In Love With A Monster

By _arty11_

200K 9.1K 4.8K

أطفال الأنابيب هي تقنية مستحدثة إخترعت نهاية القرن الماضي بغرض المساعدة في زيادة فرص الإنجاب لدى الأفراد الذي... More

Prologue
Chapter 00|
Chapter 01|
New
Chapter 02|
Chaptrt 03|
Chapter 04|
Chapter 05|
Chapter 06|
very important
توضيح هام
Chapter 07|
Chapter 08|
Chapter 09|
Chapter 10|
Questions Time |
Chapter 12|
مواعيد النشر

Chapter 11 |

11.1K 710 778
By _arty11_

ملاحظة :

أولاً بالنسبة للفترة التي إستيقظ فيها مونستر من غيبوبته لم يتم توضيح حالته الصحية بالضبط في ذلك الوقت و هو شيء مقصود أجلته من أجل الحبكة و ستجدونه هنا لأن كثيرا منكم إعتبر ما حدث معه و نجاته من الهجوم شيء مبالغ.

أيضا يا رفاق يجب أن تعلموا أنني عندما وصفت مونستر بضخم البنية كنت أقصد ذلك حقاً ، لا أعرف كيف سأوصل لكم الصورة لكن جسمه القوي هو من حماه من الموت ذلك اليوم عندما تلقى الرصاصات لا ننكر أنه تأذى كثيراً و ذلك سيرافقه لمدى طويل لكن بالأخير هو بقي حياً و كنت قد وضحت هذه النقطة عندما قالها الطبيب لبابلو قبلاً لذلك آمل أن الفكرة وصلتكم.

ثانياً بالنسبة لشروط نشر الفصل سأطلب منكم عدم إستعمال تعليقات بدون معنى أو نقاط و رموز تعبيرية لأنها لا تحسب أعلم أن ذلك لأنكم تريدون أن يكون التحديث أسرع لكن هذه الطريقة لا تجدي نفعاً معي هدفي الوحيد هو أن يتفاعل كل من يشاهد الفصل حتى بتعليق واحد فقط لأن عدد مشاهدات الفصول حرفياً خيالي مقارنة بالتفاعل و هو شيء محبط جداً لي و أيضا أريد أن أشكر البنوتات إلي ظلوا يعلقوا حتى يوصلوا للشروط.

شيء آخر أرجو من الجميع أن يعودوا إلى الفصول السابقة و يقوموا بالتصويت و التعليق هناك حتى تتساوى كل الفصول مع بعضها.

و كذلك تجدون رابط جميع حساباتي في البايو قموا بإضافتها خاصة الإنستغرام لأن الفعاليات فيه ستبدأ في الصيف بحول الله و بما أننا وصلنا 1k على التيكتوك و الوات وصلوه حتى هو و شكراً مقدماً.

أحبكم جميعاً.

شروط التنزيل :

600فوت
600كومنت

إستمتعوا بالقراءة.

________________________

Pov : The Writer

بعد مرور عدة أسابيع :

توقفت سيارة الجي كلاس السوداء المظللة وسط الساحة الضخمة بعد تجاوزها البوابة الرئيسية لتستقر بجانب المدخل الفخم الذي يزينه تمثالين لزوج من الأسود الذهبية البراقة كالذهب الذي صنعت منه.

هرول السائق اليافع يتنحى من وراء عجلة القيادة آخذاً طريقه في إتجاه الأبواب الخلفية أين قام بفتحها بكل إحترام لسيدته المبجلة التي وضعت للتو أولى خطواتها تنزل إلى المكان بحلتها الأنيقة التي لا تختلف عن العادة.

تحمل بين يدها كتلة من البياض و التي كانت ستورمي الملتفة في معطف خشن من الكشمير الدافئ و الأصلي ثمنه لوحده يساوي كلية شخص عادي.....أجل لهذه الدرجة كانوا أثرياء.

وضعت ألارا قبلة عميقة مشبعة بحب أمومي على خد إبنتها الجميلة لا تتحمل لطافة هذا الكائن الصغير بين يديها لتقوم بدثرها جيداً بعد ذلك خوفاً عليها من برودة الجو الزائدة عن اللزوم في هذا الوقت من السنة.

بعدها أخذت تتقدم مجدداً نحو الداخل بملامح ثابتة لا تبشر بالخير أبداً تماماً مثل زوجها ، و ربما هذا ما دفع جميع الرجال الملثمين المتواجدين هناك ليحنوا رؤوسهم لها بكل خضوع و إحترام لأنها كانت ملكتهم____هذا ما أمر به الزعيم.

إنبهرت ألارا مما كانت تلتقطه عيناها في كل مرة تتوغل فيها أكثر إلى الداخل ، المكان كان غاية في الفخامة و الجمال حتى أن كل زاوية فيه تصرخ بالثراء الفاحش بدأً من تلك الثريات الضخمة التي تتوسط السقف الزجاجي العالي المفتوح على السماء المتقلبة مثل ذلك الذي أخذ عقلها في مشتل القصر وصولاً إلى اللوحات الكلاسيكية المعلقة على الحيطان ، بجانبها تصطف التماثيل الأثرية المعبرة عن الأساطير الإغريقية و الرومانية.

كل ذلك يشير إلى شيء واحد ألا و هو أن زوجها مالك هذا المكان.

فقد لاحظت طوال المدة السابقة التي قضتها بجانبه مدى إهتمامه بالأساطير التاريخية و خاصة المتعلقة بالحروب حيث قد أخبرها ذات مرة أن مصدر شغفه و إلهامه هو آريس ملك الحرب الغني عن التعريف_____هذا يفسر الكثير عن شخصيته.

بإنبهار لم تسمح له بأن يطفوا إلى الخارج كانت تراقب أدق التفاصيل و الهدوء هو كل ما يظهر عليها خاصة و أنها لم تكن لوحدها و زوج من الحراس الذين عينهم مونستر لمرافقتها لا يزالان خلفها بعدة أمتار يحرصان على سلامتها فضلاً عن أولائك الذين يمرون من هناك كل واحد منهم متفاجئ لوجودها هنا____و بهنا فأنا أقصد "مقر المافيا الخاص بآل ديابلو".

أجل يا سادة كل إمرأة طبيعية في هذا العالم تزور زوجها الحبيب في مكان عمله الذي قد يكون شركة مرموقة يعمل هو بها أو حتى يملكها هذا لا يهم.

لكن بالنسبة لألارا صاحبة الحظ السيء فهي الآن ترتاد مكان عمل والد إبنتها الذي تكرهه كثيراً داخل ما يشبه الثكنة العسكرية نسخة الأعمال اللاقانونية برعاية أكبر وغد خلق على هذه المجرة____مونستر ديابلو زوجها العاهر.

جعدت هي تقاسيمها بإستياء لتلك الفكرة.

« سيدتي! ».

فجأة بينما هي غارقة في مشاهدة لوحة ما إنتشلها صوت مألوف قادم من خلفها ، و هذا ما جعلها تغير ملامحها إلى الهدوء التام بينما تلتفت إلى آرتيوم الذي تقدم منها ببذلته المهندمة و مظهره المثالي على عكس البقية الذين كانوا ملثمين بالأسود من قمة رؤوسهم إلى إخمص أقدامهم و كأنهم ظلال صامتة لا صوت يصدر منها.

و على الأغلب أن مكانة ذلك الأشقر الروسي عند زوجها قد جعلت منه إستثناء عن الآخرين في طريقة ملابسه و ربما أشياء أخرى تنحاز للدموية لا داعي لذكرها.

فبالأخير هو لم يأخذ لقب يده اليمنى عن عبث.

في البداية كانت الحيرة و الإستغراب يحيطان بآرتيوم الذي ذهل من التواجد المفاجئ لزوجة الزعيم في هذا المكان الخطر الذي يعد بمثابة القلب النابض لإتحادية المافيا المكسيكية و العصابات التي تعمل تحت جناحها.

فبالعادة هم لا بشهدون على تواجد نساء العائلة هنا إلا لأوقات نادرة الحدوث و التي تكون لأسباب ضرورية لا تحتمل التأجيل و قد كانت مارتينا الوحيدة التي فعلت ذلك وفقاً للمكانة المهمة التي أعطاها الزعيم إياها في ما مضى من وقت.

و على ما يبدوا أن هذه القاعدة أيضاً لن تشمل آلارا ديابلوا التي قامت بكسرها بالفعل.

« سيدتي.....ما الذي تفعلينه هنا؟! ».______فورما إستقر قبالتها بادر آرتيوم بالحديث يستفسر منها بإحترام عن سبب تواجدها الغير مألوف.

رداً على ذلك رفعت له ألارا حاجباً واحداً بنياً مرسوماً بإتقان تتعجب منه بتلك الحركة على سؤاله الذي خرج بصيغة إستجواب مما جعل منه يلاحظ بسرعة ذلك الأسلوب الذي إستخدمه معها متنحنحاً من مكانه بحرج ليتمتم قائلاً :

« المعذرة منكِ سيدتي.....لكن قدومكِ كان غير متوقع قد فاجئني كثيراً فهناك إجراءات أمنية يجب إتخاذها لسلامتكما ».

« لابأس آرتيوم لقد تعمدت بالفعل إلتماس عنصر المفاجأة......بالمناسبة أين مونستر؟ ».

« مشغول بإجتماع مهم حالياً.....إذا أردتِ يمكنني إعلامه بحضوركِ ».

