خدعة الحقيقة

By Medusa_Morae

2M 78.2K 38.2K

"لقد عاقبني الله على كل خطاياي برؤيتي للرجل الذي أعشقه يحب أختي" -أفروديت كامارينوس. ♠ ♠ ♠ ♠ ♠ ♠ في أعقاب مذ... More

الفصل الأول "افروديت القلب"
إقتباس "حامل؟"
الفصل الثاني "إنهيار"
الفصل الثالث "امرأة مجهولة"
إقتباس "كيف انسي؟"
الفصل الرابع "حالة اضطراب"
الفصل الخامس "مفاجأة يا ابن العاهرة"
الفصل السادس "اغتصاب"
الفصل السابع "معزوفة الموت"
الفصل الثامن "إشتعـال"
الفصل التاسع "وحوش مُنكسرة"
الفصل العاشر "قُبلة همجية"
الفصل الحادي عشر "إبتزاز"
الفصل الثاني عشر "مفاجأة غير سارة"
اسمي الحقيقي هو...
الفصل الثالث عشر "جنون زافير"
الفصل الرابع عشر "غيرة عمياء"
الفصل الخامس عشر "كتلة إثارة"
الفصل السادس عشر "قُبلة ما قبل الكارثة"
الفصل السابع عشر "خمري المُفضل"
الفصل الثامن عشر "حُـب وحـرب"
الفصل التاسع عشر "حب مُحرم"
الفصل العشرون "الحفل الملعون"
الفصل الواحد والعشرون "المُسوخ لا تُروض"
الفصل الثاني والعشرون "انقلب السحر على الساحر"
تيليجرام؟
الفصل الثالث والعشرون "أكاذيب عاشقة"
الفصل الرابع والعشرون "فوضى مشاعر جامحة"
تحديث مهم
الفصل الخامس والعشرون "لعنـة الحـب"
الفصل السادس والعشرون "خطايا الكاردينال"
توضيح مهم
الفصل السابع والعشرون "فن الوقوع في المتاعب"
الفصل الثامن والعشرون "ضائعة بين شفتيه"
الفصل التاسع والعشرون "خُتم بقبلة"
الفصل الثلاثون "الثعلبة الفضية"
الفصل الواحد والثلاثون "رومانسية في غاية القتامة"
تحديث مهم ✨
الفصل الثاني والثلاثون "فن إغواء النساء"
الفصل الثالث والثلاثون "الرومانسية في عصر الرجل البربري المجنون"
الفصل الرابع والثلاثون "رقصة على ألحان خفية"
مواعيد تنزيل الفصول ✨🍂
الفصل الخامس والثلاثون "سهم كيوبيد ولعنة الجمال"
الفصل السادس والثلاثون "ندوب وقُبلة كارثية"
الفصل السابع والثلاثون "ليس اليوم أيها الشيطان"
الفصل الثامن والثلاثون "الجانب الآخر من العلاج النفسي"
إلي قرائي الأعزاء ❤️
الفصل التاسع والثلاثون "شارلوك هولمز والطفولة المسلوبة"
الفصل الأربعون "العشيقة العذراء"
تذكير هام 🍂
اقتباس من الفصل القادم 🍂
ميعاد نشر الفصل الواحد والأربعون
الفصل الواحد والأربعون "مأساة عُطيل وصندوق الموت"
أين يمكن ايجادي 🤫🤗
مجموعة الفيسبوك 🤫🌝
تنويه في غاية الأهمية 🤍🥀
الفصل الثاني والأربعون "العهود السبعة"
اقتباس "أعد ليّ حياتي"
أعزائي النقاد.. وداعًا ❤️
اقتباس من الفصل القادم.. غيرة النساء
الفصل الثالث والأربعون "الوحش والجميلة الساذجة"
استفتاء سريع 🏃‍♀️
الفصل الرابع والأربعون "أستر ڤاسيليوس"
إقتباس من الفصل القادم... "احتضان ظلال اليأس"
الفصل الخامس والأربعون "صلوات منتصف الليل"
الفصل السادس والأربعون "مادموزيل في ورطة!"
الفصل السابع والأربعون "إعتراف تحت التهديد"
الفصل الثامن والأربعون "عن العشق والجنون"
الفصل التاسع والأربعون "شيطان كونستانتينو"
الفصل الخمسون "لا تقع في حبي"
تحديث مهم: اسئلة وإجابات حول الرواية 💕📚
إقتباس من الفصل القادم - المنطقة الرمادية
الفصل الواحد والخمسون "مراسـم الخـداع"
الفصل الثاني والخمسون "أغلال الماضي"
إقتباس من الفصل القادم.. "أهداف خفية"

الفصل الثالث والخمسون "صيد الأصهب"

10.7K 865 1K
By Medusa_Morae

لا تنسوا أشقائنا الفلسطينيين من دعائكم 🫶🏻❤️🥹

روايتنا الحبيبة تخطت الـ٢ مليون قراءة شكرًا لكم على دعمكم المستمر 🫶🏻❤️💃🏻

 

*شروط الفصل وهي انه يوصل لـ ١٠٠٠ تصويت و ١٠٠٠ تعليق*

فصل ٧ آلاف و ٧٠٢ كلمة صافي بدون حسب الفواصل بين المشاهد ❤️

 هاتوا أي مشروب ساخن/ساقع تحبوه وأستمتعوا بالقراءة ومتنسوش التعليق بين الفقرات ❤️

هتلاقوني علي تيك توك واليوتيوب باسم: Medusa_Morae

 وعلي تيليجرام وفيسبوك باسم: روايات نرمين عصام

وعلى انستاجرام: Medusa.Morae

لمن هو مهتم وفي مصر ومنطقة السادس من أكتوبر

↓↓↓↓↓

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

"من بين كل تلك الذنوب، اخترت حبك، ويا ويلي منه ومنك"

-نرمين عصام

 {في غرفة زيوس بقلعة آل ساندوفال بمدريد؛ اسبانيا}

"كان هذا كل شيء.. بدءًا من علاقتي بها، وانتهاءً بالتغيير الغريب في سلوكها، الذي بدأت به تتعمد إيذائي عند كل لقاء بيننا" اختتم زيوس حكايته عن ڤيرا، محبوبته، بهذه الكلمات، بينما استمرت يد أفروديت في تمسيد شعره بلطف، تخلل أصابعها من خلال خصلات شعره تسحبها إلى الخلف برفق، كما ظلت صامتة، هادئة على عكس عادتها، فالتفت زيوس برأسه لينظر إليها وهو ما زال يسند رأسه على فخذها متساءلًا بدهشة واضحة على وجهه: ما الأمر؟ لماذا أنتي صامتة بهذا الشكل أفري؟

أخرجتها كلماته من تشتتها لتنزلق نظراتها نحوه في صمت.. في الواقع، لقد ضاعت في شعورها بالذنب القاتل تجاه أخيها، شقيقها الذي لم ير شيئًا منذ أن رآها مرة أخرى بعد كل تلك السنوات سوى المصائب.. بدءًا ببعده عن أهله، نعم أهله، الذين نشأ معهم لِما يتجاوز الحادية والعشرين عامًا، ابتعد عنهم من أجلها، سافر إلى أبعد دول العالم تاركاً خلفه رجل مسن قد رباه، وعشيقة نشأت معه، ثم ورطته في مشاكلها مع زافير عندما ظنت أنها تحافظ على كبريائها كأنثى، لتجد نفسها تسحبه إلى قاع الجحيم مع رجل مجنون كزافير هددها مرارًا وتكرارًا بقتله.. والآن هو على وشك الانفصال عن المرأة الوحيدة التي سكنت قلبه بسبب كذبها بشأن علاقتها به.. حتى لو كانت ڤيرا تخفي شيئًا ما في جعبتها، فإن أفروديت لا تزال تشعر بالذنب تجاه شقيقها.

رمشت بعينيها في هدوء قبل أن تبتسم بخفة، ابتسامة زائفة لم تصل إلى عينيها وهي تجيبه بهدوء: أعني؛ حتى ولو لم أكن شقيقتك، ومن دون قصد الإساءة يا زيوس.. ولكنك لست النوع المفضل لدي من الرجال.. لذلك حقًا لا يجب أن تقلق حبيبتك مني.

زادت العقدة بين حاجبي زيوس وهو يعتدل في جلسته مبتعدًا عن ساقها، جالسًا بجانبها وهو يحمل على وجهه أغبى تعابير معلقًا بهدوء يسبق العاصفة: ماذا قلتي للتو؟

"لا تفهم ما قلته بشكل خاطئ.." بدأت أفروديت حديثها في دبلوماسية وهي ترفع كلتا يديها بجوار رأسها في استسلام قبل أن تتابع بهدوء، لكنه كان يتضمن بداخله الكثير من السخرية: أنا حقًا أحب الرجال ذوي الشعر الأسود والأجساد الضخمة، ولكن ما يفسد فرصتك هي تلك العيون الرمادي التي تشبه عيوني..

"لذلك" توقفت للحظة، وهي تحك ذقنها في تفكير مصطنع، قبل أن تتابع مفرقعة إبهامها وأصابعها الوسطى في الهواء كما لو أنها توصلت للتو إلى شيء مهم: ستكون بمثابة والدي أكثر من حبيبي.

ثم نظرت إليه وهي تميل رأسها قليلاً إلى اليسار وتسألت في براءة زائفة: هل تفهم ما أقصده؟

وها هي أفروديت تهرب مرة أخرى من مشاكلها بسلاحها السري: 

"السخرية من كل شيء وأي شيء!"

لكن ما لم تأخذه بعين الاعتبار هو الوسادة التي ضربها شقيقها بعنف على وجهها، والذي بدا واضحا كالشمس أن كلماتها الساخرة لم ترضيه.. تأوهت عاليا بتصنع للألم، ممسكة بالوسادة وهي ترفع يدها الأخرى تلوح في وجه أخيها بإصبعها السبابة في تحذير ساخر: ما هذه الهمجية زيوس؟ عليك حقًا أن تعمل على قبول الرفض!

