أهلا بك في جحيمي

By Anabell_rain

27.3K 1.3K 667

" أرحلي إن شئت ، اهربي إلي أقصي أصقاع الأرض ولن أبحث عنك ،سأدعك تعيشي بالطريقة التي تريحك لكن ، إياك أن تسم... More

part 1 البداية
part 2 زواج
part 3 مواجهة الماضي
Part 4 ليلة حمراء
part 5 ماضي لا يرحم
part 6 في وسط جحيمه
part 7 هدوء ما قبل العاصفة
part 8 لا مفر

part 9 من تكون

2.7K 174 59
By Anabell_rain

نفخت ميرا انفاسها بقوة داخل قبضة يدها آملة أن ينجح هذا ولو جزئيا في اكتساب شعور الدفء الذي افتقده أجزاء جسدها الأخرى. حتي معطف الفرو السميك الذي لا يتناسب مع صفتها الجديدة كمشردة علي وشك أن تنام علي الرصيف، لم يساهم حقا في ردع البرد بعيدا عنها .

"سحقا لك خافيير ، سحقا لكم سكان باليرمو ، حتي الطقس اللعين قرر التآمر ضدي والوقوف مع ذلك اللقيط في انتقامه مني، منذ متي يكون الجو بهذه البرودة في شهر مارس "

أنهت انزعاجها الذي لا طائل منه وقررت اخراس صوت نحيب معدتها الفارغة بلوح شوكولاته قد كانت قد سرقته من خوان صباح هذا اليوم. مجرد تفكيرها في أن صغيرها ينعم الآن بدفيء هانيء بين ذراعي جدته أعطاها شعور برضي جزئي اتجاه المعاناة التي تخوضها الآن وحدها، حتي رأت سيارة شرطة تقف أمامها وترجل منها أحد الشرطيين بملامح شر واضحة، ليتبدل ذاك الرضي إلى سخط وغيظ ذهب جله نحو خافيير الذي وبكل تأكيد يقف خلف هذه المداهمة.

"لقد وصلنا بلاغ أن هناك مشردة تنتهك ملكية خاصة"

لولا صرامة تعابيره لقالت انه يمزح

"ملكية خاصة ،عفوا منذ متي وأصبح الرصيف ملكية خاصة "

انفعالها المضبوط قابله الشرطي بنبرة هادئة وعيونه الناعسة لم تخفي كثيرا تلك الشماته التي نطقت قبل فمه

"الرصيف يتبع للمنزل الذي يتلصق به بموجب قانون باليرمو ، لذا لا يمكنك الجلوس عليه ان اشتكي صاحب العقار ضدك "

استهجانها لما قاله تركها غاضبة بشكل صريح لكن في ذات الوقت لم يكن من الحكمة تحدي رجل شرطة واتهامه باختلاق القوانين كاذبة من عنده، فغالبا سينتهي بها المطاف مقيدة داخل زنزانة السجن وهذا حتما ما يريده خافيير. لذا أخذت نفسا عميقا ونهضت مع حقيبة ثيابها قائلة باقل النبرات حدة استطاعت اصطناعها

"حسنا سأرحل إن كان الأمر هكذا "

حاولت الخطو بعيد عنه لكن يده التي اشهرها أمام طريقها اجبرتها للوقوف وسماع ما يريد قوله.

"لا تدعينا نقابلك مرة أخرى وأنت تخرقين القانون ، حتي لا نضطر لسجنك والخروج لن يتم الا بدفع غرامة ضخمة اشك في مقدرتك علي دفعها سنيورا "

لا تعلم كيف قاومت فكرت صفعه واستبدالها بالابتسام في وجهه ببلاهة قائلة

"بالطبع سيدي ، سأحرص علي أن لا اخرق القانون بتاتا كن واثقا أننا لن نتقابل مرة آخري ، والان عن إذنك يجب علي إخلاء المكان "

تركته عندها وانخفضت لتتخطي يده راحلة نحو المجهول ،فحتما تحذيره عني به أنها ستسجن إن حاولت الجلوس عند أي رصيف من الأرصفة الأخرى بحجة أن صاحب العقار قد اتصل بهم اشتكي ضدها وهي لن تعطيهم هذه الفرصة ابدا لاذلالها. وستتجه للمكان الوحيد الذي لن يستطيعو تجرميها فيه مهما حاولوا.

سارت بسرعة وهي تجر حقيبة ثيابها عل هذا يخفف ألم البرد القارص الذي خدر ساقيها طوال النصف ساعة التي قضتها في المشي دون توقف، حتي تكشف أمامها البحر مع رياحه الباردة التي ستسبب لها مشاكل جدية بلا اي شك، لكن علي الأقل الجلوس في شاطئه حق مكفول لدي الجميع ولن يتمكنوا من طردها منه مهما حاولوا.

تركت حقيبها تسقط وحدها وجلست بجانبها علي الرمال الباردة تحاول اقناع نفسها أنها ستقاوم هذا التحدي حتي الصباح لكن عبث ، لم تمر سوي عشر دقائق وكانت علي وشك الدخول بحالة اغماء وانخفاض حاد في حرارة جسدها،حتي ارتدائها لكافة ثيابها دفعة واحدة لم يساعدها فعليا في معالجته.

لقد توقعت أنها بخروجها من المستشفي ستعاني بشدة ، بحيث لن تجد فندقا يقبل ايوائها او محل يرضي بيعها طعاما تأكله، لكن عيشها الأن داخل خضم هذا الجحيم القاسي لاقل من يوم تركها تشكك جزئيا نحو أن كانت ستصمد بالفعل ضده، أم انها قد تستلم في النهاية وترحل تاركة خوان خلفها للابد كما يأمل خافيير .

هزت رأسها بعنف طاردة هذه الفكرة بمجرد أن لاحت في عقلها ،لم تعلم إن كان دافعها رفضا عن اقتناع قاطع أم خوف من أن يبدء قلبها في قبولها نسبة للوضع الراهن ،ومعرفتها جواب لهذا التساؤل تأجل ما أن قاطعها صوت رجل غريب اتي من خلفها

"مساء الخير سنيورا هل تمانعين إن انضممت إليك"

التفتت بسرعة لتعرف من يكون صاحب هذا الصوت الجهور الذي يشابه لدرجة ما صوت خافيير إلا أنه أقل خشونة بنحو طفيف ،لتجده رجل شاب ذو بنية قوية يرتدي شورت قصير غطي نصف وركيه المدججة بالعضلات مع قميص صيفي خفيف تشك في أنه قد يمنع عنه هذا البرد الذي جمد أطرافها الأن ، قدرته الخارقة علي ادعاء الدفيء لم تذهلها بمقدار ملامحه التي كانت تحمل شبها كبيرا لخافيير كحال صوته حتي تستطيع أن تقول عنهم إخوة، ذات لون الشعر ،ولون العينين.