« أه لا!....لا داعي لذلك سأنتظره في مكتبه ».

« بالطبع تفضلي معي لأطلعكِ على مكانه »._____نبس يشير بيده إلى الأمام قاصداً مرافقتها إلى المكان المطلوب الذي كان على بعد ثلاثة طوابق نحو الأسفل من هذا المكان الذي كان أشبه بقاعة إستقبال لفندق خمسة نجوم.

الديكور المبهر لم يكن الشيء الوحيد الذي جذب إنتباه ألارا بل للهندسة المعمارية الإستراتيجية أيضاً النصيب الأكثر من إعجابها ، ففورما ولجت إلى المصعد وجدت نفسها تنزل نحو الأسفل بعدة طوابق على عكس الهيكل الخارجي للمبنى الذي كان يبدوا صغيراً نوعاً ما مقارنة بما يحدث فيه من أعمال مشبوهة حيث يحتوي فقط على خمسة طوابق عادية للتمويه فقط ليس و كأن كامل المكسيك على دراية بما يحصل في الداخل لكن عنصرا الإبهام و الغموص لطالما كانا ملازمان للسيد مونستر.

توقف المصعد و أخيراً عند الطابق المطلوب ليفتح الباب الذي سرعان ما ظهر من خلفه مساحة إسمنتية واسعة جداً كما أنها خالية تماماً من أي أثاث أو زينة غير صناديق خشب طويلة مصفوفة بطريقة منظمة بينما مجموعة من الرجال الملثمين يقومون بنقلها من مكان إلى آخر.

تقدمت ألارا تخرج من المصعد و شيء ما في الطريقة التي إنتشر فيها السكون المقيت هناك دفعها لتدفن رأس صغيرتها داخل صدرها حرصاً عليها من هذه المناظر غير السارة.

« كم من طابق هنا آرتيوم؟ ».

سألت هي تكسر ذلك الصمت بصوتها الخافت الذي كان سبباً في جلب بعض الأنظار ناحيتها من طرف العمال الذين سرعان ما أزاحوا أعينهم عنها عندما توضحت لهم هويتها____زوجة الوحش.

« إحدى عشر طابقاً سيدتي ».

« هل يشمل ذلك الخمس طوابق العلوية؟ ».

« لا تلك فقط من أجل التمويه! ».

« مكتب مونستر هنا صحيح؟ ».

« أجل!.....نحن بصدد التوجه إليه الآن ».

بعد ذلك الحديث القصير عاد الصمت ليخيم بين الإثنين و ألارا تفكر في نفسها عن مدة قذارة ما يحصل في الطوابق الأخرى من أعمال إجرامية كما سمعت سابقاً ، فزوجها متورط في كل ما هو غير قانوني و لا إنساني من أعمال ما عدى التجارة بالنساء لسبب ما تظنه خاصاً بماضيه الذي لا يزال نقطة إستفهام مهمة بالنسبة إليها و التي عليها معرفتها مهما كان الثمن.

كيف علمت ذلك....كاتالينا تثرثر كثيراً في بعض الأحيان.

مع كل خطوة يتقدمانها إلى الأمام كانت ألارا ترمي بأنظارها في كل زاوية تمسح المكان بأعينها البنية التي إشتدت قتامة بذلك الكحل الأسود الذي يزينها ، لقد كانت تبحث عن وجود أي كاميرات مراقبة هنا كما في البيت....لحد الآن لم يكن هناك شيء و هذا مؤشر جيد بالنسبة لما هي مقدمة عليه.

لقد جائت إلى هنا بهدف في رأسها و لن تخرج إلا و هو محقق.

أما آرتيوم و كونه شخص فطن لكل ما حوله فمن المؤكد أنه لاحظ ذلك الفعل الذي أثار إستغرابه للغاية لكنه في الأخير توصل إلى فكرة أن إعجابها بالمكان هو السبب رغم أن هذه الطوابق كانت أقل من عادية مقارنة بما هو فوقها.

خرجت السمراء من بحر أفكارها على صوت رنة هاتف الأشقر بجانبها الذي توقف فجأة ينتشله من جيبه ليظهر جهاز ما بشكل غير عادي و بذلك فأنا أقصد أنه لا يشبه شكل الهاتف الطبيعي الذي نعرفه حيث كان عبارة عن جهاز لوحي صغير بزرين غليظين و منطقة لمسح البصمة.

على عكس ما كانت تتوقعه لم يقم آرتيوم بالتكلم من خلال الجهاز بل قام بإدخال شيفرة ما لم تستطع هي فهمها كونها فقط عبارة عن أشكال و رموز عشوائية لا معنى لها.....على ما يبدوا أنها طريقتهم في التواصل لم تتصور أن مونستر ذكي إلى هذه الدرجة حتى يخترع لغة خاصة ليشفر أعماله.

و مرة أخرى لم تستغرب من مدى هوسه بالحضارة الإغريقية فعلى ما تذكر أنها قرأت في كتاب ما كيف كان المحاربون اليونان و الرومان يستخدمون هكذا طرق للتواصل دون لفت إنتباه العدو.

و أخيراً بعد ثلاثة دقائق من المشي توقفوا عند بوابة كان عليها نفس اللوح الإلكتروني الموجود على باب جناحها و مكتب مونستر في القصر و قد خمنت ألارا منذ الآن الغاية من وضعه.

و بالفعل كانت على حق عندما فتح الباب بمجرد ما أن تعرف على آرتيوم من خلال قزحية عينه و ليس البصمة.

« عفواً سيدتي.....مكتب الزعيم في ذلك الباب المقابل.....أنا الآن يتعين علي الذهاب لأمر مهم إذا أردتِ شيء ما فقط إستخدمي الجهاز في الداخل و سآتي فوراً »._____تحدث آرتيوم برسمية يشير إليها نحو الباب.

وجدت ألارا ذلك فرصة لا تعوض لتنفيذ خطتها عندما صاحت تحثه على الذهاب تمثل أنها بصدد الدخول :

« أوه بالطبع.....لا تهتم!......يمكنكَ الذهاب سنكون بخير ».

pov : Alara

وقفت عند الباب أتظاهر بأنني سأدخل المكتب أمام ذلك الآرتيوم الذي أعطاني ظهره يخرج من هذا المكان الذي سرعان ما تم إغلاقه بواسطة البوابة الأوتوماتيكية مع تفعيل النظام الأمني.

جيد أصبحت لوحدي هنا الآن يمكنني العمل براحة فقط من الأفضل أن يتأخر مونستر في إجتماعه.

بخلاف مكتب زوجي كان هناك باب أسود على الجهة اليمنى و الذي خمنت من الواضح أنه يعود إلى الروسي كونه مساعده الشخصي فبالتأكيد يجب أن يكون قريباً منه في كل لحظة.

رائع الباب كان مفتوحاً لذلك دخلت بسرعة إلى هناك ، وضعت ستورمي على الأرض لأتحرك براحة أكثر أبحث عما أريد ، مع أنه ليس الوقت المناسب لكن المكان كان مرتباً أكثر من حياتي اللعينة أراهن على أن صاحبه مهووس نظام.

حسب ما أراه لم تكن هناك خزانة سرية أو ما شابه و بدل من ذلك وجدت هيكل خشبي يحتوي على عدة رفوف كل واحدة بها مجلدات مختلفة الأحجام مصنفة حسب الأحرف الأبجدية ، أخذت واحدة منها لأقرأها فإذ بي أجدها مثل التي كانت في المنزل مجرد صفقات عادية لذلك لم أزعج نفسي بتفقد البقية.

مونستر شخص ذكي جداً لابد من أنه يخفي الجانب الغير قانوني من عمله في مكان لا تصله الأيادي___آه فقط لو أجدها سأرسله وراء الشمس.

فجأة إبتسمت لأحد الأفكار العشواية التي خطرت في بالي_____من جهة أخرى هذه الملفات تحتوي على تفاصيل سرية من المؤكد أنها ستخرب الكثير إذا سقطت في الأيادي الغير صديقة____من يعلم الأخطاء تحدث دوماً!.....ربما يقوم شخص ما ببعثها في بريد مجهول إلى أحد أعدائه عن طريق الخطئ.

سحقاً لذكائي هذا.

فتحت الهيكل الثاني الذي كان بأبواب و أكبر حجماً عن الذي سبقه نظراً لما كان يحتويه من أسلحة و رشاشات بمختلف الأنواع و مجدداً لم يكن هذا ما أريده ، لقد تملكني الإحباط قليلاً في إيجاد شيء مفيد!.

جسلت على الكرسي وراء المكتب أتنهد بإحباط بينما أحاول التفكير ، أعني ما دام أن هذا هو مقر الإتحادية فمن المفترض أن أجد فيه كل ما يلزم و ليس مجرد أوراق تافهة____لقد بت متأكدة الآن مونستر يملك مكاناً أكثر سرية حتى من هنا....لكن السؤال المطروح الآن أين هو يا ترى؟.

كانت ستورمي أمامي تستند على طاولة القهوة المربعة تقوم بضربها و هي تصرخ متمتمة بكلمات لم أفهمها أظن أنها ستبدأ بالنطق عن قريب من الأحسن لها أن تقول ماما قبل أي كلمة أخرى لأنها لو لم تفعل___سأتبرئ منها حقاً هذه المرة.

