꧁ماذا لو، يومًا ما꧂

Por EmaKandeel

24.9K 2.1K 1.1K

نصيبك بيتغير ومش ثابت حتى لو انت قلت عليه مش بيتحرك، هيحصل ايه لو قلت آه وهتعمل ايه لو اتحطيت فى اختيار سابق... Más

مش محتاج تقديم.. انت عارفهم
1-طالق!
2-إرحميني
3-اتفقنا ما نتفقش
4-آه.. ايه؟
5-استبينا على الآخر..
6-غيوم النيكوتين
7-إعتبريه حصل..
8-إنت طلقتني..
9-سكينة
10-بالله عليكي ما تقوليله..
11-صاخ سليم..
12-راضاني على حرماني
13- لأ مرتاحتش..
14-صد / رد.. "مبروك" جـ1
برة النص
15-صد/رد جـ2

16-رد الصد..

1.3K 136 47
Por EmaKandeel

السلام عليكم ورحمة الله، حبيت اعتذر مقدمة عن جرأة بعض المشاهد مقدما،  وحابة اقولكم اشوفكم على خير فى شظايا بامر الله،  متنسوش الڤوت ⭐

꧁ماذا لو، يومًا ما꧂

في اليوم السابق لميعاد متابعة الحمل أمسك هاتفه ثم اتصل ببيجاد ثم أخبره أن يقابله فى مكان بعيد عن منزلهم، اتجه بيجاد إلى أمه وأخبرها:
سناء... الواد الشلحف جوز بنتك عايزني أقابله برة... بيقولى أمك عارفة... في إيه؟

فصفعت سناء فمه وتكلمت من بين اسنانها:
شــإيه؟... إيه يا ابني إنت بتقعد فى انهو بوليعة... ألفاظك يا حيوان...
-ياستى انتي هتاخديني فى دوكة.. طيب المبجل المحترم السيد كريم بيه باشا السويفى عايزنى أقابله... إيه الحوار؟
ابتسمت ثم تكلمت:
ماشي يا غلباوي... مفيش حوار ولا مشوار... روح قابله وتعالى ولما تيجي هحيلك..

꧁ماذا لو، يومًا ما꧂

في مساء اليوم التالى، اليوم الموعود لتنفيذ خطة زهرة الذهبية، كان قد نام ليلته بالكاد وعندما استيقظ كانت الوصايا المئة لها تلوح فى الهواء فوقه:
الوصية #1«حاول تكون شيك بطريقة هي متكونش متعودة عليها.. غيّر ستايل لبسك وشعرك»

فقلب خزانته رأسًا على عقب بحثًا عن أكثر ملابسه ملائمة لجسده الجديظ الذي نبتت فيه بعض العضلات، والذي أراد أن يظهرها أمام رقية كطاووس مختال فى موسم التزاوج.

فوجد قميص جديد قصير الأكمام من خامة قطنية أسود اللون، يلتصق بجسده ليظهر جذعه بمظهر مرغوب فيه، وبدأ فى تصفيف شعره بطريقة غير مرتبة نوعًا ما مستغل نعومة خصلاته التي جعلته يبدو أكثر جاذبية، وعندما كانت يمسد الخصلات بكفوفه لمع شيء من يسراه فهمهم:
آآه... كنا هننسى أهم حاجة...

الوصية#2 «دبلتك متلبسهاش اليوم ده.. وحاول تلبس اكسسوار جديد... ساعة.. خاتم.. المهم متكونش هي شافتهم قبل كدة ويا سلام لو من النوع بتاع هدايا الـcouples»

فتح علبة أنيقة كانت معه وأخرج منها ساعة جديدة بها بعض الخرزات الرخامية والتي تتناسب مع قلادة نسائية رفعها بعد ان وضع الساعة حول معصم يسراه وهمهم مجددًا:
أعمل بيك إيه!...-شرد ثم افتر ثغره بخبث- اه.. العربية... خليها تحس إن حد ركب معايا ونساه

لف القلادة حول يده ثم أكمل خطواته حتى الأسفل زحلقة على السلالم لا نزولا من التعجل، وعندما رأى والدته ابتسم وسألها:
قرّيتي سناء على الموضوع يا أمي...ولا تفهمني غلط؟
-عيب عليك... متقلقش..

ركبا السيارة بينما يراجعان الخطة سويا في حين ان خافقه يقرع كطبول الحرب المهترئة من القلق والتوتر، وصلا لمنزل الجوهري وبعد التحيات والهمسات والتوصيات بدأت تمثيلية من تمثيل ڤيڤيان أنها مريضة، فهمست سناء:
ها أناديها؟

فأماء لها كريم بهدوء وعندها صدح صوت سناء:
ريكي... يلا انزلي..

كان يقف بجوار أمه وعيناه تكشف كل الطريق من الشرفة الخارجية حتى الدرج المؤدي إلى الطابق العلوي، صوت رطمات خفيفة بدأت تتهادى من أعلى الدرج كانت تعزف على أذنيه لتتراقص نبضات قلبه.. إنها خطواتها الانثوية الهادئة فتنهد وتطايرت نظراته مع رفلات طيات الزيتون من ثوبها الذي اختاره بيديه قبل يومين عندما لمحها من بعيد.

ارتجف قلبه يصارعه أن يركض ويعانقها لقد اشتاق لها،  اشتاق لكل تفصيلة صغيرة بها، شهر كامل بلا وصال لربما تركض إليه الآن وقبل استرساله فى هيامه ونظراته التى ترمي عليها قلوب العاشقين الطائرة شعر بقرصة قوية من يد أمه الدقيقة تنتزع الجلد الرقيق من خلف ركبته فانحنى فوقها متأوهًا يسألها:
آه... آآه... في يه بس يا ڤيڤو

فهمست له بنبرة حادة:
في إنك هتبوظ كل حاجة بالتتنيحة الزرقا دي...ركز معايا انا.. انا عيانة دلوقتى وعايزة الدوا...-ثم وضعت يدها على صدرها وقطّعت انفاسها- آه... آه..

وهنا بدأ الوصية#3« تجاهلها تماماً... بس إياك تتمادى.. لو بالغت فى التجاهل فانت كدة كأنك بتقول انا شايفك وبجرب فيكي... يعنى لو حصلت حاجة جنبها بص ناحيتها عادي، ولو هي عملت حاجة غريبة خلى نظرتك سريعة متطولش عليها خليك بالظبط كأنك بتبص لحد غريب»

نظرتها وارتباكها وعيونها التى اشتاقت كان يمكنه قراءتها، لكنه لم يستطع فعل أكثر من محاولته القاسية لعلها تتكلم معه، او ربما تعجبها هيئته الرياضية الجديدة وتغريها كعادة أفعاله حولها ، اعتقد أنها ستحيه الآن، أخد يتعمد تجاهلها وبين نفسه يهمس:
يلا تعالى... سلِّمي عليا... تعالي...

وهنا سمع رنة خاتم الزفاف فوق الأرضية، بالطبع رآه بالطبع علم أنها عندما رأت يده فارغة، وبدلاً من إن تغضب وتسأله خلعت خاتمها ولم تتعب نفسها بإظهاره، فاستشاط غضبًا، يا الله كم هي أبية عنيدة!