"الرفض؟" صر على أسنانه وهو يكرر كلمتها، وفي ثانية مد يده بقوة ينتزع الوسادة من بين أصابعها قبل أن يتكئ على الأريكة على ركبتيه، مهيمنًا عليها بضخامته وتأهبه المخيف، لتنكمش أفروديت على نفسها بأعين متسعة في حالة من الذعر وهمية، ولوحت له مرة أخرى بإصبعها السبابة الذي أخذ يرتعش في الهواء قائلة بخوف مصطنع: ماذا ستفعل؟؟ هل ستضرب أختك الصغيرة؟ عارًا عليك!

"لا، سأضرب المرأة التي رفضتني! وكما تعلمين أنا رجل همجي لا أعرف كيف أقبل الرفض" أخبرها بذلك وهو يرفع الوسادة في الهواء عاليا استعداداً لضربها.. لتردف بسرعة وهي تقفز من على الأريكة بعيدًا عن متناوله: يا رجل، ليُقطع لسان من يقول مثل هذا الهراء عليك!

"حقا؟" رفع زيوس حاجبه الأيسر بسخرية، فأومأت أفروديت على الفور برأسها وهي تقول له مشيرةً نحو الوسادة التي قد تغدر بها في أي لحظة: اخفض هذه الوسادة واستمع.. سنذهب إلى حبيبتك تلك وسأحل الأمر معها.

قالت كلماتها وهي تعانق خصرها بيد وباليد الأخرى تسحب شعرها الرمادي الطويل بطريقة مبالغ فيها، قبل أن تستمر بثقة شديدة في نفسها وهي تضع راحة يدها على صدرها في إشارة لنفسها: دع الأمر لي ولا تقلق.

"كلا يا أفروديت" رفض زيوس الاقتراح على الفور رفضا تاما وهو يترك الوسادة جانبًا كما استقام ليتخطى شقيقته متجهًا نحو النافذة الكبيرة متابعا القول في حدة ونفور شديد: لن نقف امامها ونبرر شيئًا كهذا.. ثم كما أخبرتك من قبل، هي تتفوه بهذا الهراء القذر لهدف خفي لا اعرفه.. ولكن مصيري اعرفه..

تقدمت أفروديت منه لتقف في المسافة التي بينه وبين النافذة مقتحمة مساحته الشخصية مخبرة إياه في محاولة لإقناعه، لقد كانت مستعد لفعل اي شيء فقط لتعود المياه إلى مجاريها في حياة شقيقها: زيوس يا زيوس.. دعني اتحدث معها، اوضح لها الأمر، بصورة غير مباشرة كي لا ينجرح كبريائك.. 

رفع زيوس حاجبه متسائلا باستفسار واستنكار: وكيف سيحدث ذلك يا ترى؟

صفقت أفروديت بيديها في حماسة تحاول بث بعضها في شقيقها المكتئب وهي تخبره بملامح مبتهجة في زيف: لنذهب الآن زيارة لقصر آل كونستانتينو، وكأنما ارغب في التعرف على عائلتك وبالمرة ننقي الهواء حول الأمر، وفيما بعد يمكننا التفكير في الأسباب الأخرى، هذا إذا كان هناك أسباب أخرى في الأساس.

"ماذا تعنين بـ ""إذا كانت تتواجد أسباب أخرى في الأساس؟"" هل أنا بحاجة للغناء لكي بأن تصرفاتها المريبة هذه خلفها شيء ما؟" تحدث بانفعال من حديث شقيقته التي حتى بعد كل ما قصه عليها من أحداث يبدو أنها لم تستمع لشيء!

هزت أفروديت كتفيها بعدم اكتراث مجيبة اياه: لنجرب حظنا، ولربما فقط هي امرأة افقدتها الغيرة عقلها؟ أعني لن تكن الأولى ولا الأخيرة التي تمقتني لجمالي الخلاب.

اختتمت حديثها وهي تدفع شعرها للخلف في حركة درامية مبالغ فيها كما ابتسمت بثقة لا تتزعزع في جمالها وامكانياتها كامرأة، وهي كانت تتحدث بصدق، فهي مكروها بين الجنسين، الرجال لأنهم لا يستطيعون إخضاعها لهم ولا الحصول عليها، والنساء لأنها تفوقهم جمالا وطبعًا!

"أفروديت.. أمامك ثلاث ثواني لتختفي من أمامي" بصق زيوس كلماته تلك من بين اسنانه في نفاذ صبر من تلك المعتوهة التي لا تأخذ شيئًا على محمل الجد أبدا!

ولكن لو كان يعرف زيوس أن تلك الروح الساخرة من كل شيء هي ما أبقتها حية لليوم، لما ضجر منها أبدًا بل اصبح ممتنًا لها.

"هل تعلم أخر شخص اخبرني بنفس تلك الثلاث ثواني ما كان وضعه؟" أخبرته ببرود كما تذكرت تلك الليلة حيث قابلت زافير في الملهى اليلي وهو يجلس بجوار عاهـ*ـرتين.. 

"واحد"

نبس في صورة قاطعة وكأنما لم يسمعها لتقلب عينيها في ملل، فالرجال جميعهم واحد! فها هو زيوس يتصرف معها مثلما فعل زافير حينها!

"اثنين!" 

"كما تريد!" هتفت بضجر وهي تتحرك من أمامه متجهة نحو باب غرفته قائلة: سأغير ملابسي وآتي معك، ومن الأفضل لكلانا أن نذهب ونعود بسرعة لاني محاطة بالكثير من كلاب الحراسة هذه الأيام.

قالت كلماتها تلك قبل أن تغلق الباب خلفها، فهي حقا لا تود أن تجد إسبانيا بأكملها في مهمة للبحث عنها كالبارحة!

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ١٠٠٠ تعليق و ١٠٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم بإذن الله قريبًا… رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب ولا أرقام أو أي تعليق ليس له معنى ولا يخص الرواية لأن هذه التعليقات لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅

{في أحد أسواق الطعام بمدريد؛ إسبانيا}

"عنكي يا خالة!" 

صاح ذلك الشاب وهو يقترب من امرأة مسنة كانت تتبضع في السوق المفتوح، فابتسمت المرأة وظهرت تجاعيد حول فمها وعينيها وهي تقول له بسرعة في محاولة لمنعه عن مساعدتها: لا تتعب نفسك يا بني!

"تعبك راحة يا خالة" أخبرها بابتسامة مشرقة وهو يُمسك بسرعة منها الحقائب البلاستيكية التي تحتوي على الخضار الطازج واللحوم لتميل المرأة العجوز برأسها إلى اليمين، ونظرت إلى الشاب بنظرة ارتياح ورضا عما يفعله، استقام الشاب وسألها وهو على وشك التحرك: أين بيتك يا خالة؟

"ليس ببعيدًا.." قالت له وهي تشير إلى الأفق أمامهم قبل أن تسير أمامه وتنظر إليه من فوق كتفها قائلة له: هو على بعد دقائق قليلة، لا تقلق.

"لا يوجد أي داعي للقلق يا خالتي" قال لها وهو يتبعها، وبمجرد أن نظرت بعيدًا عنه ارتسمت على شفتيه ابتسامة خبيثة بعيدة كل البعد عن ابتسامته البريئة اللطيفة منذ لحظات!

كانت تسير العجوز أمامه وهي تقود الطريق بهما مردفة بعد تنهيدة راحة: "الحمد لله، لا يزال هناك خير في شباب اليوم" كانت راضية تمام الرضا عنه وذلك كان واضحًا وبشدة على ملامح وجهها، سارا معًا وهي تتحدث مع ذلك الشاب في مختلف شؤون الحياة، في حين أن هذا الشاب كان يمتلك سعة صدر كبيرة ليتحمل المشاركة في تلك الثرثرة التي كان الكثير منها مملًا لدرجة قاتلة، فلقد حدثته عن أسعار المعيشة وكيف تغير سعر الطماطم اليوم مقارنة بالشهر الماضي!

ولكن لحسن حظه، سرعان ما وصلا إلى وجهتهم، وهو منزلها.. فتحت البوابة الصغيرة لتدخل، وأشارت له أن يتبعها حتى وصلت إلى الباب الداخلي لمنزلها ووقفت أمامه وهي تعبث داخل حقيبة يدها الصغيرة، وعلى ما يبدو أنها كانت تبحث عن شيء ما بداخلها..

مرت دقيقة، دقيقتين، وهي لا تزال تبحث بينما بدأ ذلك الشاب يشعر بالثقل مما تحتويه تلك الحقائب البلاستيكية بداخلها لفترة مما جعله يشعر بمدى جذب جاذبية الأرض للحقائب والذي بالتالي جعلها أثقل عليه!

"يا إلهي! لقد نسيت مفاتيحي!" هتفت العجوز بسخط قبل أن تلتفت إلى الواقف خلفها مبتسمة بحرج وهي تشير بإصبعها إلى الأرض: عذرًا يا بني، لقد نسيت مفاتيحي، وابنتي فتاة تنام نومًا ثقيلاً.. سوف يستغرق الأمر بعض الوقت لإيقاظها، لذا يمكنك ترك الحقائب هنا على الأرض والمغادرة حتى لا أضيع وقتك بعد الآن.

"يا خبر!" صاح غير مصدق وهو يهز رأسه بشدة قائلًا لها برفض تام لهذا الاقتراح: لا أستطيع أن أفعل ذلك وأتركك هنا وحدكي!

كان يتحدث بحرارة شديدة وكأنها تطلب منه أن يترك طفله ويرحل!

لكنه في الواقع لم يكن ليدع تلك الفرصة تفلت من بين يديه بعد أن تبعها إلى السوق وظهر أمامها كَـشابًا صالحًا ومحترمًا يحب مساعدة الآخرين! لم يكن ينوي تركها هنا! كان عليه أن يراها! وإلا كل جهوده ستذهب مع مهب الريح!

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ١٠٠٠ تعليق و ١٠٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم بإذن الله قريبًا… رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب ولا أرقام أو أي تعليق ليس له معنى ولا يخص الرواية لأن هذه التعليقات لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅

 {في المقر الرئيسي لمجلس المافيا بمدريد؛ اسبانيا}

في تلك القاعة التي امتلأت بهالة من التوتر والرعب، وربما الذعر، تلك القاعة حيث انعقد فيها الاجتماع الذي اقتحمته أفروديت برفقة محاميتها فاينا وفجرت قنبلة الموسم الأول بكونها على قيد الحياة، واليوم عُقد فيها اجتماع آخر لكنه لم يضم زعماء منظمات إجرامية أخرى في بلدان مختلفة، بل كان اجتماعا مغلقًا وسريًا للغاية مع ملك إسبانيا ورئيس المجلس زافير ساندوفال.

