3

8.9K 135 3
                                    



الفصل الثانى 0

" ليته كان حلما ! "

اخذت جودي تفرك عينيها شاعرة بالاشمئزاز من مذاق الحموضة فى فمها . كان راسها يؤلمها 0

حركته بحذر ، فتملكها الندم بعد ان اخذ صدغاها ينبضان بالم عنيف . ومدت يدها بحركة غريزية الى المنضدة بجانب السرير واذا بها تدرك انها ليست فى سريرها 0

اين هى اذا بالضبط ؟ واذا بذكريات ضبابية وصور واصوات تتواتر الى ذهنها بشكل خطير . ولكن لا ، هذا غير ممكن ! ونظرت بذعر الى الناحية الاخرى من السرير ، وخفت دقات قلبها عندما رات المكان خاليا 0

كان ذلك مجرد حلم لا غير ... حلم مذهل غير مقبول . ولم تستطيع ان تتصور كيف ، ولماذا ... ولكن ... وجمدت وهى ترى اثر راس اخر على الوسادة بجانب راسها 0

ما كان ذكرى غامضة اصبح اكثر حدة وصفاء مع كل خفقة قلقة من قلبها . كان هذا صحيحا ! هنا فى هذه الغرفة وفى هذا السرير . اين هو ؟ ونظرت الى الحمام متوترة وعلى الفور شرد ذهنها تفكر ... ماذا حدث البارحة ؟ كل شئ فى ذهنها ضبابى ... تذكر ان هناك رجلا كان هنا ... وماذا بعد ؟

تلهفت الى ان تغتسل وتغسل اسنانها وتمشط شعرها لكنها لم تجرؤ على ذلك . الذكريات اصبحت واضحة الان تفرض نفسها على ذهنها الذى صدعه الكحول . لم تستطع ان تفهم ما الذى حدث ؟

ذكرت نفسها باشمئزاز ، بانها كانت تشرب عصيرا . ومهما كان ممزوجا بذلك العصير الذى ارسلته اليها غرفة الكوكتيل فى الفندق لقد حولها بشكل ما ، من امرأة محافظة الى .... عابثة 0

عابثة ! وجمدت جودي . حسنا ، ولكن ماذا حدث ؟ لا تظن ان شيئا حدث ... انها لا تذكر 0

تناولت حقيبة يدها ثم سارت على اطراف اصابعها الى باب غرفة النوم بهدوء 0

*****

كان ليو يتساءل لتوه متى تنوى ضيفته البقاء فى سريره ، وما اذا كانت الساعة الخامسة وقتا مبكرا لطلب الافطار من غرفة الخدمة ، عندما وصلت جودي الى باب غرفة النوم 0

رغم انه كان متلهفا الى النوم ، كان مصمما بعنف على عددم العودة الى سريره اثناء وجودها فيه 0

حتى الان ، بعد حوالى ثلاث ساعات من العزلة ، ما زالت نفسه تحدثه بالعودة الى سريره ، بالعودة اليها ليكمل ما بداه 0

شعر بجاذبيتها عندما راها فى الردهة صباح امس ، لكن معرفته بما كانت تريده قد حطم ذلك تماما . واجفل حين راى باب غرفة النوم ينفتح 0

فى البداية ، اذ كانت مصممة على ان تهرب ، لم تره جودي وهو يقف دون حراك امام النافذة

*******************




كان ضوء النهار قد انتشر الان صافيا نقيا ، وعندما ادركت انه موجود ، توهج وجهها بلون حواشى السحب الوردية خلف النافذة 0

ليلة مع العدوWhere stories live. Discover now