سلسلة قلوب شائكة /الحزء الاول...

By bashaer1234

1.1M 19.6K 535

للكاتبة المتميزة HAdeer Mansour تم نقلها من منتدى روايتي الثقافية More

الشخصيات
المقدمة
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث و العشرون
الفصل الرابع و العشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون والاخير
الخاتمه

الفصل السادس عشر

31.9K 554 9
By bashaer1234

خرجت سناء من غرفة المكتب بسرعه شبه راكضه تحضر حقيبتها ... فمنذ
لحظات عندما خرج لها السيد ياسين بوجه شاحب لم تره من قبل وتوتر شديد وهو يخبرها أن 
تحضر طبيب المؤسسه لأن الآنسه مياس وقعت مغشيا عليها .. هبّت واقفه فورا وولجت داخل
الغرفه كي تراها محبذه عدم إخبار أحد فقد يكون مجرد إرهاق ولكن لو علم أحد من الموظفين
سيتداولونه كما تشتهي عقولهم ....!
وعندما وجدت الفتاه فاقده للوعي طلبت منه أن يخرج حتي تتعامل معها هي الا أنه بعقل تيس
رفض بصرامه قاطعه
" لن أخرج ... تصرفي وأنا موجود ..."
ومررت الموقف حتي تنقذ الفتاه التي دخلت الغرفه بحيويه ووجه مورد والآن بعدما رأتها لا تمت لتك بصله....!
دخلت الغرفه حامله حقيبتها واقتربت من مياس وياسين الذي يقف بالقرب منها يشد شعره بقلق 
شديد... فأسرعت تفتح حقيبتها تخرج زجاجة عطر ورشت علي يدها وقرّبتها من أنف مياس ..
كانت الفتاه مستلقيه علي الأريكه الجلديه الفخمه بلا حول ولا قوه فاقده الوعي وشاحبه 
كالأموات ... خمنت سناء أن السيد ياسين هو من حملها ووضعها علي الأريكه ..
شعرت بجفني مياس يتحركان بثقل فرفعت نفسها سريعا تضع وسادتين خاصتين بالأريكه فوق 
بعضهما ثم وضعتهما تحت ساقيها ترفعمها بدرجه عاليه عن رأسها ...
كانت مياس تفتح عينيها بتعب وشيء يحوم في عقلها كمثقاب حاد وارتخاء شديد في أطرافها
الا أنّها حاولت الحركه فسمعت صوت قوي أجش ..صارم
"لا تتحركي ..."
أغمضت عينيها بتعب ... تعب شديد ... ماذا حدث ليحدث لها هذا ...؟؟... هي لم تفقد الوعي
من قبل أبدا ... حتي في أصعب المواقف لم يحدث لها هذا ... بل دوما كانت شجاعه ..
صدرها يعلو ويهبط بتناغم شديد وعقلها يبدأ يستوعب ببطء شديد ... شديد للغايه ماحدث
لقد هزمها ...!!
قلبها هزمها حتي ما عادت تقدر علي التطلع في وجهه ... ذلك الخائن لحبها .. ذلك المتبجح
بحقه فيها وأنه سيفعل أي شيء للحصول عليها ... ولقد فعل ... ذبح قلبها بسكين بارد 
وتناثرت مشاعرها علي أرض جرداء واختفت تماما 
عضت شفتيها بقوه تمنع تدفق دموع الألم من عينيها وهي تسمع صوت سناء القلق
" هل أنت بخير يا مياس ...؟؟..."
أومأت برأسها وهي تفكر أن السيده سناء تخلت عن عمليتها وجمودها اليوم
حقا انه يوم المعجزات ...!!
وسمعت ذات الصوت الصارم الفاقد للباقه يقول
" اتركينا وحدنا سناء ...."
مرّت لحظات قبل خروج سناء وكأنها كانت تزجره موبخه في صمت ..بينما هو كان منشغل
بتلك الجميله الشاحبه الساكنه بصمت علي أريكته ...
أخذ نفس عميق بصمت دون قول شيء ... ينتظر فقط أن تكون بخير ... تلك العنيده 
يا الهي كم عنيده ...!
مرت عدة دقائق في صمت قاتل ... هي ما زالت مستلقيه تحاول جمع قوتها محتفظه بكل 
مشاعرها لنفسها ... ونفسها فقط ...
أما هو فكان متكئ علي طرف مكتبه ينظر لها ورغما عنه كانت عيناه تنساب لساقيها 
الظاهرتين من تنورة فستانها 
ساقيها البيضاوتان بجمالهما الأخاذ .... تنحنح وهو ... ينفّض رأسه بقوه من أفكاره حتي لا تلحظ تلك المغمضه
عينيها مسار نظراته فتنقض ناشبه أظافرها في وجهه .... وهو يعلم .. أنها بكل الأحوال 
ستقطّع وجهه ولكن ليس بيده شيء آخر ... هو يعلمها أكثر من نفسها .. يعلم أنها عندما
تحب وتثق لن يستطيع أحدهم ردعها عن مشاعرها الفياضه كما حدث منذ سنوات
عندما حاوطته بمشاعرها المراهقه البريئه دون رادع .... ويعلم
أيضا أنها عندما تغضب وتفقد الثقه لن يجعلها شيء تتراجع حتي ولو كان حبها الذي تخفيه
بشق الأنفس حتي عن نفسها ....!
لم يكن بيده سوي ما فعل علي رغم نسيانه تماما لتلك الورقه الا أنها سقطت في يده
وهو يبحث عن أوراق ملكيه هامه كان يضعها في خزنته المغلقه برقم سري
ولحظتها ومض عقله .... هو الآن ليس واثق تماما بصحة ما فعله .. ولكن خبرته تشعره
أن هذا هو الحل الوحيد حتي لو كان الطريق لقلبها وثقتها سيغدو طويل..
شعر بها تنهض معتدله وتشد تنورتها تغطي ساقيها دون أن ترفع وجهها باتجاهه
وتجلس بتشنج علي الأريكه وما زال وجهها مطرق لأسفل وشعرها الأحمر القاتم بتعرجاته
الخفيفه يغطي جانب وجهها فقد انفك من عقدته القويه ..
يداها تقبضان علي جانبي الأريكه بقوه شديده .... قوه خشي علي يديها منها ..
وللحظه كان سيقطع الصمت الا أن منظرها دبّ القلق داخله .. بينما هي كانت في حالة
صمت غريبه .... لا حرف ... لا كلمه ...!!
ولكن عقلها الذي عاد للعمل بجنون هو ما يجبرها علي هذا السكون ... كيف كانت غبيه
لتلك الدرجه ...؟؟... هل يعمينا الحب عما حولنا ....؟؟
لقد أثبت لها بالبرهان أنها كانت بلهاء .. مجنونه ... والآن لم يعد لجنون الحب مكان 
بل لم يعد للحب نفسه مكان ..
هل يستحق الحاج رضوان تلك الفضيحه .... الرجل الذي رباها وأحبها هي وأختيها وكن عنده
كالكنز الثمين .... أو والدتها .... زهره التي تنام وتصحو علي فرحتها بهن ..
وجيهان وهديل .... يا الله ... لا أحد منهم جميعا يستحق تلك الفضيحه التي تعتبر في عالمها
هي نقطه سوداء ليس منها مفر ... نقطه ستتم معايرة أي أحد من عائلتها بها ...!!
ابتلعت ريقها بصعوبها ويداها تقبض علي الجلد بشده ثم رفعت عينيها بغته فخطفت قلبه 
بزبرجدها النابض ... يا الله ما أجملها وما أجمل عنفوانها ... ما أجمل عقلها العنيد

" أنا موافقه ..."
اهتزت عضله في فكه ونبضه قفز فجأه وهو يشعر بالحيره والتوجس
صوتها لا يبشر بالخير أبدا 
أجابها بصوت هادئ صلب
" ماذا تقصدين...؟؟..."
شمخت برأسها أكثر وضيّقت عينيها بشر لذيذ وأردفت بنبره مصممه فاقده لكل شيء
" موافقه علي ما قلت .... أنا سأتزوجك ..."
انتصب واقفا بهيبه وعيناه تنظران لها ... داخلها ..يسبر أغوارها التي بدت في تلك اللحظه
قمة الغموض ..
سألها بصوت أجش قوي لم يخل من الاستغراب
" موافقه .....!!..."
أومأت برأسها ثم وقفت تمسد ملابسها بعمليه .. يدها رتيبه كما كل شيء في تلك اللحظه
وأغمضت عينيها برهبه وهي تشعر به أصبح قريب وصوته يؤلمها أكثر وأكثر
" ميااااس....."
الا أنها لم تنظر له .... بل تابعت قولها بكل برود ... برود ثلجي يحيط قلبها في تلك اللحظه
وقلبها يود الانفجار باكيا الا أنها تعصره بكل قوتها
" .. لو استطعت اقناع والدي فأنا ...... جاهزه ...."

ابتلع ريقه بصعوبه وعيناه تتشربان من ملامحها الحزينه .. الشاحبه 
يا الله .... هو من فعل بها هذا .....!!
أجابها بهدوء رقيق كان سيمس قلبها حقا لو في موقف آخر ولكنها الآن ...كالجليد ...!
"أنا بالفعل سأذهب له مياس ...."
علي رغم دقات قلبها التي زادت وأخذت في القفز بجنون الا أن صوتها أجابه ساخرا ..لاذعا
".. هل ستهدده هو الآخر ....؟؟؟..."
لم يتأثر بسخريتها .... بل كل ما يشغله تلك الارتعاشه الخفيفه التي ما زالت تتملكها 
ولكنها عنيده ... صلبه .. ولن تعترف أبدا بخوفها ..