امتلأت المقاعد بالعديد من الرجال الذين يرتدون البدلات الرسمية السوداء ويجلسون في وضع مستقيم.. يتململ بعضهم بخفة في مقعدهم، والبعض الآخر يمسح جباههم بالمناديل من العرق الذي بدأ يتشكل لديهم من شدة توترهم.. وكان آخرون يلعبون بأقلامهم في أيادي مرتعشة، بينما تبادلوا جميعًا النظرات فيما بينهم في صمت، ولم يجرؤ أحد على فتح فمه حتى، حيث لم يعرفوا السبب وراء هذا الاجتماع الطارئ، وصمت زافير هكذا منذ وصولهم لا يبشر بالخير أبدًا.

وبينما كادوا يفعلونها على أنفسهم تقريبًا من الرعب الشديد، كان زافير يجلس هناك في حالة من النشوة الشديدة، كما لو أنه تناول جرعة من المخدرات عالية الجودة ليفقد نفسه منفصلًا عن الواقع في أحلام ومشاعر جامحة وجياشة.

أخذ نفخة من سيجارته ونفثها بهدوء، مرر طرف لسانه على شفته السفلى وكأنه يتذكر طعم شفتيها اللذيذة.. لامس لسانه الجرح الذي تركته امرأته المتمردة عليه في تلك القبلة العاصفة بالانتقام الشهي لتتسع ابتسامته من النشوة وهو يتذكر تلك اللحظات بينهما.

تلك اللحظات التي اقترن اسمها باسمه.. لآخر لحظة في حياتهم!

أراد أن يحتفل بزواجه منها اليوم، لكنه سئم من كثرة الأسرار والأكاذيب.. لقد أراد حل اللغز وفك الرموز، لأنه عندها فقط سيتمكن من الحصول على أفروديت!

ليس الأمر كما لو أنه لا يستطيع الحصول عليها الآن، ولكن ليس من شيمه القليلة أن يجبرها عليه، فكم يشعر بالاشمئزاز من تلك التصرفات القذرة التي يفعلها الرجال مع النساء فيما يخص تلك الأمور!

"لابد أنكم تتساءلون عن سبب وجودكم هنا الآن" بدأ زافير يتحدث بنبرة عميقة وهو يهز إصبعيه السبابة والوسطى اللذين كانا يمسكان سيجارته نافضًا الرماد منها بينما أعطى الجميع نظرة أرسلت قشعريرة من الرعب في قلوبهم! 

ومنذ أن طرح زافير سؤالاً، كان على شخص ما أن يتحدث!

تبادلوا نظرات القلق فيما بينهم، وكل منهم ينتظر الآخر ليتحدث، لكن المشكلة أنه لا يبدو أن أيًا منهم لديه أي نية للتحدث.. لقد كانوا مرعوبين! كلمة واحدة خاطئة وسيرسلهم إلى العالم الآخر بأبشع الطرق!

"في الواقع..." بدأ أحدهم بنبرة منخفضة متقطعة مثل نظرته التي لم يتمكن من رفعها إلى زافير وهو يحادثه، قبل أن يتابع بسرعة واحترام: نعم يا سينيور.

تنفس الجميع الصعداء وهم ينظرون بامتنان إلى ذلك الرجل الذي قرر أن يأخذ الأمور بين يديه ويتحدث، وينقذ الوضع وحياتهم!

همهم زافير بخفة وهو يدفع عشرات المستندات المكدسة فوق بعضها البعض للأمام قليلاً بينما يقول بنبرة آمرة: ليحصل كل شخص على نسخة أمامه.

قام الجميع بسحب نسخة بسرعة ومرروها إلى الشخص المجاور لهم، بحيث حصل الجميع في غضون عشر ثوانٍ على النسخ كما أمرهم زافير.. وبمجرد انتهائهم، أتيحت لهما الفرصة لرؤية ما تحتويه تلك الوثائق، والتي لم يكن من الصعب التعرف عليها على الإطلاق، ومرة ​​أخرى بدأوا بتبادل نظرات الدهشة بينهم هذه المرة.. وبدأ بعضهم يهدأ قليلاً، معتبراً أنه لو كان الأمر يتعلق بهذه الوثيقة فلن يشكل أي شيء خطراً عليهم... أليس كذلك؟

حسنًا، كان ذلك قبل أن يسمعوا الكلمات التالية من فم زافير الذي قال لهم وهو يحك ذقنه وكأنه يفكر في شيء ما: تلك الوثيقة بها ثغرة.. وربما عدة ثغرات.. يجب أن تدرسوها في الحال و تخبروني ماهية تلك الثغرات بالتفاصيل.

"هذا مستحيل!" 

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ١٠٠٠ تعليق و ١٠٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم بإذن الله قريبًا… رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب ولا أرقام أو أي تعليق ليس له معنى ولا يخص الرواية لأن هذه التعليقات لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅

 {في أحد ناطحات السحاب بمدريد؛ اسبانيا}

فتح عينيه ببطء وهو يمد يده بجانبه، حيث كانت امرأته وطفله.. فبالأمس، لم يستطع تركهم بمفردهم في الليل، لم يستطع الذهاب إلى زافير الذي لم يكن يرد على مكالماته تاركًا مسؤوليته وراءه، ولكي يكن صادقًا مع نفسه على الأقل، كان يبحث عن العزاء لنفسه بينما كانت عائلته قريبة منه بعد مواجهته القاسية مع أفروديت..

أفروديت..

أغمض عينيه وتنهد بحزن على تلك الذكرى، حيث كان العبء ثقيلاً على قلبه.. تلك المرأة مرت بالكثير من المآسي في حين أن كل ما طالبت به في حياتها هو الحب، حبها لزافير وعشقه لها الذي دمر كليهما ومن حولهما..

مد يده على نطاق أوسع، ولكن في كل مرة لم يجد شيئا، فقط لمس الفراغ! بدأ القلق يتسلل إلى قلبه.. فتح عينيه وعقد حاجبيه بمفاجأة وهو ينظر حوله فلم يجد أحداً!

قفز قلبه داخل قفصه الصدري وهو ينهض من على وسادته، نظر حوله في حيرة باحثًا عن فلورنسا وألڤارو!!

"فلور!" صرخ بصوت عالٍ، لاعنًا غبائه في ترك باب الغرفة مفتوحًا دون إغلاقه بالمفتاح!!

كيف يمكن أن ينسى شيئا مثل هذا! كيف!

كان عقله يتسابق في التفكير في الاحتمالات المختلفة لما قد حدث أثناء نومه مثل الأحمق الكبير!

وسرعان ما ترجل عن السرير، مما جعله يشعر بالدوار قليلاً من تلك الحركة المتسرعة بعد أن كان نائماً في سبات عميق.

قام بتدليك جبهته وأغمض عينيه للحظات، محاولاً السيطرة على هذه الأعراض، وسار وهو أعمى نحو باب الغرفة قبل أن يسمع صوت بابًا يُفتح!

توقف في خطواته وأبعد يده عن جبهته، استدار نصف استدار نحو مكان الصوت، لتتسع عيناه عندما رأى فلورنسا تخرج من الحمام وهي تحمل ألڤارو.. لم يكن الأمر كما اعتقد، لم تهرب منه مثل السابق، ولربما لم تفعلها لجهلها بأنه قد ترك باب الغرفة دون إغلاقه!

تنفس الصعداء بينما ارتخت ملامحه، أغمض عينيه للحظة محاولًا التهدئة من روع قلبه الذي كان على وشك التوقف من القلق، أعاد فتح عينيه ينظر لها فوجد أنها قد استحممت وغيرت ملابسها إلى قميص خاص به بالكاد يغطي الجزء السفلي من فخذيها، بينما تركت الأزرار الأولى مفتوحًة حتى يضيع دييجو في مفترق نهديها، كانت عيناه سريعة لفحص سحرها.. في بعض الأحيان كان ينظر إلى الأعلى، وفي بعض الأحيان كان ينظر إلى الأسفل.. بينما كان يضغط على يديه بإحكام، شاعرًا بالدم الحار يغلي في عروقه.

حرك بصره بأعجوبة بعيداً عن مهلكة قلبه ورجولته لينظر إلى ذلك الملفوف الذي كانت تحمله، والذي لم يكن سوى ابنه ألڤارو، الذي كان ملفوفاً داخل إحدى كنزاته!

"ماذا؟" سألت فلورنسا ببراءة مصطنعة عندما رأت كيف كان يتجنب النظر إليها، فلقد تقصدت ارتداء ملابسه مع إغفال إغلاق بعض الأزرار هنا وهناك.

"لا شئ" خرج صوته مثقلا بالرغبة وهو ينظر إليها بنظرة تقطر شهوة.. كان يريدها، وربما كان ينتظر ولو إشارة واحدة منها ليتفاعل مع رغبته فيها.

أما هي، فقفز قلبها من الإثارة داخل صدرها، فيما ظهرت شبه ابتسامة على شفتيها عندما رأت حالته برؤيتها في تلك الهيئة، كان لا يزال يحبها ويريدها وهي تحبه وتريده، فما الذي يحول بين رغبتهما ببعضهما البعض؟

لقد كان ذلك الخاتم الذي في إصبعه، خاتم خطوبته لامرأة أخرى غيرها.. لقد رأت ذلك الخاتم في أكثر الأوقات غير المناسبة فلو أنها أهملت النظر إليه كما أهملت ربط أزرار القميص الذي كانت ترتديه، فربما كانوا في خضم الحصول على أخًا آخر لألڤارو، لكنها لم تستطع تجاهل حقيقة أنه ذهب، بوعي وإرادة، و قدم خاتم زواج لامرأة ليست هي، ولم تستطع إلا أن تفكر: لماذا لم يتخذ مثل هذه الخطوة طوال الفترة التي عرفته فيها؟ أم كانت هي مجرد ترفيه في الفراش ولا شيء أكثر بالنسبة له؟

عند هذه الفكرة تلاشت ابتسامتها، وانطفأ بريق الحب في عينيها، عبست ملامحها وابتلت عيناها بطبقة رقيقة من الدموع محدقة في دييجو بألم شديد.. عانقت ألڤارو بالقرب من صدرها واستدارت مولية ظهرها إلى دييجو، والتي كانت خطوة سيئة للغاية حيث قدمت له عرضًا خاصًا بمؤخرتها!