إستقمت من مكاني أنوي المغادرة و البحث في المكتب الآخر إلا أنني إنتبهت لشيء ما عندما تكرر ذلك الصوت الناجم عن ضرب ستورم للطاولة....و كأنه صوت الصدى هذا يعني أن هناك شيء ما أسفله!.

إقتربت أقرفص بجانب صغيرتي أفعل مثلها بالطرق على السطح و كما توقعت تماماً يوجد شيء ما داخلها و هذا ما دفعني لأتلمس الحواف بطرف أصابعي أبحث عن طريقة لرفع اللوح.

بطريقة ما كانت هناك حفرة صغيرة مخفية على قياس الإصبع ، أدخلت سبابتي هناك أرفع العارضة و بالضبط مثلما خمنت لقد كانت خزنة سرية لكن الغريب في الأمر أن ما داخلها فقط ملفين لا أكثر.

حملت الأول و الذي كان عبارة عن تقرير طبي و خمنوا المفاجئة____إنه يخص مونستر!!.

ما هذا أ هو يعاني من مرض ما؟.....لقد كان هذا الشيء الوحيد الذي خطر على بالي قبل أن أبدأ بالقراءة و أنصدم مع كل حرف.

يعاني المريض من حروق بسيطة من الدرجة الثانية و أخرى جد مستعصية من الدرجة الثالثة أدت إلى تشوه الجلد بدرجة كبيرة في مختلف مناطق الجسم....تضرر في الطيحال إثر الإصابة بطلق ناري مما إستلزم عملية إستعجالية لإستئصال الجزء التالف....إصابة الساق اليمنى بإعاقة جزئية نتيجة إختراقها برصاصتين تم إزالتهما و نتيجة للوضعية الحساسة سيعاني المريض لما بقي في حياته من آلام حادة بين الفترة و الأخرى يتم التحكم فيها بنوع قوي من المسكنات.....

إلى هنا قد توقفت غير مصدقة لما وجدته للتو كل هذا حدث مع مونستر أعني أعلم مسبقاً أنه تعرض لمحاولة إغتيال و على إثرها دخل في غيبوبة لكني أجهل تفاصيل ما حدث بالضبط ، الرجل حرفياً نجى من الموت بأعجوبة!!.

بالنسبة لساقه في الفترة الماضية كنت أستغرب عند رؤيته و هو يعرج بها في بعض الأحيان و يبدوا عليه أنه يتألم كثيراً عند الضغط عليها حتى عندما يتسطح على السرير يضع وسادة أسفلها ، مع أنني سألته لأكثر من مرة عن السبب لكنه لم يجبني بشكل صريح قائلاً أنها مجرد إصابة قديمة مما دفعني لعدم صرف أهمية لذلك.....إتضح لي أن تلك الأدوية التي كان يتناولها هي في الأصل مسكنات.

ستورمي التي كانت تشاغب قبل ثواني هدأت بشكل غريب و هي تراقبني بصمت ، يبدوا أنها شعرت بوالدها!.....لن أستغرب الرابطة بينهما قوية جداً.

حملتها إلى حضني أقبل فروة رأسها بينما أواصل القراءة بقلب يرجف......لقد كان مكتوب أنه بسبب وضعه الخطير دخل في غيبوبة لمدة تقارب الثلاثة و خمسون أسبوعاً عاش خلالها على المحاليل المغذية و أنابيب التنفس الإصطناعي و قد توقف قلبه خلال هذه الفترة مرتين على التوالي لكن بمعجزة كان نبضه يعود بعد القيام بالإنعاش ، و بسبب طول مدة غيابه عانى المريض من سوء تغذية حاد فقد على إثره نصف وزنه ناهيك عن فقدانه للكثير من الدماء خلال العمليات الثلاثة التي أجريت له ، و مكتوب أيضاً أنه تم إختراق جسمه بأربعة رصاصات إثنتيني منها في الساق واحدة في الكتف و الأخرى في البطن.

لا أصدق عيناي كل شيء يبدوا و كأنه يحصل في الأفلام فقط.....إذا وقفت الآن أمام مونستر بجسمه الحالي سأظهر أمامه كقطة صغيرة فما بالك و هو كان أضخم حتماً وحش!!.

كنت ضائعة في أفكاري أشعر بشي غريب داخلي و كأنه شفقة ممزوجة بالصدمة لا أعرف تماماً كيف سأصف ذلك لكنه شعور سيء.....مع أنني أكرهه لكن لم أتخيل أبداً أن رجلاً مثله قد مر بكل هذه التجارب البشعة ، أفهم الآن لما لا يظهر عاري الصدر أمامي هو لا يريد مني رؤية ما يحمله من ندوب على جسمه.

لم أستطع تحمل البقاء كثيرا و مشاعر سلبية قد أصابتني بالفعل هنا لذلك بسرعة قمت بتصوير الملف الثاني لكن قبل أن أغلق الطاولة لاحظت وجود بطاقة خاصة مكتوب عليها عيادة الطبيبة "أنيستا بردروف" أخصائية نفسية و إجتماعية.

لم أفكر كثيراً فيها و عقلي رجح أنها تعود إلى آرتيوم كون العنوان يقع في روسيا البلد الذي قدم منه ، شؤونه لا تهمني حتى أنشغل بها لذلك تركتها في مكانها و فوراً أعدت كل شيء كما كان لأحمل صغيرتي و أتوجه مباشرة إلى مكتب مونستر أين كان بإمكاني التصرف براحة أكثر.

و بالطبع لن تصدقوا ما وجدته في الملف الثاني.

مارتينا ديابلوا رغم العداوة بيننا لكن أنتِ شخصي الشرير المفضل منذ الآن.

_________________

Pov : The Writer

تطلب الأمر من مونستر ساعتين كاملتين حتى ينهي إجتماعه المهم و يتوجه بسرعة البرق إلى مكتبه أين دخل فجأة ليجد ألارا كآخر ما يحصل في الآونة الأخيرة في وضعية غريبة على الأرض.

و ربما هذا ما جعله يرفع حاجبه مبتسماً قليلاً ينظر لها و هي تقف على أطرافها الأربعة و ستورمي تجلس فوق ظهرها تشدها من شعرها و تصرخ لتتحرك تلعب بها لعبة الحصان____أو الحمار كما جعلتها تشعر.

هذه المرة لم يتحطم قلب ألارا كالمرات السابقة و كانت قد إكتسبت مناعة ضد فيروس الغيرة من علاقة الأب بإبنته اللعينة الخائنة التي كانت تستعبدها طوال الساعتين الماضيتين لتجرب معها كل الألعاب الطفولية غير أنها تخلت عنها بسرعة البرق عندما دخل والدها.

لكن من جانب آخر لم تخفي ألارا ذلك الجانب الذي كان فرحاً لعلاقتهما الوطيدة و معاملة مونستر الرائعة لإبنتهما ناهيك عن تغيره الجذري و هو بجانبها ، فهل سيصدق أحدكم أن رجلاً مثله قد يغير حفاظات طفلته و يحممها و يلعب معها إن أرادت و لا ينام إلا و هي بين أحظانه.

حتماً شيء لا يصدق!.

فكرة إمتلاك صغيرتها لأب مثله لطالما حلمت هي به كانت تسعد ألارا كثيراً حتى و إن كانت هذه الحال لن تدوم طويلاً كلما تُذكر نفسها دائما بأنها ستتخلص من هذا الوضع عن قريب.

تحرك مونستر يسارع الذهاب إلى ستورمي يلتقطها من فوق والدتها قبل أن تقع ما إن لاحظ حركتها الزائدة رغبة في الذهاب إليه.

هذه الصغيرة حتماً شيء ما ، طوال الفترة الماضية و وجودها في القصر جلب السعادة للجميع لمشاكساتها و حركاتها الطفولية اللطيفة التي لا تنتهي ، و قد كان مونستر أكثرهم سعادة بذلك و هو يجد نفسه بين ليلة و ضحاها أباً لطفلة رائعة مثلها.

شيء يمكن أن يشفع لمارتينا فيما فعلته.

و صغيرته بين يديه كان مونستر قد تناسى تماماً وجود ألارا التي لعنت بسرها تقف من هناك عازمة على الإنتقام من تلك الصغيرة الخائنة اللعينة التي كانت تصرخ عليها قبل قليل و الآن فقط صوت ضحكاتها يصل إلى السماء مع والدها.

تحركت تنفض الغبار الوهمي عن ثيابها لتأخذ لنفسها مكاناً على الأريكة تضع قدماً فوق الأخرى عاقفة يديها كما حاجبيها و دون إرادة منها كانت قد شردت في هيئة زوجها و هي تتذكر ما وجدته في مكتب آرتيوم قبل ساعتين.

نظرت إلى مدى عرض منكبيه تفكر في داخلها هل حق كان أضخم مما هو عليه الآن؟.....الأمر لوحده جنوني! لم تستطع حتى تخيله!! ، من أطلق عليه إسم مونستر حتماً لم يخطئ بذلك.

أعينها دون قصد ذهبت تتفحص جسمه و الفضول يتآكل داخلها لنزع تلك الثياب حتى يتسنى لها رؤية آثار الحروق أسفلها ، حسب ما قرأته في التقرير فإن المنظر سيء جداً إلى درجة أنه لا يمكن إصلاحه حتى بالعمليات التجميلية.

تباً الفضول أسوء شعور قد يساور إمرأة مثلها عليها أن تجد طريقة ما لجعله يخلع ثيابه أمامها.

