الفصل السادس عشر

31.8K 552 9
                                    

خرجت سناء من غرفة المكتب بسرعه شبه راكضه تحضر حقيبتها ... فمنذ
لحظات عندما خرج لها السيد ياسين بوجه شاحب لم تره من قبل وتوتر شديد وهو يخبرها أن 
تحضر طبيب المؤسسه لأن الآنسه مياس وقعت مغشيا عليها .. هبّت واقفه فورا وولجت داخل
الغرفه كي تراها محبذه عدم إخبار أحد فقد يكون مجرد إرهاق ولكن لو علم أحد من الموظفين
سيتداولونه كما تشتهي عقولهم ....!
وعندما وجدت الفتاه فاقده للوعي طلبت منه أن يخرج حتي تتعامل معها هي الا أنه بعقل تيس
رفض بصرامه قاطعه
" لن أخرج ... تصرفي وأنا موجود ..."
ومررت الموقف حتي تنقذ الفتاه التي دخلت الغرفه بحيويه ووجه مورد والآن بعدما رأتها لا تمت لتك بصله....!
دخلت الغرفه حامله حقيبتها واقتربت من مياس وياسين الذي يقف بالقرب منها يشد شعره بقلق 
شديد... فأسرعت تفتح حقيبتها تخرج زجاجة عطر ورشت علي يدها وقرّبتها من أنف مياس ..
كانت الفتاه مستلقيه علي الأريكه الجلديه الفخمه بلا حول ولا قوه فاقده الوعي وشاحبه 
كالأموات ... خمنت سناء أن السيد ياسين هو من حملها ووضعها علي الأريكه ..
شعرت بجفني مياس يتحركان بثقل فرفعت نفسها سريعا تضع وسادتين خاصتين بالأريكه فوق 
بعضهما ثم وضعتهما تحت ساقيها ترفعمها بدرجه عاليه عن رأسها ...
كانت مياس تفتح عينيها بتعب وشيء يحوم في عقلها كمثقاب حاد وارتخاء شديد في أطرافها
الا أنّها حاولت الحركه فسمعت صوت قوي أجش ..صارم
"لا تتحركي ..."
أغمضت عينيها بتعب ... تعب شديد ... ماذا حدث ليحدث لها هذا ...؟؟... هي لم تفقد الوعي
من قبل أبدا ... حتي في أصعب المواقف لم يحدث لها هذا ... بل دوما كانت شجاعه ..
صدرها يعلو ويهبط بتناغم شديد وعقلها يبدأ يستوعب ببطء شديد ... شديد للغايه ماحدث
لقد هزمها ...!!
قلبها هزمها حتي ما عادت تقدر علي التطلع في وجهه ... ذلك الخائن لحبها .. ذلك المتبجح
بحقه فيها وأنه سيفعل أي شيء للحصول عليها ... ولقد فعل ... ذبح قلبها بسكين بارد 
وتناثرت مشاعرها علي أرض جرداء واختفت تماما 
عضت شفتيها بقوه تمنع تدفق دموع الألم من عينيها وهي تسمع صوت سناء القلق
" هل أنت بخير يا مياس ...؟؟..."
أومأت برأسها وهي تفكر أن السيده سناء تخلت عن عمليتها وجمودها اليوم
حقا انه يوم المعجزات ...!!
وسمعت ذات الصوت الصارم الفاقد للباقه يقول
" اتركينا وحدنا سناء ...."
مرّت لحظات قبل خروج سناء وكأنها كانت تزجره موبخه في صمت ..بينما هو كان منشغل
بتلك الجميله الشاحبه الساكنه بصمت علي أريكته ...
أخذ نفس عميق بصمت دون قول شيء ... ينتظر فقط أن تكون بخير ... تلك العنيده 
يا الهي كم عنيده ...!
مرت عدة دقائق في صمت قاتل ... هي ما زالت مستلقيه تحاول جمع قوتها محتفظه بكل 
مشاعرها لنفسها ... ونفسها فقط ...
أما هو فكان متكئ علي طرف مكتبه ينظر لها ورغما عنه كانت عيناه تنساب لساقيها 
الظاهرتين من تنورة فستانها 
ساقيها البيضاوتان بجمالهما الأخاذ .... تنحنح وهو ... ينفّض رأسه بقوه من أفكاره حتي لا تلحظ تلك المغمضه
عينيها مسار نظراته فتنقض ناشبه أظافرها في وجهه .... وهو يعلم .. أنها بكل الأحوال 
ستقطّع وجهه ولكن ليس بيده شيء آخر ... هو يعلمها أكثر من نفسها .. يعلم أنها عندما
تحب وتثق لن يستطيع أحدهم ردعها عن مشاعرها الفياضه كما حدث منذ سنوات
عندما حاوطته بمشاعرها المراهقه البريئه دون رادع .... ويعلم
أيضا أنها عندما تغضب وتفقد الثقه لن يجعلها شيء تتراجع حتي ولو كان حبها الذي تخفيه
بشق الأنفس حتي عن نفسها ....!
لم يكن بيده سوي ما فعل علي رغم نسيانه تماما لتلك الورقه الا أنها سقطت في يده
وهو يبحث عن أوراق ملكيه هامه كان يضعها في خزنته المغلقه برقم سري
ولحظتها ومض عقله .... هو الآن ليس واثق تماما بصحة ما فعله .. ولكن خبرته تشعره
أن هذا هو الحل الوحيد حتي لو كان الطريق لقلبها وثقتها سيغدو طويل..
شعر بها تنهض معتدله وتشد تنورتها تغطي ساقيها دون أن ترفع وجهها باتجاهه
وتجلس بتشنج علي الأريكه وما زال وجهها مطرق لأسفل وشعرها الأحمر القاتم بتعرجاته
الخفيفه يغطي جانب وجهها فقد انفك من عقدته القويه ..
يداها تقبضان علي جانبي الأريكه بقوه شديده .... قوه خشي علي يديها منها ..
وللحظه كان سيقطع الصمت الا أن منظرها دبّ القلق داخله .. بينما هي كانت في حالة
صمت غريبه .... لا حرف ... لا كلمه ...!!
ولكن عقلها الذي عاد للعمل بجنون هو ما يجبرها علي هذا السكون ... كيف كانت غبيه
لتلك الدرجه ...؟؟... هل يعمينا الحب عما حولنا ....؟؟
لقد أثبت لها بالبرهان أنها كانت بلهاء .. مجنونه ... والآن لم يعد لجنون الحب مكان 
بل لم يعد للحب نفسه مكان ..
هل يستحق الحاج رضوان تلك الفضيحه .... الرجل الذي رباها وأحبها هي وأختيها وكن عنده
كالكنز الثمين .... أو والدتها .... زهره التي تنام وتصحو علي فرحتها بهن ..
وجيهان وهديل .... يا الله ... لا أحد منهم جميعا يستحق تلك الفضيحه التي تعتبر في عالمها
هي نقطه سوداء ليس منها مفر ... نقطه ستتم معايرة أي أحد من عائلتها بها ...!!
ابتلعت ريقها بصعوبها ويداها تقبض علي الجلد بشده ثم رفعت عينيها بغته فخطفت قلبه 
بزبرجدها النابض ... يا الله ما أجملها وما أجمل عنفوانها ... ما أجمل عقلها العنيد

سلسلة قلوب شائكة /الحزء الاول(متاهات بين أروقة العشق) Where stories live. Discover now