"اللعنة على حياتي!" تمتم بالشتائم بين أنفاسه، وكادت عيناه تخترقان جسد تلك المرأة المسكينة التي ذهبت لتجلس على الأريكة في صمت محاولة التحكم في نفسها كي لا تبكي، بينما أدى جلوسها هذا إلى ارتفاع القميص إلى فخذيها!

أغمض عينيه في محاولة يائسة للسيطرة على نفسه حتى لا يذهب إليها ويمزق هذا القميص اللعين عنها!

"لماذا ترتدي ملابسي؟" تنهد بانزعاج، ليس لأنها كانت ترتدي ملابسه، ولكن بسبب الحالة التي وضعته عليها عندما ارتدت ملابسه!

أجابت بهدوء، متجنبة النظر إليه: "أنا وألڤارو كنا بحاجة للاستحمام"، كانت هادئة، متحاشية النظر إليه، فلقد تألمت أكثر لأنها فهمت شيئًا آخر من محادثته.. ظنت أنه كان يرفض أن تلمس أغراضه وتساءلت لماذا قد يرفض؟ هل تلك المرأة اشترت له هذا القميص مثلًا لذلك لم يعجبه أنها ارتدته؟

"تبًا!" لعنت بخفوت وهي تشعر برغبة عارمة في حرق ذلك القميص بعدما خطر ببالها مثل هذا التفكير!

"ألم تلاحظي الملابس النسائية في خزانة الملابس؟" سأل بسخرية شديدة، فنظرت إليه بنظرات نارية، نظرة امرأة على وشك ارتكاب جريمة، نظرة امرأة تكاد تقتلها الغيرة! فلقد انزعجت بشدة من أن هذه المرأة المجهولة توغلت في حياته لدرجة أنه احتفظ بملابسها في شقته الخاصة! فقالت بحدة: أنا لا أرتدي شيئاً مكان امرأة أخرى!!

رفع حاجبيه متعجباً من كلامها ناظرًا نحوها ببلاهة، لقد نسي للحظة خدعة خطوبته المزعومة لامرأة لم تكن موجودة أصلاً!

زفر بشدة، بينما رفع يده لدفع شعره إلى الخلف، أغمض عينيه للحظات متعبا، لكن في وسط ذلك الظلام، سحبه ذلك الصوت الذي أصبح عزيزا على قلبه مرة أخرى إلى النور، تلك الأصوات الطفولية القادمة من طفله الحبيب.. ألڤارو.

فتح عينيه متحركاً نحوها في ثبات حتى وقف أمامها وانحنى ليمسك بطفله، لكن فلورنسا منعته من الوصول إلى هدفه، إذ أبعدت ألڤارو عنه وهي تشدّ إحتضانها له مما جعل دييجو يعقد حاجبيه في استغراب من تصرفها مضيفًا بحدة: أعطيني الولد!

"كلا!" رفضت وهي تحتضن ألڤارو كأنها تريده أن يدخل جسدها من جديد، قبل أن تستمر في ارتباك وخوف كان واضحاً جداً في نظراتها التائهة، نبرتها المرتعشة ويداها اللتان تضغطان على الطفل: لقد قلت أنك لن تأخذه مني مرة أخرى!

لم يسع فلور المسكينة إلا أن تظن أنه سيأخذه منها مرة أخرى كما فعل من قبل وتركها تبكي وتصرخ هنا وحدها حتى تعبت وغفت!

رأى دييجو حالة الذعر التي تسيطر عليها، فلانت من ملامحه قليلاً.. عدل وقفته وهو لا يدري ماذا سيفعل.. كان بداخله صراع بين عقل يريد الانتقام منها لما عاشه بسببها، وقلب يريد أن يضمها إليه.

وبين العقل والقلب، انتصر الأخير عندما ذهب ليجلس بجانبها، وينظر إلى المساحة الفارغة أمامهما.. ظل صامتا للحظات حيث شعر بعينيها عليه لا تتركه بينما تحاول الابتعاد بجذعها العلوى عنه لتخلق مسافة أكبر بينه وبين صغيرها، ارتسمت ابتسامة ساخرة للغاية على شفتيه، فلو أراد أخذه منها تصرفاتها تلك لن تردعه! زفر بقوة قبل أن يقول في هدوء: أردت فقط أن أحمل طفلي لبعض الوقت..

أخبرها بذلك ثم أدار رأسه نحوها ونظر إليها للحظات، أشفق على حالها بتلك الأعين المرتبكة، تلك الأعين التي لطالما أحبها.. ودون وعي منه، رفع إحدى يديه وربت على أعلى ظهرها بهدوء وهو يبتسم في وجهها، ابتسامة حقيقية مطمئنة: لا تقلقي، لن آخذه منكي.

نظرت إليه بخوف وهي تشعر بحنانه في تلك اليد التي ربتت عليها بلطف، لكنها لم تستطع إلا أن تسأل في قليل من الشك والريبة، في النهاية هي كانت أم تخاف من فراق فلذة كبدها: حقا يا دييجو.. لن تبعده عني؟

كانت تنتظر منه أن يؤكد الكلام الذي أخبرتها أفروديت به بالأمس.. ولن ترتاح إلا إذا سمعته يقول لها بنفسه إنه لن يأخذ طفلها منها.. ظلت تنظر إليه بنظرات تأملية بينما زادت ابتسامته، وتوقف عن التربيت على ظهرها مما أشعرها ببرودة مفاجئة وهو يضيف تأكيدًا لكلامها: بالطبع يا فلورنسا، لن آخذ طفلك منكي..

ثم وبدون سابق إنذار تابع بقسوة لا يسبر غورها: 

"فأنا لست مثلك!"

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ١٠٠٠ تعليق و ١٠٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم بإذن الله قريبًا… رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب ولا أرقام أو أي تعليق ليس له معنى ولا يخص الرواية لأن هذه التعليقات لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅

 {في طرقات وممرات قلعة آل ساندوفال بمدريد؛ اسبانيا}

كانت أفروديت تنزل الدرج بخطوات قوية بكعبها العالي بعد أن استحممت وغيرت ملابسها إلى ملابس كلاسيكية من بنطال قماش ضيق أسود اللون وقميص أبيض أظهر عنقها المرمرى الذي احتاجت إلى وضع بعض مستحضرات التجميل عليه لمحو أي من الآثار التي كانت لا تزال عليها بفعل زافير الهمجي اللذيذ!

أسدلت على كتفيها سترة سوداء كبيرة تتدلى فوق كتفيها دون أن ترتديها، بينما تركت شعرها منسدلاً على ظهرها وفرقته من الجانب لتمنح لنفسها مظهرًا كلاسيكيًا لامرأة فاتنة للغاية وساحرة.. وطبعًا لم تنسَ صبغ شفتيها بأحمر شفاه قوي يتناقض مع بشرتها شديدة البياض.

سارت وكأنها تملك العالم كله بين كفيها، كانت واثقة وسعيدة وفي مزاج جيد بشكل غريب على الرغم من أن مزاجها كان متعكرًا بعد محادثتها مع زيوس، لكنها فقط كانت تتعامل مع تلك اللحظات التي تكون فيها سعيدة باستغلال كامل، لا تتساءل عن السبب وراءها.. ما يهمها هو أنها شعرت بتلك المشاعر اللطيفة، ولا يهم إذا كانت هناك سبب لذلك أم لا.

مرت بأحد الطوابق بلا مبالاة وكادت أن تكمل طريقها إلى الأسفل، لكنها رأت شخصًا يقف ممسكًا بالسياج دون أن يتحرك، فأعادت رأسها إلى الوراء في فضول لتكتشف هوية ذلك الشخص، الذي لم يكن سوى سانتوس، خالها..

ابتسمت على نطاق واسع وغيرت اتجاهها نحوه ضاربة الأرض بكعب حذائها بصوت عالٍ.. وأثناء اقترابها منه عقدت حاجبيها متعجبة من عدم التفاته نحوها رغم كل الضجيج الذي أحدثته أثناء سيرها نحوه!.. وعندما ألقيت نظرة فاحصة عليه وجدته تائهًا في الأفق أمامه، ليلتوي فمها في ابتسامة جانبية وهي تهتف بسخرية ولؤم أنثوي:

"يا عيني على الحلو عندما تشغله الأيام!" 

قالت كلامها بمرح، تنوي الاستهزاء بتشتته الشديد، لدرجة أنه لو جاءه الآن قاتل لمات ضاحكًا من شدة سهولة مهمته بذلك العقل الغائب!

وكانت هذه الكلمات السبب وراء استيقاظ سانتوس من تشتته فيما يتعلق بما يجري في حياته وعلاقته شبه المستحيلة مع سيلڤيا.. استيقظ على تلك الكلمات التي بدأ يتردد صداها في أذنه وهو ينظر إلى أفروديت بعينين واسعتين مصدومتين!

"ما المشكلة؟" تساءلت أفروديت بحاجب مرفوع متسائلًة عن ذلك التعبير الغريب على وجه خالها الذي سرعان ما بدأت عيناه تلمعان بشدة بالدموع!

"سان؟" هذه المرة نبست أفروديت في حيرة من هذه الحالة الغريبة، إذ لم تفهم ما كان يحدث له.. واصلت الاستفسار بارتباك وهي تقترب منه ممسكة بأعلى ذراعيه: هل حدث خطب ما؟

كانت قلقة عليه للغاية لأنها لم تكن كل يوم ترى سانتوس، الرجل المشهور بقلبه القاسي، يبدو وكأنه على وشك البكاء!