وهنا ظهرت الوصية#4« لو تجاهلتها ومتكلمتش.. ادي اشارة لطنط تقول الكلمتين اللي أنا قولتهملها.. وابدأ ان إنك تمثل انك بتتكلم فى التليفون...إعمل نفسك بتحب»

ربت على كتف والدته لتفعل ما اتفقوا عليه فأماءت له انها تفهم، ثم التفت بظهره لهم وعند التنفيذ امتعضت تعابيره وهمس:
وده أهببه ازاي ده.. ده أنا عمرى ما عملتها!...

أمسك هاتفه واخرج رقم زهرة واتصل فأجابت بسؤال:
في حاجة حصلت ولا إيه؟
فهمس:.
آه
-إيه؟
--هما بيحبوا فى التليفون ازاي؟
-نعم؟
--بتكلم بجد والله انا عمري ما عملتها...على الاقل فهميني اتصرف ازاي وانا هتصرف...
ضحكت ثم تكلمت:
خلاص ماشي... إعمل اللي هقولك عليه...
-تمام
--وطي كتفك
-كده؟
--هو انا شيفاك يا أخ!... انا بقولك وطي كتافك...بص ميل نفسك على الفون...
-تمام
-- ابتسم بقا ووطي صوتك... حاول تشوط...
-أشوط
--ايوة يا سيدي رفص إلعب برجلك فى التراب شوطه... بس مش جامد هي مش ضربات ترجيح.
-آآه.. جو محن يعني؟
--آه يا شيف -زفرت بحنق- براڤو جو محن! انا هقفل وانت كمل الفيلم ده ولو مجاتش تقولك بتكلم مين كلمني وهاجي..
-حاضر هكمل
--بس إتأكد إن الفون silent وإلا هتتهان جامد أوي لو رن..
-ماشي وشكرًا على التريقة... وتعالى من دلوقتى شكلها قلبت خل..
--ليه؟
-مش مهتمة ومش بتبص عليا أصلا.. وسامعها بتقول لأمي يا طنط!
--طب أنا قريبة اوي من المكان اللى كنت قايلي عليه... أكد عليا بـ message..

همهم وأغلق المكالمة ثم التفت آملاً أنه سيجدها خلفه لكن هيهات لقد تجنبت النظر إليه وكأنه مُحرّم والأسوأ انه وجدها مستمرة فى تلقيب أمه بلقب يباعدهم أكثر وأكثر، ثم استدارت ببرود لتشرب الماء، فنظرت له أمه وسناء بوجوه مرتبكة فتمتم:
طنط!... طنط لما تطنططتك.... والله لا اجيبلك اللى يطنططت اللى خلفوكي... هتجلطيني!

أمسك هاتفه وأكّد على زهرة فأتت وهنا بدأ العمل بالوصية#5« لما آجي اياك تبص ناحيتها وعلى أد ما تقدر إعمل نفسك مشغول معايا مش شرط تكلمني ولا حتى تقول حاجة كفاية بس حرك شفايفك وابتسم.... اقولك ابتسم وكأنك شايف ولادك..»

مع الاشارة ةالرسالة أتت أخيراً زهرة وحيتهم بايماءات خفية ثم بدآ العمل بالوصية فالتفت كريم تجاهها وهمس بوجه مبتسم بصفاء لكن كلماته تقطر غيظاً :
أنا هتنقط منها... ده مفيش أي رد فعل خالص..
-هي فين؟
--دخلت تشرب من ساعتين ونص..
-متقلقش مش هتتأخر... اوه هي اللى داخلة علينا دي صح؟
--ده إيه الذكاء ده؟...ايوة طبعاً هي...بصي..بصي شايفة اللى هناك دول عيالي...

قالها بفخرمبالغ به مشيرًا بكلماته لبطن زوجته المنتفخ عن آخره بأطفاله، فانفلتت ضحكة منها كانت كصفعة لوجه رقية بينما هو يحاول بكل قوته ألا ينظر إلى رقية أبداً، لكن ردة فعلها الباردة وكلماتها عن ميعاد الطبيب أغاظته! لماذا لم تسأل من تلك الملتصقة بجوار زوجي ولماذا لم تتاثر حتى لماذا لم تمتعض حتى الامتعاض من وجود زهرة فى منزل أبيها! حاول السيطرة على تعابيره الودودة لكن داخله يريد أن يجعجع يمينا ويساراً صارخًا كل غيظه منها.

بدأ يسمع مناداة أمه وحان العمل بالوصية #6« لما  طنط ڤيڤيان تناديك متردش على طول مثّل إنك سهيان ومش داري، ولما طنط تقولك هتروحوا لوحدكم إعمل نفسك كأنك متعرفش.. ويا سلام لو بينت قدامها إنك مش قادر تسيبني...أكيد هنا هتتكلم أو هتزعق..أصل ده ميعاد دكتور الحمل...ولو متكلمتش قدامنا أكيد هتتكلم معاك فى العربية..»

تنفيذا لما وصته به زهرة مثّل التيه والوله ورد على أمه وكأنه غير متواجد، لكن ردة فعل رقية كانت أكثر عنادًا مما توقعوا، لقد تجاوزتهم وهمّت بالذهاب وحدها بالفعل كانها تعلن تخليها عنه، واضافت لشعر التجاهل بيت من كلمات باردة سخيفة، ولم تكتفي بهذا بل لقبت كريم بالأستاذ وكأنها لم تعد زوجته أبداً! وفوق كل هذا قالت جملة باعدته بها كبعد المشرق والمغرب وجعلته يريد أن يصرخ من برودها:
هبعتلك مع طنط علشان ماسببلكش مشاكل!

وكأنها تقول له لم اشعر بشيء تجاه علاقتك الجديدة بل إنني أريد لها أن تبقى سليمة بلا مشاكل بسببي، قالتها ثم استدارت وحمداً لله أنها استدارت وإلا كانت الخطة كلها انكسرت على نظرات كريم الحادة وامتعاضه الخالص واعوجاج حاجبيه وكأنها سيرميها بحجارة أو سيصرخ يسبها، فعض شفته السفلى حتى كاد أن يُدميها وهنا همست زهرة له:
الله معك يا بطل... اكيد هتصوت فى وشك فى العربية...

ركض كريم خلف رقية وأمسكها من ذراعها وتكلم بكلمات قاسية للحق لم تكن من الخطة بل كانت من يأس قلبه من عنادها، لماذا لا ينكسر قفل الغيرة عندها؟ لماذا لا تصرخ عليه وتتساءل من تلك المرأة التي أحضرها بتبجح حتى منزل والدها.

لكنه تعشم أنه ربما تكون المسافة المتبقية حتى عيادة الطبيب فيها حل لهذا الصمت وتتكلم رقية، لكنها ركبت بجواره كصنم أملس أصم، رمقها بطرف عينه فوجدها تلتصق بالنافذة وكأنها ستارة جديدة او قطعة من الباب لا انسان يتنفس، واسى نفسه أنها ربما تتكلم الآن ربما تأخرت لأنها تفكر وستفاتحه قبل ان يصلوا إلى العيادة!

لكن لا شيء أجاب تَحُّرقهُ غير صوت صرصور الحقل والفراغ، وصلا حتى عيادة الطبيب وهي صامتة، انتظرا لدورهم وهي ساكنة تحاول تجنبه بينما هو يتفرس كل تفاصيلها التي اشتاق لها، دخلا لحجرة الكشف وأخيرًا عرف أجناس أطفاله وكانت فرحته لا تسع كيانه بالكامل، لكن بسبب عنادها كان عليه أن يلتزم بالخطة حتى يكبر أولاده فى منزله، كان قلبه يؤلمه لأن عليه فى تلك اللحظة بالذات أن يدّعي تصرف غير ما يمليه عليه قلبه، لقد أراد أن يفرح وأراد أن يشاركها الفرح، لكن سوء ما آلوا إليه منعهم حتى من المشاركة!

