شتاءٌ أخرس

Από ii7ii7ii

35.9K 2.5K 4.5K

أولا ترى؟ أولا تشعُر ايها الشتاء؟ لماذا لا يمسُك دفئي لمره؟ Περισσότερα

سقوط
توجُّس
شُعله
ليْـل
صمت
ندم
رُكود
غَرَق
عُزله
عَوْم
وعـي
مغفره
ذهاب
نُضج
بحر
وهج

منفى

1.5K 148 248
Από ii7ii7ii

"عزيزي؟"
سمعتُ همسًا حولي فعقدتُ حاجباي متأففًا وسحبتُ الغطاء فوقي كُله، البرد لا ينكف يتسللُ إلي، وموسكو لا تنكف عن جرحي

عقلي يرقُد في الضياع في الظلام واللاوعي، واحسُ بأني مكتوم ومغيبٌ في اماكن وبين احاديثَ لا اعرفُها، منذُ ان رأيتُه في الأمس وانا اعودُ للخلف دونَ توقف كما لو انّ عجلة الزمن اخطأت وجهتها

"ألن تذهب الى العمل اليوم؟"
اكملَ أبي همسه ورائحةُ عطرهُ الفاخر انتشرت حتى اخترقت غطائي ووصلتني

"لا انا مُرهق"
غيرَ اني منذُ الأمس لم انم حتى رأيتُ الشمس تطرُد كوابيسي، حتى ثارَ بي الفقد وعذبني كما لو ان اولَ ليلةٍ بعد فراق أُمي عادت لتحبس نفسها بي الى الأبد

"هل انتَ مريض؟ دعني اتفقدُ حرارتك"

"أبي ارجوك.. دعني"
شعرتُ به يستقيم صامتًا ويخرُج من غرفتي بهدوء وانا ازحتُ الغطاء أُحدق في الزجاج المملؤ بالضباب دونَ ان ارمش

ألا يملُّ الوقت من تكرارِ نفسه؟

ألا يشعُر بأنهُ مجرد شيءٌ يمضي ليتوقف ويُعاد من جديد؟ لإني في كُلِ يوم احسُ بأني اعودُ للوراء وانَّ الغد ما هوَ إلا هُراء اختلقهُ عقلي الأهوج لأنجو، بأني لن اتغير يومًا واني ذاته نفسُ الرجُل منذُ اعوام وحتى الآن، لم يتغير بي شيء غيرَ اني أُكرر نفسي كل يوم

سمعتُ الطرقاتَ على الباب لا تتوقف فسمحتُ لهم بالدخول، فجأةً صرتُ اشعُر بالملل ولا أُريدُ تناول ايُّ من الأطباق الشهيّه التي وضعتها الخادمه فوق الطاوله الخشبيه بجانب نافذتي الكبيره

"خُذيه لا اشتهي شيئًا اليوم"
رفعتْ رأسها بإستغرابٍ شديد لتتأكد ما ان كنتُ نفس الشخص الذي لا يفوت وجباته ابدًا ويختارُ اطباقه الأسبوعيه بعنايةٍ شديده، اشحتُ عيوني عنها مستقيمًا من سريري، لا أُحبُ تلك النظرات.

"اخبري السيده ايزابيلا ان تُحضّر مشروب الخضروات الخاص بي"
اومأتْ بهدوء وذهبتُ لأستحم

ولا شيء يصرُخ في عقلي سوى ماضٍ ذهب ولن يعودَ يومًا، انا لن اراهُ في الأسفل ينتظرني بجانب سيارتي، لن اترقب نظراتهُ لي من المرآه ولن اسمع صوتهُ ان حاول السخريةَ مني، تلك الأيام مضى عليها وقتٌ كافٍ لتندثر في داخلي، لكن! هل انا بائس لأني لم انساها يومًا ! بل ظللتُ ادعو لتعود؟ او ليعودَ هوَ وأراه، وها أنا ذا رأيتهُ حقًا يقسمُ بالرب ويجزمُ بحقيقة النفس اني لن انجو منهُ ابدًا ولن ارتاحَ منه او معه، بل استمرَ يُصغّر مني حتى اصبحَ يعمل معَ من هجرتني طفلًا وتركت سرمدية الليل تنخرُ ضلوعي، لا انا كنتُ كبيرًا لأفهم احاديث عائلتي المسمومه ولا صغيرًا لئلا يؤلمني شيء، كنتُ ضائعًا بينَ البين افتقدُ الأشياء، وابكي على وسادات العائله بأن أُمي احنُّ شخصٍ كانَ في حياتي -تركتني- مُنهارًا اشكو للسماء كل يوم حتى اظلمت السماءُ مني .