ترى ما الذي يجب أن تفعله؟.....هل تقوم بإغرائه و تأخذ مبتغاها أم تطلب منه ذلك بصريح العبارة!!.

مهلاً يمكنها أن تضع له منوماً في شرابه و تأخذ إجابتها عندما ينام.....فكرة رائعة ستعتمدها.

بينما هي مشغولة بأفكارها المجنونة كان مونستر يراقب تغير ملامحها بشكل مثير للإستغراب من اليائسة إلى الغاضبة ، المحتارة ثم السعيدة و الأغرب من كل ذلك أن مجال نظرها كان عليهم طوال الوقت و هذا ما جعله يفكر أنها فقط شعرت بالغيرة من إهتمامه بستورمي.

لذلك قام هو بتقبيل صغيرته لآخر مرة بعدما وضعها على الأرض بجانب ألعابها ثم تقدم سريعاً يجلس بجانب زوجته جاذباً إياها ناحيته بشكل حميمي.

« إذن ما الذي أحضر زوجتي المشاكسة إلى هنا؟ ».____همس قرب أذنها و عيناه تتأملانها بهيام.

عندها فقط خرجت ألارا من قوقعة عزلتها على أنفاسه الساخنة التي كانت تضرب صفيح بشرتها جاعلاً شعر جسمها الوبري ينتفض بكامله من القشعريرة التي أحدثها قربه منها.

إستدارت ناحيته محاولة بذل ما في وسعها حتى لا تظهر أي مشاعر على ملامحها تجعله يتأكد من أن قربه نقطة ضعف لها.....بالتأكيد هذا لا يعني أنها تحبه! و لكن ما تختبره معه من أحاسيس هو شيء جديد و غير مألوف بالنسبة لها لم تضع له حساباً من قبل.

« ربما لتزور زوجها المهووس بها! ».____تنهدت بلا مبالاة تنظر داخل عينيه بقوة.

« لتزوره أم لتتجسس عليه؟ ».______قهقه مونستر يقترب منها أكثر.

« الإثنان »._____بلعت ريقها تحاول إخفاء نبرة صوتها التي خرجت مهتزة.

أخبرتكم قربه يؤثر عليها.

« وفقاً لهذا أفترض أن الملفات التي أخذتيها من مكتبي لم تفدكِ بشيء إذن!! ».

بقوله لذلك كان مونستر قد أشار إلى ذلك اليوم الذي تسللت فيه إلى مكتبه في القصر بعدما خربته و قامت بتصوير عدة ملفات منه في محاولة منها للعثور على أي طرف خيط يوصلها إلى أعماله الإجرامية لكن دون فائدة فما وجدته كان عبارة عن :

« صفقات لإستيراد المواد الخام من إفريقيا و مناقصات لتصدير أسلحة مرخصة إلى الجيش الألماني....ليس بشيء سيدخلكَ السجن بيبي....لذلك!____الإجابة هي لا ».

رغم أنها حاولت على قدر الإمكان تمالك أعصابها لكن تذكرها للطريقة التي إحتال بها عليها إستفزتها كثيراً.....شكوكها كانت في محلها مونستر ليس بالشخص السهل أبداً.

لقد كان على دراية بوجهتها لذلك أفرغ المكان من ما كانت تريده ليترك لها مجرد أوراق و صفقات عادية لا تدعوا للشك ليبدوا و كأنه محض رجل أعمال عادي حتى فكرة كلمة السر كانت بتخطيط منه و هي التي إستغبته لوهلة.

الرب وحده من يعلم مدى قذارته____هذا المحتال الوسيم المهووس!.

« أنا لا أدخل السجن إن لم أرد ذلك بيبي ».____صرح مونستر بنبرة قاطعة.

« ممم.....إذن أخبرني السبب الذي دفعك لتدخله آخر مرة قبل الغيبوبة!! ».

« كان هناك بعض الحشرات التي إحتجت إلى تصفيتها ».

« و هل نجحت في ذلك؟ ».

« ما الذي تتوقعينه أنتي؟ ».

صمتها كان الإجابة التي تدل على معرفتها بالحقيقة التي لم تحتج لكلمات حتى تفهمها.....لقد أنهى المهمة و بنجاح أيضاً أعني ما الذي ستتوقعونه غير ذلك!.

كاتالينا أخبرتها في أحد المرات أن أخاها عندما يدخل إلى السجن يفعل ذلك و كأنه ذاهب إلى فندق ما ليقضي عطلة ، سرير مريح معدات رياضة ، طعام فاخر ، أبواب مفتوحة وقت ما يشاء و خدمات حميمية من النوع الرفيع.

أجل العاهر كان يعرف نساء قبلها!......لاحظوا السخرية رجاء.

هذا لا يعني أنها تغار___ذلك مستحيل!!....و لكنها تملك مبدأ ثابتاً في الحياة ما يخصها يجب أن يكون ملكها لوحدها.

بالرغم من أنه موضوع مزعج كيف لرجلها هي أن يكون ذو سوابق عاطفية إلا أن ألارا تجاهلت الغوص في هذه النقطة لتفتح فمها هادرة بلمعة جميلة في أعينها :

« المكان من الخارج لا يبدوا كمقر للمافيا....لم أتوقع أبداً أن يكون بهذا الشكل....الطوابق تحت الأرض.....فكرة خارقة! ».

لقد كان من الواضح جداً مدى إعجابها بهندسة المكان......ذلك راق لمونستر لدرجة كبيرة و هو يملي عيناه من رؤية وجهها المثالي يكتسي هذه اللمعة.

كلما أمضى وقتاً أكثر برفقتها زاد هوسه بهذه الإمرأة الإستثنائية____إمرأته الإستثنائية.

« لقد كانت فكرة والد اللعين جدي....هو من بناه قبل سبعين سنة »._____قال يدفن رأسه داخل جوف رقبتها المكشوفة.

« جميل ».____همست بإفتتان متجاهلة الفراشات أسفل معدتها.

« لا يوجد ما هو أجمل منكِ ».____فوراً أجابها بإنتشاء يترك قبلة رطبة في ذلك المكان.

« بالطبع لا يوجد!.....ماذا ظننت؟ ».____هتفت بإستنكار تقلب عينها بتكبر جاعلة من زوجها يحرك رأسه بقلة حيلة من غرورها الذي لا ينتهي :

« إستمري على هذه الحال و سأعصركِ لأبيع غروركِ في قناني جاهزة ».

« مشروع مربح....ستجني ثروة من ورائه ».

أدارت وجهها تخفي إبتسامتها المستمتعة عن مرآه لا تريده أن يظن أنها تتعاطى معه في الحديث أو أن ما بينهما شيء طبيعي ككل الأزواج لأنه حتماً ليس كذلك.

سمعته من ورائها يهمس ب'تباً لي' و هو يواصل الإبتسام كالأبله.

خفيف هذا المونستر.

« أنا جائعة! ».____تذمرت تنظر إليه بعبوس ترى كيف إستقام من جانبها يتوجه إلى الحمام المرفق يبتعد عنها غير أن صوته قد أتاها مرتفعاً من هناك حتى تسمعه حين أخبرها :

« لقد طلبت مسبقاً.....سيحضر الطعام بعد قليل ».

« لا أفضل أن نذهب إلى المطعم لقد إختنقتُ هنا ».____بنفس طبقة صوته صاحت من مكانها رافضة.

« الجو بارد جداً في الخارج ألارا......ستمرض ستورمي! ».____رد مونستر عليها بعدما خرج بوجه مبلل يقوم بمسحه بالمنشفة البيضاء بين يديه.

« لا تقلق أنت ملابسها ثقيلة....هيا لنخرج »._____عاندته للمرة المئة.

« عنادكِ هذا!....سيجلب آخرتي ذات يوم! ».______إستسلم بقلة حيلة لهيمنتها.

« و هو المطلوب ».

___________

.

.

.

.

.

.

.

.

Pov : Pablo

« و إلى هنا نصل إلى نهاية رحلتي مع السرطان......آمل أنكم قد إستفدتم من هذه التجربة التي كانت مليئة بالكثير من المشاعر و الأوقات الجيدة و السيئة.....نصيحتي الأخيرة هي لأولائكَ الذين تمكن منهم اليأس في محاربة هذا المرض ، السرطان ليس نهاية الطريق....صحيح أنها طريق صعبة جداً لكن نحن من نقرر إذا كنا نريد إجتيازها رغم ذلك أم نستسلم لليأس و ننهي أنفسنا منذ البداية........كانت معكم فينيسيا دولس في آخر فيديو لها في هذا الحساب.....تذكروا أن تبقوا سعيدين دوماً.....سلام ».

مع آخر كلمة لها في المقطع المصور أغلقت الهاتف أرمي به بعيداً عني بينما أرجع رأسي إلى الخلف أسنده بعشوائية أناظر السقف بخواء.

كلماتها ترن داخل آذاني لا تخرج......إبتسامتها ملتصقة بذهني لا تفارق......عيناها متربعة على قلبي لا تزول.....تلك الملاك المخادع التي أسقطتني في شباكها لا تريد تركي لمدى الحياة.

لقد وقعت في الحب و غصت في العشق حتى إبتلعني الهوس......أنا بابلو أورلوفيسكي الذي كنت أتنقل من إمرأة إلى أخرى فقط لطرد الملل عني أصبحت الآن مقيداً بفتاة صغيرة لا أستطيع نسيانها مهما فعلت.