" لا مياس سأتحدث معه فقط ...."
عضت شفتها السفلي بقوه حتي تتحكم في نوبة البكاء القادمه ... لابد أن تتحمل تبعات حبها
الغبي له ... ذلك الخائن الذي استخدم مشاعرها بنذاله ... لن تنهار ... أبدا ..لن تنهار أمامه
الآن ..
سمعت صوته يقترب أكثر وبحته تصبح حميميه ..دافئه
".. مياااس .... أنا لن أؤذيكي ما حييت ...."
رفعت وجهها بابتسامه ساخره ..متألمه ... حاقده .. غاضبه
عيناها في عينيه تقص ألف حكايه .... ذلك البريق الزجاجي الصلب الذي ما زال
يغطي عينيها فيزيد لونهما جمال ..... مسّه في الصميم .... مسّته دموعها الصلبه 
التي تظهر مدي ألمها .... مدي جرحها منه ...... ارتعاشة شفتيها التي يود التهامها كي يهدئ
تلك الارتعاشه المثيره لعينيه .... كل شيء فيها كان يؤلم قلبه في الصميم 

وصوتها يلسعه أكثر .. بهدوء
" لقد آذيتني ..وانتهي الأمر ..."
ثم تركته واقفا مكانه وخرجت من المكتب بشموخ كاذب وداخلها يتهاوي أكثر وأكثر
وهو يشعر بمراره لم يحسب حسابها
مرارة ألمها ..!
.................................................. .......

عندما خرجت من المؤسسه حامله حقيبتها بملامح بائسه وقلب مكلوم ... لقد آذاها ...آذاها
فوق تخيله ... آذي قلبها العاشق .... علي رغم رفضها لذلك الحب الا أنه صدمها اليوم ..
صدم قلبها الذي رسمه بقلم خاص .... ويا ليته ما رسمه ولا رآه يوما ...!!
دموعها انسابت رغما عنها وهي تسير دون وجهه محدده ...فقط تسير .. لأي مكان
والدموع المكبوته داخل قلبها تصاحبها ... تخفف عنها ... تمسد جرحها .. لكن دون فائده
فالجرح غائر للغايه 
وقفت أمام حديقه عامه وقد شعرت بالتعب من كثرة السير دون هدي فقررت الجلوس لوقت.
دخلت المكان الذي ضج بالأطفال هنا وهناك يلعبون بـ كُره وأخرون يركضون خلف بعضهم
توجهت نحو مقعد مسطح فجلست عليه ووضعت حقيبتها في حجرها وأخذت تنظر أمامها
بشرود ودموعها التي توقفت لدقائق عادت مره أخري تشعرها بالخزي 
فاليوم غريب في كل شيء .... لأول مره تقع فاقده للوعي ولأول مره تبكي بغزاره هكذا
كانت الأصوات تشع حيويه حولها ...كل ما حولها حيوي منعش الا هي 
حتي شعرت بيد صغيره تربت علي يدها وجسد صغير يستند علي ساقيها دون استئذان 
فتمعنت بعينيها المبلله للصبيه الصغيره التي تستند عليها وتنظر لها بتركيز
طفله ذات عينين سوداوتينن بريئتين للغايه الا أن فضولهما قاتل 
ثم سمعت صوت ناعم بنبره متعجبه
" هل هذا شعرك ...؟؟.."
يا الله .... وها قد أتينا لفضول الصغار .... فهي تكره بشده فضول الصغار اللزج هذا
زمت مياس شفتيها وهي تمسح وجهها بعنف قائله
" .. نعم ..هل عندك مانع ....؟؟..."
لم تهتم الطفله لأسلوب مياس الجاف وهي تستند علي ساقيها أكثر وتلعب بقدميها في الأرض
قائله بنبره لذيذه مستاءه أكبر من عمرها
"... يمكنك قول نعم دون صراخ .. أنا أسمع جيدا ...."
اتسعت عينا مياس بدهشه ولكن الصغيره لم تنتبه 
و تابعت بنبره عاديه مضحكه
"لماذا تبكين ...؟؟...هل سرق أحدهم شطيرتك ...؟؟؟"
لم تستطع مياس كبح ابتسامتها من تلك الفتاه المصممه التي تتعامل بأريحيه وكأنها والدتها
التي أنجبتها ونسيتها
فأجابتها بحاجب مرتفع 
"لا ...لماذا تقولين ذلك ....؟؟..."
أجابتها الصبيه بشفاه ملتويه باستياء
" لأنني أبكي دوما عندما يسرق شطيرتي علي وعلاء في الروضه ... فهما يفعلان
ذلك لأنني طيبه ...."
أطلقت مياس ضحكه مستمتعه وهي تسألها بمناغشه
" أنت متأكده أنك طيبه ....؟؟.."
أومأت الصبيه وجديلتها الصغيره تتحرك معها وقالت
" أكيد ... أنا طيبه وجميله ...."
رفعت مياس حاجبها باستمتاع ثم سألتها بمشاكسه
" وما اسمك يا طيبه ...؟؟..."
برقت عينا الصغيره بفخر وقالت
" أنا اسمي جنا ...."
فسألتها مياس بفضول محبب
" ومَن علي وعلاء .....؟؟..."
جعدت الصبيه جبينها بغضب برئ وقالت 
" هما أخوان يشبهان بعضهما للغايه ... ولكنهما بغيضان ويسرقان شطيرتي...."
تمتمت مياس
" توأمان..."
فرفعت الصغيره حاجبها قائله
" وما معني توأمان ...."
هزت مياس رأسها بيأس من الأسئله الطفوليه التي تبغضها 
ولكنها قالت باختصار
" كما قلتِ أنت ...أخوان يشبهان بعضهما ...."
هزت جنا رأسها وبعدها سألتها 
" وأنت ما اسمك ..؟؟..."
هزت مياس كتفها بغرور مصطنع مشاكس وقالت
" أنا اسمي مياس ...."
جعدت الصبيه أنفها باستياء حقيقي وهي تقول
" ما هذا الاسم الغريب البشع ...؟؟...."
ارتفع حاجبا مياس وحدهما غيظا وهي تنظر للصغيره المستنده علي ساقيها كليا وتلاعب 
الأرض بقدميها .... هذا ما كان ينقصها ... صبيه صغيره فضوليه بلسان أطول منها
برمت شفتيها بغضب وقالت تغيظها بطفوليه
" علي فكره أنا اسمي أجمل من اسمك وشعري أطول من شعرك...."
ولكنها تراجعت تقول بهدوء وهي تري الملامح الطفوليه توشك علي البكاء 
"حسنا اسمك جميل يا جنا ... هل سعيده هكذا ...."
أومأت الصغيره بابتسامه مشعه وهي تقول بتأكيد محبب 
"وشعري أيضا جميل ...."
ابتسمت مياس بحلاوه شقيه وأردفت
" هل يمكنني أخذ قبله الآن ..؟؟...."
زمت الصغيره شفتيها للحظه ثم قالت بطفوليه جميله
" لقد أخبرتني ماما ألا أجعل أحد يقبلني سوي أقاربي ...لذا يمكنك تقبيل يدي...."
لم تملك مياس الا أن تطلق ضحكه منعشه من الصغيره المشاكسه التي تتكلم بجديه
شديده وكأنها تملك الحق والأمر وتمد يدها لها فتجاهلها وهي تمسك وجهها وتقبلها عنوه علي 
وجنتها قائله بصوت يشبه صوتها الناعم 
" وأنا ماما أخبرتني ألا أقبل يد أحد سواها هي وأبي ...."
نظرت الصغيره في اتجاه آخر ثم قفزت فجأه قائله
" أنا سأذهب لأن ماما ستغضب مني ..."
ثم دون انتظار للرد ركضت بعيدا وهي تهتف بشقاوه
" أراكِ لاحقا مياس..."
ابتسمت مياس وهي تراقب الجسد الصغير يركض بخفه وشقاوه وشعور غريب بالراحه اجتاحها
وأفكارها تأخذها ... لـ..كرم الخالق .. الله كريم بعباده للغايه ... ربما تلك الصغيره
من تدابير القدر فوالدتها لا تستحق رؤيتها بوجه بائس ودموع مخزيه 
فهي الآن علي استعداد للعوده للبيت