انتهى الكشف ولم ينتهى صمتها، فقط ما تغير هو ارتفاع فى ضغط دمه من برودها المبالغ، في تلك اللحظة التى تكلم فيها الطبيب عن تسمية اطفالهم كانت سعادته لا توصف، لكن عندما لمح ابتسامتها الهادئة بلا لوم له على أي شيء وكانها تجاوزته او انها لم تحبه قط قطب حاجبيه بصبيانية وكأنه يقول لها «لا تستحقى ابتسامتي!» نهضت وبدأت بارتداء ملابسها بسكون ولم تهت!

وهنا بدأ تنفيد الوصية #7« لو وصلت للدكتور متكلمتش حاول تستفزها...يعني عاملها معاملة ناشفة وقولها عايز الدكتور فى حاجة... وصدقنى لازم تتأكد وقتها إن حملها تمام قبل ما ننفذ الضربة الاخيرة.. إتأكد منه كويس أوي... ومفيش مانع لو وهي خارجة من الأوضة تسمعها إن فيه خبر تقيل إنت ناوي تقوله، أكيد تستفزها وتتكلم وانتم الطريق»

بالفعل وقف في غرفة الكشف بعد أن أعطاها المفتاح بنيرة جافة ورمقات قاسية افتعلها بالكاد بسبب غيظه لا بسبب الخطة، ثم التفت للطبيب وسأله بصوت عالٍ لتسمعه:
تقدر تستحمل الأخبار الجامدة؟
همهم الطبيب وعندها سمع صوت الممرضة فعلم أنها سمعته وبعد أن تأكد من نزولها، فحمحم وسأل الطبيب:
هى حملها ثبت مش كدة؟
فأماء الطبيب، فسأله كريم مجددًا:
يعنى... أقصد.. تقدر تستحملني؟
ضحك الطبيب وهمهم:.
آه دلوقتى ينفع.. بس بحرص..
وضع كريم يده على وجهه بحرج ونبس:
لا يا دكتور إنت فهمت إيه بس.... أنا أقصد إني ممكن أقولها خبر يخصني بس تقيل شوية وخايف عليها...
فتحمحم الطبيب ونبس:
لا متقلقش إحنا خلاص دخلنا فى الـ second trimester وده ءأمن فترة فى الحمل تقريبًا... تقدر تاخدها وتسافر كمان لو حابب..

فابتسم وحيى الطبيب ثم ركض على السلالم ونزل على أمل ان يجدها غاضبة، لكن على عكس توقعاته كانت جامدة راكدة فى مقعدها كقطعة آثار فرعونية من الجرانيت، امتعض وجهه غيظا ومد كفه ليأخذ مفاتيحه وبالفعل قاد الطريق بأبطئ سرعة فى سيارته حتى تطول مدة البقاء فى السيارة لعلها تتكلم، رمقها بطرف عينه فوجدها تحصى التشابهات بين العقد حول المرآه والساعة في معصمه وفى داخله يقيم الافراح وكبرت أذناه فى انتظار اللوم أو حتى السؤال مغمغما لنفسه«اكيد هتنطق دلوقتي» لكن لا شيء صمت... صمت... صمت... ثم

«آه»

هلع وكاد خافقه أن يخرج من جوفه وبدأ يقول جملًا غير مترابطة من الارتعاب عليها، لكن ترابط بنيانه وارتكازه قد بدأ بالرجوع عندما سحبت هي يمناه ووضعتها على بطنها وبدأ يشعر بأطفاله وكأنهم يصافحونه واحدًا تلو الآخر، فلم يقوى على المقاومة...سحقاً للوصايا الآن سنستأنفها لاحقاً.

صف سيارته ووضع كفوفه بالكامل على بطنها ليشعر بحركاتهم وعنها ضرب قلبه الالتياع، هل هذه المرة الأولى أم أنهم بحثوا عنه سابقًا ولم يجدوه، هل شعر الآخرين بهم وهو الأخير بينهم فسألها:
هم اتحركوا قبل كدة؟
-لا دي أول مرة... يمكن حسوا بيك!

يقال ان حركة الجنين متصلة بقلب الام وحزنها او فرحها،  لربما ما شهدته اليوم كان كفيلا بتحريك الجبال لا ثلاثة أجنة غضين صغيرين، كان قلبها منقوع فى الفرح بيديه التى تلامسها أما هو كان مغمور بهذا الحفل الصغير الذي يفصله بينهم وبينه رحمها.. رحم امرأة حياته... رحم زوجته التي عليه ردها... زوجته التي عليه ردها؟.. زوجته التى لم لن تتكلم عن وجود امرأة اخرى بجواره! وعندها استفاق وعاد للوصايا ورفع كفوفه فى الهواء ثم قاد الطريق لبيت والدها عازمًا على أقسى وأقصى شيء في خطة زهرة، وصل إلى هناك وأنزلها ثم تجاوزها والجنون يركبه، فهمس لزهرة:
ولا قالت حرف... أنا هدخل أكلم أبوها.. هو جه مش كدة؟

فهمهت زهرة وبمجرد ما استدار لتنفيذ آخر خطواته حتى سمع صرختين كان يعلم تماماً ما حدث، رقية ضربت كتفها فى كتف زهرة عن قصد هنا لمعت بوادر الخطة أخيراً..وكان عليه القيام بالوصية#8 «لو حصل منها أي رد فعل إوعى إوعى إوعى تاخدك اللحظة وتقولها أنا بطاطا تحت رجليكي..إسمع منها للأخر عشان تسيبلها المساحة إنها تعبر عن مشاعرها، لو اترميت عليها فى البداية هتعاند وتقولك انت فهمت غلط، لكن لو سيبتها تقر بكل اللى جواها ساعتها هي مش هتعرف تسحب الكلام تاني، وخلى بالك لو لقيتها بقت عدوانية خليك بارد تماماً..العدوانى هنا هرموناتها مش هي، فإوعى تاخدك العصبية وترد»

هلع جسده وقلبه وكيانه بالكامل إلى رقية التي كانت تميل للخلف وحاوط خصرها حتى يمنعها من السقوط وحاول بكل طاقته أن يتملك من خوفه عليها لينبس بسؤاله تجاه زهرة:
زهرة إنتي كويسة؟

منتظراً رد فعل رقية الكامل، فربما تلومه، أو ربما تسحب شعر زهرة وتسففها طين الحديقة أو ربما تضربه هو! لكن برودها ضرب عنان السماء وتجاوزته وصعدت بهدوء إلى غرفتها وكأنه لم يحدث شيء! فنبس من بين أسنانه لزهرة:
أقسم بالله حاسس إني داخل على جلطة... أنا هنفذ آخر حاجة... خلاص كدة...

فضحكت زهرة وتمتمت:
بس دي ضربتني!... مراتك بتغير عليك بس عنيدة جداً... توكل على الله في الضربة القاضية وأنا هاخد طنط واروحها.. وهبقى اتصل بيك أباركلك بالليل..

