مكيدة عشق

De lmillyl1

268K 11.6K 4.8K

قيلَ بأنَّ هناكَ نوعًا منَ الرجالِ، إن كانَ سيرغبُ بامرأةٍ، ولو للحظةٍ قصيرةٍ، فإنَّهُ سيذهبُ إلى أقاصي الأرض... Mais

مُقَدمَة
الْفَصْلُ الأوَل|محَادثة مسائية
الْفَصْلُ الثَاني|امرأةٌ روكشاير
الْفَصْلُ الثَالِث|جَميِلةٌ فِيرتهَايِمر
الْفَصْلُ الرابِع|رَجلٌ إنتِحاري
الْفَصْلُ الخَامِس|مَوعِد عِداء
الْفَصْلُ السَادِس|لعبةٌ الإغَواء
الْفَصْلُ السَابِع|أمرأة الأَلف رَصاصة
الْفَصْلُ الثَامِن|طَريِقة حِيَاديِة
الْفَصْلُ العَاشِر|عاطِفةٌ ودَاع
الفَصْلٌ الحَادِي عَشْر|فَوضى الفَضول
الفَصْلٌ الثَانِي عَشْر|نتيِجةٌ العَبث
الفَصْلٌ الثَالِثٌ عَشْر|غَيبوبةٌ وعِي
الفَصْلٌ الرَابِعٌ عَشْر|مأدبة حرائِق
الفَصْلٌ الخَامِس عَشْر|صَفقَةٌ مُنفَعَة
الفَصْلٌ السَادِس عَشْر|إِمتنَان خاطَئ
الفَصْلٌ السَابِعٌ عَشْر|صَوت المنطِق
الفَصْلٌ الثَامِنٌ عَشْر|ظِل مُهجَة
الفَصْلٌ التَاسِعٌ عَشْر|قَفزة قَلبِية
الفَصْلٌ العِشْرينْ|خَسَاَرة عَشِقَية
الفَصْل الواحِد والعِشْرين|ضَوء عَتَمة
الفَصْلٌ الثَانيْ والعِشْرين|طمَأنينة منبِهر
الفَصْلٌ الثَالثٌ والعِشْرين|اِنتِقَام مُعجَب
الفَصْلٌ الرَابِعٌ والعِشْرين|وَرطَة أَبَدِية

الْفَصْلُ التَاسِع|بِطاقة ذَهبيِة

6.5K 454 97
De lmillyl1

يَخضع المرءَ لسلطةٌ لهيِب الإغواء،يحبذ تِلك المشَاعر الملتهبةٌ فِي فؤاده بل و يغوص بِها عميقًا لوقَت أطول مما يَدركه..

لا يتنبه خِلال لحظَات الغيبوبة الشَعوريِة بأن هنَاك شيء يَلتهِب و يفسد،و لا بَد مِن أن يَصل إلى مرحلةٌ البتر فِي نهايةٌ هذا التجاهل..

ذَلك اللهِيب و حرارةٌ الشَعور ليَست مؤشرًا لعظمةٌ الوعِي،و صِدق رغبَات المرء بَل هِي تحذيِرات عنيفةٌ يصَدرها جسَده لِما قَد يوقع ذاتَه بِه..

كلماته الملتويِة كانت لا تَزال عالقةٌ كناقَوس يَضرب حوَاسها فِي كل لحظةٌ تَمر بينهما فِي ذَلك الوضَع العابِث..

لا يأخذَها وقَت طَويِل فِي صَنع فِكرةٌ واضِحة عما يَسعى إليِه ليِس إن كَان يَبدو مختلفًا بِتلك الطَريقةٌ الغامِضة..

لقد اعتقَدت لثوانًا مِن الإِفتتان بأَن هنَاك صوتًا داكنًا خفيًا هَمس إلِيها بتحَذير عن ورطَتها بِه..

صوتًا ثقيِلاً يَحذرها مِراراً دَون توقَف عَن عواقِب الإمتثَال إلى شَعورها نَحوه فِي تِلك الساعةٌ المضطرمةٌ بالعَواطِف..

تتأَمله آنذاك بِدرجةٌ أقل تفاجئًا تلتقِط تِلك الأعيِن الآثيِرية من تتشَبع بهالةٌ مِن فتنة و تأناً مَدروس،تتذَكر قولاً عابرًا تبادر إلى ذِهنها حيِنها..

شيئًا بَدى ملائمًا فِي هذه المناسَبةٌ الملتهبة،و هِي بأَن صَمت المرء آنذاك لم يَكن لعَجزه أمام مَن يِقف فِي مواجهته بَل لأن فائِض الشَعور يحيِل دون ذَلك..

تفكر إِن هذا الرجل و كارزماتيِته الجذَابةٌ قادرةٌ على أن تَصنع مئةٌ شَعور داكِن إلى فؤادها دَونما إعتراض واحِد مِنها له ..

لكِن مَا يَجعلها امرأةْ تسَتحق الثَناء رغَم هذه الوتيرةٌ البطيئةٌ مِن الشَد و الجَذب،حقيقةٌ كَونها تمتلك دومًا مخرجًا و وسيلةٌ؛لتجَعل جميِع ما يَقال لها بلغةٌ عبثيِة أمر عَملِي بِحت..

ذَلك هو مَكمن قَوتها أن تَجعل من يَقف في مواجهتها منغمساً فِي حالةٌ مِن الإرتبَاك،و الحيَرةٌ حيِال مداركها رغم ذَلك هِي بالفِعل تعلم تَدرك ما تحيكه كلماتكَ مِن ألاعِيب..

وضوحَها يَشكل خطرًا بَل و يَغضب الكثِير إلى حَد خَلق ضغيِنةٌ تلتفَ حَول علاقَتها بِمن تقوم بِفضح وسائلهم اللزجةٌ لأذِيتها..

تَخبره حينها بِصوتها الحليِم،تتعلى نظَراتها لتَصبح أكثر تجاهلاً دَافعةٌ بإبتسامةٌ حذرة متراقِبة إلى محيه..

-لكِن بأمكانهَا أن تقيِك سوء كَلماتي..

حاجبيِها المرتفَعان بِزواية مِن حذَر اوضَحت ما تعنيِه خَلف قَولها،إنها بالفِعل تشَعر بإنزعاج طَفيف يَحيطَها تِجاة خضَوعها لسلطةٌ حيِله..

تجَد يَده القويِة تتراخَى بِبطء من على مِعصمها،يترك لَها آنذاك مساحةٌ لأن تقَرر أمر بَقاءها إلى جانِبه فِي نِزاع أم تنهي ذَلك الصَوت الصاخِب القادم مِن مطَبخها..

يتجلى صوته آنذاك بِطريقة هادئة مسترخِية كمَا لو أن لا تأثرًا حقيقياً قَد يصِيب شَعوره تِجاة قَربَهما..

-يَمكنكِ أن تثقِي تماماً بأنني أمتلك حصنًا منيعًا تجاة أذى كلماتك أنسة إيفليِن لِذا لا تواجهِي قرارتي الصفيقةٌ بالصَمت يومًا..

لن تقَبض كفًا أو شَعورًا تِجاة ما تَمكن مِن اغواءها بِه،تكتفِي حينها فِي مراوغَته بِطريقَتها العذبة بيِنما يعتلِي شبحَ إبتسامةٌ رضى أعلى شَفتيِها المكتنزَة..

كَان لَها حكَم مسَبق سيء تِجاة شَخصيتَه الوعِرة،أنه جَيد فِي أختيِار كلماتَه قد لا يَثير ذَلك رِضى النِساء مِن حَوله لكِنها تعِي تماماً صِدق ما يَقوله..

أنه يمتلك حصنًا منيعًا لن يَهز شَعوره تِجاهها،و إن كَانت كَلمَاتها فِي كثير مِن الأوقات قذائِف ملتهِبة لا تكتفِي بالضَرر لكِنها تسَعى دومًا لتشَعل نارًا..

-لقَد شئت مواجهتها عن طريِق كوب قَهوةٌ سيد فيرتهايمر حيث يتسنى لِي شَحذ كلماتِي جيدًا..

بَدى قَولها طلبًا يَسمح لَها فِي دفَع ذَلك الصَوت الصاخِب لأن يَتركهما بسَلام..

تشهد إبتسامةٌ رِضى دافئة تعتلِي محيِه بينما يَدعها آنذاك لأن تغادر جانِبه..

تتسَاءل كِيف لَها أن تَكمل هَذه الليلةٌ دون أن تفقِد بِها ثباتها تمامًا،أن تتَجلى تِلك الهالةٌ المسترخِية لإِيڤلين روستشيِلد..

تلك مَن وعَدت ذَاتها يَومها بيِنما يَلتف حول يَديِها اوراقًا تخبَرها بِحاجتها لأن تغادر ذَاتها الساذجةٌ دون عودة..

إنها ذَلك النَوع مِن البَشر مَن يَرخِي فِي كل مرةٌ دِفاعاته حيِن يَشعر بالأمان لبَرهة لكِن الحياةٌ لا تترك لَه وقتًا طويلاً لينعم بِها دون أن تشحذ خِيباتها إلى فؤاده..

