((خلف صمتها أمرأة مخملية ))

By huweda

178K 8.5K 1.5K

حرية المرأة ليست بالتحرر من ملابسها وزينتها التقليدية .بل التحرر بحرية الفكر والاختيار وحرية الحياة وحرية ا... More

أثيلة
لنا
لي وحدي
ليس هام
وسام
ماهذا الظرف
دع الماضي
صورة
يحبني ... يحبني كثيرا
عيني
احضانك ....
احبك
اسمع صمتك
احتاجك
اميرتي
احبك ...
اوقاتك
هاجسي
الملم أشواكي .....
أمي وأبي
أمرأة كل الازمان
مالذي فعله بها ....
نيراني المتوهجة
عذراء
عن من انت تتحدث
كاتبة كاذبة
ابنتكِ
مهيرة
عذراً
كابوس ...
ملكة الرومانسية
صغيرتي (الجزء ماقبل الاخير )
الجزء الاخير
مرحبا
مرحبا مجددا

((خلف صمتها أمرأة مخملية ))

26.2K 515 31
By huweda

في يوم يفتقر لبصيص الضوء وعلى اصوات حفيف الورق وثوران العاصفة . يترجل من سيارته الفارهة بصحبة رجاله المعممين بالرداء الاسود . يترجل نحو مقصده بخطوات منتفضة . يسير بغضب ويتخطى كل من حوله بكتفه من دون مبالاة . يتقدم بأنفاس متهدجة يمسك مقبض الباب بأصرار من ثم قام بفتح الباب بلهفة . تلك اللهفة التي لم تتغير منذ نعومة اظافره.

ينظر لها وشعور الخوف يحاوطه بألم . خوف المها . خوف المجهول الذي يعتري دربهما . خوف فقدانها

تسمر في وقفته وهو يتأملها .تنظر للنافذة بنظرات تزرع الهدوء والسلام بداخلها  اللذان لم تشعر بهما منذ اعوام واعوام  .
ترك باب المقبض والممرضة تصرخ خلفه .

- سيدي ارجوك لايصح لك الان رؤيتها . سيدي استمع الي هي الان بحالة سيئة . سيدي ارجووك استمع الي  .

التفت اليها بنظرات تجدح بنيران الغيض والغل . من ثم قال بجدية .

- اتغربين عن وجهي الان والا ستعلمين بالذي سيعتري  دربك .

جفلت الممرضة بنظرتها وارتعبت من تهديده المعتاد من ثم عادت للخلف بخطوات مرتبكة .

بدأ يخطي بخطوات نحوها وهي تسكن فراشها كالصنم الملفوف بالشاش الابيض  وكأنها تسكن هذا العالم بمفردها لاتسمع من حولها ولاتساكن ارواحهم . استمر بخطواته المتفحصة الى ان استقرت اقدامه بجانب سريرها . ينظر لها وهي مستمرة بنظراتها التائهة في اكتشاف من حولها . تنفس بعمق مسموع من ثم قال بصوت متسلط .

- حبيبتي نحمدالله على سلامتك .

التفتت ببطئ شديد مع بسمة تائهة . وهي تحاول ان تستشف  من اين هو مصدر الصوت . رفعت رأسها بنظرتها المثقلة بالتساؤولات . تبسمت ابتسامة مبهمة تدل على عدم فهمها من ثم اشاحت  بنظرها ببرود قاتل .

تنهد بعمق من ثم اردف على قوله السليط .

- مزقتي قلبي بفعلتك تلك لما فعلتي هذا . الاتعلمين كم احبك وحياتي من دونك شتات منثورا . انت لي ماضي طفولتي وحب شبابي وحلم شيبي . لما فعلتي بي هذا يا لنا .

تستمر بتأملها الذي  يصطحب بسمتها المجهولة . من ثم اكمل حديثه .
- لنا انظري الي  حبيبتي . اسمعيني صوتك انا هنا بجانبك انظري الي .

لم تلتفت ولم تنساق لقوام ندائه الرشيق . ظلت على تلك النظرات البريئة التي تترقب صخب العالم خلف ذاك البلور .
تعالت صوت انفاسه الثائرة . تقرب منها برعشة جسد فاضحة له  قناع الرجل الحنون . مسك كتفها بقوة يجبرها على النظر اليه بالغصب والقوة . وهو يتسلط بقوله .
- انظري الي . انظري وتكلمي معي . لما هذا الصمت القاتل الايكفي ما قتلتني  به بصمتك هذا كل تلك الاعوام . هيا انطقي تحددددثي
يصرخ ويرغمها على النطق جبرا .

