وعندما اراد سيهون ابعاده ، امسك بيد الماركيز التي تحتوي على الكأس ، لكنهُ لم يستطيع لين قسوةِ مسكتهُ ، اغمض عيناهُ وارتشف المشروب كاملاً .

" لذلك اريدك ان تبقى في القلعةِ " مسح كاي شفتي سيهون من النبيذ بأبهامه ، كان مستمتع بملامحه المذعورةِ ،   قبل ان يحرك ابهامه اليه ويلعقه يعجبه كيف توسعت عيني سيهون وكيف اوردت وجنتيه بسبب النبيذ المركز الذي اجبره على ابتلاعه كاملاً " وهكذا يمكنك مساعدت في معرفةِ قاتلُ ابي

اليس كذلكَ سيهون الا تريد ان تعرف من قتلَ الماركيز ديفيد ام ان ظني خاطئ والماركيز ليس مميزاً بالنسبةِ لكَ ؟ "

.................


استيقظَ سيهون صباح اليوم التالي ، كان يوماً مختلفاً وقد نقلت غرفته الى جناحِ الحراس في الطابق الارض الخلفي ، وقد عاين سيهون الزي الجديد الذي حصلَ عليهِ الان ، كان يشبهُ الى حدٍ ما زيهُ في السابقِ عندما كانَ حارساً

لكن هذا الزي الجديد كان يحوي على شارةً حمراءِ اللون وتوقع سيهون امراً واحداً بأنهُ اعلى رتبةً الان ، او ان هذا يدل على كونهِ قريباً من الماركيز كاي

لم يكن يرغب بالموافقةِ ، والبقاء ، لكن الماركيز اجبره ، هو احتضن وجهه بيداه " لا اريد البقاء معه " لا يزال يشعر بصداع خفيف من ليلةِ امس ، من طعم النبيذ ، هذا اللعين ، ما الذي يخطط له .

الان كيف عليه ان يتدبر امر البقاء معه ، رؤيةِ وجهه كل يوم ، هو فقد دعى بقلبه ان يمسكوا القاتل بسرعه ، عندها سيتحرر من هذه اللعنةِ .

دق خفيف على الباب ايقظه من خياله ، هم بالنهوض مع ملامح ممتعضه ، من يكون الطارق في هذه الساعه المبكره ، ولكن رؤيتهِ لوجه حارس غير مألوف يرتدي نفس الثياب التي حصل عليها بالامس لكن من دونِ شارةً حمراء " سيهون بريستاك ؟ "

" نعم "

-" تجهز وانزل ، الماركيز ينوي الذهاب الى الغابةِ "

ارتدى سيهون زيهُ الجديد ، وشعر بأنهُ ضيقاً بعض الشئ ويحكمُ عليهِ حركتهُ ، بنطالهُ كان ضيقاً وكان قماشي وباللونِ الزيتوني القاتم القريب من الاسود لكن لم يكن كذلكَ ، وتيشيرت خاصاً بهِ هو ارتداهُ وكان باللونِ الاسود وتذكر امرهِ والدتهُ من صنعتهُ له كانتا اثنين منهُ في ماكينتها القدميه هي صنعة واحداً لهُ وواحداً لتوأمهِ دانييل ، وذلكَ كان بسببِ ان الوقتُ الان لا يزالُ فجراً والشتاءِ كان على الابواب فعلاً والطقسُ كان بارداً وقتها ثم فوق ذلكَ التيشترت هو وضع سترتهِ الرسميهِ باللون الزيتوني الفاتح وكانت اكثر هوناً عليهِ من ضيقِ البنطالِ وانتهى من ثيابهِ بأرتداءهُ بوت طويل باللونِ الاسود

سيهون كان فاتناً بكلِ ما يرتديهِ ، بالنسبةِ الى بشرتهِ الشاحبهِ وزيهُ الضيق المزعج لهُ ، عندما سار من بين بقيةِ الحراسِ شعرَ بالانظار تتجهُ له ، وهذا ما ازعجهُ بعض الشئ ، فأمتلاكهِ لسيقاناً منحوته جعلت من البنطالِ ان يلتفُ بشكلاً مثالي عليهِ

اما بالنسبةِ لخصلات شعرهِ الواضحه من القبعهِ والتي نزلت الى اسفل اذنهِ قد ازعجتهُ فعلاً كانت طويله وسيهون احس بنفسهِ اقربُ الى الفتيات .

حسناً احس ذلك بسبب النظرات التي توجهت نحوه .

بحق الجحيم لم يكن اختياري هذا قابل العامل انهُ القياس الوحيد المتوفر !
اراد الصراخ لكن من يقنع ....