يَميل مَن حَولها عادةٌ لإيذَاءها لأن يَتم تهمِيشها ما أن تنيِر جانِب ليِنها إليِهم..

إنها تعطي قدرًا كافيًا من الآمان حَد اعتقاد مَن حَوله أمر بقاءها شيء مسلمًا بِه..

ربما لِهذا السَبب تماماً لا تترك ذَاتها تفقد إنضباطها بِطريقةٌ هوجاَء كطِفلةٌ لا تفقَه معنى التَخلي..

تقف آنذاك طويلاً فِي موضَعها قَرب تِلك الأكواب الخاويِة حتى تأملت أناملها المرتجفةٌ لفَرط عصبيِتها و ما تشَعر به في هذه اللحظة..

يثير استياءها آنذاك مدى رغبَتها لأن تعرف كل ركَن مِن حياةٌ ذَلك الرجَل؛فتتمكَن مِن تجنب الأذىَ..

لا منفَذ لَها مِن ذَلك الشَعور و تَعلم تماماً ما قَد يِكلفها أن تُغرق عَالمها بِه..

تكتفِي بأن تعد تِلك القهوةٌ لتضَعها أعلى الطاولةٌ الفاصلة بينهما متخذةٌ موضِعًا على الأريكةٌ إلى جانِبه..

يَلفهما الهَدوء وقتئذ دون نظرةٌ عَبث أو حِديث داكِن،و دون
شَيء آخر كسيدٌ لهذا المكَان عَدا صَوت الفرقعةٌ الخافِتة إلى المدفأةٌ، و قطرات المطَر المتبقيةٌ حول نافِذتها..

تهتدي إلى تأمَله ما أن صَدر صَوت قداحَته عاليًا كمَا لو أن بِفعله يطَلب إذنًا؛ليِشعل سِيجارته..

تومأ لَه حيِنها و هِي تراقب كَوبه الممتلئ دَون إِضافةٌ جنونيِةٌ مِنه..

كمادة أفيونية و كافِيين..

-فيلينك يَرغب بأن يكَون مَوعدنَا خلال ثلاثة أيام من الآن ثم هنَاك حفَل صَغير لجميِع الأطراف سيِقام فِي منَزله..

كَان قَوله مفاجئًا يحَتمل حقيقةٌ كَونهما على وشَك إِنهاء هذه المعضَلةٌ لمرةٌ واحِدة و أخيِرة..

تجَد ذَاتها تستند إلى ظَهر الأريكةٌ خَلفها تنغمس بتأمل كوبَها الملتف إلى يَديها دون تعليِق واضَح..

عليِها أن ترتب كلماتَها قَبل أن تَرمِي بِها لكن هناك شَعور غريِب عبَر حَواسها آنذاك تتنبه لحقيقةٌ كَونهما قَد يعودان غريبان مجَددًا ما أن تنتهِي هذه المسألةٌ بأسرها..

-تَجد السيدة تريبليِن بأن حفَل مساء الجمعة كَان فعلًا جليًا لما سيناقَشه ڤيلينك و إلى ما اختَارته البلديِة..

تتأمَله مجدداً بينما تتبع تموجات سِيجارتها المبعثرةٌ حول محيِه،تحجب عنَها حيِنها ما قَد يفضَح الكلمات الملتويِةٌ للسيدةٌ تريِبليِن..

إيِريك فِيرتهايمر يَمتلك شيئًا مِن شأنه أن يَخضع الجميِع لسَلطته..

أنَه ليَس الرجل الأول فِي عائلة فيِرتهَايمر لكِنه الأشَد حيلةٌ و عداوةٌ حيِنما يَتعلق الأمر بَالعالم..

تردف فِي ذات لحظةٌ توقفها،و هِي تعود ببصرها إلى كوبِها حال أن فقدت قدرتها لأن لا تفتتن بمظهره الجذاب..

-لكِن أرجو بأن ذَلك الحفل لا يَحتوي على أسلحةٌ و معدات ثَقيلة؛فمما رأيِته لن يَكون الخَروج مِنه امرًا سهلاً دَون نِزاع..

كَانت تشيِر بِحديثَها إلى بقيةٌ من جاهَد فِي هذه المسَألة،ربما هِي شعَرت بتراخِيهم جميعًا تِجاة الأَمر بِطريقةٌ تستدعِي الفَضول..

إلا أنه فِي نهايةٌ الأمر تفضَل تِلك العائِلات أن تخلق نِزاعًا؛لتحافظ بِه على ماء وجهها و إن كان ذلك بتقاذف الكَلمات..

لكِن شأن تحَذيِرها حِيال مَدى ساديِتهم بَدى لَها امرًا يٌحكى فِي القَصص فَقط؛فَلا شَيء واحد صَدر مِن تِلك الشركَات لأَذيِتها..

-ما أحصَل عليِه لا يَتم النِزاع حَوله لذا ليَس عليكِ القَلق بِشأن ذَلك..

ثِقة لعيِنة،هذا ما تَمكنت مِن قَوله فِي ذِهنها و هيِ تتأمله يستَرخي بشيء مِن الدفئ على أريِكتها..

تفكَر بشأن ذَلك الشَعور أن تَكون مرءً ناجحاً،ماكرًا و ثرياً فِي الآن ذَاته لكَم سيَكون جميلاً أن تَمتلك جزءً من عجرفَته فِي ثِقة خالصةٌ و ثبات..

قدَ تَكون امرأةٌ جريئةٌ في موقفَها لكِن دومًا ما يَلتهمها شَعور بالخَسارة،و الخَوف مِن أن تفقد تِلك الصِفةٌ أثناء المحاولة..

تخبَره آنذاك تزِيح عن كتفِيها ذَلك الحذَر فِي محاولةٌ اخيرة لأن تَكون صريحةٌ معَه..

-أنه لشَرف أن اشَهد ثقةٌ فخَر روكشَاير رغم ذلك لا يَمكن تجاهل خَبث باستيِلي و صفاقةٌ فولكوف..

بدى لقبَه عذبًا ساحرًا إليِها كَما لو أَن عصَر إِنتقامها مِن امرأةٌ روكشَاير قَد حَان اخيرًا..

تتأكد مِن كَون كلماتها الساخِرةٌ تروقه حين ارتقَت إبتسامةٌ إلى محيِه بينما يَتأملها فِي إفتتان شَهدته يَومها ما أن نعتته بالرجل المتشبع بالثقةٌ و التعَجرف..

-أنتِ تمتلكِين الكثَير مِن الألقاب لترميِ بِها فِي وجه من حَولك روستشيِلد..

تلك الكلمَات الساخِرة كانت تشَير لَشيء واحد،شَيء يِثير غَيض فخر روكشَاير،هو كَونه فَخر روكشَاير و ذَلك أمر ستأخذه فِي الحسَبان..

تتأنى فِي ردها حيِن وجَدته يَتخلى عن جَزء مِن الرسميةٌ بَل و يتأمَلها حريصًا لتَعلم شَعوره لمرةٌ أولى..

المتعةٌ و الغِيض..

-ألا يعجبك الأمر فيرتهايمر؟..

ها هِي تِلك المرأةٌ الليِنةٌ تأخذ صَفًا،و دورًا فِي علاقَتها بِهذا الرجَل دون كلمات ناعمة ودودة قَد تفقَدها حاجِز صَلابتها..

تراقِبه يطفئ سيِجارته ثم يميِل إلِيه كَما لو أن يَستعد ليَطرح شيئًا لن يَكون قابلاً للنقاش..

-أن ذلك اللقب يبدو كما لو أننِي امتلك سَبعين خريِفًا لِذا بِخالص الرجَاء،و حبًا بالله لا تنادنِي بِه..

تِلك العيِنان المسَترخيةٌ فِي تأمل منغَمِس بِها كاَنت سببًا سابِقًا لأن تضَع جميِع هذه الحواجِز بِينهما،و هِي لم تعتقد بأنهما سيناقشَان ذَلك بَعد هذه المدةٌ الطَويِلة مِن الشَد و الجَذب..

تتساءل هل هَذه هِي وداعيِتهما؟..

أن يَقوم بإهداءها تصَريحًا لتشَتمه فِي وعيِها و فؤادها بأسمه الوحيِد..

إيِريك..

إنها حتى لا تتذكَر إن كانت تناديِه بِذلك فِي غيبوبةٌ افكَارها لطَالما كان سيدًا و فيرتهاَيمر معًا..

شيئَان صَلبَان مِن شأنهما أن يَعبثا فِي حياتها إن وجدت ذَاتها تقَع فِي الخطأ لبَرهةْ قَصيرة..

لكِنها لا تَخشاه لسلطتَه بَل لذَاته،شَيء بِهذه القدرةٌ لأن يكون أثيِريًا،هادئًا،و متشبعًا بالغموض حَد الشَجن هو شَيء مصَنوع مِن خطَر..

