بعد مزايدة والداي في الوداع ، راندي ساعدني بحذر الى الباب ، يخشى ان اتعثر او اصطدم بالحائط ،ولكن قبل ان اتمكن حتى من ان ادور مقبض الباب ، ابي حذر راندي بمزح من لا شيء ، " من الافضل لك ان تُرجع ابنتنا قطعة واحدة ايها الشاب !"
راندي التفت الى ابي و انا سقط فكّي ، " او ستندم " .
" أبي!" انا لهثت ، بوضوح لم اتوقعها ، هل ابي خرج عن عقله ليهدد راندي ؟ حسناً ، شيء واحد انا واثقة منه انه تهديد فارغ ، ابي غير قادر على العنف ، و لكن نحن لا نعلم بالتأكيد .
" حسناً " راندي همس قبل ان ينظف حنجرته ، " نعم سيدي ، سأهتم بأبنتك لا تقلق " راندي تحدث بثقة .
" عودوا قبل ان يأتي الليل ، لنحدد ، 8:00 p.m بدِقة "
" نعم سيدي " راندي اجاب ، يحصل سخرية من ابي ، " من الافضل ان تنصرف الان " .
راندي و انا اصبحنا خارج المنزل ، هو يقودني الى مكان وقوف السيارة ، " اوه ، و شيء واحد اخر !" سمعت ابي يصيح يجعلني اتأوه ، ماذا الان ؟
" احتفظ بيدكَ لنفسك يا سيد " هذا كان اخر شيء قاله قبل ان اسمع الباب الامامي يُغلق.
انا عقلياً صفعت نفسي ، كيف يمكنه ان يحرجني هكذا بدون ان اعلم ؟ اللعنة ، هل هذا بدون وعي ؟ حسناً بعض الاهل بدون وعي بوضوح ، ( اجعلي امكِ كمثال ) عقلي الباطن سخّر .
انا شعرت بعينين تُحدق الي لكنها اختفت عندما سمعت راندي يتمتم شيئاً تحت نفسه ،
" ماذا ؟"
" والديكِ ينظران الينا من النافذة " انا نفخت بأنزعاج ، " فقط دعكَ منهم "
راندي فتح باب الراكب لي يجعلني ادخل اولاً قبل ان يسير لمقعد السائق ، الاضواء انارت للحياة ، و قبل ان اعلم ال SUV عادت الى الخلف في طريق السير ثم انطلقت .
اخيراً انا تنهدت براحة ، افتح النافذة التي على يساري و اخرج يدي منها ، اترك الهواء الطلق و اشعة الشمس ترتطم بها ، انا ابتسمت بسعادة عندما ارتطم الهواء بوجهي يجعل شعري الرطب يتطاير بقوة .
هذه الحرية ! انا ضحكت عندما راندي ضحك بخفة ، بصراحة ضحكته مُعدية ، نعم، لكن شفتاه هاري مُغريه ، انا تجمدت ، ضحكتي تلاشت ، قبل ان انظر الى راندي .
يداً واحدة كانت على المقوّد و الثانية على جهازه ، نظرت الى الولد ، الولد الذي كنّز علاقتنا معاً ، الحبيب الذي دائماً اردته ، ولكن الان ؟ و لكن الان لا استطيع النظر اليه من العار ، ماذا يحصل اذا اكتشف اني قبلّت شخصاً اخر ؟ شيطان لنُشير اليه ، هل سيتركني ؟
بالطبع ! حمقاء ! عقلي الباطني لفت انتباهي ، لماذا قد يبقى و يتظاهر انه لم يحدث ، متى اخترتيه هو على شخص خارج عن الطبيعة ؟
انا لم اختر هاري عليه ! انا تكلمت بعنف ، و دعينا لا ننسى ان هاري شخص خبيث ، مُنتج من الشر ، و حقود ، لماذا بحق السماء أُعجب به ؟
و لكنكِ تفعلين الان ؟ اليس كذلك ؟ عقلي الباطن سخّر ، الا يُعجبكِ هاري ؟ الطريقة التي يحضنك بقربه ؟ عندما يُحدق اليكِ كأنكِ اخر شيء باقي على هذه الارض ، الطريقة التي يُقبل شفتاكِ _ كفى !
" لوسي هل انتِ بخير ؟" انا خرجت من قطار افكاري الخبيثة ، و قُدت انتباهي الى حبيبي ، " هاه ؟ نعم انا بخير " أجبت مع ابتسامة متوترة .
