꧁ماذا لو، يومًا ما꧂

By EmaKandeel

25K 2.1K 1.1K

نصيبك بيتغير ومش ثابت حتى لو انت قلت عليه مش بيتحرك، هيحصل ايه لو قلت آه وهتعمل ايه لو اتحطيت فى اختيار سابق... More

مش محتاج تقديم.. انت عارفهم
1-طالق!
2-إرحميني
3-اتفقنا ما نتفقش
4-آه.. ايه؟
6-غيوم النيكوتين
7-إعتبريه حصل..
8-إنت طلقتني..
9-سكينة
10-بالله عليكي ما تقوليله..
11-صاخ سليم..
12-راضاني على حرماني
13- لأ مرتاحتش..
14-صد / رد.. "مبروك" جـ1
برة النص
15-صد/رد جـ2
16-رد الصد..

5-استبينا على الآخر..

1K 106 88
By EmaKandeel

شارك النوڤيلا انها ليست خطيئة 😅
⭐التصويت مهم⭐

꧁ماذا لو، يومًا ما꧂

نفس اليوم مساءًا، وصل لمنزله وفتح الباب وهو يعلم ما ينتظره، صوت النحيب الذي أصبح متيقنًا أن أمه تفتعله عندما يقترب مجيئه أو عند استيقاظه، دلف وكالعادة اصطحب بيده زجاجة مياه معدنية، لقد أصبح حيلولة أمره يحضرها معه عند رجوعه من العمل، كما أن هناك واحدة أخرى يبقيها على الطريق بين غرفته وغرفة ڤيڤيان ليحملها معه يوقظه نحيبها ويذهب لمواساتها، اقترب منها مازحًا:
إزازتك أهي يا ست الكل... إشربي حبة واهدي..

شهقت بكاءها وكفكفت دموعها ونظرت له بلوم ثم تمتمت:
معادنا مع الست بعد بكرة... والله لو ما جيب قلبي وربي...

حاول ان يتكلم مميلاً جذعه إليها:
بس بس بس... إصبري ...

جحظت عيونها الباكية وقاطعته بحزم:
لا مصبرش.. أنا اتفقت معاهم... هنروح ونشوف البنت... الست أمها محترمة أوي وانا حبيت بنتها من كلامها عليها..

فتنهد وأشاح وجهه بحنق ثم نزل على ركبتيه أمامها وتكلم:
يا حبيبتى مينفعش كدة.. الأمر الواقع مينفعش فى الجواز... والله ولا ينفع فى أي حاجة تانية برضو... أنا عايز أقـ...

فقاطعته بندب ونواح تصفق كف على كف وتهز رأسها وولولت :
والله ما عيشالك... أنا هموت خلاص... آه يا قلبي... ليه كدة يا ابني!

انحنى يقبِّل كفيها بهدوء وحاول التكلم:
يا حبيبتى طب اسمعـ....
-لأ... مش هأجله... لازم تشوف العروسة.. أنا تعبت لحد ما لقيتها،  بنت هايلة
--شوفتيها؟
-لأ
--تعرفي اسمها؟
-لأ
--تعرفي درست ايه؟ بتشتغل ايه؟ 
-لأ
--اومال تعرفي إيه عنها؟
-امها ست كويسة!

نظر لوالدته باستسلام وجلس على الأرض أمامها يضحك بيأس ثم نبس:
يا حبيبة قلبي... أنا عايز أقولك إني...
-لأ... مفيش حاجة اسمها مش هتتجوز... هتشوفها بكرة.
-- يا ست الكل إفهميني طيب.. اديني فرصة أفهمك أنا...
-لأ بقالك 5 سنين بتقولها..
--يا حبيبتي 5 سنين إيه بس؟.. ده هما سنتين والله كنت بشتغل فيهم... بس اسمعيني...
-لأ.. أنت هتتجوز 
--ماشي موافق... -رافعا كفيه باستسلام-.

فسكتت وتصنمت وقبل ان تنطق ضحك وتكلم:
يعنى سكتي أهو!
-بجد؟  بالله عليك؟ إحلف.. هتيجي معايا تشوفها
--لأ

فانقلبت تعابيرها وبدأت تنوح مجدداً تبكي تربيتها وعمرها المهدور:.
إخص عليك وعلى تربيتك بتتريق على أمك.. إخص
-والله العظيم هتجوز بس مش من البنت دي... أنا اختارت واحدة تانية

ضيقت عينيها بتشكك وقرصت أذنه بغيظ:
أنت بتكدب؟... بتكدب على أمك؟.. لا أنت متعرفش بنات انا شفتك بتتعامل مع البنات ازاي... ده انت فيه منهم مشيتهم من جنبك مدمعين.. كلهم إلا... ولا بلاش..-سكنت ثم استدركت- انت بتكدب عليا ليه يا كريم... انت من وقت ما شربت السجاير وأنت بوظت خالص... انت مش ابني اللي ربيته...

تنهد ضاحكًا بقلة حيلة ووضع رأسه على حجرها وتكلم:  قسماً بالله فيه بنت وعايزها هي مش واحدة تانية... اسمعيني بقا...

راقبته لثوان ثم انفعلت وشدت أذنه بقوة تحرك يدها وصاحت:
يالهوي... لتكون واحدة ضحكت عليك... يالهوي يا ابني... أنا قلت أنت بتغيب برة كتير... إوعى تكون بتروح كاربيهات... هي السجاير السبب... مين البت دي... انطق.. وريهالي

بقى يضحك قرابة الدقيقة ثم تمتم:
انتى شوفتيها.. فاكرة البنت اللى شوفنـ...
-إوعي تكون البنت اللى خليتك نطيت من مكانك وبعدها سابتك واقف زي العبيط ومسلمتش عليك؟

رفع وجهه إليها بتعجب وتساؤل يتساقط من حوله ثم سأل:
مين دي؟ حصل إمتى الكلام ده؟

-يا ولاه على أمك برضو؟ ده أنت فطيت من مكانك أول ما دخلت علينا عشان تسلم عليها وهي يادوب بصتلك وجت قالتلي "مساء الخير يا طنط  أنا..." إيه؟  كان اسمها ايه!  اللهم صلي عليك يا حبيبي... كان..

ابتسم وهز رأسه ثم أكمل:
رقية... آه هي.. بس أنا مفطتش ولا نطيت يعني...

صفعت جبتهه وتكلمت:
إسكت إسكت.. إنت قومت من مكانك ولا كأنها الملكة رقية بجلالة قدرها وانت ابن الجنايني اللى مش طايل..
--والله أبداً ده من المفاجأة بس... مكنتش اعرف انها بنت عم سيد.. لكن مفيش حاجة يعني.

باغتته بمكر تضيق عينيها وتقرص خده هذه المرة نابسة:
ولما هو مفيش حاجة يا قلب أمك عايز تتجوزها ليه؟

عندها أدرك أنه بالتأكيد كلمة أخرى وسيخسر كل شيء فقرر أن يدع والدته وما تظنه،  ففي كل الحالات هذا جيد لمصلحته فى تلك الزيجة، فنطق:
مش اللى في بالك بس بحترمها وشايفها مناسبة...بس إيه حكايتك انتى يا ڤيڤو...ليه عاملة حما كدة؟

حركت كتفيها ووجها ونفت فى لحظتها:
لا والله ولا حما ولا حُمّى...ده أنا حتى سألتك عليها فى يومها وأنت رفضت.. وقلت هي مبتفكرش عشان زيك معقدة..

