نهضت بتثاقل شديد تحمل جزيئات جسدها المتبعثرة بين ذاك الماضي والواقع البعيد .... بعيد بأمالها ومنيته ....
وقفت امام مرأة حمامها لكي تغسل همومها ....غسلت وجهها من ثم نظرت لنفسها بتمعن ... تلامس هالات عينها ووجها الشاحب .. تتأمل ذاك الوجه المرهق الذي كان اجمل وجه متورد .... تنهدت بحسرة وهي تتمتم ...
- اه .... تعبت من الالف قناع الذي تحمله ياوجهي .... فرضته عليك جبرا كما فرض عليه الف قدر رسمه لي غيري .....
ذهبت بخطوات بطيئة لكي ترتدي ملابسها لمواجهة ماهو اجل .....
فتحت خزانتها تبحث عن ماهو سهل ارتدائه ... ارتدت ثوبا ذو اكما م طويلة وينتهي بقصة ضيقة من الاسفل ... صففت شعرها وتركته منسدلا حريري الملمس .... اخذت حقيبتها واتجهت الى مكتبها ...
دخلت تخطو بخطوات هادئة ... تبسمت لها دينا بقولها ....
- اووو الليدي اثيلة اصبحت ليدي كسولة ....
تبسمت اثيلة بسمة ضيقة وهي تجيب ....
- حتى النوم احاسب عليه يادينا ... دعيني بهمومي يارفيقتي ....
خطت اثيلة متجهة لمكتبها فصعقت بجملة دينا جعلتها تتصلب بمكانها ...
- اي هموم يااثيلة وانت فاقدة للذاكرة ولاتتذكري شيء اه ليتني بمحلك يارفيقتي ونتبادل الادوار لأمضيت على ذاكرتي مودعة لها ووداع بلا عودة ....
ظلت اثيلة تستمع بأنفاس متقطعة ... تستمع بلسان مقيد واكتفت بهز رأسها ... التفت على صوت يؤكد على حضورها وهو يناديها من باب مكتبه ....
- اثيلة هيا تعالي ارغب في التحدث معك بأمر هام ....
اغمضت عينها مع دفعة هواء قوية تفرغ بها رئتها ... اومأت برأسها وهي تدلف الى مكتبه ....
يقف مازن امام مكتبه يبحث بين هنا وهناك بأوراقه وملفاته ... اغلقت اثيلة باب المكتب خلفها وهي تصر على موقفها محذرة بسبابتها ..
- استمع الي مازن لا سام ولا هام ولا انت ولا غيرك سيرغمني على عمل هذا افهمت ... قلت لن اشارك ولن اقابله فطلبي ينفذ والا سأختفي ولن ترى وجهي ولا حتى خيالي .. افمت هذا ....
يقف امامها بدهشة وفم فاغر ....من ثم قال بعد برهة ....
- مابك اثيلة ... مالذي يؤذيكي .... انا لم اقل شيء حتى الان يارفيقتي ....
مسكت جبينها مصاحبة زفرة قوية من ثم جلست تحدثه .....
- انا اسفة ... صدقا انا اسفة لااقصد هذا الهجوم في وقت مبكر كهذا ولكن لاارغب بالغصب والجبر اكره تلك الاساليب يامازن ... وانا اعلم بأنك استدعيتني لكي استقبل سام اليس كذلك ....
رفع حاجبه بمكر واضح وهو يؤكد ....
- بالطبع لا وماشأنك انت برفيقي ... ومن ثم قد تأجل مجيئه الى اشعار اخر ... اجلسي اجلسي واشربي قهوتك وهدئي اعصابك المتضررة ....على مااعتقد اخر رواية لك قد استحوذت على عقلك ومشاعرك بالكامل وتحتاجين الان لفترة من الراحة اليس كذلك .....
YOU ARE READING
((خلف صمتها أمرأة مخملية ))
Romanceحرية المرأة ليست بالتحرر من ملابسها وزينتها التقليدية .بل التحرر بحرية الفكر والاختيار وحرية الحياة وحرية ان تكون من الطبقة المخملية ام من غيرها . فتاة من الطبقة المخملية .طبقة نجدها من حولنا ومنذ اقدم العصور هي طبقة الاصالة والعراقة .طبقة تترأس ا...