"ظننت انني الوحيد الذي امتلك هوس السباحة في الليل سعيد لايجاد شخص يشاركني هوايتي اخيرا هنا في باليرمو "

تقيمها له جعل ردها بطيئا الي حد اظهرها كخرقاء

"من تكون "

سألته بعفوية رد عليها بضحكة ساخرة اظهرت جمال اسنانه البيضاء رغم اضاءة المكان الخافتة نسبيا

"اه ،نسيت ان اعرفك نفسي ، انا ماسيمو وانت سينيورا ما اسمك "

رمقت يده التي مدها لمصافحتها قبل ملامحه الهادئة بارتياب حتي يأس وسحبها

"لا تتصرف وكأنك لا تعرف من أكون ، هل أرسلك أيضا لتطردني من هذا المكان هل أمرك بان تتحرش بي أو تحاول اغتصابي مثلا لاهرب محاولة النجاة بنفسي "

أبتعد عنها تلقائيا وهو يرفع يداه عاليا معلنا براءته من ادعائتها بسخرية

"علي رسلك ،هل ابدو لك كمترصد سنيورا ،وانا حتي اسمك لا أعرفه ، ثم أن الشاطيء مليء بكاميرات المراقبة والساعة لا تزال عند الثامنة مساءا لست غبيأ حتي ارتكب فعلا شائنا قد تدينني به والقانون بات يقف في صف النساء مؤخرا "

لم يكن الوقت مناسب للمزاح لكن قوله دفعها للابتسام ساخرة

"قانون! يال السخرية ، وكأن في باليرمو قانون يعلوا فوق خافيير وغاياته، فقط دعنا ننهي هذا سأختصر عليك مهمتك أنا راحلة "

نهضت رغم الم ركبتها الذي جعلها تستند علي مقبض الحقية وكانت علي وشك الرحيل حقا لولا سماعها تعقيب مسيمو

"خافيير ،ذاك اللقيط ماذا دهاه حتي بات يعاقب القاصرات مالذي فعلته له ، لا تبدين لي مؤذية "

تخطت نعتها بالقاصرة وتشبثت في دليل ادانته

"اذا فانت تعمل عنده كما ظننت ...."

قاطعها قبل ان تسرح مطولا في اتهامتها

"لا ،بلي ، اعني ليس فعليا ، يمكنك ان تقولي اننا نعمل معا بذات الرتبة ، حبا بالله لن تفهمي ،لكن ثقي في انني لست جزءا من خطته لمعاقبتك انا اتيت الي هنا للسباحة وليس للامر علاقة بك ، تستطيعين الجلوس مكانك وتأمل البحر كما كنت تفعلين قبل قدومي وانا لن اضايقك "

مجرد ذكره كلمة سباحة جعلها تقشعر وتهاجمه بسرعة

"في هذا الجو ، هل تخالني غبية ، كان عليك ايجاد عذر اذكي حتي اصدقك واخدع بك ، والان ابتعد عن طريقي واذهب واخبر سيدك انه ربح "

رسم علي تعابيره تعابير احباط مصطنعة

"لما لا تصدقيني ،عموما افعلي ما ترينه مناسبا سنيورة ، الي اللقاء"

انكمشت علي نفسها وهي تراه يمسح المسافة التي تفصلهما قبل ان يتخطاها وينطلق بخطي واثقة نحو البحر وهو ينزع قميصه ، ذهولها من رؤيته وهو يغطس بنشاط في مائه البارد جعلها تطالعه بلا حراك وفمها مفتوح متران تكاد لا تصدق انه حقا يستمع فيما يفعله لكن صراخه الحماسي اثبت ان عليها التصديق، لا تعلم كم مر عليه من الوقت وهي تطالعه حتي رأته يخرج من البحر مرة اخري ويهم لارتداء قميصه ليغطي به صدره الذي تحول للون الاحمر

"ها ،لازلت هنا سنيورا "

سؤاله الساخر اعادها لارض الواقع مع ذهولها الذي دفعها لسؤاله

"الست بشري ام انك مجنون ،كيف تسبح في هذا البرد "

سرح شعره للوراء حتي لا يحجب رؤيته من طوله

"انا معتاد علي السباحة في اجواء ابرد من هذه ،انها احد اساسيات العيش في بلد قارس البرودة كروسيا هناك حمام السباحة مصنوعة حوافه من جليد في الشتاء، كما ان لها فوائد جمة، تقوية المناعة علي سبيل المثال"

كرهت تلك القشعرية التي سببها تخيلها لحديثه فحسب وذاك الفضول الذي يطالبها لمعرفة المزيد عنه

"لا استطيع تصنيف ما فعلته سوي انه جنون ، وبما انك صادق وقد اتيت للسباحة اظن اني سأستمر في الجلوس هنا ، وايضا اعتذر ان اتهمتك زورا "

ابتسامته العريضة فسرت قبوله لاعتذارها قبل فمه

"لا بأس لو كنت مكانك لظننت نفس الشيء ،العيش في باليرمو يصبح لا يطاق حين يصنف المرء كعدو لخافيير ،لقد اختبرت هذا بنفسي واعرف شعورك جيدا "

ان تركت ذكره للعيش في روسيا جانبا ،فملامحه ،لغته الايطالية ولكنتها يظهرون بوضوح انه ليس بسائح وانه من سكان باليرمو الاصليين، وحقيقة ذكره انه يعمل مع خافيير توضح ايضا ان يدرك كيف تسير الامور هنا اذا لما بحق الجحيم يتصرف اتجاهها بهذا اللطف هل هو فخ يريد ايقاعها به يا تري .

