ليلة مع العدو

By 3Handa99

86.6K 1.4K 43

ليلة مع العدوّ لبيني جوردان الملخص عندما آوى رجل الأعمال ليو جفرسون الى سريره بعد يوم عمل متعب . وجد مفاجأة... More

1
2
3
4
5
6
7
9

8

7.7K 124 1
By 3Handa99



8- كلمة تجرح .. وكلمة تداوى !

كانت جودي تسمع همهمة متحمسة تدور بين مجموعة من الاباء والامهات قرب بوابة المدرسة . نظرت اليهم بحيرة ، يوم الاثنين كانت العادة ان يتم تسليم الاباء العمل لبعضهم البعض بهدوء . لكن المزاج هذا الصباح كان متفائلا جدا بعكس مزاجها وهى تقف ، عندما سمعت من يناديها باسمها من امهات التلامذة : هل سمعت الاخبار ؟ اليس هذا رائعا ؟ لم اكد اصدق عندما عاد جون صباح السبت وقال لى ان ليو جفرسن اعلن انه سيبقى المصنع مفتوحا 0

حدقت جودي اليها 0

هل فعل هذا ؟ لكنه اخبرها ... وقبل ان تتمكن من التفكير بوضوح ، اشتركت معهما فى الحديث ام اخرى ضحكت بحرارة وهى تهنئ جودي على دورها فى المظاهرة عند المصنع : لقد دهشنا جميعا وتاثرنا بالطريقة التى تحدث بها ليو جفرسن عنك للمخفر ، واخبرهم بانه لاينوى ابدا ان يجعل الامور تتفاقم ، ثم علمنا انه ينوى ابقاء المصنع مفتوحا . لقد غير هذا راينا قيه جميعا 0

وابتسمت وهى ترمق جودي بنظرة لم تفهمها هذه ثم تتابع : وطبعا كنت تعلمين قبلنا جميعا ان هذا سيحدث 0

وابتدا وجه جودي يتوهج . بينما اخذت المرأتان تتاملانها بتسلية ، ما جعلها تدرك ، دون فكرة مسبقة ، لماذا لم تسمع الا الان فجاة ميرا فانشاو تهتف بحرارة : حسنا ، انا شخصيا اعتقد ان هذا من عدم اللياقة كليا . امرأة فى مركزها ... معلمة مدرسة . مديرة مدرسة ... تطلق لنفسها العنان فى علاقة من هذا النوع . لكننى يجب ان اقول اننى لست مندهشة ، تماما . فانا لم اوافق ابدا على بعض مناهجها فى التدريس 0

كانت ميرا تتحدث الى احدى الامهات وظهرها الى جودي . وعندما اقتربت جودي ، همست المرأة الاخرى لميرا شيئا بسرعة وقد توهج وجهها ارتباكا . ولكن يبدو ان ميرا لم تشاركها ارتباكها هذا فقد القت براسها الى الخلف وقالت بصوت اكثر ارتفاعا : حسنا ، تصرفها بهذا الشكل ... حيث تمضى الليل فى جناحه فى الفندق بشكل مكشوف ، ثم تحاول ان تقنعنا جميعا انها تمثل الفضائل جميعا !

شعرت جودي بالاشمئزاز وهى ترى الانتصار الحاقدة فى عينى المرأة الاخرى . لم تحبها ميرا قط ، وهى تعرف هذا ، وايضا على جودي ان تعترف بانها هى ايضا لا تحب ميرا 0

ذكرت نفسها ، وان تكن بغير حاجة الى من يذكرها ، بوضعها ومسؤولياتها بصفتها مديرة مدرسة . تنفست بعمق ثم تواجهت المرأة الاخرى : اظننى موضوع حديثكما ، وفى هذه الحالة ...

فقاطعتها ميرا بفظاظة : لن تستطيعى انكار ذلك فهذا لن ينفعك . ايلى ، موظفة الاستقبال فى الفندق التى راتك فى الفندق عند وصولك وعند مغادرتك فى الصباح التالى ، ايلى هذه هى ابنتى بالتعميد وقد عرفتك على الفور من صورتك فى الجريدة . لم تصدق ما قرات من انك اشتركت فى مظاهرة عند المصنع وهى تعلم انك امضيت الليل مع صاحبه



هبط قلب جودي . ما تسمعه اسوا مما توقعت ، ورات من وجوه النساء الاخريات انهن ذهلن جميعا مما سمعن 0

كيف تدافع عن نفسها ؟ واية ظروف مخففة يمكنها ان تذكرها للتوضيح ؟ وتملكتها الكابة وهى تدرك ان ليس هناك مما تقوله يمكن ان يحسن الوضع . وقول الحقيقة . يجعل الامور اسوا !