طلب منهُ احد الحراس والذي يبدون اكبر مرتبةً احضار خيلهُ لمرافقتهم ، لذلك وجد سيهون نفسه يتجه الى حيث مكان هيلين " يبدو ان القدر يملك خطط اخرى " داعب شعرها بلطف ، بدت حزينه بعض الشيئ " اسف على كلامي بالأمس ، كنت اريد الهروب فقط ، ليس وكأنني اكرهك "

حدق بها للحظةً وغمغم " رغم ان وجودك وحدك يؤلمني "
مرت لحظات وتذكر وجود الماركيز ديفيد ، عبوس صغير احتوى شفتيه .

" اقتلها اذن " وصل صوتاً مألوفاً على مسمعهُ واذا بهِ يلتفتُ نحوهُ بحاجباً معقود وكان اللورد كاي يتقدمُ منهُ بينما يرتدي قفازتيه ، " اقتل ما يؤلمكَ لكي ترتاحَ منهُ " وقفَ قربهُ وبقي سيهون يحدقُ بهِ ببعضِ التفاجأ الواضح ثم اذ بهِ يتكلم

" عفوك سيدي لكن اًوهل هذهِ الاراوحِ سهلةٍ بالنسبةِ لكم ؟ "

حدق كاي بعد ان انهى الشاحبِ لسؤالهِ بمهرتهِ البيضاءِ ، ثم رفعَ احدى يديهِ وقامَ بوضعها على رأسها فأذا بها تصهل بشكلاً مزعج " لم تكن سهلةً لذلكَ نتخلصُ منها "

وما انهى كلامهُ حتى حدقَ بالاصغر وقال بصوتاً رزيناً وهادئ " منذُ فترةً ليست بطويله قد تخلصتُ من روحاً احبها كثيراً " وابتسم بتعالي حالما انهى حديثهُ يجعل من قلبِ الشاحب ينقبض وترتجفُ اناملهُ وهو يرى ابتسامةِ الماركيز المغرورةِ انذاكَ .

لم يستطيع سيهون اصدارُ اي حرف اخر ، وقف مذهولاً وهو يعاين الماركيز يغادر الاسطبل مع مهرتهُ السوداء وبدى على ملامحه الفخر ، يعودُ لسؤال نفسه ، بأي جحيم قد اوقع نفسه ....

كانت هيلين هادئه ، عندما غادروا القلعةِ ، كانت مرةِ سيهون الاولى التي يدخل الى عمقِ الغابةِ ، شاهد كاي امامه يتصدر المجموعةِ لقد كانوا عشرِ اشخاص فقط مع حاملين المعدات ، اخذ سيهون الصفِ الاخير ، وكان سعيد بأن لا احد يلاحظه " انها جميله تشبهُ كوزيت لكن لونها مُختلف  ... ما اسمها ؟ "

حدق الى الجانب ، شاهد واحد من الحراس الذي كان منذُ قليل بجوارِ كاي ، لقد سمع ان اسمهُ نيقولا ،  سأل وهو ينظرُ الى مُهرته .

" هيلين " رد سيهون على سؤاله وكانت ابتسامةً صغيره مرسومتاً على شفتيه ثمَ اذ بهِ يستفسر " لكن من هي كوزيت ؟ "

" انها مهرةِ اللوردِ كاي ، السوداء الجميله ، انها متكبره وقويه تماما كـ صاحبها لقد حاولت امتطائها عدة مرات لكن هي رمتني ارضا وحطمت جسدي بالفعل "

حدق الى الامام ، حيث الماركيز ومهرته ، كان الاثنان مكتسين بالسواد ، يعيد لنفسه ذكرى مفاجئه وكأنها حلم ، بفارس اسود يمتطي مهرتهُ في جلباب الليل ، فكر للحظات ، كانت هذه المهرةِ تملك ذاتِ غرور سيدها ، عاد ينظرُ الى نيقولا وهمهم

" اوه " صغيره خرجت من ثغرهِ وسأل بصوتاً لطيف " اذاً كيف يستطيعُ اللورد امتطائها " وسريعاً ما حدقَ نيقولا بهِ بلا تصديقاً وقال " انتَ لا تعرفُ اللورد كاي جيداً ، انهُ قوي يعادلُ مئة جندي من المستوى الممتاز

غير انهُ بارع الذكاء وداهيةً كبيره ، في حربنا ضد الانكليز استطاع بفرقتهِ ذات المئة وخمسون جندياً ايقاع جميع امداداتِ العدو "

" يبدو انكم مقربانِ " تكلم سيهون وسمع قهقةً عاليه من قبلِ نيقولا ، شعر بالاحراج من ان يلاحظهم البقيه ، ويبدو انهم فعلوا ، اراد دفن نفسه
" نحنُ كذلك بالفعل ، لكن هذه الامورِ معروفةٍ عنهُ ومشهوره في البلاط الملكي حتى "

ثم توقفت مجموعتهم بأمر من كاي ، سحب سيهون لِجام هيلين ونظر الى ظهرِ الماركيز قبل ان يجذب نظرهِ شيئ يتحرك بين الشجيرات امامهم ... اسد !