-ألست أكبَر مِن ذَلك؟..

كان هناك عقدةٌ ساخِرةٌ تلتف حاجبيِها لكِن إبِتسامتها الخفيِةٌ كادت تُكَشف حيِنما تأنى فِي قوله لبَرهةٌ يتأمل مِقدار متعتها في إِغاضته..

أَنها تفَضل المراوغةٌ بَل فِي حضَرته سيَكون ذَلك هو دِرعها الوحِيد أمامه..

تحكَم قبضَتها حول كوبَها تَخفِي بذلك إبتسامةٌ عبث أثناء تناولها لقهوتهَا ما أن تجلى محيِه برضِى يَميل رأسَه حريصًا لأن يكَتشف مِقدار متعتها مِن ذَلك..

-هل تعبثين معي الآن لطالما سنتنهي هذه الشراكة قريبًا؟..

كانت تِلك الكلمات كضربةٌ مِن شأنَها أن تعيِدها إلى واقِعها،إِن هذه هِي ربما آخر ليلةٌ لهما معًا فِي هذه الأجواء الدافئة و الحميِمية..

آخر ليلةٌ سيبقَى كِلاهما أعلى هذه الأريكةٌ بينما تلتف حولهما رائحة القهوةٌ الداكِنة،صوت الأمطار المتأنيِةٌ و نقر ساعةٌ حائِطها إلى حَواسهما..

-محَال لم اعتقد بأنه كان سؤالاً حساساً المعذرةٌ..

يَروق لَها جانِب العبَث تجد بأن هذه طَريقتها لتَنتقم بِها مِنه،لعبثه طويلاً معها و لأختيِاره تِلك الوسيِلةٌ الوقحةٌ فِي اخضاعها له..

هِي بالتأكيِد لن تخلد هَذه الليلةٌ لسَريرها دون أن تشعر بِكافةٌ لسعاته السامةٌ حول بشَرتها اليقَقه..

-لقد قمتِ بشحذ كلماتكِ جيدًا؛سأجد ذلك تعادلاً لا يَحصل عليِه الكثَير..

عاد ليستند إلى الأريكةٌ فِي استرخاء تَام ما أن رفَعت كوبها لَه في رِضى،تشهده يتأمل السَقف لبَعض مِن الوقت ثم عاد لسؤاله الحذَر..

-ما الذِي اقترحاه لإِنهاء الأمر؟..

كان حديِثه يشَير إلى باستيلي و فولكوف فِي صوت لا يَحوي فضولًا واضحًا لكِن ما آثار إِنتباهها هو رغبَته ليِعلم بِذلك مِنها..

تتساءَّل إن كان ذَلك السؤال شَيء يَجدر بِها وضَع تخمينَات حَوله حِين أجابت..

-أنت لا تعتقد بأن باستيِلي قديِس و فولكوف فتى الكنيِسةٌ المهذب،بالتأكيِد كان شيئًا يليِق بصفتيِهما..

تردف حيِن عاد لتأمَلها فِي وضَعه المتأنيِ يلتقِط سيِجارةٌ آخر ليِدخنها،تخَمن بأن هناك شَيء خَفي خلف إفراطه فِي التدخِين لَهذه الليِلة..

-مَوعدان..أحدها أن يكون هناك نقَاش يؤكد له عدم تأخر منتجاته،و الآخر ربما تعَرضه إلى ذَلك الكم الهائل مِن اللكمات قد افسد عقله..

كَان قولها الأخيِر هادئًا حذرًا يمتلك الكثير مِن التوان و هِي تفكر بِذلك الرَجل مجددًا،فولكَوف..

ما تَعلمه مِن وسائل التواصَل الساذجةٌ،و خبيِر النميمةٌ آدم هوديِني؛فأن ذَلك الرَجل هو مَلاكم محتَرف سابِق..

شيء يِناسبَه بَل و يِليق بحقيقةٌ كَونه كلَب مسعَور لا يتهاون فِي خَلق نِزاع و أن لم تَكن تكترث لوجوده حتى..

تتسأل في لحظةٌ وجدته يشرد لبَعض من الوقت حيِن تم ذِكر ذَلك الرجَل،و مِهنته السابقةٌ لكِن لم يَكن هناك شَيء عابِث مِنها..

-اتسأل لمَا عليِه أن يتخلى عَن شيء يَليِق بصفاقته و غَضبه فقط ليَصبح معماري طفوليِ؟..

تَجد فِي لحظةٌ هدوء لم تحَمل رغبةٌ فِي معرفةٌ الإِجابة بَل هو قَول يَشير إلى مَدى فوضويِته،و عقليِته الجنونيِة ردًا خفيًا..

-لقد تعرض لإِصابةٌ فِي عموده الفَقري..

لقد كان بإمكانها تخميِن ذَلك بَل هناك مقال عَن تأثر جزءٌ مِن عموده الفَقري نتيِجةٌ ضربةٌ طائِشة مِن خصمه فِي إحدى المنافسَات إلا أن قَولها حينها حمل مغزًا آخر..

لسيزار فولكوف بَطل سابِق،و شَخص دمَوي صَارم كان طَريق اهتمامه بِذلك الجانِب أكثر تلائمًا لكِنه مضى فِي أرض ملتويةٌ لا تَليق بقَدره..

-كان عليِه أن يَكون أكثر حذرًا..

نبَست كلماتها هامِسة تضَع كوبها إلى طَاولتها حتى استَوقف حواسَها قَوله بِطريقةٌ تمكنت مِن قَبض فؤادها فِي صَدمةٌ و نَدم..

-حذِرًا مِن شَقيقه!،نعم إن كَان مَن قام بِذلك..

شَهدته باسِم المحِي على نَحو لم تشَهدها يومًا فِي مرء،تِلك لم تَكن سَخرية بَل ذكرى عابِرة تَحمل ألمًا..

تعلم بأَنه يَتملك شَعورًا خفيًا و بأن قَوله تمكَن مِن العبث فِي طريقةٌ تفكيِرها تِجاة ذَلك الرجَل..

لقَد حذَرها مِنه يومًا لكِن ها هو يِدافع عَنه بِكلمات لم تَحمل وضوحًا قَد يَفضح ذَلك..

يخبرها حيِنها و هو يعود لتدخيِن سيِجارته بِينما تحيِطه تِلك الهالةٌ الداكِنةٌ فِي سخَرية..

-مجددًا عدو المرء الأول عائِلته..

ما كانت لتمتلك شيئًا كي تَقوله ليِس إن كَان جميِع ما يِقال تَم خنقَه عبر كلماته الثقيِلة..

لا يَمكنها أن تجادلَه بِذلك الشَأن،تفكَر بأنه بالفِعل لم يَتم ذَكِر ذلك الخَصم على الجرائِد قَط..

لقد كَان خصَمه و عدوه الأول هِي عائِلته..

سِيزار فَولكوف مَن يبدو كشَخص لا يمتلك ماضًا يحمل ألمًا؛لفَرط هَزله و تلاعِبه بِصفاقه ها هو اليَوم يَبدو لَها شيئًا لا يَعتلج كلَماته سِوى الألم..

-لا يَمكنك الحَكم على كِتاب مِن غلافه اذًا..

تتأملت ساعةٌ حائطها لبَعض مِن الوقَت فِي دقائق تَهور حيِن وجدته يراقبها أثناء قَولها..

تفكَر كَان عليِها أن لا تشَارك أفكَارها فِي دقيقةٌ مَن كلل..

تَجد بأن الطريقةٌ الوحيدةٌ لتلوم بِها ذاتها بَعيدًا عن عيِنيه المتفحصة هي يأن تنهِي هذه الليلةٌ دون مزِيد مِن المفاجئات..

رغم ذَلك هِي أنثَى متَلاعِبة تَمتلك طَريقةٌ لتخلق شَعورًا مختلفًا فِي وضَع يحَتمل به أن يَخلق نِزاع..

لم تشَئ وقتئذ أن تَكون هَذه النِهاية حِيث سيزار هو موضَوعهما الأخِير حتى وَجدت وسيِلةٌ قَد تَرضِي بِها ذَلك الرَجل و تِزيح عَنه أطِياف الكآبه..

تهَمس لَه كلماتَها بينما تَتأمله يَسند رأسه إلى طَرف الأريكةٌ منغمسةٌ فِي ملذَاته بينما يتنبه لكَونها على وشَك الإِبتعاد عن جانبه..

-عَمت مساءً إيَريك..

هَا هو صَوتها يَبدو جميِلاً ناعمًا لا يعكس جزءً مِن العاصِفةٌ التِي تَمكنت مِن زرعَها فِي هذه الأجواء..

تَصرف متَهور قَد لا تَعلم مِقدار ما هِي على وشَك مواجهته أثرًا لإِزاحةٌ الرسَميةٌ و التشَريفات؛فِيما بيِنهما اولاً..

تتساءل فِي ثانيةٌ كادت تفقَد بِها تهذِيب شَعورها إِن كانت تِلك العيِنان من تَحدق بِها تتحَدث لغةٌ صاخِبة حد شعورها بِفتيِل يسَتعد لإحراقَها شجنًا أم أن خيِالها مجددًا يَنسج حدثًا..