وتابعت ميرا تقول : هل تعلمين انه ، بالنسبة الى مركزى فى مجلس ادارة المدرسة ، سيكون متوجا على ان اذكر الشكوك التى اثارها سلوكك فى نفسى وكذلك صلاحيتك لتعليم اولادنا ؟

-انا لم ...

حاولت جودي ان تقاطعها لتدافع عن نفسها لكن ميرا هزمتها بقولها بصوت مرتفع : وفوق كل شئ ، قبض عليك البوليس . اعتقد انه ينبغى ابلاغ السلطة التعليمية بالامر ، والا سيتملكنى القلق على اخلاق ولدى التلميذ . لو كنت مكانك ...

وكانت تقول هذا مظهرة شعورا عميقا بالتقوى ما جعل بعض الامهات يحملقن فيها باعين مستديرة 0

تملك جودي الارتياح عندما قرع الجرس يدعو التلامذة الى صفوفهم ما منحها عذرا للهرب من معذبتها 0

ربما من معذبتها ، ولكن ليس من العذاب نفسه ... كما فكرت بعد نصف ساعة من وقوفها امام النافذة دون حراك 0

لقد رات النظرات ابتداء من الرثاء وانتهاء الى الفضول والنظرات الداعرة الكريهة ... وذلك من الامهات اللاتى كن يتابعن ردة فعلها ازاء فضح ميرا لاسرارها . كانت تعلم ان لدى ميرا السلطة لجعل الحياة صعبة امامها وامام اسرتها . من الطبيعى ان يهتم بقية اعضاء مجلس الادارة باستقامة وسلوك مديرة المدرسة . ورغم انه لم يكن من الممكن احالتها الى مجلس التأديب ، الا انها لم تكن تحب طبعا ان تكون على خلاف مع اعضاء مجلس الادارة او تحب ان يجلب طراز حياتها سمعة سيئة للمدرسة . اما بالنسبة لما قالته ميرا عن السلطة التعليمية ، فقد تشككت فى ان يكون مجرد تهديد ، لكن ضميرها لن يسمح لها بان تبقى فى المدرسة ضد رغبات اباء التلاميذ او فى وضع يشعرهم بانها غير مناسبة لتربية اولادهم 0

وهبط قلبها . اذا كان على هذا ان يحدث ... ! اذا اصبحت فى وضع تجد فيه ان من الاشرف لها ان تستقيل ، بعد كل ما قامت به ، وكل ما تحملته من مشقة ... ولكن بماذا تدافع عن نفسها ؟ وتملكتها الكآبة 0

ابتدا الصداع يتملكها 0

كلام ميرا محا كل شئ ما عدا شعورها عندما علمت انه بعكس ما اخبرها ، قرر عدم اغلاق المصنع . لماذا تركها تتهمه بهذا الشكل ؟

كان وقت الغداء تقريبا عندما علم ليو بما حدث لجودي . فقد انشغل مع محاسبيه معظم الصباح ، يراجعان نفقات التغيير الذى احدثه فى مصانعه التى اشتراها



ولكن كل ما كان يفكر فيه حقا فى الصباح ، ويقلق لاجله ، كان جودي والخصام الذى نشا بينهما امس . لماذا تركها تذمب بذلك الشكل ؟

كان لديه اجتماع فى المصنع ، وعندما وصل الى هناك ، اكتشف ان جيريمى دريسكول كان ينتظره ليراه 0

واجه ليو بغضب بالغ قائلا : اريد ان اخذ بعض الاوراق التى تركتها هنا . لكن اولئك المعتوهين الذين تركتهم للحراسة رفضوا السماح لى بدخول المخزن ، والله يعلم تعليمات من هذه 0

فقال ليو برصانه : تعليماتى 0

كانت هناك نسخة من الجريدة المحلية على المكتب ، وقطب ليو جبينه وهو يرى صورة جودي على الصفحة الاولى 0

