الفصل الخامس ( أول تساقط للمطر )

12 1 6
                                    

في مكان وزمان آخر ، تحديدا عند شجار وائل وبدر

كان الشاب الأشقر يمتطي فرسه للعودة إلى قريته قرية كلونزن التي غاب عنها لعدة سنوات بسبب انضمامه للحرب باسم مملكة جوريال

حل الليل سريعا ، و اتفق ورفاقه على المبيت في تلك الغابة حيث وقعت عليه القرعة اول مناوب للحراسة الليلية

جلس فريدريك ، ذو ال25 عاما قرب النار المشتعلة ، بينما يلقي كل فترة بعض الحطب لإبقائها موقدة

صوت الزيز والبوم كان تهويدة له ، سمحتا له بالإبحار سارحا في ذكريات أسرته قبل وفاة أمه ، ذكرياته الجميلة حينما كان يلاعب أخته جوانا التي تصغره ب11 سنة وضحكات والدته ، صوت دق الحطب الصادر عن فأس أبيه الحنون ، كل تلك الذكريات التي يأمل العودة لاستعادة جزء منها والتدفؤ من برودة الحرب ....

ظل سارحا إلى أن غلبه النعاس ليراوده ذلك الحلم مجددا ، والذي عكس الماضي عندما كان طفلا ، بات يراوده كل ليلة تقريبا ، حلمه عن لقائه بطفلٍ باكٍ في الغابة واصطحابه للأرجوحة لتهدئته ، ثم هطول المطر المفاجئ الذي فرقهما بعد سقوط الصغير في النهر ، و لا يتذكر شيئا من بعدها ....

لكنه يتذكر جملة الصغير المستنجدة جيدا

-  " لا تتركني ... أنا أخاف صوت المطر .... "

في البداية ظن أن عودته لقريته ذكرته بزيارته لقرية المسلمين قبل13 سنة ، ولقائه بذلك الطفل الصغير حينما كان في التاسعة ، لكن الأمر غريب و بات يتكرر كثيرا

ظل غارقا في أفكاره إلى أن انتهت مناوبته ، دون أن يدرك حقيقة المنام الذي يراوده

استيقظ صباحا وقد قرر سؤال صديقه جابرييل قبل افتراقهم كل لقريته عن حلمه

- ما رأيك فيما سمعت ( سأل فريدريك ) 

- هاه مممم ( حاول جابرييل الرد بينما يتناول الطعام )

- اوووه يا صاحبي كل وخلصنا ثم أجب ( قال فريدريك بتذمر )

ووضع جابرييل كوب الماء ثم اجابه

- بصراحة لا أعلم حقا ، لكن أظن أنك ستلتقي هذا الفتى أو أن موقفا مشابها سيحصل معك .... مممم ربما ستزور تلك القرية ثانية ، أو كما قلت انت اضغاث أحلام

- غبي ، وتدعي التأويل ، كل طعامك أضعت وقتي يا نهِم

- على شرفك ، ليتك من تسقط في النهر هذه المرة لا الصبي الصغير ...

غادر فريدريك وفي قرارة نفسه يفكر في ماقاله رفيقه ، هل حقا سيلتقي الفتى ثانية ؟

مرت ساعات ووصل فريدريك لكلونزن ، ترجل عن حصانه ليجد القرية ماعادت على حالها ، مقفرة كئيبة يغزوها العجائز والمشردون

لم يلتق بأي ممن يعرفهم ، فقرر التوجه لمنزله مباشرة ، خطوات ودقائق وكان في شارعه ، منزل الخالة لوتي لا زال كما عهده فاطمأن لرؤيته آمنا ، التفت على جانب ذلك المنزل المألوف ليرى منزله ، زفر الصعداء مطمئنا واقترب من مقبض الباب

صوت المطر ( مكتملة )Where stories live. Discover now