صوت المطر ( مكتملة )

By snoor234

154 22 54

أهنئكم بالشهر الفضيل ، هذه الرواية مشاركة بمسابقة أوريل الرمضانية، أتقدم بخالص الشكر لهم لمنحي هذه الفرصة ال... More

الفصل الأول (عودة حاصد الأرواح )
الفصل الثاني ( إنقشاع السحب )
الفصل الثالث ( لست أبي )
الفصل الرابع ( حبكة القدر )
الفصل الخامس ( أول تساقط للمطر )
الفصل السادس ( مهية الرجل الذي يكون عليه )
الفصل السابع ( بمائه أرتوي )
الفصل التاسع ( لم الشمل )
الفصل العاشر والأخير ( إني أخاف صوت المطر )
شكر خاص و كلمة ختام

الفصل الثامن ( السماء متلبذة بالغيوم )

10 2 2
By snoor234

في ذلك المنزل المنعزل عن القرية ، والمركون في أقصى الغابة على ضفاف النهر ، اجتمعت تلك العائلة الصامدة على الطاولة بابتسامات بادية على محيا افرادها ....

كانت مريم تداعب أخاها بدرا خلال جلوسها قربه بينما يبتسم البقية لهم او يضحكون على عفوية مريم المبالغة

بالنسبة لفريدريك ، فقد كان يجلس مقابلا لهم ، مستذكرا اخته جوانا وكل شوقه إليها ، لكن حبه لبدر وأسرته لم يسمح بتسلل الحسد إلى قلبه يوما  ....

____

غادر بدر البيت متجها للقرية حيث مكان عمله ، وخلال طريقه ، سمع ما سيغير موازين كل شيء ....

____

كان فريدريك في حديقة البيت يضع الغسيل الذي قدمته سلوى له ويهم بنشره ، لكن الرياح حالت دون إتمام عمله إذ سرقت احد الملابس بأنسامها 

تتبعه بخطوات مسرعة ، لكنه خلال ركضه تعثر لتهوي ساقه عن المنحدر ويغيب عن الوعي ...

ليعود إليه ذلك المنام عن الطفل الباكي .... الذي لا يدق باب نومته إلا معلنا ناقوس الخطر

_____

في القرية ، اختبأ بدر خلف المبنى مستمعا لكلمات شيخها ورجاله

- بدر ذاك تمادى ، كونه محبوبا في القرية وباعمال عدة جعلته غنيا وهذا سيخل نظام السيادة هنا ، لكنه فوق هذا احضر فريدريك الذي أضحى يدعي الإسلام الآن متخذا إياه ذريعة ليبقى في قريتنا

- من يدري ما قد يفعله ...

- لن يفعل شيئا ، لكن وجوده سيدعم بدر اكثر

- لا تقلقوا ، ففط اتبعوا الخطة وسنتخلص منه وللابد

- تاكد من وضع الشيك الملكي في حقيبته خلال زيارة الجنرال

- سيأخذ رأسه لا محالة

- وسيحاول بدر الدفاع عنه ويلق ذات مصيره

ضحكاتهم علت وبدر يستمع إليهم ، ويدرك جيدا أن خطتهم محكمة فهم شديدوا الخبث ، وسيتخذون كون فريدريك جديدا بالاسلام و كونه هو غريبا عن هذا البلد حجة لهم ، لذا واصل الاستماع لخطتهم التي ظلت تتعقد اكثر بتدخل الجنرال الذي يعتبر صديقا لهم وفي صفهم ....

_______

استيقظ فريدريك بعد ساعات من حالة الإغماء تلك ، بينما يتملكه إحساس سيء وصداع ، توجه بغير هدى وضياع إلى أعماق الغابة ليصل الى ضفافها المطلة على النهر ليسحر بالمنظر الذي يعرفه جيدا ّ.....