"مادمت تعرف ،انصحك اذا بالابتعاد عني لانك ستعيش معي في هذا الجحيم ان شاهدوك معي "

"هذا لطف منك سنيورا لاهتمامك بمصيري الذي لا أكترث له حاليا، والان يجب علي في المقابل اعطائك نصيحة ، صحيح ان جحيم باليرمو محكم الاغلاق لكن ايضا له ثغرات ، ان حصلت علي الحماية من الرئاسة سيجبر الجميع علي التعامل معك ،ومن يراك كشبح سيصبح هو الشبح. ايضا خذي هذا اشعلي لك نارا "

امسكت بالقداحة التي رماها بها وهي تحاول جاهدة فهم ما قصده من حديثه لكنها فشلت وحين اعترفت بذلك اخيرا كان ماسيمو قد رحل بالفعل من الشاطيء نحو سيارته التي رصفها علي الطريق

"ماذا تعني بالرئاسة،لم افهم "

وتمثلت اجابته في صفع باب سيارته قبل ان يسرع بها في الطريق مخلفا خلفه ضوضاء صاخبة اصدرها العادم مع موجة دخان لم ينسيها تأمل القداحة التي رغم ابتلالها بالماء لكن بمجرد فتحها لها اشعلت نارا هوجاء كحال التساؤلات الكثيرة التي نشبت في عقلها اتجاه ماسيمو ومن يكون.

"ميراا"

انتفضت افكارها كحال جسدها الذي قفز لا اراديا اتجاه صوت خافيير الجهور الغاضب وقد ظهر فجأة من العدم متجها نحوها باندفاع وهناك شرار اسود يتطاير من عينيه تركه يدع باب سيارته مفتوحا علي مصرعيه دون ان يلاحظه.

وقبل ان تفكر حتي في الهرب منه بعيدا انحني وحملها علي كتفه ومن ثم غير اتجاهه نحو السيارة غير عابه لركلها له بقدميها وقبضتها التي تلكم ظهره

"دعني ،انزلني .... قلت لك انزلني حالا "

لم يكترث لها حتي وصل الي السيارة ليرميها في كرسي المساعد كاي شوال طحين لا احساس له

"اياك ان تحاولي الهرب "

خشونة نبرته وهو يصفع الباب في وجهها بعد ان ثبتها بحزام الامان كانت كفيلة لايصال مدي خطورت تهديده وجديته . وانها بالفعل عليها البقاء عاقلة ان لم ترد ان تتأذي .

تركها عندها ورحل ليجلب حقيبها التي رماها في صندوق السيارة ليعود الي مقعده في النهاية.

"الي اين تأخذني "

هذا ما تجرأت علي سؤاله وسط عاصفة الغضب التي تحفه وحتي اللحظة هي لا تعلم سببها

"الي مكان يسعني فيه معاقبتك "

انبت نفسها علي سؤاله والذي لم تكسبها ايجابته سوي رعب تركها ترتجف كالفرخ اسفل عشرات الطبقات من الثياب وهي تشاهد تسارع السيارة المتهور بين شوارع حي لا كالسا الضيقة حتي قبض علي مكابح السيارة امام مبني تذكرته جيدا . انه محل ماريا .

لم يكن بحاجة حتي يأمرها للنزول وتبعته بمجرد أن رأته وهو يفعل ذلك ، ورغم طاعتها العمياء له، لكنه أبيّ وإلا و أن يحكم الإغلاق حول يديها التي جرها منها دخولا إلى البيت الذي احتضن محل ماريا .ولم يكن مفاجئا لميرا انه منزل ماريا وقد وقفت لاستقبالهم في ردته بذوق تجاهله خافيير تماما ودخل بها إلي غرفة كان بابها مفتوح حتي قبل أن ترحب به ماريا أو تنطق بحرف.

رماها علي الفراش وتراجع للخلف حتي يجلس علي كرسي خشبي فرد عليه عضلات جسده المتشنجة ، درجة غضبه جعل ميرا تدعي الطاعة ،فاخر حماقة قد تفكر في ارتباكها هي استفزازه وهو في حالة بركان نشط.

"نامي "

نطق بهذا وهو يخرج من جيب سترته سجارة اشعلها بالقداحة التي سرقها منها دون ان تشعر ولاحظت هذا للتو فقط ، لكن ارتجاف اصابعه وهو يبعد السجارة عن فمه اخبرها بوضوح انه ليس بفعل البرد بل برغبة الوحش الذي بداخله لخنق احدهم حتي الموت ،وبكل لا تأكيد هي لا ترغب في ان تكون هذا الأحد، لذلك التزمت الصمت ، وتركت ايجاد تفسير لغضبه علي عاتق الغد.

سحبت الغطاء ودثرت به جسدها جيدا باحكام وتركت عينيها ترمقانه عبر فتحة صغير اخرجت منها انفها للتنفس حتي سمعته يصرخ بها فجأة

"قلت لك نامي اللعنة "

اغمضت عينيها بسرعة حتي انفاسها ودقات قلبها توقفت لفترة مؤقته وسط جنونه الذي ظهر للعلن بدون سابق إنذار.

اكتفائه بالجلوس عندها وتدخين عدد لا يحصي من السجائر اعطاها أمل انه لا يفكر في الاعتداء عليها جنسيا او ضربها ، لدرجة سمحت لها حقا بالاسترخاء تحت غطاء السرير الناعم والسميك حتي غفت في وقت ما غير عابهة لنظرات خافيير الشرسة التي تحرسها ثانية بثانية حتي اشرقت شمس النهار.

لعن البيرتو نفسه سرا ما ان انفجر البالون الذي ظل يحاول تثبيته علي الحامل منذ عدة دقائق ليست بالقليلة

"يالك من اجدب احقا لا تستطيع تعليق بالون بشكل صحيح "

صياح دانيلا المحبط دفع استياء ألبيرتو الي السطح حتي فاض و انفجر قائلا

"بالطبع لن اعرف هذه مهمة منظمي المناسبات بحق السماء لما لا تستاجرين احدهم ليقوم بتزين المكان "

"ليس لدي وقت ..."

قاطع تعليلها قبل ان تكمله

"هناك اسبوع لعين امامنا لحفل عيد ميلاده وتقولين انه لا يوجد وقت "

هم مستشعر الخطر لديه للبحث عن اي اثر لرودريغو في الجوار بما انه اخذ راحته في الامتعاض الذي قد يكون سببا لقيام جنازة له غدا.