وعندها بدأ بتنفيد آخر وصية الوصية #8« لو بعد ده كله ومتكلمتش، وإنت إتأكدت إن حملها تمام... إدخل على حماك وقوله بص يا عمى أنا عايز أرد بنتك وحاولت أستفزها بكل الطرق مش بترد عليا... أنا هقول إني هتجوز قدامها... أرجوك ساعدني..ولازم تتكلم على ولادك وحاجتهم ليك فى تربيتهم وحاجتك ليهم.. هو برضو أب وقلبه هيلين»

دخل كريم إلى مكتب السيد الجوهرى الذي لم ينطق بحرف بل نهض من مكانه وأمسك كريم من عنقه وتكلم غيظه:
جايب عشيقتك لحد هنا يا خسيس!... بتغيظ بيها بنتي فى بيت أبوها؟..ده أنا لولا سناء قالتلى أستنى لحد ما إنت تدخلى أنا كنت..

فأمسك كريم كفوف حماه وربت عليها وقال ضاحكًا بارتباك:
عشيقة إيه بس يا عمي هو أنا بتاع الكلام ده؟
-أومال إيه المهزلة اللى أنا لسة معدي عليها فى الجنينة دي؟
--والله يا عمي أنا سألت عليك من الصبح قالوا إنك خرجت من بدري وهتتأخر لحد ما ترجع من الشغل... الست اللى كانت برة دي تبقى أخصائية علاقات أسرية... والله رحتلها عشان..
-عشان إيه ده انت اختفيت شهر بحاله شهر لا بتسأل عليها ولا على عيالك... وفجأة افتكرتها بفستان امبارح والنهاردة جايلها لها بواحدة في ايدك؟

وقف باستسلام لقبضة حماه ثم بدأ يشرح له:
طب بس إفهمنى...والله كل ده تمثيل... أنا عايز ارجعها... أنا مش عارف أكمل حياتي من غيرها ولا قادر أتخيل ولادي يكبروا بعيد عني... يا عمي أنا اول مرة احس بيهم بيتحركوا النهاردة وبدل ما أفرح حسيت قلبي إنفطر لما فكرت إنهم ممكن يكونوا اتحركوا قبل كدة وأنا معرفش، طب ولو استمر الوضع ده فهّمني إيه اللى هيحصل!... كل حاجة هتضيع عليا.. أول سنة فى حياتهم.. الكلمة الأولى... ولما يحبْوا أول مرة ولما يقفوا ويجروا هيجروا من غيري!...

كانت كلماته من ضمن الوصية لكن بكاءه الذي خنق الكلمات وزاحمها بدموعه التي مسحها بعشوائية حقيقي تماماً من احتراق نابضه، ابتلع ريقه وأنفاسه رتبها ثم نبس:
وهي... هي يا عمي... أنا أعمل إيه وانا شايفها قدامي كدة؟... ست حلوة وصغيرة وبنت أصول... هيجيلها بدل العريس ألف وأنا متأكد هيحصل ده... أنا هموت فيها دي... أنا مبطيقش اسم دكر يتقال على لسانها... انا شوفتها فى دراع راجل غيري أقسم بالله هيحصلي حاجة... يا عمي أنا هردها بأي طريقة هحاول بكل اللى اقدر عليه... بس أرجوك تسهلها عليا...

أنهى كلماته برأس منكّس يمسك قبضة والدها الممسكة بعنقه بتوسل ودموع صمته تنهمر، فتنهد السيد وبدأت كفوفه تلين عن خناق كريم ثم سأله:
وإنت جايب الست دي هنا عشان إيه؟

مسح وجهه وتنهد ثم رفع وجه لوجه حماه ونبس:
بص يا عمى متزعلش مني بس بنتك دي جِبلّة... غيبت الشهر زي ما الدكتور قالت واستنيت تتصل ولا عبرتني... لما جيت النهاردة استنيت وقولت هتسألني كنت فين... عملت نفسها متعرفنيش، عملت نفسي مهتم بواحدة تانية سكتت وقالت لامي يا طنط...دي طلقتنى وطلقت أمي معايا!...-فضحك السيد- بتضحك على إيه بس يا عمي ده أنا رحت أجبرت الدكتورة تيجي تشوفها بدل ما أنا اتنقط، ولا اهتمت لدرجة إنها كانت هتروح للدكتور من غيري.. قال ايه مش عايزة تسببلى مشاكل!..قلت عادي كرامتها وهتتكلم لو بقينا لوحدنا استنيها طول السكة تسألني ولا نطقت.. فقررت أجرب آخر حاجة.. أنا هقول إني هتجوز... وأشوف هتعمل إيه!

فانهمك السيد فى الضحك ورد ببساطة:
هتباركلك...
-إيــه!
--آه والله أنا عارف بنتي.. مش هتبين اللى جواها وهتباركلك وهي من جواها نفسها تشيل دماغك عن جسمك...

فتنهد كريم بغيظ وقد بدأ صداع الغيظ في ضرب نافوخه فسكن لدقائق يفكر ثم نطق:
خلاص أنا عندي خطة لو هي باركتلى على الجواز ومسألتش.. بس بالله عليك تنفذهالى... من غيرك يا عمى... عيالى ممكن يكبروا وهما مش عارفين أنا مين حتى...

سكت السيد لثانية ثم نطق:
طيب بص خليني أبعت لبيجاد يرسي الباقيين إنهم يباركولك... يمكن لما تشوفنا احنا كمان بنباركلك تنطق..

فدمعت عيون كريم بامتنان شديد، فى حين أرسل السيد بيجاد فى مهمة مستعجلة وقد تمت على أكمل وجه.

خرج السيد وكريم من باب غرفة مكتبه وحولهم الطفلين وسناء جامدين بارتباك وكأنهم ممثلين فى الكواليس ينتظرون رفع الستار، فقط ما كان ينقصهم هو وجود رقية على الدرج لترى تمثيليتهم المحكمة

وقف بيجاد على أول درجات السلم فى الأسفل ورأسه وأذنه مع باب غرفة رقية، مرت دقيقة ودقيقتين ثم بدأ التوأم يتململون وعندها صدح تحذير بيجاد الحذر:
هــــــــــــــــوش...

همس بها وهو يركض تجاههم على أطراف أصابعه وكأنه" وودي " الذي قام بمقلب فى جاره" روتويلر " ثم نبس:
نازلة أهي يلا اشتغلوا...

"من لعبة ازاي تخنق جارك"

وعندها بدأ مشهد عجيب لأسرتها وكأنهم نوارس على الشاطيء يرددون الصيحات ويباركون ويحتفون به، وهو ما جعلها تقف على مقربة منهم صامتة ساكنة فتكلم والدها:
باركي لكريم يا رقية... هيتجوز قريب

نظراتها لوجهه ولبطنها وكأنها تسأله ماذا عني؟ ماذا عن الأطفال؟ عيونها تشتكي، لم يتحمل كريم نظراتها وقبل أن يضعف قلبه ويلين لها نظر بعيدًا لعل أحدًا ينقذه، لقد كاد أن يطير ليعانقها ويطيب لها خاطرها، لكنه يعلم ما سيحدث تاليًا من الرفض والتمرد والعناد الذي اعتاده منها، لذا تماسك ينتظرها أن تسأل أو تصرخ أو تلومه لكنها بهدوء نبست:
جواز مبروك عليك إن شاء الله

ثم التفتت وصعدت الدرج بمنتهى الرقي وكأنها لا تعرف من هذا الصفيق فى الأسفل وكأنها لم تعرفه ولم تعاشره يومًا، بينما وقف هو ناظراً لطرف الفستان الذي انتقاه لها بيده يختفي وضحكته يكافح ألا تسمعها، فمال عليه بيجاد وسأله:
إنت بتضحك على إيه؟ دي باركتلك ومشيت!