كانت تتوسد حجر جدتها وطفلتها في حضنها غافيه بعد قبلات نهمه أغرقتها بها 
يا الله كم اشتاقت لصغيرتها الجميله الفاتنه الشقيه للغايه ....كما اشتاقت ليد جدتها الحنون
وهي تداعب شعرها برقه رغم تأنيبها لها 
" هكذا يا سيلين تشغلي قلبي عليك يا صغيره وأخاكِ الماكر يخفي عني مكانك ...."
فكرت سيلين بابتسامه صغيره
ربما أخي الماكر يدرك طيبة قلبك جدتي ويعلم جيدا أنك ستخبريه بمكاني فورا وأنا ما كنت
مستعده أبدا للقائه ... وصوت صغير ينبش داخله ا
أنت ما زلت غير مستعده يا سيلين .... أنت تشتاقين له نعم ولكن تريدين الشكوي
يا الله كم تتمني شكواه ... ولكن لمكن تشتكيه ... فالقلب والعقل حزب خاص به وحده 
حزب له وبه ... بنظره منه يرفع الرايه بنعم ...!!
يا الله ... كم صعب الشوق ... وكم صعب الفراق ... يجلد القلب كل لحظه بمرارة 
دون صوت .... كم صعب البعد عن زرقته القاتمه العاصفه بقلبها 
تذكر جيدا كلمات مروان لها عندما أخبرته أنها ستعود 
لقد قال لها بنظره عابثه لطيفه 
" أن تحارب من أجل حياتها وسعادتها وألا تترك زوجها بل تفكر كيف تعيده كما تريد 
ولا تتركه لغيرها ..."
زمت شفتيها وهي تفكر 
تتركه لغيرها ......!.... قد تقتلهما وقتها أفضل ..!!
عادت للاسترخاء وهي تشعر بيد جدتها الرقيقه وهمست بعذوبه
" تعلمين جدتي كم يكون ياسين حمائي اتجاه من يحب .. لا تغضبي منه ..."
أجابتها الجده بنبره أموميه 
" أنا لا أغضب منه أبدا ... أنا فقط أستاء من تصرفاته أحيانا وأقلق عليه 
والحقيقه أقلق عليكم جميعا ...فحالكم لا يعجبني ... أتمني رؤيتكم سعداء قبل موتي ..."
شهقت سيلين بجزع وهي تحرك رأسها ولكن يد الجده منعتها فقالت سيلين بنبره حنونه صادقه
" لا تقولي ذلك جدتي ... أنا لا أتخيل حياتي بدونك ... أرجوكِ لا تقولي ذلك مجددا ..."
أومأت الجده بابتسامه حنونه متفهمه وقالت تغير الموضوع
" ما زلت غاضبه منك يا سيلين .... فلا تهربي من الحديث...لقد كنت قلقه عليك للغايه"
تنهدت سيلين بتعب ولكنها متفهمه للغايه قلق جدتها الدائم عليهم جميعا ... همست برقه
وصوت جذاب تسترضي جدتها
" جدتي لا تغضبي أرجوكِ .... أنا بخير أقسم لك .... أنا كنــ....."
لم تكمل جملتها وهي تسمع صوت الباب ينفتح فجأه وصوت عميق أصاب جسدها
برجفه 
" صباح الخير ....."
يا الله .. ليس الآن ... ليس الآن ... قلبها كاد يثب من مكانه لأحضانه 
همست بخفوت لقلبها وهي تغمض عينيها بعذاب
(توقف عن توقك أيها الخائن ...)
ولكن قلبها لم يتوقف ... بل النبض ازداد بقوه وتنفسها أصبح مضطرب وهي تحتضن 
ابنتها أكثر وتشعر بالغرفه تغرق بالصمت للحظات قطعتها جدتها برقتها المعتاده
" تقدم تميم حبيبي ... لا تقف علي الباب هكذا ..."

جدته تحدثه ......!!... ربما .... ولكن حواسه جميعا منصبه علي تلك الراقده في حضن 
جدتها تلعب لها في شعرها 
سيلين خلقت للدلال .... لا ... بل الدلال خُلق لأجلها ..
سيلين .. كم اشتقت لك ... والشوق يعذبني ... وجسدي يئن تعبا لشوق حضنك 
رائحتك تصل لأنفي من هنا .. تسكرني للحظات رغما عني ...!
ابتلع تميم ريقه بصعوبه وعيناه رغما عنه تنساب عليها كلّها ... ملامحها المختبأه في حجر
جدته ... شعرها الأبنوسي اللامع وكأنه ازداد لمعانا ببعادها عنه ... يا الله ... ما هذا الغيظ ...؟؟
جسدها ..... كلّها ... يؤلمه الآن في تلك اللحظه .... وطاقه جباره يكبحها حتي لا 
ينقض عليها ويخيفها 
تمتم بصوت غريب 
" أهلا جدتي .... آسف دخلت فجأه ..."
همّت جدته بالرد عليه ولكن نهوض سيلين المفاجئ وهي تحتض ابنتها الي أن وقفت
علي قدميها وتمتمت بصوت جاف 
" سأذهب لأضع لولي في سريرها جدتي ...."
قدمه خطت ...خطوه واحده فقط في اتجاه حبيبته الا أن عين جدته وقّفته برفق 
فتركها تمر بجانبه ..... للحظه ... أغمض عينيه وتلك النسمه الخفيفه المحمّله برائحة الجوري
تصل لأعماقه ... نشوه غريبه ما يشعر بها .... وهل شعر بذلك الشعور من قبل بمجرد
تواجده معها .... لا ... لم يشعره ... ولكن البعد أنهكه حد الموت ...!!
عندما خرجت من الغرفه استنشق نفس طويييل من رائحتها وتلك النغزه المؤلمه تؤرقه
من جديد..
قطعت جدته لحظة عشقه الصامته المحمله برائحة الجوري قائله برفق
" أدخل حبيبي ... اشتقت لك ...."
تقدم منها يقبل رأسها ويحضنها فربتت علي كتفه بحنان قائله
" إصبر تميم ... علي قدر حبك اصبر ..."
أومأ تميم برأسه وهو يجلس بجانبها يميل ليسند مرفقيه علي ركبتيه بهدوء 
وتحدث بصوت به بحة غريبه
" لقد آلمتها جدتي وأنا لا ألومها .... فقط.. كنت أودها تنظر لعيني ..."
ابتسمت الجده بحنان وأجابته بغمزه لم يرها 
" تنظر لعينيك ..فقط تميم ...!!"
تنهد بحرقه نابعه من قلبه ... ولأول مره يشعر بهذا الاحساس ...يا الله .
كم هو ظمآن لوجودها ... لابتسامتها .... لحضنها ...
تمتم بخفوت
" اشتقت اليها جدتي .... اشتقت اليها بجنون ...."
ربتت جدته علي كتفه برقه فابتلع غصته وقال مغيرا مجري الحديث
" هل تعلمين جدتي أن بجوار بيتي مسجد ...؟؟..."

كانت تعلم .... منذ دخل عليها بملامحه الغريبه وهي أدركت أن هناك شيء تغيّر فيه
هدوءه الغريب في حل الأمر بعيدا عن عصبيته وتسرعه الدائم خاصة بحالته المزريه قبل أيام 
تمتمت برفق ونبره ذكية
" بماذا شعرت ....؟؟..."
ابتسم بخفه ابتسامه تحمل راحه ربما بدأ يخطو باتجاهها كطفل صغير
هو لا يتبجح بأنه وصل لبر النهايه ولكن يكفي معرفته بالعلاج لما هو فيه 
معرفته بأنه كان غافل تماما وليس مره أو اثنين بل كان كالغائب عن ذلك الجانب 
الوصول لبر الأمان ليس بالسهل بل عصيب يحتاج قوه قد لا يمتلكها الآن ولكن يكفيه 
خطواته البسيطه التي تجلب له الراحه ... تجلب له السكينه ... تجعله في الركب ..خطوه ..بخطوه
همس بخفوت
"راحه ... راحه غريبه لم أكن أعلم بوجودها ..."
شعرت الجده براحه أيضا لما هو فيه .....اللجوء الي الله يجعل النفس في اطمئنان 
خشيه جميله ... النفس خطاءه ولكن الجميل أنها تستغفر وتتوب 
هذا ما يريحها أن حفيدها بدأ يخطو في اتجاه الاستغفار والتوبه .... ودعت لباقي أحفادها 
بالراحه والسعاده ثم سمعت تميم يقول 
" أين ستضع لولي ....؟؟.."
تنهدت جدته بحزن فأضاف باهتمام
" لا تقلقي جدتي ...."
قالت برقه 
" في غرفتها القديمه ..." ثم تابعت بصوت محذر هادئ
"تميم ..."
وقف يقبل رأسها وهو يتمتم بلذة شوقه التي لا تهدأ
" ثقي بي جدتي ..."
ثم تركها وخرج تتابعه دعواتها الصادقه له ولأحفادها جميعا 

كانت تسير في الغرفه بتشنج وتوتر شديد وتهمس بقلق وهي تمرر يدها علي شعرها بخوف
( لا ... لا... لن يأتي ... اهدئ سلين ... اهدئي ... أنت خرجت فورا فور قدومه وبالتالي
سيفهم أنك لا تريدين رؤيته ....)
زفرت بحنق وأخذت عدة أنفاس مضطربه ووقفت تنظر لابنتها الصغيره النائمه علي فراشها
ثم رفعت يدها لجبهتها بتعب 
أفكارها تموج بعقلها... وقلبها وصل لنهاية تحمّله ..... نفس آخر .... طويييل وبعدها بدأت
تتذكر كل ما حاولت أن تكتسبه في أيام ابتعادها ... نعم يجب أن تتحصّن جيدا ..
هي لم تبتعد حتي تنهار في أول لقاء بل كي تكون أقوي ... أصلب ..
وأتتها تلك الطرقه علي باب غرفتها .... حتي طرقة يده تحفظها .... يا الله ... ما هذا الجنون
كانت تعلم .... يا الهي كانت تعلم أنه سيأتي ...!
" سيلين ..."