"اسبوع فترة قليلة لانني احب ان اعمل كل شيء بنفسي وهذا بالطبع يستهلك وقتا"

عقب عليها ساخرا

"تقصدين جعلي انا اعمل كل شيء بنفسي صحيح "

"ألبيرتو لما أحس انني اغصبك علي مساعدتي ، هل تشعر بأنك تكره تقديم يد العون لي في تجهيز القصر لعيد ميلاد حفيدي الاول له معنا "

لم يتردد في موافقتها

"بالطبع افعل ، والا أين المتعة في تعليق عشرات الالف من البوالين في كل مكان"

ابتسامتها الجانبية التي رسمتها اعلمت ألبيرتو انه سقط في فخ من فخوخها وانه علي وشك التحول الي عبد لديها يساعدها بفم مغلق شاء أم أبي

"حسنا ،آسفة اعتذر حقا ، ساتصل بروديغوا و اخبره بردك حتي يأمن لي أحد آخر يساعدني في اعمالي ، تستطيع النزول من عندك"

توقف قلبه لثوان سارع فيها للصياح بها متوسلا

"لا ، لما الحاجة لاحد آخر وانا موجود ، لا تتصلي به ساساعدك "

"لكنك قلت ...."

قاطعها قبل ان تكمل

"أمزح ، الا تعلمين انني احب المزاح"

حبس انفاسه وهو ينتظر ايجابتها التي اخرتها عمدا حتي قالتها في الاخير

"حسنا ،بما انك تصر وتفعل هذا عن طيب خاطر وبكامل رضاك دون اي ضغوط، هيا اعد تثبيت هذا البالون ،رينيه اجلب لي الذي في يديك "

قاطعتها كاثرين التي كانت تشاهد كل هذا بصمت منذ البداية

"علي ان اكون منصفة ، هذه الزينة تبدو بشعة ، ستلجئان في النهاية الي خبير تنظيم حفلات "

لم يؤثر تعقيبها اللاذع في معنويات دانيلا المرتفعة وهي تلتقط البالون من بين اصابع رينيه الذي عاد راكضا للانضمام الي جيمي وخوان اللذين يلعبان في كومة من البالون المنفوخة سلفا

"لطالما كان ذوقك ضحلا واختيارك للويس زوجا لك خير مثال "

"هو طليقي وليس زوجي كما ان لويس ليس سيئا امي حتي أذم به، انت فقط تبالغين في ردة فعلك اتجاه رغبته في بقاء طفليه معه بدلا عن العيش معك بشكل دائم "

فقد ألبيرتو وما يفعله اهتمام دانيلا واتجهت لتجلس بجانبها قائلة ممتعضة

"انا جدتهما ومن حقي ان يعيشوا معي ، وان اطالب بذلك "

لم تملك كاثرين شراهة في مواصلة الحديث الذي تعلم مسبقا انه لن يوصلهم لشيء، تملك دانيلا لاحفادها ان يزيد قوة لم يخف مع مرور الأيام

"لن اخوض معك في نقاش عقيم امي ، أنا سأصعد الي غرفتي لاخذ قيلولة سأترك مراقبة الاطفال لك "

اهتم ألبيرتو لسماع تعليق دانيلا اكثر من كاثرين ، موافقتها تعني افراج مشروط بحقه طوال الوقت الذي ستقضيه في مراقبة أحفادها

"بالطبع سأفعل اخذهم للحديقة للعب بكرة قدم في هذا الطقس المشرق كتعويض عن برد البارحة سيكون لطيفا اليس كذلك "

"افعلي ما ترينه مناسبا "

نطقت كاثرين هذا وهي تستقبل رسائل شكر مبطنة من نظرات ألبيرتو الدامعة التي اتي اغلبها من ألم الظهر والركب ألذي اصابه ، لكن احتفاله ذاك لم يدم طويلا ما ان سمع دانيلا تحدثه

"ألبيرتو احضر الكرة من المستودع ستقف حارسا لهم ، أم ان هذا تكليف ثقيل مني لك "

اجبر دموع القهر للعودة من حيث اتت وهو ينفي قولها رغم صحته

"بالتاكيد لا اسبقوني سأتي حالا "

لم تكن دانيلا بحاجة الي اعطاء اوامر للاطفال بالركض للحديقة قبلها قبل تلحق بهم، ومن ثم ينضم اليهم ألبيرتو بعد عشر دقائق قضي معظمها وهو يشتم نفسه التي اقنعت خافيير بالبقاء في باليرمو وتأجيل ابادة عائلة كلاون حتي اسبوع قادم ، فمواجهة غضب رودريغوا الذي قد ينتهي بكسور في عظامه أرحم بكثير من غضب دانيلا الناعم الذي قد يضعه في تابوت علي وشك ان يدفن داخل عمق متران ،ان خالف رغبتها في شيء.

وقف ألبيرتو عنده حائرا بين صد الكرة أو تركها تلكم وجهه عمدا ، حتي توصل الي نتيجة ان ارضاء دانيلا من المستحيلات السبعة ، فان امسك بالكرة سيحزن الاطفال علي اضاعة هدف وان تركها تضربه سيتذمرون لانه حارس فاشل لا يعرف كيف يلعب وفي كلا الحالتين ستصب دانيلا لجام غضبها عليه ، وبين هذا وذاك كان ألبيرتو علي بعد انش واحد فقط من اتخاذ قرار اخراج مسدسه وافراغه داخل رأسه لولا قدوم الفرج الذي تمثل في صوت شل حركته وتفكيره وصرف انتباه دانيلا والاطفال نحوه

"أمي "

صدح صوت نينا الضاحك وهي تركض بلهفة عبر العشب الذي مثل عائقا مزعجا امام كعب حذائها العالي وتنورتها القصيرة التي اخذت ترتفع بدون قصد لتكشف نحافة ساقيها . تطاير شعرها الاسود خلفها كخيوط حرير وهي تقفز لتعانق دانيلا بفرحة بادلتها فيها الاخيرة بدموع حارة وهي تصيح بها

"نينا ، صغيرتي ، يالها من مفاجئة توقعت ان تصلي الاسبوع القادم "

"لم اتحمل البقاء حتي نهاية الاسبوع ، لقد اشتقت لكم و لباليرمو "

اكملت دانيلا احتفالها مع جيمي ورينه وخوان الذي اخذ يتعرف علي عمته الصغري للتو تاركين لألبيرتو متساعا كافيا من الوقت حتي يشبع عيناه من تفاصيل نينا التي نضجت وتحولت الي امراة اكثر فتنة مما كانت عليه من قبل . تنهد بقوة ليزيل تأثيرها من لسانه الذي قال باختصار

"مرحبا نينا "

"مرحبا ألبيرتو "