ففرك شعر بيجاد ونبس بفخر:
لأ قالتلى مبروك مش مبارك...

فضيق بيجاد عينيه ثم نبس:
يا سلام فرقت دي؟

فضحك كريم مجدداً وأماء ثم نطق:
آه تفرق جداً... يوم ما سلمتنى القاعة اللى عملتهالى قالت مبارك... ولما سلمتنى فرع الساحل قالت مبارك... وحتى لما فتحت الفروع الصغيرة واحد واحد قالتلى فيهم مبارك... ويوم قراية فاتحتنا بعتتلى ليلتها رسالة قالتلى اسمها مبارك من البركة مش مبروك يعنى برك عليك الجمل.... فهي دلوقتى بتشتمنى مش بتباركلي..

ضيق بيجاد عينيه وسأله:.
يعنى إنت فرحان بالشتيمة ولا فرحان إن الجمل هيربك عليك؟

عندها صدحت ضحكته وتمتم:
لا أنا فرحان عشان هي كدة استبت على الآخر...

ثم التفت لوالدها وسأله برجاء:
معايا رضاك يا عمي... استبينا مش كدة؟

فابتسم السيد وأماء برفق وحرج:
معاك يا ابني... بس خليك صبور.

فسأله بيجاد بعيون فضولية:
اتفقتوا على إيه؟

فصفع السيد قفا ابنه وتكلم:.
إنت مالك يا تنح... تعالى معايا عشان هنروح مشوار..

خرج كريم من المنزل ناظرًا تجاه شرفتها بابتسامة ماكرة ثم ركب سيارته وصفها فى مكان قريب من منزل أهلها، ووقف خارجاً مع والدها في نقطة عمياء ليوصيه عليها، بينما بدأ التوأم بضرب البوق بحماس يستعجلون والدهم وبيجاد الذي تأخر وبمجرد ما خرج من البوابة ذهب تجاه كريم ووالده يسال:
اتفقتوا على إيه بقا؟..

فعالجه كريم بسؤال سريع:
أنا حاسس إنك انت اللى هتبوظلى كل حاجة... إنت كنت فين يا حلوف انت؟

هز كتفيه بلا مبالاة ونبس:
مفيش كنت بعزم على ريكي تيجي معانا..بس مرضتش..

وهنا التفت كلا من السيد وكريم بنظرات حادة في حين نطق الأخير:
أقسم بالله أنا هتجلط من عيالك يا عم سيد... أبوس إيدك خده وامشوا من هنا...

ابتسم السيد وسحب قفاه ابنه ووصى كريم للمرة الأخيرة:
اتفاهم معاها بالراحة يا كريم... وخليك صبور يا ابني..

فأماء ونبس:
حاضر يا عمي.. أنا هروح أغير هدومي وأجيبلها حاجة حلوة وأعدي عليها نتفاهم...

أنهى جملته بتلويحة من يده لهم وتحرك كل منهم إلى السيارة خاصته وأدار المحرك وقبل أن يقود حتى رن هاتفه نظر إلى جهة الاتصال كان الرقم غير مسجل قطب حاجبيه بغيظ ثم اغلق المحرك واجاب بتهكم:
يا أهلا وسهلا يا ست الدكتورة..
لم تهتم بسخريته وسالته:
هاه ايه اللى حصل؟ عيطت؟ أو طلبت منك تفسير؟

انفلتت منه ضحكة خشنة سريعة ونطق بينما يحاول إدارة المحرك مجددًا:
هأ! لا باركتلي!... باركتلى يا دوك! بس مقدور عليها...

سكتت لثوان ثم ردت باحراج:
بص يا أستاذ كريم... أنا هقولك اللى يرضي ضميري... المدام بتحبك فعلاً... بس بعد كل المحاولات دي... وبرضو مفيش رد فعل يبين انها متمسكة بيك... اعتقد انها خلاص تجاوزتك... فشوف حياتك انت..

تصنم فى مكانه وكأن الجملة اغتالت صفو فرحته للتو وتلفظ هاتفاً:
أشوف ايــــــــه؟...
-شوف حياتك مع غيرها.
--لا يا دوك... معلش هنا فى الحتة دي أنا أعمى بقا..
-يا استاذ كريم انا بقولك عن خبـ...
--لا لا لا لا طبعاً.. أنا هروح اجيب لها هدوم للبيبيهات وأقعد معاها... أنا خليت أبوها واخواتها يمشوا عشان ماتحججش بيهم وتقعد معايا من غير ما تتلكك وتعمل نفسها مشغولة بيهم أكيد الموضوع هيتحل! صح؟

سمع تنهدها الواضح ثم نبرتها الآسفة:
بصراحة أنا عدى عليا علاقات كتير ولا مرة منهم الست صبرت قدام أول وصيتين فى الخطة... ومراتك خلصتهم كلهم ومتحركش فيها شعرة... أنا من رأيي تركزوا على الأطفال اللى بينكم يتربـ.....

فصاح بها:
أنا مش عايز رأيك دلوقتي... انـا هردها... وهي هترضي... إقفلي يا دكتور من فضلك اقفلي.. انا هرجعها بطريقتي...

لم تعلق على كلماته بل اعتبرته فى مرحلة نكران، أما هو فأغلق المحرك مجددًا وجلس يلعن ما حدث بالكامل لاكمًا مقود السيارة ثم استقرت زرقاوتيه على الخرزات المتدلاة من المرآة الامامية فسحبها بغليل دفين حتى انقطعت وانفرطت حباتها، زفر غليله وقد تلبس به "مزاج الثور الأهوج" وأخذ يتمتم:
لا والله... لا لا لا... انا هرجعها... هردها... بالذوق بالعافية هردها

رنت رنة خفيفة من هاتفه أعلنت أن هناك رسالة فكانت من زهرة:
«لو مصمم تروحلها خد معاك ورد، خليك شيك »

امتعضت تعابيره بغيظ ثم تمتم:
ايوة شيك وورد آه.. عملتها دي وأخدت على وشي...فين العتلة! -عض شفته بغيظ ثم ترجل من السيارة وصفع الباب خلفه- بلا زرع بلا ورد... ورحمة ربي ما هرحمك يا متخلفة...

أخذ العتلة من السيارة وحجزها فى حزام بنطاله وبكل همجيته وشوقه وارتعابه من أن يخسرها قفز إلى الشجرة المغلفة لشرفة غرفتها وبدأ يعتلى جذوعها، يغمغم غيظه:
وقال أنا اللى كنت هاخي أخبط على الباب... ده أنا هفشفش الباب دلوقتي على نافوخك يا بنت السيد

كغوريلا عملاقة عنيدة تشبث بجذع الشجرة وأخذ يتسلقها بعزم لم يهتم أن هناك غصن تسلل إلى جيب بنطاله المجاور لركبته واشتبك به، وعندما تعسر عليه إبعاده عن ساقه تشاجر مع الشجرة نفسها، فرفص الغصن صائحاً:
يا أخي غور بقا..

وعندها سمع صوت تمزق جانب البنطال حول الركبة فدحرج عيونه بامتعاض وعض على شفته السفلى ثم زفر مغمغمًا:
عنب... هي طلعة عنب... بس والله لانا مكمل..

