Chapter 18: "The Braiding Technique" - "تقنية التضفير "
#فيرونيكا
" يومان أكثر؟ " قلت وأنا وهارى ننظر لبعضنا متحيرين.
" نحن نحلم. هم خدرونا بطريقه ما وهذا حلم فقط، ﻻبد أنه حلم " قال هارى وبدأ فى يسير يمينا ويسارا.
" من يحلم اذا؟ " سألته عابسه. ان كان هذا حقا حلم، اذا هل نحن فى عقل هارى أم عقلى؟ ان كنا نحلم فإننا سنحلم بمكان آخر وليس هذا المكان المجهول.
" هذا سؤال العام " قال هارى سريعا وهو ينظر لى قبل أن يستمر بحركته.
تنهدت ونظرت فى الغرفه حولنا، كلها بيضاء ناصعه: الحيطان، الفراش المزدوج، الغطاء، الوساده، اطار صوره غريب معلق على الحائط ومنضده فى جنب الغرفه، وهنا اتسعت عينى لما وجدته على المنضده.
هناك طبق كبير من العنب بألوانه وأنواعه المختلفه. هناك سله بطعام العشاء وإبريق ماء، لكن كل ما أخذ انتباهى هو العنب الكثير المختلف الذى تتمناه.
" هارى " همست ووضعت كفى على صدره جعلته يتوقف وينظر لى.
" ماذا؟ "
" هناك عنب " قلت بصوت فرح وأنا أحاول أﻻ أظهر فرحى بهذه اللحظه. نظر هارى للمكان الذى أنظر به وتبسم قبل أن ينظر لى مره آخرى.
" أعتقد أنهم يعرفون كيف يكسبون قلبك جيدا " ضحك هارى وهززت رأسى له بنعم ثم توجهت للمنضده الجميله المزينه بأطعمه لذيذه.
ﻻ أعلم ما هو سبب عشقى للعنب هكذا، لم يكن بهذه الدرجه حتى أتيت الى هذا المكان. أخذت واحده حمراء ووضعتها بفمى ﻷستطعم هذا الطعم المﻻئكى، طعام حقيقى أتناوله منذ ثﻻثه أيام.
--------
" طعمهم لذيذ كثيرا " قلت وأنا ﻻ أزال آكل منذ ساعتين حتى اﻵن، لقد تناولت كل العنب اﻷحمر، اﻷزرق الغامق، ونصف اﻷخضر.
أنا ثمينه، أعلم ذلك.
" أسمع ذلك " ضحك هارى ناظرا لى وأنا جالسه رافعه قدمى على الحائط وهارى يضع رأسه على معدتى.
" ماذا؟ " نظرت له متحيره ووضعت واحده خضراء بفمى.
عنب!
" أسمع وأشعر بمعدتك تتبرم " ضحك وهو يهز رأسه.
" أوه. ربما يجب أن أتوقف عن اﻷكل قبل أن ألد طفل بشكل عنبه " ضحكت ووضعت اثنين بفمى قبل أن أضع الطبق بجانبى.
" ﻻ تتوقفى ﻷنى قلت ذلك " قال هارى وهو ينظر لى بحزن.
" ﻻ، جيد أنك قلت شىء ﻷنى لم أدرك أننى أطلت كل هذه الكميه، يجب أن أحفظ بعض لبعد ذلك، الطبق كان على وشك أن ينتهى " تبسمت بخجل وأنا أمرر أصابعى بشعره الذى يحتاج للغسل مره آخرى.
" واو " ضحك هارى. " أنتى أكلتى كل الطبق " قال ناظرا للطبق الذى وضعته بجانبنا.
" ربما " ضحكت وخدى يمﻷه اللون اﻷحمر من الخجل.
بعد ذلك تكلمنا عن أشياء عامه ليس لها معنى ودفرت شعره هذه المره. قررت أن أفعل دفائر صغيره منذ أنه فعل دفيره فرنسيه لى باﻷمس.
هذه الحقيقه تخجلنى كثيرا.
ﻻ يوجد نافذه بهذه الغرفه لذا لم أعرف الوقت ولم أعرف كم مضى علينا ونحن هنا، ﻻزلت لم أقرر هل زنزانتنا القديمه المتسخه أكثر احباطا أم هذه الغرفه النظيفه البيضاء، هذا تفضيل بيهم وأنا أفضل الحريه.
بعد أن ضفرت شعر هارى بعد معاناه بسبب عدم وجود ديل حصان فك هارى دفيرتى الفرنسيه التى فعلها من قبل ثم دفر ثلاثه دفائر جديده تماما مثلما فعلت له، دفائرى كبيره عكس دفائره صغيره ضيقه.