برود نبرتها و اختصار ردها في كلمتين لم يفاجئه بعد جبال الجليد التي تجمدت بينهما آخر سنتين ولا تزال تنمو حتي الان ، لم ينتظر عنده مطولا وقرر الانسحاب بصمت مقررا العثور علي ركن في هذا العالم يستطيع فيه البقاء وحيداليعد لملمت شتات نفسه لكن انتيته تلك تبخرت كحال اي شيء لعين حدث مع منذ البارحة باتصال خافيير

"اين انت "

عبر سؤاله اليه ما ان ضع الهاتف علي اذنه ليقول له وهو يغير اتجاهه نحو السيارة

"في طريقي الي المكان الذي تجلس فيه أنت ،اخبريني عنوانك هل انت في المقر "

"سأرحل اليه هل فعلت ماطلبته منك "

"لا ليس فعليا اليوم لم تنزل من غرفتها وضيعت اربع ساعات من وقتي بلا فائدة، اظنها تنتظرك انت حتي تحدد موقعها الجديد بعد عودة ميرا للساحة"

"لا شيء سيتغير بسبب عودة ميرا لا شيء ألبيرتو ، اتصل بلويس واخبره ان يأتي للمقر هو ايضا ، هناك شيء مهم علينا مناقشته وجها لوجه"

تشديده علي المقطع الاخير جعل عضلات بطن ألبيرتو تنقبض توترا ،فغالبا خافيير لا ينطق بها الا اذا كان يفكر في تحطيم فك احدهم بلكمة ،والسؤال الذي يطرح نفسه من نصيب من ستكون هذه اللكمة هو ام لويس ؟!.

اجابة هذا السؤال حصل عليها ما ان فتح باب مكتب خافيير ليعثر علي لويس مرمي علي الارض يسعل دما مع كدمة زرقاء قوية تربعت علي خده

"حمدلله ظننت انني الذي سينال هذه اللكمة اخبرني لويس اي كارثة فعلت هذ..."

تعليق شماتته علق الي اجل غير مسمي ما ان بلغته يد خافيير لتكمه هو الاخر بقوة جعلته ينضم لويس علي الارض، ورغم الالم الذي كان يحس به لويس وقتها لكنه وجد متعة جمة في الضحك ساخرا نحو ما جري له حتي اخرسهم صراخ خافيير المجنون فجأة

"أريد تفسيرا لعينا، كيف يضع الوغد قدمه في ايطاليا ثم جزيرة صقلية ثم باليرمو دون ان يكون لي علم بهذا، اخبراني كيف تسمحان لنملة ان تدخل حدود مملكتي دون ان اعرف بوجودها "

الضياع الذي نال ألبيرتو من اسئلته لم يكن اسوء من عدم مقدرته علي المطالبة بتوضيح اعمق ، لانه وقتها سيثبت جهله وتقصير وهنا سيحق لخافيير حرقه حيا لذلك انتظر لويس حتي ينقذه

"لا نملك اي فكرة خافيير ما تقوله مستحيل ، ربما كان شخصا يشبه ، مسيمو لن يتجرأ ويعود بقدميه الي باليرمو ، وبكل تأكيد كان ليصلنا خبر انه ترك روسيا وعاد الي ايطاليا "

سماع ألبيرتو لاسم مسيمو اعاد له بعض الذكريات المزعجة التي تركته يلعنه سرا وعلانية حتي قال

"لم يصلنا اي خبر من المخبرين بخصوصه وهذا يتركنا امام خيارين ، اما انه تحول لشبح لم يستطع احد المخبرين رؤيته حتي دخل باليرمو ، او...."

اكمل له لويس ظنونه

"اور بما لان المخبرين انفسهم امروا بالتكتم علي الامر من قبل قاداتهم "

صفع خافيير الطاولة بقوة جعلت ألبيرتو يندم علي التصريح بافكاره علنا

"سحقا لهم ولكما، حالا اريد ان اعرف كل شيء يخصه لما غادر روسيا ولما عاد الي هنا ، اريد ادق التفاصيل واتفهما عن ما فعله آخر شهر حتي اللحظة التي ستسلماني فيها التقرير ، وحين اقول ادق التفاصيل فانا اعنيها حقا. انصرفا "

لم يوفرا وقتا ما ان اعطاهما اذن بالهرب حتي يغادرا مكتبه واتجها مباشرة نحو الذي يخص ألبيرتو حتي يباشرا بالعمل

"لا بد ان الجحيم تمزح معنا هل هذا وقته ليعود ، لم نصدق ان خافيير عاد انسانا طبيعيا ليأتي هذا الوغد حتي يذكرنا اي مسخ كان هو ألن تنتهي هذه الحرب ابدا"

تساؤل لويس رد عليها ألبيرتو بعد ان وضع كيس ثلج علي خده

"لن تنتهي الا بموت احدهما ،ان كان جن وقرر ان يأتي وحده فلا داعي للقلق لكن ان كان ما افكر به صحيح ، فالايام القادمة يتكون طاحنة باوجاع الرأس التي لا علاج لها سوي قص بعض الرقاب "

"اذن فانت تفكر مثلي ، آل دومينوفيسكي بدؤا في التحرك أليس كذلك "

ايمائة ألبيرتو وهو يستل هاتفه ليجري اتصالا شرحت كل شيء

"لقد حدث ما كنت اخشاه من هجمات خافيير غير المبررة علي العائلات الداعمة لاسكاليني دي مارينيز ،لقد احسوا بالخطر وفهموا ان دورهم في الطريق ، والخوف سيجعلهم يتحدون حتي و لو كانوا ألد اعداء ، وان فعلوا فستكون نهايتنا بلا شك"

صمت قليلا ليكسب صوته هدوئا ما ان رد عليه الطرف الاخر

"فرانك ، احضر معك جاكلين وتعالا الي مكتبي حالا "

اخذت ميرا آخر قطمة متبقية من فطيرة البان كيك التي اعدتها ماريا لها كطعام فطور متأخر ، لقد اسيتقظت عند العاشرة لتجد نفسها وحدها بالغرفة وقد اختفي خافيير منها في وقت هي لا تعلمه . حاول الانضمام لماريا ومساعدتها في حاجياتها لكنها قابلتها برفض قاطع واوضحت لها بما لا يدع مجالا للشك انها تتصدق عليها بسرير تنام عليه و طعام تأكله فقط لان خافيير ولسبب لا تعلمه طلب منها ذلك والا لما كانت ستساعدها ، وان امامها مهلة اسبوع حتي تجد عملا ومكان يأويها والا سيكون مصيرها الشارع الذي ستضور فيه جوعا حتي الموت.