خرجتُ ارتدي قميصي الكُحلي وبنطالي الأبيض، اعترتني دونَ سبب رغبةٌ لعينه بالبُكاء، احسستُ بشيءٍ في صدري يجثو بهدوء حتى انعكفَ على نفسه وآلمني، انا بائس لأُدرك ان مجيءَ أُمي بالأمس كرهني حياتي، جعلني مريضًا اركُض الآن وافتح شُباك غرفتي الكبير على مصراعيه واتنفس برودة موسكو الصادقه، لم اعبأ للحظه اني كنتُ سأموت من البرد في هذهِ اللحظه لكني! كنتُ ضعيفًا، مسكينًا لأنجو من حرارة قهري

والأفكارُ في عقلي بدأت تتوالى إلي وتذبحني بحقيقة اني لم اتغير، لم أُسيطر على عقلي ابدًا بل طوال هذا الوقت كنتُ رهينته، من أنا؟ كيف صرت؟ هل كنتُ محبوبًا؟ منسيًا؟ ماذا كان تقصيري او ماذا كانت بشاعتي لتتركني أُمي؟ هل كنتُ عاقًا هل كنتُ منبوذًا ولا تُريدُني؟

ولمّا تمكنَ مني الألم واخزاني من نفسي ركضتُ ابحث عن هاتفي بسرعه، فلا اريدُ شيئًا الآن سوى سماعُ صوتهُ الحنون يتدفق إلي
"اخبرني انك لن تتركني يومًا؟"
قلتُ برعشة صوتي وأنفاسي المُتسارعه جاحدًا حقيقة كمالي، ومقرًا بأني لا شيء وأُريدُ وجوده معي ليكملني.

"ألم تكبُر على تلك الجُمل المدللـه؟"
أنّى لي ان اكبُر وانا كلما تذكرتُ هُجراني عدتُ ذاك الطفل الصامت

"لن أكبُر أبي"
اجبتهُ جازمًا راغبًا بسماع كيف ان حياته لا شيء بدوني وليسَ العكس

"ان تركتُك فسأموت ألا تُدرك ضعفي دونك تايهيونق؟"
سقطتُ ارضًا ابكي بجانب سريري، اسمع كلماته وأكتُم أنيني القانط لأرى حقيقةً صادقه في صوته انهُ لن يهجرني يومًا ولن اعودُ وحيدًا اسكبُ دموعي فوقَ جلدي المُحترق

"ذلك مُريح، أُحب اني الشخص الوحيد المُتبقي في عائلتك، كُل الدلال سيبقى لي"
مُمازحًا قُلت، بعد ان ضحكتُ لثانيه، مترقبًا ضحكتهُ كالعاده عندما اقولُ تلك الجُمله، لكنهُ صمت وصمتُ معه

"والدتُك اصبحت موجوده عزيزي"
قال يُذكرني بها فقاطعتُ جُملهُ القادمه قبل ان يمسُ شيءٌ من قسوته لينُ صدري فينكسر

"لنأكل سويًا اليوم في الخارج أبي ما رأيُك؟"
هدأت، وعيوني اغمضتُها مرتاحًا بصدق حينما سمعتُ ضحكتهُ الثقيله والحنونه تعيشُ في طبلة أُذني من جديد

"حسنًا سأراكَ على العشاء اذن"
ودعتُه واغلقتُ الهاتف مُزفرًا بعُمق هذا الكدرُ الراكض إلي

ولا اعلم حتى هذهِ اللحظه اينَ تكمن طمأنينتي تحديدًا؟ اينَ يهدأ سيلُ الدمعات اليائس، وكيف تصمتُ الكلمات في فمي كيفَ تموت ولا يسمعُها احد ! كيفَ يغرق البحر في نفسه وكيف تتلاطم امواجه دونَ ان تكسر شيئًا من قلبي، حتى هذهِ اللحظه لا اعلم كيفَ يقدرُ الصوت ألّا يصرُخ في حنجرتي وألا تُحطم نبراته كُلَّ مصيرٍ أخذَ شيئًا من ضحكاتي.