يَعيدها إلى عَالمها صَوته الشَذن بينما يَرد لَها كلَماتها دَون إِضافةٌ تفصح عَن رِضاه،و مِن شأنها أن تطفئ ذَلك اللهِيب إلى فؤادها..

-عمتِ مساءً إيفليِن..

****
إسبانيَا|مَدريد|حَيث سُرِق قَلبه

تَوجد هالةٌ خفِية تحيِط من حولَنا لا نشَعر بِها إلا فِي حالةٌ واحِدة حِينما تداهِمنا عاطِفةٌ سَاذجةٌ جَراء إلتفاتةٌ تَمكنت مِن خَرق حاجِزنا المَتيِن..

الحاجِز الذِي يَبنى لمئَات السنِين القلبيِة و يتداعى لأدنى نظرةٌ متشبعةٌ بالعاطِفة و كَلمة مِن شأنها احتراق فؤادك عميقًا..

كَانت عيِنيها الرماديِةٌ الدافَئة تَلمع أسَفل إِضاءةٌ الثَريا إلى سَقف القاعةٌ المتشَبِعة بالأثَريِاء و النبَلاء بيِنما تَنشَغل شَفتيِها الدمويِة فِي هَمس لَحن الجَاز الهادئ..

تلتقِط أنفَاسها متأملةٌ بِتأنًا أولئك الأثريِاء بِبذلاتِهما الفاخِرةٌ و أعينهم الماكِرة تدور حَول رَجل واحِد..

رَجل بَدى مظهَره هيبيًا،قاسيًِا و مليئًا بالفِتنة إلى الحَد الِذي يَخلق عواصِف إلى فَؤادك المتشَبع بالصَبابه..

لكِنها كاتيِا روستشيِلد مَن تتأَمله بِنظرةٌ عمليِة و هِي تفَكر مليًا بَطريقَتها المفعَمةٌ بالسخَرية..

أنّا لرَجل بِمظهر فاتِن كهذا أن يَكون معماريًا عوضًا عن لوحةٌ فِي متَحف مَا..

تعَدد محاسِنه العَذبةٌ إلى عيِنيها الفَريدةٌ فِي خَلق مشَهد يَناسَب خَيَالها الجامِح،و إرضَاء فَضولهَا الصاخِب..

شاهِق الطَول،بنيةٌ جذابة،ياقةٌ قميص بيِضاء جميلةٌ لتشَدها فِي غضَب و عقدةٌ يَدان قويةٌ تدل على ثِقةٌ دفعت بِها لأن تتأملها طويلاً..

-سيزار فولكوف..

صَدر صَوت رجولِي شَذن إلى جانبَها يِفصح جلياً عن هويةٌ من كَان عِنواناً لإِهتمامها المفَاجئ..

اهتَمام مفاجئ نَحو عيِنان داكِنةٌ مِن شأنها أن تقَتل مرءً أن بَدى ذَلك جائزًا لمزاجَهما العَكر..

ذَلك المحي الصَلب بَدى متشبعًا بَكم هائِل مِن الغضَب،غضَب لا يَدركه شَخص عَدا مَن يِمتلك حيلةٌ ليَدفع بِالغضب إلى الهاوية..

و مَن هناك أَفضل مِن ذَلك عدا كاتيِا روستشيِلد!!..

-ما قصة تِلك النظرة الحارقة؟..

سألت بِصوتها الرقِيق تظَمر خَلفه صخبًا يصَعب إخضَاعه لسلطةٌ بَشر..

تَعلق عيِنيها القاتِمة طويلاً لتدرسَ فِي حذَر تِلك الايِماءات المتأنيةٌ و صَاحبها الفاتِن..

-ربما هذا هو وجهه!..

لكزته فِي صَدره تخنق أنفَاسه بِفعلها، لا تزيِح نظرها عن مصَدر إهتَمامها حيِنما أجاب بسذاجةٌ على سؤالها دون جِدال..

-تبًا لا أعلم،يا لهذه القبضة الفَولاذِية..

يَلف وعيِها فِي لحظةٌ مِن الفَضول ما تَعلمه عَن ذَلك الرجَل و ذَلك بالتأكِيد شَيء لا يَطيب لَها..

أنه رَجل لا يَكترث لشَيء عَدا ما يَمكن لنفوذَه أن تَبطش،يِمكنَها ضَمه إلى قائمةٌ الأوغَاد لكَاتيِا روستشيِلد..

تجد رفِيقها يتأمل محيِها طويلاً علمت مِن خلالها بأنه يمتلك شيئًا عالقًا فِي صدره يستدعِي الحديِث و ربما شَيء سيغضبها بالفِعل..

-ألا تعتقديِن بأن استخدام قبضتكِ بِهذه الطريقة قَد يعرضكِ للمسائلة القانونية؟..

تتأمله وقتئذ بعيِنيها الآثيِريةٌ الهادئة لكِنهما لم تكونَا بِذلك اللطَف الذِي يلفهما عادةً بَل شَيء يحَمل غضبًا خَفي كانت تظَمره لوقت أطَول مِما تعتقد..

صَديِقها المقَرب كريستوفر مانويِل يَسعى بإستماتةٌ ليِحفر قبَره بيِده حيِنما دفَع ذلك السؤال إلى مسَامعها..

-لماَ؟،هل ترغب بِرفع واحدة سَيد مانويِل؟..

تشَهده يحيطها بتحديِقاته الحذرة لثانية تجلت بِها عيِنيها من تحمل لهَيبًا ليس جزءً مِن عاداتهَا المرحة..

لهيبًا لا يَحرق عادةٌ بَل يَخلق عاصفةٌ مِن شأنها إحداث فوضى فِي حياة سائِلهَا..

يتأكد مِن صِدق تَخمينه حيِال غضَبها الليلةٌ على وجه الخصوص حال أن وَجدت لَذاتها فضولًا خِلال ساعةٌ و نصَف مِن الأجتواء..

و ما كَان ذَلك عدا فولكوف..

يخبَرها آنذاك يلتقَط كأسًا مِن على المنضدةٌ ليتناول محتواه ثم يَشيح بَبصره عنَها لطَالما يَعلم بأنه سيِنجح فِي عجَن ذَلك المِزاج العَكر..

-ما كنت لأفعل حينما أدَرك بأننيّ سأدفن فِي ضرَيح عائلتي قبل أن أصِل لمركز الشرطةٌ حتى..

تعود عيِنيه لتحَدق بِه و هي تَخفِي إبتسامةٌ سخريةٌ هادئة من شأنَها أن تنيِر ذَلك المحَي اليَقق خَلف خصَلاتها الذَهبيةٌ اللامعَة..

تشَعر بتحديِقه المنغَمس بِها وقَت أطَول مِن العادةٌ و تِلك كانت طريقته الوقحةٌ ليَدفعها نَحو الإِفصاح عما يِعتلج خلَدها ما أن نبست..

-قل ما لديك كريَس لا أمتلك اليَوم بِطولة لمراوغتَك..

تزيِح بَصرها عن ذَلك الرجل للحظات مِن شأنَها أن تجد عيِنان لا تحمل سِوى وداً و قَلق حيِالها..

تراقَبه يَميل إليِه فِي فَضول باحثًا عن مظَهر المَرح حول عيِنيها الهادئةٌ حَتى وصَلها سؤَاله..

-مَن يَمتلك مرحكِ يا تَرى؟..

أنَها تحبذ عَلاقتهما تِلك كشَيء مِن الصَداقةٌ و الود معًا دَون شَعور و حاجةٌ لأن يَكون هنَاك أكثَر مِن ذَلك..

يخاجَلها تَردد فِي الأفصاح عما لَه القدرةٌ ليِخضع كاتيِا روستشيِلد إلى التأنُي و الحَذر،شَيء له القدرةٌ لأن يِجعلها عرضةٌ للأذى..

أَذى إخفاءِها ذَلك السَر طويلاً و شَعورها بالسذاجةٌ حيِنما وقَفت يَومها كطفلةٌ بلهَاء فِي مواجهةٌ مع رَجل يِمكنها قَتله فِي وعيِها آلاف المَرات دَون كَلل..

رَجل كَان لَه قدر بَالغ مِن الصفاقةٌ ليِعبث فِي شَعورها رغم كَونه يِمتلك عالمًا جديدًا لا يَليِق بحقارته..

-هيِلين،كنت تَعلم بشأن خطيِبها كالڤن هوفر!..

وجدت ذَاتها توقِف كَلماته حيِنما شَهدت محيِه يتشَبع بألوان مختلفةٌ تَخبرها عَن مِقدار مفاجأته..

كانت تَعلم بأن رفِيقيها سيِخفيِان الأمر طويلاً لطَالما يِعلمان ما علاقَتها بِذلك الخطِيب المنشَود..

علاقةٌ ثأر و ضغيِنة..

-لقَد سأل عن إيڤليِن..