ويبدو ان جيريمى راها هو ايضا ، فشخر ساخرا وهو يقول : الانسة الصغيرة الطيبة ! حسنا ، قريبا سيعرف حقيقتها كل انسان 0

راى ليو الحقد فى عينى جيريمى الزرقاوين ، فساله : ماذا تعنى ؟

فاجابه هذا ضاحكا : ماذا تظننى اعنى ؟ لقد راوها تغادر جناحك فى الفندق ، متسللة فى الصباح الباكر . قد يكون لهذا تاثير جيد عليك لكننى لا اظنه كذلك بالنسبة الى اباء التلاميذ عندما يعلمون . مديرتهم تتسلل الى جناح رجل فى فندق ولاتغادره حتى الصباح ... لن تدهشنى ان يطلبوا استقالتها 0

هبط قلب ليو وهو يصغى اليه . كان ، جيريمى بالغ الثقة بنفسه وهو يتباهى بهذا الشكل . يبدو ان هناك من راى جودي وهى تغادر جناحه فى الفندق 0

اخذ ذهن ليو يبحث بعنف وسرعة عن طريقة يدافع بها عنها . لم يكن هناك سوى شئ واحد يمكنه ان ينفع 0

سمر جيريمى بنظرة باردة ضجرة وقال لله بهدوء : آه ، لا اظن ذلك . وعلى كل حال ما هو الخطا فى ان يمضى خطيبان الليل معا ؟

نظر اليه جيريمى بحيرة ثم قال متحديا : خطيبان ؟ اذا كان الامر صحيحا لماذا لم يعرف به احد ؟

-لاننا اتفقنا على عدم اعلان ذلك حاليا ، وان كان هذا ليس من شانك او شان اى احد اخر . آه ، وبالمناسبة ، فهمت من المحاسبين فى المصنع ان مصلحة الضرائب اتصلت بهم بسبب التلاعب فى جهاز المحاسبة الذى كنت وضعته مكان الجهاز القديم الذى التهمته النيران ، بطبيعة الحال . وقد طمان المحاسبون لدى مصلحة الضرائب باننا مستعدون لاعطائهم كل العون الذى قد يحتاجونه 0

*****

نظرت جودي امامها على المكتب بتعاسة . هناك اجتماع لاهالى التلاميذ هذا المساء حيث المفروض فيها ان تتحدث عن خطط لزيارة نشاطات المناهج المدرسية المعدة للتلاميذ . وتملكتها رجفة 0

يمكنها ان تتصور مقدار الانتقاد والاستنكار اللذين سيواجهانها فى الاجتماع ، محدثه نفسها بانها تستحق ذلك

دخولها جناح ليو دون اذن منه ، وشربها الكحول حتى ثملت ، ثم النوم فى سريره ، وكان كل ذلك لم يكن كافيا ...

وقررت بتعاسة انها ليست اهلا لتكون معلمة ولا لتتسلم هذا المركز . كانت ميرا فانشاو على صواب وهى تنبهها الى ان اهل التلاميذ سياخذون عنها فكرة قاتمة للغاية لما فعلته 0

ياليت صورتها لم تظهر فى الجريدة ! لكن هذا ما حدث . واجفلت وهى تسمع نقرا خفيفا على بابها . احمر وجهها عندما اطلت هيلين ريدنغ ، اقدم المعلمات لديها ، اطلت براسها من الباب تسالها غير واثقة : هل انت بخير ؟ فقط ...

فقط ماذا ؟ اخذت جودي تتساءل بانكسار ... انها فقط سمعت بالاقاويل فهى تتساءل ان كانت صحيحة ... واذا كان كذلك ، ماذا يمكنها ، هى جودي ، ان تفعل ؟

وردت عليها : اسفة . انه دورى فى درس الرياضة ، اليس كذلك ؟

قالت متجنبة عينى المرأة ، عالمة جيدا ان غرضها من القدوم الى المكتب ليس تذكيرها بذلك 0

فهتفت هيلين : آه ، لكنك لم تتناولى غداءك . يمكننى ان انوب عنك فى هذا الدرس اذا شئت 0

وسكتت برهة ثم قالت بارتباك : ميرا فانشاو فى الملعب مع بعض الامهات ...