وقانونُ العدل شيءٌ لا اؤمنُ به طالما اني الوحيد الذي يُقتَصُّ منهُ ثأرُ الحياه.

التقطتُ معطفي الكحلي بعد ان مللتُ الجلوس في غرفتي وأُذني في سكونٍ تام تستمعُ لصوت الرعد الذي بدأ يزداد شيئًا فشيء مع انقضاء الظهيره، نزلتُ للأسفل واول ما قابلني كانَ وجهُ السيده ايزابيلا البشوش

"مساءُ الخير يا أجمل رجال الكون"
وبدت ضحكاتي تتسابقُ اليها قبل خطواتي بينما انزل درجَ القصر الكبير

"مساءُ الخير يا أرقْ حسناواتِ الكون"
قبلتُ يدها كعادةٍ بي أُحبها، جدًا جدًا

"اشرب هذا ولا تنسَ اني غاضبةٌ منك"
اعطتني زُجاجة المشروب مغلقةً ولوحت لي بيدها وهي ذاهبه، كنتُ سأضحك على انعقاد حاجبيها الكاذب لكني صمتُ منتظرًا كلماتُها الموبخه

"ولماذا تملقتِ طلتي ان كُنتِ غاضبه؟"
سألتُها محاولًا كسبَ ودِها لكنها حدجتني بنظرةٍ اشدُّ غضبًا وقسوه، اتكأتُ بكلتا ذراعاي على الرخام الأبيض في المطبخ وشرعتُ في شُربِ الزجاجه بعد ان غمزتُ لها وضحِكت لوهله

"هذا ذنبُ الوسيمين ليسَ ذنبي"
استدارت تُحضّر مكونات شطيرتي المُفضله بينما تستدرجني بالكلام لأبقى اكثر

"لن اتناول لا تُتعبي نفسكِ"
تنهدتُ واستيائي من نفسي يزداد

"ما بك؟"
تقدمت تحتضن وجهي الخامل فضحكتُ مغمضًا عيناي بركودٍ كبير

"توقفي عن معاملتي كالأطفال"
ضغطت خداي بقوه فتأوهتُ بين يديها حتى ابتعدت

"يا للقسوه"
قطبتُ حاجباي افركُ خدي محاولًا تأنيبُ ضميرها لكنها ابتعدت بفستانها الأخضر الفاتح المملوء بالزهور تُعيد جميع ما اخرجته بعدَ رفضي

"هذهِ معاملتي للكبار ان اردتها"
ضحكتُ بصدق ثم اشرتُ لها مودعًا وخرجتُ من المطبخ نحوَ الباب الخارجي الكبير

ضربَ الهواءُ البارد جسدي منذرًا عن قدومِ شتاءٍ جديد، ادخلتُ يدي في جيب بنطالي أُحاول إخراج مفتاح السياره، إلّا ان يدي وحركتي توقفت حينَ استدرتُ يمينًا بعد ان سمعتُ بوق سيارةٍ غريبه

يدي دونَ شعور انكمشت بقوه على زُجاجة المشروب، وقلبي تسارعت دقاته، لم اتوقع منهُ القدوم الى هُنا، لم يُراسلني حتى وقد ظننتُه نسيَ موعدنا اليوم بعد ان تجاهل رسالتي حينَ سألتُه عن مكان سكنه لأُقلّه

مشيتُ بهدوء الى سيارته، انزلتُ رأسي أُحادثه من خلف نافذة المقعد بجانبه التي فتحها
"ما الذي اتى بك؟"
صمتَ قليلًا ثم فتحَ باب السيارة من أزرار التحكُم بجانبه وانا ركبت كما لو كنتُ مُغيّب ولا اعرفُ شيئًا سوى ان استمع لأوامره