فتحت فمها بفضول مرة أخرى عندما لم تجد أي رد فعل منه، ولكن قبل أن تتمكن من قول كلمة واحدة، وجدته يسحبها بقوة كبيرة حتى سقطت في حضنه، بينما لف ذراعيه أحدهما حول خصرها والآخر يطوق أعلى ظهرها، لقد كان يعانقها بقوة ساحقة لدرجة شعور أفروديت بأن تلك كانت محاولة إغتيال أكثر مما كان عناقًا حيث بدأت تشعر بالاختناق بحق بين ذراعيه ولكنها كعادتها في تلك المواقف لا تعبر عن ألمها وفقط اكتفت بإضافتها مازحة بصوت لاهث قليلًا: أعرف أنني جميلة ومغرية، لكنك خالي مع الأسف، لذلك عيبًا يا رجل! تهذب!

كانت تحاول تهدئة الأجواء من حولهم، لكن سانتوس لم يتفاعل مع مزاحها، بل زاد من احتضانه لها وهمس:

"لقد اشتقت إليكي يا أسترا"

(فلاش باك قبل سبعة وعشرون عامًا في أثينا؛ اليونان)

في مطبخ بسيط لعائلة من الطبقة المتوسطة، كان كل ما يمكن سماعه هو صوت المياه الجارية القوية، مصحوبًا بصوت اصطدام الصحون ببعضها البعض.

كان هناك سانتوس البالغ من العمر خمسة عشر عامًا يقف أمام حوض المطبخ، يغسل الصحون بعنف شديد، وكأنه ينتقم من تلك الصحون القذرة.. هل كان عليه أن يرسب في هذا الاختبار اللعين؟ فـ ها هو الآن محاط بالمياه والفقاعات المستفزة والكثير والكثير من الصحون القذرة!

كيف يمكنهم استخدام كل هذه الصحون والملاعق والشوك؟ وكأن هناك وليمة اليوم وليس مجرد طعام لأسرة لا يزيد عددها عن أصابع اليد الواحدة!

"سحقًا!" تمتم بغضب وهو يضع الصحن الذي قام بتنظيفه للتو دون مبالاة عندما رن صوت تصادم قوي بين الصحون، وسرعان ما نظر إلى تلك الصحون مذعورًا، لكنه سرعان ما تنفس الصعداء عندما وجد أنه لم يكسر أياً منها لأن عمته أو بمعنى أصح أمه كانت ستكسر عنقه خلفها!

عاد للعمل على غسل الصحون التي بدا أنها تتكاثر داخل الحوض عندما لا يكن ينظر، تشنج أسفل عينيه في ضيق وهو ينظر إلى عدد الصحون المتبقية قبل أن يزفر من شفتيه في حنق وهو يمسك بصحنًا جديدًا يغسله، وحرص هذه المرة على وضعه بلطف بل وربت على الجزء الخلفي من الصحن كما لو كان يشعر!

"يا عيني على الحلو عندما تذله الأيام"

اخترق سمع سانتوس المُضجر ذلك الصوت الأنثوي القادم من يساره، فالتفت بعينين شريرتين نحو الصوت ليراها واقفة هناك، متكئة بجسدها على إطار مدخل المطبخ بينما تطوي ذراعيها أسفل صدرها وهي تنظر إليه بابتسامة تقطر سماجة أثناء مشاهدته وهو يعمل.

أدار عينيه عليها في ضيق وهو يتوجه مرة أخرى نحو الحوض متجاهلًا إياها ليسمع صوت خطواتها تقترب منه، وهي تقول بشماتة واضحة: بصراحة يا سان، لم أعتقد أبداً أنني سأراك تغسل الصحون، وحتى التربيت عليها بحنان تمامًا مثل الأب الحنون... ها!!

أنهت حديثها الاستفزازي بشهيق مدوٍ في مفاجأة غير متوقعة عندما رشها سانتوس بكوب ماء ملأه أثناء انشغالها بمضايقته.. صرخت بصوت عالٍ وهي تلوح بيدها في الهواء من أجل صفع مؤخرة رأسه، لكنه خفض رأسه بعيدًا عن مرمى يدها لتصرخ مجددًا بصوت عالٍ من الإحباط لعدم تعرضه للضرب بينما هز كتفه وهو يعاود الالتفات نحو الحوض أثناء قهقهته ضحكًا عليها وهو يقول بطريقة ساخرة: والآن، من الحلو بيننا الذي أذلته الأيام يا أسترا؟

"أيتها الوغدة القذرة!" كان مصدر تلك السبابة سانتوس بعد أن جعلته أسترا يستحم بزجاجة ماء كاملة أحضرتها من الثلاجة!

عندما أهانها سقطت تعابير البهجة عن وجهها ليدرك هو ما قاله للتو، مما أصابه بالارتباك وتوترت ملامحه وهو يحاول تدارك الموقف: لم أقصد أن أقول ذلك.. ولكن، كانت حقًا حركة قذرة، لا يمكنكي إنكار ذلك!

رمشت أسترا عدة مرات قبل أن تبتسم على نطاق واسع مع إغلاق شفتيها.. لقد كانت ابتسامة مختلة عقليًا عندما ترى فريستها أمام عينيها وتستعد لأخذ روحها!

"انتظري.. أنا طفل.. هل ستأخذين على كلامي حقًا؟!" قال تلك الكلمات برعب شديد وهو يتراجع بخطوات بطيئة إلى الوراء فرآها تتقدم بابتسامة ازدادت جنونًا وهو ما لم يعجبه على الإطلاق وهو يتأمل خروجه الآمن من المطبخ.

وبالفعل كاد أن يركض نحو باب المطبخ، لكن يد أسترا كانت أسرع منه لتسحبه من الياقة الخلفية لملابسه، مما جعل سانتوس يرتد للخلف على حين غرة.. بينما انزلقت إحدى قدميه وسقط، لكنه لم ينسى التشبث بملابس أسترا التي سرعان ما اختفت ابتسامتها وحلت محلها عيناها الواسعتان من الصدمة عندما أدركت أنها على وشك السقوط معه في بركة المياه هذه التي تسبب فيها كل منهما!

"حسنًا، لقد كانت تلك حركة قذرة حقًا أيها الطفل!" أردفت بشكل استفزازي مؤكدة على كلمة "طفل" وهي تستقم من فوقه مُسندة ركبتها على بطنه بقصد مما جعله يئن من الألم، إذ كان منزعجا للغاية من وصفها له بذلك مع قصدها للضغط على بطنه!

يعني هو يقولها عن نفسه ولا لغيره الحق في ذلك! لذلك قام سريعًا بتحريك ركبتها بعيدًا عن بطنه، لتحاول هي التوازن على ساق واحدة، لكنها فشلت في ذلك وسقطت مرة أخرى، لكن هذه المرة ابتعد سانتوس من أسفلها لتسقط بوجهها وهي تعانق أرضية المطبخ المبللة!

"سانتوس، أنت ميت!!" صرخت من بين أسنانها وهي لا تزال ساقطة أرضًا، ليأتيها صوته الذي أخذ يبتعد مع كل كلمة حيث كان يهرب حقًا كمن رأى جنيًا يطارده وهو يقول: هذا إذا استطعتي اللحاق بي بالأساس!!

وكأن تلك الجملة الوقحة منه، بعد كل ما فعله، هي الأدرينالين الذي تحتاجه للوقوف مرة أخرى، مع الحرص هذه المرة على عدم الانزلاق على وجهها كما في السابق وهي تتبع خطى سانتوس الهارب.. وبمجرد أن لمست قدمها الأرض الجافة، بدأت تركض خلفه حيث كان يركض إلى غرفة المعيشة، متخذًا من المقاعد والطاولة درع يحميه من أخته المجنونة، لهث بشدة وهو يقول في توسل: أقسم أنني طفل ولم اقصد!!

"الآن يعجبك لقب طفل، يا أبله، يا ابن الـ..." لم تستطع إنهاء لعن أسلافه، لأنها في نفس اللحظة التي كانت على وشك أن تقول شيئًا مشينًا ومخزيًا للغاية، رأت والدتها واقفة عند مدخل غرفة المعيشة وعلى وجهها تعبير الصدمة!

أغلقت أسترا فمها الذي كاد أن يلفظ قذارة و ابتلعت لعابها بصعوبة وخوف، كما نظرت جانباً إلى سانتوس الذي تحول وجهه إلى اللون الأصفر من الخوف وهو ينظر إلى والدتها التي تحدثت بهدوء غير متناسق مع ملامح وجهها التي بدأت تسود: ماذا تفعلان؟

هذه المرة، كان سانتوس هو الذي نظر إلى أسترا، كما لو كان يحاول معرفة أي منهما سيتحدث.. هزت أسترا رأسها نفيًا، فابتسم بعصبية، بينما رفع كفه ليحك مؤخرة عنقه في ارتباك شديد وهو يقول بتلعثم: ها يا أمي، لا شيء، لا شيء قطعًا!

"حقا؟" عبست والدة أسترا بسخرية ولوت فمها وهي تنظر إليهم من الأعلى إلى الأسفل حيث كانت ملابسهم وشعرهم الرطبين بالمياه، أغمضت عينيها في قلة حيلة وتنهدت بغضب وهي تهز رأسها في خيبة أمل شديدة على ابن أخيها المعتوه وابنتها التي كانت أكثر عتهًا منه!

وفي اللحظة التالية انحنت، لتعود أسترا إلى الخلف بترقب، بينما سأل سانتوس بغباء تام أو ربما كان يحاول الكذب على نفسه: يا أمي، ماذا سقط منكي؟

"تربيتكم يا حبيبي.. تربيتكم هي ما سقطت مني!" قالت ذلك بهدوء شديد بينما استقامت مرة أخرى ممسكة بحذائها المنزلي في يدها، مما جعل أسترا وسانتوس يرتجفان بينما صرخت أسترا وهي تلتفت للهروب من المحيط: اهرب يا سان! اهرب آه!

نعم أمها قد اصطادتها بذلك النعل الذي ضرب مؤخرة رأسها!

(عودة للوقت الحالي)

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ١٠٠٠ تعليق و ١٠٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم بإذن الله قريبًا… رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب ولا أرقام أو أي تعليق ليس له معنى ولا يخص الرواية لأن هذه التعليقات لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅

{بالعودة لأمام منزل المرأة العجوز بمدريد؛ إسبانيا}

"حسنا حسنا قادمة!"