" هل تريدين التجول في المدينة ؟" هو سأل فجأة ، " نعم دائماً اردت ذلك لكن دعنا نقول اني كنت مشغولة و لم اجد الوقت " انا اجبت نصفه كان صحيحاً .
هي كانت مشغولة تحاول ان تركل مؤخرة هاري اللعين من بيته الخاص .
" هل تودين الذهاب لسايلنت موند ؟"
السؤال اثار مفاجأتي ، سقط فكّي في دهشة كاملة ، كنت صامتة لدقيقتين طويلتين حتى خاطبني راندي ثانيةً .
" حسناً، لوسي هل تريدين ؟" سؤاله يطاردني و لكني قررت ان اقول جوابي ،
" ن-نعم ، بالتأكيد " هذا جعلني اعبس .
" لقد توقعت انكِ كرهتِ الفكرة ؟"
نعم انا توقعت انكِ فعلتِ ، عقلي الباطن تحدث و لكني منعته ، هذا ليس الوقت للاشياء السخيفة و المزعجة .
" ا-انا في الواقع لا اعلم ، لا اريد ان انهي مدرستي الثانوية هنا و لكن اي خيار لدي ؟"
انا استلقيت في مقعدي ، اسحب يدي من على النافذة و انظر الى الاسفل .
حتى لو لم اكن املك نظر ضبابي ، اعلم انه عبس على جوابي و لكن قبل ان يمكنه ان يقول اي شيء انا قاطعته ، " لا املك الخيار سوى ان اقبله راندي ، كم اريد ان اعود و انهي مدرستنا الثانوية معاً ، لا استطيع "
هو ضحك بخفة لمفاجأتي ، توقعته ان يكون غاضباً او حزيناً لا ان يضحك كأنه لا شيء
" شيييش، اهدأي حبيبتي ، تبدين انكِ تريدين ان تنفصلي عني " هو مزح و لكني لم اجده مضحك .
باقي جولتنا كانت صامتة ، تجولنا حول المدينة ،سايلنت موند لم تبدو ضخمة كما كنت اتوقع ، بعد عدة لفات راندي تحدث ،" تعلمين اول مرة جئت هنا كنت متوتر "
انا رفعت حاجباً ، " لماذا؟" سألت و هو تنهد . " لم يكن سهلاً بالنسبة لي ان آتي هنا ، عندما سمع اباك منكِ ، تقفى هاتفكِ الخلوي
هو ارادني ان احضر لكني لم اكن جاهزاً فقلت له اني سأحاول " هو تحدث ، " لذا بعد اقناع والديّ ، تحزّمت و غادرت لأقابل اباكِ هنا" .
" اذاً ، مالشيء الذي يسبب التوتر ؟" سألت ، لا يمكنني المساعدة سوى ان اكون فضولية ، " قبل ان يرحل والدكِ هو قال ان اقابله في سايلنت موند ، لم اكن اعلم اين هي في العالم ، لذا سألت سائق التكسي عندما بحث عنها في GPS كان هذا جداً مبالغ به "
" لماذا ؟"
" لم تكن مُحددة في اي مكان ، تبدو ان سايلنت موند ليست موجودة ، انها ليست في الخريطة " هو رفع كتفيه ، " لا اعلم لماذا لكن اظن ان GPS خاصته كان مُعطل " .
انا عبست ، بالتأكيد سايلنت موند في الخريطة ، " اذاً كيف جئت هنا ؟"
" اتصلت بوالدكِ و اخبرته عن مأزقي لذا هو عاد و اخذني " هو قال ، " لقد كان حقاً غريباً ، للحظة فكرت انها كانت مدينة شبح او شيء من هذا القبيل ، لكن عندما جئت هنا هي فعلاً موجودة "
ال SUV توقفت ، انا نظرت اليه ، " لماذا توقفنا؟"
هو نزل من السيارة و فتح لي الباب ، " حسناً ، بعد ساعات من التجول قد ظننت انكِ ربما تكونين جائعة على الرغم من انه قد تعدى وقت الغداء " هو تحدث ، استطيع القول انه كان يبتسم ابتسامة عريضة ، " و لأجل رحلة تجولنا ، وجدت هذا العشاء الذي يبدو انه ممتع "
" حسناً " انا تمتمت و مسكت يده الذي هو رفعا لي لكي امسكها ، سِرنا بإتجاه بناية صغيرة ، لا يمكنني المساعدة سوى ان اتسائل لماذا بحق الجحيم سايلنت موند لا توجد على الخريطة ؟ .
*^^^^^^**٪^^*^^**^^^^^^^******