لقد علمت أن ذلك سيحدث منذ أول مرة رف فيها قلبي لرؤيتها لكن غروري و ثقتي بنفسي جعلاني أحاول تجاهل الحقيقة الواضحة لوقت طويل.

كم أتمنى الآن أن أعود سنة كاملة للوراء حتى أتجنب لقائها في ذلك اليوم.....ذلك اليوم الذي غير حياتي بالكامل عندما صادفت في طريقي خارج المستشفى صوت ضحكات عالية تخرج من إحدى الغرف التي كنت قد تخطيتها سابقاً و لسبب ما كان ذلك الصوت المشبع بالأمل قد جذب إنتباهي ليجعلني أعود خطوات إلى الوراء____و يا ليتني لم أفعل.

عندها كانت عيناي قد وقعت لأول مرة على ذلك الملاك الذي سلب مني لذة العيش بحرية كما السابق.

كانت جالسة على الأرض بثيابها البيضاء الواسعة كما العادة تتوسط مجموعة من الأطفال الذين يبدوا عليهم المرض مثلها ، بين أصابع يديها النحيلة تحمل كتاباً برسومات كرتونية تقوم بقرائته للحشد الملتف حولها بينما تتصنع في كل مرة أحد شخصيات القصة بطريقة مضحكة دفعت الجميع ليقهقه معها رغم ما هم فيه.

في ذلك الوقت بقيت شارداً في أعينها السماوية التي خطفت أنظاري لأول وهلة تجذبني ناحيتها كالمغنطيس ، و قد كانت لحظة واحدة فقط تهورت فيها عندما حاولت الإقتراب لا إرادياً منها إلا أن صوت الممرضة الذي أفاقني من تلك الغفلة و هي تستفسر عن سبب وقوفي هنا جعلني ألعن داخلي بغضب على إنفلاتي لآخذ بكعبي منقلباً إلى وجهتي السابقة دون أن أهتم لما حدث قبل قليل غافلاً عن أنه سيكون سبب تغير حياتي للأبد.

بعدها توالت الأيام و طوال فترة بقائي بجانب مونستر في المستشفى كنت دوماً ما ألتقي بها سواء عند مكتب الإستقبال عندما ألمحها و هي تتكلم مع الممرضات هناك أو في القسم الخاص بمن هم تحت سن الرشد عندما تذهب لتلعب معهم ، ذلك علاوة عن الحديقة التي كانت مكانها المفضل أين قضيت معظم وقتي أراقبها من هناك أتوعد لها في داخلي بالموت على يدي بعدما آخذ منها ما قد يريده رجل مثلي من أي إمرأة.

لكن كل ذلك ضرب عرض الحائط في أحد الأيام التي غابت فيها ضحكتها و قد ساد الجو الخانق على كامل المستشفى.

أتذكر ذلك اليوم جيداً قبل ستة أشهر عندما تعرضت هي إلى وعكة صحية كانت ستموت بسببها لأن جسمها لم يعد يتقبل العلاج ، الممرضة المسؤولة عنها هي من إكتشفت ذلك عندما دخلت لتطمئن عليها في منتصف الليل لكن المفاجئة عندما وجدتها مغمى عليها بجانب السرير لا تتنفس و معدلات نبضات قلبها كان قد إنخفض إلى أدنى مستوى.

هل تعلمون ذلك الشعور عندما تشعر بروحك و هي تسحب منك لحقيقة أن شخصاً ما تهتم به قد لا تراه مرة أخرى.....هذا ما حدث معي و جعلني أتأكد في تلك اللحظة بالذات أنني وقت في حبها بلا حول و لا قوة مني حتى باتت فكرة موتها التي كانت محببة لي كابوساً فعلياً حرمني راحة البال لفترة طويلة.

عند تلك الذكرى المشؤومة إستقمت من مكاني بضيق أتوجه ناحية البار في الزاوية آخذ كأس خمر مركز أبلل به رقي الذي جف خوفاً من ذاك اليوم......تخيل الفكرة لوحده كفيل بجعلي أصاب بنوبة عله من الصعب أن أخرج منها.

أعلم أنني رجل فاسق و لا يستحق حتى ذكر إسم الرب على لسانه القذر لكن إن كان الإلاه سيقبل مني دعوة واحدة فأنا أترجاه ليحميها و يبقيها على قيد الحياة لأن حياتي أصبحت مرتبطة بوجودها إن حدث لها شيء ذلك يعني نهايتي الحتمية.

صغيرتي فينيسيا هي كل ما أتنفس من أجله بعد الآن...... من الصعب أن أعترف بذلك لكنها الحقيقة.

اليوم كان آخر يوم لها في المستشفى بعدما شفيت من المرض فعندما تم إنقاذها بصعوبة كان الحل الأخير لإنقاذها هو زرع نخاع شوكي جديد لها كون النوع الذي أصابها هو اللوكيميا أو ما يعرف بسرطان الدم النخاعي المزمن.

لقد كان من الصعب جداً تأمين نسيج يتوافق مع خاصتها بنسبة كبيرة لكني في الأخير إستطعت فعل ذلك بطريقة غير قانونية عبر العصابات التي تتاجر بالأعضاء البشرية مقابل ثروة هائلة كون الخدمة كانت خاصة و في ظرف وقت قصير ، ثم بعدها قدمتها لإدارة المشفى بصفة متبرع مجهول لا يريد كشف هويته و قد نجحت خطتي بالفعل......فعلت كل ذلك و أنا غير مهتم بما سيحصل أو أنه هناك إحتمال أنني تسببت في موت شخص فقط لإنقاذ من أحبها.

لست نادماً على ذلك و إن عاد بي الزمن سأفعلها مجدداً دون تردد_____حياتها أهم من أي شيء آخر بالنسبة لي ، درجات الهوس وصلت بي إلى مراحل خطيرة لدرجة أنني سأتجاوز جميع الحدود لأجل أن أحافظ على إبتسامتها الجميلة فقط.

يمكنكم دعوتي بالمختل ، المجنون ، أو حتى المريض النفسي لا فرق بينها لأن لا شيء يهمني بعد الآن.....كل تركيزي ينصب عليها و على الطريقة التي سأجعلها تحبني بها.

أجل لم يسبق لي حتى أن إقتربت منها هذا إن لم نحتسب المرات التي تسللت فيها إلى غرفتها و هي نائمة لأراقبها طوال الليل دون ملل أحسب كل نفس يخرج منها.

المرة الوحيدة التي لاحظتني فيها هي في المصعد عندما وجدتها هناك في البداية ترددت من الدخول و نبضات قلبي تسارعت تدق بقوة كأنها تريد إختراق صدري لكني دخلت بالرغم من ذلك بوجه هادئ لا يعكس صخب ما يجول داخلي.

فينيسيا التي كانت مخبئة أسفل ثيابها الواسعة رفعت رأسها فجأة ناحيتي و كأنها الآن فقط حتى لاحظت وجودي معها داخل المصعد المغلق بعدما كانت مشغولة في تأمل حذائها.

رفعت عينيها الزرقاء لي ترمش عدة مرات و كان يبدو عليها أنها تحاول تذكر شيء ما لكنها عبست في الأخير و هي تمنحني أجمل إبتسامة على الإطلاق.......إبتسامة ملائكية جعلتني أغرق فيها أكثر فأكثر.

من الصدمة لم أستطع حتى أن أتحرك أو أبدي ردة فعل حول ذلك و أنا أراها أمامي لأول مرة بهذا القرب.....أرى عيناها بهذا القرب المهلك ، تلك اللمعة التي جذبتني منذ البداية كانت الآن موجهة لي تنظر إلي لوحدي.

و كم إحترقت في تلك اللحظة لأقترب أكثر أستشعر دفئ جسمها الضئيل ألمس بشرتها الشاحبة و أكتشف ما تخبئه أسفل تلك الثياب____صبراً جميلاً دون بابلو سيأتي يوم و ستفعل فيه كل ذلك لأن الأولوية الآن هي عدم الإقتراب منها حتى لا توضع في دائرة الخطر المحيطة بي.

الحرب التي سندخلها في غضون أسابيع لن تمر على خير و بالطبع ستكون نتائجها قاسية لذلك الأحسن الآن هو أن أبتعد عنها قدر المستطاع حتى لا تتأذى بسببي.

بهذا التفكير أدرت وجهي عنها أتصنع عدم الإهتام تجاهها مما دفعها لتعبس من تصرفي الفظ ، كنت أراقب إنعكاسها المثير على الزجاج بخلسة و الرغبة بها تكاد تتفجر داخل عروقي.

أعلم أنها ليست الأجمل في العالم و لا الأكثر إثارة حتى أنني واعدت من هم أكثر جاذبية و حُسْناً منها لكن داخل أعيني هي مثالية بغض النظر عن جميع المقاييس.

كنت كل فترة أطمئن على وضعها الصحي من طبيبها الخاص الذي قد أنبأني قبل أيام أنها شفيت بنسبة كبيرة لكن تحسباً لأي إحتمال ستظل تحت المراقبة الطبية المنتظمة.

كما قلت سابقاً لم أستطع في الفترة الماضية الإقتراب منها حتى أحميها من الخطر لكن الآن و بعد إنتهاء الحرب و القضاء على جميع أعدائنا حان الوقت الأن أبدء في التحرك لجعلي أتقرب منها.