وضعت الطبق الفراغ جانبا مقررة تأجيل ترحيله للمغسلة بعد انتهائها من اداء اهم شيء فكرت فيه ما ان فتحت عينيها هذا الصباح وهو ايجاد تفسير لما قاله ذاك المدعو ماسيمو البارحة، ولم يكن امامها شخص متاح لاستعارة هذه المشورة منه سوي بيترو .

اتصلت به وعلي غير توقعها تأخرت اجابته حتي اربع محاولات كادت ان تحبطها حتي سمعت صوته الاهث يقول

"صغيرتي هل انت بخير "

القلق الذي تشبع في نبرته دفعها للاسلارع في طمئنته

"لا تقلق لا شيء بي انا بخير تماما عدا الجحيم الذي جعلني سكان باليرمو اختبره منذ البارحة"

سماعها تنهيدة راحته اعطاها بعض الاسترخاء حتي تسمع اجابته دون مقاطعة

"اذا فقد حولك لشبح ، كيف تعيشين الان ومع من "

"لقد توفر امامي سكن بطعام مجاني لاسبوع وبعدها علي تدبر امري ، ولهذا اتصلت بك "

"خير ما فعلتي سأرسل لك المال في حسابك البنكي ..."

قاطعته بسرعة

"لست بحاجة للمال املك منه ما يكفي كما انه لن يساعدني في شيء مالم اجد طريقة اجبر بها سكان باليرمو علي رؤيتي والتعامل معي ، واحدهم أخبرني انني اذا حصلت علي الحماية من الرئاسة ستحل في وجهي هذه المشكلة في لمح البصر وانا اريد ان اعرف ماذا عني بالرئاسة، هل رئاسة الشرطة ،البلدية، ام وزارة العدل "

قاطعها مصححا بالجواب

"انها رئاسة المافيا هي من تعطي الحماية التي تقصدينها ، بمعني ادق هو يقصد بها خافيير نفسه ، وهو لن يعطيكي اياها حتي لو توفرت فيك الشروط "

رده احبط معنوياتها لكن هذا لم يدفعها للاستسلام بالكامل

"انت قلت ان لعالم المافيا قوانين تحكمه ان توفرت في الشروط هو بكل تأكيد لن يستطيع ان يرفض اخبرني ما هي "

شهيقه العميق وزفيره المتأني اخبروها انه علي وشك خوض نزال اقناع شرس بكل تأكيد سيصب حول جعلها تبتعد عن كل ما يخص المافيا

"ميرا الامر خطير وليس بلعبة ، ان كنت تعتقدين ان خافيير الذي اراك جانبه الشخصي وحشا فانت بكل تأكيد لا تريدين رؤيته وهو كابو المافيا الايطالية"

"لازلت اصر بيترو ،انت اخبرني بالشروط والمخاطر بكل شفافية وانا ساقدر ان كانت المحاولة تستحق ام لا ، هذا بالطبع ان اردت ان تكون مصدر معلوماتي الموثوق وانا لا ابحث عن شخص آخر غيرك قد يضللني"

رمت فخها وانتظرته حتي سار بحر ارادته للوقوع فيه

"تطورت تهديداتك يا فتاة "

اجابته ساخرة

"لم اقضي خمس سنوات وانا اقشر جوز فارغ هيا اخبرني بسرعة ما الشروط "

تنهيدته كانت بمثابة اعلان استسلام مبكر منه

"حسنا مادمت لم تتركي امامي خيار. الحماية في المافيا دراجات ، تزداد فعاليتها كلما كان الرهان ذو خطر علي حياتك واعلاها هو الذي يساومك صراحة بها ، مثلا سكان باليرمو يملكون حق حماية الارض والعرض ، رجال الشرطة والمتعاونين من الحكومات لديهم ميزة اضافية وهو الحماية من المسائلة القانونيه، المدينين من المافيا واصحاب القروض يتمتعون بحماية لاعمالهم دون اي تخريب وهو يشمل المقاطعة ،علي شريطة ان يكون ملتزما بالسداد للإتاوة القرض وفوائده وهذا امر مستحيل حدوثه ل ٩٩.٩%من الاشخاص ، واخيرا المنتسبين رسميا للمنظمة الذين يعملون مباشرة تحت يد و ادارة خافيير من يرهنون حياتهم لخدمة مصالحه يملكون كل هذه المزايا واخري اضافية تختلف حسب رتبتك وتمتد لتشمل عائلتهم ايضا ، لكن في ذات الوقت فإن لكل درجة شروط معينة ، ان اخللت بها فهناك مصير واحد يتنظرك وهو الموت الذي لن يدرئه عنك احد ولا حتي خافيير فالقانون قانون ويطبق علي الجميع بالتساوي"

لن تنكر شعور الخوف الذي زارها لوهلة لكن و مع ذلك لم ترضي اظهاره لبيترو حتي لا تقطع آملها دون محاولة

"فهمت ما ترمي إليه ،سأفكر بعناية واقرر "

"عليك ان تكوني اكثر حذرا وذكاء ميرا فبعض حبال النجاة يمكن ان تكون افاعي ، خافيير لن يدع معلومة مهمة كذه تصلك الا اذا كان يملك خلفها غرضا غالبا ما سيكون خبيث "

قاطعته مصححة

"ليس خافيير من اخبرني بها بل ماسيمو ولا اعتقد انه ارسله الي رغم انه يعمل معه كما اخبرني "

استطاعت سماع الصدمة في نبرة صوته رفم سؤاله الذي حافظ عليه طبيعيا

"ماسيمو؟!"

"رجل قابلته البارحة...."