يا الله ... يا الله ... قلبها يرجف بعنف ... لماذا جاء ... لماذا ....؟؟
أغمضت عينيها بقوه كطفله تتمني اختفائها بإغماض عينيها هي...!!
وهتفت بخشونه

" ماذا تريد ...؟؟..."
أتتها زفر حاره وصوت يملأه الحنين ببحه مثيره
" افتحي سيلين أود تقبيل ابنتي قبل ذهابي ... فلو تتذكري لم ألحق حتي أن أقبلها ..."
زمت شفتيها بغيظ وهي تسيطر علي ارتعاشتها الخائنه بقوه واقتربت أكثر تفتح الباب بهدوء
لا يقرب لداخلها في شيء ..
وحينما فتحت الباب.. وكأنما شرعت باب قلبها للحظات.. ذلك الباب المتصل بقلبه دون عوائق
اتصال قوي يمتد لسنوات لا تزحزه غشاوة ... أو جهل مشاعر ... قد تنثر عليه
نفحه من تراب الا أنها تنجلي ببعض التعب 
وما خُلقت المشاعر الا لنتعب من أجلها ...!!
كانت هي أول من قطع تواصل بحر عينيه العاصف الملتهم بسوادها .... قطعته برجفه 
خائنه ... فالأمر ليس سهل ... لو تحكمت في سنوات زواجها القليله ... كيف تتحكم في عمرها
الذي قضته بجانبه .... ابن عمها وفارسها ... أول رجفة قلب ... أول رعشة يد ... أول نظره
متواريه .... يا الله إنه زمن .....!!
همست بصوت هادئ قدر الإمكان وهي تحيد بعينيها عنه
" لولي علي الفراش لو تريد تقبيلها ...."
ولج للغرفه بقامته المديده .... كان وسيم بطريقه تخطف الأنفاس بملابسه الأنيقه غير الرسميه
بنطال جينز داكن وقميص أزرق قاتم وفوقه ستره خفيفه وعطره القوي ..ساعته الأنيقه
بإطارها الفضي وحذاؤه الرياض وذلك الانتعاش الذي يفوح منه 
هي لا تنكر أنه يبدو خاسر للوزن بوجهه النحيف وعينيه المرهقه ولكن شكله مريح
تنهدت بيأس من نفسها وهي تنظر بعيد للحظه تتمالك نفسها ثم تنظر له مره أخري 
فتجده يقترب من ابنته يقبل يدها أولا بلهفه ورقه ثم جبينها ويده تلامس شعرها بحنان
يا الله ...؟؟... كثير ...هذا كثير عليها .... يجب أن تنظر بعيد ...الا أن همسه قويه داخلها
سطعت من الدجي المحيط بها
(..أنت قويه سيلين ... قويه للغايه .... لا تنهاري الآن .... حاربي من أجل نفسك ولو لمره ...)

أفكارها شغلتها عن قربه الخطر منها ... فانتبهت علي استنشاقه القوي لها 
وارتدت خطوه للخلف بنظره حذره الا أنه همس بصوت مشتاااق
"تبدين جميله للغايه ...."
لم تجبه بل نظرت بعيدا وهي تزم شفتيها بقوه .... بعصبيه 
فتابع بهمسه حنونه
" أنا آسف ..."
رغم تلك الارتعاشه التي أفلتت منها رغما عنها ... لم يبدُ عليها شيء سواها 
الا أنها اختنقت رغما عنها وذكري ما حدث يومها يؤلمها بقوه .... انتهاكه لمشاعرها قبل 
جسدها ... جلدها بكلماته واحده تلو الأخري دون اعتبار لها ... دون اعتبار لقلبها ..
بروده ... استهانته بمشاعرها طوال عمره جعلها تقول بجمود

"اعتذارك مرفوض .... ولا أريد الحديث في شيء ... ما أريده أخبرتك به ...."
كانت جامده بشكل أثاره أكثر ما أحزنه .... جميله فوق تحمله حتي في ثيابها العاديه 
في وجهها الخالي من كل شيء .... جميله لدرجة العذاب ... جميله لعينيه 
لم ير يوما أجمل منها وهي تعلم هذا جيدا 
لم يقل شيء يغضبها ... فهو سيعيدها بتروّي ... هي تستحق كل شيء .. وهو بدأ خطواته
من ياسين ... سيعلمها ياسين أن الطلاق ليس وارد الآن ووقتها سيخطو نحو قلبها من جديد

اقترب منها بهدوء وعلي وجهه ابتسامه صغيره تزيده وسامه وبريق عينيه الأزرق يومض
بقوه.... ارتدت للخلف مع كل خطوه ثم رفعت سبابتها بتهديد قائله بخشونه
" ابتعد تميم .... أنا لا أريد إخافة البنت وهي نائمه ...."
لم يقل شيء .... لم يقبلها وهو قريب منها هكذا .... لم يلمسها سوي بأنفه يستنشق
رائحتها كمدمن محروم ..... شهييييق طويل محمل برائحتها ... بمشاعرها ... بارتجافتها
وابتعد يهمس بخفوت 
" اشتقت لك ملكتي ....."
ثم تركها واتجه للباب وأتاه صوتها المحمل بعذاب وحشرجه قويه 
" لقد قتلت ملكتك بيد بارده .... قتلتها تميم ... ربما هذا شوق الموت ...."
قويه .... موجعه ... كسياط حاد ... جعلته يقف للحظات دون كلمه ... وبعدها تحرك بخطوات
واسعه يغادر المكان ... واتجهت هي للفراش تكتم شهقه حارقه 
ما أصعب الشوق المحمّل بالألم .... كيف تشتاق وهي موجوعه ... كيف تحن له 
ذلك الوسيم ...صاحب أجمل عينين ... كم تعشق صورتها في بحر عينيه 
ابتسمت وسط دموعها وهمست 
" لن أريحك يا حبيب القلب .... فلتذق بعض مما ذقته معك ..."

كان ينظر في بعض الأوراق علي عجاله ولم يخف توتره بل كان يزداد حتي أتاه صوت
سناء العملي من الحاكي
" سيد ياسين ... الآنسه مياس تركت المؤسسه بعد خروجها من مكتبك ..."
زفر بخشونه وصمت للحظه ثم قال بجمود
"حسنا سناء .... تعالي خذي تلك الأوراق للأستاذ بهجت فقد وضعت توقيعي 
لأن لدي موعد هام ..."
أجابته بمهنيه 
"حسنا .."
وبعدها خرج من مكتبه بخطوات واثقه لوجهه محدده وها هو الآن يقف أمام محل الحاج 
رضوان ينظر للرجل من علي بعد يتحدث مع صبي صغير ويصله الصوت بوضوح
" ألم تعدني يا راضي أن تهتم بدراستك ...!..."
فيأتيه رد الصبي 
" أنا حقا أهتم بها يا حاج ولكن وجدت أبي يتعب في عمله فأحببت أن أخفف عنه فقط..."
فيري ابتسامه سمحه من الرجل الكبير وصوته الدافئ
" حسنا يا فتي اذهب للحاج مختار أخبره بأنني أخبرتك تذهب للمنزل تذاكر دروسك
وأنا سأذهب له فيما بعد ...."
ثم أخرج من جيبه بضعة نقود ووضعها في يد الصبي وهو يقول باهتمام
" كن بارا بوالديك يا راضي .... كلما أحسنت اليهما بني ...كلما فتح الله لك أبوابا من الرزق ."