فصدحت ضحكته الخشنة سريعًا ثم نطق:
معقدة زيي... مقبولة يا ست الكل... آدي العقد اتحلت وعايز اتقدملها فإيه رأيك نروح لهم آخر الاسبوع ده

تمعنت تعابيره للحظات ثم سألته:
كريم أنت كنت مستنيها تغير رأيها!  يا عيني يا ابني كل ده مستنيها؟

مط شفتيه بقلة حيلة واستسلام من محاولات أمه لجعله يبدو كعاشق ميئوس منه ونطق:
مالك يا امي بس في ايه؟.. انا لا كنت مستنيها ولا حاجة... البنت بتشتغل قدامي بقالها فترة وشفتها فى كل احوالها تقريبا وابوها راجل محترم جدا وانتي شوفتيه ده غير انه صاحب حبيب القلب يا ڤيڤو...

تبسم وجهها الجميل رغم عمرها الكبير وتمتمت:
الف رحمة ونور عليك يا برهان.. عندك حق الراجل كويس والبنت عجبتنى لما سابتك وجت سلمت عليا أنا..

ضحكت بدفء فابتسم ثم تبدلت ملامحها وصاحت:
طب والبنت وأمها اللـ...

--يا أمي بقولك عايزها...تقوليلي واحدة متعرفيش حتى أسمها...طب والله العظيم انا شاكك إنك متعرفيش أسم أمها كمان..

تحمحمت وتجنبت النظرات معه ثم تمتمت:
مهو أنا قابلتها وأخدت رقم تليفونها... وطول المكالمات بقولها يا حبيبتي...فمحتاجتش أعرفه...بس قولت هعرفه مع الوقت.. أصل الست كانت بتشترى بالطو وذوقها كان حلو أوي

فرك جبينه ضاحكًا بينما يتمتم:
آه يا ڤيڤو آه...باير انا بتجيبيلى العرايس من المول؟... المهم قوليلي بقا .. قولتي إيه على رقية؟
--فاضيين بكرة؟

وضع يده على وجهه باحراج وتمتم:
يا أمي غلّيني شوية يا أمي!.. مش معقول ماشية بتدللى عليا فى المول والنادي وعند الدكتور وفى البيوتي سنتر... فين التقل؟  يقولوا ابنك ماله... معيوب؟

انكسر قلبها عندما قالها وتذكرت مشكلته فصاحت به:
ما عاش ولا كان اللى يقول... ابني راجل ملو هدومه والف مين يتمنوه..

ابتسم عندما قرأ ملامحها وتكلم:
هي عارفة باللى عندي وموافقة على فكرة..

سكن جسدها وتثبتت عينيها على تعابير وجهه المرتاحة التي لم ترها منذ زمن ثم نبست:
خلاص يا قلب أمك... حدد معاهم ميعاد وليك عليا أغلى شبكة عشانها.. بس خلى بالك... هتخطبها سنة كدة تدرسوا بعض... آه مش عايزة استعجال..

ضيق عينيه ثم نطق متسرعًا:
مش عايزة إيه؟... اومال مين اللى مستعجل؟  أمي؟... -رفع كفاه بينما صفعت هى رأسه- آسف آسف آسف -تحمحم حرجاً-.. على العموم مش مشكلة سنة ولا يهمك..

صمتت للحظة ثم سألته تترقب الإجابة:
كريم... هي حلوة كدة ومركزها حلو؟

نبس بهدوء وابتسامته مليء وجهه:
عاقلة ولسانها عايز قطعه..

ابتسمت ثم ردت:
كدة اتطمنت …
-اشمعنا؟-مميلًا وجهه بتعجب-.
--أصلك لو عجباك عشان حلوة يبقى أخاف؛ عشان هتكبر وجمالها هيروح، ولو عجباك عشان المركز أقلق لأنه ممكن ينزل، لكن العقل بيفضل موجود،  اللسان الطويل ده معناه إنها بترد عليك وبتردك لو غلطت وده أنت محتاجله...  لأن أنت يا ابني زي التور لما بتعاند..

وضع كفيه على وجهه يفركه بنفاذ صبر:
يا أمي يا حبيبتي يا ست الكل انتى لاقياني فى كيس شيبسي؟ 
-يا حبيبي أنا عارفاك كويس...إنت زي التور وأكتر شوية لولا ربك بيسترها عليك... يلا قوم بقا كلمها عشان تأكد عليها..

أومأ ثم قبّل كفيها ونهض ليذهب لغرفته وعندما دلف من الباب وهو ينظر للهاتف بارتباك:
أكلمها على إيه!.. أنا معييش رقمها!

صمت لثوان وفتح صفحة شركتها وكتب ممازحًا:
{مساء الخير يا زوجتى المستقبلية، أنا فاتحت والدتي والست فرحت لدرجة إنها عايزة تتبرع بيا في صندوق وتيجي تحطني على باب بيتكم، ودلوقتى المفروض إني هقابل والدك بكرة بس برضو ممعاييش رقمه فهضطر أطب عليه فجأة...
*ملحوظة أنا اكتشفت أنى مش معايا رقمك فمعرفتش أكلمك على أيه غير ميل الشغل، فلو حد تاني قراها ياريت يبعتلى رقمها لو سمحتم! وبعد كدة يعمل نفسه مشافش حاجة..}

قرأتها وابتسمت بسماجة ثم تمتمت:
شامة ريحة سماجتك وسجايرك فى كل حرف والله..

ثم أرسلت له الرد برقم واحد فقط كتبت بجواره:
رقم بابا..  *********01

قرأها ثم ارتسمت على ثغره ابتسامة ماكرة وهمس:
لا.. عال.. كدة اتطمنت..

كانت طرقهم فى اختبار بعضهم البعض غريبة وعجيبة،  وكأن كل منهما يحاول أن يتأكد أن الطرف الآخر لن يكون عبئاً ثقيلاً عليه وكأن كل منهم يحاول أن يجعل الآخر يقسم بأغلظ الأيْمان أنه لن يطالب بمشاعر أو مسؤوليات غير التفاهم والنضج والثقة، ليست علاقة جافة لكنها علاقة من مستوى رفيع خاص، ربما مشاعرهم مقفل عليها الآن لكن إلى متى سيدوم القفل والسلسال؟ إلى متى سيظل العناد متجصصًا هل سيلين أم يقسو أكثر...

꧁ماذا لو، يومًا ما꧂

اليوم التالى فى المساء فى غرفة نوم والديها كانت أصوات مناقشتهم يتعالى، لم تكن غرفة رقية بالبعيدة عنهم لتجهل ما كانوا يتناقشون فيه، بل على العكس كانت قريبة للغاية حتى لتسمع بداية المناقشة قبل احتدامها، ظلت تتابع عن بعد وعندما علمت أن الأمر سيتطور لما هو أسوأ،  فاتخذت قرارها وخرجت من غرفتها ثم طرقت بابهم.

أذِنوا لها أن تدخل في حين بدأو التصرف بطريقة مرتبكة فى محاولة عدم إيضاح أنهم على غير وفاق، تنهدت برفق ثم تكلمت بأدب:
أنا سمعت كل حاجة من الأوضة... و...

قاطعتها والدتها بحزم:
أياً كان اللى سمعتيه ده مش كلام تشتركي فيه.. لما نحدد أنا وبابا هنبقى نعرفك...

ابتسمت رقية ونبست:
مش هينفع يا أمي... المرة دي أنا اللى لازم اتكلم...

انفعلت والدتها واحتدت:
لا.. كلامك عارفينه كلنا... مش هيختلف عن كل مرة وملوش أي لازمة هنا.. رفضك ملوش أي لازمة..

طأطأت رأسها ونبست بتوتر بالغ:
حتى لو رفضي ملوش لازمة لكن على الأقل تسيبوني أختار!

نهضت والدتها بغيظ تصيح:
ولا كلمة.. انتـ..