وبالفعل بعد اشتباكات أخرى طفيفة مع كنزته الجديدة جعلت فيها ثقوب كبيرة وصغيرة وقطع آخر فى الجهة الاخرى من البنطال بضع وثبات قليلة واستقر في شرفتها، رفع القضيب الحديدي فى يده ووضعه في شق باب الشرفة الخشبي وبكل عناده بدأ يفتحه بكل قوته، محاولات قليلة وانفتح الباب، نظر من خلال الزجاج لم يرها بالداخل بين لهاثه من المجهود ولهاثه لأن يراها بدأ يتساءل كيف يكسر الزجاج بدون تناثره وبدون أن يؤذيها إن كانت قريبة!

اقترب أكثر علّه يبصر اي شيء وألصق وجهه بمربع زجاجي من الباب الداخلى ليراها فلم يجدها وبعد لحظات رن هاتفه، فأخرجه من جيبه الخلفي ونظر فيه فوجد أنها هي المتصل، قطب حاجبيه بتعجب لثوان، اين هي؟ ولماذا تتصل؟

أما هي بعد أن كانت تتلو دعوات الوفاة وتتمعن أمانيها الأخيرة، اتصلت به لتودعه وفي نفس اللحظة سمعت صوت رنين هاتفه المألوف للغاية آتيا من الشرفة، فأطرقت عيونها تجاه الباب الزجاجي ومازالت متخفية خلف الفراش.

في هذه اللحظة التي رأت هيئته المحببة لقلبها بنفس ملابسه التى ارتادها اليوم، ربما الآن قد تمزق جزء من صدر كنزته وسرواله به قطعين كبيرين، يبدو كمتشرد وسيم لكن لا بأس هذا لا يهم أبداً، فلقد أتىٰ أخيراً أمانها فى وسط ضوضاء الهلع وشعورها باقتراب الموت، فما مرت به تواً وضعها أمام حقيقة قلبها ومشاعرها وضعها امام حقيقة نفسها.

استقامت من مكان اختباءها خلف الفراش وتلاقت عيونهما وقفت لثانية تتفرس نظراته المرتبكة ولم تهتم كل ما اهتمت به هو أنه أتى... هو هنا لا شيء مهم آخر.

تحولت تعابيرها من هلع خالص لبكاء طفلة صغيرة وجدت أهلها بعد فراق وبأرجل تكاد ألا تلمس الأرضية استدارت حول فراشها وفتحت الباب الزجاجي بينهما وارتمت إليه فى الشرفة وعانقته باكية بانهيار تام، فلان غليله وغضبه منها وذابت كل حصونه أمام ضعفها أمامه، وأخذ شهيقًا وكأنه أول أنفاس رطبة تدخل صدره القاحل، فحاوطها بعناق وأخذ يهدهد كتفيها المرتعشين ويربت على رأسها المرتج من البكاء الحارق متمتمًا:
إهدي يا قلبي...إهدي... أنا هنا..

مع ملامسته لجسدها وعى لملابسها المكشوفة وابتلع ريقه وضع ذراعيه يغلف كتفيها العاريين إلا من حمالات خفيفة ثم نظر حولهم فى الخارج مخافة أن يراها غريب بهذه الهيئة واعتزم أن يواريها عن كل صدف غير مطلوبة كهذه،  غطى ما يستطيع من كتفيها بذراعيه ودفن نحرها الى صدره حتى لا يُرى، وان طال لأدخلها تحت جلده حتى يحميها من أي نظرة ملوثة تطالها هامسا:
اهدي يا حبيبي طيب انا هنا اهو

بقى على تمتماته وهي تبكي بشهقات وشهقات لا تعلم هل هو بكاء الاشتياق له أم بكاء تبدل الأحوال والفرج، وعندما استقرت أساريرها وعت أنها بين ذراعيه ووعت أيضًا لكلماته التى اعتبرتها تبجح، فصاحت بغضب:
أهدىٰ؟ ده إنت السبب.... إنت اللى رعبتني... انسان همجي... ازاي تطلع تكسر البلكونة كدة؟... أنا أنا أنا هـ..

فأمسك ذقنها يوقف فمها عن الثرثرة وأخذ خطوة بها تجاه الغرفة متكلمًا بهمس من بين أسنانه:
إنتي هتخرسي خـــالص... انا سيبتك على مزاجك وانتى عمالة تتطوحي زي السكران..لحد لما وصلنا للى احنا فيه ده؟

رغمًا عنها حُمِل جسدها على اتخاذ خطوة للخلف فأمسكته من عنق كنزته وكأنهم فى شجار فى الشارع بين "بلطجية" ثم صاحت بتوتر لا تعلم من اقترابه الذي تاقت له أم من غيظها منه:
أنا هصوت وألم عليك الناس... ده أنا... ده أنا هنادي بابا وبيجـ..

تعابيرها المتوتر هي أفضل مرآى لعينيه وكلماتها المرتبكة هي قوت قلبه، فأخذ بها خطوة خفيفة تالية وضحك يغيظها بينما يحيط خصرها بثبات مخافة ان تتعثر وتقع، افتر ثغره بابتسامة ماكرة ثم قاطعها:
هو فين بابا وبيجاد؟... البيت فاضي... مفيش غير انا وانتي... وعنادك ده أنا هرميه فى أقرب زبالة مع غبائي.. وهنقعد نتفاهم..

تشبثت بملابسه أكثر وبدأت تدفعه للخلف بينما تحاول التسمر في الأرضية أكثر وأكثر ثم صرخت بارتباك:
أنا مش مسمحاك أنا... أنا مش سمحالك تدخل... إطلع برة... إمشي

أخذ خطوة رفيقة أخرى بها تجاه باب الشرفة المفتوح حتى أصبحا على أعتاب الغرفة ثم رفع ذقنها ليرى وجهها ونبس محذرًا:
بقولك إيــه... انتي هتسكتي خالص... أنا سمعتك كتير أوي... دلوقتى أنا هتكلم وانتى اللى هتسمعي... يلا...
-يلا إيه؟
--يلا على جوا... يلا إمشي قدامي على جوا..

بيد تمسكها وتؤمن خطواتها المعكوسة وبكف يمسك فكها، بدأ يدفعها قليلاً قليلاً حتى داخل الغرفة، فخف تسمرها بالأرض وقبضتيها اللتان تمسكان به لكي تدفعه أصبحت تتشبثان به بقوة حتى لا يفلت وكأنها تخشى أن يضيع مجددًا، فانتفض خافقه وارتسمت ابتسامة رضا على ثغره فزاد من إحكام قبضته عليها.

لقد كانت هذه أولى علامات قبولها له ليس لكونها متمسكة به، بل لأنها لم تعد تقاومه، حتى وإن كانت تعابير وجهها تحاول التماسك، فجسدها بدأ يعلن عن تمسُّكها به كزوج ورفيق طريق، رفعت عيونها إليه بدون حاجة لكفه الممسكة بذقنها وتلاقت عيونهما بنظرات ذات معانٍ كثيرة وحب وود عظيم، وقبل أن يميل إليها نكست هي رأسها مستندة إلى صدره بجبينها وهمست بانهزام:
إنت جيت ليه؟

تنهد ورد برفق وابتسم بينما يتلاعب بخصلات شعرها:
أنا جيت عشانك.. عشان بحبك..

