الفصل الرابع عشر

30.5K 538 12
                                    

نظر لها حمزه للحظات ... ضفيرتها المستريحه علي كتفها وتلك الزهرات الورديه
الصغيره المتفرقه علي طول ضفيرتها ... كنزه صفراء باهته علي سروال جينز
ضيق... ألم يكن يكره اللون الأصفر ...؟؟.. لماذا الآن بدي رقيق ..جذاب
ابتلع ريقه بصعوبه وهو يري نحولها .... نعم هي نحيله ولكنها أنثويه وهذا ما اكتشفه
أمس .... يا الله ... ركز يا حمزه ... ركز .....!
" صباح الخير ...."

عضت ليله شفتها وهي تبتسم بخجل وتجيب برقه
" صباح النور...."
منذ ليلة أمس وهي تشعر بالخجل .... الخجل الشديد بما فعلته ... وانهيارها 
الفجائي ... وبكاءها الشديد ... لقد أصبحت حساسه بدرجه مخيفه ... كل شيء تعتبره
يصيب كرامتها ... وأي نظره تأخذها علي مشاعرها وتعتبرها امتهان
ولكن رغم عصبيته عليها أمس ... الا أنها اكتشفت أن بداخله رقه ... هو حتي لا يعلمها
اكتشفت أنه حنون للغايه رغم إنكاره للأمر 
كان حمزه يتوجه للدرجات البسيطه يتوجه لغرفته الا أن مناداتها وقّفته
"حمزه ...."
وقف وهو يغمض عينيه للحظه الا أنه استغفر ربه في سره ثم نظر لها وهو يقول
بهدوء
"نعم ..."
وقفت علي مهل تضع الطبق الضخم علي الطاوله أمام التلفاز فتأجحت ضفيرتها
السوداء الطويله وشعر بتأرجح شيء بداخله مع حركتها دون أن يدري ما هو 
سارت باتجاهه وما زالت الابتسامه البلهاء تزين وجهها
همست برقه وهي تتلاعب بأطراف ضفيرتها وعيني حمزه الداكنه تتعلق بأطراف
أناملها النحيفه الصغيره 
" أنا ... أنا ... أقصد أمس ....اممم....."
قاطعها حمزه بخشونه رغما عنه
" ليس مهم ليله ... أنا ..احممم ... أنا جعلتك تبكي ... وأنا حقا لم أقصد هذا ..."
ازدادت ابتسامتها وهي تقترب منه وتقول ببشاشه
" امممم... أنا لست غاضبه منك وأنت أيضا لست غاضب مني ... فإذا تصافينا ..."
لم يملك أمام ابتسامتها المشرقه ورقتها الزائده الا أن يبتلع ريقه ويبتسم ابتسامه صغيره
صغيره للغايه الا أنها كانت كفيله لها ... وهي .. بما أنها لم تره يبتسم من قبل
أبدا .. فكانت هذه الابتسامه كغيث من السماء .... !
فازدادت الابتسامه أكثر وأكثر وهي تمسك يده الكبيره عنوه ولم تلحظ إفالته
منها وتابعت دون إدراك
" إذا سأريك ما فعلته بغرفتي ...."
وأخذت يده وهي تقفز علي أول درجه بانتعاش وتتمتم وهو وراءها 
" لقد حاولت جرّ الأشياء .... وبدأت أطلي فيها ... فأنا استيقظت باكرا وظللت
أعمل فيها .... ولكن لم أتمكن من إكمال شيء ...."
رفع حمزه حاجبيه وهو يصل معها أمام الغرفه وقال بتعجب
" أنت فعلت هذا وحدك .....؟؟...."
أومأت برأسها ومطت شفتيها بأسف وهمست
" ولكن لم أستطع الإكمال ..."
دخل حمزه الغرفه فوجد فعلا كل شيء في غير مكانه .. وقد جرّت الأشياء
