2

9K 147 4
                                    


قطب ليو جبينه وهو يدخل جناحه . لايمكن ان يغير خططه ولو بعد الف عام . لقد جاهد طويلا فى تكوين نفسه من لا شئ ... بل اقل من لا شئ ، شاقا طريقه بمخالبه صعودا ببطء ، وحده ، حتى بلغ النجاح 0

كانت شركة اسرة دريسكول فى منافسة مع شركة ليو . وحيث ان عملهما كان متماثلا ، كان من الطبيعى ان يغلق بعض مصانعها الارعة ، رغم انه لم يقرر بعد ايها سيغلق 0

دخل ليو الجناح غير مهتم بانارة المصباح لشعوره بالتعب . فى مثل هذا الوقت من مساء حزيران كان ضوء النهار ما يزال كافيا ليريه طريقه ، حتى دون ضوء البدر المكتمل هذا 0

لكن غرفة النوم لم يكن نورها كافيا بهذا الشكل . هناك من اسدل الستائر ، ربما الخادمة ، كما رجح ، لكن مصباح الحمام مشتعلا والباب مفتوحا . قطب جبينه لهذا الاهمال ثم دخل الحمام واقفل بابه خلفه 0

نظر الى صورته فى المرآة ولامس ذقنه النابتة ثم مد يده الى موس الحلاقة 0

غطرسة جيريمى دريسكول اغاظته الى حد نبهه الى ان تحذير بعض افراد اسرته واصدقائه له من انه يتعب نفسه اكثر مما ينبغى قد يكون على حق 0

ضاقت عيناه الفضيتان الثاقبتان المتفحصتان واللتان كانتا تخيفان اى شخص يحاول ان يخدعه ، فتجردانه من اى دفاع . كان شعره الاسود الجعد بحاجة ماسة الى تقصير . لكنه لم يكن الان يستطيع ان يخصص وقتا لشئ غير العمل ...

اعترف والداه بانهما لايفهمان كليا من اين ورث عقله البالغ التصميم للنجاح هذا ، فقد كانا سعيدين بالعمل معا فى وكالة الانباء الصغيرة التى يملكانها 0

وقد تقاعد والداه الان ، ويعيشان فى ايطاليا موطن امه بعد ان اشترى لهما فيلا فى ضواحى فلورنسا هدية فى عيد زواجهما . وكان ليو زارهما فى ايار فى عيد ميلاد امه 0

وضع الموس من يده وهو يتذكر النظرة التى تبادلاها عندما سالته امه ان كان فى حياته امرأة . وقد اجابها بسخرية جافة بان جوابه السلبى لا يعبر فقط عن الحاضر ، ولكنه قد يعبر ايضا عن المستقبل 0

ردت عليه امه بخشونة غير معتادة بينها ، فى هذه الحالة ، ربما حان الوقت لكى تذهب الى خبيرة الاعشاب الحكيمة فى القرية التى ، كما تقول الاشاعات ، لديها وصفة مدهشة لدواء الحب 0

ضحك ليو طويلا عند ذاك . لم يكن الامر انه لايستطيع ان يجد رفيقة اذا شاء . عدد لايحصى من النساء الرائعات الجمال اوضحن له ، سواء بصراحة ام بتحفظ ، انهن لا يمانعن فى ان يشاركنه حياته ، وطبعا ، حسابه فى البنك ... لكن ليو لايزال يتذكر ان التلميذات فى حفلات مدرسته الخاصة كن يرفضن الرقص معه عندما يرين رداءه المدرسى الذى كان اشتراه مستعملا ، والذى ينفق والداه عليه من كدحهما فى وكالة صغيرة . علمته تلك التجربة درسا صمم على ان لا ينساه ابدا . نعم ، كان هناك نساء فى حياته . لكنه اكتشف فى نفسه نفورا من العلاقات العابرة . رغم حماقة هذا الراى بالنسبة الى بعض الناس ، وهذا يعنى ...

ليلة مع العدوWhere stories live. Discover now