وعندما قطعت كلامها فجاة قالت جودي : لاباس يا هيلين . يمكننى ان اخمن ماذا يجرى . واظنك وبقية زميلاتك ، سمعتن الاقاويل ...

شعرت جودي بشجاعتها تفارقها . وقالت هيلين باهتمام حقيقى : لايبدو عليك انك بصحة جيدة . لماذا لا تذهبين الى بيتك ؟

وتساءلت جودي بمرارة ان كانت هيلين تعنى ان تذهب الى بيتها قبل ان يزداد وضعها ضعفا فلا تجد امامها سوى الذهاب الى بيتها ... نهائيا ؟

اجابت : كلا ، لا يمكننى ان افعل ذلك 0

وابتدات تشعر بالمرض . الاقاويل ، خصوصا هذا النوع من الاقاويل ينتشر كالنار فى الهشيم . متى تراها تصل الى مسامع اسرتها واصدقائها ؟ ابن عمها ؟ واسرته ؟

امها وابوها يستمتعان بتقاعدهما برحلة جول اميركا . لكنهما لن يغيبا طويلا بكل تاكيد ، ذلك انهما مزهوان بها وبكل ما انجزته للمدرسة . ولكنها ستخبرهما بالحقيقة وسيفهمان الامر ... ولكن ماذا عن الناس ؟ وعندما غادرت هيلين مكتبها واغلقت الباب خلفها ، تنهدت جودي مشمئزة من نفسها 0

هل ما تشعر به نحو ليو مجرد انجذاب ؟ ولكن الانجذاب لا يؤثر فى المشاعر كما تاثرت مشاعرها . الانجذاب لا يوقظ الشخص من احلامه فى الليل باكيا من الالم والخسارة لانه اكتشف حقيقة الشخص الذى يحبه 0

شعرت وكان جودي تلك تنتمى الى حياة اخرى ! كيف جعلت نفسها فى وضع كهذا ؟ كانت تسمع دوما ان الحب نوع من الجنون . الحب ! انها تدرك الان انها كانت على وشك ان تفقد سيطرتها على الواقع . لاسبيل الى ان تداوم على التفكير فى انها تحب ليو جفرسن ... لاسبيل الى ذلك !




نظر ليو الى ساعته . كان يحضر اجتماعا طوال بعد الظهر ، لكنه اصبح حرا اخيرا 0

كان واعيا تماما الى ان من الفطنة البالغة ان ينبه جودي الى خطبتهما ، ولكن بعد طريقة افتراقهما اخر مرة ، تملكه الشك فى ان الاتصال بها تليفونيا سينفع . لابد ان المدرسة الان اقفلت لهذا النهار لم يبق امامه سوى الذهاب الى بيتها فى القرية ليخبرها بما حدث ، راته عندما يتبدد الغضب العام ، يمكنهما ان يعلنا بهدوء انتهاء خطوبتهما . مجرد تذكره نظرة جيريمى دريسكول الداعرة وهو يخبره عن الاقاويل التى تتناول جودي ، كان يكفى ليشعر ليو بالاجرام وبان له الحق فى ان يحمى جودي بالطريقة التى يختارها هو ، وحتى الان رايه ان احسن ما يمكن عمله هو ان يضع خاتمه فى اصبع يدها اليسرى .... خاتم الزواج . كان ايطاليا حقا اكثر مما كان يدرك ، وكان يفكر فى ذلك عابسا وهو يتوجه الى سيارته 0

وهذا ذكره بان عليه ان يتصل باسرته تليفونيا . الزيجة التى وعد امه بها يجب ان تؤجل ... على الاقل حتى يطمئن الى ان جودي بخير 0

-فهمت انك ستحضرين الاجتماع هذا المساء 0

اجفلت جودي عندما تركت ميرا فرانشاو امهات التلاميذ المجتمعين قرب بوابة المدرسة لكى تواجهها : الان بعد ان حصلت على خطيب ثرى تهتمين به ، لا اظنك ستهتمين بمستقبل المدرسة او تلاميذها . اليس كذلك ؟

خطيب ثرى ؟ لها هى ؟ ما الذى تفعله ميرا ؟

كانت جودي تتساءل بملل . انها لاتتذكر انها شعرت يوما ، بعد انتهاء اليوم الدراسى ، بمثل هذا الانهاك ، لكن هذا اليوم لم يكن عاديا طبعا . وهى تشعر بان كل ماتريده هو ان تنام 0

كانت ميرا الان واقفة امامها ، وعيناها الصغيرتان الباردتان تضيقان بالعداء وهى تتابع : ارجو ان لا تظنى لانك مخطوبة لليو جفرسن ، لن توجه اليك اسئلة معينة ، من الامهات ان لم يكن من مجلس الادارة ، و ....