تردَف بوتيرةٌ غَضب واضِحة لكِن لا يَزال محيِها ناعماً جميِلاً كما لو أنها تكبح عن ذَاتها التداعِي فِي محيِط الأجتواء هذا..

و هِي لَن تسَمح لأحد بأن يَعبث طويلاً فِي شَعورها ليِس لَذلك الرَجل حتى مَن دَفع بشَقيقتها لمغادرةٌ هذه الأرض دَون إلتفاتةٌ واحدة..

-سأل فِي يوم خِطبتهما عن إيِڤلين،بَعد كَل شَيء لَقد كان لَه مِقدار هائِل من الوقاحةٌ ليفَعل..

فِي وضَع آخر كانت لتكَون كاتيِا الفتاةٌ الأكثر صخبًا،و متعةٌ فِي هذا الحَفل لكِن تِلك الأحداث المختنقةٌ كان لها قدرةٌ لتخيِم أعلى سَقف شَعورها..

صَديُقتها المقَربةٌ و الوحيِدة على وشَك الزواجَ بِزير نِساء لا يَزال يِلاحق شَقيِقتها لِيس حبًا بَل طمعًا بما هِي عليِه..

و حيِنما اعتقدت بأن كريستوفر سيساندها فِي رفَض تِلك العلاقةٌ و جَدته الأكثرَ حرصًا ليِخفي ذَلك السِر..

أنّا لها اليَوم أن تحضَى بِمرحها حيِنما تَمكن أشَد البَشر قربًا إلى قَلبها مِن خيِانتها بِتلك الطَريقةٌ الغادِرة..

ليِس و كأن محاولتها لمَنعهم مِن التَهور فِي خوض عَلاقةٌ حَرب قَد تنفَعها فِي شَيء بَل هيِ محاولةٌ لتمنع عنَهم الأذى؛فتجد بأنهم الأذى بِحد ذَاته..

تشَهد صَمت كريستوفر لوقت أطول مما يَجب،تَعلم مِقدار المفاجئةٌ إليِه،مَن كَان شَخصًا عالقاً بيِن حبلان من شأنهما الإلتفات حَول عنقه عوضًا عن تمزيِق أطرافه..

و ما كانت تِلك الحِبال سِوى صِديقتيّ طفولته جانِب كاتيِا الأشد غضباً،و جانِب هيِلين المتشبع بالسذاجة..

تنشَغل عنه تسمح لَه فِي ترتيب كلَماته ما أن وجَدت بَعضًا من الحاضَرين يتنبهون لوجودها و هِي تلقِي بايماءَاتها المرحبةٌ إليِهم..

-كاتِيا،لا أعلم ما..

عادت لتأمله يختنقَ بِكلماتَه أمام تحديِقاتها الودوةٌ،أَنها لن تنهَره تعلم لِما أخفى الجميِع ذَلك السَر لوقت كافاً حتى لا يسَعها التدخل..

-هل كنت تعتقد بأن اخفاء هَذا الأمَر سيستمر حتى ماذا؟،أن تنجب هيِلين طفلاً؟..

سَخرت بِنعومةٌ لا تظمر ضِحكتها هذه المرةٌ كما هِي عليِه مِن فتاةٌ متسامحه ثم تردِف..

-لنا جميعًا وعي لندرك بِه ما يَحيطنا و أن نسلك طريقنا دَون حاجةٌ لأن يَخبرنا الجميِع بما عليِنا فِعله،أن لا نخضع للآخريِن فقَط لنبقيِهم إلى جانِبنا لذا لن اقوم بِلوم هِيلين لكِن أخبرك بأن ذَلك الرجل لا يَزال يَبحث عَن مكَان له فِي طَريق شَقيقتي..

يمكنها أن تَخمن ما ستلفَظه كلَماته،تِلك الكلمات التِي وضَعت حَروفها هيِلين جيدًا حول فؤادها..

لا شَيء يَثير استياءها بشأن نِزاعها إلى اقَرب البَشر إليِها،إن كَان ذلك مِن شأنه أن يَترك شَقيقتها لتحضى و لمرةٌ واحِدة بِحياةٌ هانئة..

شَقيِقتها الوحيدةٌ و صَديِقتها الأقَرب،و أن كَان هنَاك مساحةٌ هائلةٌ فِي فؤادها لأحد؛فما مِن مرء قادر على أن يقتص مِنها جزءً سوى إيِڤلين..

-تعلميِن بأن ما يخوضانَه ليِس حباً و هيِلين تَدرك ما هو عليِه ذَلك الرجل لكِن مجدداً كِلانا يعلم حاجةٌ عائِلتها إلى ذلك الزواج..

كان لهَا أن تشَفنه لكِن فَراغ عيِنيها مِن مصَدر إهتمامها بذَلك الرجَل من تحيِط عيِناه الزمرديِةٌ ديجوريةٌ قاتِمة دفع بِها لتَمتنع..

تفَصح عن قوله آنذاك لتلقِي بسخريةٌ اخيِرة بينما تقَف من موضِعها كِي تغادر جانِبه..

-أنه القَرن الواحد و العشريِن كريِس،ليَس على أي أمرأةٌ أن تتخلى عَن ذَاتها لأحد..

ألقَت بِوداعها الأخيِرة إليِه يشَهدها تَختفِي بيِن الجَمع الغفيِر لا يَبقى اثَر لوَجودَها عدا تِلك الطبعةٌ الدمويةٌ حَول كأَسها الخَاوي،و كَلماتهَا الصَريحةٌ فِي قَسوة..

فِي الجانِب الآخر حيِث لا صَوت يَصدر عدَا خرير المياةٌ إلى النافورةٌ المضيئةٌ فِي ذلك الديِجور وقف جسَده طويلاً بينما تغرق أصابِعه أَسفل ماؤها العَذب..

تَخترق تِلك البَرودةٌ محيِه الصَلد فِي شَرود حَالم بينما تتَبع عيِناه الزمرديةٌ تَموجات النيِكوتين المحتَرق إلى شَفتيه..

يَسدل جَفنيِه طويِلاً لا شَيء ليَجول وعيِه الصَاخِب عدا تسرب البَرودةٌ إلى فؤاده حَد تجَاهله ذَلك الصقيِع من كَان يَضرب أصابَعه؛فيصيِبها بالخَدر..

و ما مِن شَيء لَه القدرةٌ ليَفيقه عدا لسعةٌ نهايةٌ سيجارته مَن ثَبتت لوقَت طويِل فِي يَده الحَرة..

يتأملها حيِنها لبَعض مِن الوقَت فِي جَفاء بينما يَتركها لتلتهَم جزءً مَنه دَون رد فِعل واضَح أو تأثر..

تخبو حيِنها ألوانَها المحترقةٌ بِنعومةٌ ما يَدفعه لرميِها أَسفل حِذاءه اللامَع بينما يَغمر ذَلك الجرح كي يَلطف به حدةٌ لسَعاته..

يَعود خطواته الثابتةٌ إلى الوراء باحثًا فِي جيوب بنطاله عن سيِجارةٌ أخرى لتشاركه مَجلسه فَلا رفِيق قَد يحتمله عداها..

لِيس إِن كَان صَاحب المِزاج العكِر و مَن يِحمل غضبًا لا يَنتهِي سِوى بِنزاع..

يَتذكر آنذاك فِي لحظةٌ شَرود نسيانه علبتها فِي مقعد سيِارته،يِمكث تِلك الدقائق المتبقيِةٌ مِن الصَمت متجهًا حيِث موضَعها كي ينتشَل سيجارةٌ أخرى؛ليِدخنها..

تَرتخِي حِدةٌ اعصَابَه المجهدة مضطَجعًا كرسيِه بينما تتأمل عيِنيه ذلك الطَريق خاويًا ديجوريًا حتى تجَلى مشَهد مفاجئ كان مِن شأنه أن يَثير إِهتمامه..

فتاةٌ ديجورية تتبَع أخرى صاخِبةٌ حَد شَعورك بأن هنَاك لهيبًا يحيِط عيِنيها الهَادئة..

ذَلك الاجتَواء المتشَبع فِي رماديِتها بَدى شيئًا دفع بعقدةٌ حاجبيِه لأن ترتقِي فِي محاولةٌ لتفقَد محيِها اليَقق..

يشَهدها هناك على مقربةٌ كافية مِن مقدمةٌ سيِارته بخصَلاتها الذَهبيةٌ من تداعِب عنقها فِي ود بينما يلازَمها تِلك العيِنين الملتهبةٌ أسفل سخريةٌ تلفظَت بِها كلماتها مَن كانت لا تَصله..

أن الفَتاتان يَخوضَنا نوعًا مِن الشِجار لكِن هَناك طَرفًا مستجَدي بإستماتةٌ ليَرضِي تِلك الملتَهبة،و ما كَان ذَلك سِوى الفتاةٌ ذات الخصَلات الغرابيِة..

يتأملها حينها لوقت كافاً كي يَصنع لَها منحوتةٌ فِي ذِهنه و وعيِه؛فيما يختزِنها عميقًا فِي الذاكِرة..