قاطعتها يد زوجها تمسك بساعدها قبل ان يتكلم:
استني يا سناء... سيبيها تكمل..

التفتت له بقلة حيلة وقلة صبر تتحدث بغيظ:
يا سيد هتعمل زي كل مرة،  حتى لو قابلت العريسين هتطفشهم... انا عارفاها..

حاول بإشارات بوجهه ان ينحيها عما يجوة بخاطىها ثم نطق:
استني بس يا سناء فيه حاجة متغيرة هنا... اتكلمي يا رقية

خفضت رقية عينيها بحرج؛ فتلك أول محادثة مع والديها منذ خلافها مع كليهما، والأصعب إنها ستتكلم فى أمر جديد تماماً عليها تحمحمت وحاولت أن تبدو حكيمة قدر المستطاع:
أنا عارفة إن فيه عريسين.. وعارفة إن كل واحد منكم عايزني أشوف العريس اللى جاله... بس يا ماما العريس اللى إنتي جايباه أنا معرفهوش ولا شفته..

ثم صمتت بينما تشعر وكأنها تريد الاختباء وأصبحت تتجنب أن ترفع أنظارها لكليهما، لم ترى نظرة أمها المندهشة والتفاتتها المشدوهة تجاه والدها الذي ابتسم وأماء لزوجته إيماءة خفية أنه كان محق وأن هناك شيء مختلف،  فاقترب وجلس بجوارها وسألها:
يعنى إنتي كنتي عارفة إن كريم جاى يقابلني؟

فأومأت بصمت فتكلمت والدتها:
طب والميعاد..

بدون عن تحيد عيناه عن صغيرته التى أرعبته فكرة أن تغدو وحيدة لباقى العمر والتي تغيرت أفكارها المرعبة أخيراً لوح بيده لزوجته وتكلم وكأن فرحته لا تساع صدره ونطق:
إبقى اعتذري يا سناء، يعني هى أول مرة... خلينا نركز فى اللي بيحصل هنا ده... رقية يا بنتي إنتى موافقة على كريم؟

فأومأت رقية مجدداً فضحك بينما اقتربت والدتها بفرحة تغطيها وتكلمت:
إنتى بتتكلمى بجد؟ يعني إنتى هتقابليه؟
-يا سناء بتقولك موافقة تتجوزه بتسأليها هتقابله ولا لأ!...

ربت على كتف ابنته ثم تكلم بلين يخالطه السعادة:
على خيرة الله... أنا قلتله هرد عليه بكرة ونحدد ميعاد يجي مع والدته.. إيه رأيكم يجوا الخميس؟

ابتسمت والدتها ثم جلست بجوارها من الجهة الأخرى وتكلمت تغيظها:
معاه واسطة بقا هيدخل البيت عادي من أول مرة.. يا بخته أمه دعياله... ألا قوليلي هو كويس بقا؟

فتكلم السيد بحماس:
الولد مؤدب، عنده شغل خاص بيه وما شاء الله ناجح وبار بأمه هو وحيدها.. وعرفت منه إنه مطلق بقاله سنتين
-مقالكش طلق ليه يا سيد؟

فتدخلت رقية سريعاً تزيل أي أسباب للرفض مهما كانت:
عادي اختلفوا يا ماما... لكن هو كويس ومحترم

رفعت سناء حاجبيه ونظرت لها بابتسامة ماكرة ثم ردت:
لا والله!.. شوفت يا سيد... دي بترد هي وبتدافع عنه
-شوفت يا سناء شوفت.. هو كريم كويس و ابوه الله يرحمه كان راجل محترم بس ميعيبوش غير حاجة واحدة بس...

انتفضت رقية وتكلمت بتوتر بينما بنيتاها متسعتان على وسعهما بذعر :
إيه؟  إيه العيب؟

ضحك والدها ثم نبس:
الكحكة اللى عاملها على طول دي.. مش طبيعي اقعد جنب راجل لامملى شعره فوق دماغه كدة

مطت رقية شفتيها نبست باندفاع:
لا فى دي عندك حق... والاسوء مشفتهوش وهو مفكوك أجارك الله يا بابا بيبقى شبه الزعافة

قطب والدها حاجبيه وسألها:
وانتي شفتيه مفكوك فين بقا..

توترت تعابيرها وجف حلقها قبل ان ترد فقاطعهم دخول بيجاد ناظرًا لوجه رقية متكلما بحنق:
شافته فى فتح الله  لما ضربته بالجزمة... أنا مش موافق الواد ده لا محترم ولا مؤدب
-بي بي عيب... متتكلمش كدة.. اسكت

فتكلم والدهم يوقف احتدادهم قبل أن يبدأ:
إستنى إستنى أنت وهي واحكولي إيه اللى حصل..

تحت أنظار الأم المندهشة تكلم بيجاد:
عاكسها في فتح الله السنة اللى فاتت وضربته بالحزمة ولسن عليها بكلام وحش أوي

-يا بابا مش ده اللى حصل....-استدارت لبيجاد تشير شفتيها هامسة بتوتر- أســـــــــكــــــــــت!

--لا حصل أنا شوفت وسمعته وانا كمان ضربـ...

ثم لملم كلماته قبل أن تدينهم فتكلمت رقية:
ما تكمل.. سكت ليه يا تحفة!... بص يا بابا كان سوء فهم قبل ما اشتغل معاه فكرته بيعاكسني وبصراحة...

صمتت فتكلم والدها:
إوعي تكوني لميتي إخواتك وبهدلتوه
نكست رقية رأسها ثم تمتمت:
ما هو الموضوع ده اتحل يا بابا..
قاطعهم بيجاد:
لا ماتحلش الواد ده كان بيعطلها شغلها بتاع الحفلة وجاب ناس بوظولها الديكور
انفعلت هي:
مهو أنا اللى بدأت وخدشتله عربيته
صاح والدهم:
بــــــــــس... انتو الاتنين...-ثم التفت لها بحدة ونبس- إنتى اللى كنتي كاحتاله الجنب الشمال كله؟... إنتى عارفة العربية اتصلحت ازاي؟
فردت رقية باختناق:
ما أنا دفعتله تمن التصليح بقا أعمل إيه تاني؟
تدخل بيجاد بخبث:
شوفت يعنى بياخد منها فلوس... أنا مش موافق عليه..هيشغلها ويقعد هو يربي فى كرش ويطول فى شعره....
فسألت أمهم:
إيه ده هو بكرش؟
نبست رقية:
مش كرش بمعنى كرش يا ماما يا دوب حاجة بسيطة اوي متتشافش
نطق بيجاد يهول الأمور أكثر بصوت درامي:
لا بكرش وبيدخن يا ماما..بيشرب سجاير كأنه جكمان عربية خربان
صاحت أمها:
يالهوي كمان بيشرب سجاير؟.. لأ مينفعـ..
فقاطعهم صياحها الأخير:
أنا عــايــــــــزاه..

سكت الجميع ناظرين إليها وعندها استقام والدها يضحك قائلاً:
خلاص الكلمة الأخيرة للعروسة... هكلمه دلوقتى وأبلغه بالميعاد

فتكلمت رقية:
لأ كلمه بكرة عشان ميقولش إننا مدلوقين يا بابا

ابتسم والدها وربت على شعرها قبل جبينها وكأنه يعتذر عما فعله سابقًا ثم نبس:
من عينيا يا روح بابا

فجحظت عينا بيجاد ثم قبض كفه وأشار بإبهامه على رقبته خلسة لكى تراه رقية وحدها وتمتم:
الله يرحمه..