ركضت نحوه الممرضة بذعر وهي تحاول منعه ومسك يده . وهي تقول بترجي .

- ارجوك سيدي . ارجوك فهي مازالت مريضة ولاتستطيع ان تدرك شيء حولها . ارجوك اتركها ..

ابعد الممرضه بعنف وقساوة . التفتت اليه المسكينة بنظرات مستغربة من ثم قالت بتعجب .

- من انت ؟؟ .

تجمد بوقفته الشيطانية وظل يحدق بها بشفتان ترتجفان من شدة الصدمة فقال بذهول واضح .

- ماذا تعنين بمن انا . كيف يعني من انا . قولي لي اطلعيني مالامر لنا ...

نظرت له بنظرات مشوشة من ثم جالت بنظرتها  للمرضة وهي تبوح بمشاعرها .

- تحدثني من مدة وانا لااعرفك ولا اشعر بالذي تدعيه من انت بالنسبة الي لكي تحدثني وتفعل معي هكذا . انا لااعرفك ولم اراك مسبقا ...من انت ؟؟

جفت  شفتيه وتصبب جبينه من العرق الكثيف . مسك جبينه لعله يدفن  تلك الصدمة بين اضلع صدره المحمل بهيام حبها منذ صغرها .

هز رأسه يمينا ويسارا يستنكر ما ينتظره من واقع اليم من ثم قال بصوت مذبوح...

- من انا ؟؟؟؟ انا من الذي انتظر قدومك لهذه الدنيا بفارغ الصبر . انا من الذي ارعاك وسهر على انفاسك انا من الذي تمنى روؤيتك في شروق شمس جديد . انا من الذي كبرتي  وترعرتي تحت حمايتها . حميتك من اباك حميتك من عالمك الشرس وضعتك داخل بلورة يمنع لمسها وزرعتك بين وتيني .  انا من سماك  بلنا انا يوسف يا لنا وانت وتيني يامنيتي .

ظلت تستمع لتلك الجمل المتناسقة وهي تهز برأسها منتفضة من ثم قالت بيأس واضح .

- انا لااعلم من يوسف ومن وتين ومن لنا ومن انا ومن انتم . انا لااعلم شيء ولااذكر شيء .

دهش كلا من الممرضة والرجل الذي يقف امامها وهو يلم شتات جسده المصعوق من كلامها الذي احرق قلبه قبل جسده .

تقدمت الممرضه نحوه بريبة من ثم قالت بصوت خفيض .
- سيدي من الواضح بأنها قد فقدت ذاكرتها بعد تلك الحادثة ...

اتسعت عيناه وارتعشت يداه فأنقض نحوها بقوة وهو يمسك بها بقوة وبصرخة مسموعة يقول ...

- لا لا لاتقولي هذا يالنا . لنا انظري الي قولي لي بأنك تعرفيني . تذكري ليس بعد كل مافعلته يأتي الي هذا القدر الذي لا يرغب بأن يجمع قلبي مع قلبك . لنا قولي بأنك تتذكرين يوسف لناااا انطقي . والا سأقتلك واقتل تلك الروح التي اصبحت عبدا لك من بعدك ....

صرخت بصوت محمل بأسية تلك الاعوام . صرخت بجسد مذبوح وقلب مسلوب فقالت بكلمات خدشت مسامع اذنه ....

- لاااااااااعرفك ولااريد ان اعرفكم اتركني وارحل من هنا انا لااعرف اي شخص منكم لدي شعور بأني  لااريد ان اعرف واتذكر  انا مولود تلك اللحظة انا وليدة هذا المكان اتركني . اترررركني ....

وظلت على صراخها الهستيري لبرهة من الزمن . اجتمع طاقم الاطباء والممرضين حولها لما انتابتها من نوبة عصبية شديدة..
توسط كبير الاطباء غرفتها مع طاقمه المساعد ويوسف يقف امامهم بنظراته المترقبة  من ثم جلس الطبيب  امامها وقال ...

- ارجوك سأطرح عليك بعض الاسئلة وارجوا ان تساعديني في تشخيص حالتك ولاتتعجلي في اجابتك خذي من الوقت الكافي لكي تجيبيني  ..