تبَدو كفتاةٌ يَمكنه أن يَجد ألفًا مِنها فِي مدريد لكن تِلك النظرةٌ العابِثة القاسيِة كانت شيئًا نفيسًا لا يَسهل امتِلاكه..

شيء آثيري يَحتمل الصلابةٌ و النعومةٌ معًا،شَيء لن تشَهده عيِنيه يومًا فِي امرأة ..

يَدخن آنذاك سيِجارته فِي هدوء بينما يتأمل تِلك الأحَداث الشِيقةٌ دَون تدَخل حال أن وصَل فَرد آخر يشاركهم ذلك النِقاش الحَاد لبَعض مِن الوقت..

لا يَنتهِي ذَلك على نَحو سَار ما أن دَفع جسدها فِي قسوةٌ بعيدًا حيِنما كادت أن تصَله بِكلماتها الناريِة..

قَد لا يَمتلك مهارةٌ فِي تَحدث الإسبانِية بِدرجةٌ عاليِة مِن الَطلاقة لكِن اذناه لا تخَطأ حَروف الشتائِم..

بَدى ذَلك الفِعل امرًا كان مِن شأنه أن يَرخي عقدةٌ حاجبيِه ترقبًا لما يَحدث..

يفَكر اثرًا لتلقِيها دفعةٌ إرجاع تمنعها مِن الوصول إليه..

إن كَانت فتاةٌ مَدريِدية ربما قَد تحيِط عيِنيها بلورات لامِعة  لكِن إن كَانت كاتيِا روستشيِلد؛فتلك الضِحكةٌ الساخرةٌ هي ما قَد تَلف محيها الهَادئ فِي شيِطانية..

يِدفع ذلك بإبتسامةٌ معجبة لأن تتجلى حول شَفتيه قَبل أن تخنقَها قَبضتها الثقيلةٌ و هِي تدفع ذلك الرجل بذات القسوة إلى مقدمةٌ سيِارته حد ارتجَاجها عنيفًا..

يتضَح لَه حينها ما يَدور هنَاك بِصوتها الحاد مَن آتى ناعِمًا إلى وعيِه..

-كلمةٌ واحِدة بَعد هَوفر و أعَدك بأن هذه هِي المرةٌ الأخيِرة لك لترى بها طرفًا فِي جسَدك..

اظَمر ضِحكته اثرًا للمفاجئة يتأنى فِي تأملَها مدركًا بأنه شاهد وحيِد لَهذا النَوع الثقِيل مِن الأحداث الدرامية..

و كرجل يَعلم ما هِي عليِه أفَعال الذَكور أدرك مسبقًا نِهايةٌ هذه المسرحيِةٌ المتراقَصة أمامه ما أن ارتقَت يَد الآخر عاليِاً تستعد لإيِذائها..

ثوانًا مِن اللحظةٌ كَان يَقف هنَاك يسند قبضته عاليًِا يَكبح جَموح ذَلك الرَجل ليَحيط يَده الوقحةٌ خلف ظَهره لا يَصغي إلى تِلك الشتائِم الثقيلةٌ و هي تطاله..

يتأمَلها بِهدوء و حذر بَالغ لا يَزيِح بَصره عنها ما أن تراجعت خطَواتها اثرًا لقَربه،و صَوته من كاَن قويًا حَد إلتحافهم بالصَمت..

-سَيد هَوفر أن كَنت ستسعى لَخلق نِزاع نسائِي لا يَجدر بِك أن تمارسَه فِي مَكان كَهذا..

يَردف بذات لغتَهم الأجنبيِة ما أن تأمل عيِنيها تلتحِف باليقظةٌ رغم ذَلك فقَد اظمرت كلماتَها بينما تصغِي لما لديِه..

-على الأقَل ليِس أعلى سيِارةٌ لا يَمكنك تَحمل تكَاليِف اصَلاحها حَتى..

تساءَلت فِي سِرها مِقدار الصفاقةٌ التِي تخول مرءً كِي يزدرء بها أحدهم عبر تِلك الكلمات الوقحةٌ بَعد أن كَان منقذًا يتشَبع بالكيِاسة..

تبادله تِلك التحديِقةٌ المتحَدية يَتجاهل كِلاهما أعتذار هوفَر و تفاجئه لحضَور رجَل السلطةٌ شاهدًا لأفعَاله الهجميِة..

-سيد فولكَوف المعذرةٌ لم اعلم بأنكَ كنتَ شاهدًا لما يَحدث..

تجَده يَرخِي قَبضته يَسمح لذَلك الرجَل بأن يفصح عما لديِه بينما يتفقد خدشًا ضئِيلاً طَال مقدمةٌ سيِارته..

-سأحرص على تعويِضك سَيدي أرجو بأن ذَلك لا يَضايقك..

تَعلم إلى ما ترميِه كلَماته تِلك؛فهي المتَهم الأول فِي هذه القَضيِة رغم ذَلك فقد بَقيت هادئةٌ حال أن أحاطت هيِلين ذِراعها تكبَحها عَن فِعل شَيء متهَور..

تتأمله لا يَكترث بِما اعلنَه هوفر،يدس يَديه فِي جيوب بِنطاله الرسِمي ينتظَر شَيئًا كان مِن السَهل لها أن تدركه..

شَيءً مِن شأنه أن يَخلق نِزاع،إنه رجل يَحبذ خَلق العداوةٌ فِي افئدة مَن حَوله..

تِلك تَبدو له كوسيِلةٌ وقائيِة و متَعة..

-أنه لا يخاطِبك إيِها المغفل الأحمق..

نظَرةٌ التَحدي تِلك كانت تَحمل شيئًا مِن السَحر و الجَمال،نظرةٌ لا تَخشى التمادِي أو أن تخضع لبَشر..

تزيِح عنها اليَد الملتفةٌ لتكبَح جموحَها تقَف فِي مواجهته لتصَب ما تبقى مِن غضَبها إليِه لطَالما يَتعمد إلى خَلق نِزاع بيِنهما..

إِنها بَالكاد تَعرفه و إِن كان يَبدو آيةٌ مِن الفِتنةٌ لعيِنيها فِهي ليِست شَخصًا ساذجًا قَد يحنِي عنقه لأحد..

-المعذرةٌ سيَد فولكَوف،يمكنك أن تحدد ما تشاء مِن الأرقام،و أرجو بأن تختار رقمًا من شأنه أن يرضِيك؛فَلا يَحصل الكثَير على هَذه الفَرصة..

تردَف حيِن ارتقى حاجبِه تجاوباً مع قَولها ترفع يَدها بتحذير توقف بذلك هوفر ما أن كاد يَطالها بنبرته الوقَحة..

-لكِن إن كنت لا تَمانع يجب أن تسَتحق ذَلك المبلَغ اولاً..

****
المرأةٌ تستَدرج الرجَل إِلى الحيِاةٌ بيِنما الرجل يِجرها إلى القَبر ذَلك كَان قَولاً لنِيتشه ملائمًا لوتيِرةٌ الشَد التِي تَخضع لَها علاقةٌ جنِس بَني آدم بِملائكةٌ حواء..

لم تعتقَد يومًا بأن اسمًا تلفظَت بِه شَفتيها مِن شأنه أن يَعصف شَعورها حد دفعَها إلى ملازمةٌ الأرق ..

تَرخِي قَبضتها المشدودةٌ حَول صِدغيها بيِنما تسكَن عيِنيها طويلاً حيِث تِلك الأوراق مَن؛فسَرت الكَثير إليِها..

هنَاك سَبب واضِح دَفع بفرتهَايمر إلى خَوض هَذه الصفقةٌ الخاسِرة مَن لا تعَود عليِه بِفائدة..

سَبب كَان مِن شأنه أن يَرفع سَقف غطَرسَتها حتَى ادركت بأنه لم يَكن سِوى سَبب إلى نِهايتها..

أنَها مرءٌ لا يِسهل إِستغفَاله،مرء لا يَقبل بالتنازِلات أو بالبَقاء فِي الظِلال طويلاً حيِنما يِتطلب الأمر بقاء وعيِها حاضرًا..

سترغب بِسماع ذَلك مِنه وحده بِصوته الشَذن و عيِنيه الماكِرة لتنهِي هذه الصَفقةٌ دونمَا شَعور بقاءً من الإفتتان إليِه..

ستظَمر رغبَتها بأن تخترق قِناعه،حواجِزه و عَالمه لا لشَيء بَل لِذاتها مَن تخمن مسبقًا عواقِب هذَا الشَجن..

حبًا!،إِنها بالكَاد تمتلك تِلك العاطفة فِي فؤادها،لا يَسهل لمرء لا يَعلم ما تعنيِه تِلك الكلمة أن يَغوص عميقًا فِي ذَلك الشَعور..

ما تشَعر بِه تجاة ذَلك الرجَل هو إفتتان و فضَول لا أقَل مِن ذَلك و لن يَكون هنَاك أكثَر فِي مستقبَلها أو حاضرها..