ثم ركض غاضبًا خارج الغرفة ليعد له المكائد بينما عادت رقية بعد الكثير والكثير من العناق والقبلات من والديها،  وخاصة والدها الذي كانت عيونه تخبرها أكثر من اي شخص بما يخاطر ضميره.

꧁ماذا لو، يومًا ما꧂

في يوم المقابلة العائلية، في منزله وقف أمام خزانته كشخص غريب يمرر عينيه بين الملابس بارتباك لا يعلم ما يمكنه أن يرتديه حقًا، مد يده عشوائيًا وأخرج سروالاً من "الجينز" الأزرق وفوقه كنزة رياضية ذات لون بنفسجي كحيل، ارتداهم ثم توجه للمرآه وفك شعره وبدأ بتمشيطه وهنا تذكر كلماتها الساخرة من شعره فى المحل التجاري قبل عام فصرّ على أسنانه بابتسامة شرسة وكاد ألا يربطه ويتركه مشعثًا عناداً فقط، في اللحظة التي طرقت والدته باب الغرفة وبدأت فى فتحه نظر لها فى انعكاس المرآة فكانت ترتدي زي من قطعتين متماشيتين من اللون الطوبي وبعض الاكسسوارات البسيطة والانيقة، بمجرد أن وقعت عينيها عليه حتى صاحت:
إيه اللى انت لابسه ده يا ابني؟

نظر لملابسه ونبس:
إيه يا ڤيڤو...ماله اللبس؟
-ماله؟ هو انت رايح تصلحلهم الدِش يا كريم؟ومالك يا حبيبي بس

حك شعره بارتباك ثم تكلم:
مهو مش دي زيارة ودية كدة وبعدين هنحدد؟
-بعدين؟ إيه يا حبيبي إنت اتهبلت على كبر؟.. اقعد كدة الله يهديك والبس اللى هطلعهولك..

بتعابير متوترة وصوت غير متجانس رد:
طب اقعدي إنتي وشاوريلى طيب..

تنهدت ثم مشت بخطوات بطيئة حتى فراشه وجلست ثم بدأت تتكلم:
طلع البنطلون الكحلى القماش..
-حاضر
--طلع القميص اللبني المقلم ده
-ماشي
--هات الجاكيت الرمادي الفاتح ده
-جاكيــت! ليه يا أمي هو أنا هقدم فى بنك... ده مشوار خفافي كدة!
--لا يا حمار إنت رايح تتقدم لعروسة.. الخفافي ده مخك..
-مش بالجاكيت والله يا ست الكل... أنا بتحر
--طلّع الجاكيت يا كريم إحنا لسه مصيفناش..يلا اتحرك عشان منتعطلش... ولاه إوعي تكون رجعت فى كلامك!

تصنم مكانه ورد بتوتر بينما يدفن وجهه فى الخرانة:
إيه؟ لا لا لأ..

سكتت لثانية ثم نادته:
تعالي يا حبيبي أقعد جنبي..

التفت ومشى تجاهها بخطوات متأنية ثم جلس أمامها على الأرض وضعت كفها على رأسه وتمتمت ببعض الآيات والأذكار ثم سألته:
إنت خايف؟

تفادي النظر لوجهها ولم يرد فتكلمت:
عشان كدة يا حبيبي قلتلك تاخد فترة خطوبة.. أنا ايوة عايزة أفرح بيك لكن مش هورطك تاني أبداً، يا ابني أنا غلطت فى حقك مرة ولو البنت دي حسيتها متنفعش أو حسيتها مش كويسة مش هجبرك عليها ولا هتعمل حاجة غصب عنك... متخافش يا ضنايا أمك معاك على طول..

لم يتمالك نفسه فرمي رأسه فى حجرها وسالت دموعه في صمت ويدها تهدهد وتمسد شعره برفق حتى هدأت سريرته بعد بضع دقائق بلا كلمات من كليهما، وعندما هدأ سألها:
هو لازم الجاكيت يعني يا ڤيڤو؟

فضحكت وشدت شعره المربوط وتمتمت:
آه لازم يا غلباوي... ولازم نشيل الفروة دي..
-لا كله إلا شعري... أومال هستفزها بإيه؟
--قولتلى بقا...هو أنت بتربيه عشانها؟
-والله أبداً، أنا بس بكسل..
--طب يلا قوم البس عشان منتأخرش..

استقام مبتسمًا وبدأ بارتداء الملابس التى اختارتها له أمه  وخرجا من المنزل قبل ميعادهم بأكثر من ساعة، قبل أن يتجه للعنوان المدون نبست والدته:
روح على محل مراد الجواهرجي
-إيه ده ليه؟
--يا ابني إنت بجد سيبت ذوقك فين؟ هو إنت مش رايح تقرا فاتحة؟
-ايوة فين المشكلة ومال مراد دلوقتى... مراد ده فى الفرح إن شاء الله
-- أنت بخيل يالاه؟...
-أنا يا ڤيڤو... لا إخص عليكي... لا زعلتيني..

فرفعت عكازها ونكزت جانب رأسه برفق ثم تكلمت بمزاح:
يلا اتحرك روح على المحل هيبقى شكلك زي الزفت لو رحت وايدك فاضية... يلا اتحرك..

وبالفعل كانت أولى محطاته هو محل "الجواهرجي"، واختارت ڤيڤيان طبقًا لذوقها الأنيق خاتم ذهبي رقيق فصوصه الناعمة الصغيرة من الالماس الابيض متناثرة حول فص كبير الياقوت وردي اللون  وكأنه خاتم تمرد على أميرته وخرج من كتب حكايات عالم الأساطير لتختاره ڤيڤيان من أجل عروس ابنها، ركبا السيارة وعندما دلفوا لشارع منزل عائلة رقية سألته ڤيڤيان:
هو فين؟
-البيت بعد الإمة الجاية يمين في شمال!
--نعم؟
-ايه؟.. أبوها مديني العنوان كدة
--إنت هتروح كدة؟

التفت كريم لوجه أمه وتكلم بسخرية يخالطها المزاح:
أومال هروح ازاي؟ انزل ازحف على بطني ولا اجيب نعامة اركبها؟

أمالت أمه وجهها إليه بذعر وصاحت:
كريم هتدخل بايدك فاضية؟ 
-هو احنا مش جيبنا خاتم.. هو فيه حاجة بتتجاب تاني؟
--أنت بخيل يالاه.. أنا قلبي كان حاسس... إنت رايح تعرني..روحني يا ابني قبل ما اتفضح في آخر أيامي

ضربته بالعكاز مجدداً فضحك حتى انحنى ثم التفت لها وتكلم:
يا حبيبتي أنا والله ما أعرف بيعملوا إيه فى الوقت اللى زي ده... يا أمى دي أول مرة ليا... فبراحة عليا وفهميني..

عندها أدركت كم هو متعوس بائس قليل الحظ، زيجته الأولى لم يخترها ولم يختر أي شيء بها ولم يمر بما يمر بيه الخُطَّاب، حتى خطوبته لا اتفق أو اختلف على شيء؛ بل كان مجبر تحت وطأة بِره بها فأصبحت موافقته على ما تقوله حتى لا تغضب عليه أمر واقع، وعندها ابتسمت بمرارة ونبست بحنان تحاول ابتلاع الألم الذي أغض قلبها:
يا حبيبي محتاجين نجيب للعروسة بوكيه ورد ونجيب جاتو... صحيح إنت قلت لها اخوات صغيرين صح؟

فهز رأسه وتكلم:.
اه عندها جوز كتاكيت صغيرين وحلوف كبير..مالهم دول كمان هجيبلهم كسوة السنة ولا إيه؟
-أنت بخيل يالاه؟..