"اخبرتُكَ في الأمس اننا سنلتقي اليوم"
ادارَ المقود وذهبَ لوجهةٍ لا اعلمها، وضعتُ مشروبي الذي نسيته في يدي في المكان المُخصص بجانبه استمع لكلامه الغريب

"انا ايضًا اخبرتُك اني سأَقلُك"

"منزلي بعيد قليلًا عن هُنا ولا اظنُّك ستأتيني في قصر والدتك أليسَ كذلك؟"
بدأَ يجسُّ علاقتي بها بكلامه المُعتاد هذا، اومأتُ له وقابلته بالصمت، ورحتُ مُسندًا رأسي للخلف بينما اتنفس رائحة عطره التي تفوحُ في المكان كما لو انهُ تعمّدَ رشها قبل دخولي

راحَ يسير في طُرقٍ لا اعلمُها، جديدةً تمامًا علي، لكني لم أُمانع ولو لمره الذهاب للمجهول معه، اغمضتُ عيوني لكل السكون الذي احتوى المكان وشعرتُ بهِ يفتح النوافذ جميعُها قليلًا حتى تسرب الهواء وانجى وقوعي، تنفستُ بقوه متحررًا ولم آبه ان كانَ يلحظ نجاتي هذه، بل ظللتُ اغمُر رئتاي المُختنقه بالهواء وعطره حتى تكدست في صدري وصارَ ربيعًا لا يعرفُ الموت

شعرتُ بالنعاس يتسللُ إلي، إلى عيوني، إلى أطرافي وصوتي، كانَ الغروبُ وشيكًا واحسُ به سيسكُن صدري ايضًا، مددتُ يدي تحتَ تأثير الهواء البارد افتح نافذتي كاملةً ثم اخرجتُ ذراعي لتتأرجح مع الهواء، التفتُ بفوضويةٍ كبيره انظُر للخارج، للسيارات، للسماء وللأشجار التي تختفي احداها ثم تأتي الأُخرى بفعلِ سُرعة السيارة لتحجب نصف السماء ثم تعود لتختفي وتتوالى الأشجار هكذا حتى نهاية الطريق وأحزاني، بدا الجو باردًا اكثر مما تصورَ عقلي وبدا الطريقُ طويلًا اكثر مما ظننت، بدت الحياه، والحياةُ شيءٌ لا احبُ التحدثَ عنها شيءٌ بسيط، ابسط مما خفت.

"اظنُك ستُفضل هذا المكان اكثرَ من المطاعم والمقاهي الفاخره"
تأملتُ صعودنا لجبلٍ بعيد عن صخب المدينه، هادئ وقريبين من حافته، وبعدَ قوله تمامًا ادركتُ معنى ان يفهم خبايا صدرك شخصٌ آخر عداك

"بالطبع"
همستُ انزل من السياره واقفُ على حافة الجبل أُحدق في موسكو وحياتها وكلُ شخصٍ يسكُن فيها تقع عليهُ عيناي رغمَ ضآلة حجمه

ظننتُها اقسى، وحيدةٌ أكثر
لكنها بدت صاخبةٌ اكثرَ مني، وهادئةٌ اكثرَ منه.

"أتشعُر بها؟"
سألته وانا امامه وهوَ يجلس على مقدمة السياره خلفي
وبي رغباتٌ كثيره تصرُخ من كامل جسدي كُله

"بماذا؟"
ارتعشتُ لصوته قبل نسمة الهواء وانكمشَ عُنقي في ياقة المعطف أكثر

"بسعادةِ موسكو"

"لا، أتشعُر بها أنت؟"

"لا، لكني أراها"
أراها كيفَ تقهرُني بما لديها وليسَ لدي

أرى وانا اقفُ الآن على جرفِ الجبل وتتولاني رائحتُك والرياح والغروب يكادُ ينقضي حتى اصبحَ كل شيءٍ حولنا برتقالي، كيف تبدو موسكو اشدَّ المُدن وهجًا ثم تمسي معتمةٍ بغرابه، حيثُ لا انا ولا هذهِ الرياح التي هبّت فجأةٍ ترمي فيني صياحُها الحاد حتى اصرُخ بهِ في وقتٍ آخر، قادرين على مُجابهة تغير أحوالها

استدرتُ انظُر فيه فنزعَ عيونه من أضواء المدينه وغرسها داخل عيوني بعُمق حتى اخترقت كل حواجزي

"كيفَ اصبحتَ حارسها؟"
همستُ مقتربًا منه، استنشقَ الهواء لثوانٍ قصيره ثم زفره، وعيوني تسللت تسترقُ النظر الى قميصهِ الأبيض ذو الصدريةِ المفتوحه وساعديهِ المشمّرين بعد ان تركَ معطفهُ الأسود داخل السياره، اشحتُها بسرعه قبلَ ان يلحظني واظنهُ فعل.