قاطعها بسؤال عاجل اثار فيها شكوك ظنت انها دفنتها

"هل يشبه خافيير "

"كيف عرفت ،هل تعلم من يكون "

سمعت يلعن في سره قبل ان يجيبها

"بلي ، انه ماسيمو اسكاليني دي مارينيز فرع آل دومينوفيسكي"

صاحت به بذهول

"هل هو شقيق خافيير "

"لا ، بل يكون ابن ليوناردو شقيق دانيلا الاكبر والوريث الشرعي لعشيرة آل دومينوفيسكي قبل ان يتم اقصائه من المنافسة بواسطة خافيير "

"لحظة هل آل دومينوفيسكي أكثر من عائلة غير التي تخص عائلة خافيير "

سؤالها العفوي ترك بيترو يضحك رغما عنه قبل ان يجبها

"احقا لم تعرفي ، لهذا هم يسمون بالعشيرة ، بالطبع هم عائلات وليس عائلة واحدة،وليس هم فقط فحتي آل تشابو وانتم آل دون خوان ، لستم مجرد عائلة واحدة بل ينطوي اسفل هذا الاسم عدد لا يحصي من العائلات قرر معظمهم ترك المافيا للابد بعد ان يأسوا من الظفر بمقعد محترم في سلم الحكم ومن عاند بالبقاء دفن اسفل التراب في حرب العروش هذه، وحين نجمع هذه العشائر مع بعضها نحصل علي عائلة واحدة كبيرة تسمي إسكاليني دي مارينيز وهي كانت موحدة قبل ان ينقسموا لثلاثة اقسام وانت تعرفين الباقي "

"هذا مربك ، اعني لم يذكر لي احد هذه المعلومة من قبل ، اعني جزء تعدد العائلات هذا، ظننت انهم يسمون عشيرة بسبب الاتباع فقط . اذا هذا يعني ان ولاء العوائل الخمسة الداعمة لإسكاليني دي مارينيز كانوا لا يدينون بالولاء لا آل دومينوفيسكي فحسب بل ايضا دون خوان وآل تشابو "

"بالطبع لكن ،بطبيعة الحال بسبب نفوذ وتوسع آل دومينوفيسكي في ايطاليا فولاء هذه العوائل يكاد يكون محسوما بنسبة ١٠٠% لهم ،وكل ما يقرونه يطبق حتي وان كان يضرهم عكس ما كان يحدث بالنسبة لدون خوان او لتشابو حيث تتربع مصلحتهم فوق كل شيء "

"هذا مثير للاهتمام ، اظن انني بدأت اندم لعدم السماح لفضولي بالتنقيب اكثر خلف من يكون ماسيمو هذا والاسرار التي يحملها في جعبته ، لكن لا بأس فانت موجود هيا اخبرني بالمزيد عنه"

"ميرا ! "

قاطعت امتعاضه بسرعة

"بيترو ليس لدي احد لاسأله عداك لما لا تتعاون معي ها ، اخبرني ارجوك "

"الامر معقد بعض الشيء ويحتاج لوقت حتي اشرحه كاملا ،كما انك لن تستفيدي منه شيئا ،وكلما ابتعدت عن هذا المدعو ماسيمو كان افضل لك "

كانت لتستغرب ان استسلم من اول محاولة لها فهذه كانت احد وصايا نكولا العشرة، ابقائها بعيدة كل البعد عن كل ما يخص المافيا ظننا منه انها ستعيش حياة طبيعية خالية من المشاكل .

لكن لا بأس ستحرب مرة اخري وبحيلة يستحيل ان لا تقنعه.

"اعرف انك تفعل هذا لحمايتي وحتي تضمن ان لا اختلط معهم لكن ،الواقع يقول انني اعيش بينهم ، كيف سأقي نفسي من عدو انا لا اعرف حتي من يكون ، اعدك انني لن استخدم اي شيء تقوله الا لصنع درع حماية يقيني انا وخوان ،لن احاول حبك الخطط او الانتقام "

اعطت نظرة خاطفة نحو المقص الذي صنعته باصبع سبابتها والوسطي قبل ان يسترد بيترو تركيزها

"حسنا لكن تذكري انت وعدتني "

حافظت علي ابتسامتها حبيسة وهو تنتهي المقص

"بالطبع ،اسمعك "

اخذ بيترو نفسا عميقا يكفيه لعام قبل ان يشرع في سرد القصة الكاملة لها

"الامر بدأ قبل والدة خافيير ، وقتها كان الكابو هو سيرجيو إسكاليني دي مارينيز لديه ثلاثة اولاد وبنت وحيدة صغري ، باترسيو، ليوناردو، ايبغيل ،و دانيلا اصغرهم ، كان كابو قوي لكن في ذات الوقت اشتهر بعاطفته القوية التي كانت تؤثر علي قرارته وهي من كانت سببا في موته ، حين عفي عن خيانات لا تحصي لمساعده وصديقه المقرب دانزو حتي تسبب في النهاية باغتياله بمساعدة ابنه الكبير باترسيو تحت غطاء وعود بجعله الكابو المنتظر بدلا عن ليوناردو الذي تم اختياره باجماع من العشيرة وتوصية والده "

قاطعته ميرا بسبب فضولها المترسع

"لحظة اين رودريغو في هذا "

اعطاها ايجابتها بسرعة

"رودريغو كان ابعد ما يكون حتي يصبح الكابو ، فهو كان الابن الاصغر لفرانكسيكو دي مارينيز ، داهية من الخبث والذكاء ، ضاعت مواهبه تلك سدي بسبب اعاقته الحركية التي جعلت والده يفضل سيرجيو عليه ويدعمه حتي اصبح الكابو. وحين تم اغتياله ، استغل فرانك شحنة الغيرة التي كانت موجودة بالاصل بين الاخوة الثلاثة ابناء سيرجيو وجعلهم يأكلون بعضهم مخططا بذلك تنصيب ابنه هو ككابو لكن رودريغوا لم يكن خياره بل انطونيو الاكبر منه . وبالفعل قتل ابناء سيرجيو بعضهم والبعض وتبقي ليوناردو الناجي الوحيد مع دانيلا والذي كان اضعف من ان ينجو من خطة التصفية التي اعدها فرانكشيسكو لاعدام جميع ابناء سيرجيو المتبقين دفعة واحدة لولا تدخل رودريغوا في آخر لحظة ومنع حدوث تلك المجزرة بارتكابه مجزرة في حق عائلته ، لقد قتل اخوته واباه حتي ينقذ حبيبته دانيلا من الاعدام المحتوم، واثمرت تلك الخطوة في تنحي ليوناردو له من الحكم وتركه يتولي دفة القيادة بكامل رضاه ، لكن ذاك الرضا لم ترد باقي العائلات استمراره للصرامة التي كان يمتلكها رودريغوا وتخليه عن سياسية الارضاء التي كان يتبناه سيرجيو في تعامله وبكل تأكيد كان قد اورثها لي ليوناردو وريثه ،حاولوا اشعال النيران بينهما لكن دائما ما باءت خططهم بالفشل حتي كبر ماسيمو جنبا الي جنب مع خافيير . وشرارة الفتنة بدأت حين قتل والده ليوناردو في ظروف غامضة اشارت جميع اصابع الاتهام نحو خافيير الذي كان علي خلاف دائم معه خصوصا بعد اتهامه له بالوقوف خلف تمكن لويس من اختراق المنزل وسجن والده حتي يصبح هو الكابو بديلا عنه "