فالتفت من فوره مشدوها وتفوه:
لا بجد هنشتريلهم هدوم؟

فضربت رأسه مجدداً بالعكاز وتكلمت بين شق الضحكات:
يا اهبل... هتجيبلهم شوية حلويات بس.. عشان يحبوا دخلتك عليهم
-طب كويس الكتاكيت دول بيحبوا الشوكولاته... والحلوف ده هجيبله توكسافين عشان نخلص..

ضحكت ثم تكلمت:.
بيغير عليها منك؟
-لا هو حلوف فى نفسه كدة... وبيغير عليها آه..

ضحكت ثم استرسلت بصوت هاديء حكيم:
طيب خلى بالك ان ده اللى المفروض تصاحبه
-انا اصاحب العيل ده؟  ليه! هَزُلت!..

لامست ساعده لتحصل على انتباهه وبدأت بتوصيته:
مهو الصغير ده اللى إنت مستعيله،  هو اللى هيفكرك بتواريخ المناسبات وهو اللى هيصالحكم لو اختلفتوا وهو اللى هينزل ويطلع معاكم طول فترة الخطوبة، ولو كسبت عداوته أعرف إنك كسبت عداوة البيت كله... عشان المللي الغلط اللى هتعمله قدامه هو هيوصله 200 متر كوارث لحماك وحماتك... فهمت يا قلب أمك؟

نظر لها بأعين متفاجئة ثم هز رأسه متفهما الوصية السرية الماكرة، وبعد دقائق عن زاوية في محل مبهج تباع فيه زهور الربيع الذي حل عليهم طلبت ڤيڤيان باقة زهور حمراء فاقترب منها هامساً:
يا حبيبتي مش شايفة ان الأحمر ده مبالغ شوية

التفتت له عنوة فتكلم قبل أن تنطق هي:
أيوة أنا بخيل، هخليه يخففلى اللون للبمبي عشان أنا عندي بخل فى اللون الأحمر...تمام كدة يا ڤيڤو؟

ابتسمت بمرح واومأت ثم نادت على منسق الزهور:
عايزة البوكيه توليب روز وابيض وفى التغليف حط تولّ.. ده بوكيه عروسة ها؟.. عايزاه يكون شيك ورقيق ويفرحها.. ماشي؟

أومأ الفتى وبعد غياب لفترة يسيرة عاد ومعه باقة زهور كبيرة من لون وردي ملفوفة بورق بلون أنيق وردي بلون الرومانسية المفقودة هنا، وحولها بعض القماش الشفاف المنفوش من الأبيض يجعل من يراه يشعر بأناقته ورقته ، اقترب كريم وحمل الباقة بين يداه ثم عاد ووالدته لآخر محطاتهم وبعدها لمنزل العروس المنتظرة.

لقد كان متيقن أن فاتحة الكتاب والاتفاق على كل الزواج سيحدثان في تلك الليلة، كان جانب منه متفاءل ويشعر بالراحة وجانب آخر خَلق بداخله مصغرات من كريم يركضون هلعاً بداخل صدره صارخين ذعراً، وعلى الرغم من ارتعابه إلا أنه وثِق باختياره.

على الجانب الآخر في غرفتها استعدت بثوب رقيق كما لون السماء يناسب جسدها الأنثوي المعتدل ووضعت مساحيق تجميل بسيطة وحجاب أبيض ناصع، انتهت مبكراً قليلاً وجلست على طرف فراشها تفكر في كل ما حدث سابقًا وتأمل أن القادم سيكون فرجًا لها من الضيق الذي عاشته سابقًا، هل يمكنها أن تثق به؟ هي لا تعرفه بصورة كاملة، كما أن إنفعالاته المتفجرة أحيانا تقلقها، لكن سرعان ما تذكرت الطريقة الناضجة التى طرح بها حلول مشاكلهما، إن كان لديه مثل هذا الهدوء فى حل مشكلتهم، فلربما لديه من الحكمة ما يجعل تشاركها معه الحياة أمر يسير ومريح،  لذا قررت التفاؤل.

فجأة وبين شرودها ضُرِب باب حجرتها وفُتِح على اتساعه ودلف بيجاد منه وكأنه أمين شرطة مصغر الحجم، أمسك ذراعها بقوة ثم ضيق عينه:
الواد ده مهددك بحاجة؟

امسكت كفه بملامح لم تستفق من المفاجأة ونبست:
ايه؟.. مالك يا ابني!
--مالى ازاي؟ انتى وعدتيني هتفضلي معايا.. ووعدتيني انه محدش هيسرقك تاني...

سحبت يده وعانقته بينما عيونها دامعة ثم تمتمت:
يا حبيبي هو مش راجل وحش وبعدين لو اتجوزته انا مش هبعد عنكم.. مش هبعد عنك ومش هسافر تاني.. فاهمني؟

دفعها بغضب وصاح باكياً:
أنا هوريه الحيوان ده... هو لحق يضحك عليكي.. انا هوريه..

انهي بيجاد صراخه وفي داخله صراع بين جانبه الطفولي ذا الثلاثة عشر ربيعا وبين شخصيته الناضجة نوعًا ما على سنه وركض خارجًا، فى حين انها بقت فى غرفتها تمسح آثار تأثرها بكلمات الفتى الغض الذي حين ينفعل يقول كلمات تبدو من قاموسه الخاص لكنها تلامس فؤادها بلا حواجز.

لم يمر الكثير حتى أعلن جرس الباب عن الزائرين، نزلت وقلبها تكاد تشعر به فى حلقها فى حين خرج والدها لاستقبالهم من الباب الرئيسي بينما بقيت هي مع والدتها وإخوانها عند مدخل المنزل نفسه، خطوات قليلة وسمعت صوت تسامر والدها يخالط صوته، تقدمت والدتها لاستقبالهم وعندما نظرت المرأتين لبعضهما لثوان وبدأتا بالضحك نظرت سناء تجاه كريم ثم نظرت تجاه ڤيڤيان مجدداً ونبست:
لا ماتقوليش..

تعانقت كلتاهما وكأن فريقهما الوطنى قد ربح بطولة كأس العالم بينما يراقبهم الجميع وقد فطنوا ما كان يدور، تبادل كريم ورقية النظرات وبعض الابتسامات ثم اقترب منها وأعطاها باقة الزهور هامسًا:
ماما ذوقها حلو فى البالطو مش كدة؟ -ضحكت فاكمل همسه- لأ دي شكلها ألف مبروك جداً يعنى..

عندها تدخل بيجاد ودفعه بعيدًا عن رقية متكلما بصيغة تحذير:
ابعد عنها يا نجم..

ثم ركل ساقه بقوة فنظر كريم تجاه ابويها وأمه فوجدهم مشغولين فى سرد الصدف التى جمعتهم، فأعاد وجهه بابتسامة شرسة تجاه بيجاد ونقر جبهته نابسًا:
اتلهي يا حلوف..
-حلوف في عينك... أنا مش موافق على الجوازة دي..
--طيب يا حبيبي.. روح العب فى الجنينة يا بابا

حاولت رقية سحبه من أمام كريم فى الوقت الذي يحاول بيجاد فيه بكل طاقته أن يركل ساقه مجدداً، مرت الأمسية هينة لينة ولطيفة ابتسامات وفرح فى أعين الجميع بينما هناك نظرات لطف تتنامى بينهما تبعث الراحة فى نفس كل منهما للآخر، اتفقوا على كل شيء وكان الأمر يسيرًا حتى أتى الاتفاق على مدة الخطبة فتكلم كريم:
بص يا عمي أنا شاريها، لو هي عايزة خطوبة طويلة أنا معاها ولو عايزة خطوبة سريعة وبعدين كتب كتاب برضو أنا معاها

فتكلمت والدتها تسأله:
الفرح هتعملوه فين؟

تحمحم كريم:
أنا مش هكدب عليكم أنا مش بحب أفراح القاعات والرقص والكلام ده فلو..