كانت كلماته كعناق أدفى من كل عناق، كانت طوال اليوم تتوق لهذا حتى وإن لم تعترف لنفسها، فهربت منها دموع خفيفة شعر هو بها على صدره ثم سمعها تكلمه مع صوت مغمغم بانكسار:
بس إنت هتتجوز... إنت بتخونها دلوقتي؟
انفلتت منه ضحكة خفيفة وتمتم:
إنتي تعرفي عني كدة؟
ردت بدون أن ترفع وجهها:
بس إنت قلت إنك هتتجوز... أنا شوفتها بعيني.. البت اللى كانت هنا..
فاتسعت ضحكته وسألها:
آه زهرة؟ -فهمهمت- لا ملكيش دعوة...
-يعني ايه؟
--مين الست دي؟.. دانت كنت لازق فيها كأنك حديدة معفنة لازقة في مغناطيس
-حديدة معفنة؟.. مقبولة منك وهدفعك تمنها... ومش هقولك الست دي مين..
رفعت عيونها بغيظ يخترقه، فاتسعت ابتسامته وبدأ يقتادتها لمنتصف الغرفة، نظرت للخلف وكان تخمينها صحيح كان الفراش خلفهم فهلعت وتكلما:
كريم... الله يباركلك.... ميصحش كدة
بنظرة عناد مشاكسة دفعها أكثر، فاهتز صوتها وكلمته مجددًا:
يا كريم.. طب بلاش عشاني... عشان الحمل... عشان العيال... بالله عليك

رفع حاجباً دون الاخر وانفلتت منه ضحكة ثم همس برفق في أذنها:
بقا دلوقتي عشان العيال؟.. شوف إزاي!...-أمال وجهه بتعابير لئيمة وهمس بتأني لكل كلمة- أنا سألت الدكتور والدنيا تمام فمتلوكيش كتير.. ومتخافيش

إقترابه منها وهمساته وطغيانه عليها اغتالوا اشتياقها له وراضوه، فاقترب وبدأ يلثمها برفق فاستسلمت له تماماً وأطاعته فيما أراد وتغشّاها برضاها التام، يعاملها برفق ولين لطالما أشتاقت له، يعاملها كجوهرته الثمينة التي لا يوجد ثمن لشراءها ولا تفريط بها أبداً.

أما هي فتمسكت به بكل احتياجها له بكل شوقها وعشقها وغيرتها عليه، لم يعد هناك مكان بينهما لا لعنادها وسوء ظنها ولا لعجرفته واندفاعه وغباء أفعاله، في تلك الليلة لا غيرها، علم كل منهم أن الآخر هو الجوهر الذي ينقصه وأنه لا حياة مفترقين، ولا حياة لأي منهما منفرد بذاته بدون ارتكازه على الآخر كعكاز حياته، لقد مال كل منهما لرفيق دربه وإن اختفى واحد سيسقط الآخر لا محالة..

في ظهر اليوم التالي استيقظت رقية على صوت ضحكات خفيفة خارج شرفتها، فتحت عيونها بفزع ثم أخذت تتسند حتى جلست، نظرت بجوارها فوجدته غافيًا كحافلة مقلوبة على وجهها لم تحتج لوقت طويل حتى أدركت ما حدث بالكامل فى الليلة الفارطة.

بدأت بالبكاء والعويل وكان هناك مأتم لعزيز قد رحل، مدت كفها المرتعش تسحب كنزته السوداء قصيرة الاكمام الملقاة على ظهر الفراش ورمته عليه وكأنها تستر العار ثم أخذت تتمتم بهلع:
يا ربي إغفرلي... يا ربي سامحني.... يا ربي هقولهم إيه...

وضعت كفوفها على رأسها وأخذت تعيد نفس الكلمات بهلع كبير، صوتها وبكاؤها لم يكن منخفضًا فاستيقظ بانزعاج مضيقًا عيونه يبحث عنها، وجد قميصه فوقه فرماه جانبًا وأخذ يتابع الفليم الذي تصنعه رقية بعدم فهم، رفعت رأسها ونظرت له بحزن وأخذت تبكي:
أنا... أنا... إنت... هقول لبابا إيه... بابا هيقتلني...

ضيق عيونه ثم مسح النوم عن وجهه وأمال رأسه بتعجب يحاول فهم ما تتلفظ به، بينما أخذت تسرد ذات الخزعبلات أمامه مجددًا عن فضيحة غير موجودة وصوتها يتردد:
يا مصيبتي... أخرجك من الأوضة إزاي... أقول لبابا إيه... يارب سامحني...

وضع كفه على خده بتململ يراقبها بينما هي تولول وتولول وتنوح ثم نظرت لوجهه باستغراب واخذت تتنشق البكاء وسكنت قليلا فتكلم:
خلصتى الفيلم الهندي يا ست امينة؟
-هو ايه اللى خلصت انت بتستهبـ....
فكمم فمها وتكلم بعيون تحذرها:.
والله انا مش عايز اقاطع لحظة انسجامك الفظيعة دي بس ايه اللى انتي بتهببيه ده؟
صكت نحرها ثم رفعت الغطاء عليها وصاحت باستنكار:
بهببه؟... انت مش عارف انت.. إحنا عملنا ايه امبارح؟

ضيق عنيه ورفع جانب شفته ثم رد:
لا عارف بس أحب افكر سيادتك ان انا جوزك مثلا!

ضمت الغطاء اكثر حول كتفيها تتدثر به بهلع وقالت باكية:
بس انت طلقتني... انت دلوقتي راجل غريب عني!

ضحك ثم رفع كنزته عن الارض ولف حول رأسها كحجاب وربطه تحت ذقنها ثم قبّل جبينها وهمس:
أيوة إلبسي حجابك بسرعة يا شابة عشان في راجل غريب فى سريرك

ثم انفجر ضاحكًا على منظرها كبطة أم ذاهبة للسوق، تصرفاته المتباردة أغاظتها فدفعته وصرخت:
أنا بتكلم بجد وانت بتهزر... اللى حصل امبارح حرام!

وبدأت بلكمه بقوة على صدره فأمسك كفيها ونبس من بين أسنانه:
انتي بتجيبي الفتاوى من سلاح التلميذ ولا إيه؟

صرخت بصوت أعلى فأمسك ساعديها بكف وكفه الاخر كتم الصراخ ونبس:
بقولك ايه متصدعينيش... انا كدة رديتك...

توسعت عيونها وتغمغمت من تحت كفه:
انت بتقول ايه؟ هو ده ينفع
فزفر بخفة ثم تكلم:
ايوة طبعا ينفع... دي طلقة واحدة وممكن اردك كدة طالما انتي راضية ومتغصبتيش... انتي اتغصبتي على حاجة؟
تجنبت النظرات معه فأعاد وجهها ليواجهه وهمس:
ردي.. انتي... اتغصبتي على حاجة امبارح؟