هلل وجه الصبي وهو يأخذ النقود ويشكر الحاج ويخرج فرحا وبعدها التقطته عينا الحاج 
رضوان فصمت للحظات قليله ينظر له بتمعن ثم ابتسم بترحاب لبق قائل
" أهلا بني ... هل تريد شيء ...؟؟.."
كانت هيأة ياسين المهيبه لا تطابق المكان البسيط الدافئ وإن كان محل الحاج رضوان في 
منطقه شاغره بالناس .. نظيفه .. والمحل مساحته واسعه وهناك عمال فيه في الجانب يصنعون
الحلوي ويضعونها في علب مغلفه 
ولكن ياسين بهيأته المهيبه .... بذلته غالية الثمن .... رقيّه النابع منه تلقائيا ..لم يكن يتصل 
بالمكان لا من قريب ولا من بعيد ..حتي أنه لاحظ توتر العاملان في المحل ولكن الحاج رضوان
لم تهتز فيه شعره وابتسامته البشوشه ما زالت كما هي وهو يقول
" تقدم بني وأخبرني ماذا تريد ... هل تسأل عن مكان ما ...؟؟..."
أجابه ياسين بوضوح به بعض الحرج
" أعتذر عن قدومي دون موعد .... أنا ياسين الصواف..."
وكأنّ الاسم وحده يحمل من الهيبه والرقيّ ما يجبر الآخرين بالتعامل الجيد اللبق
ولكن الحاج رضوان التقط الاسم فورا الا أنه لم يستبق الأمور وظل يتحدث برويّه
" لا عليك سيد ياسين .... ماذا تريد ...؟؟.."
أجابه ياسين باحترام
" أنا أريدك يا حاج في أمر خاص ...."
أشار الحاج رضوان علي مكتبه في الجانب الأكثر هدوءا في المكان قائل
" تعالي نتحدث هنا ..."
بعدما جلس أمام المكتب والحاج رضوان أمامه شعر ببعض التوتر ... الرجل يحمل سمه
بشوشه سمحه تجعل من يقترب منه يود نيل رضاه ...!
" ماذا تشرب ....؟؟.."
هز ياسين رأسه وأجاب بنفي
" لا أريد شيء ..."
فابتسم الرجل بسماحه قائل
" إعتدنا إكرام ضيفنا بني ..... "
بادله ياسين الابتسام وكلمة بني تدخل في قلبه بعض الراحه 
" حسنا قهوه مظبوطه ..."
بعدما أمر الحاج بإحضار القهوه وأحضرها لهم شاب صغير... انتظر أن يبدأ ياسين الحديث ولم يتأخر ياسين بالفعل
إذ قال بهدوء
" أنا رئيس مياس في العمل ..."
فأجابه الرجل بحنكه هادئه 
" تقصد صاحب المؤسسه ..."
فأومأ ياسين ببعض التشنج ثم تابع بصراحه شديده
" أنا أود التقدم لمياس يا حاج ..."
تنهد الحاج رضوان ولم يبد عليه المفاجأه بل قال بكل هدوء
" ولكن بمعلوماتي أنت متزوج سيد ياسين ...."
أجابه ياسين باحترام
" ياسين فقط من فضلك .... ولا أنا لست متزوج .... الموضوع ليس كما هو ظاهر..."
انعقد حاجبا الحاج ثم قال بهدوئه الذي لم يفقده
" أتمني التوضيح بني ...."
أخذ ياسين نفس طويل ثم قال ببعض التوتر
" أنا سأخبرك بكل شيء .... ولكن ما سأخبرك به لا يعلمه سوي أفراد معينه من العائله ..
"
ثم بدأ يقص علي الحاج رضوان الحكايه من بدايتها .... منذ تعرف إيهاب علي شاهيناز 
واستطاعت غوايته حتي نسي نفسه وأقام معها علاقه نتج عنها حملها بعمار وبعدها تعرض 
إيهاب لحادث عرّضه للموت فما كان أمامه سوي الزواج منها إنقاذا لشرف العائله 
وأضاف السر الآخر للأمر 
" وأنا لا أستطيع الانفصال عنها الآن بسبب تصويرها لأخي معها ... فقد صورته هو
دون أن يظهر وجهها وبذلك سيفضح أمر أخي الميت وأنا ما كنت أقبل بهذا أبدا ..."
تجهم وجه الحاج متمتم بأسي
" يا الله ... كيف تفعل ذلك .... استغفر الله العظيم... اللهم اغفر لنا يا كريم..."
رغم تشنج ياسين الواضح وقسوة عينيه الا أنه تابع فالأمر يستحق
" أنت تعلم جيدا يا حاج أن الأمر ليس سهل إفصاحه فأنا أخبرتك بسر ميّت ستره ربه 
ولكن أنا أحببت أن تكون متطلع علي كل شيء ..... تلك المرأه ... أنا لن أجعلها تمس عائلتي
ولكن الأمر يأتي بالعقل وهي منذ تزوجتها بعقد ثابت وهي تحاول الظهور بمظهر لائق
أنا أعلم جيدا أنها ليست كذلك ....هي ......"
صمت فأكمل الحاج بابتسامه صغيره
" هي تريدك زوجا لها ...."
أومأ ياسين ثم قال بصدق قوي
" ولكن أنا لا أريد سوي مياس ...."
تنهد الحاج رضوان وهو يتمعن النظر لياسين للحظات ثم قال
" وما الذي يجعلني أقحم ابنتي في تلك المشاكل ....؟؟؟... فكما تعلم أنا لدي
ثلاث بنات أود لهم حياه هادئه راضيه سعيده قبل موتي ..."
أسرع ياسين مقاطعا
" طوّل الله في عمرك وطمأنك عليهن ... ولكن أنا حقا أود الزواج منها .. وبدأ حياه
جديده معها ... حياه ستكون هي ملكتها ولن أؤلمها يوما ولن أعرضها لأي شيء 
بل ستكون بعيده تماما عن تلك الأمور ... ويمكنك السؤال عني وعن عائلتي 
وإن كنت قلق بسبب ما فعله أخي فيما مضي فأنا ....."
قاطعه الحاج رضوان برفق 
" كل إنسان يا بني مسؤول عما فعله .... نحن لا نملك سوي الدعاء له بالرحمه .."
زفر ياسين بارتياح فتابع الحاج رضوان بحنكه
" هل أخبرت مياس بما قلته لي ...؟؟.."
هز ياسين رأسه برفض ولم يقل شيء فتابع الحاج بهدوء
" هل لست واثق في عقلها كي تخبرها بذلك ... أم أنك تخشي توابع معرفتها بالتفاصيل...؟."
رفع ياسين يده يمسد ما بين عينيه وهو يقول
" ربما الاثنين معا وعليهما أنني خائف عليها أيضا ... لا أود إقحامها في تلك الأمور 
ولا أود إفشاء سر أخي الذي مات ..."

فأجابه الحاج رضوان بحكمه
" ولكن لابد من معرفتها للأمر ... ليست ابنتي من تفكر بسطحيه ... عليك أن تحدد ما ستفعله
بني ... فأنا في النهايه أب ... ولو كنت مكاني لن تقحم ابنتك في أمور كهذه...."
تغضن وجه ياسين بألم حقيقي ثم قال بنبره تمي القلب
" أنا مدرك تماما لما تقول سيدي ولكن أنا لم أهرب يوما من مسؤوليتي ... ربما لم أخبر مياس
بتلك الأمور جميعها الآن خوفا عليها قبل خوف فقدانها ... أنا لن أعرّضها للأذي حتي
علي حساب راحتي أنا ... تلك الأمور سأحلّها قريبا ... أنا فقط أوّد أن أضمن تقربها 
ومعرفتها الحقيقيه لي ولعائلتي قبل معرفتها بالأمور .... ربما لو علمت بحقيقة وجود عمر
تكرهه .... وربما لا ... وأنا لا أريد للفتي أن يتعرض للأذي أكثر من هذا ...
ولكن معك حق في النهايه ...فقط أحتاج للوقت حتي أخبرها بكل شيء وهذا يأتي 
طبعا بعد قرارك...."
نظر له الحاج رضوان بتمعن للحظات ثم بعدها قال بحياديه
" إن شاء الرحمن لن يحدث سوي الخير بني ... الآن اشرب قهوتك التي بردت...
وربك يسوّي الخير لنا جميعا ..."
لم يكن الحاج رضوان غافل عن مزاج ابنته في الأيام الأخيره ولا لرفضها القاطع لأي
شاب يتقدم لخطبتها .... وأكله القلق ولكنه انتظر أن تأتي وحدها وتخبره
بما يؤرقه والآن علم ما يؤرقها .... رغم أنه والدها فهو لا يلومها ... فمن يجلس أمامه
يجعل أي فتاه تتعلق به ... خاصة بشخصيته المسيطره وهيبته التي ظهرت في مدخل
المكان قبل دخوله .... ولكن ابنته ليست معجبه سطحيه ... الأمر أكبر من هذا ...!

تركت سيلين جدتها مع ليان وتحركت في اتجاه غرفة روفان فقد كانت نائمه وقتما حضرت
أما شاهيناز فهي في الخارج .... أصبحت تخرج كثيرا هذه الأيام وعلمت من جدتها أنها مهمله 
للغايه مع ابنها .... يا الله ..هذا الصبي لا يستحق تلك المعامله أبدا .... وبالفعل أصبح هو 
أيضا يتباعد عنها .... بل ويكون انطوائي معظم الوقت سوي مع ياسين 
ياسين فقط من يستطيع جعله ينطلق .... كما أخبرتها جدتها في جلستها معها بعدما ذهب
تميم .... لم تسألها جدتها عن تفاصيل ما حدث ... بل أخذت تقص لها حكايات قديمه
تعلم أنها تحبها .. جعلتها تنسي ولو لوقت قليل لقاءها بحبيب عمرها 
تميم ... لقد بدا غريب اليوم ... بدا هادئ متحكم وهذا غريب عليه
زفرت بحنق وقلق ... هي حقا قلقه للغايه مما يفكر به .... هي تعلمه جيدا 
صمته علي كلماتها لا يريحها أبدا بل يزيد قلقها ... لأنه ليس تميم من يستسلم للخساره....!
طرقت الغرفه ودخلت ووجدت روفان ما زالت مستلقيه علي الفراش ... تلك الفتاه الكسوله
متي تستيقظ من نومها ...؟؟
اقتربت من الفراش وأخذت تلاعب وجهها وأذنها بمشاكسه ففتحت روفان عينيها ثم ابتسمت
بمفاجأه واعتدلت دون تركيز تحتضن سيلين هاتفه
" اشتقت لك يا خائنه .... هكذا تسافري دون رؤيتي..."
فتبسمت سيلين برقه قائله
" لقد كانت سفره مهمه .... أنا أيضا اشتقت لك يا مشاغبه ..."
فسألتها روفان باهتمام
" هل أنت علي خلاف مع تميم ...؟؟.."
فرفعت سيلين حاجبها وابتسمت كاذبه
" لا تشغلي بالك بتلك الأمور ... ما يهم الآن أنني سأقضي معك وقت طويل
وحدنا .... لقد اشتقت لأحاديثنا سويا ولمشاغبتك..."
غامت عينا روفان بحزن هش وهي تعتدل أكثر علي فراشها وما زالت آثار النعاس لم تتركها
لقد عاودها شعور الوحده البغيض .. الذي كانت تبعده عنها بقوه بجلوسها مع جدتها وأحاديثها
معها ... كانت تتناسي ابتعادها عن أصدقائها أو ابتعادهم عنها ....!! ... لم تعد تفرق 
ما يهم أن حياتهم لم تعد تثيرها ... لقد كانت تملّها ... بل وتشعرها بالكره لذاتها
هي ليست هكذا ... حتي وهي ما زالت تتعثر في طريقها ... الا أن طريق محاربة النفس هذا 
ليس ما تحبه .... فيجب أن نحب أنفسنا بدل من محاربتها والوصول بها للقاع
تمتمت بصوت باهت وذكري إهمال والدها تراودها فتجعلها تحزن أكثر ... لقد باتت تعتقد
أنه نسيَها وبات شعور الوحده يؤرقها لأقصي حد
" أنا أيضا اشتقت لتجمعنا .... اشتقت للعائله كلّها معا .... للعبنا مع شباب العائله
وفوز البنات عليهم .... لوجود فرحة جدتنا حولنا وهي مبتهجه بتجمع أولادها وأحفادها معا
اشتقت لهذا للغايه وأفتقد أشياء كثيره حقا ...."
ابتلعت سيلين ريقها بصعوبه وحزن شقيقتها يؤلمها الا أنها عاودت الابتسام بتفاؤل قائله
" سنفعل هذا عن قريب إن شاء الله يا روفان ... عندما نصل لبر أماننا سنتجمع بإرادتنا..."
ابتهجت روفان لحديث سيلين وقالت بفرحه
" أهم شيء أنك ستمكثي معي أنت وليان الشقيه ...."
أومأت سيلين بابتسامه وهي تعتدل بجانب أختها وتأخذها في حضنها فروفان لا تبدو
في أحسن حالاتها......!