فأكملت رقية عنه لترفع الحرج وتوضح وجهة نظرها:
لو نعمل كتب الكتاب فى قاعة بسيطة أو فى مكان OpenArea هيكون لطيف أوي..

ارتسمت ابتسامة على ثغر ڤيڤيان ثم نكزت أبنها فاحمر وجهه من حماس والدته ، فى نفس اللحظة تكلم والدها:
يعنى ده اللى إنتى عايزاه يا رقية؟

أومأت فابتسم ونظر لزوجته التى ابتسمت بدورها، أعاد بصره لكريم وأمه ثم نبس:
طيب على خيرة الله،  الفرح هيبقى بعد 6 شهور من دلوقتي... كويس كدة؟

لم يعارضه أحد إلا بيجاد الذي كبلته والدته بذراع وكممت فمه بالذراع الأخرى ليحل السلام على البشرية بصمته، مرت الليلة وانتهت وانتهى خاتمه فى يدها،  وبعد أسبوع من ذلك الخميس أقيم حفل خطبة صغير تبادلا فيه الخواتم والعهود بحياة قادمة أهون على قلوبهما التي تجرعت المشقة..

꧁ماذا لو، يومًا ما꧂

بعد الخطبة بأسبوع استئنف الاثنان هاتفيًا خطط العمل، كانت الأمور تسير على ما يرام، ليس وكأن هناك شيء جديد إلا تلك الحلقة فى اليمين حول البنصر التى تظهر التزام من نوع خاص بين كل منهما، استعدت وأعدت كل خططها للعمل وذهبت لارتداء ملابسها، نزلت درج المنزل حتى صالة الاستقبال وقبل ان تمسك مقبض الباب أتاها الصوت الغض من خلفها:
على فين يا حلوة؟

تنهدت ثم التفتت له وردت ببساطة:
رايحة الشغل يا بي بي.. خير؟
-شغل فين يا ماما... انتى مفكرة اننا هنسيبك تروحي معاه هناك فى الصحرا لوحدكم كدة؟
--مش فاهماك!  -بتعابير متعجبة-
-لا انتى فاهمة كويس أوى... ده بيقولك عنده بيت هناك... لا إنتى مش هتروحي.. خليه يشوف غيرك يعمله الشغل ده.

اقتربت منه ثم انحنت قليلًا لمستوى طوله الذي لم يكن بطول أقرانه فلقد كانت بنيته أكبر، ابتسمت ثم داعبت أذنه برفق وتكلمت:
يا حبيبي عيب فى حقي اللى إنت بقوله ده... انا بشتغل معاه من قبل الخطوبة،  قوم لما يبقى خطيبي نخوِّنه؟  طب يقول إيه عليا؟

دفع يدها والتفت بعيدًا ثم تكلم بعجرفة:
وهو يقول بتاع ايه؟  كتر خيرنا فاتحين لواحد زيه بيتنا...

تبرم وجهها واستقامت ثم لامته:
عيب يا بي بي الكلام ده... واحد زيه ماله فيه ايه؟  أنت عارف كويس إن اللى حصل يوم فتح الله كان غلطتي وانه لما اتكلم غلط فى حقى أنا مسكتلهوش فى ساعتها...

لوح بيده وتكلم بلا مبالاة:
مش فارقة،  انتى حتى لما روحتى اشتغلتي معاه غلط فى حقك وبوظلك الشغل

تنهدت برفق ثم ابتسمت توضح له:
وبرضو انت عارف انى مسكتلهوش لحد ما انت جيب وكنت هتركبني أكبر غلط... فاكر ولا لا؟.. لولا أنه منع نفسه أنه يرد عليه بعد ما كسرتله ازاز المكتب كان ممكن ببساطة أخسر الشغل وسمعتى، ومع ذلك يومها اتعامل معايا عادي ومجبش سيرة الموضوع..

عنظها صاح غيظًا وغيرته تفوق الحد:
لا ده غسل مخك بقا... بصي أنا مش هسيبك تنزلى معاه.. ولا هسيبك تشتغلى معاه.. انتى هتقعدي فى البيت لحد ما كتب الكتاب يجى

هنا كانت آخر ذرة فى صبرها على الفتى الصغير فنطقت:
اللى انت بتعمله ده يعيبك ويعيب بابا.. أنا واقفة بتكلم معاك عشان أنا يهمنى إنك متزعلش وبكبرك... تقوم إنت تصغر نفسك كدة؟

هز كتفيه بلا مبالاة واعطاها ظهره لم يعد يتحمل نظراتها إليه وسيضعف فرد:
انا مصغرتش نفسي انا بتكلم فى انه مينفعش تروحي معاه في مكان لوحدكم.. حتى لو كان الشغل..

زفرت تحاول ان تهدأ من كلماتها التى اخرجتها تقول:
بص يا بي بي... انا هنزل اشوف شغلى وبعد كام شهر هتجوزه.. ولو أنت محترمتش جوز اختك يبقى أنت ببساطة بترخصني... خلى بالك إنت لما هتتعامل معاه كدة ممكن ببساطة أهله يعاملوني وحش... لأنك إنت اللى سمحتلهم بكدة من أول ما اتعاملت معاه بطريقة مش حلوة... فإنت هنا يا بي بي قدام اختيارين... يا تبقى راجل ملو هدومك وتقف فى ضهر اختك وتبقى صورة لتربية ابوك المحترمة،  يا إما هيتعاملوا معاك بسنك ويقولوا عيل وغِلط...

صمت بكبرياء يتغشاه بينما يعطيها ظهره فاقتربت منه وقبلت وجنته بحنان ثم سألته:
بس أنت عندك حق مينفعش أكون معاه في مكان لوحدنا قبل كتب الكتاب،  إيه رأيك تلبس وتيجي معايا؟

قبل أن يعاند صفعت خلف رأسه برفق وتكلمت:
هعد لحد 20 وبعدها همشي انت ونصيبك يا راجل يا صغير ..

وقبل أن تعد حتى الرقم سبعة كان يقف بجوارها مرتديًا ملابسه فى انتظار ان يذهبا سويًا، أقل من ساعتين وكانوا أمام المطعم الذي بدى أنه على وشك ان يصبح جاهز للافتتاح فقط يحتاج بعض الرتوش الخارجية والداخلية ولكن ينقصه الأثاث،  مرر بيجاد عينيه للمكان المقابل وسألها:
هو ده البيت مش كدة؟
-معرفش يا بي بي والله!.. هو عمره ما اتكلم معايا فى الموضوع ده واتفاجئت بيه وقت الاتفاق.. بس احتمال كبير اه لأنه نفس تصميم المطعم بفروق بسيطة..
--إوعي يغرك إن المكان حلو وتقوليله نعيش هنا!

ابتسمت بحنو وفركت شعره ثم تمتمت:
متقلقش يا بي بي.. زي ما اتفقنا بيت مامته أفضل بكتير عشان أكون قريبة منكم وهو كمان يبقى قريب من مامته..

همهم بيجاد بينما اقترب كريم منهما وانظاره متركزة على بيجاد بحنق وحياهم ثم تكلم بينما وجهها مرتبك:
واقفين ليه هنا.. يلا ندخل.. ازيك يا بيجاد..

