الفصل الثامن ( السماء متلبذة بالغيوم )

8 2 2
                                    

في ذلك المنزل المنعزل عن القرية ، والمركون في أقصى الغابة على ضفاف النهر ، اجتمعت تلك العائلة الصامدة على الطاولة بابتسامات بادية على محيا افرادها ....

كانت مريم تداعب أخاها بدرا خلال جلوسها قربه بينما يبتسم البقية لهم او يضحكون على عفوية مريم المبالغة

بالنسبة لفريدريك ، فقد كان يجلس مقابلا لهم ، مستذكرا اخته جوانا وكل شوقه إليها ، لكن حبه لبدر وأسرته لم يسمح بتسلل الحسد إلى قلبه يوما  ....

____

غادر بدر البيت متجها للقرية حيث مكان عمله ، وخلال طريقه ، سمع ما سيغير موازين كل شيء ....

____

كان فريدريك في حديقة البيت يضع الغسيل الذي قدمته سلوى له ويهم بنشره ، لكن الرياح حالت دون إتمام عمله إذ سرقت احد الملابس بأنسامها 

تتبعه بخطوات مسرعة ، لكنه خلال ركضه تعثر لتهوي ساقه عن المنحدر ويغيب عن الوعي ...

ليعود إليه ذلك المنام عن الطفل الباكي .... الذي لا يدق باب نومته إلا معلنا ناقوس الخطر

_____

في القرية ، اختبأ بدر خلف المبنى مستمعا لكلمات شيخها ورجاله

- بدر ذاك تمادى ، كونه محبوبا في القرية وباعمال عدة جعلته غنيا وهذا سيخل نظام السيادة هنا ، لكنه فوق هذا احضر فريدريك الذي أضحى يدعي الإسلام الآن متخذا إياه ذريعة ليبقى في قريتنا

- من يدري ما قد يفعله ...

- لن يفعل شيئا ، لكن وجوده سيدعم بدر اكثر

- لا تقلقوا ، ففط اتبعوا الخطة وسنتخلص منه وللابد

- تاكد من وضع الشيك الملكي في حقيبته خلال زيارة الجنرال

- سيأخذ رأسه لا محالة

- وسيحاول بدر الدفاع عنه ويلق ذات مصيره

ضحكاتهم علت وبدر يستمع إليهم ، ويدرك جيدا أن خطتهم محكمة فهم شديدوا الخبث ، وسيتخذون كون فريدريك جديدا بالاسلام و كونه هو غريبا عن هذا البلد حجة لهم ، لذا واصل الاستماع لخطتهم التي ظلت تتعقد اكثر بتدخل الجنرال الذي يعتبر صديقا لهم وفي صفهم ....

_______

استيقظ فريدريك بعد ساعات من حالة الإغماء تلك ، بينما يتملكه إحساس سيء وصداع ، توجه بغير هدى وضياع إلى أعماق الغابة ليصل الى ضفافها المطلة على النهر ليسحر بالمنظر الذي يعرفه جيدا ّ.....

تقدم لتلك الأرجوحة التي استقر عليها الثوب الهارب ، تلمسها لتعود ذكرياته لذلك الطفل الذي اتضحت ملامحه في راسه

عسليتاه المشرقتان وبشرته الشاحبة مع شعره البني المائل للذهبي

كان نفسه بدر .... !

صوت المطر ( مكتملة )Where stories live. Discover now