ليلا في منزل الحاج رضوان

كانت جلسه عائليه .... الجميع يجلس فيها بعد تناول العشاء ..يغلبها ضجيج
عمر ومشاكسة هديل له ولوالدها ..
رغما عنها ركزت يارا نظرها علي الحاج رضوان مع هديل .... تلك المشاكسه التي
لم تجربها يوما .... لم تذق مثل هذا الإحساس .... الإحتواء والحنان ..الدفئ الذي يغمر المكان
هي لم تجرب شيء ...حتي في بيت خالتها كانت تحارب من أجل وجودها .. من أجل
إثبات هويه ... كانت تطرد أي مشاعر قد تساورها حتي لا تكره حياتها 
لماذا الآن تشعر بذلك الفقد .... تشعر بذلك الحنين لأم كانت تود مشاركتها ما يؤرقها 
لأب كان سيغمرها بالحنان الذي بحثت عنه خارجا بطريقه خاطئه 
تشعر بالحنين لضحكه نابعه من القلب .... منذ متي لم تضحك من قلبها ... منذ متي نامت
دون حمل هم شيء .... يا الله ... الحياه موجعه في كثير من الأحيان
حتي وأكرم يتواجد يوميا في مكان عملها يطلب توصيلها بإلحاح .... يطلب الفعل بالموافقه
هي وافقت نعم ولكن لم تقل متي ستفعّل موافقتها
وهذا هو الأمر .... ما أجمل أن توافق موافقه ناقصه ...!
حتي عمر لم تجعله يراه الا مره واحده وكان نائم علي كتفها في الحديقه الصغيره خارجا
عندما مرّ عليها كي يراها ولم يكن هناك مناسبه لتلك الرؤيه ولكن ربما يتحجج لذلك
هي للآن لا تعلم تأجيلها للأمر .... ربما تعطيه مساحه كي يستوعب حقا أنه أصبح أب لطفل
مشاغب يحتاج رعايه ومحبه .... تعطيه وقت يرتب أفكاره وهذا ما تعلمته خارجا ... هي تأخذ
خطواتها بتأني شديد .... بهدوء مربك له ولكن هي تدرك أنه في صالحه
ابتسامه صغيره ماكره لاحت في عقلها .... ستعلّمه ذلك الهمجي أبجديات الحياه
أبجديات الحب وأبجديات الأبوه 
لن تكن يارا الا لو جعلته يتغير تماما ... يعلم قيمة ما يملكه حتي يتعلم الحفاظ عليه
شعرت بهمسه رقيقه بجوار أذنها
" أنا آسفه ..."
رمقت مياس التي جلست بجوارها ثم قالت بجمود
" آسفه علي ماذا ..."
تمتمت مياس بوجه شاحب 
" آسفه علي ما قلته لك ... لم يكن من حقي أبدا الحكم عليك..."
لأول مره تلاحظ يارا وجه مياس الشاحب للغايه نبرتها الحزينه ... فقالت باهتمام
" ماذا هناك يا مياس ...؟؟..."
لم تجبها مياس مما زاد قلق يارا فقامت وأخذتها من يدها متمتمه
" تعالي معي ..."
وكانت عينا الحاج رضوان تتابعهما باهتمام أبوي خالص 
........................
" ماذا ...؟...."
هتفت يارا بدهشه .... فأجابتها مياس وهي تضع وجهها بين يديها
" مثلما قلت لك .... لقد هددني بالفعل ..."
صمتت يارا للحظات وهي واقفه مكانها ... عيناها علي مياس القلقه الحزينه ثم
قالت بعدها
" هو لا يهددك مياس ... هو يضمن قربك ... ياسين الآن علي وشك فعل أي شيء 
كي تكوني له ...."
هتفت مياس بغيظ
" وأنا لا أريده ...."
فأسرعت يارا بنبره قاطعه
" كاذبه ..."
هبت مياس واقفه تقول بخفوت غاضب
" يارا ...."
ولكن يارا قالت دون الوقوف عند نبرة الغضب والعتاب في صوت صديقتها
" هل يمكنك أن تخبريني كم شخص رفضت أن تقابليه حتي للزواج .... كم شخص
في لندن رفضت الاستماع له حتي .... حياتك المتوقفه تماما من الناحيه العاطفيه ..
مياس أنت تحبينه بقوه فلا تنكري .... الآن فكّري في خطوتك القادمه بعد موافقتك تلك..."
رفعت مياس حاجبيها بإرهاق شديد من التفكير ثم قالت
" أنا أشعر باستنفاذ كل قواي .... كلما أتذكر ما فعله معي أغتاظ أكثر وأندم علي اليوم
الذي أحببته فيه ..."
اقتربت منها يارا تربت علي كتفها وقالت
" لقد أحببته ولم يعد ينفع الندم .... الآن فكري كيف تنظمي خطواتك وكيف تحاربي من أجل
حياتك التي لن تكون بعيده عنه ... "
شردت مياس قليلا فسمعت يارا تسألها
" أنت أخبرتني من قبل أنه علي خلافات مع زوجته وعلي وشك الانفصال ..."
أومأت مياس فقالت يارا
" ربما يكون هذا صحيح ... تأكدي من ذلك الأمر .... لا تبني حياتك علي الاحتمالات ..."
تنفست مياس بعمق ثم أومأت وهي تتجه للفراش تستلقي بتعب وتقول
" أنا أشعر بتعب شديد .... سأنام يارا ...."
هزت يارا رأسها ووضعت عليها الغطاء وتركت الغرفه وخرجت 
.........................

ثاني يوم صباحا 

كانت ترتدي ثيابها باكرا للغايه وتجلس كالعسكري علي إحدي الأرائك تضم ذراعيها
وتزم شفتيها بغضب .... نار .... نار بدائيه تحرقها من الداخل 
كلما تتذكر استسلامها البائس له .... هي لا تعلم إن كان استسلام أو خوف ... أو مفاجأه
هي لا تعلم شيء .... رأسها سينفجر من الأفكار ... يا الله ... أحتاج الي أحد بجانبي في ذلك 
الوقت ... فكرت بمراره ما زالت تسيطر عليها وهي تتذكر صوته القاسي المجحف الآمر
" اذهبي لغرفتك فورا ..."
مجنون .... كانت تنقص حياتها مزيدا من البأس والألم حتي يأتي هو بكل قسوته وغروره
ويزيد الأمر .... حتي لم يقل شيء سوي ذلك ... لم يعتذر... لم يفهمها شيء... لم يشرح لها
هي تحتاج ... تحتاج لتفسير دقيق لما حدث .... هل ما شعرت به يومها عندما انزلقت يدها
رغما عنها ولامست صدره كان حقيقيا أم لا .... لقد شعرت بضخ دقاته ..دقه ..دقه .. 
إعصار انتشلها من الهدوء الذي سكن حياتها لعمر كامل وكأنه وضع إشعار 
لقد انتهي الهدوء....!!
ولكن وجهه المظلم بعدها .... أمره القاسي .... صوته الجهوري الذي يدب الخوف في أطرافها
ابتعاده بعدها وكأن ما حدث لم يحدث ..... لم تكد تراه من وقتها ... وكأنه يتجنب رؤيتها
هل هي وباء أم ماذا .....؟؟.... لماذا تَجَنبها كل هذا ... هي الغبيه فهي تشبثت به وفتحت
عينيها كالبلهاء الغبيه التي تتهجأ حروف الأبجديه 
كل هذا يغضبها بقوه .... يجعلها تشتعل حتي تكاد تختفي
زفرت بغضب أكبر وهي تركز نظرها علي نقطه أمامها الا أن التركيز ضاع تماما وهي تشعر
به ينزل الدرجات البسيطه بهيأته الضخمه 
وقفت باستعداد عدواني تعقد ذراعيها وتحيد بعينيها بغضب مكبوت 