اومأت له بهدوء من ثم بدأ الطبيب بطرح الاسئلة .

- مااسمك ؟؟؟؟؟

ظلت تفكر وتفكر وهي تحاول في استرجاع ذاكرتها من ثم قالت ...

- لااذكر ولااعلم مااسمي ومن انا ..

هز الطبيب رأسه بملامح متكهنة  بكل ما ستجيب به من ثم عاود بالسؤال ...

- في اي سنة نحن ... وفي اي بلد انت ....

جالت بتفكيرها تحاول وتحاول الا ان مسكت جبينها من ثم نطقت بدمعة عين بلورية   .

- لااذكر لااعلم اي سنة نحن ولا في اي مكان نحن .

تنهد الطبيب وملامح خيبة الامل ملئت تقاسيم وجهه من ثم اكمل .

- حسنا فلنعد بذاكرتنا الى الوراء قليلا . اي حاولي في ان تسترجعي ذكرياتك اي من اي عائلة انت مااسم عائلتك ( ومن ثم اشار بيده الى يوسف فأكمل الطبيب بقوله ) ومن هذا الذي يقف امامك ؟؟؟

ذهبت بنظراتها نحوه وهي تركز وتنظر بتدقيق من ثم اخفضت رأسها فقالت بصوت حزين .

- لا ااعرف من هذا ومن هي عائلتي لااذكر لااذكر شيء....

انتفض يوسف نحوها بصراخه وقوله المتباهي ...

- كيف يعني لاتعلمين من انت وماهي عائلتك انت من احفاد يوسف ادمو .... القائد العسكري في الجيش الملكي . انت حفيدة يوسف ادمو انت فتاة من عائلة مخملية ومن العوائل النبيلة في شراينك دماء اصيلة وعريقة يالنا ....

هزت رأسها بعصبية وهي تصرخ بألم ذاكرتها قبل جسدها وتقول بصيغة مستنكرة ....

- لااعلم ولااريد ان اعلم اذهب من هنا ... اذهبوا جميعا انا لااريد رؤية ايا منكم ارجوكم ...

واجهشت ببكائها الذي رافق مسيرة حياتها المخملية ... الذي كلما ارتدت رداء من الحرير او من تلك الاقمشة الفاخرة طرزته قطرات دمعها برسمات عشوائية كمصيرها المجهول تماما  ....

طلب الطبيب محادثة يوسف في غرفته بشكل منفرد . جلس امام مكتبه من ثم قال بجدية وبشكل عملي ...

- سيد يوسف ادمو  . نعتز بأختيار حضراتكم كعائلة مرموقة في هذا المجتمع لمشفانا ... ويؤسفنا ماحدث لكم  . ولكن بحكم عملي يجب ان احدثك بكل شفافية ... من المؤكد بأنها قد فقدت الذاكرة او انها تدعي ذلك وانا اشك في هذا الامر لأن ماتبين لي انها فاقدة للذاكرة فعلا . فارجوا منك عدم زيارتها لمدة وجيزة بينما نقوم نحن برعايتها وتهيئة ذاكرتها لما ستستقبله حديثا . فارجوا منك التعاون معنا على ان نجتاز معها تلك المحنة ....

احتار يوسف بردة فعله فأنتفض بيده معترضا ...
- لااستطيع ان اتركها هنا من دون رؤيتها حتى ولو لبضعة ساعات .... انت لاتعلم مايدور خلف جدار مشفاك ايها الطبيب .. الحرب على الابواب اندلاع الحرب مؤكدة ايتها الطبيب كيف لي ان لاأتتي لزيارتها ماادراني بالذي سيحدث بين الثانية والاخرى .. وانت تعلم نحن لسنا بأشخاص واناس عادين نحن نسل يوسف ادموا اي بمعنى اذا انتصر صوت الشعب على الصوت الحاكم والطبقة المخملية سننال مالم تضعه في الحسبان . يجب علية ان اتحذر واحتاط . ارجوك ايها الطبيب افهمني وكن مراعيا لظروفي الاجتماعية ....

اجبروا يوسف على الرحيل بحجة تهدئة اعصابها .