وجه هارى عندما وجدنا بنفس تسريحه الشعر ﻻ يقدر بثمن، ابتسامه صغيره رقيقه تظهر غمازاته ولمعه عينيه أفضل منظر رأيته بحياتى، ﻻ أعلم ان كنت متسرعه فى احساسى لكنى أظن أننى أحب هارى.
نعم أنا قلتها.
أنا أحب هذا الفتى ذو الشعر الكيرلى اﻷحمق الذى يسمى هارولد!
من كان يظن، لم أعد أشعر بانجذابى نحوه مجرد فقط انجذاب لتواصل لبشرى أو للشعور باﻷمان، بل أصبح أكثر بكثير أنه شعور الحب. هو دفىء فى الليل، آمانى عندما نكون خارج الزنزانه، راحتى عندما نكون داخلها، السبب الوحيد لابتسامتى فى هذا المكان، سبب ضحكتى، هو سعادتى.
بالنسبه لى هو مثل احضار جرو صغير للمنزل للمره اﻷولى ويبدو لطيف لكن مزعج بنفس الوقت وﻻ تقدر أن تغضب منه ولو للحظه واحده، يعضك ﻷنه لم يتعلم غير ذلك وبنفس الوقت يلحس وجهك ويلعب معك وتنسى كل شىء قد حدث وتقع بحبه من أول وجديد، تفكر به هو فقط ليس أى شىء آخر...
هذا ما أشعر به لهارى إعجاب شديد فاح بحب حقيقى . لم أظن يوما أننى سأحب شخص بهذه الطريقه، ان كان بدأ حبى له فى موقف سئ جدا أو أسلوب حياه صادم.
انه حقيقى وسعيد، فى هذه الحياه الخاطئه والمغرضه التى نعيشها.
" هارى؟ " همست بصوتى الناعس وأنا أحتضن صدره الدافىء الآمن وهو يلف ذراعيه حولى كأنى دبه المريح تحت غطائنا اﻷبيض الدافىء.
" رونى؟ " همس لى بصوت أهدأ من صوتى، لم يفتح أى منا عينه من اليوم المحير الذى عشناه. من قال ان الأفعال الجسديه ترهق أكثر من التفكير كان مجنون حقا و من الواضح أنه لم يعيش اﻷلم العاطفى.
" أعتقد أننى أحبك " قلت ووجهى يرتفع وينزل على حركه نفسه، توقف تنفسه لبعض الوقت ثم أصبح طبيعى مره آخرى.
فتحت عينى ونظرت له ﻷعلى ووجدته ينظر لى بالفعل بإطمنان ورضا وقناعه تلمع بعينيه.
" أعتقد ...... " توقف وأخذ نفس عميق.
" الحب هو الشىء الوحيد الذى نعافر حتى نجده فى الحياه " أخذ نفس آخر، يجعلنى أشعر بالقلق ويبدو أنى سأندم على ما قلته له اﻵن. ماذا ان لم يشعر بنفس شعورى وقال أننى بالنسبه له مصدر التسليه الوحيد فى هذا المكان.
" وأنا ممتن أن هؤﻻء الحراس أخذونى وقابلتك... " قال وأخرج نفس آخر زاد قلقى حتى زاد قبضه ذراعيه حولى ووضع شفتيه على جبهتى وقبلنى.
" وممتن لحبى لكى، أكثر من حبك لى بالتأكيد " ضحك بهدوء. " قبل أن ينتهى وقتى أو وقتك ﻷننا ﻻ نعلم كم متبقى لنا من وقت فى هذا المكان "
ألمنى وجهى من كثره الابتسامه التى ترتسم على وجهى من سماع كلماته، ودمعت عينى عندما قال أنه يحبنى وحقيقه أننا ﻻ نعلم كم بقى لدينا من الوقت وهؤلاء الحراس سيقتلونا أو يتركونا حتى نموت.
" أنا حقا أشك أنك تحبنى أكثر " تمتمت واقتربت أكثر منه وقبلت خده. هو مأمنى.
" ان راهنتى على ذلك، ستخسرى بالتأكيد عزيزتى رونى " ابتسم من قبلتى.
" ﻻ أمزح عندما أقول أنت سعادتى الوحيده بهذا المكان هارولد، وانا أعنى ما أقوله حقا " ابتسمت له وهو يمسح الدموع القليله التى تساقطت من عينى. لقد أصبحنا عاطفيين بشكل مبالغ، ماذا يحدث؟
" وأنتى كذلك، صديقتى فى الدفائر" قال ومرر أصابعه على دفائرى قبل أن يغلق عينه، أغلقت عينى بعده بقليل ووقع كﻻنا فى أكثر نوم عميق آمن منذ وقت طويل.
-----------------