تقدم لتلك الأرجوحة التي استقر عليها الثوب الهارب ، تلمسها لتعود ذكرياته لذلك الطفل الذي اتضحت ملامحه في راسه

عسليتاه المشرقتان وبشرته الشاحبة مع شعره البني المائل للذهبي

كان نفسه بدر .... !

لكن شعورا في نفسه لم يطاوعه بالبقاء والتفكير مطولا ، شعور يقول اما أن تذهب إليه الآن واما فلا

فانطلق راكضا تاركا المكان الذي سيأتي يوم لن ينساه فيه ولو اراد ....

_______

هناك في القرية ، كان الجنرال يتوسط الساحة محاطا برجال القرية ومعهم بدر ، بينما تعتلي وجوه اتباع الشيخ الغضب لعدم حضور فريدريك

لكنهم عجزوا عن الاعتراض ، فالمطالب بهم في هذا الاجتماع هم رجل من كل بيت وليس كلهم

كيف سيبررون اختفاء الشيك الملكي المخبأ بالحقيبة المصممة لتنوب عن حقيبته الحقيقية

أخيرا قرروا الصاق التهمة بشخص واحد ، دون أن يعلموا أنها كانت خطته منذ البداية ....

نعم بدر نفسه

________

عاد فريدريك للمنزل ، ليجد فارسا أنيقا يقف قربه ، والمكان خال كأن لم يكن فيه احد قط

- اذا أنت من بقي ...

- من تكون انت ، ما الذي تفعله هن_

لكن جملته قطعت بلكمة افقدته وعيه ، واقتادوه إلى العربة

- إلى أين ؟ ... لا أحد يعلم

______

في القرية ، قبض جنود الجنرال على بدر الذي وجدوا عنده الشيك ، الذي ارتضى ابقاءه عنده ليشغل الجنود وتهرب اسرته بامان ، وهموا بضربه بهمجية وتعذيبه تحت أنظار الجميع الغير مصدقة ....

لحظات وخطر على بال الجنرال أمر ، فطلب إحضار أسرته كلها ، مرت فترة وعاد الجنود وهم يقسمون بانه لا يوجد أحد

اهتاج غضب الجنرال وشرع وحده في تعذيب من لا حول ولا قوة له في نظرهم ، لكن هدوؤه هذا كان لأجل البقية الذين يثق انهم سيفقدون عقولهم لمخططه ، واخيرا .... أمر باعدامه بالمساء

_____

استيقظ فريدريك في غرفة فخمة بعد أيام ، تجول قليلا ففتح الستائر ليجد نفسه في قصر فخم ....

خرج مسرعا إثر تذكره للحادث ، فاتحا الغرف بعشوائية ليجد الجميع مجتمعين في غرفة واحدة بملامح متجمدة ، يتوسطهم شاب بهي الحلة ملأت الدموع عيناه

- ساحرص على رعايتكم هنا في قصري من الآن بعد إقامة جنازة لائقة له ، لم أتخيل أن افقده في ظروف كهذه ، كان أنبل من عرفت ....

- لا أستطيع تصديقك ، لن أصدق حتى ارى جثمان أخي بعيني !
قالها وائل بصوت مخنوق خائر القوى ، ليصرخ فريدريك

- من تقصد ، مهلا ماالذي حصل ؟؟؟؟؟؟

اجابه الفتى الغريب

- أرى انك صديق أخي بدر ، أنا صديق له  لكني لم أكن اهلا لصداقته حتى ، أدعى ماكسميليان الثاني

- الأمير ؟؟ لكن ... مهلا ماذا تعنون ؟ ماذا حل ببدر ، أين هو ؟؟

- في الحقيقة ....