جاء هذا الصراخ العالي من الداخل، تبعه بعد لحظات باب المنزل ينفتح بعنف مع صرخة أخرى منها وهي تفرك جبهتها في ضجر: ماذا ترن، ترن، ترن! ألا أستطيع النوم أيها الخلق!

شهقت المرأة العجوز بقوة وهي تغطي فمها بأصابعها من تصرفات ابنتها المخزية قائلة في صرامة: يا بنت!

وهنا أبعدت الفتاة يدها عن جبينها وهي تنظر إلى أمها بعينين نصف مفتوحتين ومنتفختين من النوم: أمي؟ لماذا كل هذا الإزعاج يا أمي أليس لديكي المفتاح؟!

سألت بنبرة تكاد تكون باكية لأنها استيقظت من نومها العميق بعد السهر طوال الليل، وعندما كادت أن تفتح فمها للتعبير عن ضجرها أكثر، سارعت المرأة العجوز بقولها في محاولة إخراسها: ألن ترحبي بضيفنا يا فتاة!؟

"ضيف؟ أي ضيف؟" كررت كلمات والدتها بدهشة قبل أن تنظر إلى ما وراء والدتها لترى ذلك الرجل الأصهب الذي يقف حاملاً عدة حقائب تبدو ثقيلة.. رمشت عدة مرات وهي تحاول إبعاد النوم عن عينيها والحصول على رؤية أوضح لأنها بدأت تشك في رؤيتها، لكنها للأسف تأكدت من هوية الشخص الذي يقف أمامها بينما تكاد عيناه تخترقها ونظرته تمر من خلالها!

شهقت من الصدمة، واتسعت عيناها بشكل كبير وهي تمرر نظراتها بين والدتها والرجل الذي يقف خلفها، قبل أن تنزلق بنظرها عليها مدركة ما ترتديه.. كانت ترتدي قميص نوم أسود، تمامًا مثل شعرها.. ولم يكن قميصًا كاشفًا على الإطلاق، أي باستثناء فتحة الصدر الواسعة مع سقوط أحد حملات كتفه عن كتفها للأسفل مما أتاح الكشف عن المزيد من بشرتها.. لذلك وبطريقة غريزية رفعت كلتا يديها لتحجب الرؤية عن صدرها، وهي تعيد توزيع نظراتها المصدومة عليهما في هلع.

تنحنحت المرأة العجوز وهي تتقدم دافعة ابنتها جانبًا قبل أن تقول بترحيب: تفضل يا بني، يمكنك وضع الحقائب هنا.

أخبرته بذلك، لكنه كان مشغولاً بالنظر إلى ابنتها في مظهرها الجديد عليه، بملابس تكاد تكون كاشفة، وشعر أشعث مغر، والصدمة التي شغلت تلك العيون الهادئة البريئة.. لقد كان مشهدًا أراد التوقف والتأمل فيه لأطول فترة ممكنة، لكن تلك المرأة العجوز كررت دعوتها له مرة أخرى، ليتقدم ويمر بجوار المرأة المصدومة، ومع ذلك لم تتحرك عيناه عنها ولو لثانية واحدة، حتى وهو ينحني لوضع الأكياس على الأرض.

"شكرا لك يا بني" شكرته المرأة العجوز بحرارة وهي تمد يدها نحو طبق موضوع بجانب باب المنزل يحتوي على العديد من المخبوزات الطازجة.. لفت بعض المخبوزات في منديل ورقي كبير يسع الكثير بينما مد الرجل ذو الشعر الأحمر يده نحو ابنتها التي بدت وكأنها مصدومة لدرجة فقدان قدرتها على التحرك: أنا أخيل فلاخوس.. لقد تشرفت بلقائك يا سينيورا .. ؟

لقد ترك جملته مفتوحة حتى تتمكن من التعافي من صدمتها وأنه كان هناك بالفعل أمامها!

"أين تربيتك يا بُنيتي لتتركي ذلك الشاب الطيب و يده معلقة في الهواء؟" قالتها أمها بطريقة عاتبة لدرجة أنها مدت يدها نحوه بصورة آلية وأجابت بنبرة غير مسموعة تقريبًا: كاتالينا... كاتالينا جارسيا.

اتسعت ابتسامته بمجرد أن وضعت كفها في كفه، ورفع كفها إلى فمه ملثمًا ظهر يدها برفق، بينما ضغطت كاتالينا بيدها الأخرى على موضع قلبها الذي كان ينبض كالطبل داخل صدرها غير مصدقة ما يحدث لها الآن، وما أن لامست شفتاه يدها حتى سرت قشعريرة لذيذة في جسدها وكافحت آنين من اللذة من الإنفلات من بين شفتيها مختطفًة يدها من بين أصابعه على الفور في حالة من الارتباك الشديد جعلت من ابتسامة أخيل تتسع بشكل كبير لإدراكه كم كان يمتلك من التأثير عليها.

"ما زلت ألومك على عدم بقائك هنا أكثر من ذلك، لكن خذ هذه المخبوزات لتسلي نفسك بها في الطريق يا بني" قالت له العجوز وهي تعطيه ذلك المنديل الورقي الذي يحتوي بداخله على أكثر من قطعة هشة، ناعمة، وذكية، ومخبوزة جيدًا، تمامًا مثل المرأة التي ظل طعم بشرتها الحلو على شفتيه.

"مرة أخرى يا خالتي" علق بود وهو يحمل تلك المخبوزات، والتفت أيضًا إلى كاتالينا مرة أخرى، وأومأ لها برأسه بخفة في تحية صامتة قبل أن يلتفت إلى المرأة العجوز ويقول: أراكي قريبًا يا خالتي.

ثم التفت إلى كاتالينا التي كانت لا تزال واقفة في حالة صدمة، تحاول جاهدة أن تسيطر على نفسها ولا تتجاوزه هاربة من نظراته الجريئة تلك عليها بمظهرها هذا:

"أراكي لاحقًا يا سينيورا"

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ١٠٠٠ تعليق و ١٠٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم بإذن الله قريبًا… رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب ولا أرقام أو أي تعليق ليس له معنى ولا يخص الرواية لأن هذه التعليقات لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅

 {بالعودة لطرقات وممرات قلعة آل ساندوفال بمدريد؛ اسبانيا}

"لقد اشتقت لكي أسترا" 

همس بنبرة يكسوها الحزن وهو يحتضن جسد أفروديت بين ذراعيه، دافنًا وجهه بين خصلات شعرها الرمادي الطويل.. فعندما استخدمت أفروديت مثل هذه الجملة التي طالما استخدمتها والدتها معه لمضايقته، لم يستطع إلا أن يرى أسترا أمام عينيه، وليس فقط في التشابه القوي بينهما في المظهر، بل لوهلة شعر بتجسد روحها أمام عينيه في جسد ابنتها.

أما أفروديت، فتجمدت عندما سمعت همس خالها الذي ينادي والدتها، وتجمدت ملامح وجهها كما لو كانت ليس حاضرة لهذه اللحظة.. مرت لحظات في صمت، فتحت فمها لتقول شيئا، ولكن لم يخرج شيء من بين شفتيها.. لاشيء على الاطلاق..

تدفقت الدموع إلى عينيها وأغرقتها مما جعل رؤيتها ضبابية للغاية.. ملأت الدموع عينيها وفاضت لتشق طريقها خارج مقلتيها على خديها، أغلقت فمها وضغطت على شفتيها لمنع إصدار أي صوت، لكن انتفاضة جسدها كانت أكبر دليل على بكائها الصامت.

"أغمض عينيك يا ثيو.. أغمضهما أرجوك.."

اهتز جسدها بعنف وهي تتذكر كيف توسلت والدتها إلى والدها أن يغمض عينيه حتى لا يراها وهي تذبح حنجرتها، لكن أمها لم تكن على علم بوجودها، لذلك لم تطلب منها أن تنظر بعيدًا فرأت أفروديت كل شيء أمام عينيها.. رأت اللحظة التي تيتمت فيها، اللحظة التي قلبت حياتها رأسًا على عقب. 

"ليتني أغمضت عيني" همست في داخلها، وأغمضت عينيها بقسوة وكأنها تحاول حجب تلك الذكرى عن رؤيتها.. لكن كيف وهي لا تزال تتذكر كيف مررت أمها ذلك النصل على عنقها، كيف تشكل خط أحمر اللون على عنقها كأنه إحدى حُليها، لكنه ليس من اللؤلو والألماس كعادتها في الزينة، فلقد تزين عنقها هذه المرة بدمائها التي انفجرت من ذلك الخط وأغرقت ملابسها والأرض من حولها.. ولا يزال صوت صراخ والدها الذي كسر صمت الليل يتردد في أذنيها ليبلغها برحيل والدتها إلى الأبد.

تدفقت دموعها بغزارة وهي ترفع ذراعيها وتلفهما حول جسد سانتوس، احتضنته بشدة وكأنها تستمد منه القوة، احتضنته وتقاسمت معه نصيبهما من الفراق والعزاء والحزن، شعرت به يشدد حضنه عليها حتى شهقت قائلة بصوت أجش بينما تدفن رأسها في كتفه: اشتقت لها أيضا يا سانتوس.. اشتقت إليها كثيرًا..

كانا غارقين في حزنهما، فلم ينتبها إلى الشخص الذي كان يقف يتجسس عليهما من خلف الجدار الذي لا يبعد عن أفروديت سوى سبعة أمتار فقط!

ذلك الشخص الذي كان يقف بمنتهى الحماس، يضع يديه على صدره ويبتسم ابتسامة عريضة للغاية وهو ينظر إلى أفروديت وهي تحتضن أحدهم سرًا أو هكذا كان يظن وقتها..

"هل يمكن أن يكون لأختي عشيق سري؟" نعم كان هذا سؤال سيلڤيا التي كانت تقف خلف ذلك الجدار تحاول معرفة هوية ذلك العاشق الذي كان يحتضن أختها بتلك الطريقة الرائعة والذي كانت أختها تتبادل معه العناق.. لم تكن قادرة على سماع ما يتبادلونه في القول بسبب صوتهم المنخفض، لكن تلك المشاعر القوية لا يمكن تجاهلها.

