شتاءٌ أخرس

ندم

الإيمان؟
لا يعني اليقين بأن كل ما حدث هو سبيل لغايةٍ مُحدده
والندم لا يعني عكس ذلك ابدًا ..

وانا دليلٌ حي بأن الندم وإن عايشته سنينٌ طوال لن تجني منهُ شيئًا سوى خساراتٌ متتاليه

ما هوَ الغد مثلًا؟ كيف يتيقّنُ المرء بأن الغدَ آتٍ وأن الجِراح ما هي الا مشاهدٌ كاذبه اختلقها عقلٌ كاذب وعائلةٌ اشدُّ كذبًا، وأن الحياه ليست مُجرد أيامٍ نقضيها لنبكي فوقَ وسائد الموت بعد مراراتٍ عديده !

وأعظم مراراتي هيَ عندما اقولُ أبي! لا يخطُر لعقلي شيء سوى ضحكتهُ الحنونه، وخطوطُ فمه التي تمسد على قلبي المجروح، لكن وصفُ الأب اوليسَ خوفٌ كبير؟ ماذا ان حاولتَ وصفه ولم تجدهُ في كفة الأمان؟ مثلي أنا، لا احد يعلم كم اريدُ القول -بجنونٍ عارم- ان أبي لا يُخيفني واني معهُ احسُ بالإطمئنان وليس لي رغبةً أُخرى سوى ان اتنعمُ بين دفئه على الدوام، لكن لكم هوَ مُخيف معرفتي بأن أبي ليس كذلك !

"ما بك، ألا تُصدقني؟"
مررَ شعرهُ للخلف يُريني تقاسيم وجههُ الساخره كاملةً،
اردتُ لمره ان أُكذّب عقلي بشيءٍ يخصُّ أبي، لكن! ذلك مُحال ومُحالٌ أكبر ان لا يكون هُناك شيء مع ابتسامتهُ السوداويه تلك !

"لا، انا فقط لم افهم شيئًا مما قُلته!"
اومأ برأسهِ قليلًا ثم ذهب يمشي قريبًا مني بهدوء، ما المعرفه التي يملكها هذا الحارس عن أبي؟

"اخبرني بجريمتك وسأُخبرُك بجرائم والدك كُلها"
قال واثقًا وصُعقت كما لو أنّ كل ثلوج ياكوتسك اللعينه ذابت فوقي مرةً واحده !

"ما الذي تسعى خلفه أنت؟"
استدرتُ انظُر فيه مواجهًا وجههُ الساخر بعدما كان يهمس بكلماتهِ الكاذبه خلف اذني، وكلما غاصت عيوني في ظلامه كلما شعرتُ بقلبي ينفرُ منه كإشارةٍ اعرفُها جيدًا .

"لا شيء، حمايتُك فقط"
الليل يصرُخ كاذبًا، وتضارُب اغصان الأشجار حولنا وكل رياحٍ هبّت تزيدُ برودة قلبي كاذبه وحتى أنت، كُنت تجسيدًا كاملًا للكذب