"لن أُجيبك على شيء لا أُريدك ان تعرفه"
همسَ بحزم يضع يديه العاريتين اخيرًا، داخل جيوب بنطالهُ الأسود

"الهي يا جونغكوك! أتظُنُ اني لن اعرف شيئًا عنكَ حقًا؟"
قلتُ فجأةً بسُخريةٍ كبيره مُغيرًا مجرى الحديث، وعقلي يستذكر جميع ما كُتب في ذلك الملف الذي أعطاني اياهُ جدي فورَ وصولي الى موسكو

"اجل، انتَ لا تعرفُ شيئًا عني ما لم أُخبركَ به"
اجابني بسُخريةٍ اكبر مما فعلت وصارَ الجو حادًا بيننا، كما لو كانَ الوقتُ يثأر من كلينا

"متأكد؟"
اقتربتُ اكثر اقول فرفعَ رأسهُ لي مبتسمًا ومؤكدًا ظنونه

"قاتلٌ متسلسل لأشهر عصابات روسيا"
همستُ ببطء فتوقفت ابتسامته حدودَ شفتيه، حبستُها قبل ان تهرب، وتأكدتُ حينها انهُ كما قيلَ عنه.

"هذا ما كان قبل اربعةِ أعوام، اما الآن فأنتَ رئيس لأَحد اقوى العصابات في روسيا والوسيط الأكثرِ جداره في بيع الأسلحه بينهم، اولست؟"
ضحكَ بهدوء يُمرر لسانه داخل فمه ثم يعضُ شفتيه بصدمةٍ بدت غريبةٍ علي، لم يكُن مُريح.

"عقدتَ صفقةً مع والدي تنُص على حراستي نظرًا لخبرتك العريقه مع جميع عصابات موسكو بعد ان كُنتَ قاتلًا متسلسلًا لهم وتعرف تحركاتهم جميعًا غيرَ انك تملك جاسوسًا في كلِ عصابة، في المقابل والدي سيحمي ظهرك للأبد، لا سجن، لا مُطارده من الشُرطه، ولا حتى تحقيق"
نطقتُ بخيبةٍ كبيره حقيقته، ولا يودُ عقلي تصديق كل هذا السوء منه، وبقلبٍ وخيم يحملُ أطنانًا من التعب اردتُ ولو بكذبه ان يُنكر ما قُلتَه

"بحثتَ عني بدقه"
قال يرفع حاجبهُ الأيسر ويُمثل الاسترخاء، ظللتُ أُحدق فيه واحسُّ اني سأسقط دونَ سبب، كنتُ مُتعب من كل شيء وخيباتي تكبُر أكثر وأكثر

"حسنًا، أتعلم كم سلاحًا موجهٌ إليكَ الآن؟ كم عينٌ تراقبُك؟ وكم فوهةُ بُندق مستقرةً على رأسك؟"
ابتسمتُ بقهرٍ كبير، اذًا كل ما قُلتهُ عنه وكل ما قرأته، حقيقي.

"ان رفعتُ يدي فقط، ستموتُ الآن بينَ قدماي يا تايهيونق"
سأموت على ايدي عصابةٍ يتعامل معهم والدي، يا للسُخريه.

"قبل ان تأمر بقتلي أُريدُ معرفة لماذا قتلتَ والتر؟ كيف اسعفوك من اصابوك ذلك اليوم؟ ما قصة المبنى الذي كنتَ تسكُن فيه، ولماذا أُمي تحديدًا؟"
كانت كل مخاوفي تأكل بعضها من خطر انهُ يُلاحق والدتي ليقتلها وانا اضعف من ان احتمل فقدانًا آخر وخُذلانًا أكبر.