إِنها تَجد ذَلك الرجَل كما الشَخصِيات الخيِاليةٌ فِي القَصص المصورةٌ فقط،شَيء ساحِر آثيِري لن تَجمعكمَا السَبل و إِن كَانت هنَاك دعوةٌ صادقة فِي قلبك لَذلك..

تشهَد كارول تبعث بإبتسامةٌ معتذرةٌ إليها تشَير إلى كونه يَطلبها فِي مكتبِه حَال أن وضعت إيماءةٌ إستجابةٌ حول محيِها..

تخوض جولة فِي ذاكرتها و بقاءهما قريبًا إلى تِلك الزاويةٌ بيِن الارائك لإنهاء ما تبقَى منذ يَومان دون غفوةٌ واحِدة..

رغم ذلك فقد كَانا على قَدر بَالغ مِن الحرفِية ليمتنَعا عن الخَوض فِي سلسلةٌ الإغواء تِلك..

تراقِبه مِن موضَعها قريباً إلى مكتبه للحظَات قَصيِرة؛فيما يَهتم بِما لديِه أثناء إٍزاحته تِلك النظَارة الطبية أعلى خصَلاته الغَرابيِة..

تطَرق بِضع طرقَات متناغِمة بَاب مكتبه مشيرةٌ بِذلك إلى وجَودها قبل أن تدلف ما أن وجه بَصره إليِها..

-هل هنَاك شَيء آخر لمراجعته؟..

اومأ أن لا يحتفظ بِصوته لِبعض مِن الوقت منهمكًا بِما يَقوم ثَم وجه بِضع وثائق تنبَهت لكونَها تسَتدعِي توقيِعها..

إِن كَانت على قَدر كافًا مِن الإدراك و التَخميِن؛فكِلاهما تَجنب الخَوض فِي الحَديث أو المَرواغة خِلال تِلك الفترةٌ الطَويِلة..

تتخَذ آنذاك موضعًا لَها أمام بَصره فيما تشَعر للحظَات ببعض مِن الخَدر يَصيب وعيِها أثناء انتهاءها مِن توقيع تِلك الوثائق..

يَدفعها ذلك لأن تغوص عميقًا فِي رغبةٌ ملحة كِي تحضى بِغفوةٌ تستعِيد بِها ثباتها اثناء قَولها..

-إن كَان هذا كَل شَيء؛فسأرغب بالمغادرة باكرًا..

راقَبته بِهدوء يِضع عنه تِلك الأوراق جانباً يتأملها للحظَات متأنيًِا كما لو أنه يَدرك مِقدار إِنهاكها..

تتساءل إِن كَان هنَاك خَلل جيِني يَصيبه؛فَلا يشَتهي به النَوم قَط،إِنها لا تتَذكر جزءً مِنه قد اسَدل جفَنيه لبضع دقائق حَتى..

-يَمكننَا المغادرةٌ سَوية ما أن ننهِي تِلك الوثَائق..

اومأت بِرضى تعود لتتَبعه عيِنيها و هو يَمد بكفه إليِها،يحتضَن كفها إليٍه آنذاك كِي يسَاعدها فِي تخطِي المرتفع لتقعد قريبًا مِنه..

تنغَمس فِي ما تقَومه بِه تثَق بأنها المرةٌ الأخيرةٌ لَها لتشَارك رَجلا لا يَحمل إِنهاكاً فِي وعيِه مشَروع آخر حَتى نبَست عنوةٌ..

-اذاً لمِا نمتلك هذه الصفقةٌ منذ البداية؟..

كَان عليِها أن تطَرق باب ذَلك الجانِب مِن القِصة،تَعلم بأن حِرصه ليِمنعها مِن السؤال يَقبع خَلفه شَيء قَد لا يَروق لها..

تردَف حَال أن تأمل عيِنيها فِي هَدوء لَه القدرةٌ ليَبدو صاخبًا متشَبع بِتلك الهالةٌ القويِة بينما يهمل شأن سؤالها..

-لقَد تبقى يَوم واحد للخَاتمة نحن فِي الورقةٌ الأخيرةٌ مِن هذه الروايِة لذَا أنه الوقت المثَالي لأحصل على إِجابةٌ مقنعة..

طَالعته آنذاك يضَع تِلك العقدةٌ المزدوجةٌ أعلى حاجبيه في تفكيِر لا يَتطلب مِنه سِوى ثلاث ثَوان ليَخبرَها بِسَخريِته الساحِرة..

-هناك جَزء آخر لهذه الروايةٌ يِمكنك تفقده ما أن يِتم إصداره..

كَان عليِها أن لا تسَمح لَه بالمَرواغةٌ حيِنما فَقدت سلطَتها تِجاة تِلك الأبتسامةٌ المعجبة أعلى شَفتيِها..

-تدرك بأنك تَرواغ سيِدة المرواغة؟..

سَألت فِي إِريحيةٌ لا تَحمل تهديدًا رغم حقيِقةٌ ذَلك الأمر،أليِس ذَلك هو سَببه الأعظَم ليِضعها فِي جولةٌ الإِختناق هذه..

كَونها امرأةٌ مرواغةٌ تتمكَن مِن خَنق الكلَمات و إِخضاع الآخريِن لسلطةٌ كلماتها!..

تتأمله يَومأ لَها ما أن داهمت جولةٌ تفكيره بحديِثها ثم يِضع ما بين يِديه جانباً كِي يطرح سؤالاً قَد لا تَحمل إِجابته..

-تعلميِن بشأن مصَانع ليسبكتور للخَمور؟..

تجده يَردف فِي هَدوء بينما يَتفقد شيئًا فِي ذَاكِرته،دَفع بِها لأن تضَع بِضع تخميِناتها حيِال تِلك المصانع..

-أنها تَعود لفرانس فِيلينك..

كادت إِبتسامةٌ سَخرية صاخِبة أن تعتلي محيِها تفَضح مَدى حقيِقةٌ تخميِنها بأن جميِع ألاعيِب ذَلك الرجل تَحمل هدفًا خفيًا حتَى نبست..

-لقد كنت اعتقَد بأنه رجل قانَونِي لا إِهتمام لديِه سِوى بِصحة الأرض و المجتَمع،لا عَجب بأن هنَاك إِصلاحَات مفاجئةٌ إلى تِلك المِنطقة..

تَفكر لا عَجب بأن هنَاك الكثيِر ممَن يَسلط نَظره تِجاة هذَة الصفقةٌ دَون رغبةٌ واحِدة للخوض بِها..

-فِي الوثائق أنه تعود لكَلاريِس فيلينك لكِن من يَمتلك جميِع الصَلاحيِات..

وضَع إِشارةٌ صامِتة توضَح لَها مَن يَقبع خَلف تِلك الوثائِق و الأقنعة مردفًا..

-و له هنالك هدف واحد،كازيِنو بَلانشو..

تساءلت أنّا لها أن تَجد ذلَك الاسم مألوفًا حتى تذكرت بأَن آرثر و سوزان دومًا ما يَرتادانَه كشَيء روتيِني بيِن الحيِن و الآخر سمح لَها أن تسأل..

-أشَهر كازيِنو فِي لندن و الأكثر ارتيادًا ذَلك منطَقي،حَتى؟..

راقَبت عيِنيه تتأنى فِي مَا قَد تعَلق إليِه حيِث محيِها،يظَمر إجَابته وقت كافاً لأن تميِل برأسها في تساؤل و فضول حتى تمكنت المفاجئةٌ مِن إبتلاعهما حيِنما أجاب..

-إنه يعود لألكساندر فيرتهايمِر..

سَتجد مفاجأته طريقة لتَخبر ذَاتها بأن إِيڤليِن روستشيِلد قَد فقَدت لمسَتها الساحِرةٌ فِي التخميِن..

تتساءل ما هو مِقدار المجازفةٌ التِي تحتاج إليِها بَعد لتَنسحب عَن عَالم مِن شأنه أن يزيِل عنَها قَدرتها على الثَبات..

تسأل بِصوتها الهادئ غارقةٌ فِي دوامةٌ أفكَارها بيِنما تَرتب كَل حدثًا تلو الآخر يِفصح إليِها جانِب هذه القِصة..

-مقَابل هذه الصفقةٌ هناك صفقةٌ عادِلة كما اعتقد،اذاً لِما العناء؟..

لا يَصلها رَد قَد يضَع نهايةٌ لَهذا الفَصل مِن روايِتهما رغم ذَلك فقَد وجدت قدرةٌ لتخَمنها حيِنما طَالعت محيِه المتشَبع بالثبات ما أن سأل..

-هل تعتقديِن بأن جميِع العائِلات محبة تَهتم بِالمصَلحة العامة للفرد؟..

حاجبيِه بدى ساخِران لكِن عيِنيه كانتا كقطعةٌ مِن الجليِد،نظرةٌ خاطئةٌ لمرء خاطئ مِن شأنها أن تصلبه جليدًا..

تعَود لتضع تخميِنها بِهدوء حمَل نِصف الإجابة..