ضيّق عينيه للحظه ينتظر منها قول صباح الخير ولكن الصمت هو من كان يخيّم علي المكان
زفر بحنق ثم قال مباشرة بهدوء يحمل بين طياته تحذير خفي
" صباح الخير يا ليله ... ماذا هناك ...؟؟..."
شمخت برأسها وأجابت بحده 
" أود الذهاب لمياس ..."
حتي لم ترد علي تحيته ... حسنا .... لها ذلك .... أمال جسده علي الدرابزين الأنيق من خلفه
وهو يمعّن النظر فيها ..... لحظه وأخري ثم قطّب جبينه بغضب 
وهدر بقوه
" ما هذا الذي ترتدينه ....؟؟...."
كانت ترتدي سروال أنيق بلون الثلج .... ضيق ... تعلوه تنوره قصيره للغايه ..تغطي فخذيها
سوداء وبلوزه حريريه بيضاء .. أنيقه مُحكمه ... كانت حلوه كالشوكولاه خاصة بضفيرتها الطويله
المستكينه علي كتفها بأناقة وتلك الخصله الطويله للغايه المنفلته قصدا عن ضفيرتها 
تلوّح له بين الفينه والأخري ... تلاعب رموشها السوداء الطويله بجاذبيه خاصه بها وحدها..
أجابت بفخر طفله تلاعب طرف ضفيرتها بأريحيه
" أرتدي ثيابي الجديده...حلوه ...؟؟..."
اقترب منها وصدره يغلي غضبا وشيء آخر وأعاد السؤال بقوه
" حلوه ...؟؟..."
زمت شفتيها بغضب ولم تقل شيء .... ماذا تتوقع منه يعني ... حقا مياس معها حق 
أن تلقبه بالثور 
أمرها بصوت أجش خافت صارم
" اصعدي غيّري ثيابك ... هيا ...."
ضربت الأرض بقدمها بعصبيه وهي تهتف عاقده ذراعيها بغضب
" أنا لن أغيّر ثيابي الجديده ..."
ضيّق عينيه بشر حقيقي واقترب منها أكثر .. يمسك ذقنها الصغير وصوته الخافت
الحاد يصلها بوضوح
" اصعدي يا ليله وغيّري ثيابك حتي أقلك .... لن تخرجي هكذا ...."
نفضت رأسها بقون من بين يديه .... كانت حاده .... غاضبه ... مستاءه للغايه منه
مما يفعل ... ومما فعله من قبل .. ثم ثيابها مغلقه تماما وليست ضيقه للغايه 
ماذا سيفعل هذا إن ارتدت البنطال دون شيء يستره ....!! ... زفرت بحنق ثم قالت 
" أنا لا أريدك تقلّني ... سأهاتف مياس تأتي وتقلّني ....."
هدر بقوه 
" ليــــــــــله ......"
ارتدت خطوه للخلف بخوف غريزي ثم بعد لحظه رفعت وجهها بشموخ وعيناها تبرقان بغضب
شهي ثم هتفت بحقد طفولي
" لا تصرخ فيّ هكذا ...."
ثم تابعت دون تفكير وهي ترتد خطوه أخري للخلف 
" ثم لا تقترب مني هكذا مره أخري ... هذا يعتبر تحرش ...."
فغر شفتيه للحظه يستوعب ما تقوله تلك المجنونه ثم صرخ بعنف
" مااااااااذا ؟؟؟؟...."
ولكن المجنونه ركضت للأعلي بخطوات واسعه وضفيرتها تقفز معها بجنون 
زفر بعصبيه وهو يرفع يده يمررها في شعره القصير بقوه حتي كاد يقتلعه
ماذا يقول لها تلك المجنونه الغبيه التي لا تعلم شيء أبدا .... للآن يتذكر وجهها المورّد
وعينيها المتسائله بعد تلك القبله العاصفه التي زلزلت كيانه هو .... لقد أوشك علي فقدان 
سيطرته .. هو حقا يخشي عليها قبل نفسه ... ربما يكون ما يشعره اتجاهها مجرد رغبه
فهو في النهايه رجل ...!
رفع رأسه يحرك رقبته بتعب .... لماذا يشعر أن وجودها هنا خاطئ... ويلوم نفسه ألف مره
علي الإتيان بتلك الخطوه ... وأيضا جده يحدّثه يوصّيه عليها ... والأكثر من ذلك 
أن والدته ستحضر غدا ... هو حقا قلق من تواجدهما سويا ... !
يا الله .... همس حمزه بعقل مشتت ورغما عنه ذهب عقله للعمل الكثير الذي ينتظره
وبينما عقله الشاغل دوما يفكر في كل شيء... شعر بها تسير بخطي حانقه
رفع عينيه ينظر لها ... ترتدي فستان عصري رقيق بلون أبيض وفوقه ستره جينز ساتره
وما زالت ضفيرتها تلوح في الآفاق ..
وضع يديه في جيوبه وتحدث بصرامه
" حللي ضفيرتك وارفعيها ...."
زمت شفتيها بغضب قوي للحظه ثم أجابته بنفاذ صبر
" لن أحللّها ... لقد تعبت في صنعها ..."
ابتلع ريقه بصعوبه ... يتخيل جداا كيف تعبت هي في صنعها .. فشعرها غجري ..طويل للغايه
يحتاج لمساعده خارجيه .
تمتم بصوت قوي محذر
" ليلــــــه......"
فجلست علي درجة السلم وهي تعقد ذراعيها كالطفله الغاضبه ثم هتفت بحرقه 
" لا أريد الذهاب ..... أخرج أنت ...."
لا يعلم لماذا شعر بقلبه يقفز بغرابه لأفعالها التي لا تطابق سنها أبدا .... كل أفعالها طفوليه
حتي غضبها ... شهيه للغايه وهي غاضبه .....كـــ..(غزل البنات..)
يليق بها للغايه .. طفولي ... محبب ... جميل مثلها
اقترب منها وقال برقه غريبه عليه 
" انهضي يا ليله ..حتي لا تتأخري ..."
ولكنها ظللت جالسه علي الدرج ... تعقد ذراعيها وعيناها تئن بالدموع ..ومملوءه
بالحيره ... فمد يده لذراعها يرفعها من جلستها الحزينه
وتقف أمامه فرفعت وجهها غريزيا له ... فرأي تلك الدموع الخفيفه المتوقفه عن الهبوط
وشفتيها تتحركان بهمس حائر
" أنا لا أفهم ..."
ابتلع ريقه بصعوبه وعقله يذهب به لأفكار خطره ... تلك الفتاه ستقتله في يوم ما 
تمتم بهدوء ظاهري
" ما الذي لا تفهمينه ...؟؟.."
هزت رأسها بعجز وخصلتها الشارده تهتز برقه معها وهمست
" ما يحدث ... لا أفهم شيء ..."
رفع يده ومرر إصبعه علي وجنتها برقه شديده فأغمضت عينيها تستشعر تلك المشاعر
التي لم تجربها يوما ورغما عنها عضّت شفتها فتركها سريعا وابتعد عنها يقول بتوتر
" هيا سأوصلك ... وسنكمل حديثنا فيما بعد ...."
توقفت للحظات تنظر له كان هو يتحاشي النظر لها ثم تقدمت بغضب مكبوت تخرج
من المنزل ..
في السياره .. كانت صامته تماما ... تنظر من نافذتها دون قول شيء .. صمت تام ....!
قطعه هو بنحنحه رجوليه أجشه وقال
" لماذا أنت صامته هكذا يا ليله ...؟؟.."
لم تجبه فورا بل صمتت قليلا وبعدها قالت بنبره مكتومه
" أمارس اليوغا ..."
لم تعلم ماذا حدث بعدها ... إذ أنها سمعت ضحكه قويه شبابيه من ذلك الثور الجامد
نظرت له من بين رموشها ... يبدو أوسم وهو يضحك ... رجولي للغايه 
ولكن علي ماذا يضحك هذا ...؟؟
محت ابتسامتها الصغيره الغبيه وسألته بعدوانيه
" علي ماذا تضحك إن شاء الله ....؟؟..."
كان اقترب من منزل الحاج رضوان فصفّ السياره في الجانب والتفت لها يقول من بين
ابتسامته المميزه
" من الذي أخبرك أن اليوغا تكون هكذا ...؟؟..."
لوت شفتيها بحنق ثم قالت من بين أسنانها
" أنا من أخبرت نفسي ... ألم تسمع عن التأمل ....!..."
ما زالت ابتسامته الخبيثه حاضره وهو يجيب باستمتاع
" التأمل وليس الصمت الحارق .... وجهك لم يكن يوحي للاسترخاء مطلقا ...."
تغضن وجهها بغضب لذيذ وهو يتفتح الباب وتهتف 
" أنا المخطأه أنني شاركتك فيما أفعل ...."
لم يجبها بشئ وهي تتركه متوجهه لداخل المنزل بخطوات حانقه ولكن ابتسامته واسعه
فهي تثير حواسه ..
عندما دخلت من البوابه الحديديه وجدت الحاجه زهره واقفه تتابع الموقف ويبدو أنها 
كانت تفعل شيء في الحديقه الصغيره فاقتربت منها بابتسامه حنين وسلّمت عليها قائله
" اشتقت اليك خالتي..."
احتضنتها الخاله زهره بحنان وهي تؤنبها قائله
" كل هذا يا فتاه لم تسألِ علينا .... أنا غاضبه منك حقا ..."
ثم نظرت في اتجاه حمزه وقالت
" هل هذا زوجك يا ليله ...؟؟..."
أومأت ليله بحرج لا تعلم سببه فتركتها الحاجه زهره وذهبت له ... فكان ما زال
يجلس في سيارته ... ألقت عليه السلام وطلبت منه الدخول ولكنه رفض بلباقه
وبعدها شغل سيارته وذهب بعدما ودّعها
كانت ليله تقف تنظر للحاجه زهره وهي عائده وسمعتها تسألها وهي تأخذها للداخل
" أخبريني يا فتاه كيف حالك معه ..؟؟..."
هزت ليله كتفها بلامبالاه وقالت 
" جيد ... هل مياس هنا ...؟؟.."
لم تجبها الحاجه زهره وهي تقطب جبينها وتردد بتساؤل
" جيد....؟؟....."
فهزت ليله رأسها ببديهيه .... وسألتها الحاجه زهره بنبره متواريه
" هل حدث شيء بينكما يا فتاه ....؟؟..."
فتعقد ليله حاجبيها ببراءه شديده وتقول بخفوت حائر
" أي شيء....؟؟..."
فتمصمص الحاجه زهره شفتيها وتتمتم باستياء 
" وكيف يحدث وأنت بلهاء هكذا ... اللهم صبرني يا رب ... تعالي يا فتاه معي
أنت تحتاجين لدروس تأهيليه ...."
سارت معها ليله مقطبه الجبين وهي تعاود سؤالها مره أخري 
" هل مياس هنا ...؟؟..."
فأجابتها الحاجه زهره بنبره مهتمه
" نعم في غرفتها ... تقول أنها ستذهب للعمل بعد ساعه ...."