لا أريد أن أكون من ذلك النوع الهمجي_____أختطفها و أضعها في بيتي رغماً عنها ، مع أنني قادر على ذلك لكني لا أريدها أن تكرهني ، مبتغاي هو أن تحبني بإرادتها لكن بالطبع إن لم تفعل!...ذلك سيدفعني للتحرر من قشرة الرجل النبيل المتفهم و هو شيء لا أعتقد أنها ستحبه على الإطلاق.

الآن كنت داخل سيارتي المظللة أقف أمام ذلك المستشفى الذي أصبحت خلال السنتين الأخيرتين أرتاده أكثر من منزلي ، أنظاري كانت متوجهة ناحية الباب أتطلع بشغف لخروجها لقد مضى الكثير منذ أن قابلتها وجهاً لوجه.....كنت أصبر نفسي دوماً بتلك الفيديوهات التي كانت تنشرها على حسابها الشخصي كنوع من التقارير اليومية حول حياتها مع المرض و النصائح الإيجابية التي تقدمها لكل من هم في مثل حالتها.

للصراحة تلك المواضيع لم تكن تهمني بقدر ما أهمني أن أشبع من رؤيتها و هي تبتسم و لمعة أعينها تلك لا تفارقها......الهالة الإيجابية التي تدور حولها كانت شيء نادراً و مميزاً بشكل مثير.

كانت لحظات فقط مرت علي كالدهر حتى خرجت فينيسيا و أخيرا من الباب الأمامي تجر بين يديها حقيبة للثياب بينما اقوم بتوديع الممرضات و المرضى الذين رافقوها إلى هناك____لم أستغرب من ذلك فالجميع هنا تقريباً يعرفونها.

بعد ذلك إستقلت سيارة أجرة بعدما ودعت الجميع لآخر مرة ، فوراً قمت بتتبعها أحاول التركيز على عدم تضييعها بين زحمة الطرقات.

بعد ربع ساعة بالتحديد توقفت السيارة داخل أحد الأحياء من أصحاب الطبقة المتوسطة تحديداً عند بيت صديقة صغيرتي سيلفيا زميلتها من أيام الثانوية ، هما يعيشان مع بعضهما منذ خمس سنوات تقريباً مع فتاة أخرى تدعى كارلا لكنها إنتقلت منذ أربعة أعوام إلى مكان ما بعدما أنجبت طفلتها دون زواج.

لقد قمت بالبحث عن معلومت إمرأتي منذ اللحظة التي ولدت فيها إضافة إلى كل شخص مقرب منها حتى أكون على دراية بجميع تفاصيل حياتها مهما كانت صغيرة.

المشاعر التي أختبرها لأول مرة معها تدفعني لإرتكاب أمور جنونية أحاول على قدر الإمكان السيطرة عليها ، فإلى أي مدى قد أتحمل بعد الآن و هوسي بهذه المرأة كالسم الذي يسري في العروق.

فورما إطمئننة عليها تحركت من هناك ألتفت إلى أشغالي التي تراكمت كالجبال و في عقلي شيء واحد......المرة القادمة عندما أعود إلى هنا ستكون هي بجانبي.

فينيسيا الصغيرة ما كان يجب أن أقع في حبكِ.

___________

إبتسمت ألارا للنادلة التي تضع الصحون لهم تتمتم لها بالشكر لتبدأ مباشرة في تناول طعامها بتلذذ و جوع بينما كالعادة قد تكفل مونستر بإطعام ستورمي التي كانت أكثر من مسرورة بذلك و هي توزع إبتسامة الأرنب خاصتها على الجميع.

تعلقها بوالدها أصبح مخيفاً.

فكرت ألارا بداخلها بينما تنظر لهم بطرف عينها كاللصوص لا تريد أن تكسر من نفسها أمامهما في هذه المنافسة الوهمية القائمة من نسج رحم غيرتها.

« زوجتي.....إلى أين وصلت بكِ التحقيقات »._______مازح مونستر يرتشف القليل من كأس نبيذه بينما يواصل النظر إليها تارة و إطعام صغيرته تارة أخرى.

« رسمياً تستطيع القول أنها إكتملت زوجي ».

تمتمت ألارا بنفس أسلوبه و هي تلتقط المنديل بجانبها تمسح حول فمها بطريقة راقية ليست بدخيلة عنها و قد لاحظت أثناء ذلك كيف إنحرفت أنظاره ناحية المكان هناك يراقبه بإستمتاع للحظات قبل أن يمد إبهامه يمسح بقعة ما على جانب ثغرها إتضح أنها بقايا من الصلصة.

« اللعنة على إنحرافكَ »._____هتفت بإشمئزاز و هي تراه بعد ذلك كيف إمتص ذلك الإصبع بكل جرئة أمام الملئ.

سافل عديم الأخلاق.

« هل تلعنين أمام إبنتكِ الصغيرة.....عار عليكِ ألارا ».

إبتسم مونستر بخبث يستفزها فيما تجاهلت هي ذلك تشرب من عصير التفاح خاصتها كونها لا تقترب من المشروبات الكحولية حتى الآن لأنها لازلت تقوم بإرضاع ستورمي.

« أخبريني ».____هز رأسه يشير إليها.

عندها لم تلبث ألارا ثانية لتقرب رأسها من الطاولة متجاهلة ما بينهما بينما تعض شفتها من الحماس المفرط الذي إعتراها و كأنها كانت تنتظره منذ مدة ليسأل :

« مع أنني لا أطيقها لكن حقاً عمتكَ الحرباء هي شريرتي المفضلة.....أعني إلاهي كيف لبشر أن يكون بهذا الذكاء؟..... »._____تمتمت بذهول تام تشد شعرها إلى الخلف.

« توقعت أنكِ ستقتلينها بعد معرفة الحقيقة.....لأنها السبب في زواجنا!! ».____أضاف هادئ الملامح بتفاجئ طفيف يمنح ستورمي قطعة من الخبز.

« بغض النظر عن ذلك هذه المرأة داهية.....كيف إستغلت الوضع لتجلب العينات و تلفيقات المستشفى_____أقسم لكِ أنني كدت أجن و أنا أقرأ الملفات!... ».

« ملفات!! ».____إستفهم مونستر بتعجب و شيء ما حول الطريقة التي أوصلتها إلى الحقيقة بدأ يتضح له.

« تلك التي وجدتها في مكتب آرتيوم......بالمناسبة أخبره المرة القادمة أن يضع أوراقه في خزنة سرية بقفل محكم بدلاً من أن يعرضها أسفل طاولة القهوة ».____تنهدت الخمرية بغرور تلعب بإحدى خصلاتها المموجة.

« لا يحتاج بيبي......لأن لا أحد يدخل إلى ذلك الطابق ».______بصق مونستر يخبرها بطريقته أن لا أحد غيرها قد دخل إلى هناك و هذا ما جعلهم مرتاحين في درجة حماية أوراق مهمة كتلك و غيرها من الملفات التي تفوقها سرية رغم أنها لم تجد بشكل كامل ما أرادته.

« هل تقصد أنني شخص مميز ليكون لي الشرف بفعل ذلك ».

« أنتِ لست أي شخص ألارا....أنتِ إستثنائي......إستثنائي المميز ».

« مهووس ».

« هل أفهم أن هذه شتيمة! ».____إستنكر مونستر بشكل يدعوا للضحك.

« إفهمها مثلما تريد ليس من شأني.....لكن المهم الآن هو أنني ربحت التحدي.....لذلك أستحق جائزة! ».____نظرت إليه بإصرار.

« حقاً....و ما الذي تريدينه؟ ».______إستنشق الهواء يدير أنظاره حول المكان.

« تعرى أمامي! ».

قالتها!....فقط قالتها بجدية و دون ذرة خجل.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

كانت الجامعة هي المكان الذي إلتقى فيه أنيلا و يوتا لأول مرة.....المكان الذي بدأت منه قصة حبهما.

أنيلا أو كما عرفت الفتاة المدللة إبنة أشهر محامي في روسيا و الفتاة الأكثر شعبية في جامعة بوطرسبورغ الدولية.

شابة في مقتبل العمر هدفها الوحيد في هذه الحياة هو تحقيق حلم طفولتها بأن تصبح محامية معروفة تماماً مثل والدها الذي لم يسبق له من قبل أن دخل قاعة المحكمة دون أن يخرج منها فائزاً مهما كانت الظروف.

جميع الناس من حولها كانوا يرونها عبارة عن النمط المعتاد من أبناء الأثرياء المدللين المتكبرين الذين قُدمت لهم الحياة على طبق من ذهب و بالفعل كانت هذه حقيقتها.

فغير أنها لم تكن تعلم حتى كيف تقلي بيضة أو تطوي قميصاً كونها أعمال إعتاد الخدم على القيام بها بدلاً عنها فطبيعة المحيط من حولها قد أكسبتها بعض الشيء تلك اللمحة الفاسدة و العنصرية لرواد الطبقة الثرية الذين يتحسسون من كل ما هو غريب عن مجتمعهم المخملي.

و بالتحديد الفقراء.

هذا لا يعني أنها تحتقرهم أو تقلل من شئنهم بل هي فقط تفضل الإبتعاد عنهم حتى لا تثير غضب والدها الذي نبهها منذ طفولتها على الإقتراب من هذه الفئة القذرة و الطفيلية على حسب قوله ، و لأنها فتاة مطيعة كل ما تريده هو نيل رضى والدها الذي تراه قدوتها المثالية فهي طبقت أوامره بما يتناسب مع تركيبتها الداخلية.