رحل يوسف لكي تستعيد وعيها وسكينة بالها . يدق باب غرفتها وهي على تلك الرقدة وتلك النظرة المبهمة لبلور المشفى  التي ترى من خلاله ترقرق المطر وهو يسكب بحباته على بلور الغرفة .

التفتت على وجود الممرضة معها بتلك الغرفة تبسمت بشفافية من ثم سألت .

- الا يوجد هاتف هنا ...

تبسمت الممرضة وهي تخطو نحوها من ثم قالت .

- هذا الهاتف بجانبك ولكن كيف تستخدمينه وانت لاتذكرين شيء . اي بمعنى انت لانذكرين اي شخص ولاتتذكرين الارقام ولا اي شيء فكيف لك بأستخدامه .قولي لي وسوف اساعدك ...

تبسمت بغموض واضح وهي تنظر لها بنظرة شفافة من ثم قالت بوقار معتاد ولغة رزينة .

- انا لم اقل لك بأني  اذكر شيء فقط رغبت بأن اعلم اين الهاتف . ..فشكرا لك على ايضاحك لي بأني فاقدة للذاكرة ولااذكر اي شيء مع اني اذكر تلك الاشياء واستخدامها ولااذكر الاشخاص فقط ...

هزت رأسها تلك الممرضة بأنصات من ثم تبست لها وسألتها بنظرة عين شاردة ....

- مالذي حدث بهذا الذي يدعي قريبي ....

ضاقت نظرة عينها تلك الممرضة من ثم قالت بتعجب ...

- اوووه انت تقصدين السيد يوسف ادمو ...

مسكت غطاء سريرها بقبضة كروية من يدها تحاول فيها اخفاء مايأجج سكينتها . فالبراكين التي بداخلها تثور وتجول بجسدها حين سماع ذاك الاسم ... تداعت واتقنت التجاهل من ثم تنفست بعمق وهي تومأ لها وتقول لها ...

- نعم نعم . هذا الذي يدعى بيسوف ادمو مالذي حدث معه واين ذهب ...

استرسلت الممرضة بكلامها وهي ترتب بعض الاشياء المبعثرة في الحجرة ...

- لقد تحدث معه الطبيب وطلب منه ان لايأتي لزيارتك لبضعة ايام فقط .... وبما اننا الان في ظرف لايحسد علية فطلب الطبيب كان صعب على قريبك ولم يسمح بذلك ...

تنفست بعمق من ثم قالت ...

- اذن لن يأتي لرؤيتي هذة الايام ...

لوت الطبيبة بشفاهها من ثم قالت بتكهن ...

- على مااعتقد قد رضخ لرغبة الطبيب حتى وان كان ظرف البلد في الخارج مهدد ولكن انت في ايدا امينة ....

تنفست براحة وابصرت مسار خطتها .... اكملت الممرضة من توضيب غرفتها .. وتركتها لخلوتها ...

- نظرت حولها فوجدت هاتف الخلوي الذي يخص الممرضة قد نسيته بين ارجاء الغرفة . نهضت بسرعة ملحوظة لكي تلتقطه بين يديها . مسكته بلهفة من ثم دست بأناملها على ازار الهاتف . فأجابتها بصيغة متعجبة .

- نعم من المتصل ...

تلعثمت بالكلام وهي تحاول ان تخرج كلماتها المسلوبة من فمها فقالت بصوت خفيض ...

- سارة انا لنا. ارجوك تعالي اللي فأنا بحاجة ماسة لمساعدتك ....

.................................................................

مرحبا كيف حالكم وماهي اخباركم قد عدت اليكم براوية جديدة لعلها تنال رضاكم وعدت لعالمي الجميل اشتقت لكم واينما كنتم في مكان فأنا مشتاقة للجميع
هويدة ❤

Continue Reading

You'll Also Like

609K 13.3K 42
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
62.9K 1.5K 19
اكذوبة واحدة تكفي احيانا لتفتح ثغرة بحجم المرارة في حياة اثنين .... والمرارة طريق شائكة بلا عودة والدافع هو الحب الجنوني.... ولكن النتيجة غالبا ما ت...
438K 34K 60
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
230K 5.6K 43
الحُب من طرف واحد ، هو صعب لمشاعرنا الهشه عدم اكتراث الطرف الاخر او عدم علمه بما نشعر مؤلم ولكن ماذا سيحصل اذا اصبح الحب متبادل ✔️ تابع الروايه لتعلم...