قالها كريم بحرص مع تذكر كلمات والدته بادله بيجاد النظرات وحاول بجل قوته أن يكبت غيظه وغيرته منه تفعيلا لوصية شقيقته، ثم ابتسم بتشنج ونطق:
أنا بخير يا نجم إنت إيه احوالك؟
-أنا كويس..إنت عامل إيه؟
--أنا الحمد لله... إنت أخبارك إيه؟
-ماشي الحال الحمد لله

لم تستطع رقية كبح ضحكتها على أكثر محاورة مريبة رأتها فى حياتها بين شخصين يبدوان وكأنهما آلات فكل حركات جسديها تبدي الكثير من عدم الراحة والمزيد من الامتعاض وفوق كل هذا تعابير وجهيهما تنبيء انهما قد يصابا بجلطة ما، فنبست بهدوء:
كريم.. بيجاد بيحب الأكل جداً وبيحب يطبخ بنفسه -ثم التفتت لأخيها وتكلمت- بيجاد.. كريم شيف شاطر أبقى إسأله عن الأكلة اللى كانت معصلجة معاك الاسبوع اللى فات

كانت جملتها كحبة علاج الضغط لمريض على وشك الانفجار بالنسبة لكليهما، بدون أي مقدمات انفرجت تعابيرهما بل والأكثر إراحة أن بيجاد بوجه شغوف للغاية سأله:
أنت شيف؟ بتعرف تعجن؟

تصمنت ملامح كريم لثانية ثم ضحك ونطق:
ايوة شيف.. وأكيد بعرف مش شغلانتي!.. عايز تعجن مين وانا أعجنهولك؟

رد بيحاد وكأنهم اصدقاء منذ سنوات:
عيل فى المدرسة تنح... بس ده مش موضوعنا.. فيه فطيرة كنت هموت واعملها بس مبعرفش أعجن خالص

ابتسم كريم وفرك شعر بيجاد ثم نبس:
طب تعالى معايا واحكيلي بتعمل إيه عشان نشوف العيب فين... وواحنا شغالين احكيلي على الواد اللى عايز يتعجن وانا هقولك تخمره ازاي

صدحت ضحكة الفتى الشريرة من الفكرة بينما ابتسم كريم لأول مرة بصدر صافٍ تجاه بيجاد و أخيراً عاد لمقعد الثالثة عشر ينظر لكريم كأنه فنانه المفضل، لطالما كان الفتى مولع بكل ما هو لذيذ وكانت فكرة رقية فى محلها، فعندما يتلاقى الشغف مع الحماس يأخذُ كل حساب آخر خطوة للخلف ويتراجع للفرصة الآتية، تحركا تجاه المنزل بينما يتسامران ونسوها خلفهم واقفة بابتسامة بسيطة ثم التفتت تمشي إلى الجهة الأخرى نحو المطعم لتنجز ما خططت له.

꧁ماذا لو، يومًا ما꧂

مر الوقت سريعا وافتتح المطعم فى الصيف ومر الصيف ودخل الشتاء وقبيل موعد الزواج طلبت ڤيڤيان ان تزور منزل عائلة عروس ابنها، كان الطلب مفاجئا بعض الشيء لكنهم رحبوا به وفي أثناء تبادل الأحاديث الودية طرأ أمر بسيط على ساحة المجلس بصوت ڤيڤيان:
بصي يا بنتي.. أنا عارفة إنك رحبتي إنكم تعيشوا معايا ولحد اللحظة دي إنتي مطلبتيش أي حاجة خاصة بيكي ولا حتى انكم تغيروا أوضة كريم

تبادل الجميع نظرات التعجب بما فيهم كريم؛ لم يفهم ما ترمي له أمه لكنه توقع ما تفكر به، فاكملت ڤيڤيان:
أنا مش عاجبني الوضع ده..

قبل أن يُفهم الأمر بطريقة خاطئة نطقت:
إنتي عروسة وحتى الأوضة مش هتتحبسي فيها يعني.. وانا عايزاكي تفرشي البيت كله على ذوقك.. فى الآخر ده بيتك زي ما هو بيت كريم وبيتي

تبادل السيد وابنته النظرات فأذن لها أن تتكلم،فابتسمت وتكلمت بصوت منخفض هاديء:
والله يا طنط البيت بأهله مش بالفرش.. وأنا مش حاطة فى بالى حاجة كبيرة كفاية عليا انتم.. حتى اوضة كريم لو عايز يسيبها كـ...

عندها ابتسن كريم ثم قاطعها:
يا رقية إنتي هتبقى مراتي مش ضيفة، يعني من حقك تغيري أي حاجة.. طب أنا هشهد ماما سناء... يرضيكي عروسة تدخل على اوضة جوزها ايام ما كان عازب؟

فتكلمت والدتها تؤيده:
بصراحة يا بني أنا اتكلمت معاها ومش عاجبني،  حتى السيد قال نفس الكلام..

وعندها ابتسمت ڤيڤيان وأردفت:
الله ينور عليكم... يا رقية يا بنتي حتى ماما وبابا اهم مش معارضين، إنتي بقا ليه بتتعاملى إنك غريبة؟ ده هيبقى جوزك وأنا زي أمك..ليه بتتعاملى من بعيد كدة؟

لم يكن عندها أيه أعذار، فقد كانت رقية تتعامل طوال الوقت على أن زيجتها منه اتفاق بالتفاهم وهو ما جعل كل ما ترتب عليها بارد للغاية خالياً من طبيعية علاقة عروس ببيتها الجديد، لم يعد هناك أي حجة أمامها وباستعدادات ليست بقليلة تم تغيير كل أثاث المنزل إلا غرفة ڤيڤيان.

꧁ماذا لو، يومًا ما꧂

بعد بضعة أسابيع وفي منتصف الشتاء وفي وسط عاصفة كبيرة وامطار غزيرة ورياح قوية، لكن كطبع السكندريين هذا الطقس المناسب للاحتفال، أقيم حفل أنيق فى قاعة احتفالات هادئة لعقد قران العروس والعريس الذي كان يبدو مبهرًا بحُلة كحلية اللون وكأنها خيطت من أجله من ثلاث قطع بصديري ذا صفي أزرار تلمع وتحتهم قميص أبيض براق وربطة عنق من ذلك النوع على هيئة الفراشة التى تجعله يبدو وكأنه ذاهب لحفل الأوسكار، وفي جيبه منديل صغير أبيض لامع بنفس لمعان فستان العروس بينما في ياقة معطف البدلة أصرت والدته أن تضع له وردة صغيرة من نفس نوع الورود الموجود في باقة عروسه.

العروس التى كانت تبدو وكأنها خرجت من حقبة أنيقة بحجاب أبيض من خامة حريرية وبديل عن تاج العروس ثُبِت عليه بميل قبعة بيضاء رقيقة للغاية وصغيرة للغاية  ذات قماش من التول الأبيض الشفاف، مفرود طرفه فوق عينيها جاعلاً منها تبدو كـ "ليدي" من عصر فات، بينما وُضع علي كتفيها شال قصير من الفرو الأبيض الزغبي، مثبت من المنتصف بدبوس أنيق ذهبي بالكاد يلف حول ذراعيها حتى المرفقين، الذي ظهر من تحته أكمام  الفستان الضيقة ذوات الأساور بشكل المثلث، التي داعبت أطرافها ظاهر الكفوف، بينما لمع في يسراها خواتم و"دبلة" وفي اليمنى احتل الخاتم الذي اختارته ڤيڤيان بنصرها مع اسورة تشبهه أحضرها كريم خصيصًا من أجلها فى حفل الخطبة.