........................


بعد اخذها لحماماً مرخي للاعصاب هي كانت قد سرحت شعرها وقامت بأسدالهِ ، وكانت تحدقُ في المرأةِ بينما تتلمسُ شعرها الطويل الناعم ، هي لا تستيطعُ رؤيةُ جمالهِ الاسر الا ليلاً رغم تغير لونهِ الى الرمادي لا يزال جميلاً كما تراهُ هي الان

ونظرت الى وجهه ورفعت احدى يديها الاخرى تتحسس تلك التجاعيد التي كانت حولَ عيناها ، شبابها الذي ذهب في خدمةِ عائلةِ الماركيز ولتكونَ فقط عندَ حسنَ ظنهم ، هي ودعت كل شيئاً جميلاً في الحياة فقط كي تكسبَ رضاهم ، ورضى من تحب !

طوال اربعين سنةً كانت تتمنى منهُ لو انه ينظر لها لو انهُ يعيطيها القليل من الاهميه ، وصبرت قلبها كثيراً ، انتظرتهُ كثيراً لكن هو لم ينظر بأتجاهها حتى والى الان هي لا تزال تنتظرهُ ، لكن لم يعد جمالها كما كان سابقاً ، لقد تيبست تماماً كالشجرةِ التي انفطعَ عنها الماءِ ولم يرحمها الرب ولا بقطرةِ مطراً واحده

عينيها الرماديه قد احمرت لكن هي قد نهضت من امام المرأة ، لا تريد ان تضعف لا تريد ان تثبت ان صبرها قد انتهى من دون فائده لا تريد ان تثبت بأنها قد ضيعت حياتها والان هي نادمه ، ليس وقتَ الندمِ الان مطلقاً ليس هذا وقتهُ

وكانت تريدُ ان تتوجهُ الى السرير لولا دقِ البابِ عليها ، وعقدت حاجبيها من الزائر المفاجئ في هذا الوقتِ المتأخر ، وارتدت روبها الفضي تخفي لبسَ نومها الخفيف مثلما تحبُ الذي يجعلها تنامُ براحةً كبيره ، ثم دنت من الباب ترى من الزائر

" لم ايقظكِ من نومكِ صحيح ؟ " كاي قد تحدث وكان يواجهها امامَ الباب  ، ابتسامةِ صغيره قد رسمتها على وجهها بينما فتحت لهُ كاملَ البابِ تسمحُ لهُ بالمرورِ

سار كاي الى الداخل ولاحظت هي الحبلِ المتين الذي كان على كتفهِ ثم اغلقت بعد ذلكَ الباب وعاينت كاي ، كان يقفُ في منتصفِ الغرفةِ ويحدقُ حولهُ

سبقتهُ بعد ذلكَ وتوجهت ناحيةَ الطاولهَ " هل تريد شرب شيئاً " قالت وكانت تعطيهِ ظهرهُ ، " لا شكراً " رد عليها سريعاً وشاهدتهُ يقفُ قربها ويأخذ الكرسي الذي كان موجود هنالك ، ملأت قدحها بالماءِ ثم ارتشفت منهُ برويةً  " هل هذهِ اوامرُ الماركيز "

" لا اظنُ بأنهُ وقتُ العتبِ ! لكن كنتِ غبيه في سماعِ اوامرها مع علمكِ التامِ بأنها تريدُ ايقاعكِ " كان كاي وقتها يقومُ بأنزالِ الشمعدانِ الكبيرِ الذي كان يتوسط السقفِ بل يزينهُ بشكلاً خلاب
ورغمَ ثقلِ وزنهِ الا ان اللورد كاي استطاعَ انزالهِ بسهولةً وبرويه هو قامَ بوضعهِ على الارضِ ، والتفت نحوهُ هي بعد ان اكملت ارتشافِ كلُ ما في قدحها وأعادتهِ في محلهِ