"والتر لم يكُن طالب، والتر ليسَ اسمُه اصلًا وهوَ مُحرّض من احد العصابات لقتلك ثم قتلي، من اسعفوني ليسوا من اصابوني بل كانوا حُراسًا لحمايتي وهم خبيرون بأنواع الأسلحه والرصاص اتصلتُ بهم قبل سقوطي لأُخبرهم بجرحي"
آه، قسمًا اني على وشك البُكاء لشدة الزيف الذي كنتُ به، لكني صمتُ مخذولًا مني قبلَ كل شيء، قبضتُ يداي احسُ بالقهر يطفر مني واني دونَ سبب اودُ لكمه

"اما المبنى فكانَ كلهُ ملكًا لي، طابقي كان طابقًا مخفي، لكن جواسيس العصابات الأُخرى كانوا يتسللون لقتلي كروتينٍ اعتدتُ ممارسته كل صباح بدلًا من التمارين الرياضيه، ماذا افعل؟ لا يملون!"
انهى جُملته بسخريةٍ مُخيفه

"ووالدتُك، اخبركَ ماركوس بأني افعل كل شيء لأجل المال، وتلك السيدة عرضت عليّ مبلغًا زهيدًا لأُصبح مساعدها فوافقت"
اكملَ كلامه رغم رؤيته لبُكائي منذُ دقائق، كان يقولُ الحقائق بطريقةٍ يعلم اني اخشاها، تركني فوقَ مسامير الألم يدقُني عليها بالحقائق حتى نزفت كلُ جروحي المُلتئمه؟ لا ارجو شيئًا سوى ان تدقُني حقيقةٌ أُخرى وأموت.

"تقولُ انك تفعل كل شيء لأجل المال اذن؟"
وبعدَ ان هدأت تحتَ نظراته الكثيره، قُلت

"بالطبع"

"ما اعلى مبلغ تلقيته حتى الآن؟"

"عشرونَ مليون"
رفعتُ حاجباي مندهشًا

"سأُعطيك ضعفها.. والآن،
ان اتيتني بوالتون كليمنت"
حدّق فيني بنظرةٍ ثاقبه وغريبه، قرأتُ منها ما يجولُ في عقلهِ تجاهي، استقام ينظُر لي دون انقطاع واظنهُ كانَ مصدومًا مني

الزيفُ شيءٌ يمكنك النجاةَ منه بأشد الطُرق وضاعة لكن ليسَ بالصدق ولا بالحياةِ المثاليه

"لن يأخذ مني الأمر سوى يومين ان اخبرتني لماذا هوَ؟"
رفعُ حاجبهُ الأيسر -بتساؤلٍ- شديد سيغمرهُ بالزيف.. ربما

وأنا علمتُ حينها ان الوقت وان عاشَ في التكرار ومضى ليعود ليمضي من جديد، فهوَ أثمنُ شيءٍ وجد، واكثرُ شيءٍ يتغير.

Συνέχεια Ανάγνωσης

Θα σας αρέσει επίσης

again 'VK' Από Blue

Ρομαντική

438K 14.5K 30
' مُكتملة ' كُنت انتَ من اخترت نسيَان اوجَ حُبنا ، على إختياري لرسِخه بين حسراتي المُتتالية. - داء السكري - رواية بطابع خيالي TOP : jungkook COVER...
492K 13.5K 46
المُنتصف المُميت!! أن تفقد القدرة على الأبتسامة من القلب، فلا تملك سوى أبتسامة المهرج " الأبتسامة الضاحكة الباكية " المُنتصف المُميت!! أن تُجبرك الظر...
643K 11.9K 43
لينك جروب الفيس . https://www.facebook.com/groups/1010825243032716/?ref=share رواية رومانسية. هو بارد مثل الجليد تركته أمه وحيدا وبعدها خانته زوجته ل...
33.6K 1.7K 24
وإن عاد؟ "وإلى أن تخفَّ لُغتي ويتوعّك خيالي، سأنفقُ عليكَ بتبذير كُلّ ما تملكُ رُوحي مِنْ عذوبة". مُكتملة. ١١ لكِ @jkthio