لقد كانت سعيدة جدًا برؤية أن أختها قد وقعت في الحب، فهي تستحق العالم وأكثر!

"هيا يا أفروديت، تحركي قليلًا أريد أن أعرف من هو هذا الفارس الهُمام!" تمتمت بصوت خافت في فضول كاد أن يقتلها، وضغطت يديها معًا بينما كانتا ساقيها تهتزان من الحماسة الشديدة كما لو أن جسدها يريد أن يقتحم المشهد ويدفع أفروديت بعيدًا عن الطريق للتعرف على شقيقها في القانون!

"باعتبار ما سيكون بالطبع!" همست بذلك عندما رأت كيف تنجرف أفكارها إلى أشياء متقدمة جداً، لكن ماذا عليها أن تفعل؟ إنها متحمسة جدًا لدرجة أنها تتخيل الفستان الذي سترتديه في حفل زفاف أختها!

وما أجمل الأحلام السعيدة للمرأة التي تحب امرأة أخرى وتعتبرها أختها، رغم أنهما لا تربطهما صلة دم، ورغم أن ما يجمعهما مأساة، لكن لا بأس، كأمل جديد، وحب جديد، و علاقات جديدة تولد من رحم المعاناة!

بدأت ابتسامتها تتسع أكثر عندما رأت ذلك الرجل أخيرًا يفك حصار ذراعيه عن جسد أفروديت ويضع يديه على كتفيها ليخرجها من حضنه، مما أدى إلى ارتفاع ضخ الأدرينالين في دم سيلڤيا ترقبًا وحماسًا وهي تراقب رأس أفروديت وهو يبتعد شيئاً فشيئاً ليكشف أخيراً عن وجه ذلك الرجل العاشق والذي تسبب في تلاشي ابتسامتها كما تساقطت من على وجهها كل ملامح السعادة والفضول بمجرد أن تمكنت من رؤيته، حيث بدا الأمر وكأن أحدهم قد سكب عليها دلوًا من الماء المثلج فجأة!

"سانتوس!" همست بصوت متحشرج يرفض أن يخرج من حلقها، إذ تحولت الإثارة والأدرينالين في جسدها إلى برودة كاملة تجتاح صدرها، وتمتد إلى أطراف جسدها.. شعرت بالأرض تميد بها ولم يتمكن عقلها المسكين من فهم سبب وجود سانتوس هنا مع أفروديت، ولماذا كانا يتبادلان العناق بهذه الحميمية؟

"سانتوس" همست مجددًا بنبرة باكية والدموع ملأت عينيها عندما رأته يقترب من أفروديت ويقبل جبهتها.. رؤيتها له يقبل أفروديت أحرقتها حية.. لقد قتلها! نعم قتلها فلقد شعرت كما لو أن نصلًا ساخنًا جدًا قد مر عبر قلبها، نصل غادر من أقرب الناس إليها!

وفجأة تحولت يداها من يدين متعرقتين من فرط الحماسة إلى كتل من الجليد.. ضغطت عليهما، ولم تتمكن من إغلاق عينيها لعدم رؤيتهما معًا، لكنها تمكنت من إبعاد جسدها لتحجب الرؤية عن عينيها اللتين رفضتا الإغلاق.. أسندت ظهرها إلى الحائط، فشعرت فجأة بمدى برودته وهي التي كانت منذ لحظات تحتضنه بكامل جسدها لتتمكن من الاختباء خلفه ولم تشعر بتلك البرودة، أم كانت حرارة مشاعرها في تلك اللحظة هي سبب دفئها؟

مشاعرها التي سُحقت على عتبة أحبتها؟

فكت كفيها من بعضهما البعض، لتغلق فمها بيد واحدة، ذلك الفم الذي يهدد بالصراخ والنحيب في أي لحظة، وضغطت بكفه الآخر منطقة قلبها التي تؤلمها بشدة، وكأنها على وشك أن تصاب بأزمة قلبية حادة في أي لحظة!

تقلصت ملامحها بألم شديد وهي تنظر إلى الفراغ الذي أمامها بينما أعاد لها عقلها صورتهما وهما يحتضنان بعضهما البعض بقوة.. صورته وهو يقبلها.. زادت ملامحها يأسا، عقدت حاجبيها بقوة مجعدة جبهتها كما تجعد أسفل عينيها بشدة، وتسربت الدموع من بين جفنيها، فأغرقت وجهها وكفها الذي كان يكتم أنينها وألمها بداخلها.

لم تعد تشعر بساقيها لتنزلق على الأرض بصوت خافت مثل صوت قلبها الذي تحطم مرات أكثر مما تستطيع حصرها على يد نفس الرجل ونساء مختلفات!

بدأت تشعر بثقل جفنيها، برودة صدرها، وتشوش الرؤية بسبب تلك البقع البيضاء التي تشير إلى انخفاض ضغط الدم في جسدها.. وجدت نفسها تميل برأسها إلى الأسفل في إرهاق شديد قبل أن تغمض عينيها مستسلمة لتلك البقع السوداء التي شغلت بصرها.. استسلمت لفقدانها وعيها بمكانها حيث كانت تضم ساقيها لصدرها ورأسها يتدلى للأمام.

استسلمت لذلك الظلام هاربة من واقعها المرير.. فلربما ينقذها من هذا العذاب الخالص.. فلربما عندما تستيقظ تجد نفسها في غرفتها حيث تركها سانتوس في الصباح بعد أن احتضنها بنفسه.. ربما ستجد أن كل ما رأته لم يكن سوى كابوس، كابوس واقعي للغاية، واقعي بصورة لعينة!

لابد انه مجرد كابوس وإلا حينها ستنتهي سيلڤيا للأبد، فسانتوس لم يكن على علاقة بأمها فقط.. بل هو على علاقة بأختها أيضًا، بينما يجمعها معها عقد زواج!!

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ١٠٠٠ تعليق و ١٠٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم بإذن الله قريبًا… رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب ولا أرقام أو أي تعليق ليس له معنى ولا يخص الرواية لأن هذه التعليقات لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅

 {بالعودة لمقر الرئيسي لمجلس المافيا بمدريد؛ اسبانيا}

"هذا مستحيل!" 

أطلق أحد الرجال في احتجاجاً شديداً دون أن يشعر بذلك، لكنه سرعان ما أدرك ما فعله، مما جعل وجهه ينمو أبيضًا ومذعوراً، بينما اتسعت أعين الجميع ترقباً لما كان على وشك الحدوث!

ابتلع ذلك الرجل لعابه بصعوبة بالغة فيما ابتعدت نظراته ببطء عن الوثيقة موجها نظره نحو زافير الذي كان يتأمله بعينين رقصتا بموته!

"يعني" بدأ محاولاً تبرير فعلته، لكن لسانه المرتعب لم يساعده!

ابتلع لعابه مرة أخرى وهو يرى مدى سواد ملامح زافير، وأدرك أن عقارب حياته على وشك التوقف، فجمع كل قواه وقرر تجربة نجوم حظه.. فماذا سيخسر أكثر من الحياة التي هو على وشك خسارتها بالفعل إذا أبقى فمه مغلقا!

"أيها الزعيم، لقد تم إعداد هذه الوثيقة بعناية كبيرة من قِبلنا، أفضل المحامين في كل إسبانيا" بدأ خطابه الذي بدأ يكتسب الثقة مع كل كلمة قالها.. وأشار للجميع ثم تابع: لذلك لا يمكن أن تحتوي على أية ثغرات..

ثم أمسك الوثيقة مشيراً إليها، متبوعاً بتصريحه مع المبالغة المتعمدة في كل كلمة كان على وشك التلفظ بها: هذه الوثيقة صممت خصيصاً ليصبح زعيم مجلس المافيا المسيطر على مقاليد الأمور.. ليس فقط داخل إسبانيا، بل خارجها أيضًا.

"لذلك، لا يمكن أن تحتوي هذه الوثيقة بالذات على أي ثغرة!" اختتم حديثه بالإيماء وهو ينظر إلى الوثيقة التي بين يديه، فيما حبس الجميع أنفاسهم في انتظار رد فعل زعيمهم الذي لم يكن من الممكن التنبؤ بتصرفاته الوحشية!

وفي وسط هذه الأجواء المتوترة، ابتسم زافير بهدوء، ابتسامة لم تكن مبهجة ولا تبشر بأي خير.. عاد في مقعده للخلف مستنداً بظهره على ظهر المقعد وهو يستنشق نفساً عميقاً من سيجارته وكأنه يتأكد من امتلاء رئتيه بتلك السموم، نفث الدخان ممررًا لسانه على لحم خده من الداخل معلقا على تلك المرافعة المصغرة التي قام بها ذلك المحامي الشجاع أو المعتوه، أيهما أقرب: قبل أيام جلست أمامي محامية تحمل هذه الوثيقة.. محامية مخضرمة..

"لقد كانت تجلس هناك" أشار إلى المقعد المقابل له وأصبعيه يمسكان سيجارته، اتسعت عيون الرجل البائس الذي كان يجلس حيث أشار، وتحت أعين الجميع المتوترة، واصل زافير قوله: وبعدها أخبرتني إنها ليست بحاجة لموافقتي في الأساس..

"مما يعني أنني لم يكن لدي السيطرة الكاملة على مقاليد الأمور كما قلت للتو!" أضاف بحدة وهو يتجه نحو المحامي الذي نطق بتلك الكلمات، بينما كان الآخر يتصبب عرقا من الرعب بعد أن ظن أنه كان ذكيا في الرد، بدا أنه زاد الطين بلة، ولم يعد أمامه الآن سوى الجلوس وانتظار مصيره المحتوم!

"فبدلاً من أن تجلس وتتباهى بكم جميعاً" مرر نظره على كل من يجلس وسط هذا الجو المشحون بالرعب، مواصلاً بحدة تحتوي على الكثير والكثير من نغمات التوعد بالعذاب، قائلاً بأمر في نفاذ صبر: 

"ابدأوا بدراسة الوثيقة بالفعل، إذا كانت لديكم الرغبة في رؤية الشمس تشرق مرة أخرى!"