طيلة سنواتها العشرين لم يكن هناك أي حدث مثير للإهتمام في حياة أنيلا بعد دخول والدتها في غيبوبة مفتوحة إثر جلطة دماغية منذ أن كانت هي في العاشرة من عمرها الشيء الذي دفع والدها السيد يورتاس أن يوظف مربية خاصة للعناية بها نهاراً و اللهو معه ليلاً في مكتبه و أحياناً في غرفة الضيوف المجاورة للمكان الذي ترقد فيه أمها جثة حية.

مع أن ذلك كان يجلب الحزن إليها لكن لم يسعها إلا أن تكتم ألمها داخلها منذ سنوات و تدعوا الرب بكل براءة أن يشفي والدتها و تعود عائلتها كما كانت سابقاً____رغم أن الوضع لا يفقرق كثيراً.

بعد التخرج قُبلت أنيلا في الجامعة المنشودة بفضل معدل نجاحها الممتاز الذي جعلها تستحق مقعدها بجدارة و لذلك تعين عليها الإنتقال من مدينتها إلى سانت بطرسبورغ لتزاول دراستها.

أول سنتين لها هناك كانت رائعة بكل معنى للكلمة حفلات صاخبة ، مغامرات مجنونة ، أصدقاء جدد و الكثير غيرها من الأشياء التي إختبرتها في تلك الفترة إلى أن جاء اليوم الموعود.

بعد إنتهاء آخر محاضرة لليوم خرجت أنيلا من القاعة تزفر براحة و أخيراً كونها متعبة جداً و كل ما تريده في هذه اللحظة هو الإرتماء بأحضان سريرها الناعم و أغطيته الحريرة لتعوض ساعاتها الضائعة من الفترة الماضية التي إستغرقتها في التحضير للإختبارات التي تميزت فيها كما العادة لتكون الأولى على دفعتها ككل سنة.

كانت تمشي في الأروقة بخطى متزنة مستقيمة و مدروسة بالرغم من تعبها الشديد و مع كل خطوة كانت طبلة أذنها تلتقط تلك الهمسات المتطايرة التي تدور حولها هي من الطلاب الذين يحرقونها بنظراتهم مختلفة المعاني من معجبة إلى كارهة و غيرها.

الحديث عن جمالها و مثاليتها لم يكن موضوعاً قد يمل منه أغلبيتهم فكم من مرة تصدمهم هي بكعبها الجديد ذو التصميم الخاص أو ساعتها الذهبية التي تساوي ثروة ذلك طبعاً على غرار سياراتها الرياضية التي لا يرونها إلا على شاشات التلفاز و منزلها الخاص الذي يقع في أرقى المجمعات السكانية.

كل تلك الإمتيازات الخيالية جعلتها تكتسب لقب الفتاة الأكثر شعبية و هو شيء جعل من سمعة المدللة الغنية التافهة التي تقدم رشوة لتحصل على الإمتياز ترافقها دوماً بالرغم من أنها أكاذيب يصبرون بها أنفسهم فقط.

فكما يقولون دوماً : الحاقدون يحقدون.

قلبت أنيلا أعينها بضجر منهم غير مهتمة لما يقولونه عنها لتكمل مشيها إلى غاية أن أتاها إتصال من صديقتها سيليا التي أخبرتها بالحفلة التي ستقام الليلة داخل منزل أحد معارفهم لتوافق أنيلاً أخيراً بعد الإلحاح المطول الذي تلقته منها بالرغم من أنها حقاً جد مرهقة و قد إستنزفت كامل طاقتها بالفعل.

و هي مشغولة بالتفكير بأي فستان سترتديه الليلة لم تكن أنيلا لتنتبه إلى ذلك الشاب الذي كان يتقدم في الجهة المعاكسة لها بملامح مكفهرة و كأنه حقاً قادر على نحر عنق الغبي الذي سيتقدم إليه في هذه اللحظة.

و لسوء الحظ كانت أنيلا بدون وعي منها هذا الغبي.

في لحظة واحدة كانت تبتسم فيها لتصميم الفستان الذي قررت إرتدائه و في اللحظة التي تليها كانت تتأوه ساقطة على الأرض تفرك مؤخرتها بألم و جميع أوراق محاضراتها متناثرة من حولها.

فجأة عم السكون المكان و صمت الجميع مرة واحدة و هم يراقبون ما يحصل و الذي كان بتعبير أدق أشبه بمشهد مقتبس من فيلم هندي سخيف حين يبقى البطلان يتأملان بعضهما بصمت و الموسيقى الرومنسية تصدح في الخلفية.

غير أن هذا لم يحصل لأنه الواقع عندما إنحنى يوتا يجمع الأوراق في كومة واحدة ليضعها في حجر أنيلا التي تتذمر من ألم الوقعة كطفلة صغيرة ليلتفت مغادراً المكان كما فعل الأغلبية هنا دون أن يلقي بالاً لها تاركاً إياها تشتمه في سرها من الألم لكنها أيضاً لم تتفوه بشيء كونها هي المخطئة منذ البداية.

بالرغم من أن اللقاء الأول لهما لم يكن مهما إلى هذه الدرجة حتى أنه لا يحسب مقارنة بما حدث في نفس اليوم تحديداً ليلة الحفل حين دخلت أنيلا إلى ذلك البيت الجبلي في ضواحي المدينة تجلب كامل أنظار الشباب ناحيتها لرقتها و جمالها.

أول من إستقبلها بالأحضان كان جايكوب أو "يعقوب" كما ينطق بالعربية و هو شاب إفريقي تحديداً من المغرب قدم إلى هنا حتى يكمل دراسته في مجال الهندسة الميكانيكية ، شاب مرح يحب المزاح لكنه أغلب الوقت يملك دماً ثقيلاً في نظرها خصوصاً عندما يتعلق الأمر بآدم الفتى الجزائري و صديقه المقرب المعجب بها.

و لكم أن تتخيلوا ما قد يحصل إذا إجتمعا هاذان الإثنان.....حتماً كابوس.

المهم بعدما تملصت منهما بلباقة أو من جايكوب بالأخص لأن آدم شخص رزين و بارد لا يزعجها بقدر ما يفعل صديقه الذي يحاول جمعهما بأي طريقة بالرغم من أنها أخبرته لمليون مرة بأنها لا تشعر ناحيته بشيء و أنها تراه فقط كصديق لكن الآخر يصر دوماً على أن آدم شخص أكثر من رائع و فرصة ذهبية ستكون منحوسة إذا فوتتها____على حسب قوله طبعاً.

عند ذلك توجهت هي إلى الحديقة الخلفية التي فور ما أن وضعت أولا خطواتها فيها حتى داهمتها الضجة و الأصوات العالية المنبعثة منها إثر الصراخ و الموسيقى الحماسية.

تقدمت هي تسلم على رفاقها هناك لتأخذ لنفسها مكاناً بجانب سيليا التي كانت برفقة شاب ما منهمكة في تقبيله على مرئى من الجميع و على الأغلب أنه تسليتها الجديدة لهذه الليلة.

فكرت أنيلا تقلب عينيها في المكان.

حملت كأس التيكيلا الذي قدم إليها من طرف أحد الرفاق مرتشفة إياه مرة واحدة بعدما شكرته لتجعد ملامحها من الحرقة التي سببها في بلعومها لكنها لم تهتم كثيراً لتأخذ واحداً آخر من الطاولة الصغيرة أمامها تفعل كما الذي قبله.

لديها رغبة ملحة بأن تثمل بشدة هذه الليلة.

بعد الكأس الخامس شعرت أنيلا بالحرارة الشديدة تسري في عروقها ، بالرغم من الجو البارد لكنها بالفعل قامت بنزع السترة الجلدية لتظهر أسفلها التوب كروب القصير الذي كانت ترتديه و الذي يظهر تقريباً نصف بطنها المسطح بتلك الشامات الصغيرة المتناثرة عليه_____بعد تفكير مطول في البيت ألغت خيار الفستان لتستبدله بملابس أكثر راحة.

عندما كانت بصدد أن تضيف كأساً آخر إلتفتت إليها سيليا هذه المرة و كأنها للتو فقط حتى لاحظت وجودها بعدما كانت منهمكة في أمورها مع الفتى الأصهب بجانبها.

سيليا المخمورة جزئياً أخذت ثانية فقط تستوعب فيها ما يحدث من حولها و هي تنظر بإستغراب لصديقتها ترى كيف تبتسم لها بمرح بينما تطلب كأساً آخر.

« ما الذي تفعلينه نيلا؟.....السهرة لازالت في بدايتها! »._____تمتمت تحاول أخذ القدح من يديها و هي ترى حالتها لأنها بالفعل تعلم أن نيلا تثمل بسرعة خيالية.

« لا تقلقي سيلي فقط أريد أن أثمل هذه الليلة ».

صاحت نيلا بإبتهاج بعدما إرتشفت ما تبقى لها لتهرع مستقيمة من مكانها تهرب من هناك بينما تخبر الشقراء أنها تعتمد عليها في إيصالها إلى المنزل دون أن تسمع ردها و لا كيف رفعت لها إصبعها الأوسط تشتمها بقذارة.

في طريقها إلى المسبح الذي يقع في زاوية منفردة نوعاً ما إلتقطت هي زجاجة نبيذ من إحدى الطاولات لتفتحها مستمتعة بمذاقها الرائع بينما تستلقي متأملة السماء اللامعة.

أخبرتكم عزمت على أن تثمل و قد فعلت.