قبل ذلك بوقت

خرجت من عملها بإرهاق شديد فقد كان هناك اجتماع لمناقشة التصاميم والانتهاء من النتيجه
النهائيه لها .... هذا يوافق وهذا يرفض حتي تعبت هي ....!
واستأذنت باكرا لباقي اليوم .... فهي تشعر بصداع غير عادي 
زفرت بتعب وهي تقف تبحث بعينيها عن سياره توصلها لبيت مياس .... ربما حان الوقت 
لذهابها مع أكرم فقد باتت تشعر بالحرج من مكوثها معهم رغم كرمهم الزائد معها 
الا أنها تحتاج لبعض الخصوصيه والإحساس بالراحه 
رائحته وصلتها قبله .... تلك الرائحه العميقه البرّيه التي لا تصنّف لشيء محدد سوي
بالجموح ... فأكرم حقا مثال للجموح في كل شيء
دقات قلبها زادت رغما عنها .... كيف علم هذا بموعد خروجها ... أحيانا حقا لا تفهم عقله
التفتت بغته وتحدّثت بحده
" كيف علمت بموعد خروجي من العمل ....؟؟"
وضع أكرم يد في جيبه والأخري حره وابتسامه عابثه تزين شفتيه الرفيعتين
وهو يجيبها بغمزه وقحه
" الناس تقول مرحبا أولا ..."
تبرمت يارا بحنق غير حقيقي وهي تبعد عينيها عنه ... عن طلّته المميزه وأناقته 
الخاصه به .... وانصهار الفضه ... ذلك البريق الذي يشع من عينيه.. خاصة تلك الأيام
لم يكن هذا البريق موجود أول ما تعرّفت عليه .... أو ربما هي لم تكن تري جيدا...!
همست بهدوء
" ماذا تريد يا أكرم ...؟؟...."
هز كتفيه ببساطه وهو يجيبها بنبره مقصوده
" جئت أوصّل خطيبتي ..."
رغما عنها ابتسمت داخلها .... دوما لدي أكرم طريقه مميزه تدخل القلب بدون استئذان
تنحنحت وقالت بجديه
" شكرا لك ... لا أحتاج لتلك التوصيله .... ربما أسير قليلا أستنشق بعض الهواء
قبل عودتي ..."
اقترب منها أكثر وهو يضيّق عينيه قائلا
" أنا لا أقبل أن تسير زوجتي أمام الناس ببنطال كهذا .... كيف خرجت به صباحا..."
زمّت شفتيها بحنق رغم أنها تدرك أن بنطالها ضيّق حقا .... بلون أزرق فاتح مغري 
الا أنها لم تهتم وهي ترتديه .... ربما لأنها اعتادت علي عدم الاهتمام بالأمر في الخارج 
أما هنا فيحتاج للاهتمام والتركيز ولكنّها الآن لن تريح ذلك الرجل البوهيمي الوسيم
هذا.... بما توصّل عقلها له .....!
تمتمت بصوت ملتوي 
" تذكر جيدا أنها خطبه وقد لا أتممّها للنهايه ...."
زفر بحنق وغضب حقيقي ثم همس بخفوت قوي
" يارا لا تكوني قاسيه هكذا ...."
ابتسامه صغيره ساخره لاحت علي شفتيها وهي تهمس له بعدما نظرت لرماد عينيه العميق
" شيء نذير من قسوتك سيد أكرم...."
غامت عيناه في عينيها للحظات .... ثم رغما عنه تحوّلت لشفيتها 
ربما لو قبّلها الآن تقلل قسوتها تلك .... تخفف من حدتها الجديده التي تتعبه ... ربما هي لا 
تدرك هذا الا أنه يتعب فعلا من قسوتها .... يشعر بأنه أضاعها حقا ...!
تمتمت وهي تدير وجهها بعيدا عنه قاطعه تأملاته
" هيا .... لقد وافقت علي التوصيله...."

بعدما ركبت وهو بدأ تشغيل السياره قالت دون مواربه
" لقد أردت الذهاب لخالتي وعرضت عليّ مياس توصيلي الا أنني رفضت ..."
ثم تابعت وهي توجه نظرها لجانب وجهه الذي ينظر للطريق
" أردتك أنت توصلني..."
استدار فجأه لها يسألها بلهفه حقيقيه
" حقا يارا ...."
أومأت بابتسامه صغيره فسمعته يسألها بذات اللهفه
" هل ستأتي ترين البيت .... لقد أجّلت الأمر كثيرا ..."
فأجابته بخفوت ناعم 
" نعم ... سآتي ... سنرتب الأمور فيما بعد ...."
فقال أكرم بصوت مبحوح
" هل ستأخذي عمر في تلك الزياره ...؟؟..."
نظرت له للحظه .... تود الوصول لعمق السؤال الا أنه كان مغلق تمام ولم تصل لشيء
فأجابته بهدوء
" نعم ..."
قال أكرم بابتسامه شقيه
" أود التعرف عليه عن قرب حقا ..."
شعور صغير بالراحه انتابها .... لا تعلم لما ... ولكنها الآن فرحه بذلك الشعور الصغير

وأكملت معه الطريق تتحدث في أشياء مختلفه وهو يتحدث عن أمور كثيره دون ترتيب
ولكنها بالنسبه لها كانت حيويه مهمه للغايه .... فقد كانت نقطه من بداية السطر....!
.............................

دخلت البيت وتوجهت لغرفة مياس فورا بعدما سلّمت علي الخاله زهره وقبّلت عمر معها
ستغير ثيابها وتذهب لها مره أخري
فتحت الباب فجأه دون طرقه .... فشعرت بالحرج من وجود فتاه أخري مع مياس
فتوقفت بابتسامه خجله قليله وقالت
" آسفه ... لم أكن أعلم أن مياس معها أحد ...."
أشارت لها مياس بالدخول وهي تقول
" تعالي يارا كي أعرفك علي ليله ..."
وقفت ليله بوجه مورّد وابتسامه حرجه تسلّم علي يارا التي سلّمت عليها وجلست
بجوار مياس علي الفراش مقابل ليله 
فقالت مياس بوضوح
" ها ... أخبريني بالأمر بدل فركك لأصابعك هكذا .... حقا أنا لا أفهم ...."
طرفت عينا ليله في اتجاه يارا في حرج واضح فكادت يارا تهم بالوقوف الا أن مياس قالت
بأريحيه ...
" لا تقومي يارا ..... ليله ... يارا ليست غريبه .... وقد تفيدك أكثر مني ..."
توترت ليله في جلستها وتورّد وجهها أكثر وفركت يديها وهي تقول
" اممممم ... أنا ... أنا لا أفهم شعوري .... فعندما قبّلني .أنا....."
قاطعتها مياس هاتفه بحماس
" لحظه واحده ... تقولي قبّلك...."
أومأت ليله وهي تطرق بوجهها أرضا في خجل فسألتها مياس بابتسامه ملتويه
" امممم اشرحي لي شعورك بالظبط وأنا سأريحك ...."
ثم نظرت ليارا التي كانت تتابع باهتمام 
فقالت ليله بتوتر وخجل
" ... شعرت بدقات غريبه تتزايد ... وارتعاشه لا أعلم سببها ... وأنني تائهه لا أعلم
ماذا يحدث لي .... وشعرت أيضا بالغيظ لأنه عاملني بجمود بعدها ...."
ضحكت مياس ضحكه صغيره وقالت
" أهلا بك عزيزتي في ركب البؤساء ...."
ثم تابعت وهي تري الحيره علي وجه ليله
" أنا سأتركك مع يارا فهي ستشرح لك الأمر من الألف الي الياء ومعه علامات الترقيم....
أما أنا فسأذهب للعمل الآن ....الذي تأخرت عليه للغايه ..."
ثم غمزت ليارا بمشاكسه 
فتنهدت يارا وابتسمت بمشاغبه وهي تتوجه باهتمامها الكللي لليله التي تنظر لها بارتياب حقيقي
مضحك 

عندما خرجت مياس لعملها بحنق داخلي وخرجت من الشارع المتواجد به منزلها تبحث عن 
سيارة أجره في الشارع الرئيسي تفاجأت بآخر شخص تود رؤيته الآن....!


Continue Reading

You'll Also Like

54.2K 1.6K 29
"عندما يأخذ منّا الماضي كل ما نملك ليحول ذكريات الطفولة لعبارة عن أحقاد ودماء ، تتدخل عندها نسمات الحب البريئة لتخترق قلوبنا الساكنة والجامدة منذ وقت...
801K 23.9K 39
لقد كان بينهما إتفاق ، مجرد زواج على ورق و لهما حرية فعل ما يريدان ، و هو ما لم يتوانى في تنفيذه ، عاهرات متى أراد .. حفلات صاخبة ... سمعة سيئة و قلة...
965K 23.4K 40
المتقدمه:- "بعض القصص تُدفن من قبل أن تحيا ،كانت تؤمن بتلك المقوله التي نشبت بواسطه قلمها ،لكن هل من الممكن أن تسلب معاها الروح وتدفن بجانبها ،أم أنه...
5.1M 151K 103
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