-هل كَان لَسيد فيرتهايمر شروطه ايضًا؟..

كَانت لتَقع فِي هاويةٌ إفتتانها بِه بينما تتأمل تِلك الإيماءات الساخِرة العذبةٌ إليِها و نَبرته الحليمةٌ لكِن ذَلك المشَروع بَدى لَها شيئًا لئيمًا كَان عليِه أن يَقي ذَاته مِنه منذ البِداية..

-بَالطَبع أنها فرصة لا تَعوض لَه..

تتأنى هذه اللحظةٌ فِي سؤاله،يَلوح ذِكرى ذَلك الرجل إلى وعيِها ألكساندر فيِرتهايمر مَن بَدت لَها عيِنيه داكِنةٌ عاصفة كما محيِط فِي ساعةٌ غضب..

-أكانت شَروطه صَعبة؟..

حدقت بِه يومأ لَها ثَم يِجِيبها بِنبرةٌ قاطعة..

-للغايِة..

تعاظمت لحظةٌ صَمت بيِنهما يَعلق بَصرهما إلى الأوراق المتناثرةٌ أعلى الطاولةٌ الخشبيةٌ حَتى صَدر صَوتها هادئاً لا يَخطأ التخميِنات..

-لا عَجب بأن الجميِع كَان يِعلم النِهاية منذ البِداية،باستِيلي يَعد منافسًا ما كان فرانس ليِدعه يَحصل عليِها بِسهولة،و فولكَوف ربما هو خيِاره الوحِيد كي يِخضع روكشَاير إلى رغباتَه..

تَمكنت مِن تجنَب وضَعه خاضعًا لمَرء في الحديِث،تعَلم بأن هنَاك جزءً عظيِمًا يكتنِف رغبته فِي خَوض هذا النِزاع عَدا حقيقةٌ كَونه يِحمل بِطاقةٌ مِن شأنها أن تضَع الأمور لصَالحه..

تسأله تبَحث حثيثًا عن وسيلةٌ لتزيِح بِها مِقدار الإنزعاج المتعاظِم حَولهما..

-اذًا هل تمتلكَ بطاقة ذَهبية تخفِيها فِي مكَان ما سَيد فيرتهايِمر؟،لأنه مما اجدَ أنت لَن تسَمح لتِلك الشَروط أن تطَالك؟..

أكانت امرأة لا تَبحث عَن العَبث أم هِي امرأة تتشَبع بِه حَد إجتذَابها لَذلك النَوع مِن الأحداث!..

لا تَعلم إي مِنها ستضَع ذَاتها بِه لكِن هِي بثقةٌ تحبَذ مراقبةٌ محيِه يتجلى أعلاه إِبتسامةٌ إدراك لكلماتها المراوغةٌ فِي احتيِال..

تجده لا يَكبح عيِنيه العابثةٌ مَن لها قدرةٌ لتسَلب أنفاسَها أثناء قَوله..

-نَعم امتلك بالفِعل بطاقة ذهبية من شأنها أن تخنق رغبات لعناء هَذه البَلاد..

هِي كاَنت بِطاقته الرابِحة بَل الوحيدةٌ ليِربح بِها هذه الصفقةٌ إِن كَانت ستحمل بعضًا مِن غطَرستها فِي الحديِث..

مِما وصَلها عَبر كارول لم يَكن هنَاك شَريك لروكشَاير يِمتلك خبرةٌ سابقِة في هذا النَوع مِن الصَفقات و المخططات عدَاها..

تومأ له حيِنها بِرضى تكتفِي مِن ألاعيِبها لتجتذبَه إلى دوامةٌ شَعورها و هِي تشَير نَحو الأوراق المتكدسةٌ كِي ينتهيِان مِنها..

تحيِط كفَها حَول محيها بعد مدةٌ كي تحجب عَن ذَاتها تِلك الإِضاءةٌ القادمة مِن نافِذته،تخمن بأن الوقَت لا يِزال فِي الظهيرةٌ تبعًا لحرارةٌ الأشعة المنبعثةٌ فِي المكاَن..

لا تَعلم مِقدار الوقت التِي قَضته فِي إخفَاء محيِها لكِنها تشَعر بذاتها تتهاوى اثرًا لنَعاسهَا؛فيما يَخترق حواسَها تقليِبه الثابِت للأوراق بيِن يَديه..

إِنها مدمنة عَمل لطَالما ذَلك هو الشَيء الوحيِد مَن لا يِتلاعب فِي حواسَها و ذَاتها..

رغم ذلك هنَاك حدًا فاصلاً بيِن الجَنون و الشَغف و ما تجَده مِن ذَلك الرجَل هو جَنون دَون منطَق..

تَجد بَأن ذَلك الصَوت الخَفي قَد عاد ليِداهم غَفوتهَا دَون سابِق إِنذار،بِصوت شَذن قَد يِخال إِليَها بأنه هو صَاحبه..

-إِيفليِن!..

عَاد الصَوت فِي وتيرةٌ بطيئةٌ ليوقَظ وعيِها يكاد يكون حيِنها هامسِاً،قريبًا إلى الحَد الذِي دَفع بِها لمطَالعته..

تشَهده آنذاك على مقربة كافِية مِنها حَد نقَر ضئِيل لسَع أرنبةٌ أنفِيهما بيِنما تتَجول عيِنيه الباسِمةٌ محيِها الناعِس..

لا تَعلم إِن كَان ذَلك الرجَل مصَنوع مِن إحتراق لكِن يَديه تمتلك طريقة لتسلع بِها جسَدها بأَقل مجهود يَذكر..

تفَقد قَدرتها لأن تَدفع بِوعيها حاضرًا فِي حضَوره ما أن ارتَقى كَفه دافئًا ليِحيط محيِها نابِسًا بِهمس كادت تفقَد حَروفه..

-لقَد اخبَرتكِ بأن لا تَرضِي أحَد إيفليِن و كَنت اعنِي بِذلك أنا..

إِنها تمتَلك ردًا عنجهيًِا مِن شأَنه أن يَفسد الوِد بيِنهما لكِن حاجَتها لأن تسَدل وعيِها بَدى أشَد سلطةٌ مِما كَانت تعتقد..

لا تَعلم كَم مِن الوقت بَقيت غائبةٌ فِي دوامةٌ داكِنةٌ لا يَخترقَها صَوت أو شَعور قَد يدفع بدفئ أحاط حَواسها بعيدًا..

يبَدو لَها حيِنها العَالم هادئًا لمرةٌ واحِدة منَذ زَمن كَادت تفقَد خِلل هذه الفوضى قَدرتها لتذَكره..

تثَق حيِنها بأنه ما كان هَناك مِن شَيء بإستطاعته أن يَوقظ سَلامها عدَا تحركَها بعفويِة لا تدركَها لتلائِم موضَع نَومها..

يجبَرها ذَلك لأن تطَالع ما يِحيطِها و مظَهر يَدها قريباً إلى محيِها؛فِيما تشَدها حَول أصابِع قَوية لا تخطأها..

تتفَحص ما حَولها لثوانًا مِن اللحظة و هِي ترخِي برأسَها أعلى وسادة وثيرة كانت تستقِر حجِره بيِنما تلتفَ أنامِلها شديدًا حَول يَده..

————————————
سَلام..

الفَصل صَداع مِن طَوله لكِن يَعطِي نهايةٌ مناسِبة لأحداث المشَروع أو الصفقة..

سيِزار و كاتيِا كان تصنيِف قصَتهم مختلف لكِن حتى وجود أحداث لهم يَخدم مصلحةٌ إيڤلين و إيِريك و يناسب تسلسل الأحداث القادِمة..

كَمان شَيء آخر..

شكرًا لكل شَخص كَتب مشَاعره تِجاة الرواية فِعلاً شكرًا كل كلمة بالنِسبة لِي هِي مصَدر إلِهام و سَعادة،لا الموسيِقى أو الأدب أو أي شَيء له القَدرة يمد شَعوري بالإِلهام عدا كلماتكم اللطِيفة..♥️

دمتم سَالميِن و اراكم قريباً💋🖤

Continue lendo

Você também vai gostar

56.4K 4.7K 19
بين أحلامها وضغوطات آراء المجتموع حولها كفتاة، فيولا قد حاربت الكل بمساندة والدها للبقاء عزباء حتى عمر العشرين. لكن؛ كيف ستكون حياتها عندما يقرر والد...
1K 72 15
هي ترجمة Destroyme من سلسه كتب shatter me
1.1K 68 10
القصة تتكلم عن نوع مختلف من علاقة بدأت بصداقة طفولة بينهما و فجأة بسبب حادث يجهله الكثيرين انفصلا عن بعضهما البعض .... اضطر هو للسفر الى امريكا مع ع...
528 82 13
فتاة تعيش حياة صعبة بسبب عائلة والدها التي لا تريدها مرتاحة تواجه عدة مشاكل و معاناة الى ان تلتقي بشاب ليكونا منقذي بعضهما بصدفة غير مألوفة و غير متو...