" لقد فكرت بطفوليه وربما شعرتُ ببعضِ الغيره " قهقة في كلامها واكملت " معكَ حق لورد كاي انهُ ليس وقتَ العتبِ المناسب صحيح ؟ " امالت رأسها حالما انهت حديثها وسمعت قهقتهُ بينما كان يقيسُ طولَ الحبلِ وعاد يصعد على الكرسي يعلقُ الحبلِ في السقفِ في المكانِ ذاتهُ الذي كانت الشمعدانةِ الكبيره معلقةً بهِ

" لكن " هي تساءلت بعد عدة دقائق " لماذا ارسلكَ انتَ " وحدق بها كاي بعد انهائها لسؤالها وكان هو كذلكَ قد انتهى من تعليقِ الحبلِ
ونزلَ للأسفل من على الكرسي ، قافزاً برشاقه " لقد اخترتُ لكِ اسهل طريقه "

وما انهى كلامهُ حتى رأى ابتسامتها الممتنةِ ليبتسمُ لها في المقابل " انا سعيدةً لوجودكَ معي في هذه اللحظه " قالت بصوتاً هادئ وسلس فابتسم لها واشارَ نحو منصةِ الاعدام البسيطه التي صنعها من اجلها " سوف تأتي صحيح " استفسرت منهُ " سوف تكون حاضراً في جنازتي صحيح ؟ "

" سأفعل بالتأكيد "

تنهدت براحةً عندما سمعت رد اللورد كاي واصبحت تدنو الى حيثِ يشيرُ لها الاسمر ، ولم تشعر بأن اطرافها تلامسُ ارضيتاً خشنه بل كانت تلمس اعشاباً صغيرهِ ولم ترى مادلين ان ما امامها هي منصة اعدام بل تخيل لها الماركيز ديفيد ذو الخمسةِ والعشرونِ عاماً يقفُ امامها كأنبلِ شاباً رأتهُ في حياتها واحست بتجاعيد بشرتها تختفي وشعرها عاد للونهِ الاسود القاتم ورماديتي عينيها ازدادت بريقاً تشعر بأن شبابها عاد الى سنِ العشرين

وبخطى بطيئه هي صعدت على الكرسي والتفت بجسدها الى حيثِ مكانِ الحبل الذي اصبحَ يقابلها ، وتقدمَ كاي بعد ذلكَ يشاركها مقعد الكرسي الصغير ، وعادت هي خطوتةً الى الخلفِ تعطيهِ المجالُ ليلفَ الحبلِ حولَ رقبتها ، مخرجاً شعرها الطويل خارج الحبلِ بعد ان ثبتهُ على عنقها ، وقامَ بتمليسِ خصلاتهِ الرماديه الطويله بأناملهِ حتى رفعَ كلا يديهِ يتلمسُ وجنتيها وقال ولا زالَ مبتسماً

" هل من امنيةً اخيره "

بادلتهُ ذاتِ الابتسامةِ وتحدثت

" ناديني بما اكونهُ لكَ ؟ "

زفر ضاحكاً ثم بخفة هو قفزَ الى الخلفِ وعاين شكلها من الاعلى
لا تزال هي تبتسمُ له ولا يزال هو يبادلها الابتسامه حتى رفعَ احدى قدميهِ وركزها على الكرسي ليناديها بصوتاً لطيف قبل ان يقوم بدفعهِ عن قدميها .

" امي
لترقدي بسلام "

———————————————







Ooh_kyuna

Continue Reading

You'll Also Like

95.9K 4.1K 24
-مَا رأيكِ في أن نتحَدث في مَكتبي على إنفِراد؟ 'لكِنّي طالبتك أستاذ جُيون،ألا تَعتقد أنّ هَذا مُثير للشّكوك؟' -لَن يُلاحِظ أَحد هَذا عَزيزتي،هَذا بَي...
71.2K 4.2K 12
الانفجار الذي سيأخذُ بعقلكَ نحو نقطةً واهيه ودرب معتِـم لكن سيضـمنُ غايتكَ ، ستنالها لكن سيتوجبُ عليكَ التضحيةِ اولاً واما التضحيةِ فـ قانونُ الطبيع...
32.5K 2.8K 50
جيمين وجونغكوك، أصدقاءِ منذ أيامِ دارِ الأيتام، تتعرض علاقتُهما لاختبارٍ صعب عندما يعترفُ جونغكوك بأنَّه لم يُقبِّل أحدًا من قبل. حينها يقترحُ جيمين...
219K 12.6K 31
عائليه آل ريدشر ذو سُلاله عريقه بفرنسا لكل فرد منصب بارز بالدوله تُقدس العمل كاي ريدشر قرر ان يكون مميز من بين أفراد عائلته فأختار ان يُصبح عارض لما...