~ من منظور بدر ~
أنا لم أكن أصلي ...
ربما كنت مسلما ومؤمنا لكني لا أصلي
لقد ترسخ في بالي أمر لا أدري كيف صدقته وعشته لسنوات
" ماذا فعل إسلامهم ، حرمهم منازلهم وأسرهم ، وحرمني أنا أيضا كل شيء "
لا أعلم بأي حق لي صدقت هذا الهراء الذي نشأت عليه في الكتيبة ، تربيت بالكتيبة منذ الثامنة والظاهر أن أفكارها غزتني ، كان الجميع شباب ، ولم يكن اي منا يصلي ولا يقرأ القرآن ، رغم أننا ندرك حقيقة الأمر وأن أعداءنا أعداء لديننا قبل بلدنا لكننا لم نملك دافعا ولا رادعا
والآن أنا أعاقب ، كل ما عشته لم يكن كفارة لفعلتي ، بيدي حطمت هذه الأسرة ، عدت لأرى كل ما رأيت ! أنا حقا لا أستحق الرحمة ولا هؤلاء الأطفال يستحقون اخا فاشلا مثلي ، ليتكم ولدتم لأسر افضل !ظل بدر يفكر هكذا في قرارة نفسه ، بينما قتل آخر جندي تحت أنظار إخوته وابنة خالته التي لم تحتمل واستفرغت منهارة
انتهت حفلة الدماء التي اقامها بدر على شرف الجنود ، لكن قواه خارت ، ما عاد جسده يحتمل ، لكن لابد من الهرب فالقرية لا زالت كلها جنودا
وقف بدر ماسحا الدماء عن جبهته بكم قميصه مقتربا من قمر التي حملها واعطاها مهدئا كان يحمله ، ثم توجه بها للبقية- سنغادر ، لكن أين أمي ؟ لم أرها !
صمت الجميع مطأطئين رؤوسهم ، رمقهم بدر بشك وعدم فهم ظاهري رغم إدراكه من كلام الجندي أن أمه توفيت فإذ به يضع قمر أرضا وينهض مقتربا من سلوى
- سلوى ... لما لا تردين أرجوك ، لا تقولي لي ما في بالي أرجوك ما عدت أقوى على كل الصدمات التي تنهال علي
نظرت إليه مريم بعدم فهم ، لتقول ببراءة مطلقة
- أخي الا تعلم أن ماما ماتت ؟
تجمد الدم في عروقه للكلمة ، رغم انه ادرك الحقيقة منذ البداية لم يحتمل ، اصفر وجهه كمن سحبت روحه للخبر ، سرى ارتجاف شديد وبرودة في جسده جعلانه يحتضن نفسه بخوف ، تعالى لهاثه الذي افزع إخوته ، لحظات و انهار بدر باكيا بلا حول ولا قوة دفع إخوته إلى البكاء معه بعجز
- أمي ... أنا لم أرك يا أمي لما رحلتي هكذا يا أمي؟؟
دقائق غادر وعيه الزمان والمكان ، ذكريات أمه القليلة اجتاحت مخيلته ، لكن ذلك لم يمنعه من الوقوف ، مسح دموعه ثم حمل قمر إضافة إلى مريم وأمسك بوائل وسلوى
- هيا لنسرع خطانا للذهاب من هنا ( قالها بدر بحزم )
- هل أنت بخير بدر ،أظنك تحتاح للراحة بع_ ( قالتها سلوى بقلق )
ابتسم بدر لها برفض ثم انطلق الخمسة من وراء المنزل عبر الأزقة الضيقة وصولا إلى حدود القرية ، تسلق بدر السور حاملا قمر ومريم ووضعهما خلفه ثم عاد حاملا وائل بيد و سلوى على ظهره متسلقا بيده الأخرى وساقيه ، نزلت سلوى ساهمة الوجه فقد امتلأت تنورتها بدماء ابن خالتها
ŞİMDİ OKUDUĞUN
صوت المطر ( مكتملة )
Spiritüelأهنئكم بالشهر الفضيل ، هذه الرواية مشاركة بمسابقة أوريل الرمضانية، أتقدم بخالص الشكر لهم لمنحي هذه الفرصة الصداقة الحقيقية ليست مرتبطة بمدى تشابه تفكير الصديقين ، كثرة لقاءاتهما ، وأسلوب تفكيرهما أو حتى طول مدة هذه الصداقة! الصديق الحقيقي هو الشخص...