لملمت شفتيها وانفجر وجهها باحمرار وتعرق الخجل ثم هزت رأسها بالنّفي ، فانفلتت منه ضحكة وقبل وجنتها برفق وترك ساعديها ثم سألها:
طب الحمد لله ... ليه بتتعاملى اننا غلطنا؟
ابتسمت بخفة ثم وجلت وكأنها تذكرت ما كان منسي فصاحت فى أذنه بقوة:
طب وبابا مش المفروض يعرف؟
أدخل إصبعه فى أذنه وتكلم بألم من حدة صوتها:
استنى هتتطرش كدة... افهمي بس يا قلبي!... انا صحيت بدري، وخرجت من الأوضة لقيت ابوكي فى وشي...
شهقت بانفعال وسألته:
يالهوي يالهوي... بابا شافك... قالك ايه... عملك ايه... ثانية انت رجعت تاني ازاي؟
فضحك ثم تحمحم برفق ثم قبّل وجنتها:
مقاليش حاجة...بعدها طلعت رحت أوضة بيجاد صبّحت عليه وأخدت غيار ليا من شنطتي اللى عنده...
-يالهوي بيجاد شافك؟
فأماء ضاحكًا ثم أكمل:
وبعدين نزلت عشان آخد شاور فى حمام الدور الارضي عشان ما اصحكيش... وماما سناء ادتني بشكير وفوطة..
-يالهوي ماما شافتك!
فضحك وتهمكم:
اه وبعدين شفت بيبو وبوسي... يالهوي يالهوي بيبو وبوسي شافوني... استني استني انا اتصلت بڤيڤو وقولتلها اني عندك من امبارح... يالهوي ڤيڤو عرفت...
صاحت بكل خجلها من الوضع الغريب الذي لم تعرف أنه ممكن:
كـــــريم!
أمسك كفها وأدار باطنه تجاهه وموضعه على صدره جهة قلبه ونبس:
حلال كريم وروح قلبه؟

احمرت وجنتيها فابتسم برضا ولامس خديها، فتحمحمت وسألته:
هو بابا قالك إيه؟ زعلان مني؟ هيخاصمني اني عملت كدة؟

ابتسم وقرص وجنيها برفق ثم داعب أطراف خصلات شعرها بين أصابعه ونبس يهون عليها:
بابا صلى الضحى معايا جماعة... وده عشان بابا أصلاً عارف من امبارح إني هنا... في إيه بقا مكبرة المواضيع ليه يا قلبي؟

تبلمت تعابيرها وتجمد وجهها ونطقت:
بابا عارف؟.. انت عايز تقولى انه...

فأماء لها بالايجاب ثم التفت بجسده واستلقى ورأسه على حجرها وقال بهمس:
ايوة كلهم عارفين من امبارح... فمتخافيش ولو قلقانة وعايزة تتاكدي من فتوى أجيبلك او اخدك على هناك عادي..

شردت لثوان، هي تثق به للدرجة التى تجعلها توقن إنه لن يقدم علي فعل هذا بها، نكز أنفها لتنظر لوجهها فوق ساقها وسألها:
ها... هنسمي العيال ايه؟
ابتسمت لرؤيته بهذا القرب ومدت أصابعها لشعره تداعبه وتصنع ضفائر قصيرة ثم تحمست عيونها ولمعت ثم نبست وهي ترفع سبابتها :
هسميهم ألارا وألتان وأنجين..
فرك عيونه ودعك أذنيه ثم تكلم:
هو أنا لسة نايم ولا إيه... بتقولى مين لا مؤاخذة؟
-ألارا وألتان وأنجين
فضيق عيونه وسالها:.
مرارة وقلطان وموتور ازاي يعني؟
-إيه يا كريم؟.. مرارة إيه؟ ألارا وألتان وأنجين..
--ايوة مين فيهم البنت وفين الولاد...دي لعنة دي مش اسماء صح؟
ضحكت ثم بدأت تفسر:
ألارا يعنى جنية فى المية
-جنية آه...زي النداهة كدة مهى بتطلع من الترع؟... طب والقليطة ده؟
--ألتـــــــــــــان ألتان يعنى الفجر الدهبي
-أنا راضي ضميرك والله.. إنتى عمرك شفتي فجر دهبي؟
-تنهدت ثم أكملت-.أنجين..
-لا دي بقا سهلة... engine يعنى موتور مش كدة؟
--أنجين يعني العميق يا كريم بتتريق عليا.
-طب بالله عليكي أنا اسمى عيلي عميق ليه؟ ايه اللى هيعمله لما يبقى عميق؟ وبعدين ايه اللغة المدوحسة دي
--دي تركي!
تقززت ملامحه وانتفض ليجلس متكلمًا:
يمين بعظيم ما هيدخل بيتي أي حاجة تركي تاني أبداً... أنا هسمعي عيالى اسماء مصرية اصيلة..
-يا سلام... إيه هي بقا الأسماء اللى أحلى من اللى عندي

تكلمت برفق تسحبه من كتفيه ليريح راسه على حجرها مجددا، فرفع يده الى وجهها المنحني اليه من الأعلى ثم نكز انفها ونبس بكبرياء:
مثلًا مصباح ومشكاح وريّاح
امتعض وجهها فاستدرك:
إيه وحشين؟..
-ريّاح ده اللى هو ترعة! وزعلان من الفجر الذهبي!
ضحك ثم نكز وجنتها وتكلم:
مهو عشان يليق مع النداهة بتاعتك...-ضحك ثم مازحها- طيب إيه رأيك في عطية ونفيسة وحنفي؟
قبضت يدها على شعره وصرخت من بين ضحكات قلة الحيلة:
يختـــــــــــاي على برودك
فابتسم وسحب كفها يقبل باطنه ثم تنهد وهمس:
طب إيه رأيك في فُرات وريّان وسلسبيل؟
ضيقت عيونها وشردت لثانية تفكر فى الاسماء ثم سألته:
ريّان ده اسم باب الصائمين، وسلسبيل ده اسم عين فى الجنة، وفُرات عشان من أنهار الجنة؟..-فغر فاهها وتوسعت عيونها عندما أماء- معقولة؟
همهم وتكلم:
آه... أنا وانتي كنا عطشانين طول السنين اللى وربك سقانا..

دمعت عيونها وانخفضت تحاول الوصول لجبهته لكن بطنها حالت دون ذلك، فضحك ورفع نفسه لتقبّل جبهته كما أرادت وعندما اقتربت تحرك سريعًا ولثمها بسرعة، فابتسمت بدفء دون الخجل وكوبت كفها على خديه ونبست:
الحمد لله إنه روانا.. الحمد لله....

تمت..
꧁ماذا لو، يومًا ما꧂
.. إيما قنديل..
10/3/2024
.
.
.
.

انتهت الان رحلتنا الاستثنائية مع الثنائي «الثور والمتخلفة»، ونرجع نستأنف رحلتهم الأصلية في شظايا ثمينة بشخصياتهم اللطيفة« كيم ورِقة»،«شيفنا والسِت» أملا ألا يكون هناك ما ضاع مني سرده أو حواره..

مستنية آراءكم وريڤيوهاتكم هنا وفيسبوك

مستنية كمان أكتر الحاجات اللى حبيتوها

أكتر المشاهد إللي أثرت فيكم..

Seguir leyendo

También te gustarán

465K 14.3K 32
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
674K 23.3K 42
"الرواية هتتعدل سرد وحوار، لكن المضمون والفكرة هتبقى زي ما هي، دي أول رواية ليا فمكنتش بالقدر الكافي من الجمال، وفيها أخطاء إملائية كتير". رؤية الما...
952K 20.2K 36
حًيَآتٌيَ عٌبًآرهّ عٌنِ آوٌرآقُ مًنِتٌآثًرهّ آنِ عٌشُتٌ عٌمًريَ بًأکْمًلَهّ آحًآوٌلَ جّمًعٌ هّذِهّ آلَآوٌرآقُ لَنِ آسِتٌطِيَعٌ. . . الروايه بها كلام...
841K 24.8K 39
لقد كان بينهما إتفاق ، مجرد زواج على ورق و لهما حرية فعل ما يريدان ، و هو ما لم يتوانى في تنفيذه ، عاهرات متى أراد .. حفلات صاخبة ... سمعة سيئة و قلة...