فاسكتتها جودي بحدة : لحظة واحدة ، ما الذى تعنينه بالضبط عن اننى مخطوبة لليو جفرسن ؟

اخذت تتساءل من اين حصلت ميرا على هذه الفكرة الخيالية الفظيعة لتنشرها فى الانحاء باسرع ما تستطيع كما رات من مراقبة الموجودين لهما 0

فقالت ميرا بازدراء : لقد فات الوقت الان على ان تتخذى صفة الحذر او البراءة ، انما لابد لى من القول باننى ، بصفتى اما ، اظن ان امرأة فى مركزك كان يجب ان تتخذ الصفتين معا بدلا من جلب سوء السمعة للمدرسة 0

-ميرا ...

ابتدات جودي تقول عابسة . ثم سكتت عندما تراجعت مجموعة صغيرة من الامهات عن البوابة للسماح لسيارة مرسيدس كبيرة بان تقف خارجها . وعندما خرج ليو منها ، اعلنت ميرا تقول : ها قد جاء خطيبك . ارجو ان لا يظن ، لانه اشترى المصنع بثمن بخس ، محتالا على الاسرة ليبيعوه المصنع رغم ارادتهم ، كما اخبرنا جيريمى


.. فهذا يعطيه اى نوع من المركز او السلطة محليا ! كان جيريمى محترما جدا من عماله ..

قالت ذلك بعدم اعتبار للحقيقة ما جعل جودي لا تصدق اذنيها 0

كان ليو قد وصل اليهم الان ، ولسبب لم تكن جودي تريد ان تحلله ، اكتشفت ان جزءا صغيرا منها شع بالرضى لوجوده 0

لكن هذا لايعنى ان لديه الحق فى التواجد هنا ، ليزيد الوضع سوءا بوضعه يده على ذراعها بشكل المتملك ، ثم ينحنى ليمسح وجنتيها بقبلة وهو يهمس فى اذنها : ساشرح لك الامر عندما نكون وحدنا ....

ثم ابتعد عنها قليلا ليقول بصوت مرتفع : اسف لتاخرى ، يا حبيبتى ، هناك ما اعاقنى 0

ودون ان يمنحها فرصة تقول فيها كلمة ، قادها الى سيارته واصعدها اليها قبل ان يصعد هو الى مقعد القيادة بجانبها 0

انتظرت حتى اصبحا خارج مرمى الانظار ثم سالته وهى ترتجف : هل لك ان تفسر لى ما يجرى ، ولماذا تظن ميرا فانشاو اننا مخطوبان ؟

فسالها بحيرة : ميرا فانشاو ؟

-المرأة التى كانت معى عند وصولك 0

قالت هذا بفروغ صبر . وكانت تشعر بالتعب والاستياء والجوع ورغبة سخيفة فى ان تتوسل الى ليو ليوقف السيارة لتستطيع ان تريح راسها على كتفه ثم تستغرق فى بكاء عنيف هو من القوة بحيث كاد يهزمها كليا 0

-انها صديقة حميمة لجيريمى دريسكول و ...

-آه ، احقا ؟ لاعجب فى انها تعلم بخطبتنا 0

فتاملته غاضبة : خطبتنا ؟ اية خطبة ؟ لسنا مخطوبين 0

-ليس رسميا 0

فقاطعته ثائرة : ولا باى شكل 0

فقال بهدوء : لم يكن لدى خيار ، يا جودي . فقد اخبرنى جيريمى دريسكول انهم راوك خارجة من جناحى فى الفندق ذلك الصباح . وكان يبدو ....

وسكت لايريد ان يخبرها كيف كان وضع جيريمى وافتراضه كريهين ، فقالت بحرارة : انا اعلم ما تريد قوله . راونى اغادر غرفتك ، ما يعنى اننى امرأة ساقطة وغير صالحة كليا للتعليم فى مدرسة اطفال ابرياء . بالله عليك ، كل ما فعلته هو النوم فى سريرك لا معك ... وهذا لا يعنى ....