وقع كلاهما على وثيقة الزواج تحت أعين الحاضرين المحبة مع الكثير من الزغاريد، نهض من مقعده وعدل سترته التي تركها مفتوحة بأناقة، ثم مال إليها مادًّا كفه هامساً: 
إستبينا؟

فابتسمت له وأومأت ثم أعطته كفاها واستقامت فانساب الستان الأبيض من حولها، لم يكن فستانها منفوش كالأميرات وليس ضيق أبداً، بل كان فستان مناسب لجسدها واسع الذيل بطيات ناعمة للغاية تناسب مع قامتها الناعمة فترفل طياته حولها بنعومة بينما حزام الخصر القماشي يلم اتساع الثوب تاركاً فى الخلف دبوس صغير يشبه الآخر في الشال.

بينما ناولتها صديقتها فريدة باقة الزهور في يدها فتنهدت بصوت مسموع، فضحك وهمس لها:
إنتي كمان؟

رفعت عيونها تجاهه ثم فكرت قليلا فأشار بإيماءة للأسفل تجاه الباقة الصغيرة المبهرجة على ياقته، فسحبت شفتيها لفمها وضحكت مطأطئة رأسها ثم رفعت وجهها مجدداً وهمست له بدورها:
طب تعالى! إمسك دي كدة؟..

التفتت لتقف أمامه مباشرة وناولته باقتها لتخلصه من باقته التى كان مظهرها يزعجه كما ازعجها إمساكها للباقة، بخفة يد فكتها، فنظر لها بانبهار ثم تكلم:
بايديكي اللى زي ايدين النشالين دي بقا شيليلي المشنقة اللى حوالين رقبتي عشان مش قادر

رفعت حاجبًا دون الآخر ونظرت لعيناه بتحدي متكلمه:
نشالين؟.. لا خليك مشنوق أحسن على الاقل هنرتاح..

ضيق عيناه وتكلم ممازحًا:
واهون عليكي وتبقى أرملة كريم باشا السويفي؟

مطت شفتيها بسماجة ومدت يدها لقفا القميص لتفك الربطة ثم تمتمت ضاحكة:
ماشي يا باشا هفكهالك... صعبت عليا نفسي مش عايزة ابقى أرملة...

انحنى وجهها تحاول أن ترى قفل الربطة بينما تحاول أن تقف على أطراف أصابعها بتركيز شديد للغاية بينما عيونه تتمعن بملامحها القريبة أخيراً بنظرة شعر إنها للمرة الأولى نظرة حلال خالصة مستساغة فرفع غطاء قبعة الكوكتيل الشفاف وسحب رأسها وطبع قبلته على جبينها أمام الجميع، فرفعت وجهها إليه بنظرة تستطير جنونا فزادت ضحكته، اغتاظت منه فانزلت طرف القبعة بقوة ثم سحبت باقتها من يده بعنفوان وهو مستمر على ضحكه بينما تمتمت هي:
ومستغل وبجح وقليل الأدب

فوضع يده على وجهه يحاول الا تتعالى ضحكاته عن هذا وهمس:
عقربة ولسانك متلفحة بيه والله..-تحمحم ثم نبس- هتعملى إيه بالزرع ده كله؟..
-زرع؟ آه..

نظرت للورد ثم رفعت عيونها إليه بنظرة شرسة وتكلمت وابتسامتها توحي بمكر:
هرميه فى وشهم...

قطب حاجبيه بينما هي تلتفت وفى يدها بافتها تحاول ربط باقته بها وعندما استقرت ظهرها للناس حتى اصطفت الفتيات فى انتظار الباقة، فرمتها للخلف ضاحكة تغمز له، وفجأة تهافتت الفتيات عليها وعندها ابتسم فى اللحظة التى اقتربت هي ومدت له كفها وتمتمت:
استبينا!

فبنس مبتسمًا:
على الآخر.. استبينا على الآخر.

بمجرد ما لامست يده وبيدها الاخرى بدأت تعدل الشال على كتفيها حتى ركض بيجاد فى لحظتها وعانقها دافنًا وجهه في كتفها بعزم قوته يسحب يدها من يد كريم بغيظ، فأحاطت به بذراعيها وحنت وجهها قليلا إليه وتمتمت بصوت مرتعش:
متخلينيش أعيط بقا.. هبقى شبه الباندا والله

ابتسم لها ثم التفت لكريم محذرًا بسبابته:
اقسم بالله لو ضايقتها لهكون مبوظ وشك ده

ضحك وفرك شعره ثم نبس:
بس يا حلوف... أنت هتوصيني على مراتي؟

قبل أن يرد أتى البقية ليودعوهم بينما انحنى هو وقبّل جبين أمه ڤيڤيان وهمس:
هتبقي كويسة لوحدك صح؟

ابتسمت وداعبت وجنته ثم قالت:
يا قلب أمك أنا بخير طول أنت بخير... وبعدين فكرتك حلوة يا قراشان..

فضحك بغير حيلة ورد:
أنا قراشان؟ والله أبداً
-والله؟ تحجز شهر عسل بعيد عشان تستفرد بالبنية الغلبانة لوحدها -ضحكت ثم همست- بالله عليك يا ابني تخلى بالك عليها وتخلي بالك من نفسك وخف السجاير..

ابتسم ومال عليها  ثم قبّل ظاهر كف أمه:
لا السجاير لا.. ده سلاحي ضدها.. -ضحك ممازحا ثم اكمل- إنتي بس خلى بالك من نفسك يا حبيبتي..

ابتسمت وربتت على رأسه:
متقلقش عليا أنا وطنطك سناء على اتصال على طول وهي قالتلى طول الفترة اللى جاية هتعدي عليا وهعدي عليها...

هز رأسه برفق ثم وصاها:
طيب يا حبيبتي.. بس أي حاجة هتحصل اتصلي بيا ماشي؟
--كريم... خلى بالك من البنت.. هي تبان باربعين لسان بس بحسها عبيطة وغلبانة والله

التفت ضاحكًا ينظر تجاه رقية التي انحنت لتواسي إخوتها الصغار الباكين حولها بابتسامات وملاطفات لوجههم حتى انها طفقت تمسح دموعهم وانوفهم المسالة وتمتم:
عبيطة وغلبانة؟... دي عقربة يا أمي..

ضحك حتى تعالت ضحكته ثم نظر لأمه:
متقلقيش عليها واقلقي عليا أنا

فقرصت أمه ظاهر يده فصرخ يمازحها:
ااه.. ليه كدة بس؟... متقلقيش والله هي بنت حلال والدنيا هتساعنا بأمر الله.. ادعيلنا بس..

بتعابير وجه بدا عليها الفخر خرج وهي في يده يبتسم بعد أن ودع كل منهما ذويه واصدقاءه، فتح باب الراكب ممسكًا بيدها حتى جلست ثم ساعدها فى لملمة فضفضة ثوب زفافها ذا الطراز البسيط، ثم أغلق الباب واستدار لجهة السائق واتجها إلى فندق فى شرقي الاسكندرية ليقضيا أول أسبوعين لهما كأي زوجين يشقان طريقهما في لياليهم الأولى بما امر به الله بكل مودة ورحمة..

꧁ماذا لو، يومًا ما꧂
ا

لڤوت ها ⭐⭐😂🫵🏻

يتبع...

حبيت اقرب تخيل شوية من التفاصيل في قراية الفاتحة

وتفاصيل من الفرح

Continue Reading

You'll Also Like

167K 1.8K 8
مصاص دماء_حب حقيقي_دادى_زواج مزيف الروايات منحرفه🔞 ياللى مابيحب هذا النوع من الروايات لا يدخل اتبرى من ذنوبكم 🙂........
706K 18.6K 28
سوف اجعلك تندمجي مع جسدي كعطري !!'
855K 25K 39
لقد كان بينهما إتفاق ، مجرد زواج على ورق و لهما حرية فعل ما يريدان ، و هو ما لم يتوانى في تنفيذه ، عاهرات متى أراد .. حفلات صاخبة ... سمعة سيئة و قلة...