و هي تبتسم دون سبب كانت أنيلا تتمتم بلحن خافت لأغنية هادئة إعتادت والدتها دوما أن تغنيها لها قبل أن تنام ، مشاهد حياتها القليلة مع أمها الحنونة داهمت عقلها المخمور جاعلة من كومة المشاعر التي تخبئها تنفجر و أخيراً مظهرة نفسها على شكل تلك الغصة المريرة التي علقت بمنتصف حلقها تحثها على الصراخ بأعلى ما لديها من صوت علها تفتك من ذلك الألم الذي يهلك كيانها.

هي كانت متعبة بشدة____ليس جسدياً و إنما روحيا.

لقد إعتاد الجميع على رؤيتها على أنها تلك الفتاة القوية التي أكثر معضلاتها تتمثل في أي لون طلاء أظافر سيتماشى مع ملابسها التي سترتديها ليوم واحد و بعدها تتركها في الخزانة كتذكار أبدي.

لكنها ليست كذلك_____هي حقاً ليست كذلك.

كل هذه إشاعات إختلقها الناس دون أن يكونوا على دراية لما بداخلها بل فقط فضلوا أن يكتفوا بتحليلها كما يرونها أو بالأصل كما أرادوا أن يروها.

و هي وسط دوامة من المشاعر كانت دموعها تنزل دمعة وراء الأخرى بصمت دامث لا يسمع له حس و لا تراه عين كونها أصبحت غير مرئية بفعل ظلام الليل و إبتعادها عن التجمع.

كانت تلك الحرارة تستمر في الطفو إلى الخارج تحرقها من الداخل و تدفع الأدرينالين على الإندفاع في خلاياها حاثاً إياها على التجرد بكل ما يحيطها____حتى ملابسها الخفيفة كانت تزعجها.

و لحظة ما فكر عقلها المغيب عن الوعي بغباء يجعلها تتخيل المسبح المضيئ أمامها مليئ بالأسماك الصغيرة____الحيوانات المفضلة لديها.

إبتسمت هي كطفلة صغيرة تتذكر كيف كانت والدتها تشاركها في هواية جمع الأسماك بمختلف ألوانها و أحجامها ، حتى أنهما كانتا فيما قبل يقضيان عدة ساعات يشاهدان الأفلام الوثائقية التي تتكلم عن الحياة في أعماق البحار و المحيطات اللتان يعشقانه.

تقدمت أنيلا كملاك بريئة تمد يدها ناحية المياه تحاول إمساك أحد تلك الأسماك الصغيرة دون أن تنتبه أنها تجلس على الحافة تماماً مهددة بالسقوط.

لكن و لأن عقلها محجوب في هذه اللحظات ظلت تتقدم إلى أن إنتهى بها المطاف تحتضن المياه الباردة تغرق داخلها غير قادرة إلى الطفو للأعلى كونها لا تعلم كيف تسبح.

أجل ياله من حظ سيء.

كانت الموسيقى العالية و الإنارة الخافتة هي ما منع الشباب على الجهة الأخرى من إدراك ما يحصل مع أنيلا التي ظلت تتخبط داخل المياه في محاولة منها للنجاة لكن لا فائدة من ذلك و جهلها بالعوم إضافة إلى تخدر أطرافها من الثمالة لا يجديان نفعاً في مساعدتها ، و ما كانت إلا ثواني قليلة حتى إستسلمت للواقع تغطس عميقاً مغمضة العينان ترى طيف نفسها الصغيرة تبتسم لها مرة أخيرة قبل أن تذهب.

و كأنها إشارة من القدر في نفس تلك اللحظة أحست سيليا بنغزة في قلبها جعلتها تبتعد بصعوبة عن ثغر ذلك الأصهب الغبي المتشبث بها لتدير عيناها في المكان باحثة عن صديقتها لكن لا أثر لها.

ظلت تبحث و تبحث إلى أن جلب إنتباها صراخ إحدى الفتيات و هي تشير إلى المسبح مما جعل الجميع يهرولون إلى هناك لكن الصدمة ألجمتها تماماً و هي ترى أحد الفتيان يخرج من المياه حاملاً بين يديه جسد صديقة طفولتها الوحيدة.

تنفس يوتا بعمق يسبح ناحية الحافة متشبثاً بذلك الجسد الهزيل الذي سرعان ما وضعها على الأرض يقفز بخفة إلى جانبها يتحقق من نبضها الضعيف.

عند ذلك شابك أصابعه يقوم بالإسعافات الأولية لها بغية في إنقاذها ، فعل ذلك لعدة مرات لكن الأخرى لا تسجيب له مما جعله يلتفت للفتاة صاحبة الشعر الأشقر بجانبه يطلب منها أن تقوم بمساعدته بدلاً من البكاء الذي لا فائدة منه.

فعلت سيليا ما طلبه و هي تقوم بفرك أطراف أنيلا حتى تبعث الحرارة فيها بينما تراقب ذلك الشاب الذي إنحنى يزودها بالأوكسجين عبر التنفس الإصطناعي و يضغط على صدرها من الحين إلى الآخر.

إستمر الحال لدقيقتين كان الجميع قد يئسوا من إحتمالية نجاة أنيلا التي نفت ذلك عندما سعلت بقوة تخرج تلك المياه من جوفها و يوتا الذي أنقذها يطبطب بخفة على ظهرها.

و عندما إنتهت من ذلك عادت تستلقي على الأرض بتخدر تتنفس بقوة لا تستطيع تمييز أي من الأصوات حولها و كأنها قد إنفصلت عن العالم الواقع و كل ما تراه في تلك اللحظة هي عيون حادة تنظر إليها بإهتمام.

و لم تكن أنيلا لتعلم أن حدث الليلة هو نقطة تحول جذرية لما بقي من حياتها.

[ يتبع.... ]

_____________________

هاي إفريبادي إتس مي آرتي

أولا حبيت إني أتشكر صديقتي المغربية
ma_ri_na77
على الفيديو الرائع لي عملتوا على التيكتوك و إلي خلى كثير قراء منكم يعرفوا الرواية يا جماعة حتى هي عندها شهادة مثلي لهيك إدعولنا نحنا الإثنين و كل واحد وضعو مثلنا

إن شاء الله كلنا ننجح هذي السنة بمعدلات مشرفة💞💞

نعود إلى المهم كيف الحال أتمنى أن تكونوا بخير؟

قولوا سبحان الله تحديث آخر في نفس الشهر😭😭😭

المهم ما رأيكم في الأحداث؟

ألارا كشفت السر و أخيراً😁😁😁

على أساس يعني زوجة طيوبة تزور زوجها💃💃💃

أتمنى تكونوا فهمتوا إلي صار مع مونستر و حالتوا الصحية بعد ما إستيقظ من الغيبوبة لأن كثير منكم طلبوا توضيح.

برأيكم ما هي قصة الطبيبة النفسية و هل لها علاقة بمونستر🤔🤔

عارفة تخميناكم لوين حتروح بس حابة خبركم لا تنسوها🤸🤸

مونستر إبني اللي ما يحلى الفصل من دونوا🤧🤧

✨إستثنائي المميز✨

✨تعرى أمامي✨

ألارا دخلت التاريخ من أوسع أبوابو يا جماعة🙂🙂

وين تعتقدوا يكون مخبي الجانب الأسود من شغلوا؟

تذكروا المقر لأنوا رح ترجعلوا كثير و هو أصلا مرتبط بشيء بجمع بين مونستر و ألارا🤌🤌

و أخيرا الثنائي المنتظر🤧🤧

بابلو صاحب المشهد الأسطوري🥵

الشبه فتاة خلتو يصير شبه رجل😭😭

فينيسيا الحلوة تعافت من المرض و أخيراً بسبب إبني المهووس💃💃

كيف تتوقعوا رح تكون قصة هذا الثنائي✨

أحب طمنكم لا تتوقعوها فراشات لأنو رح تنصدموا🤡🤡

مسموح السب🙂

الثنائي الجديد أنيلا و يوتا🤭🤭

بدايتهم؟💗

ما حبيت ضيف تفاصيل و حوارات عشان ما تملوا لكن هذا فقط جزء من قصتهم الباقي سيكون عن قريب و بالتدريج.

أما إذا كنتم تتسائلون عن دورهم و كيف لهم علاقة بالأحداث فأبشركم إن وجودهم يخص ألارا و مونستر😉😉😉

نعود إلى الأساس كيف وجدتم الفصل بشكل عام؟

الأوضاع رايقة جداً و لا يوجد مصائب لحد الآن☺️☺️

ما الذي تتوقعونه في الفصل القادم؟

لا تنسوا التعليق بين الفقرات؟

باي

Continue Reading

You'll Also Like

104K 2.1K 98
سلام عليكم.. بعد غياب فقصة #أحببت_رجلا رجعت برواية جديدة تحت طلب ديالكم قصة جديدة احداث متنوعة نايضة غيرة وتشوييق عقد كوميديا دراما مواااقف... #جن...
21.2K 2.5K 11
تعرض تايهيونغ لسوء المعاملة من قبل ابيه و القطيع لدرجة ان جزئهُ الحيواني بات ضعيف... واخيرًا قرر الهروب من كل هذا... وفي اول لحظات الحرية تعرض لحادث...
45.5K 114 6
قصص مثيرة شهوه واقعيه روايات حب رومانسيه نار حضن قصص قصيرة اسئله جريئه
28.5K 1.3K 12
Bart2