أخبره الأمير بالذي حصل ، والذي كلما واصل السرد اكثر ، صعق لسماعه فريدريك اكثر

اخبرهم عن اكتشاف بدر لمخطط الشيخ والجنرال واتهامهم له ، رغم ذلك كان اسرع منهم وتواصل مع احد الفرسان الذين يعرفهم أملا بإيصال رسالة للأمير ، لكنه لم يكن متواجدا ، فاضطر للتحرك وحيدا وحرص على تهريب أفراد الأسرة بينما هو بقي اسيرا عندهم لتوفير الوقت
لكن مع اكتشاف الأمير للأمر ووصوله للقرية ، كان الكرسي قد أُسقِط عن ساقيه وانتهت آخر تخبطاته ، ليصعق بساقيه اللتان تتدليان في الهواء من حبل المشنقة .... 

_____

في تلك الغرفة الأشبه بساحة ، وقفت مريم قرب جسد أخيها الذي تم تغسيله قبل لحظات وهو مستلق على ذلك الفراش ليروه مرة اخيرة قبل تكفينه والدموع قد جفت من عينيها ، مدت يدها تتفحص جبينه البارد وتقبله ، مناظرة رقبته الزرقاء والمهشمة .....

تم الدفن ،ولم يتخط أحد هذه الفاجعة الغير متوقعة

//////////////////////

مرت سنتان

كان الجو كئيبا عندهم تماما ، قمر كانت ترقد على فراشها بعدما ساءت صحتها مؤخرا ، ويجلس قربها من لطالما أحبها لما تحمله من خصال أخيها وصديقه الذي خسره

كان فريدريك ، الذي صار جنرالا بالجيش ، يجلس قرب النائمة ويقول

- تفككنا لرحيله وانفض شملنا ، وا أسفاه على حالنا ، قمر لا تتركيني انت كذلك ، يكفيني فقدا ....

ظل يكمل كلامه بنفس الوتيرة ،  دون أن يعلم عن الواقفين قرب العتبة ، سلوى ووائل يستمعون بملامح فارغة دون كلام بينهما ...

وفي حال كحالهم أو ربما أسوء ، كانت بثوبها الأسود وشعرها المنساب ، تجلس قرب القبر بصمت ، وكأنها عكس جميع من يدركون انه لن يعود مهما حدثته ، لكنهم يتحدثون رغم ذلك ، ظلت صامتة

لم تصدق كيف رحل دون وداع حتى ، صباحا كان يلاعبها ليعود جسدا لا روح فيه ....

______

في مكان آخر

كانت تلك الفتاة تلعب وتركض في الأرجاء ، بينما تطل بخضراوتيها إلى من يتظاهران بأنه والدها ، لكنه لم يكن إلا مُعتِقَها من سلاسل العبودية ، وواعدها باعادتها لمنزلها

كان كذلك يسير خلفها بخطى متثاقلة ازعجتها ، حتى همت إليه

- لما تسير هكذا ... اسرع يا_

لتقترب ملتقطة جسده الذي هوى ساقطا أرضا وتأثير الصدمة اجتاح دواخلها،  ألم يعدها قبل فترة أنه شفي ولن يمرض ويتركها أبدا

تمنت تلك اللحظة أن ينهض لتعاتبه

لكن هيهات ذلك على من كان يتأوه بعجز

فليست كل الأماني تتحقق ، وليست كل النهايات سعيدة

يتبع ~

Continue Reading

You'll Also Like

730 66 17
فضْاء عَارِم يَجْتَاح بِمَدَارِكَة الْفَوْضَى وَالضَّجِيج وَلِكُلّ كَوْكَب عَالَم مِنَ الْحَيَاة كاهاْلة كَوْنِيَّة رُسِمَت عَلَى سَحَابَة الْغُيُوم...
126K 6.6K 43
الطريق الى الله سبحانه هو عبارة عن رحلة حب💚 هاي الرحلة اذا ما يكون اساسها الحب💜 والعشق لا يستطيع العبد ان يوصل لنهاية الطريق ويدخل في قلعة العبودية...
1.5K 88 1
مواقفي التفشل المطي
1.1K 276 7
سااكتب بعض مايضج وجداني ويختلج القلب احساس ومشاعر لتبقى قصيدة آنيه.