"وهل كان خافيير علي حق "

"لم يعرف احد ،لكن نتيجة لذلك تحول الصديقان لاعداء ،وكاد ماسيمو ان يقتل عائلة ردريغو باكملها في عملية انقلاب لكنه فشل، ليتم نفيه للعيش في روسيا بسبب ذلك من حينها بطلب من دانيلا التي رفضت قتل ابن اخيها الذي حاول ابادة عائلتها وهي من ضمنهم"

كل ما استطاعت ميرا فعله هو التنهيد بقوة من صدمتها

"خافيير وحقارته ستصول اي شخص الي تكريس حياته من اجل الانتقام منه ، تصرف ماسيمو كان طبيعي جدا اتجاه سارق قتل له عائلته واخذ منزلته "

لم يشاركها بيترو حماسها في الاستنتاج الذي قفزت له

"ان تعلمت شيئا واحد في عالم المافيا هذا فسيكون أن لا تحكم من طرف واحد ،كل واحد منا يحور سرد القصة بالطريقة التي تصنع منه دور المظلوم الذي لديه حق للدفاع عنه نفسه ضد الظالم فحذاري ان يكون العكس هو الصحيح "

لا تعلم لما ظلت نصيحة بيترو هذه تطن في اذنها مطولا حتي بعد مرور ساعة من ذلك الاتصال لكن عثورها علي ايجابة لهذا السؤال لم يكن بذا اهمية مقارنة بايجاد مقر رئاسة المافيا الذي قررت ايجاده ، حاولت الحصول علي المساعدة من ماريا لكنها اصرت علي عدم علمها ،بيترو لم يكن خيارا ملائهما وألبيرتو لم تملك له رقم هاتف . وهكذا بظأت رحلتها في السير بين الطرقات الي ان خطرت في بالها فكرة مجنونة لم تصدق انها نجحت بالفعل

"ذاك اللقيط هل حقا هو جاد الديه كل هذا الغرور حتي يكتب علي خرائط قوقل عنوان رئاسة المافيا "

لم تنفق وقتها في ابدءا غرابتها من هكذا تصرف واتبعت الموقع الذي قادها الي مركز حي لاكالسا ومن تلك البذلات السوداء التي تلقدها كل حارس لعين وقف امام المبني عرفت بانها وصلت للمكان الصيحيح

"الي اين تظنين نفسك ذاهبة يا صغيرة "

كان سؤال الحارس لها متوقعا وايجابتها اكثر توقعا منه

"اريد مقابلة خافي... اقصد الكابو سنيور خافيير دي مارينيز ، اخبره ان زوجته تقف في الخارج "

اعطي الحارس نظرة جانبية لواحد آخر وقف خلفه حتي ينضم اليه همس له في اذنه بكلام لم تتمكن ميرا من سماعه حتي ابتعد عنهم وأخذ يتحدث بهاتفه. وبعد دقائق صمت وانتظار عاد ليزف لها اخباره

"هذا الحق مكفول لسنيورا لاورا تشابو هل انت هي"

لم تتحكم في تعابير وجهها التي أنقبضت بانزعاج صريح لكن صوتها بلي ،اخذت نفسا عمقا لتقلل حدته

"لا ،انا ميرا ،ويبدو أن الوغد حقا تخطاني حتي وضع اسم تلك العقربة مكاني"

لم يرد الرجلان علي شتمها له وكل ما فعلا هو العودة الي امكانها تاركين اياها تغلي غيظا اتي معظمه من خافيير

"سنيورا هل تحتاجين لمساعدة "

لم تكن بحاجة الي رؤيت صاحب الصوت حتي ترسم ابتسامة مزيفة عريضة وهي تلتفت لمقابلته

"ماسيمو ، يالها من صدفة "

تجاهلت ضحكته الساخرة التي اطلقها اتجاه الحماس الذي نطقت به اسمه

"اجل يالها من صدفة سنيورا ..."

"ميرا ، نادني ميرا فقط "

" ما هذا الاندفاع ظننت انني سأتهم بعشر قضايا من الدرجة الاولي قبل ان احصل عليه مع هذه الابتسامة المخيفة التي غالبا ما يمتلكها القتلة المتسلسلين، هل تخططين لاستدراجي او ما شابه "

هذت رأسها بشكل طفولي حمله للضحك مرغما

"انا اتملغك حتي يظن الحراس اننا نعرف بعضنا البعض وبالتالي سيمحون لي بالدخول برفقتك، اطمئن ان استغلك فقط "

رد عليها بامتعاض مصطنع

"صريحة بشكل لا يطاق اكذبي علي علي الاقل ، لكن ما ادراك اني سأدخل الي هناك "

اعطته ايجابته وهي تتأبط ذراعه دون اذنه

"لاني بعكسك فانا اعرف انت من تكون، ماسيمو إسكاليني دي مارينيز "

ابدت ملامحه تعجبه الصريح قبل رده الذي نقل اليها عدواه

"هذا مبهر حقا سنيورا ميرا خافيير اسكاليني دي مارينيز السابقة "

رد علي ذوهلها بابتسامة ساخرة من عنده وهو يحكم الاغلاق علي يدها التي تتأبط ذراعه مضيفا

"حسنا اذا دعينا ندخل وانت في منزلة حبيبتي ما رأيك"


...........

نهاية البارت

Love you ♥︎

Continue Reading

You'll Also Like

5.3M 156K 105
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
1.2M 38.6K 30
the original story ........الرواية الأصلية 𝑩𝑬 𝑴𝑰𝑵𝑬 / 𝟐𝟐𝟎𝟏 عندما تقوم بيرلا بزيارة ألمانيا كرحلة للترفيه والمتعة تجد نفسها عالقة مع رجل...
250K 8.7K 39
النساء لا مكان لهُنَّ في حياته، عالمه ينصب على أبناء شقيقه وتوسيع تجارته في أنحاء البلاد. هو "عزيز الزهار" الرَجُل الذي أوشك على إتمام عامه الأربعين...
273K 26.1K 20
تَبدأ حِكايتِنا بَين بِقاع اراضٍ يَسكنُها شَعبّ ذا اعدادٍ ضئيلَة ارضٌ تُحَكم مِن قِبل ثلاث قِوات و ثالِثُهم أقواهُم الولايات المُتحدَة | كوريا الجنوب...