وذعرت عندما اغرورقت عيناها الدموع وبدت مشاعرها العنيفة فى صوتها ... فحاول ان يطمئنها : جودي ، انا اعرف تماما ما يعنى هذا وما لايعنى . لكن تلك المعرفة هى بيننا نحن الاثنين فقط . انت تعلمين ما اقوله اليس كذلك ؟

سالها هذا برفق ، وعندما لم تجب بل حولت نظراتها عنه الى خارج النافذة ، راى احمرار وجهها فتالم لاجلها 0

-لا اظنك ستهتمين بشكل خاص لو اننى اعلنت فى صفحة كاملة من الجريدة المحلية بان لا شئ حدث بيننا فى تلك الليلة


-هذا لا يعنى ان عليك ان تدعى باننا خطيبان 0

-فعلت هذا لاحميك 0

لكى يحميها ! كيف يدعى هذا بينما المح سابقا بانه يريد الا يراها ثانية ... وتملكتها التعاسة ... هل هذا مجرد خدعة ساخرة ؟

فقالت بغضب : انت غير مسؤول عن حمايتى 0

-ربما ليس فى نظرك 0

قال هذا بجد مفاجئ بطريقة جعلت قلبها يخفق بمشاعر انثوية خالصة نحو رجولته البالغة وقوته ، ومبلغ تلهفها الى الاعتماد على قوته والتماس السلوى والحماية والحب ...

لكنها لا تستطيع طبعا ! ولاينبغى لها ذلك ... !

-فى نظرى اؤكد لك اننى اعتبر ذلك مسؤوليتى تماما . انت لست وحدك التى تملك سمعة عليها ان تصونها ، كما تعلمين 0

قال هذا بصوت موجز الى حد مؤلم جعلها تلتفت اليه ، وسرعان ما ندمت على ذلك بعد ان اثار مشهد جانب وجهه الشوق فى نفسها طاردا اى شعور اخر 0

يجب ان لا تشعر نحوه بشئ كهذا ، كما حدثت نفسها بذعر . عليها الا تتوق اليه ، او نحبه ...

وصدرت عنها آهة هى بين الالم والياس فقال : كيف تظنين تاثير ذلك على عندما ينتشر بين الناس ، اننا انا وانت ... ؟

-اتعنى انك تقوم بهذا لاجل نفسك وليس لاجلى ؟ هذا هو الامر اذن ؟

فقال بحزم : انا افعل هذا لانه خيارنا الوحيد 0

شعرت بنفسها تضعف . ستكون راحة كبرى لها ان تدع ليو يستلم المسؤولية ... ان تدعه يقف بينها وبين استنكار الناس 0

وان تدع الناس يعتقدون انه يحبها وان ...

لا . لا يمكنها ان تفعل هذا ! لانها اذا فعلت ستصبح فى خطر تصديق ذلك هى نفسها 0

وهزت راسها رافضة بعنف : لا ! لن اختبئ خلفك ليو ، لن اكذب ، لن ادعى ... قد يكون وجودى فى غرفتك خطا وغير اخلاقى فى نظر بعض الناس . ولكن فى نظرى ، الاسوا من ذلك هو ان اكذب بشانه . اذا شاء الناس ان ينتقدونى او يدينونى على اذن ان اقبل حكمهم على ، وان اقبل نتيجة سلوكى 0

عندما اخذ ينظر اليها فيرى الخوف يتصارع مع الكرامة فى عينيها ، امتلا اعجابا بصدقها واشفاقا على ضعفها . كانت صادقة للغاية وساذجة للغاية ، وعليه ان يحميها من نفسها بقدر ما هو من الاخرين 0

وعندما اتجه بسيارته نحو منزله آشتون هاوس قال لها بخشونة : سيصلبونك . هل تريدين حقا ان تخسرى كل ما عملت لاجله يا جودي ؟ المدرسة وكل انجازاتك 0

فقالت مجاهدة لاخفاء الالم الذى شعرت به : هناك مدارس اخرى 0

اوقف سيارته فادركت اين هما : لماذا احضرتنى الى هنا ؟ اريد ان اذهب الى بيتى




وسكتت وهزت راسها قائلة بعجز : لايمكننا ان نكون خطيبين . هذا ليس ... نحن لا ....