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ١٠٠٠ تعليق و ١٠٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم بإذن الله قريبًا… رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب ولا أرقام أو أي تعليق ليس له معنى ولا يخص الرواية لأن هذه التعليقات لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅

 {بالعودة لطرقات وممرات قلعة آل ساندوفال بمدريد؛ اسبانيا}

وما أن فصل سانتوس عناقهما وقبل جبينها بحب وحنان أبوي، حتى استمر كل منهما في النظر إلى الآخر في صمت ينطق بأكثر من ألف كلمة.. تسللت أصابع سانتوس إلى الأعلى لتمسح وجه أفروديت الذي فاض بالدموع، بينما ابتسم بهدوء، ابتسامة يغلب عليها الحزن قائلًا في تغيير للموضوع: لقد أفسدت زينة وجهك..

رفعت أفروديت حاجبيها بخفة من تصريحه: أعني؛ أنا جميلة بها أو بدونها.. لذلك فلا بأس من إفسادها.

كانت تقول له ذلك لكي يخرج كلاهما من حالة الشجن والحنين التي أصابت قلوبهما، ليضحك سانتوس ضحكة خافتة وهو يهز رأسه يأسًا من تلك الفتاة وثقتها المبالغ فيها بنفسها، كما ضحكت أفروديت معه لكن ضحكتها كانت مزيفة، مصطنعة فقط لتجعله يشعر أن كل شيء على ما يرام، وعندما علمت أنهم سوف يسقطون مرة أخرى في دوامة الصمت الذي سيتبعه بالتأكيد التفكير فيما فقده كلاهما.. قالت بسرعة مستفسرة مغيرة الحديث تمامًا: صحيح، ألن تخبرني فيما استغليتني لأجله بالأمس؟

"هل استغليتك؟!" تساءل باستنكار متظاهرًا بالجهل بينما سافر عقله إلى تلك اللحظة التي وقعت فيها سيلڤيا على عقد زواجهما وإقتران اسمها باسمه إلى الأبد!

ابتسم ببلاهة للذكرى أسفل نظرات أفروديت التي ضاقت في شك مع لمحة من السخط الشديد على تلك الحالمية التي ملأت ملامحه.. ولكن سرعان ما أنتبه على حاله وتلاشت ابتسامته عندما رأى كيف تطالعه أفروديت، لن ينكر كم كان يرغب في مشاركتها بذلك الخبر السعيد.. ولكنه لم يرد أن يفصح عن الأمر الآن في نفس ذات الوقت، مراعاًة لمشاعر أفروديت التي من المؤكد أنها تتأرجح بين حبها لسيلڤيا، الفتاة الصغيرة التي كانت تعتبرها أختها، وبين كراهيتها لوالدي سيلڤيا الذين أفقدوهم أعز الناس عليهم وعذبوها هي على وجه التحديد لسنوات لا تعد ولا تحصى.

"آوه...أهكذا إذًا؟" علقت أفروديت على سؤاله بنبرة عتاب توحي بأنها اكتشفت جهله المزعوم، خصوصًا عندما اصطنع الجمود عليها، وعلى الرغم من عتابها، إلا أن سانتوس هز كتفيه غير مبالٍ متمسكًا بكلماته: هكذا ماذا يا صغيرة؟ عما تتحدثين يا أفروديت؟

"لا شيء يا حبيب الصغيرة" أردفت أفروديت بسخرية عندما اتضحت الصورة أمامها أن سانتوس لم يكن ينتوي إخبارها بأي شيء! ربتت على كتفه بيدها قبل أن تتابع القول وهي تنظر في عينيه: غدًا ستحتاجني يا جميل، وحينها لن أقدم خدماتي مجانًا!

أخبرته بذلك وهي تهز كتفها الأيمن بفخر، دافعة شعرها للخلف ومرت متخطية إياه لتواصل طريقها الأصلي قبل أن ترى سانتوس.. كما أنها رفعت يدها بشكل غريزي لتلمس خدها حيث صفعها زافير وإنزلقت يدها مرورًا بفكها إلى عنقها واحتضنتها بين أصابعها كما كان زافير يحتضنها بقبضة اليد التي كادت أن ترسلها إلى العالم الآخر دون جهد!

"بالتأكيد لن أعطي أي شيء آخر مجانًا لأي شخص!" كررت مؤكدة وهي تتذكر فيضان ساندوفال الذي كاد أن يغرقها في غرفتها!

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ١٠٠٠ تعليق و ١٠٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم بإذن الله قريبًا… رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب ولا أرقام أو أي تعليق ليس له معنى ولا يخص الرواية لأن هذه التعليقات لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅

{بالعودة لأمام منزل المرأة العجوز بمدريد؛ إسبانيا}

"أمي!!!"

هذا ما صرخت به كاتالينا بصوت عالٍ بمجرد رحيل أخيل.

"ماذا؟ لقد ثقبت أذني!" ردت عليها أمها التي كانت تقف على بعد عشر خطوات منها بضجر شديد من نبرة صوت ابنتها العالية للغاية، لتركض كاتالينا نحوها بخطوات عنيفة بقدميها العاريتين، لتصل إلى والدتها وتقف أمامها وهي تضرب بإحدى قدميها على الأرض في إنفعال نابع من شدة إحراجها: ماذا تفعلين يا أمي!؟

"أُسدي لكي معروفًا يا حبيبتي" أجابت المرأة العجوز بهدوء شديد وهي تفرغ محتويات الحقائب وتضع كل شيء في مكانه الصحيح، كما اعترضت كاتالينا على كلام والدتها مردفة في حنق: معروفًا يا أمي؟ أي معروف هذا! لقد رآني أرتدي ثوب النوم، حافية القدمين وشعري مبعثر!

"جيد، كي لا يأتي لاحقًا ويقول إننا خدعناه" ومرة أخرى أجابت بهدوء دفع كاتالينا لتعلق بغضب طفولي: ألم تستطيعي على الأقل إخباري لأرتدي شيئًا محترمًا؟

غطت وجهها بكفها وهي تتذكر نظرات أخيل إليها وإلى جسدها، وكم كانت تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها! فبالتأكيد قد تحطمت هيبتها في عينيه بعد رؤيتها بهذا الشكل.

"لقد حاولت الاتصال بكي أكثر من مرة، لكنك لم تردي كالعادة!" أجابتها العجوز بحدة وهي واقفة واضعة إحدى يديها على خصرها في ضيق من ابنتها، قبل أن تشير إليها قائلة: لن أضيع هذه الفرصة، فليس كل يوم أقابل فيه أصهبًا! 

"لقد بدأت أندم على إخبارك بالنوع المفضل لدي من الرجال!" نفخت كاتالينا بغضب وهي لا تزال تتذكر الموقف، لكن والدتها هزت كتفيها غير مبالية بضيق ابنتها وهي تتابع ما تفعله: كم أنت فتاة عاشقة للدراما! افرحي أيتها الحزينة لأنني أحضرت لك رجلاً ذو شعر أحمر! فإنهم كالحيوانات النادرة في إسبانيا!

تنفست كاتالينا بإرهاق من ذلك التشبيه القاتل لأخيل قبل أن تتكئ على سطح الرخامة ومدت يدها نحو إحدى التفاحات التي وضعتها أمها للتو في سلة الفاكهة وأخذت منها قضمة، وقالت مازحة وهي تلوك التفاحة في فمها: ألم تضعي إحتمالًا واحدًا ألا يعجبني ذلك الأصهب؟

نظرت إليها والدتها بنظرة ساخطة من زاوية عينها فهمتها كالتالينا على الفور لتهز كتفها الأيمن موضحة قبل أن تبعثر والدتها كرامتها: أعني، نعم، أحب الرجال ذوي الشعر الأحمر، لكن ليس أي رجل بهذا الشعر.

"لا بأس يا كاتا" بدأت والدتها بهدوء، قبل أن تتجه نحوها لتقف في مقابلها بينهما سطح رخامة المطبخ، بينما قالت وهي تحمل تفاحة حمراء مثل شعر ذلك الشاب: لقد دعوته لتناول العشاء من أجل هذا السبب.. إذا وجدتي نفسك لا تحبيه، يمكنني دائمًا إصطياد أصهبًا آخرًا من أجلك يا حبيبتي. 

أنهت الأم حديثها بابتسامة ماكرة، مما جعل كاتالينا تقهقه ضحكًا وهي تتناول قضمة أخرى من تفاحتها، وتمتمت في همس لا يسمعه سواها:

"آه يا أمي.. لقد قمت باصطياده قبلك"

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ١٠٠٠ تعليق و ١٠٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم بإذن الله قريبًا… رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب ولا أرقام أو أي تعليق ليس له معنى ولا يخص الرواية لأن هذه التعليقات لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅

س: من أي بلد تقرأ الفصل؟

س: كم من الوقت استغرقته في قراءة الفصل؟

س: زيوس؟

س: أفروديت؟

س: سيلڤيا؟

س: سانتوس؟

س: زافير؟

س: أخيل؟

س: كاتالينا؟

س: دييجو؟

س: فلورنسا؟

س: توقعاتكم للأحداث القادمة؟ 

دمتم بخير 💗🤗


Continue Reading

You'll Also Like

21.6K 1.5K 11
‏أشباهنا الأربعون ،، ‏ليسوا بالضرورة أن يكونوا بشر ‏ربما،، ‏قصائد , نصوص , اقتباسات , و ربما أبطال في روايات .
325K 20.1K 28
كان الحب بالنسبة له مكروها في حياته ليس وكأنه شخص تعرض للخيانة او التعذيب او عاش ظروفا قاسية ،، لا بالعكس لقد عاش في كنف قصة حب نقية تستحق الذكر والت...
9.8K 790 26
هو نظر لي، شعرهُ كان لازال مُبعثراً.. نقف علي حافه هذا الجبل وفي ضوء الشمس الباكر لقد تمسك بيدي جيداً لا أعلم إن كان ما برأسي سيحدث قبل ان يقربني لهُ...
1K 126 10
تعتبر مافيا ندرانغيتا من اقوى الشبكات الاجرامية والاكثر ثراء بفعل تحكمها بحزء كبير من تجارة الكوكايين المهرب الى أوروبا كما تعتبر من اقوى المنظمات ال...