من مكانها والبساط مرفوع ورائحة الغرفه أصبحت بلون الدهان القوي 
فنظر لها ووجدها تنظر بتقييم للغرفه وكأن عقلها الصغير هذا يفكر في مصيبه
جديده .... ظل ينظر لها للحظات وهي غافله تمام عنه ثم نظرت له 
ولمعة عينيها تزداد وتمتمت بشيء الا أنه لم يلحظ وهو ينظر لملامح وجهها
لقد تورد عن الأول وأصبح اللون الأحمر يسري فيه بعدما كان شاحب ... الهالات السوداء
خفّت قليلا مما جعل عينيها تتفتح كورده صغيره منعشه
شفتيها رفيعتين رقيقتين للغايه ليستا مكتنزتين .... ربما سيكون هذا غير جميل .. الا أنها
لائقه عليها تماما وأنفها طويل قليلا ناسب وجهها البيضاوي 
لم تكن باهرة الجمال الا أنها تملك شيء خاص بها وحدها .... شيء متفرد برقه ممزوجه
بحزن ناعم .... يتمثل في كحل عينيها الطبيعي 
انتبه لصوتها الخجول وهي تهمس
"حمزه ...."
انتبه لها ... فوجد وجهها توّرد أكثر وهي تقول بخفوت حرج 
" أنا ...أنا أحدثك منذ وقت وأنت ... أنت لا تجيبني ...."
تنحنح حمزه بخشونه وهو يدير وجهه في المكان وأجابها
" ماذا كنت تقولين ....؟؟..."
بللت شفتيها بعفويه وهي تهمس
" أنا ... أنا كنت أخبرك عن باقي المكان ... أريد أن أطليه ولكن لا أستطيع
فكنت أقترح أنه يمكنك أن تحملني وأنا أطلي ....."
هتف حمزه فيها بخشونه مستنكره
" ماذا ...؟؟.."
ارتدت خطوه للوراء بخوف بديهي الا أن نيتها الحسنه سبغت علي كل شيء 
وهي تقول
" ماذا ... هل أخطأت في شيء ....؟؟..."
تنفس حمزه بخشونه وهو ينظر لها ... وجهها المفزوع الذي ينتظر تفسيره بكل 
بديهيه .... ستقتله .... براءتها تلك ستقتله في يوم ما ...!
تنحنح بغلظه وهتف
" لا ... لا يمكن هذا ...."
قطبت جبينها وهي تنظر لنفسها بتمعن ثم نقلت النظر له وهمست بعفويه
"هل أنا ثقيله الي تلك الدرجه ...؟؟..."
ماذا يخبر تلك المجنونه ....؟؟؟.... أم ماذا فعل في حياته حتي تكون أمامه الآن
تتعب قلبه وتشوش عقله
تمتم 
" لا يا ليله .... ولكن أنا من سيكملها وحدي .... "
تمردت بطفوليه 
" ولكن أنا أريد مساعدتك ....."
تنهد حمزه ورغبه داخله تزيد بترك المكان كله لها .... الا أنها وضعته أمام الأمر الواقع
فالغرفه كل شيء فيها مبعثر ورائحتها صعبه ... لن تتمكن من المكوث فيها الا بعد انتهائها
" ليله ... لن أحتاج مساعدتك .... ولكن يمكنك صنع شيء يؤكل ... فأنا لم آكل شيء اليوم..."
ابتسمت بانشراح وهي تومئ برأسها وتقفز هاتفه 
" حالا ... سأصنع لك فطار متأخر..."
مجددا حرف الراء ... مجددا ....!!
وتركته وركضت خارج الغرفه بحماس بينما هو يتجه لغرفته يبدل تلك الثياب
فسيبدأ العمل وهمسه غاضبه
"تبا لك ولحرف الراء في آن واحد ...."
.......................

سلسلة قلوب شائكة /الحزء الاول(متاهات بين أروقة العشق) Where stories live. Discover now