فقال مبددا ما بقى لديها من ضبط للنفس : علينا ان نكون كذلك يا جودي . لا نستطيع ان نكون غير ذلك 0

فقالت بتعاسة : خذنى الى بيتى . لدى اجتماع الليلة ، فاذا لم اذهب سيكون لدى ميرا فانشاو مناسبة رائعة للكلام ضدى 0

*****

جلست جودي على اريكتها الصغيرة . كان الاجتماع من السوء بقدر ما كانت تخاف بالضبط حيث حاولت ميرا فانشاو بوضوح تحوله الى مناقشة اخلاقية تريد بذلك ان تخجل وتذل جودي قدر امكانها . لكن جودي لم تكن دون مساندة فهناك عدة اشخاص جاؤوا يهنئونها على خطبتها بحرارة حقيقية 0

وقالت احدى الامهات متعاطفة معها : لابد ان الامر بينكما كان صعبا ، حين كان خطيبك يريد ان يغلق المصنع بينما انت ملتزمة بان تبقيه مفتوحا . على كل حال ، الحب يهزم كل شئ ، كما يقولون 0

اخذت جودي تفكر بتعاسة فى ان الحب قد يفعل هذا ، لكنها لن تعرف ابدا ما دام ليو لا يحبها 0

رن جرس تليفونها ، وهذ ه المرة توقعت ان يكون المتكلم نايجل . رفعت السماعة ، فقال : انت جواد رابح ، اليس كذلك ؟

فهبط قلبها : انت سمعت اذن 0

-طبعا سمعت ... كل المدينة سمعت . آه ، وبالمناسبة ، اتصل الابوان بى يسالان متى بامكانهما ان يتعرفا الى الخطيب . اظن امى ستتصل بك عصر هذا النهار 0

فصرخت بذعر : ماذا ؟ لكننى لا اريدهما ان يعلما ....

فقال بحيرة : ماذا ؟

-اعنى اننى لااريدهما ان يعلما الان ، لاننى اريد ان اخبرهما بنفسى وبكل ما حدث بهذه السرعة ...

-نعم ، وبسرعة بالغة ، لقد صدمت قليلا عندما علمت انك امضيت ليلة مع ليو فى فندقه ، خصوصا بعد ان عاملته امام الناس فى حفلة العشاء وكانه عدوك رقم واحد 0

-آه ، يا نايجل 0

ثم سكتت . كيف يمكنها ان تشرح لابن عمها ما حدث ؟ واذا لم تستطع ان تشرح له هو ، كيف يمكنها ان تفعل هذا لاى شخص اخر ؟

عندما اخبرت ليو انها لاتريد ان تورط نفسها فى الخداع او تختبئ خلفه ، كانت تعنى ما قالت ، لكنها ادركت الان فجاة ان الامر ليس بهذه السهولة ، وان هناك اناسا اخرين فى حياتها عليها ان تراعى مشاعرهم 0

مضت عدة دقائق بعد انتهاء حديثها مع نايجل ، وهى تعض باجمعها ترتجف ، وقالت بصوت اجش : انا جودي . كنت افكر فى ما قلته بالنسبة الى ... الى خطوبتنا ... وانا الان موافقة ...


وعندما لم يجب ليو ، جف فمها . ماذا لو انه غير رايه ؟ ماذا لو لم يعد يهتم بسمعته او يشعر بمسؤوليته ، كما كان قال عن حمايتها ؟

ثم سمعت صوت السماعة توضع مكانها فجاة فتملكها الغثيان . لقد غير رايه !

ماذا ستفعل الان ؟

وبعد ذلك بعشر دقائق وكانت قد تكومت على اريكتها ، قطبت جبينها وهى تسمع جرس الباب يدق 0

لابد انه نايجل ! وسارت لتفتح الباب . ولكنه كان ليو ، وعندما خطا الى ردهتها وعندما حدقت اليه ذاهلة قال : ما اعلمه ان على الخطيبين ان يحتفلا بخطبتهما ، مع الانعزال والسرير . والافضل ان يكون السرير واسعا والعزلة طويلة الامد ، ولكن بما ان خطبتنا لن تكون عهدا مدى الحياة ، فسنلغى الانعزال والسرير 0

ونظر اليها ، فشعرت ان وجهها كان يحترق ليس بالخجل بل بالغضب ، كما ادركت مع شعور بالذنب 0

فنظرت اليه ساخطة : ما افضله هو ان لا اكون فى هذا الوضع على الاطلاق 0

وعندما ابتعدت عنه تساءل عما ستقوله لو انه حملها بين ذراعيه وسار بها الى مكان منعزل ليبقيها هناك حتى يشبعها حبا ...

