الفصل الاول

52.2K 649 11
                                    

في منزل الحاج رضوان
الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر
أشهد أن لا اله الا الله
أشهد أن لا اله الا الله
أشهد أن محمد رسول الله
أشهد أن محمد رسول الله 
حي علي الصلاه
حي علي الصلاه
حي علي الفلاح
حي علي الفلاح
الصلاة خير من النوم
الصلاة خير من النوم
الله أكبر... الله أكبر
لا اله الا الله

صدح صوت المؤذن من مسجد الحي كي ينبه الناس لانبلاجة فجر جديد ويسدل الستار علي 
ظلام الليل البهيم .... كان صوت يسكن القلوب ويرفرف علي الأذان بعذوبه تفوق الوصف .... 
نبراته الشجيه تأسر القلب وتوقظه من أجمل نوم كي يلبي بقلب نابض بالعشق الرباني ..... 
حتي إن غفت العين فالقلب يلبي بلهفة مشتاق.....
فهل هناك أجمل من التلبيه طواعيه مغلفه براحة تمتد للجذور...!!!

قام الحاج رضوان من فراشه وهو يتمتم بذكر الله وتليه زوجته الحاجه زهره بخطوات 
مسبقه كي تطرق أبواب غرف البنات كي يستيقظوا للصلاه .....
طرقت الباب الأول وهي تهتف بنعاس لم يزل بعد من أجفانها
"استيقظي يا مياس وأيقظي ليله للصلاه...."
لم تسمع صوت فأعادت الطرق مره أخري وصوتها يعلو شيئا فشيئا جعل مياس
تنتفض في نومها وهي تقول بصوت غلبه النعاس
" نعم أمي ..... استيقظت ...أنا استيقظت ...."
تركتها الحاجه زهره وتوجهت للغرفه الأخري فطرقت عليها بقوه أكبر وهي تهتف
"هديل ...جيهان ....الصلاه..."
لم تسمع رد كما توقعت فطرقت عدة مرات وهي تعيد هتافها حتي جاءها صوت هديل 
الممتعض من الداخل .....
" يكفي أمي استيقظنا ......"
ثم تابعت بخفوت متغاظ 
"يا الهي ...ألا يستطيع الشخص النوم في هذا المنزل ...؟؟
تصلحين يا أمي لإيقاظ جنود الجيش بدل الأجراس المستعمله وسيكونون
ممتنين لذلك....."
"لقد سمعتك....."
هتفت أمها من الخارج فقفزت هديل من الفراش وهي تشعر أنها أصبحت في ورطه....!!
اعتدلت مياس في فراشها وهي تتمطي بكسل وتتثاءب بإرهاق ...وكيف لا ....وقد كانت ليلتها 
أرق في أرق ...... كان الكابوس المعتاد للِيله ..... ولكنه يبدو أنه كان قويا الليله 
لا تعلم ماذا رأت ولكن وجهها المبلل بدموعها وتمتمتها المختنقه جعلتها توقن أنها رأت 
شيئا بشع ...!!
ففي كل يوم منذ أتت لها تستيقظ كل ليله إثر كابوس .... بصرخه متألمه
ففي الأيام الأولي لها كانت 
دوما تستمع لنشيجها كل ليله ... تبدأ بأصوات خافته ...هادئه كالتنفس السريع
ثم تزداد شيئا فشيئا الي أن تكتم فمها بيدها فتصبح شهقات متقطعه..... ثم تدخل في النوم من
كثرة التعب وبعد مده ليست بالقصيره تبدأ في الهذيان بكلمات عده مصطحبه بأنين موجع
لا تفهم منها مياس شيئا ...الا أنها كلمات مغلفه بالخوف..!!
ثم تقوم مفزوعه من النوم تتصبب عرقا .... منامتها مبلله وملتصقه علي جسدها الذي
نقص وزنه منذ أن أتت لها .... عيونها متوسعه بخوف شديد وجسدها بكامله يرتعش بقوه
كانت تخشي عليها مياس جداا .... فارتعاشها قوي ونبضها يكون متسارع كمن في سباق..!!
ولكنها في الآونه الأخيره أصبحت أهدأ .... تنفرد بنفسها أحيانا .... عيونها تنتفخ أحيانا
من أثر البكاء ولكنها علي الأقل في النهار تندمج معهم ...
هديل دوما تحاول جعلها تنغمس معهم في الحوار والحياه .... وليله بالفعل بدأت تشارك
بأشياء كثيره ... تبتسم وأحيانا تضحك من قلبها علي تصرفات هديل ورقة جيهان وسخرية 
مياس ولكنها عندما تذهب للنوم ببال هادئ ...تأتيها كوابيسها المفزعه...!
تعلم جيدا أنها لها مخاوفها وأن الأمر ليس بالهين ولكن اذا استمرت علي ذلك الحال فسيكون
موت بطيء ليس منه فرار ..... فهي تستنزف قواها في البكاء علي اللبن المسكوب ....!!
اقتربت من سريرها ثم جلست بهدوء وهي توقظها 
"ليله ....ليله .... اسيقظي .... لقد أذن الفجر وأبي في الخارج ينتظرنا 
حتي يصللي بنا ...."
فتحت ليله عينيها الذابلتين بهدوء .... لقد فقدا بريقهما .... يحيط بهما السواد واحمرار الأجفان
لا يعطي للمخيله فرصه ..... فتبدو كمن يعيش أيامه في البكاء والنواح المستمر 
دعكت عينيها بقوه حتي كادت تقتلعهما من مكانهما وهي تنهض بتعب وتهمس بصوت خجول
"آسفه مياس ... كل ليله أتعبك معي بسبب كوابيسي .... ولكن صدقيني لا أستطيع
التحكم في نفسي...."
لكزتها مياس في كتفها وهي تقول بعبث نائم
" لا تقولي ذلك يا بنت ..... أنت أختي الثالثه .... علي الرغم أنك في مل عمري
الا أنني أشعر وكأنك أختي الصغيره التي تحتاج حمايتي....."
كانت حقيقه فكانت مياس دوما تشعر أن ليله مسؤوله منها ..... كصغيره تتشبث بها 
تخرج للعالم من خلالها....!
تكلمت مياس وهي تقف 
"هيا بنا ... قبل أن ترسل أمي فرقه للبحث عنا ..."
ابتسمت ليله ابتسامه مجهده وهي تتقدم مياس كي تتوضأ للصلاه ....

سلسلة قلوب شائكة /الحزء الاول(متاهات بين أروقة العشق) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن