في مكان وزمان آخر ، تحديدا عند شجار وائل وبدر
كان الشاب الأشقر يمتطي فرسه للعودة إلى قريته قرية كلونزن التي غاب عنها لعدة سنوات بسبب انضمامه للحرب باسم مملكة جوريال
حل الليل سريعا ، و اتفق ورفاقه على المبيت في تلك الغابة حيث وقعت عليه القرعة اول مناوب للحراسة الليلية
جلس فريدريك ، ذو ال25 عاما قرب النار المشتعلة ، بينما يلقي كل فترة بعض الحطب لإبقائها موقدة
صوت الزيز والبوم كان تهويدة له ، سمحتا له بالإبحار سارحا في ذكريات أسرته قبل وفاة أمه ، ذكرياته الجميلة حينما كان يلاعب أخته جوانا التي تصغره ب11 سنة وضحكات والدته ، صوت دق الحطب الصادر عن فأس أبيه الحنون ، كل تلك الذكريات التي يأمل العودة لاستعادة جزء منها والتدفؤ من برودة الحرب ....
ظل سارحا إلى أن غلبه النعاس ليراوده ذلك الحلم مجددا ، والذي عكس الماضي عندما كان طفلا ، بات يراوده كل ليلة تقريبا ، حلمه عن لقائه بطفلٍ باكٍ في الغابة واصطحابه للأرجوحة لتهدئته ، ثم هطول المطر المفاجئ الذي فرقهما بعد سقوط الصغير في النهر ، و لا يتذكر شيئا من بعدها ....
لكنه يتذكر جملة الصغير المستنجدة جيدا
- " لا تتركني ... أنا أخاف صوت المطر .... "
في البداية ظن أن عودته لقريته ذكرته بزيارته لقرية المسلمين قبل13 سنة ، ولقائه بذلك الطفل الصغير حينما كان في التاسعة ، لكن الأمر غريب و بات يتكرر كثيرا
ظل غارقا في أفكاره إلى أن انتهت مناوبته ، دون أن يدرك حقيقة المنام الذي يراوده
استيقظ صباحا وقد قرر سؤال صديقه جابرييل قبل افتراقهم كل لقريته عن حلمه
- ما رأيك فيما سمعت ( سأل فريدريك )
- هاه مممم ( حاول جابرييل الرد بينما يتناول الطعام )
- اوووه يا صاحبي كل وخلصنا ثم أجب ( قال فريدريك بتذمر )
ووضع جابرييل كوب الماء ثم اجابه
- بصراحة لا أعلم حقا ، لكن أظن أنك ستلتقي هذا الفتى أو أن موقفا مشابها سيحصل معك .... مممم ربما ستزور تلك القرية ثانية ، أو كما قلت انت اضغاث أحلام
- غبي ، وتدعي التأويل ، كل طعامك أضعت وقتي يا نهِم
- على شرفك ، ليتك من تسقط في النهر هذه المرة لا الصبي الصغير ...
غادر فريدريك وفي قرارة نفسه يفكر في ماقاله رفيقه ، هل حقا سيلتقي الفتى ثانية ؟
مرت ساعات ووصل فريدريك لكلونزن ، ترجل عن حصانه ليجد القرية ماعادت على حالها ، مقفرة كئيبة يغزوها العجائز والمشردون
لم يلتق بأي ممن يعرفهم ، فقرر التوجه لمنزله مباشرة ، خطوات ودقائق وكان في شارعه ، منزل الخالة لوتي لا زال كما عهده فاطمأن لرؤيته آمنا ، التفت على جانب ذلك المنزل المألوف ليرى منزله ، زفر الصعداء مطمئنا واقترب من مقبض الباب
YOU ARE READING
صوت المطر ( مكتملة )
Spiritualأهنئكم بالشهر الفضيل ، هذه الرواية مشاركة بمسابقة أوريل الرمضانية، أتقدم بخالص الشكر لهم لمنحي هذه الفرصة الصداقة الحقيقية ليست مرتبطة بمدى تشابه تفكير الصديقين ، كثرة لقاءاتهما ، وأسلوب تفكيرهما أو حتى طول مدة هذه الصداقة! الصديق الحقيقي هو الشخص...