ثم ماذا ؟ تخبره بانها تحبه ؟ تساءل ساخرا من نفسه ثم سالها بلطف : كيف سار اجتماع الامهات ؟

فقالت بجفاء : منحت خطبتنا المجال لمختلف وجهات النظر 0

ولم تخبره بان ميرا قررت ان واجبها الاخلاقى بدفعها الى ابلاغ السلطة التعليمية عن الوضع 0

فقال ليو برقة : انها مجرد زوبعة فى فنجان . بعد ستة اشهر سيكون كل شئ منسيا 0

ليس هذا ما قاله عندما اصر على ان السبيل الوحيد الى حماية وظيفتها هو ان يعلنا خطبتهما . وعضت شفتها . ومع ذلك ، قد ينساها ليو فى ستة اشهر لكنه هى لن تنساه ابدا 0

-بل علينا ان نحتفل . ماذا لديك لنشربه ؟

-انا اكره الادعاء والخداع ، ولهذا من الخطا ان نحتفل بهذا التقليد الشاعرى بشئ هو مجرد زيف ... وادعاء ...

-جودي !

بعث صدقها الصريح غير المتوقع غصة فى حلقه . بدت حزينة للغاية ، رصينة العينين وحبيبة الى حد اراد ان ياخذها بين ذراعيه و ....

-هذا ليس ...

-ارجوك ، لا اريد ان اناقش هذا اكثر من ذلك 0

ثم نهضت واخذت تسير فى انحاء الغرفة بقلق 0

كانت تعلم ما سيقوله ، وان عدم الصدق غير مهم بالنسبة الى الظروف . ربما هو غير مهم بالنسبة اليه لكنه مهم بالنسبة اليها خصوصا ان هناك شئ مؤلم بشكل لا يطاق ... وقالت بصوت مختنق : اريد ... اريدك ان تخرج الان 0

تردد ليو لحظة ، بدت له ضعيفة هشة للغاية الى حد اراد ان يبقى معها ... كما بدت شاحبة متعبة ايضا ...

اخذ يتفحصها مرة اخرى مقطبا جبينه : جودي ، لا ادرى ما اقوله لك الان 0

فقالت بحدة : لاتقل شيئا 0

تملكتها المرارة . لو كانت تساءلت ، عما اذا كانت اساءت الحكم عليه ، فقد اثبت لها الان انها لم تسئ الحكم . واذا كانت ايضا من الحماقة بحيث رات نوعا من العاطفة فى حضوره الى بيتها الليلة والاشياء التى قالها لها ، اذن فقد ادركت خطاها تماما 0

فقالت بفتور : انا متعبة واريدك ان تخرج ....قال هذا وسارت الى الباب ، فتبعها . وعندما جلس فى سيارته اخذ يتساءل عما كان يرجو ان يستفيد من تصرفاته تلك . هل ظن حقا ان مجرد اتصال تليفونى منها ليحتفلا بخطوبتهما الزائفة سيغير من عدم حبها له ؟ وقرر وهو يعود الى بيته انه ربما كان احمق لكنه مازال رجلا شريفا ، ويريد ان يطمان تماما الى ان جودي وسمعتها مصانتان ، سواء شاءت هى ذلك ام ابت . اما الان فهما خطيبان فى نظر الناس ، وقريبا ستلبس خاتمه لاثبات ذلك

0

*****

انتهى الفصل الثامن

Continue Reading

You'll Also Like

345K 27.5K 55
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
872K 88K 30
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...
273K 9.8K 41
النساء لا مكان لهُنَّ في حياته، عالمه ينصب على أبناء شقيقه وتوسيع تجارته في أنحاء البلاد. هو "عزيز الزهار" الرَجُل الذي أوشك على إتمام عامه الأربعين...
500K 23.8K 35
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...